الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد الحياة لا تسير على وتيرة واحدة بل هي تتقلب بين الرخاء والشدة. واليسر والعسر والسرور والحزن. والغنى والفقر - 00:00:00ضَ

العز والذل والامل والالم والبسمة والدمعة والعافية والبلاء. فمن اعسر شهرا وقد ايسر جهرا. ومن اصابته الشدة اياما فقد لابسته النعمة اعواما. قال جل وعلا كل يوم هو في شأن يفرج كربه ويكشف همه ويغني فقيرا - 00:00:21ضَ

انصر مظلوما ويفك عانيا. ويشفي سقيما ويجيب داعيا. ويعطي سائلا. قال سبحانه وتلك الايام نداولها بين الناس. وقال عز وجل لقد خلقنا الانسان في كبد. اي يكابدوا في هذه الحياة ويشقى. وقال سبحانه يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. ولكن - 00:00:51ضَ

من فضل الله جل وعلا ورحمته وحكمته ان جعل بعد العسر يسرا وبعد الخوف امنا وبعد الشدة رخاء وبعد الكرب فرجا. وبعد البلاء عافية. والمؤمن الواثق بربه جل وعلا. لا - 00:01:21ضَ

اعرف اليأس والقنوط ولا يتأثر بالمرجفين. والمثبطين بل يصنع التفاؤل والامل. بصدق التوكل وحسن العمل. ولابد في مثل هذه الازمات التي تمر بها بلادنا بل وامتنا لابد من بث روح البشرى والتفاؤل والامل في قلوب الناس. فالله جل وعلا فرجه قريب في لمحة - 00:01:41ضَ

بصر وغوثه سريع في لفتة النظر. ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال وقيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لقد اشتد القحط وقنط الناس فقال الان يمطرون - 00:02:11ضَ

اقول الله تعالى وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشروا رحمته وهو الولي الحميد مسلم بعد ان تغلق جميع الابواب في وجهه. ويفقد امله وتعجز حيلته. وتشتد محنته وتزداد بليته لا يملك حينئذ الا ان يتوجه الى ربه بقلبه وكليته. وهنا - 00:02:31ضَ

يأتيه الفرج وتأتي النجاة. قال جل علاه ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب احتسب فالثقة بالله ازكى امل والتوكل على الله اوفى عمل. لا تدري لعل الله يحدث - 00:03:01ضَ

بعد ذلك امرا اجعلها شعارك ودثارك. ورددها ليلك ونهارك. ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره. قد جعل الله لكل شيء قدرا. فلا تستعجل يا اخي ولا تقنط ولا تيأس فاشد - 00:03:21ضَ

ساعات الليل سوادا هي التي يليها ضوء الفجر وضوء الفجر ات لا محالة. قال جل وعلا ومن يتق الله فيجعل له من امره يسرا. نعم سيرضيك. سيصبر نفسك وييسر امرك. ويشرح صدرك. ويفرج - 00:03:41ضَ

ارجو كربك ويتولى شأنك. ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته. ويعظم له اجرا. فهذا البلاء والالم والفقر والضيق والحزن والهم. ان احتسبت كل هذا فهو تكفير لسيئاتك. ورفعة في درجاته وحسبك بهذا فضلا ومغنما. ثم تأتي البشرى. فيقول سبحانه سيجعل الله بعد عسر يسرا - 00:04:01ضَ

ويقول سبحانه فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا. فهل يبقى في نفسك ايها المكروب ايها المبتلى ايها المهموم ايها المريض ايها الحزين ايها الفقير هل يبقى في نفسك شيء من - 00:04:31ضَ

الشك والتشاؤم واليأس بعد كل هذا ابشر وثق بربك جل وعلا فوالله سيأتي الشفاء بعد المرض والنجاح بعد الفشل. والنصر بعد الهزيمة. وسيأتي الفرج بعد الكرب. وستأتي السعة والرزق بعد الضيق - 00:04:51ضَ

