وقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فيه وجهان لاهل التفسير الاول انه ابتداء خبر من الله جل وعلا. تدبر معي لا يكلف الله نفسا الا وسعها. الاية فيه وجهان لاهل العلم - 00:00:00
الوجه الاول انه ابتداء خبر من الله جل وعلا. اي لما حقق اولئك المؤمنون الموحدون السمع والطاعة وطلب المغفرة من ربهم جل وعلا لما قد يقع منهم من تقصير اجابهم الله تعالى وحقق سؤلهم وامن خوفهم وخفف عنهم فقال هو جل وعلا - 00:00:27
لا يكلف الله نفسا الا وسعها هذا هو الوجه الاول رقيق جميل الوجه الثاني بسادتنا وائمتنا قالوا لا بل هذا من كلام المؤمنين بل هذا من كلام المؤمنين الموحدين مع سيد النبيين وامام المرسلين. فكأنهم قالوا - 00:00:54
وكيف لا نسمع لربنا ولا نطيع وهو سبحانه وتعالى لا يكلفنا الا ما في وسعنا وطاقتنا. ولا يطالبنا الا بما نطيقه ونقدر عليه والتكليف لغة طلب ما فيه كلفة والالزام به ومعناه شرعا الزام المكلف بمقتضى خطاب الشرع - 00:01:16
الزام المكلف بمقتضى خطاب الشرع بما جاء من عند الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في اصول الدين وفروعه هذا هو التكليف لغة واصطلاح الا وسعها الوسع - 00:01:42
هو ما يسعى الانسان ولا يضيق ولا يشق عليه ولا يحرج به او فيه بل يستطيعوا ويقدر عليه. كما قال سبحانه وما جعل عليكم في الدين من حرج. وكما قال سبحانه يريد الله ان يخفف عنكم - 00:01:57
كما قال سبحانه يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. فمن رحمة الله بعباده الا يكلفهم ما لا يطيقون. ولذا فكل نفس ستجازى بما عملت فلا ثواب وما كسبت من الخير - 00:02:15
وعليه عقاب ما اكتسبت من الشر وقال سبحانه لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. وقد اختلفوا هل هناك فرق في اللغة بين الكسب والاكتساب سؤال هل هناك فرق في لغة القرآن ولغة العرب - 00:02:33
بين الكسب والاكتساب لها ما كسبت. وعليها ما اكتسبت اختلفوا على قولين الاول قال الواحدي من اهل اللغة رحمه الله الصحيح عند اهل اللغة ان الكشف والاكتساب بمعنى واحد لا فرق بينهما - 00:02:55
كما قال ذو الرمة الف اباه بذاك الكسب يكتسب الف اباه بذاك الكسب يكتسبه واستدل بقوله تعالى كل نفس بما كسبت رهينة وبقوله تعالى ولا تكسبوا ولا تكسبوا كل نفس - 00:03:13
الا عليها وبقوله تعالى بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته وقال سبحانه والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا وقد احتملوا بهتانا واثما مبينا. فقال لا فرق بينهما فكل لفظ يقوم مقام الاخر - 00:03:38
القول الثاني قالوا لا يوجد فرق بين الكسب والاكتساب كما قال صاحب الكشاف رحم الله الجميع غفر الله لنا ولهم قال انما خص الخير بالكسب والشر بالاكتساب ليه قال لان الاكتساب فيه احتمال - 00:03:58
فلما كان الشر تشتهيه النفس وهي منجذبة اليه وامارة به كان في تحصيله كانت في تحصيله اي النفس اعمل واجد واحرص واشها فجعلت لهذا المعنى مكتسبة فيه وعليها ما اكتسبت - 00:04:22
ولما لم يكن كذلك في باب الخير وصفت بما لا دلالة فيه على الاحتمال والجد وقال لها ما كسبت اي في الخير والله اعلم فالثواب يحصل للنفس بادنى واقل سعي وكسب - 00:04:47
اما العقاب فانما هو باكتسابها وتصرفها وما تعانيه وتفتعله وتبذل فيه جهدا وتعالجه. لذا قال سبحانه من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها بعد هذه الاحكام العظيمة الجليلة التي اشتملت عليها السورة الشريفة المباركة - 00:05:10
