باحث

السلام عليكم. تناولنا القضايا الالحادية المتعلقة بالكون والحياة. وتناولنا بعض دلائل وجود الخالق سبحانه اشهر الصفصطات الملاحدة والرد عليها. وسوف نتناول ان شاء الله في هذه الحلقة الدين ودلائل النبوات. فلن - 00:00:00ضَ

نبدأ الحلقة الاولى على بركة الله كيف نشأ الدين؟ كيف كانت نشأته؟ يفترض الملاحدة والماديون ان الدين نشأ نتيجة نظرة الانسان في صفحة الكون ونتيجة لخوفه من بعض الظواهر الكونية. وهذا الكلام الالحادي فيه ثلاثة اشكالات - 00:00:20ضَ

الاشكال الاول كيف يكون النظر في الكون او الخوف من بعض ظواهره كيف يكون مصدرا لايقاظ الشعور الديني العميق عند جميع الامم؟ ما علاقة حدوث ظاهرة كونية بنشأة دين به مراسيم وطقوس والتزامات. الاشكال الثاني استمرار اية ظاهرة - 00:00:46ضَ

كونية على نسق واحد وعلى وتيرة واحدة يجعلها امرا مألوفا لا يلفت النظر ولا يحتاج الى فلن تكون دافعا لاية ردة فعل ميتافيزيقية. الاشكال الثالث لم يكن باعث نشأة الدين الخوف البدائي - 00:01:10ضَ

اطلاقا بل باعث نشأة الدين في كل الحضارات هو روح القوة والعظمة والاستعلاء. لم يكن اطلاقا الاستسلام او الخوف او الجبن بداية لاي دين. اذا الاشكالات الثلاثة في الطرح المادي بايجاز ما علاقة الخوف البدائي - 00:01:30ضَ

بنشأة دين متكامل بمراسيمه وطقوسه والتزاماته. اضطراب الظاهرة الكونية على نسق واحد يجعلها امرا مألوفا باعث الدين دوما هو روح العظمة والاستعلاء وليس الخوف او الجبن. هناك ايضا اشكال اخر يبين تفاهة هذا - 00:01:50ضَ

المادي وهو لو كان مصدر الدين هو المشاهد الكونية. وكان هدف الطقوس استرحام الطبيعة لما استمر الناس على التدين بعدما ظهر ان هذه المحاولات عابثة بلا جدوى. فالظواهر الكونية يحصل لها التكرار بنفس الوتيرة - 00:02:10ضَ

وبنفس الاضطراب وبما ان الدين لم ينقطع يوما ولم ينفصل عن الجماعة الانسانية عبر كل تاريخها فلابد ان يكون له منشأ اخر مستقلا تماما عن هذه النظرة الالحادية الاختزالية الطرح الثاني الذي يقدمه الملاحدة في نشأة الدين هو ان الجماعات البشرية القديمة انشأت ما يعرف بالتوطن توتن - 00:02:30ضَ

حيث تشترك العشائر في لقب واحد يعرف بالتوأطم وهذا التوطن في الغالب يكون لقبا حيوانيا. تقوم القبيلة او بانشائه ومن هنا يبدأ الدين في الظهور. لكن اليوم علماء الاجتماع يسخرون من هذا التصور. فقد تبين - 00:02:59ضَ

التاريخي ان هناك امم كاملة وحضارات باكملها بل وقارات لا تعرف شيئا عن توطن وليس عندهم نظام الالقاب الحيوانية. ومع ذلك توجد لدى هؤلاء جميعا عقيدة الايمان بالله الواحد والاعجب من كل ما سبق انه قد تبين ان فكرة التوطم لم تكن اصلا فكرة دينية وانما هي فكرة اقتصادية - 00:03:19ضَ

التوطم هذا الرمز لم يكن رمزا دينيا. ولم تكن له علاقة بديانة القبيلة. وانما مجرد شعار قومي يعرف القبائل بانسابها شيء اشبه بالعلم الخاص بالدول اليوم. للاسف خيالات دور قيم ظلت لعقود تدرس - 00:03:49ضَ

في جامعات اوروبا باعتبارها حقائق تاريخية. وبالمناسبة دور قيم كان له دور كبير في تدليس المعرفة عند الاوروبيين وهذه النقطة تحدثنا عنها في الحلقة الثانية من هذه الدورة. كان دور كايم يصور لاوروبا ان حفلات القبائل البدائية - 00:04:09ضَ

بما فيها من عربدة ومجون كان يصورها كمظهر تديني عندهم. لكن تبين ان هذه الحفلات كانت تمردا على هيكل الحياة الاجتماعية والدينية للقبيلة. واصبحت اليوم هذه المسألة من اشهر تدليسات - 00:04:29ضَ

