بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان من هذه الفهوم التي صوبها النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه - 00:00:00
في بيان المراد من كلام الله عز وجل ما اخرجه مسلم في صحيحه من حديث ام مبشر الانصارية وهي امرأة زيد ابن حارثة رضي الله تعالى عنهم اجمعين انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة - 00:00:24
لا يدخل النار ان شاء الله من اصحاب الشجرة احد الذين بايعوا تحتها كما في قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. فقالت حفصة بلى يا رسول الله - 00:00:44
فانتهرها فقالت حفصة وان منكم الا واردها. فهمت من هذه الاية انه لا يستثنى احد. لا اهل الشجرة ولا اهل بدر ولا غير هؤلاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله تعالى ثم ننجي الذين اتقوا - 00:01:03
ونذر الظالمين فيها جثيا. فهذا الورود المراد به العبور على الصراط. المنصوب على متن جهنم وليس المقصود به ان الانسان يدخل النار ويقاسي حرها والمها. ومن الناس من يعبر على هذا الصراط كالبرق - 00:01:25
ومنهم من يعبر دون ذلك فيتفاوتون بحسب اعمالهم. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم ممن يجتازه كالبرق وجاء في الصحيحين ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من نوقش الحساب عذب. فقالت عائشة رضي الله تعالى - 00:01:43
اليس الله يقول فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ينقلب الى اهله مسرورا من نوقش الحساب عذب فكيف قال الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا - 00:02:03
فقال انما ذلك العرض. بمعنى ان الانسان تعرض عليه ذنوبه واعماله وخطاياه وسيئاته عرضا من غير مناقشة فاذا نوقش فمعناها انه سيعذب ففرق بين العرض وبين مناقشة الحساب. فهي فهمت من قوله تعالى - 00:02:25
فسوف يحاسب حسابا يسيرا ان ذلك ينافي قول النبي صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب وقال عليه الصلاة والسلام وليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلك. وكذلك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:48
على كل حال فقد وقع لبعضهم شيء من اللبس او وقع لمن هم في زمانهم من التابعين وصححوا ذلك الفهم وصوبوه وبينوا المراد. ومن ذلك ما اخرجه الشيخان عن عروة ابن الزبير رحمه الله - 00:03:07
الله تعالى وهو من التابعين انه سأل عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم. ففهم من - 00:03:25
نهى ان السعي بين الصفا والمروة ليس بلازم ليس بواجب. فمن سعى بين الصفا والمروة فليس عليه حرج. فلا جناح رفع الجناح بمعنى رفع الحرج والاثم فلا جناح عليه ان يطوف بهما اي لا حرج عليه وان لم يفعل فلا حرج عليه - 00:03:46
ففهم ان السعي غير واجب. ومعلوم ان السعي في الحج ركن من اركانه وهو ركن من اركان العمرة فالمقصود انه قال لها ذلك وقال فوالله ما على احد جناح الا يطوف بهما. فقالت بئس ما قلت يا ابن اختي - 00:04:06
هو ابن اسماء اخت عائشة بئس ما قلت يا ابن اختي ان هذه لو كانت على ما اولتها لو كانت على ما فهمتها وفسرتها لك انت لا جناح عليه الا يطوف بهما. ولا تكون لا جناح عليه ان يطوف بهما - 00:04:26
لكانت الا يطوف بهما. لو كان على ما فهم قالت ولكنها انزلت في الانصار. بينت له سبب النزول. وذلك ان الانصار كانوا قبل ان يسلموا يهلون لمن الطاغية صنم معبودهم في الجاهلية التي كانوا يعبدونها عند المشلل. المشلل بين مكة والمدينة قرب الساحل عند قديد - 00:04:49