يختمها سبحانه وتعالى بهذا الدعاء الجليل الذي علمه لعباده المؤمنين السعداء ليبين لهم كيف يدعوه. وكيف يرجوه؟ وكيف يسألوه وكيف يرجونه ويسألوه وهذا والله الذي لا اله غيره من غاية الكرم وجميل الفضل ونهاية الاحسان. ان يعلمنا الله جل وعلا - 00:05:33
كيف نسأله ونرجوه وندعوه ورحم الله من قال لو لم ترد نيل ما ارجو واطلبه من فيض جودك ما علمتني الطلبة لو لم ترد نيل ما ارجو واطلبه من فيض جودك ما علمتني الطلب. فقال سبحانه ربنا لا تؤاخذنا - 00:05:59
فان نسينا واخطأنا. والمؤاخذة هي المعاقبة هؤلاء المؤمنون المتقون لا يصدر عنهم الذنب تعمدا. وانما يصدر عنهم خطأ او نسيانا. ولذا فهم يتضرعون الى الله جل وعلا بصفة الربوبية ان يجبر تقصيرهم. والا يؤاخذهم باثم ما يصدر منهم - 00:06:23
في هذين الامرين في بعض المفسرين استشكل عليهم هذا الدعاء الجليل وقالوا هو سؤال معتبر جدا قالوا ان الخطأ والنسيان مغفوران نعم ان الخطأ والنسيان مغفوران للامة كما في الحديث الذي رواه الطبراني وابن ماجة والبيهقي وغيرهم بسند حسن - 00:06:47
بل ومن اهل العلم من صححه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رفع عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وفي رواية تانية ان الله تجاوز لي اي من اجله عليه الصلاة والسلام. انتبه لتعرف ان الامة ما كرمت الا لتكريم الله - 00:07:19
رسولها ونبيها ان الله تجاوز لي ليه ؟ عليه الصلاة والسلام عن امتي الخطأ والنسيان ومن سكره عليه. اي ان الله تعالى عفا وصفح عن امتي او النسيان لاجل اي لاجل رسول الله - 00:07:42
وهو فعله الشيء عن غير قصد ده الخطأ فعل الشيء عن غير قصد انما النسيان عدم ذكر شيء لذهول او لغفلة عنه الله جل وعلا بفضله ورحمته لا يؤاخذ على الخطأ والنسيان والاكراه - 00:08:01
لا اثم فيه ولكن رفع الاثم لا ينافي ان يترتب على النسيان احكام فمن نسي الوضوء مثلا ظنا منه انه متوضأ فهذا لا اثم عليه لكن ان تيقن انه صلى محدثا بغير وضوء - 00:08:19
عليه الاعادة باتفاق جمهور اهل العلم كما سابين في اللقاء المقبل ان شاء الله تعالى في حديث جبريل في شروط صحة الصلاة وكذلك رفع الله الاثم على ما استكرهوا على فعله او قوله. وهذا من تفضله ورحمته بهذه الامة. ورفع الاثم عن المخطئ والناس والمكره - 00:08:38
لان الاثم مرتب على القصد والنية. وهؤلاء لا قصد لهم. فلا اثم عليهم. طيب السؤال اللي انا طرحته في الاول اذا كان الخطأ والنسيان في محل العفو وعدم المؤاخذة والمعاقبة. فما معنى طلب العفو والتضرع والدعاء للرب جل وعلا بهذا الدعاء؟ ربنا لا تؤاخذنا - 00:09:04
اين تعاقبنا ان نسينا؟ اي ان نسينا امرك ونهيك او اخطأنا اي فعلنا خلاف ما امرتنا به او خلاف الصواب تقصيرا او تفريطا عن غير قصد او عن غير عمد - 00:09:25
ليه؟ مع ان الخطأ والنسيان رب العزة عفا عنهم عن الخطأ والانسان والاكراه والجواب وتدبره لما علمهم الله جل وعلا هذا الدعاء قاموا بين يديه سبحانه وتعالى خاشعين مخبتين خاضعين - 00:09:39
مقرين له جل وعلا بجلاله وجماله وكماله وفضله وقدره وعظمته وان ما صدر منهم من تقصير لا ينبغي في حقه ما كان منهم الا على وجه الخطأ والنسيان والله ما اجله من جواد - 00:10:02
وما ارقها ورب الكعبة من كلمات وتحتاج من اهل الايمان الى تدبر والى فهم والى عمل وهناك من اهل العلم من فسر النسيان بالترك كما في قوله تعالى في حق ادم فنسي ولم نجد له عزما - 00:10:26
وكما في قوله تعالى نسوا الله فنسوهم اي تركوا العمل لله جل وعلا فتركهم المراد باللسان ترك الفعل او فعل الخطأ بتأويل غير صحيح وما كان الله جل وعلا ليأمرهم ان يدعوه بهذا الدعاء الا ليحقق لهم سؤلهم. ومطلوبهم رحمة منه وفضلا - 00:10:47
وجودا وبرا واحسانا. ثم علمهم جل وعلا هذا الدعاء الثاني ليستشعروا نعمه وفضله ليشكروه فقال سبحانه ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا واعادة الدعاء بقوله تعالى ربنا - 00:11:10
وربنا تذكير بعظم المقام في حسن التربية والفضل ولطف الاحسان والامتنان وجميل النوال والانعام واليسر هو العهد الثقيل وهو الميثاق المؤكد الذي يستشعر الانسان في تحمله مشقة بالغة وفي نقضه حرمان عظيم من الثواب والخيرات - 00:11:28
ثم عظم المنة والفضل. فقال سبحانه كما حملته على الذين من قبلنا. اي لا تشدد علينا ربنا في التكاليف كما شددت على بني اسرائيل في صفات البقرة التي امروا بذبحها - 00:11:56
وبالتيه في الصحراء اربعين سنة وقتل النفس في التوبة واخراج ربع المال في الزكاة وقرض موضع النجاسة وتحريم بعض الطيبات بسبب ظلمهم كما قال سبحانه فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم - 00:12:11
وبعد ان تضرع المؤمنون الصادقون الى ربهم جل وعلا ان يرفع عنهم التكاليف الثقيلة والاحكام الشاقة التي كلفت بها بعض الامم الماضية. راحوا يلجأون الى ربهم تتضرعون اليه سبحانه وتعالى بهذا الدعاء الودود الكريم. ربنا، ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. اي من العقوبات والبلايا - 00:12:34
والمحن والفتن واعنا ووفقنا لحمل ما حملتنا اياه وكلفتنا به لنقوم به على الوجه الذي تحبه ويرضيك حتى لا نكون اهلا لعقوبة المفرطين المقصرين المضيعين في حق دينهم المسرفين في اهوائهم - 00:12:58
الطاقة كما يقول الراغب رحمه الله اسم لمقدار ما يمكن للانسان ان يفعله بمشقة وعنت وحرج وذلك تشفيهم بالطوق الذي يحيط بالعنق والتحميل وان يضع عليهما لا طاقة له في تحمله - 00:13:20
هؤلاء الفضلاء يرجون من ربهم الا ينزل بهم ما هو فوق قدرتهم وطاقة من المحن والفتن والبلايا ثم راحوا يدعون ربهم جل وعلا رابعة وخامسة وسادسة بهذه الدعوات الودودة الجليلة الجامعة فقالوا واعف عنا - 00:13:45
واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين فما هو الفرق بين العفو والمغفرة ما هو الفرق بين العفو والمغفرة واعف عنا واغفر لنا اما العفو هو مصدر عفا - 00:14:04
يعفو عفوا فهو عاف وعفو واصل العفو المحو والطمس العرب تقول عفت الريح الاثرة اي ازالت الريح الاثرة هو محو الذنب الله الله الله العفو محو الذنب مشكلة وبس والتجاوز عنه وترك العقاب عليه - 00:14:27
الله! عشان كده النبي عليه الصلاة والسلام لما علم عائشة ليلة القدر الدعاء الجامعة الشاملة الماتع قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. لم يقل قولي اللهم انك غفور تحب المغفرة فاغفر لي. بل قال قولي اللهم انك عفو - 00:14:58
ان العفو محو الذنب والتجاوز عن الذنب وترك العقاب على الذنب ويأتي العفو ايضا المعنى الكثرة والزيادة في لغة العرب ومنه قوله تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو. اي ما زاد عن النفقة - 00:15:20
وقوله صلى الله عليه وسلم اعفوا اللحى اعفو اللحى اي وفروها وارخوها العفو ايضا يأتي بمعنى الكثرة والزيادة كذلك واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين - 00:15:39
تعالوا بنا لنتوقف في هذا اللقاء عند هذا الموضع لانني اريد ان اقف مع حضراتكم وقفة متأنية مع العفو والمغفرة والرحمة ثم مع هذا الدعاء الجليل فانصرنا على القوم الكافرين - 00:16:05
لنتعرف على سنن النصر الثابتة التي لا تتغير وشروطه التي لا تتبدل لنعلم انه جل وعلا جعل نصر المؤمنين سنة ثابتة وجعل له شروطا لنتعرف على كل هذه المعاني والمفردات - 00:16:36
وذلك في اللقاء المقبل ان قدر رب الارض والسماوات اسأله سبحانه باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يرزقنا جميعا العمل بالقرآن الكريم. وان يردنا اليه ردا جميلا. واتذلل واتضرع اليه سبحانه. باسمه الاعظم - 00:17:03
الذي ان سئل به اعطى. وان دعي به اجاب ان يأذن في رفع الوباء عن اهل الارض اللهم اذن في رفع الوباء عن اهل الارض اللهم اذن في رفع الوباء عن اهل الارض - 00:17:26
اللهم اني اسألك ان تشفي المرضى وان تذهب الام المتألمين. اللهم اني اعلم انك ارحم بعبادك من رحمة امهاتهم بهم. فارحمهم يا ارحم اللهم اني اعلم ان شفاءك لهم لا يعجزك - 00:17:40
وان ابتلاءك لهم لا يزيد ملكك. اللهم اشف المرضى. اللهم اشف المرضى. واذهب الام المتألمين يا ارحم الراحمين واشد على ايدي العاملين في وزارة الصحة ومن اخواننا الاطباء وفريق التمريض في كل مكان في بلدنا وفي انحاء الارض ان يبذلوا كل ما - 00:17:58
من طاقة وقدرة وان يوفروا الدواء والاكسجين لاولئك المرضى المساكين بهذا الوباء مطيري اسأل الله جل وعلا ان يمد اخواننا من الاطباء وفريق التمريض بمدد من عنده وان يعينهم وان يحفظهم بحفظه. وان يجعلهم في كنفه وامانه وستره وضمانه - 00:18:22
وان يحفظنا جميعا. وان يحفظ بلدنا مصر من كل مكروه وشر وسوء. وجميع بلاد المسلمين. بل وان يرفع الوباء دول الارض اجمعين انه ولي ذلك وهو ارحم الراحمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى - 00:18:48
على اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:19:08
التفريغ
وقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فيه وجهان لاهل التفسير الاول انه ابتداء خبر من الله جل وعلا. تدبر معي لا يكلف الله نفسا الا وسعها. الاية فيه وجهان لاهل العلم - 00:00:00
الوجه الاول انه ابتداء خبر من الله جل وعلا. اي لما حقق اولئك المؤمنون الموحدون السمع والطاعة وطلب المغفرة من ربهم جل وعلا لما قد يقع منهم من تقصير اجابهم الله تعالى وحقق سؤلهم وامن خوفهم وخفف عنهم فقال هو جل وعلا - 00:00:27
لا يكلف الله نفسا الا وسعها هذا هو الوجه الاول رقيق جميل الوجه الثاني بسادتنا وائمتنا قالوا لا بل هذا من كلام المؤمنين بل هذا من كلام المؤمنين الموحدين مع سيد النبيين وامام المرسلين. فكأنهم قالوا - 00:00:54
وكيف لا نسمع لربنا ولا نطيع وهو سبحانه وتعالى لا يكلفنا الا ما في وسعنا وطاقتنا. ولا يطالبنا الا بما نطيقه ونقدر عليه والتكليف لغة طلب ما فيه كلفة والالزام به ومعناه شرعا الزام المكلف بمقتضى خطاب الشرع - 00:01:16
الزام المكلف بمقتضى خطاب الشرع بما جاء من عند الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في اصول الدين وفروعه هذا هو التكليف لغة واصطلاح الا وسعها الوسع - 00:01:42
هو ما يسعى الانسان ولا يضيق ولا يشق عليه ولا يحرج به او فيه بل يستطيعوا ويقدر عليه. كما قال سبحانه وما جعل عليكم في الدين من حرج. وكما قال سبحانه يريد الله ان يخفف عنكم - 00:01:57
كما قال سبحانه يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. فمن رحمة الله بعباده الا يكلفهم ما لا يطيقون. ولذا فكل نفس ستجازى بما عملت فلا ثواب وما كسبت من الخير - 00:02:15
وعليه عقاب ما اكتسبت من الشر وقال سبحانه لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. وقد اختلفوا هل هناك فرق في اللغة بين الكسب والاكتساب سؤال هل هناك فرق في لغة القرآن ولغة العرب - 00:02:33
بين الكسب والاكتساب لها ما كسبت. وعليها ما اكتسبت اختلفوا على قولين الاول قال الواحدي من اهل اللغة رحمه الله الصحيح عند اهل اللغة ان الكشف والاكتساب بمعنى واحد لا فرق بينهما - 00:02:55
كما قال ذو الرمة الف اباه بذاك الكسب يكتسب الف اباه بذاك الكسب يكتسبه واستدل بقوله تعالى كل نفس بما كسبت رهينة وبقوله تعالى ولا تكسبوا ولا تكسبوا كل نفس - 00:03:13
الا عليها وبقوله تعالى بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته وقال سبحانه والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا وقد احتملوا بهتانا واثما مبينا. فقال لا فرق بينهما فكل لفظ يقوم مقام الاخر - 00:03:38
القول الثاني قالوا لا يوجد فرق بين الكسب والاكتساب كما قال صاحب الكشاف رحم الله الجميع غفر الله لنا ولهم قال انما خص الخير بالكسب والشر بالاكتساب ليه قال لان الاكتساب فيه احتمال - 00:03:58
فلما كان الشر تشتهيه النفس وهي منجذبة اليه وامارة به كان في تحصيله كانت في تحصيله اي النفس اعمل واجد واحرص واشها فجعلت لهذا المعنى مكتسبة فيه وعليها ما اكتسبت - 00:04:22
ولما لم يكن كذلك في باب الخير وصفت بما لا دلالة فيه على الاحتمال والجد وقال لها ما كسبت اي في الخير والله اعلم فالثواب يحصل للنفس بادنى واقل سعي وكسب - 00:04:47
اما العقاب فانما هو باكتسابها وتصرفها وما تعانيه وتفتعله وتبذل فيه جهدا وتعالجه. لذا قال سبحانه من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها بعد هذه الاحكام العظيمة الجليلة التي اشتملت عليها السورة الشريفة المباركة - 00:05:10
يختمها سبحانه وتعالى بهذا الدعاء الجليل الذي علمه لعباده المؤمنين السعداء ليبين لهم كيف يدعوه. وكيف يرجوه؟ وكيف يسألوه وكيف يرجونه ويسألوه وهذا والله الذي لا اله غيره من غاية الكرم وجميل الفضل ونهاية الاحسان. ان يعلمنا الله جل وعلا - 00:05:33
كيف نسأله ونرجوه وندعوه ورحم الله من قال لو لم ترد نيل ما ارجو واطلبه من فيض جودك ما علمتني الطلبة لو لم ترد نيل ما ارجو واطلبه من فيض جودك ما علمتني الطلب. فقال سبحانه ربنا لا تؤاخذنا - 00:05:59
فان نسينا واخطأنا. والمؤاخذة هي المعاقبة هؤلاء المؤمنون المتقون لا يصدر عنهم الذنب تعمدا. وانما يصدر عنهم خطأ او نسيانا. ولذا فهم يتضرعون الى الله جل وعلا بصفة الربوبية ان يجبر تقصيرهم. والا يؤاخذهم باثم ما يصدر منهم - 00:06:23
في هذين الامرين في بعض المفسرين استشكل عليهم هذا الدعاء الجليل وقالوا هو سؤال معتبر جدا قالوا ان الخطأ والنسيان مغفوران نعم ان الخطأ والنسيان مغفوران للامة كما في الحديث الذي رواه الطبراني وابن ماجة والبيهقي وغيرهم بسند حسن - 00:06:47
بل ومن اهل العلم من صححه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رفع عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وفي رواية تانية ان الله تجاوز لي اي من اجله عليه الصلاة والسلام. انتبه لتعرف ان الامة ما كرمت الا لتكريم الله - 00:07:19
رسولها ونبيها ان الله تجاوز لي ليه ؟ عليه الصلاة والسلام عن امتي الخطأ والنسيان ومن سكره عليه. اي ان الله تعالى عفا وصفح عن امتي او النسيان لاجل اي لاجل رسول الله - 00:07:42
وهو فعله الشيء عن غير قصد ده الخطأ فعل الشيء عن غير قصد انما النسيان عدم ذكر شيء لذهول او لغفلة عنه الله جل وعلا بفضله ورحمته لا يؤاخذ على الخطأ والنسيان والاكراه - 00:08:01
لا اثم فيه ولكن رفع الاثم لا ينافي ان يترتب على النسيان احكام فمن نسي الوضوء مثلا ظنا منه انه متوضأ فهذا لا اثم عليه لكن ان تيقن انه صلى محدثا بغير وضوء - 00:08:19
عليه الاعادة باتفاق جمهور اهل العلم كما سابين في اللقاء المقبل ان شاء الله تعالى في حديث جبريل في شروط صحة الصلاة وكذلك رفع الله الاثم على ما استكرهوا على فعله او قوله. وهذا من تفضله ورحمته بهذه الامة. ورفع الاثم عن المخطئ والناس والمكره - 00:08:38
لان الاثم مرتب على القصد والنية. وهؤلاء لا قصد لهم. فلا اثم عليهم. طيب السؤال اللي انا طرحته في الاول اذا كان الخطأ والنسيان في محل العفو وعدم المؤاخذة والمعاقبة. فما معنى طلب العفو والتضرع والدعاء للرب جل وعلا بهذا الدعاء؟ ربنا لا تؤاخذنا - 00:09:04
اين تعاقبنا ان نسينا؟ اي ان نسينا امرك ونهيك او اخطأنا اي فعلنا خلاف ما امرتنا به او خلاف الصواب تقصيرا او تفريطا عن غير قصد او عن غير عمد - 00:09:25
ليه؟ مع ان الخطأ والنسيان رب العزة عفا عنهم عن الخطأ والانسان والاكراه والجواب وتدبره لما علمهم الله جل وعلا هذا الدعاء قاموا بين يديه سبحانه وتعالى خاشعين مخبتين خاضعين - 00:09:39
مقرين له جل وعلا بجلاله وجماله وكماله وفضله وقدره وعظمته وان ما صدر منهم من تقصير لا ينبغي في حقه ما كان منهم الا على وجه الخطأ والنسيان والله ما اجله من جواد - 00:10:02
وما ارقها ورب الكعبة من كلمات وتحتاج من اهل الايمان الى تدبر والى فهم والى عمل وهناك من اهل العلم من فسر النسيان بالترك كما في قوله تعالى في حق ادم فنسي ولم نجد له عزما - 00:10:26
وكما في قوله تعالى نسوا الله فنسوهم اي تركوا العمل لله جل وعلا فتركهم المراد باللسان ترك الفعل او فعل الخطأ بتأويل غير صحيح وما كان الله جل وعلا ليأمرهم ان يدعوه بهذا الدعاء الا ليحقق لهم سؤلهم. ومطلوبهم رحمة منه وفضلا - 00:10:47
وجودا وبرا واحسانا. ثم علمهم جل وعلا هذا الدعاء الثاني ليستشعروا نعمه وفضله ليشكروه فقال سبحانه ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا واعادة الدعاء بقوله تعالى ربنا - 00:11:10
وربنا تذكير بعظم المقام في حسن التربية والفضل ولطف الاحسان والامتنان وجميل النوال والانعام واليسر هو العهد الثقيل وهو الميثاق المؤكد الذي يستشعر الانسان في تحمله مشقة بالغة وفي نقضه حرمان عظيم من الثواب والخيرات - 00:11:28
ثم عظم المنة والفضل. فقال سبحانه كما حملته على الذين من قبلنا. اي لا تشدد علينا ربنا في التكاليف كما شددت على بني اسرائيل في صفات البقرة التي امروا بذبحها - 00:11:56
وبالتيه في الصحراء اربعين سنة وقتل النفس في التوبة واخراج ربع المال في الزكاة وقرض موضع النجاسة وتحريم بعض الطيبات بسبب ظلمهم كما قال سبحانه فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم - 00:12:11
وبعد ان تضرع المؤمنون الصادقون الى ربهم جل وعلا ان يرفع عنهم التكاليف الثقيلة والاحكام الشاقة التي كلفت بها بعض الامم الماضية. راحوا يلجأون الى ربهم تتضرعون اليه سبحانه وتعالى بهذا الدعاء الودود الكريم. ربنا، ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. اي من العقوبات والبلايا - 00:12:34
والمحن والفتن واعنا ووفقنا لحمل ما حملتنا اياه وكلفتنا به لنقوم به على الوجه الذي تحبه ويرضيك حتى لا نكون اهلا لعقوبة المفرطين المقصرين المضيعين في حق دينهم المسرفين في اهوائهم - 00:12:58
الطاقة كما يقول الراغب رحمه الله اسم لمقدار ما يمكن للانسان ان يفعله بمشقة وعنت وحرج وذلك تشفيهم بالطوق الذي يحيط بالعنق والتحميل وان يضع عليهما لا طاقة له في تحمله - 00:13:20
هؤلاء الفضلاء يرجون من ربهم الا ينزل بهم ما هو فوق قدرتهم وطاقة من المحن والفتن والبلايا ثم راحوا يدعون ربهم جل وعلا رابعة وخامسة وسادسة بهذه الدعوات الودودة الجليلة الجامعة فقالوا واعف عنا - 00:13:45
واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين فما هو الفرق بين العفو والمغفرة ما هو الفرق بين العفو والمغفرة واعف عنا واغفر لنا اما العفو هو مصدر عفا - 00:14:04
يعفو عفوا فهو عاف وعفو واصل العفو المحو والطمس العرب تقول عفت الريح الاثرة اي ازالت الريح الاثرة هو محو الذنب الله الله الله العفو محو الذنب مشكلة وبس والتجاوز عنه وترك العقاب عليه - 00:14:27
الله! عشان كده النبي عليه الصلاة والسلام لما علم عائشة ليلة القدر الدعاء الجامعة الشاملة الماتع قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. لم يقل قولي اللهم انك غفور تحب المغفرة فاغفر لي. بل قال قولي اللهم انك عفو - 00:14:58
ان العفو محو الذنب والتجاوز عن الذنب وترك العقاب على الذنب ويأتي العفو ايضا المعنى الكثرة والزيادة في لغة العرب ومنه قوله تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو. اي ما زاد عن النفقة - 00:15:20
وقوله صلى الله عليه وسلم اعفوا اللحى اعفو اللحى اي وفروها وارخوها العفو ايضا يأتي بمعنى الكثرة والزيادة كذلك واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين - 00:15:39
تعالوا بنا لنتوقف في هذا اللقاء عند هذا الموضع لانني اريد ان اقف مع حضراتكم وقفة متأنية مع العفو والمغفرة والرحمة ثم مع هذا الدعاء الجليل فانصرنا على القوم الكافرين - 00:16:05
لنتعرف على سنن النصر الثابتة التي لا تتغير وشروطه التي لا تتبدل لنعلم انه جل وعلا جعل نصر المؤمنين سنة ثابتة وجعل له شروطا لنتعرف على كل هذه المعاني والمفردات - 00:16:36
وذلك في اللقاء المقبل ان قدر رب الارض والسماوات اسأله سبحانه باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يرزقنا جميعا العمل بالقرآن الكريم. وان يردنا اليه ردا جميلا. واتذلل واتضرع اليه سبحانه. باسمه الاعظم - 00:17:03
الذي ان سئل به اعطى. وان دعي به اجاب ان يأذن في رفع الوباء عن اهل الارض اللهم اذن في رفع الوباء عن اهل الارض اللهم اذن في رفع الوباء عن اهل الارض - 00:17:26
اللهم اني اسألك ان تشفي المرضى وان تذهب الام المتألمين. اللهم اني اعلم انك ارحم بعبادك من رحمة امهاتهم بهم. فارحمهم يا ارحم اللهم اني اعلم ان شفاءك لهم لا يعجزك - 00:17:40
وان ابتلاءك لهم لا يزيد ملكك. اللهم اشف المرضى. اللهم اشف المرضى. واذهب الام المتألمين يا ارحم الراحمين واشد على ايدي العاملين في وزارة الصحة ومن اخواننا الاطباء وفريق التمريض في كل مكان في بلدنا وفي انحاء الارض ان يبذلوا كل ما - 00:17:58
من طاقة وقدرة وان يوفروا الدواء والاكسجين لاولئك المرضى المساكين بهذا الوباء مطيري اسأل الله جل وعلا ان يمد اخواننا من الاطباء وفريق التمريض بمدد من عنده وان يعينهم وان يحفظهم بحفظه. وان يجعلهم في كنفه وامانه وستره وضمانه - 00:18:22
وان يحفظنا جميعا. وان يحفظ بلدنا مصر من كل مكروه وشر وسوء. وجميع بلاد المسلمين. بل وان يرفع الوباء دول الارض اجمعين انه ولي ذلك وهو ارحم الراحمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى - 00:18:48
على اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:19:08