والضنك والفقر وستأتي العافية بعد البلاء. وسيزول الغم والهم والحزن باذن رب الارض والسماء لا تخف من اي شيء روعك كن مع الله يكن ربي معك. واذا نابك كرب فاصطبر - 00:05:11ضَ

وادعو مولاك وجفف ادمعك ما لنا الا اله واحد فاسأل الكون وقل من ابدعك واسأل حملة جنينا في الحشا من رعاك الان من ذا اشبعك واسأل البدر مضيئا في الدجى باعثا انوارا - 00:05:31ضَ

ما اروعك واسأل عن امواجها واسأل البحر اتدري منبعك واسأل الصبح تجلى مسفرا بعد ليل حالك من اطلعك كن مع الله يكن ربي معك. لا تقنط ابدا واصبر ولا تيأس فاذا هبت رياح اليأس تموت القلوب وتجف الارواح وتسقط النفوس وتتحول الحياة الى - 00:05:51ضَ

صحراء جرداء تجف فيها انهار الحياة. ويذبل فيها الورد ويموت فيها النبات. ويتحول فيها الربيع الى تتساقط فيه الاوراق وتجف الاغصان. فاذا نزل غيث الامل سالت اودية بقدرها واهتزت القلوب وربت. واشرقت الارواح ورقت. واطمأنت النفوس وزكت. لا تظنن - 00:06:21ضَ

بربك ظن سوء فان الله اولى بالجميل. فقد تخرج المنح من طيات المحن. ويخرج الخير من باطل عن الشر وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا تعلمون - 00:06:51ضَ

قد ينعم الله بالبلوى وان عظمت. ويبتلي الله بعض القوم بالنعم. تأمل كيف كان حب يعقوب اسف عليهما السلام. سببا الى البئر. فكان البئر سببا الى بيت العزيز. فكان بيت العزيز سببا الى السجن - 00:07:11ضَ

ومن السجن الى ملك مصر. وهناك اجتمع الشمل وتحقق المراد. فلربما كان المنع عين العطاء واذا الهمك الثناء والدعاء فقد اراد لك الفضل والسخاء. كن عن همومك معرضا. ودع الى القضاء وابشر بخير عاجل تنسى به ما قد مضى. فلرب امر مسخط لك في عواقبه رضا - 00:07:31ضَ

ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا. الله يفعل ما يشاء. فلا تكن متعرضا. الله عودك الجميل فقس على ما قد مضى. ان اعلى درجات الثقة واليقين ان تتفائل في اوقات الازمات - 00:08:01ضَ

ولحظات الانكسارات وساعات الشدائد والكربات حين تنتظر الخير وانت لا ترى الا الشر. وترجو السعادة وانت لا ترى الا الحزن وتتوقع الشفاء وانت تتألم من المرض وتنتظر السعة والفرج وانت فيه - 00:08:21ضَ

كرب وضيق فاذا داهمتك مصائب الحياة وضاقت عليك الارض بما رحبت فتذكر يا اخي ان لك ربا يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. قال جل علاه امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعله - 00:08:41ضَ

خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون؟ تذكر ان بعد الشدة فرجا وان مع العسر اسرة. واذا وقع بك يوما البلاء وضاق بفسحة العيش الفضاء. فتذكر انك لست اولا - 00:09:01ضَ

من عانى بل سبقك على هذا الطريق الانبياء والصالحون والفضلاء. ولما سئل سيد الانبياء صلى الله ان يسلم اي الناس اشد بلاء قال الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالامثل. يبتلى الرجل على حسب دينه. فان - 00:09:21ضَ

كان في دينه صلابة زيد له في البلاء. وان كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه. ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الارض وليس عليه خطيئة. فالابتلاء يا اخواني ويا اخواتي تاريخ طويل جدا. فها هو نوح وابراهيم - 00:09:41ضَ

