بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فمن الايات التي قد تفهم على غير مراد الله تبارك وتعالى اية في سورة الفتح وهي في اخرها حيث وصف الله جل جلاله - 00:00:00
اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود - 00:00:31
ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأة فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما - 00:00:54
هذه الاية تصف اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كما تصفه هو عليه الصلاة والسلام والذين معه اشداء على الكفار هذا وصفهم في التوراة وهو من اعظم الكتب التي انزلها الله عز وجل - 00:01:18
على انبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام صفتهم في التوراة انهم اشداء على الكفار يغلظون على الكفار وفيما بينهم يتراحمون ويرقون ويكون السائد بينهم والوصف الظاهر هو الشفقة على اخوانهم المؤمنين - 00:01:40
اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا فوصفهم بكثرة العبادة كثرة الركوع وكثرة السجود وهذا يدل على ان هذا من الخصائص والاوصاف الكاملة التي اتصف بها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:08
خلافا لمن يزعم ان كثرة العبادة ان ذلك من عمل اهل البدع فهؤلاء لربما لم تنهض هممهم لطاعة الله جل جلاله فصاروا يبررون ضعفهم وعجزهم وتقاعدهم عن طاعة مولاهم ومليكهم - 00:02:32
بمثل هذه التعليلات والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدمه فالله جل جلاله يصفهم هنا بكثرة العبادة تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. هذا وصف لهم بالاخلاص - 00:02:53
زكاهم الله عز وجل يفعلون ذلك طلبا لمرضاته جل جلاله لا لشيء اخر ثم قال وهو محل الشاهد سيماهم في وجوههم من اثر السجود وقد اشرت الى شيء من معنى هذه الاية عند الكلام على اية النور - 00:03:14
اعني قوله تبارك وتعالى الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح وقلنا ان الاقاويل التي ذكرها السلف رضي الله تعالى عنهم في قوله مثل نوره انها داخلة تحت الاية - 00:03:38
مثل نوره في قلب المؤمن وهكذا ما يظهر من اثر هذا النور من استنارة الوجه واشراقه وظهور اثر الطاعة على المطيعين وما شابه ذلك كل هذا داخل فيه. مع استقامة الظاهر - 00:03:56
وحسن السمت الى غير ذلك وفي هذا الموضع من سورة الفتح يأتي الكلام على هذه القضية على وجه الاختصاص وذلك في قوله تعالى سيماهم في وجوههم من اثر السجود ان الكثيرين يظنون - 00:04:15
ان المقصود بهذه الصفة هو ما يظهر في جبين الانسان من اثر السجود من سواد ونحوه ولهذا لربما تكلف بعضهم ذلك بمزيد من ضغط جبهته على الارض ليظهر ذلك الاثر فيه - 00:04:36
ولربما بلغ الامر ببعض الناس انه يضع لونا او شيئا من اجل ان يبدو بهذه الصفة على كل حال الله تبارك وتعالى هو الذي يعلم احوال العباد ومقاصدهم ويعلم اعمالهم من طول صلاة بالليل ونحو ذلك - 00:04:58
لكن هذا ان وجد هذا الاثر بسبب كثرة العبادة وكثرة السجود فلا شك انه امارة على على خير واما ان جاء ذلك من التكلف فان ذلك يكون مذموما لكن المقصود هنا ان نعلم - 00:05:22
المراد بقوله جل جلاله سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ماذا قال السلف رضي الله تعالى عنهم في هذه الاية منهم من قال بان ذلك في يوم القيامة في الاخرة وليس في الدنيا - 00:05:42
