التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مرحبا بكم جميعا. لا احتاج ان اذكركم ان حلقات هذه القناة موجهة بالاساس للملاحدة واصحاب الصكوك والشبهات ولطلاب العلم والمهتمين بالقضايا الفكرية - 00:00:00ضَ
هذه السلسلة الجديدة كيف ننهض على الرغم من ان عنوانها قد يوحي بانها موجهة بالاساس للمسلمين سيجد فيها كل انسان ان شاء الله ضالته. سواء كان ملحدا او مسلما او غير ذلك. سيجد فيها الباحث - 00:00:20ضَ
لاسئلة كثيرة حلولا لمشاكل فكرية. فالخطاب موجه لكل احد. فلنبدأ الان ان شاء الله اولى حلقات سلسلة كيف ننهض؟ بعث النبي صلى الله عليه وسلم وفي عصره اربع امبراطوريات عملاقة اقتسمت العالم الرومانية والهندية - 00:00:40ضَ
والفارسية والصينية. وكان لديهم مخزون حضاري هائل. والمام بدقائق الهندسة وبالعلوم والفلك والحساب. وفنون العمارة والمسرح والشعر والادب. ومع كل هذا فان الله سبحانه لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ليقول للناس ايها العرب - 00:01:00ضَ
انكم تعانون من التخلف الحضاري. ويجب عليكم تجاوز هذه البداوة والتعلم من هذه الحضارات. لم يكن لهم يجب ان تقفوا موقف التلميذ امام علوم المنطق والطب والفلك والهندسة. وبعد ان تتعلموا هذه العلوم تبدأوا في - 00:01:20ضَ
دعوة الناس لم يقل لهم النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك. بل ان الله سبحانه اخبر نبيه بعكس هذا تماما اخبره سبحانه بالقيمة المنحطة لكل تلك المدنيات طالما انها لم تتزكى بنور النبوة - 00:01:40ضَ
طالما لم تعرف غاية وجودها في هذه الدنيا. قال الله عز وجل كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور. فحكم الله سبحانه على كل البشرية قبل بعثته صلى الله عليه وسلم بانها في ظلمات وان - 00:02:00ضَ
نور الذي تحتاج اليه هو نور الوحي. وان التنوير الحق هو تنوير النبوة. قال سبحانه هو الذي ينزل على ايات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام - 00:02:20ضَ
تخرجهم من الظلمات الى النور. وكل من اعرض عن هذا الوحي فهو في ظلمات مهما اوتي من العلوم المدنية ومهما انتفع من الحضارات والذين كذبوا باياتنا صم وبكم في الظلمات. وروى الامام مسلم في صحيحه من حديث - 00:02:40ضَ
عياض المجاشعي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته ان الله نظر الى اهل الارض فمقتهم عربا وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب. فمع كل ما يوجد على الارض من علوم مدنية ومن فلسفة. الا ان كل هذا لا - 00:03:00ضَ
لا وزن له في ميزان الله سبحانه ولم يستثني الا طائفة من الناس لما معهم من بقايا النبوات. فبقايا النبوات وما تضمنه من المعارف الالهية هي نوافذ التنوير الوحيدة على وجه الارض. هذا الاستعلاء الشرعي - 00:03:20ضَ
على المنجزات المادية لان الاخر مهما تقدم ومهما حاز من معارف سيبقى في حضيض المنافسة الدنيوية لا يعرف غاية وجوده ولا مآله. وانما فقط يتنافس كما تنافس الانعام. يتنافس كالدواب بلا فرق - 00:03:40ضَ