وموسى وعيسى ومحمد وجميع اخوانهم من النبيين والمرسلين. صلوات الله عليهم اجمعين. تعرضوا لابتلاءات قاسية ومحن عاتية حتى قال ربنا جل وعلا فيهم حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاء - 00:10:01ضَ

نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين. وقال سبحانه ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله. ولقد جاءك من نبأ المرسلين. وها هو نبينا - 00:10:21ضَ

صلى الله عليه وسلم يتعرض لاشد انواع البلاء. فصبر صبرا جميلا. بل وقام يعلمنا التفاؤل والامل في اصعب الاوقات وفي اشد المحن والازمات. بل راح يبشر بالنصر والفتح والتمكين. وهم يتعرضون في - 00:10:41ضَ

للتعذيب والتنكيل وفي يوم الطائف وفي يوم الهجرة وفي يوم بدر وفي يوم احد. بل وفي يوم الاحزاب. حيث جوع والحصار والخوف قام يبشر بالنصر والفتح والامل والتمكين. بل واقسم صلى الله عليه وسلم على - 00:11:01ضَ

وقال والله ليتمن الله هذا الامر حتى يصير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون. فاحسنوا الظن بالله جل وعلا. الذي يقول سبحانه في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي. ثم - 00:11:21ضَ

حقق التوكل عليه. فخذ بالاسباب في حدود قدراتك وامكانياتك مع صدق اعتماد قلبك عليه جل وعلا وحده اعلم ان من يرزق الكفار لن ينسى ان يرزق من وحدوا العزيز الغفار. كما قال الشافعي رحمه الله توكلت في - 00:11:41ضَ

رزقي على الله خالقي. وايقنت ان الله لا شك رازقي. وما يكمن رزقي فليس يفوتني ولو كان في قاع البحار العوامق سيأتي به الله العظيم بفضله ولو لم يكن مني اللسان بناطقي - 00:12:01ضَ

ففي اي شيء تذهب النفس حسرة وقد قسم الرحمن رزق الخلائق. ثم اصبر يا اخي اصبر على البلاء فالصبر جواد لا يكبو وجند لا يهزم وحصن لا يهدم. اهله في معية الله واهله يحبهم الله والله يحبهم - 00:12:21ضَ

الصابرين. وقال سبحانه ان الله مع الصابرين. ثم ظن بربك خيرا. وكن على ثقة ويقين انه سبحانه ارحم ارحم الراحمين واكرم الاكرمين بيدهي مقاليد الامور. واذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون فلا يأس. ولا - 00:12:41ضَ

ولا استسلام للهموم والاحزان. يا صاحب الهم. ان الهم منفرج. ابشر بخير فان الفارج الله اليأس يقطع واحيانا بصاحبه لا تيأسن فان الكافي الله. الله يحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعن فان القاسم - 00:13:01ضَ

فالله واذا بليت فثق بالله وارض به. ان الذي يكشف البلوى هو الله والله ما لك غير الله من احد حسبك الله في كل لك الله الى اخر لحظات حياتك. ابشر. ابشر بلقاء ربك وبرحمته وبكرمه وبفضله - 00:13:21ضَ

لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله. ولكن مع كل ذلك اقول لابد من الاخذ في الاعتبار الاخذ الاسباب الذي تدفع الاذى وترفع البلاء من احداث توبة واقلاع عن معصية ودعاء واستغفار وتقوى وعمل صالح - 00:13:41ضَ

وتداو واخذ باسباب النجاح والفلاح والنصر والابداع والانتاج والتصنيع والتعليم. وتصور للامور على حقيقتها لدفع ضررها والانتفاع بخيرها. فليس من اللائق بل ولا من الدين ان يحسن العبد الظن بخالقه سبحانه. ويرجو رحمته - 00:14:01ضَ

كرامته وفضله وعطاءه وغناه وهو مقيم على معصية الله. ومنتهك لحرمات الله ومضيع لاوامر الله. او وهو كسول متخاذل عن العمل وعن الاخذ بالاسباب التي شرعها الله جل وعلا. وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاخذ بها. ليس هذا من - 00:14:21ضَ