فالحاصل انهم كانوا يهلون لها وكان من اهل لها يتحرج ان يطوف بالصفا والمروة في الجاهلية. فلما اسلموا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فانزل الله ان هذه الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او يعتمر فلا ينبغي ان يتحرج من السعي بين الصفا والمروة - 00:05:17
في بعض الروايات انه كان على الصفا صنمان ايساف ونائلة. فكان اهل الجاهلية يطوفون بالصفا والمروة ويعظمون هذه الاصنام. فلما اسلموا خافوا ان يكون ذلك من شعائر الجاهلية انهم ان طافوا سعوا بين الصفا والمروة ان هذا تعظيم لاساف ونائلة التي كانوا يعظمونها - 00:05:42
في الجاهلية فاخبر الله ان ذلك ليس من عمل الجاهلية في شيء ولا علاقة له بالاوثان وانما هي من شعائر الله فمن جاء البيت او اعتمر فليس عليه حرج ولا داعي ان يتحرز من السعي بين الصفا والمروة - 00:06:08
ومن ذلك ايضا ما اخرجه ابو داوود وغيره عن اسلم ابن ابي عمران انه قال غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وهذه سيأتي الكلام عليها ان شاء الله ويكثر الغلط في فهم هذه الاية. يقول وعلى الجماعة يعني الامير - 00:06:27
عبدالرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصق ظهورهم بحائط المدينة. القسطنطينية. فحمل رجل على العدو فقال الناس مهما وفي بعض الروايات انه خرج غير دارع يعني يعني ليس عليه درع - 00:06:48
والعادة ان المقاتل يلبس الدرع ليتقي به ضرب السيوف وطعن الرماح فلا تنفذوا الى جسده فخرج حاسرا غير دارع وليس عليه المغفر. فقال الناس مهما وهي كلمة للزجر يزجرونه عن هذا التصرف - 00:07:08
لا اله الا الله يلقي بيديه الى التهلكة فقام ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه وهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال انما انزلت هذه الاية فينا معشر الانصار. لما نصر الله نبيه واظهر الاسلام - 00:07:28
قلنا هلم نقيم اموالنا ونصلحها؟ لاحظوا ما هي التهلكة؟ وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة هم فهموا من ان المراد ان الانسان يغير على العدو من غير درع فبين لهم ابو ايوب ان التهلكة هي ترك العمل بطاعة - 00:07:46
لله عز وجل والجهاد في سبيله. قال نزلت فينا وذلك اننا لما نصر الله الاسلام وعز دينه قلنا يعني قال الانصار فيما ما بينهم؟ هلم نقيم في اموالنا ونصلحها؟ يعني خلاص كثر المسلمون والناصرون لدين الله عز وجل ونحن نتفرغ لزروعنا - 00:08:08
قنا التي اهملناها سنوات طويلة. فانزل الله وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة. يقول ابو ايوب رضي الله عنه فالالقاء بالايدي الى التهلكة ان نقيم في اموالنا ونصلحها وندع الجهاد في سبيل الله. بل ان ابن عباس رضي الله عنهم - 00:08:28
ذكر معنى ادق من هذا كله وهو ان الناس ان تركوا النفقة في سبيل الله تعطل الجهاد فقوي العدو فغلب على المسلمين فاخذ ما بايديهم. انفقوا في سبيل الله نصرة لدينه واعزازا - 00:08:48
لكلمته ورفقا لهؤلاء المجاهدين والا فانكم ان امتنعتم من هذه النفقات كانت النتيجة العدو يقوى والمسلمون يضعفون ثم يغير عليكم العدو ويطمع فيكم ويأخذ ما بأيديكم فلا يبقي ولا يذر من مال ودم - 00:09:10
وعرض فتبقى خرابا يبابا. ليس فيها الا غراب ينعق. هذا واسأل الله عز وجل ان يصلح احوالنا واحوال المسلمين وان يعز دينه ويعلي كلمته ويرزقنا واياكم الفقه في الدين والفهم لكتابه العظيم وان يرفع راية الجهاد - 00:09:30
وينصر المجاهدين وان يصلح احوالنا جميعا شبابا وشيبا وتقبل منا ومنكم وصلى الله - 00:09:50
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان من هذه الفهوم التي صوبها النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه - 00:00:00
في بيان المراد من كلام الله عز وجل ما اخرجه مسلم في صحيحه من حديث ام مبشر الانصارية وهي امرأة زيد ابن حارثة رضي الله تعالى عنهم اجمعين انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة - 00:00:24
لا يدخل النار ان شاء الله من اصحاب الشجرة احد الذين بايعوا تحتها كما في قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. فقالت حفصة بلى يا رسول الله - 00:00:44
فانتهرها فقالت حفصة وان منكم الا واردها. فهمت من هذه الاية انه لا يستثنى احد. لا اهل الشجرة ولا اهل بدر ولا غير هؤلاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله تعالى ثم ننجي الذين اتقوا - 00:01:03
ونذر الظالمين فيها جثيا. فهذا الورود المراد به العبور على الصراط. المنصوب على متن جهنم وليس المقصود به ان الانسان يدخل النار ويقاسي حرها والمها. ومن الناس من يعبر على هذا الصراط كالبرق - 00:01:25
ومنهم من يعبر دون ذلك فيتفاوتون بحسب اعمالهم. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم ممن يجتازه كالبرق وجاء في الصحيحين ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من نوقش الحساب عذب. فقالت عائشة رضي الله تعالى - 00:01:43
اليس الله يقول فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ينقلب الى اهله مسرورا من نوقش الحساب عذب فكيف قال الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا - 00:02:03
فقال انما ذلك العرض. بمعنى ان الانسان تعرض عليه ذنوبه واعماله وخطاياه وسيئاته عرضا من غير مناقشة فاذا نوقش فمعناها انه سيعذب ففرق بين العرض وبين مناقشة الحساب. فهي فهمت من قوله تعالى - 00:02:25
فسوف يحاسب حسابا يسيرا ان ذلك ينافي قول النبي صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب وقال عليه الصلاة والسلام وليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلك. وكذلك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:48
على كل حال فقد وقع لبعضهم شيء من اللبس او وقع لمن هم في زمانهم من التابعين وصححوا ذلك الفهم وصوبوه وبينوا المراد. ومن ذلك ما اخرجه الشيخان عن عروة ابن الزبير رحمه الله - 00:03:07
الله تعالى وهو من التابعين انه سأل عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم. ففهم من - 00:03:25
نهى ان السعي بين الصفا والمروة ليس بلازم ليس بواجب. فمن سعى بين الصفا والمروة فليس عليه حرج. فلا جناح رفع الجناح بمعنى رفع الحرج والاثم فلا جناح عليه ان يطوف بهما اي لا حرج عليه وان لم يفعل فلا حرج عليه - 00:03:46
ففهم ان السعي غير واجب. ومعلوم ان السعي في الحج ركن من اركانه وهو ركن من اركان العمرة فالمقصود انه قال لها ذلك وقال فوالله ما على احد جناح الا يطوف بهما. فقالت بئس ما قلت يا ابن اختي - 00:04:06
هو ابن اسماء اخت عائشة بئس ما قلت يا ابن اختي ان هذه لو كانت على ما اولتها لو كانت على ما فهمتها وفسرتها لك انت لا جناح عليه الا يطوف بهما. ولا تكون لا جناح عليه ان يطوف بهما - 00:04:26
لكانت الا يطوف بهما. لو كان على ما فهم قالت ولكنها انزلت في الانصار. بينت له سبب النزول. وذلك ان الانصار كانوا قبل ان يسلموا يهلون لمن الطاغية صنم معبودهم في الجاهلية التي كانوا يعبدونها عند المشلل. المشلل بين مكة والمدينة قرب الساحل عند قديد - 00:04:49
فالحاصل انهم كانوا يهلون لها وكان من اهل لها يتحرج ان يطوف بالصفا والمروة في الجاهلية. فلما اسلموا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فانزل الله ان هذه الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او يعتمر فلا ينبغي ان يتحرج من السعي بين الصفا والمروة - 00:05:17
في بعض الروايات انه كان على الصفا صنمان ايساف ونائلة. فكان اهل الجاهلية يطوفون بالصفا والمروة ويعظمون هذه الاصنام. فلما اسلموا خافوا ان يكون ذلك من شعائر الجاهلية انهم ان طافوا سعوا بين الصفا والمروة ان هذا تعظيم لاساف ونائلة التي كانوا يعظمونها - 00:05:42
في الجاهلية فاخبر الله ان ذلك ليس من عمل الجاهلية في شيء ولا علاقة له بالاوثان وانما هي من شعائر الله فمن جاء البيت او اعتمر فليس عليه حرج ولا داعي ان يتحرز من السعي بين الصفا والمروة - 00:06:08
ومن ذلك ايضا ما اخرجه ابو داوود وغيره عن اسلم ابن ابي عمران انه قال غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وهذه سيأتي الكلام عليها ان شاء الله ويكثر الغلط في فهم هذه الاية. يقول وعلى الجماعة يعني الامير - 00:06:27
عبدالرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصق ظهورهم بحائط المدينة. القسطنطينية. فحمل رجل على العدو فقال الناس مهما وفي بعض الروايات انه خرج غير دارع يعني يعني ليس عليه درع - 00:06:48
والعادة ان المقاتل يلبس الدرع ليتقي به ضرب السيوف وطعن الرماح فلا تنفذوا الى جسده فخرج حاسرا غير دارع وليس عليه المغفر. فقال الناس مهما وهي كلمة للزجر يزجرونه عن هذا التصرف - 00:07:08
لا اله الا الله يلقي بيديه الى التهلكة فقام ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه وهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال انما انزلت هذه الاية فينا معشر الانصار. لما نصر الله نبيه واظهر الاسلام - 00:07:28
قلنا هلم نقيم اموالنا ونصلحها؟ لاحظوا ما هي التهلكة؟ وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة هم فهموا من ان المراد ان الانسان يغير على العدو من غير درع فبين لهم ابو ايوب ان التهلكة هي ترك العمل بطاعة - 00:07:46
لله عز وجل والجهاد في سبيله. قال نزلت فينا وذلك اننا لما نصر الله الاسلام وعز دينه قلنا يعني قال الانصار فيما ما بينهم؟ هلم نقيم في اموالنا ونصلحها؟ يعني خلاص كثر المسلمون والناصرون لدين الله عز وجل ونحن نتفرغ لزروعنا - 00:08:08
قنا التي اهملناها سنوات طويلة. فانزل الله وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة. يقول ابو ايوب رضي الله عنه فالالقاء بالايدي الى التهلكة ان نقيم في اموالنا ونصلحها وندع الجهاد في سبيل الله. بل ان ابن عباس رضي الله عنهم - 00:08:28
ذكر معنى ادق من هذا كله وهو ان الناس ان تركوا النفقة في سبيل الله تعطل الجهاد فقوي العدو فغلب على المسلمين فاخذ ما بايديهم. انفقوا في سبيل الله نصرة لدينه واعزازا - 00:08:48
لكلمته ورفقا لهؤلاء المجاهدين والا فانكم ان امتنعتم من هذه النفقات كانت النتيجة العدو يقوى والمسلمون يضعفون ثم يغير عليكم العدو ويطمع فيكم ويأخذ ما بأيديكم فلا يبقي ولا يذر من مال ودم - 00:09:10
وعرض فتبقى خرابا يبابا. ليس فيها الا غراب ينعق. هذا واسأل الله عز وجل ان يصلح احوالنا واحوال المسلمين وان يعز دينه ويعلي كلمته ويرزقنا واياكم الفقه في الدين والفهم لكتابه العظيم وان يرفع راية الجهاد - 00:09:30
وينصر المجاهدين وان يصلح احوالنا جميعا شبابا وشيبا وتقبل منا ومنكم وصلى الله - 00:09:50