بحيث تكون وجوههم منيرة مضيئة مشرقة من اثر السجود والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان انه يعرف امته بالغرة والتحجيل والغرة ما يكون في الوجه او في الجبين من البياض - 00:05:58
والتحجيل وذلك يكون في الاطراف من اثار الوضوء فلا شك ان هذه السيما موجودة في الاخرة يعرفون بها من بين سائر الناس ومن اهل العلم من قال ان ذلك في الدنيا. وهذا قول - 00:06:18
وهذا قول الجمهور فالزهري رحمه الله يقول بانها في يوم القيامة وعامة اهل العلم سلفا وخلفا يقولون في الدنيا لكن بماذا فسروها؟ جاءت عباراتهم متقاربة ابن عباس رضي الله عنهما يقول السمت الحسن - 00:06:37
وهذا صحيح فان السمت الحسن من سيم المؤمن كما سيأتي ومنهم من عبر كمجاهد عن ذلك بالخشوع والتواضع. سيماهم في وجوههم من اثر السجود بما يظهر عليهم من الخشوع والتواضع - 00:06:58
ومنهم من فسره بقوله وهو يرجع الى ما سبق ايضا قالوا ان للحسنة نورا في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق فالمطيع اذا رآه الناس احبوه وان لم يعلموا عمله وحاله - 00:07:22
في السر يأسر القلوب وتحبه وتقبل عليه كما ان العاصي اذا رآه الناس ابغضوه وشنؤوه ونفرت قلوبهم منه وما اطاقوه بحال من الاحوال وهم لا يعلمون حاله في السر وقد ذكرت كلاما لابن الجوزي في الكلام على اعمال القلوب - 00:07:43
يرجع الى هذا ولا حاجة لذكره هنا ومنهم من قال كالضحاك اذا سهر الرجل بالليل اصفر وجهه بالنهار يعني ما يظهر عليهم من اثر الاجهاد في العبادة وقال بعضهم من طال قيامه بالليل - 00:08:05
حسن وجهه حسن وجهه في النهار وابن جريج فسر ذلك بالوقار وفسره سفيان الثوري بالبهاء في الوجه وظهور الانوار عليه وهكذا ايضا ما قاله عثمان رضي الله تعالى عنه ما اسر احد سريرة الا اظهرها الله على صفحة وجهه - 00:08:31
وفلتات لسانه فالانسان ايها الاحبة لا يستطيع ان يخفي شيئا فان هذه الوجوه كما ذكرنا في اية النور مرآة للقلب اذا اظلم القلب اظلم الوجه واذا اشرق القلب واستنار اشرق الوجه واستنار - 00:09:01
وذلك يكون في الدنيا كما يكون في الاخرة وكذلك ايضا ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ان الهدي الصالح والسمت الحسن - 00:09:27
والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة بالصمت الحسن الهدي الصالح الاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة وهو حديث حسن الاسناد من خمسة وعشرين جزء من النبوة - 00:09:45
وكثير من الناس يتساهل في مثل هذا لربما لا يظهر بصورة لائقة كما هو الحال بالنسبة لاهل المروءات فيفرط في ذلك كثيرا ولكن ينبغي ان يعلم الانسان ان مظهر الانسان يؤثر في مخبره. وان مخبره - 00:10:10
يظهر على حاله وزيه ولباسه وحركاته ومشيته ومعاملته كل ذلك يظهر عليه ما في قلبه جليا بلا مرية ولهذا اقول ايها الاحبة ينبغي للناس ان يحفظوا المروءات وما يقيمها من حسن السمت - 00:10:39
والوقار والتؤدة واللباس اللائق الذي يليق باهل المروءة ولا يصلح ان يخرج الرجل او المرأة بلباس اهل الفجور او الغفلة او الجهالة او السفهاء ونحو ذلك وينبغي ان يربى على ذلك الاولاد والبنات - 00:11:06
منذ نعومة اظفارهم والصحابة رضي الله تعالى عنهم وارضاهم كما يقول الحافظ ابن كثير خلصت نياتهم وحسنت اعمالهم اجتمع لهم هذا وهذا حسن الظاهر مع حسن الباطن فكل من نظر اليهم اعجبوه في سمتهم وهديهم - 00:11:31
كما قال الامام مالك رحمه الله بلغني ان النصارى كانوا اذا رأوا الصحابة رضي الله تعالى عنهم الذين فتحوا الشام يقولون والله ان هؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا والحواريون - 00:11:57
هم خاصة وخلاصة اصحاب المسيح عليه الصلاة والسلام فاقول هذه معاني يحتاج الانسان ان يقف عندها ويعلم ايضا ان التكلف لا يجدي عنه شيئا مهما حاول الانسان ان يتصنع شيئا - 00:12:16
ليس عليه حاله وعمله في السر فان الله يفضحه فان الله يفضحه مهما حاول الانسان ايها الاحبة ان يتزين للناس بعمل ظاهر او بقول حسن او نحو ذلك ان لم يكن ذلك - 00:12:34
مستمدا من عمل صحيح وايمان وتقى لله عز وجل فان الله يهتكه ولابد على كل حال ينبغي للانسان ان يدرك هذه المعاني وان يعلم ان اخلاص العمل لله عز وجل وتنقية السرائر - 00:12:50
والعمل على اتباع السنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم والسير على منهاجه ظاهرا وباطنا ان هذا هو طريق الفلاح في الدنيا وفي الاخرة ولا يتكلف الانسان شيئا ليس له - 00:13:14
ثمان الله عز وجل قال ذلك مثلهم في التوراة ما سبق هو صفتهم في التوراة. ثم ذكر صفتهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه يعني اخرج فراخه او اخرج اطرافه فاستغلظ - 00:13:33
فاستوى على سوقه فازره ازره بمعنى بمعنى قواه ازره فاستغلظ الزرع ازر هذا الشطر ازر اطرافه ازر فراخه وقيل بالعكس ان هذه الاطراف او الفراخ هي التي قوت هذا الزرع - 00:13:51
فازره فاستغلظ اشتد وقوي فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار يعجب الزراع عن المزارعين الذين يعرفون قيمة هذا الزرع وقدره ليغيظ بهم الكفار واللام هنا تعليلية ليغيظ بهم الكفار هذه صفة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم منذ ان بدأ الاسلام - 00:14:18
بدأ قليلا لم يدخل فيه الا الواحد بعد الواحد ثم بعد ذلك كان كالشمس في بداية بزوغها وكالقمر في اول هلال الشهر يبدو ضئيلا قليلا ثم يزداد شيئا بعد شيء حتى يصل الى الكمال - 00:14:49
ليغيظ بهم الكفار فالكفار يغتاظون من هؤلاء فاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله عز وجل يزيدون ولا ينقصون. ولهذا سأل هرقل سأل ابا سفيان السؤالات ومنها سأله عن هذه القضية هل يزيدون - 00:15:14
او ينقصون؟ قال بل يزيدون فاخبر ان هذا هو الايمان حتى يتم فاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في زيادة والاسلام في اتساع حتى يكتمل في ظهر على سائر الاديان - 00:15:34
قال ليغيظ بهم الكفار وانتزع منها الامام مالك رحمه الله ان اولئك الذين يلعنون الصحابة ويسبونهم ويتغيظون منهم ويقعون في اعراضهم ويذمونهم او يكفرونهم في رواية عنه انهم كفار لان الله عز وجل قال ليغيظ بهم الكفار فقال كل من غاظه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الكفار بنص القرآن - 00:15:54
هذه رواية عن الامام مالك رحمه الله تعالى واما المؤمن فيحبهم ويجلهم ويعظمهم ويتأسى بهم فهم الذين نقلوا لنا هذا الدين فاذا طعن فيهم فان ذلك الطعن يرجع الى ذلك النقل الذي نقلوه فيكون ذلك هدما - 00:16:24
للاسلام من اصوله فاسأل الله تبارك وتعالى ان يلحقنا في زمرتهم وان يحشرنا معهم تحت لواء محمد صلى الله عليه وسلم وان يرحمنا ويجبر كسرنا ويقوي ضعفنا وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته - 00:16:48
اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:17:12
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فمن الايات التي قد تفهم على غير مراد الله تبارك وتعالى اية في سورة الفتح وهي في اخرها حيث وصف الله جل جلاله - 00:00:00
اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود - 00:00:31
ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأة فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما - 00:00:54
هذه الاية تصف اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كما تصفه هو عليه الصلاة والسلام والذين معه اشداء على الكفار هذا وصفهم في التوراة وهو من اعظم الكتب التي انزلها الله عز وجل - 00:01:18
على انبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام صفتهم في التوراة انهم اشداء على الكفار يغلظون على الكفار وفيما بينهم يتراحمون ويرقون ويكون السائد بينهم والوصف الظاهر هو الشفقة على اخوانهم المؤمنين - 00:01:40
اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا فوصفهم بكثرة العبادة كثرة الركوع وكثرة السجود وهذا يدل على ان هذا من الخصائص والاوصاف الكاملة التي اتصف بها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:08
خلافا لمن يزعم ان كثرة العبادة ان ذلك من عمل اهل البدع فهؤلاء لربما لم تنهض هممهم لطاعة الله جل جلاله فصاروا يبررون ضعفهم وعجزهم وتقاعدهم عن طاعة مولاهم ومليكهم - 00:02:32
بمثل هذه التعليلات والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدمه فالله جل جلاله يصفهم هنا بكثرة العبادة تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. هذا وصف لهم بالاخلاص - 00:02:53
زكاهم الله عز وجل يفعلون ذلك طلبا لمرضاته جل جلاله لا لشيء اخر ثم قال وهو محل الشاهد سيماهم في وجوههم من اثر السجود وقد اشرت الى شيء من معنى هذه الاية عند الكلام على اية النور - 00:03:14
اعني قوله تبارك وتعالى الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح وقلنا ان الاقاويل التي ذكرها السلف رضي الله تعالى عنهم في قوله مثل نوره انها داخلة تحت الاية - 00:03:38
مثل نوره في قلب المؤمن وهكذا ما يظهر من اثر هذا النور من استنارة الوجه واشراقه وظهور اثر الطاعة على المطيعين وما شابه ذلك كل هذا داخل فيه. مع استقامة الظاهر - 00:03:56
وحسن السمت الى غير ذلك وفي هذا الموضع من سورة الفتح يأتي الكلام على هذه القضية على وجه الاختصاص وذلك في قوله تعالى سيماهم في وجوههم من اثر السجود ان الكثيرين يظنون - 00:04:15
ان المقصود بهذه الصفة هو ما يظهر في جبين الانسان من اثر السجود من سواد ونحوه ولهذا لربما تكلف بعضهم ذلك بمزيد من ضغط جبهته على الارض ليظهر ذلك الاثر فيه - 00:04:36
ولربما بلغ الامر ببعض الناس انه يضع لونا او شيئا من اجل ان يبدو بهذه الصفة على كل حال الله تبارك وتعالى هو الذي يعلم احوال العباد ومقاصدهم ويعلم اعمالهم من طول صلاة بالليل ونحو ذلك - 00:04:58
لكن هذا ان وجد هذا الاثر بسبب كثرة العبادة وكثرة السجود فلا شك انه امارة على على خير واما ان جاء ذلك من التكلف فان ذلك يكون مذموما لكن المقصود هنا ان نعلم - 00:05:22
المراد بقوله جل جلاله سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ماذا قال السلف رضي الله تعالى عنهم في هذه الاية منهم من قال بان ذلك في يوم القيامة في الاخرة وليس في الدنيا - 00:05:42
بحيث تكون وجوههم منيرة مضيئة مشرقة من اثر السجود والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان انه يعرف امته بالغرة والتحجيل والغرة ما يكون في الوجه او في الجبين من البياض - 00:05:58
والتحجيل وذلك يكون في الاطراف من اثار الوضوء فلا شك ان هذه السيما موجودة في الاخرة يعرفون بها من بين سائر الناس ومن اهل العلم من قال ان ذلك في الدنيا. وهذا قول - 00:06:18
وهذا قول الجمهور فالزهري رحمه الله يقول بانها في يوم القيامة وعامة اهل العلم سلفا وخلفا يقولون في الدنيا لكن بماذا فسروها؟ جاءت عباراتهم متقاربة ابن عباس رضي الله عنهما يقول السمت الحسن - 00:06:37
وهذا صحيح فان السمت الحسن من سيم المؤمن كما سيأتي ومنهم من عبر كمجاهد عن ذلك بالخشوع والتواضع. سيماهم في وجوههم من اثر السجود بما يظهر عليهم من الخشوع والتواضع - 00:06:58
ومنهم من فسره بقوله وهو يرجع الى ما سبق ايضا قالوا ان للحسنة نورا في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق فالمطيع اذا رآه الناس احبوه وان لم يعلموا عمله وحاله - 00:07:22
في السر يأسر القلوب وتحبه وتقبل عليه كما ان العاصي اذا رآه الناس ابغضوه وشنؤوه ونفرت قلوبهم منه وما اطاقوه بحال من الاحوال وهم لا يعلمون حاله في السر وقد ذكرت كلاما لابن الجوزي في الكلام على اعمال القلوب - 00:07:43
يرجع الى هذا ولا حاجة لذكره هنا ومنهم من قال كالضحاك اذا سهر الرجل بالليل اصفر وجهه بالنهار يعني ما يظهر عليهم من اثر الاجهاد في العبادة وقال بعضهم من طال قيامه بالليل - 00:08:05
حسن وجهه حسن وجهه في النهار وابن جريج فسر ذلك بالوقار وفسره سفيان الثوري بالبهاء في الوجه وظهور الانوار عليه وهكذا ايضا ما قاله عثمان رضي الله تعالى عنه ما اسر احد سريرة الا اظهرها الله على صفحة وجهه - 00:08:31
وفلتات لسانه فالانسان ايها الاحبة لا يستطيع ان يخفي شيئا فان هذه الوجوه كما ذكرنا في اية النور مرآة للقلب اذا اظلم القلب اظلم الوجه واذا اشرق القلب واستنار اشرق الوجه واستنار - 00:09:01
وذلك يكون في الدنيا كما يكون في الاخرة وكذلك ايضا ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ان الهدي الصالح والسمت الحسن - 00:09:27
والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة بالصمت الحسن الهدي الصالح الاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة وهو حديث حسن الاسناد من خمسة وعشرين جزء من النبوة - 00:09:45
وكثير من الناس يتساهل في مثل هذا لربما لا يظهر بصورة لائقة كما هو الحال بالنسبة لاهل المروءات فيفرط في ذلك كثيرا ولكن ينبغي ان يعلم الانسان ان مظهر الانسان يؤثر في مخبره. وان مخبره - 00:10:10
يظهر على حاله وزيه ولباسه وحركاته ومشيته ومعاملته كل ذلك يظهر عليه ما في قلبه جليا بلا مرية ولهذا اقول ايها الاحبة ينبغي للناس ان يحفظوا المروءات وما يقيمها من حسن السمت - 00:10:39
والوقار والتؤدة واللباس اللائق الذي يليق باهل المروءة ولا يصلح ان يخرج الرجل او المرأة بلباس اهل الفجور او الغفلة او الجهالة او السفهاء ونحو ذلك وينبغي ان يربى على ذلك الاولاد والبنات - 00:11:06
منذ نعومة اظفارهم والصحابة رضي الله تعالى عنهم وارضاهم كما يقول الحافظ ابن كثير خلصت نياتهم وحسنت اعمالهم اجتمع لهم هذا وهذا حسن الظاهر مع حسن الباطن فكل من نظر اليهم اعجبوه في سمتهم وهديهم - 00:11:31
كما قال الامام مالك رحمه الله بلغني ان النصارى كانوا اذا رأوا الصحابة رضي الله تعالى عنهم الذين فتحوا الشام يقولون والله ان هؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا والحواريون - 00:11:57
هم خاصة وخلاصة اصحاب المسيح عليه الصلاة والسلام فاقول هذه معاني يحتاج الانسان ان يقف عندها ويعلم ايضا ان التكلف لا يجدي عنه شيئا مهما حاول الانسان ان يتصنع شيئا - 00:12:16
ليس عليه حاله وعمله في السر فان الله يفضحه فان الله يفضحه مهما حاول الانسان ايها الاحبة ان يتزين للناس بعمل ظاهر او بقول حسن او نحو ذلك ان لم يكن ذلك - 00:12:34
مستمدا من عمل صحيح وايمان وتقى لله عز وجل فان الله يهتكه ولابد على كل حال ينبغي للانسان ان يدرك هذه المعاني وان يعلم ان اخلاص العمل لله عز وجل وتنقية السرائر - 00:12:50
والعمل على اتباع السنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم والسير على منهاجه ظاهرا وباطنا ان هذا هو طريق الفلاح في الدنيا وفي الاخرة ولا يتكلف الانسان شيئا ليس له - 00:13:14
ثمان الله عز وجل قال ذلك مثلهم في التوراة ما سبق هو صفتهم في التوراة. ثم ذكر صفتهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه يعني اخرج فراخه او اخرج اطرافه فاستغلظ - 00:13:33
فاستوى على سوقه فازره ازره بمعنى بمعنى قواه ازره فاستغلظ الزرع ازر هذا الشطر ازر اطرافه ازر فراخه وقيل بالعكس ان هذه الاطراف او الفراخ هي التي قوت هذا الزرع - 00:13:51
فازره فاستغلظ اشتد وقوي فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار يعجب الزراع عن المزارعين الذين يعرفون قيمة هذا الزرع وقدره ليغيظ بهم الكفار واللام هنا تعليلية ليغيظ بهم الكفار هذه صفة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم منذ ان بدأ الاسلام - 00:14:18
بدأ قليلا لم يدخل فيه الا الواحد بعد الواحد ثم بعد ذلك كان كالشمس في بداية بزوغها وكالقمر في اول هلال الشهر يبدو ضئيلا قليلا ثم يزداد شيئا بعد شيء حتى يصل الى الكمال - 00:14:49
ليغيظ بهم الكفار فالكفار يغتاظون من هؤلاء فاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله عز وجل يزيدون ولا ينقصون. ولهذا سأل هرقل سأل ابا سفيان السؤالات ومنها سأله عن هذه القضية هل يزيدون - 00:15:14
او ينقصون؟ قال بل يزيدون فاخبر ان هذا هو الايمان حتى يتم فاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في زيادة والاسلام في اتساع حتى يكتمل في ظهر على سائر الاديان - 00:15:34
قال ليغيظ بهم الكفار وانتزع منها الامام مالك رحمه الله ان اولئك الذين يلعنون الصحابة ويسبونهم ويتغيظون منهم ويقعون في اعراضهم ويذمونهم او يكفرونهم في رواية عنه انهم كفار لان الله عز وجل قال ليغيظ بهم الكفار فقال كل من غاظه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الكفار بنص القرآن - 00:15:54
هذه رواية عن الامام مالك رحمه الله تعالى واما المؤمن فيحبهم ويجلهم ويعظمهم ويتأسى بهم فهم الذين نقلوا لنا هذا الدين فاذا طعن فيهم فان ذلك الطعن يرجع الى ذلك النقل الذي نقلوه فيكون ذلك هدما - 00:16:24
للاسلام من اصوله فاسأل الله تبارك وتعالى ان يلحقنا في زمرتهم وان يحشرنا معهم تحت لواء محمد صلى الله عليه وسلم وان يرحمنا ويجبر كسرنا ويقوي ضعفنا وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته - 00:16:48
اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:17:12