النظم القبلية في كل المجتمعات تقوم على الفصل التام بين الجنسين. لقد جعل دوركين باسلوب غريب جعل التمرد على والحفلات الماجنة مظهرا دينيا. والان ننتقل للسؤال الجوهري في هذه الحلقة. السؤال الذي لا يعرف اي - 00:04:49ضَ

ملحد جوابه او تحليله ماديا وهو من اين جاءت فكرة الاله الاكبر؟ فاطر السماوات والارض وعلى غرار اي جماد او مجتمع طبعت هذه الصورة وكيف قامت الدعوات لها عبر كل التاريخ وعبر كل الجغرافيا عبر كل الزمان وعبر - 00:05:09ضَ

وكل تاريخ الانبياء كانت الدعوة للايمان بالله الواحد. كل الديانات عبر كل التاريخ لو تفحصتها جيدا سوف وتكتشف انها تنتهي في الاخير للايمان بالله الواحد. مهما كان اغراق هذه الديانات في الوثنية سوف تكتشف فيها - 00:05:29ضَ

بقايا التوحيد. توحيد الله عز وجل شاخصة امامك لا محالة. ويأتي الشرك وتعدد الالهة كمرحلة نعم تعدد الالهة لا يظهر الا في مرحلة تالية بعد التوحيد النقي يأتي الشرك. وهذا الكلام صرح - 00:05:49ضَ

في كثير من علماء الانثروبولوجي العلماء الذين يبحثون في تاريخ الاديان مثل منير ويليامز حين قال التوحيد متقدم على كل الشرك التي ظهرت لاحقا. وطبقا لباحثين في دورية بريمتز مان الانسان البدائي فان تاريخ الدين عبارة عن تحلل - 00:06:09ضَ

او انحراف من سورة مبكرة خالصة ونقية من التوحيد. فهذه حقائق اركيولوجية انثروبولوجية يثبتها البحث في في تاريخ الاديان ان التوحيد دائما سابق على التعدد الديني النقي كان اولا. وقد اجرى عالم الانثروبولوجي والهالمشميت - 00:06:30ضَ

اجرى ابحاثا مكثفة على الاقزام والقبائل البدائية. وتبين له ان الجميع يعتقد باله واحد خالق مهيمن وقد قام شميت بنشر ابحاثه في كتابه مكانة الاقزام في تاريخ تطور الانسان وهي ايضا نفس النتيجة التي توصل لها عالم الانثروبولوجي الاسكتلندي اندرو لانج. فقد توصل لاينج الى ان الدين الاول هو دين - 00:06:50ضَ

توحيد السماوي واستند في هذا الى دراسات عن قبائل وسط افريقيا كالزولو والبوشبان وبعض قبائل امريكا واستراليا. ومن العجيب ان الفيلسوف الالماني الشهير فريدريتش شلنج قد اوضح في كتابه فلسفة الميثولوجيا ان التوحيد هو عقيدة البشرية الاولى قاطبة - 00:07:20ضَ

وان التعدد مرحلة تالية نتيجة فساد الاتباع. وقد وافق ادوان جيمس استاذ الانثروبولوجي والديانات المقارنة لبريطاني وافق هذا الطرح من لانج وشميت وشلنج وقرر ان عبادة الاله الواحد الاحد هو الاصل عند الانسان الاول - 00:07:40ضَ

هذه هي العقيدة التي ما زالت عليها القبائل البدائية. مثل قبائل ابي روجينال في استراليا والاقزام في افريقيا. فهنا يكون سؤال من اين جاءت فكرة الاله الاكبر؟ فاطر السماوات والارض وعلى غرار اي جماعة او مجتمع طبعت هذه - 00:08:00ضَ

وكيف قامت الدعوات لها عبر كل التاريخ؟ عبر كل الزمان وعبر كل المكان ومن خلال كل الانبياء. فحتى الهندوسية والتي هي من اكثر الديانات شركية اليوم تنتهي في الاخير الى ايمان توحيدي قديم. وهذا ما ذكره التقرير - 00:08:20ضَ

الى الحكومة البريطانية في الهند وفيه ان النتيجة العامة التي انتهت اليها اللجنة هي ان كثرة الهنود الغالبة تعتقد عقيدة راسخة في اله واحد اعلى. وهذا التقرير ذكره ويلدي وراندز في موسوعته قصة الحضارة. وانا من خلال قراءتي في - 00:08:40ضَ

روسية وجدت ان السادو الهندوسي ذاك الرجل الذي يرتدي ملابس زعفرانية يترك اهله ليعيش متوحدا هذا الساد لن يصل الى هذه المرحلة المتوحدة الا حين يتخلى عن كل الشركيات حين يتخلى عن كل الالهة الشركية - 00:09:00ضَ