فرق فقط هو ملكات التنافس. تتنافس الدواب بحوافرها. ويتنافس هو بمعادلاته الرياضية. قال الله عز وجل ان اولئك يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا. وحتى القيم التي يمتازون بها كالمواعيد والحرص - 00:04:00ضَ
على الاتقان في العمل فهذه كلها تدور في اطار الماركتنج. قيم مدفوعة بحسابات الربح والخسارة المادية. فهم روضوا حتى المعاني المعتبرة للحسابات الدنيوية. انظر كيف تغيب رؤوس الانعام في قلال العشب. لا ترفع اعناقها الا لتعود اليها - 00:04:20ضَ
مرة اخرى ليست مهمومة بلقاء الله. ولا تفكر في خالق ولا نبي ولا وحي ولا عبادة ولا بعث ولا حساب ولا عذاب ولا السقبة الاخروي حتى يفجأها الموت. فتلك حياة الكافر ولا فرق اطلاقا. الذي يميز الانسان في هذا الكون - 00:04:40ضَ
فقط انه مكلف ان لديه معايير اخلاقية ومعايير قيمية ومعايير عقلية داخلية ولديه دلائل نبوة وغاية وجود ودلائل رصدية لا حصر لها خارجية. كل هذه الدلائل الداخلية والخارجية تلزمه بالعمل - 00:05:00ضَ
لما كلف له والعلم بانه مكلف. قال الله عز وجل تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم. ليبلوكم ايكم احسن عملا. فغاية وجودنا في هذه الدنيا العمل - 00:05:20ضَ
بما امرنا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. وقال سبحانه في اية جامعة مانعة وما خلقت الجن والانس الا - 00:05:40ضَ
تعبدون خلقوا مهيئين للعبادة. ويعلمون ولو كانوا ملحدين. يعلمون بما ركب فيهم من العقول والحواس ان لهم غاية فهم في حالة صالحة للعبادة مستعدة للعبادة. فمن جرى على موجب هذا الاستعداد وعلى موجب - 00:06:00ضَ
الفطرة امن بالله ووحده سبحانه. ومن عاند واستكبر اتبع غير ما ركبت عليه فطرته. فكل البشر على هذه الفترة وعلى هذا الشعور الذي يغمر الانسان. كل البشر ملحد مسلم غير مسلم كل البشر يعلمون - 00:06:20ضَ
يقينا ان عليهم واجبا يعلمون تماما انهم لا يصح اطلاقا ان يسلكوا في هذا العالم بالرؤية الدروينية او بالتصوف المادي يعلمون تماما انهم ليسوا مفصلين على طراز داروين. ولذلك تجد ان الله هو الذي يتكلم عنه - 00:06:40ضَ
ملاحدة طوال الوقت. فمعرفة الله ومحاولة تبين حكمته هي غاية كل البشر. في كل كبيرة وصغيرة على المستوى سمعي والمستوى الفردي. فاكثر الناس حديثا عن الله هم الذين يدعون انكار وجوده. حتى قال قائلهم زياد الرحباني - 00:07:00ضَ
امريكا مع السنة وروسيا مع الشيعة. اما الملاحدة فلهم الله. واذا نزلت مصيبة باكثر الناس الحادا فانه لا يفكر في الاسباب المادية لذلك. وانما يتفكر مباشرة في الخالق معترضا وساخطا. بينما المؤمن راض وموقن بالحكمة - 00:07:20ضَ
معرفة انك مكلف هذه حقيقة تملك عليك حياتك. شئت ام ابيت. يبقى ان تعمل بمقتضى هذا تعمل بما كلفت له. هذا الفهم لغاية وجودك في هذه الدنيا سيختصر كثيرا جدا من معرفة الطريق - 00:07:40ضَ
نحو نهضة الامة. سنعرف سريعا كيف ننهض؟ والان السؤال ما هي الامة؟ ما هو تعريف كلمة امة؟ ما هي التي انت توجه رسالتك لها. الامة التي توجه رسالتك لها هي كل البشر على وجه الارض. فانت مطالب بالدعوة - 00:08:00ضَ