والاستبشار والامل. بل هو جهل بالله جل وعلا وشريعة الربانية وسننه الكونية. كما قال رب البرية في شأن يونس فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. وقال جل وعلا فلولا كانت قرية امنت - 00:14:41ضَ

فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين. فدوام الحال من المحال وكل هم الى فرج والتفاؤل يحيي النفوس الميتة كما تحيا الارض الميتة - 00:15:01ضَ

وابل السماء والرجاء في الله خير مأمول. وهو عندنا عقيدة راسخة لا تزول. فاذا ضاق الحال وتعثر المقال وصال الشيطان في بحور اليأس وجال. تذكر قول الكبير المتعال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم - 00:15:21ضَ

ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون لتكون هذه الكلمات كغيث يوم بدر. يذهب وساوس الشيطان. وتثبت به - 00:15:51ضَ

اقدام وتطهر به القلوب والارواح والابدان. فالتفاؤل والامل عندنا نحن الموحدين. ليس وهما ولا ضربا من الخيال بل بنيناه على اسس ربانية وسنن كونية. قال سبحانه وتلك الايام نداولها بين الناس - 00:16:11ضَ

وقال سبحانه كل يوم هو في شأن. نعم. فالكون ملكه والحكم حكمه. وكل الحادثات وان تناهت فموصول بها الفرج القريب وصناعة الامل تعتمد على الثقة في الله وعلى التوكل على الله وعلى الصبر - 00:16:31ضَ

والعمل واليقين في اننا امة قد تمرض ولكنها لا تموت باذن الله. وما نراه اليوم من ضيق وضنك على شدته. لا تضاهي المحن والازمات التي مرت بالامة في قرون خلت وفي كل مرة تخرج الامة بفضل الله جل وعلا اشد قوة - 00:16:51ضَ

في ظل هذه الازمة اذكر اخواني اخواتي من اهل الفضل والغنى. احرص اخي المؤمن احرص اخي الفاضل على الخير وعلى البذل وعلى العطاء للفقراء والمساكين والمرضى والمحتاجين وعينك على ما عند الله جل وعلا. فانت لا تدري ربما - 00:17:11ضَ

لك فلاح الدنيا ونجاح الاخرة بصدقة تتصدق بها على محتاج. اجتهد لتصل الى مقام يصبح العطاء جزء امن حياتك لا ينفك عنه ولا تزول انت عنه ليزول خوفك وحزنك وهمك والمك. الم تقرأ قول ربك الذين ينفقون اموالهم - 00:17:31ضَ

بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الم تقرأ قول ربك جل وعلا كن من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم. والله سميع عليم. انما هي طهارة - 00:17:51ضَ

اموال بل وللقلوب والنفوس والارواح من كل المكدرات التي تحول بين القلوب والارواح وبين السعادة سوى الراحة والسكينة والطمأنينة. واعلم يقينا انه ما من يوم يصلح العباد فيه الا وملكان ينزلان فيقول احدهما - 00:18:11ضَ

اللهم اعط منفقا خلفا. ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا. اللهم اني اسألك في هذه الاوقات الشديدة ان ترفع عنا وعن بلادنا وعن الامة كلها الغلاء والوباء والامراض والبلاء انت ولي ذلك والقادر عليه. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك - 00:18:31ضَ

اللهم اجعل بلدنا مصر في امنك وامانك وحفظك وحرزك وضمانك. برحمتك يا ارحم الراحمين. استر اهلها خذهم من كل مكروه وسوء وانزل عليها وعلى جميع بلاد المسلمين من بركاتك ورحماتك وخيراتك انت ولي ذلك - 00:19:01ضَ

قادر عليه وانت على كل شيء قدير. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:19:21ضَ

مقاطع مؤثرة

لا تيأس وانتظر غيث الأمل | كلمة تطمئن القلوب وتشرح الصدور من فضيلة الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان