الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته الموضع السادس ايها الاخوان من المواضع التي قد تشكل - 00:00:00
على كثير ممن يقرأ في كتاب الله عز وجل وقد يفهم من ظاهر الاية غير المراد بها وما جاء في امر القبلة وذلك في سورة البقرة حيث قال الله عز وجل في الموضع الاول - 00:00:21
ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله فظاهر هذه الاية ان الانسان مخير يستقبل من اي الجهات شاء ليس ذلك مختصا بجهة دون جهة والموضع الثاني بين الله عز وجل فيه ان البر - 00:00:43
لا ينال باستقبال الجهات ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ثم بين ابواب البر واصوله التي ترجع اليها فروعه فقال ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه الى اخر ما ذكر - 00:01:11
ففي فظاهر هذه الاية ايضا ان مسألة استقبال الجهات ليست قضية ذات شأن او ان مرضات الرب تبارك وتعالى تتطلب بذلك فهذا هو الموضع الثاني فما هو المراد بهذه الايات - 00:01:37
اقول المراد بذلك فيما يتعلق بقوله تعالى ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله انما يعرف المراد اذا عرف سبب النزول وقد نزلت هذه الاية لاسباب متعددة صحيحة فمن هذه الاسباب - 00:01:57
ان النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر الى المدينة استقبل بيت المقدس وهي قبلة اليهود ستة عشر شهرا ثم بعد ذلك امره الله عز وجل باستقبال الكعبة فوقع ذلك - 00:02:22
في نفوس بعض المسلمين وكذلك ايضا ارجف بهذه القضية اليهود فقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لماذا تركوا هذه القبلة التي استقبلوها؟ وهي بيت المقدس وخاف بعض المؤمنين على صلاتهم السابقة التي استقبلوا بها بيت المقدس ما شأنها؟ هل هي مقبولة - 00:02:43
فاخبرهم الله عز وجل انها مقبولة وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس واما هؤلاء اليهود فرد عليهم بقوله ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله. فهذا من باب الرد - 00:03:10
على اليهود لا ان الانسان مخير يستقبل من اي الجهات شاء وكذلك ايضا نزلت هذه الاية مرة اخرى بسبب اخر. كما في حديث جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه - 00:03:28
انهم كانوا في سفر في ليلة ظلماء فخفيت عليهم القبلة فصلى كل رجل منهم بحسب اجتهاده وخطوا خطوطا يعني حسب ما استقبلوا فلما اصبحوا تبين لهم انهم صلوا الى غير القبلة. فلما قفلوا من سفرهم اخبروا النبي صلى الله عليه وسلم فانزل - 00:03:43
طه ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ولذلك يقال ان من اجتهد الاجتهاد المعتبر الصحيح في تطلب القبلة فخفيت عليه فصلى الى غيرها يقال له ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله. وذلك اذا - 00:04:08
الانسان في سفر ولم يجد احدا يتعرف منه الى القبلة ولم يجد محاريب ومدن ومساجد فانه في هذه الحالة يجتهد وليس بطبيعة الحال ان يبقى في المدينة في اوساط الناس ويسكن في شقة مفروشة ثم يتحرى القبلة ويتبين له انه استقبل الشمال مثلا هذا غير معتبر - 00:04:28
يستطيع ان ينزل وينظر في المساجد ويسأل الناس وما اشبه هذا فالمقصود ان هذه نزلت بهذا السبب ايضا وهناك اسباب اخرى وقد جاء عن ابن عمر كما في الصحيحين ان هذه الاية نزلت في الصلاة في السفر فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلة - 00:04:53
وهو راجع من مكة الى المدينة يعني القبلة وراء ظهره ويصلي على راحلته صلى الله عليه وسلم فهذا لا شك ان هذه الاية تنطبق عليه. فابن عمر يتأول قول الله عز وجل ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله - 00:05:15
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فبالسفر يستطيع الانسان ان يصلي النافلة الى اي اتجاه شاء. بحسب اتجاه راحلته ولكنه يستحب له عند تكبيرة الاحرام ان يستقبل القبلة. ثم بعد ذلك حيثما توجهت به لكن ذلك لا يجب - 00:05:36
وكذلك في الفريضة اذا لم يستطع كان يكون في الطائرة ولا يمكن ان يستقبل القبلة لا يستطيع ان يصلي وهو واقف مثلا يصلي في مقعده او يصلي في سيارة وهي تتحرك لانه لا تقف - 00:05:57
هذه السيارة من اجل الصلاة فماذا يصنع نقول ان استطعت ان تستقبل القبلة في ابتداء الصلاة فافعل فان لم يستطع فانه يصلي الى اي جهة ولا يترك الوقت حتى يخرج وهو لم يصلي - 00:06:11
فهذه كلها اسباب صحيحة وما جاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما انما هو من قبيل التفسير. تفسير الاية. فاذا عرف ذلك عرفت ان هذه الاية ليست في اطلاق التخيير - 00:06:27
ان الانسان يصلي الى اي جهة شاء كيفما اتفق لا يجب عليه ان يستقبل القبلة يبين ذلك قوله تبارك وتعالى بعده في سورة البقرة فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. فهذا من شروط الصلاة يجب على الانسان ان يستقبل القبلة - 00:06:43
لكن هذه الاية فيها رد على اليهود الذين يشغبون على تحويل القبلة وفيها تخفيف على الامة اذا خفيت عليهم القبلة وفيها تخفيف اخر وهو الصلاة في السفر وكذلك في حال الخوف - 00:07:05
في حال كون الانسان يقاتل لا يستطيع ان يستقبل القبلة فهو يستقبل العدو يصلي وليس مطالبا باستقبال القبلة في هذه الحال واسأل الله ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم ويجعلنا واياكم هداة مهتدين - 00:07:22
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته الموضع السادس ايها الاخوان من المواضع التي قد تشكل - 00:00:00
على كثير ممن يقرأ في كتاب الله عز وجل وقد يفهم من ظاهر الاية غير المراد بها وما جاء في امر القبلة وذلك في سورة البقرة حيث قال الله عز وجل في الموضع الاول - 00:00:21
ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله فظاهر هذه الاية ان الانسان مخير يستقبل من اي الجهات شاء ليس ذلك مختصا بجهة دون جهة والموضع الثاني بين الله عز وجل فيه ان البر - 00:00:43
لا ينال باستقبال الجهات ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ثم بين ابواب البر واصوله التي ترجع اليها فروعه فقال ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه الى اخر ما ذكر - 00:01:11
ففي فظاهر هذه الاية ايضا ان مسألة استقبال الجهات ليست قضية ذات شأن او ان مرضات الرب تبارك وتعالى تتطلب بذلك فهذا هو الموضع الثاني فما هو المراد بهذه الايات - 00:01:37
اقول المراد بذلك فيما يتعلق بقوله تعالى ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله انما يعرف المراد اذا عرف سبب النزول وقد نزلت هذه الاية لاسباب متعددة صحيحة فمن هذه الاسباب - 00:01:57
ان النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر الى المدينة استقبل بيت المقدس وهي قبلة اليهود ستة عشر شهرا ثم بعد ذلك امره الله عز وجل باستقبال الكعبة فوقع ذلك - 00:02:22
في نفوس بعض المسلمين وكذلك ايضا ارجف بهذه القضية اليهود فقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لماذا تركوا هذه القبلة التي استقبلوها؟ وهي بيت المقدس وخاف بعض المؤمنين على صلاتهم السابقة التي استقبلوا بها بيت المقدس ما شأنها؟ هل هي مقبولة - 00:02:43
فاخبرهم الله عز وجل انها مقبولة وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس واما هؤلاء اليهود فرد عليهم بقوله ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله. فهذا من باب الرد - 00:03:10
على اليهود لا ان الانسان مخير يستقبل من اي الجهات شاء وكذلك ايضا نزلت هذه الاية مرة اخرى بسبب اخر. كما في حديث جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه - 00:03:28
انهم كانوا في سفر في ليلة ظلماء فخفيت عليهم القبلة فصلى كل رجل منهم بحسب اجتهاده وخطوا خطوطا يعني حسب ما استقبلوا فلما اصبحوا تبين لهم انهم صلوا الى غير القبلة. فلما قفلوا من سفرهم اخبروا النبي صلى الله عليه وسلم فانزل - 00:03:43
طه ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ولذلك يقال ان من اجتهد الاجتهاد المعتبر الصحيح في تطلب القبلة فخفيت عليه فصلى الى غيرها يقال له ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله. وذلك اذا - 00:04:08
الانسان في سفر ولم يجد احدا يتعرف منه الى القبلة ولم يجد محاريب ومدن ومساجد فانه في هذه الحالة يجتهد وليس بطبيعة الحال ان يبقى في المدينة في اوساط الناس ويسكن في شقة مفروشة ثم يتحرى القبلة ويتبين له انه استقبل الشمال مثلا هذا غير معتبر - 00:04:28
يستطيع ان ينزل وينظر في المساجد ويسأل الناس وما اشبه هذا فالمقصود ان هذه نزلت بهذا السبب ايضا وهناك اسباب اخرى وقد جاء عن ابن عمر كما في الصحيحين ان هذه الاية نزلت في الصلاة في السفر فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلة - 00:04:53
وهو راجع من مكة الى المدينة يعني القبلة وراء ظهره ويصلي على راحلته صلى الله عليه وسلم فهذا لا شك ان هذه الاية تنطبق عليه. فابن عمر يتأول قول الله عز وجل ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله - 00:05:15
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فبالسفر يستطيع الانسان ان يصلي النافلة الى اي اتجاه شاء. بحسب اتجاه راحلته ولكنه يستحب له عند تكبيرة الاحرام ان يستقبل القبلة. ثم بعد ذلك حيثما توجهت به لكن ذلك لا يجب - 00:05:36
وكذلك في الفريضة اذا لم يستطع كان يكون في الطائرة ولا يمكن ان يستقبل القبلة لا يستطيع ان يصلي وهو واقف مثلا يصلي في مقعده او يصلي في سيارة وهي تتحرك لانه لا تقف - 00:05:57
هذه السيارة من اجل الصلاة فماذا يصنع نقول ان استطعت ان تستقبل القبلة في ابتداء الصلاة فافعل فان لم يستطع فانه يصلي الى اي جهة ولا يترك الوقت حتى يخرج وهو لم يصلي - 00:06:11
فهذه كلها اسباب صحيحة وما جاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما انما هو من قبيل التفسير. تفسير الاية. فاذا عرف ذلك عرفت ان هذه الاية ليست في اطلاق التخيير - 00:06:27
ان الانسان يصلي الى اي جهة شاء كيفما اتفق لا يجب عليه ان يستقبل القبلة يبين ذلك قوله تبارك وتعالى بعده في سورة البقرة فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. فهذا من شروط الصلاة يجب على الانسان ان يستقبل القبلة - 00:06:43
لكن هذه الاية فيها رد على اليهود الذين يشغبون على تحويل القبلة وفيها تخفيف على الامة اذا خفيت عليهم القبلة وفيها تخفيف اخر وهو الصلاة في السفر وكذلك في حال الخوف - 00:07:05
في حال كون الانسان يقاتل لا يستطيع ان يستقبل القبلة فهو يستقبل العدو يصلي وليس مطالبا باستقبال القبلة في هذه الحال واسأل الله ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم ويجعلنا واياكم هداة مهتدين - 00:07:22