الى الله لكل البشر. بكل اطيافهم وتصوراتهم ومعتقداتهم. مطالب بدعوة المسلم والكتابي والبوذي والهندوسي الملحد ولا ادري دعوتك تشمل كل الناس. معرفة مفهوم الامة سيسهل كثيرا جدا طريقنا لمعرفة اسهل الطرق - 00:08:20ضَ
لكيف تنهض الامة؟ كيف هذا الكلام؟ ما علاقة معرفتي بمفهوم الامة؟ بان هذا سيسهل طريق نهضة الامة. اولا حتى سنفهم الجواب تخيل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لصحابته تقضون اعماركم في تعلم الطب والفلك والهندسة والحساب - 00:08:40ضَ
هل كنت تتخيل ان تخرج دعوة الاسلام من مكة؟ لا اظن اقصاها ان يصل الصحابة لبعض المعارف في تلك يصيبون ويخطئون. هذه لم تكن الطريقة حتى ننهض. ولن تكون الطريقة ان تدعو الطبيب والمهندس - 00:09:00ضَ
الفلكي وصاحب الحساب الى الله عز وجل. فاذا اسلموا نهضت بهم الامة. الطريقة ان تدعو كل احد الى الله عز وجل الى معرفة غاية وجوده. فكل البشر على وجه الارض مطالب انت بخطابهم بقدر استطاعتك وبالسبل المتاحة لك. فمعرفة مفهوم - 00:09:20ضَ
الامة المخاطبة يسهل الطريقة جدا لنهضة هذه الامة. لكن هل معنى دعوة العالم الى الاسلام ان نتوقف نحن عن تلك العلوم وان نكتفي فقط بالدعوة الى الله. نحن يجب ان نكون دعاة الى الله عز وجل. لكن في نفس الوقت نتعلم من - 00:09:40ضَ
تلك العلوم ما ينفعنا. فيصبح العالم المسلم في نفس الوقت داعية الى الله بعمله. وبجوده وتعليمه واخلاصه الله عز وجل والمتقن للغات يستغل لغته في دعوة اصحاب تلك اللغة الى الاسلام. والذي يعرف في البرمجة والانتاج يكون - 00:10:00ضَ
له مشروع دعوة بهذه الامور. ولذلك حين فهم المسلمون هذا الامر وحين تحركوا من هذه المقدمة وصار تحصيل العلوم والمعارف وسيلة وليس غاية حازوا الدين والدنيا معا. ووضعوا كل اصول العلوم. فالكيمياء علم اسلامي - 00:10:20ضَ
والجبر علم اسلامي والصيدلة علم اسلامي وكتب الرازي في الطب ظلت تدرس في باريس طوال ستميت سنة. وتمثال في مدخل كلية الطب في باريس حتى الساعة. فهذه العلوم مع اننا اعتبرناها وسيلة للغاية الكبرى الا اننا في - 00:10:40ضَ
نفس الوقت انتفعنا بها حق الانتفاع. ونفعنا بها العالم ونهضت امتنا. اذا تحركنا من هذا الفهم لغاية وجودنا في هذه الدنيا سيدخل في الاسلام العلماء المجتهدون البارعون. وفي نفس الوقت سنرتقي نحن ذاتيا بعلمنا وبهذا ننهض - 00:11:00ضَ
وباسرع بكثير مما يتخيل كثير من المتشائمين في عصرنا. امتنا تنهض في عقد واحد من الزمان. تستطيع ان تنشر اذكر رسالتها في ربوع الارض في كل بيت في ظرف جيل واحد. حصل هذا قديما قبل مواقع التواصل وقبل الاعلام وقبل - 00:11:20ضَ
المفتوحة التي تصل الى جنبات الارض. فكيف بزماننا؟ حصل هذا في جيل الصحابة نشروا الاسلام في ظرف جيل واحد في ربوع المعمورة كان الاسلام ينادى له في الصين والاندلس وعواصم العالم بعد ان كان نفس هؤلاء الاشخاص محاصرين - 00:11:40ضَ
قبل سنوات في شعب ابي طالب. حصل هذا الفتح للدعوة الى الله عز وجل قديما ولا مانع ان يحصل في اي جيل اخر. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله زوى لي الارض. فرأيت مشارقها ومغاربها. وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها - 00:12:00ضَ
وفي الحديث فوائد كثيرة وفي صحيح ابن حبان بزيادة ولا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة. حتى يأتي امر الله. الرسالة التي الناس اليها رسالة يسيرة. رسالة الفطرة والتكليف والتوحيد والايمان. والدعوة الى الله يفتح الله عز وجل لها - 00:12:20ضَ
ابوابا ما كان يتخيلها القائمون عليها. الى هنا نحن قد شرحنا مفهوم التنوير وهو التزكي بنور الوحي شرحنا مهمة وجودنا في هذه الدنيا وان غاية وجودنا العبودية والدعوة الى الله سبحانه. لكن كيف نبدأ في محاولة - 00:12:43ضَ
ان تنهض امتنا. نحن بصراحة نعرف جيدا الخطوات العملية للدعوة الى الله سبحانه. نعرف كيف ندعو الى الله كل بحسب مهارته وتخصصه نعرف الاخلاص في العمل ونتيجته. تعرفون ذلك اكثر مني. لكن ما هو الوقود الذي - 00:13:03ضَ
يحركنا لنفعل ذلك. نحن نعلم تماما اننا لو اجتهدنا سنصل وسنفوق غيرنا بمراحل. ليست مشكلتنا اليوم في معرفة ما نريد. فنحن نعرف تماما ما نريد. ونعرف كيف نصل. لكن مشكلتنا اننا لا نملك الوقود - 00:13:23ضَ
الكافي لفعل ذلك. سيطر على امتنا الكسل وادعى وحب الدنيا فلا يلزمنا والله الا الوقود ساعتها سننهض. البعض يقول ان هذا الوقود المحرك للامة يكون بايجاد القدوة او المثال او القائد - 00:13:43ضَ
هذا الكلام صحيح. لكن تطبيقه في الغالب خطأ. فنحن نحتاج لمن يدفعنا. نحتاج لمن تكون حياته لنا قدوة لذلك كلنا نبحث بوعي او بغير وعي. واذا وجدنا من نظنه قدوة نلتف حوله ثم بعدها - 00:14:03ضَ
يفقد منبره بخطأ او زلة او بقدر من الاقدار ثم نبحث مجددا وهكذا. البحث هو النصف الصحيح من الموضوع لكن الخطأ اننا فقط نحرص على البحث عبر المكان ولم نعد نبحث عبر الزمان. اين الاقتداء بتاريخ السلف بمن - 00:14:23ضَ
اصبحنا نأمن عليهم الفتنة. من مات لو اخذنا مثالا وسرنا على دروس حياته ومواقفه وجعلنا منهج حياته لنا مسلكا اظن سنتوقف عن البحث المكاني في المعاصرين. لست محتاجا ان اخبركم ان مشروعنا وقدوتنا - 00:14:43ضَ
ومثالنا الذي سنتخذه في هذه السلسلة هو السيرة النبوية. على صاحبها افضل الصلاة والسلام. سنأخذ من حياته موقفا وعبرة ودروسا لنهضة امتنا في هذه السلسلة ان شاء الله. فهو صلى الله عليه وسلم سيد الاولين والاخرين - 00:15:03ضَ
وهو نبينا وامامنا. والتطبيق العملي دراسة التعلم والقياس على واقعنا. دراسة نفي الاكاذيب الملاحدة واللادنيون والذين ما زالوا يمكرونها. حول سيرته صلى الله عليه وسلم المطهرة. فانتظرونا ان شاء الله - 00:15:23ضَ
السلام عليكم. ولذلك كانت هذه السلسلة لكل احد للمسلم وغير المسلم. فانتظرونا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله. لقد قد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر - 00:15:43ضَ
ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا كما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله. وما زادهم الا ايمانا وتسليما. من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من - 00:16:03ضَ
انتظر وما بدلوا تبديلا. ليجزي الله الصادقين بصدقهم عذب المنافقين ان شاء او يتوب ان الله كان غفورا رحيما - 00:16:43ضَ