ويؤمن بخالق واحد اول. فكل الديانات في اصلها على التوحيد النقي. وحتى مشركوا العرب عباد الاوثان ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فانى يؤفكون. والزرادشتية في اصلها ايضا ديانة توحيدية - 00:09:20ضَ

نعم ازدرادشتية كانت توحيدية لكنها اصبحت اليوم مثنوية مثنية اي تؤمن بالهين اثنين اله الواحد الخالق جعلوا معه الها صغيرا. نسبوا له خلق الشر. وهذا التصور الشركي المثنوي ظهر في مرحلة متأخرة فكل الديانات في اصلها ونشأتها على التوحيد واليهودي ايضا توحيدية لكنها بعد ذلك - 00:09:40ضَ

جعلت الاله الها قوميا خاصا بهم. فكل البشر عبر كل التاريخ في كل الديانات كانوا على لا لا اله الا الله لكنهم مع الوقت اتخذوا الوثنيات والشركيات والاصنام حتى تقربهم الى الله. والذين اتخذوا من دون الله اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى - 00:10:10ضَ

فالدين ظهر توحيديا. ثم اتخذ الناس الاصنام والالهة الارضية اتخذوها وسائط لله عز وجل. ولا يظنن ان هذه الاصنام كانت تعبد وحدها من دون الله في اي حضارة. بل هي كانت مجرد وسائط لله عز وجل. ولذلك - 00:10:37ضَ

شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومن ظن في عباد الاصنام انهم كانوا يعتقدون انها تخلق العالم او انها تنزل المطر او انها انها تنبت النبات او تخلق الحيوان او غير ذلك فهو جاهل بهم. بل كان قصد عباد الاوثان لاوثانهم من جنس قصد المشركين - 00:10:57ضَ

القبور من باب تعظيمها وجعلها وسيطا لله. لكنهم يعلمون ان الله وحده هو الخالق الرازق. نعم قد ينسبون لها نوعا من التقدير والتدخل. لكنهم يعلمون ان هناك خالقا واحدا سبحانه. ولذلك كان مشروع الانبياء جميعا الهدف - 00:11:17ضَ

الذي اتوا من اجله هو في باب دعوة الناس الى توحيد الالوهية افراد الله بالعبادة. لا في توحيد الربوبية افراد الله بالخلق لان كل البشر على توحيد الربوبية. ولهذا لم يرد التكليف بمعرفة وجود الخالق. وانما ورد بمعرفة التوحيد - 00:11:37ضَ

في شريك ولم يبق على هذا التوحيد وعلى نفي الشريك على افراد الله بالعبادة اليوم على وجه الارض سوى الاسلام الاسلام هو الدين التوحيدي الاوحد على وجه الارض. لذلك الدعوة للاسلام من ايسر ما يكون فهو دين الفطرة ولا تحتاج معه - 00:11:57ضَ

او لمقدمات عقلية فقط انت مطالب باثبات صدق الرسول. وهذا الامر سوف نتحدث عنه ان شاء الله في الحلقات القادمة فهنا السؤال لكل الملاحدة كيف اجتمع كل البشر عبر كل التاريخ عبر كل الجغرافيا على الايمان بالله الواحد للاسف ليس - 00:12:17ضَ

هناك تحليل مادي واحد لهذه الظاهرة الدينية. كلها تحليلات جوفاء قاصرة اختزالية الى ابعد حد ان النتيجة التي يجب ان نحررها هنا ان الدين هو الذي سار الى الانسان. وهو الذي نزل اليه. فالناس لم - 00:12:37ضَ

يعرف ربهم بافتراض العقد البدائي وانما بنور الوحي. وانما بنور الوحي. بنور الوحي. لذلك كانت بداية كل الديانات على نفس الصورة التوحيدية النقية. ثم تأتي الشركيات في مرحلة تالية. وما اتى الانبياء الا لاعادة - 00:12:57ضَ

الى هذا التوحيد مرة اخرى. والقرآن الكريم يخبرنا عن هذه الحقيقة التاريخية. فيقول الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. فدعوة كل الانبياء واحدة وهي ان يعود - 00:13:17ضَ

الى توحيد ربهم انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده لم يبقى على دعوة الانبياء التوحيدية التي اتوا بها سوى الاسلام واجب الحلقة اليوم ان نبدأ في قراءة كتاب العودة الى الايمان. نقرأ حتى صفحة ثلاث واربعين. رابط الكتاب في اول رابط في - 00:13:37ضَ

في وصف الفيديو اشكركم على حسن الاستماع جزاكم الله خيرا والسلام عليكم. الهي واسع الكرم ورب منيبا القدم - 00:14:03ضَ