السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد فحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله على موعد مع اللقاء الثالث والثمانين بعد المائتين - 00:00:00ضَ

من لقاءات التفسير ومع اللقاء الثامن والثلاثين من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا قد انتهينا في اللقاء الماضي وتوقفنا عند قول الحق جل وعلا ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. ولقد عفا الله - 00:00:23ضَ

ان الله غفور حليم اي ان الذين تولوا منكم يوم احد وادبروا وهربوا منهزمين يوم التقى الجمعان اي جمع المسلمين بقيادة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمع المشركين بقيادة ابي سفيان - 00:00:50ضَ

اولئك انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا اي اوقعهم الشيطان في الزلل والخطأ ببعض ما كسبوا من ذنوب لا حول ولا قوة الا بالله اي اوقعهم الشيطان في الزلل والخطأ - 00:01:15ضَ

ببعض ما كسبته ايديهم من ذنوب يقول ابن القيم في كلام يكتب ورب الكعبة بماء الذهب يقول فان القلوب يخالطها بغلبان الطبائع وميل النفوس وحكم العادة. وتزيين واستيلاء الغفلة ما يضاد ما اودع فيها من الايمان والاسلام والبر والتقوى - 00:01:36ضَ

اكرر هذه الكلمات ان القلوب يخالطها بغلبات الطبائع وميل النفوس وحكم العادة وتزيين الشيطان بوستيلا الغفلة يخالطها ما يضاد ما اودع في القلوب من ايمان واسلام وبر وتقوى واحسان فلو تركت القلوب - 00:02:13ضَ

في عافية دائمة مستمرة لم تتخلص من هذه المخالطة ولن تتمحص منه فاقتضت حكمة العزيز الحكيم سبحانه ان قيض لها من المحن والبلايا ما يكون كالدواء الكريه لمن عرض له داء - 00:02:50ضَ

ان لم يتداركه طبيبه بازالته وتنقيته كلام نفيس والا على هذا الانسان من الفساد والهلاك بسبب هذه الادواء والامراض المهلكة فكانت نعمة الله سبحانه وتعالى عليهم على اهل الايمان كانت نعمته عليهم بهذه الكسرة. الله - 00:03:16ضَ

بهذه الكسرة والهزيمة وقتل من قتل منهم يعادل نعمته عليهم بنصرهم وتأييدهم وظفرهم بعدوهم. والله العظيم والله العظيم كلام لن تجده الا لهذا الرجل الا لابن القيم رحمه الله تعالى - 00:03:52ضَ

كانت نعمته سبحانه وتعالى على الصحابة وعلى المؤمنين مع سيد النبيين صلى الله عليه وسلم كانت نعمته عليهم بهذه الكثرة وهذه الهزيمة وقتل من قتل منهم هذه النعمة تعادل نعمته سبحانه وتعالى عليهم بنصرهم وتأييدهم - 00:04:15ضَ

وظفرهم بعدوهم عليهم جل جلاله النعمة التامة في هذا وهذا النصر والابتلاء في الشدة والرخاء في السراء والضراء ثم اخبر سبحانه وتعالى عن تولي من تولى من المؤمنين الصادقين في ذلك اليوم - 00:04:39ضَ

وانه بسبب كسبهم وذنوبهم فاستزلهم الشيطان بتلك الاعمال حتى تولوا تدبر هذه الجملة الرائعة يقول ابن القيم رحمه الله فكانت اعمالهم جندا عليهم. يا الهي يا الهي والله الذي لا اله غيره لو لم تخرج من لقاء الليلة - 00:05:06ضَ

الا بهذه الكلمات بتدبرها فكانت اعمالهم جندا عليهم ازداد بها عدوهم قوة فان الاعمال جند للعبد او جند على العبد. ولابد اعمالك واعمالي جند لي ولك او جند علي وعليك - 00:05:36ضَ

فللعبد في كل وقت سرية من نفسه تهزمه او تنصره فهو يمد عدوه باعماله من حيث يظن انه يقاتل عدوه وهو يمد عدوه باعماله فتصبح اعماله جندا عليه في صالح وصف عدوه عليه - 00:06:07ضَ

حيث يظن انه يقاتل عدوه الاعمال ويبعث العبد المذنب العاصي المقصر يبعث الى عدوه سرية تغزوه تغزوهما عدوه من حيث يظن انه هو الذي يغزو عدوه اعمال العبد تسوقه قصرا - 00:06:39ضَ

رغما عن انفه الى مقتضاها من الخير او الشر والعبد لا يشعر او يشعر ويتناسى او يتعامى او يتجاهل ففرار الانسان من عدوه وهو قادر على غلبته وهزيمته تدبر معي فرار الانسان من عدوه - 00:07:09ضَ

وهو قادر على هزيمته وغلبته انما هو بجند من عمله هو انما هو بفعل الشيطان ولكن من رحمة الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى اخبر جل جلاله انه عفا عنهم لان هذا الفرار لم يكن على النفاق. حاشا لله - 00:07:39ضَ

لم يكن فرار من فر من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ناشئا عن نفاق هلا لذا لما كان عارضا عن ضعف عفا الله عز وجل عنهم فلما - 00:08:11ضَ

عفا الله عنهم عادت اشراقات وشجاعة الايمان الى قلوبهم فثبتوا ثم اكد الحق تبارك وتعالى عفوه عنهم في ختام الاية الجميلة ان الله غفور حليم غفور يغفر الذنوب الصهايئة والكبائر - 00:08:35ضَ

حليم لا يعجل العقوبة لمن عصاه ولعظيم فضله وجميل ستره وكريم حلمه كرر الله جل جلاله العفو عنهم مرتين مرتين وقال سبحانه ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم هذه الاولى - 00:09:10ضَ

ثم صرفكم عنهم اي صرف المؤمنين الموحدين من اصحاب سيد النبيين عنهم اي عن المشركين شرفهم عن المشركين ليه ؟ ليبتليكم ليختبركم ليمحصكم ليمتحنكم هذا الامتحان الشديد القاسي ليصفي الصف - 00:09:39ضَ

ليطهر القلوب ثم اخبرهم جل جلاله بعفوه عنهم فقال في المرة الاولى ولقد عفا عنكم وقال في الاية التي معنا الثانية التي كرر الله فيها العفو المرة الثانية عن اولئك الفضلاء الاخيار - 00:10:03ضَ

وقال جل جلاله ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم الغفور سبحانه هو الذي يستر ذنوب عباده ويغطيهم بستره واصل المغفرة التغطية والستر اصل المغفرة التغطية والستر يقول ابن القيم رحمه الله - 00:10:24ضَ

في نونيته الجميلة وهو الغفور فلو اتى اي العبد فلو اتى بقربها اي بقراب الارض من غير شرك بل من العصيان لاقاه بالغفران ملء قربها سبحانه هو واسع الاحسان الحليب - 00:10:50ضَ

جل جلاله هو الذي لا يعجل العقوبة لمن عصاه وهو قادر على اخذه بمعصيته في وقته ومكانه لكنه حليم يحلم على اهل الذنوب والمعاصي ولا يعجل العقوبة لهم وهو قادر عليهم - 00:11:15ضَ

من يتجاوز عن الزلات ويعفو عن السيئات هو جل وعلا يمهل عباده الطائعين ليزدادوا طاعة وقربا ويمهل عباده العاصين ليزدادوا توبة لعلهم يتوبون لعلهم يرجعون اليه سبحانه في اي ساعة من ليل او نهار - 00:11:40ضَ

ولو عجل العقوبة لمن عصاه وانتقم جل وعلا ممن خالفه وحاد عن حدوده وحرماته ودينه ورب الكعبة ما ترك على ظهرها من دابة كما قال سبحانه ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم - 00:12:10ضَ

ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقيمون قال ابن القيم رحمه الله وهو الحليم فلا يعاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصياني - 00:12:34ضَ

وهو الحليم فلا يعاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصياني ثم نهى الحق تبارك وتعالى المؤمنين عن مشابهة الكفار في اعتقادهم الفاسد وتصورهم الباطل لحقيقة القدر قدر الله خيره وشره قدره في الموت والحياة - 00:13:01ضَ

وقال جل وعلا محذرا لهم يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا. لي - 00:13:39ضَ

جعل الله ذلك حسرة في قلوبهم. والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير. ولان قتلتم في سبيل لله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون. ولئن متم او قتلتم - 00:13:58ضَ

لا الى الله تحشرون جميلة جميلة في خطاب واضح حاسم بين من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بالنداء يا ايها الذين امنوا لاثارة الاهتمام والانتباه لهذا النهي والتحذير حتى لا يزل - 00:14:18ضَ

ويردد مثل مقولة الكافرين في حق اخوانهم في الدين او في النسب حينما قالوا لهم لو كانوا عندنا لو سمعوا كلامنا لو اخذوا برأينا لو اخذوا منشورتنا وحكمتنا ولم يضربوا في الارض ويسيروا ويسافروا للتجارة - 00:14:44ضَ

او يخرجوا للغزو او للجهاد او للقتال او كانوا غزا اي لو لم يخرجوا للغزو وللجهاد والقتال لو كانوا مقيمين عندنا ما ماتوا وما قتلوا يا لها من سفاهة يا لها من عقول تافهة - 00:15:10ضَ

الحق جل جلاله يحذر احذر اهل الايمان ان يقعوا في مثل هذا المعتقد الفاسد الضال الباطل للاعتراض على قدر الله جل علاه احذروا ان تقولوا لمن خرج للجهاد في سبيل الله - 00:15:37ضَ

لو لم يخرج لما ماتوا وما قتلوا فان الله جل جلاله والمحيي المميت فمن قدر له الحياة فلن يقتل ولو كان في ساحة الجهاد والقتال. تدبر اكرر من قدر الله - 00:15:58ضَ

له الحياة لن يقتل ولو كان في ساحة القتال والجهاد ومن قدر الله عليه الموت فلن يعيش ولو لم يخرج لساحة الجهاد والقتال بل بقي على فراشه ان قدر الله عليه الموت - 00:16:19ضَ

تموت على الفراش وان قدر الله الحياة لمن خرج الى ساحة الجهاد سيعيش احذروا هذا المعتقد الضال الباطل الفاسد يجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم. اي ليجعل الله هذا المعتقد الضال الفاسد والقول الباطل - 00:16:40ضَ

حسرة وندامة في قلوبهم حاشا لله ان يكون المؤمن كذلك المؤمنون الصادقون يعتقدون اعتقادا جازما ان الموت والحياة بيد الله وتقديره ولذا قال جل جلاله والله يحيي ويميت سبحانه وتعالى يحيي ويميت في السفر والحضر - 00:17:03ضَ

في ساحة الجهاد والقتال وفي البيوت وعلى الفرش الامنة المطمئنة اذا حضر الاجل الذي قدره الله جل جلاله فلا مؤخر لما قدم ولا مقدم لما اخر ولا راد لما قضى - 00:17:33ضَ

والله بما تعملون بصير والله بما تعملون بصير سبحانه وتعالى العليم البصير المطلع على جميع خلقه الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور لا يخفى عليه شيء من اعمال خلقه - 00:17:55ضَ

بل هو محيط بها السر عنده علانية السر عنده جل جلاله علانية والغيب عنده شهادة وبعد ان حذر الحق تبارك وتعالى المؤمنين ان يعتقدوا اعتقاد الكافرين الباطل الفاسد وان يقولوا قولهم الخبيث - 00:18:23ضَ

يبين لهم سبحانه وتعالى ثمرة انفسهم في الجهاد في سبيل الله بالقتل او الموت ليكون ذلك مبعدا لهم عن هذا القول الباطل والمعتقد الفاسد وليكون هذا البيان الرباني موجبا لهم ليسلموا امورهم لله - 00:18:52ضَ

وليحببهم فيما عنده سبحانه جل علاه من مغفرة ورحمة هي خير من كل ما يجمعون في هذه الحياة. فيقول سبحانه ولئن في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون - 00:19:18ضَ

الله ولئن قتلتم في سبيل الله مش في سبيلي المادة او المغنم او الدنيا او الاعلام او الشهرة او الجاه او السلطان او الانا في سبيل الله من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا - 00:19:37ضَ

في سبيل الله اما من قتل من اجل المغنم والذكر والدنيا والهوى الى اخره هذا ليس في سبيل الله لذا تأتي هذه البشارة الربانية ولئن قتلتم في سبيل الله او متم - 00:20:09ضَ

اي ايضا في سبيل الله لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون. من يقتل في سبيل الله او يموت في سبيل الله فانما اعده الله جل وعلا له من مغفرة - 00:20:25ضَ

تمحو ذنوبه من مغفرة تغفر اي تغطي وتمحو ذنوبه وتستر عيوبه وما اعده الله جل وعلا له من رحمة يرفع بها درجاته خير له من كل ما يجمع الحريصون على الدنيا - 00:20:37ضَ

من كل ما يجمع الحريصون على الدنيا والتمتع بشهواتها ولذاتها فلا يليق بالمؤمنين الذين يرجون مغفرة ورحمة رب العالمين ويقدمونها على حظوظ الدنيا الفانية الزائلة لا يليق بهم ان يندموا - 00:21:05ضَ

او يتحسروا على من يقتل منهم من اخوانهم في سبيل الله على اي حال ماتوا او على اي حال تموتون الى الله تحشرون اذا قال جل وعلا بعدها ولئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون - 00:21:32ضَ

ولئن متم او قتلتم. فقدم الموت على القتل في هذا الموضع ليه لان الموت في الغالب اكثر من القتل والموت والقتل كلاهما يسوقان الخلق سوقا الى محشرهم بين يدي الحق جل جلاله. ليجزي المحسن على احسانه - 00:21:55ضَ

والمسيء على اساءته ثم انتقل القرآن الكريم نقلة فذة فريدة في ظل هذا السياق المشحون في هذه الاحداث من الام وامال وجراح وافراح ينتقل للحديث مباشرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:22:17ضَ

وما كان منه من خلق عظيم وحلم كريم ومعاملة نبيلة وادب عال وحكمة سامية راقية في تعامله مع اصحابه رضي الله عنهم وفي حلمه بهم ورحمته ورفقه بهم وعدم توبيخهم - 00:22:42ضَ

وتعنيفهم والتشدد عليهم في عتاب او تأنيب او تسفيه او تحقير او استهزاء مع ما كان منهم من ضعف وعصيان وفرار وانهزام وقال سبحانه في اية في غاية الرقة والجمال - 00:23:08ضَ

يثني بها الكبير المتعال على حبيبنا وسيدنا سيد الانبياء وامام الرجال يقول سبحانه فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم - 00:23:34ضَ

وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين. الله الله الله الله ما هذا الجلال ما هذا الجمال اسمع مني الاية مرة ثانية فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب - 00:23:57ضَ

ينفضوا من حولك اعف عنهم اعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر اذا عزمت توكل على الله ان الله يحب المتوكلين الاية رقم تسعة وخمسين اي ما لنت لهم يا رسول الله هذا اللين - 00:24:23ضَ

الاخاذ العظيم الكريمة ورفقت بهم هذا الرفق الرقيق وعاملتهم بهذا الحلم النبيل والخلق الجميل الا بسبب رحمة عظيمة من الله جل وعلا نالتك واودعها الله قلبك فنالت بركتها اصحابك وجميع المؤمنين بل والعالمين اجمعين - 00:24:48ضَ

وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. فبما رحمة من الله لنت لهم اي بهذه الرحمة الرقراقة الجميلة التي اودعها الله قلبك يا رسول الله لنت لهم لنت لهم نالت بركتها اصحابك - 00:25:17ضَ

والمؤمنين والامة بل والعالمين وصدق ربي اذ يقول في حقه عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين رؤوف رحيم ومدحه جل جلاله بقوله ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك الفظ والغليظ الجانب - 00:25:41ضَ

السيء الخلق وغليظ القلب والقاسي القلب الذي لا يتأثر قلبه ولا يرق للخلق ولا يرحمهم قلبه شديد القسوة اما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما عرفت البشرية احسن خلقا منه - 00:26:09ضَ

وما عرفت البشرية ارحم في الخلق منه ولقد رزقه ربه جل جلاله حسن الخلق وجمال الخلقة ونور العقل ودقة الفهم وفصاحة اللسان ورزقه الرفق والحلم واللين والرحمة والرقة والعلم والصبر والشكر والعدل والزهد والورع والتواضع - 00:26:45ضَ

والعفة والحياء والجود والكرم والصدق والشجاعة والمروءة والعفو والسخاء ثم اثنى عليه بكل هذه الصفات وغيرها في اية قرآنية بديعة فذة اشهد انها كلام ربي. حيث قال له وانك لعلى خلق عظيم - 00:27:18ضَ

اكرم بخلق نبي زانه خلق اكرم بخلق نبي زانه خلق بالحسن مشتمل بالبشر متسم ومن ارق ما قرأت ما رواه البخاري وغيره عن عطاء ابن يسار قال لقيت عبدالله بن عمرو - 00:27:43ضَ

فقلت له اخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال اجل انه موصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن. يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا - 00:28:10ضَ

وحرزا للاميين. انت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ الله الله الله الله. هذا هو محل الشاهد. ليس بفظ ولا غليظ. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. ليس بفظ ولا - 00:28:29ضَ

غليظ ولا سخاب بالاسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بان يقولوا لا اله الا الله وحتى يفتح به اعينا عميا - 00:28:47ضَ

واذانا صما وقلوب غلفة ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ثم يأتي الامر الرباني لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الاوامر الثلاثة فيقول جل جلاله فاعف عنهم - 00:29:09ضَ

واستغفر لهم وشاورهم في الامر بعد ان عفا الله عنهم وكرر العفو مرتين يأمر نبيه كذلك ان يعفو عنهم. ليكتمل لهم عفو ربهم وعفو نبيهم تدبر القرآن اقف مع جلاله وجماله - 00:29:35ضَ

فاعف عنهم ما هو العفو؟ العفو هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه لك عفت الريح الاثر اي ازالته والعفو من اسماء جل جلاله هو الذي يتجاوز عن ذنوب عباده - 00:29:58ضَ

ولا يعاقبهم عليها واصل العفو المحض والطمس وعفوت انت عن الحق اي اسقطته كانك محوته عن الذي عليه الحق جودا منك وكرما واحسانا فربنا يأمر نبينا الامر الاول بقوله فاعف عنهم - 00:30:19ضَ

الله الله الله الله واستغفر لهم فقط واستغفر لهم اي فاعف عنهم فيما تعلق بحقك واستغفر لهم فيما يتعلق بحق الله جل علاه. اتماما واكمالا للرحمة بهم. واكمالا لتربيتهم فالاستغفار هو التوسل الى الله جل جلاله بطلب المغفرة لهم والتجاوز عن ذنوبهم وسترها وترك العقوبة - 00:30:45ضَ

عليها منه جل وعلا فاعف عنهم فعفا عنه واستغفر لهم اقابلهم بالجميل فاستغفر لهم وقابلهم بالجميل لم يعنفهم بانهزامهم عنه ولا بمخالفتهم لبعض اوامره ولو فعل لانفضوا من حوله وتفرقوا - 00:31:19ضَ

بل امره جل جلاله مع ذلك ان نشاورهم في الامر. فقال سبحانه في الامر الثالث وشاورهم في الامر يداوم على مشورتهم واحرص عليها وواظب عليها. كما فعلت من قبل معركة احد - 00:31:48ضَ

حتى وان اخطأوا يا رسول الله وقد اخرج ابن جرير عن قتادة انه قال امر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يشاور اصحابه في الامور وهو يأتيه وحي السماء - 00:32:05ضَ

لانه اطيب لنفوسهم او ان تكون سنة بعده لامته وقال الحسن قد علم الله تعالى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما به اليهم حاجة ولا الى مشورتهم حاجة - 00:32:23ضَ

ولكن اراد ان يستن به من يأتي بعده عن ابن عباس رضي الله عنه قال اما ان الله ورسوله لغنيان عنهم وعن مشورتهم ولكن جعلها الله رحمة للامة فمن استشار منهم - 00:32:44ضَ

لم يعدم رشدا ومن ترك المشورة منهم لم يعدم غيا وقد امتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم امر ربي جل وعلا فعفا عنهم واستغفر لهم وفعل الشورى ورفع شأنها حتى قال ابو هريرة رضي الله عنه لا اعلم احدا اكثر مشورة لاصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:33:08ضَ

فلقد استشرمت اسرى بدر مستشارهم في احد قبل احد وبعد احد مستشارا في حادثة الافك بل واستشار ام سلمة في الحديبية واخذ بنصيحتها ومنشورتها وليس كما يقول البعض شاوروهن وخالفوهن. هذا خطأ - 00:33:37ضَ

واستشار خلفاؤهم من بعده واستشار الائمة من بعد الخلفاء وجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم مع تنزل الوحي عليه لم يمنع مبدأ الشورى ولم يلغ هذا الحق الكبير والاصل الجليل الذي لابد من تفعيله في الحرب والسلم على السواء. والامن والخوف على السواء - 00:34:00ضَ

بل وفي غير ذلك من شؤون الدنيا مهما تكن النتائج والتضحيات والاخطار ولا ريب ان اهل الشورى هم اهل العلم والفضل هم اصحاب الحكمة والرأي هم اصحاب القول السديد والفهم الرشيد - 00:34:25ضَ

ومن جميل ما قاله بشار ابن برد اذا بلغ الرأي المشورة فاستعن برأي نصيح او نصيحة حازم ولا تجعل الشورى عليك غضاضة فان الخوافي قوة للقوادم. الخوافي ريش صغير ضعيف جدا تخفيه - 00:34:44ضَ

في مقدمة جناح الطائر لكنها تعين الطائرة على الطيران فلا تستهن ولا تطلب المشورة الا من اهلها الذين جمعوا خمس خصال تعالوا بنا لنتعرف على هذه الخصال في اللقاء المقبل - 00:35:05ضَ

ان قدر الله جل وعلا البقاء واللقاء. واسأل الله جل وعلا ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:35:25ضَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلى. ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظله هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على - 00:35:45ضَ

نور الخير بياني - 00:36:29ضَ

برنامج التفسير

كيف تعامل الرحمة المهداة ﷺ مع أصحابه بعد مخالفتهم؟ | لقاء 283 من تفسير القرآن | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان