قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة - 00:00:00
ايها الاخوة في الاسبوع الماضي تحدثنا عن بعض الاخطاء التي ترتكب قبل بدء مشروع الزواج ويمتد الحديث اليوم لكن من زاوية اخرى وبعد ان يتكون هذا البيت وينشأ ودعونا نعود الى اصل خلقة ابينا ادم وامنا حواء - 00:00:21
عليهما الصلاة والسلام حين يحدثنا القرآن عنها بقوله عز وجل هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها لماذا ليسكن اليها ليسكن اليها ويتكرر هذا المعنى الجميل في عموم خلق بني ادم - 00:00:50
في قوله عز وجل ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات - 00:01:18
لمن لقوم يتفكرون مقاصد كبرى يا عباد الله يراد منا ان نعيها جيدا خصوصا في هذا الزمن الذي علا فيه الظجيج في البيوت بدلا من الحوار وارتفعت فيه لغة اللجاج - 00:01:42
بدلا من السكون لتسكنوا اليها هل تأملت ايها المؤمن ايها القارئ لكتاب ربك هل تأملت جمال العبارة تأملت معي اشراقة اللفظ ان الاسلام يا عباد الله نظم شؤون الدين والدنيا - 00:02:05
ومن ذلك شؤون الاسرة الاسلام يعتبر البيت مثابة وسكنا في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والستر والتجمل والحصانة والطهر وفي كنفه تنبت الطفولة وتتدرج الحداثة حداثة الاطفال والنشء الجديد - 00:02:28
ومنه واليه تمتد وشائج الرحمة واواصر التكافل ومن ثم يصور الاسلام العلاقة البيتية تصويرا رفافا شفيفا يشع منه التعاطف وتلف منه الظلال ويشيع فيه الندى ويفيح ويفوح منه العبير في هذا التعبير الجميل الاخاذ - 00:02:57
ومن اياته من خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة بل يقول الله عز وجل مبينا عمق هذه العلاقة الزوجية هن لباس لكم وانتم لباس لهن - 00:03:28
فهي صلة النفس بالنفس وهي صلة السكن والقرار وهي صلة المودة والرحمة وهي صلة الستر والتجمل وان الانسان حينما يقرأ هذه المعاني ليتساءل عن موقعها في واقع الناس وعن اخذهم بها واجتهادهم في تحقيقها - 00:03:49
واقول وبكل ثقة ايها الاخوة لم يتحقق هذا المعنى من طرف واحد بل لابد من طرفين يقدران هذه الحقيقة ويدركان اهمية هذا المعنى القلق والصراخ والصخب من احد الطرفين يقوض بنيان هذه العلة التي لاجلها شرع الزواج - 00:04:14
لتسكنوا اليها هذا السكون لابد ان يشترك فيه الطرفان يشتركان في بنائه ويتعاونان على تحقيقه فان ظن احدهما انه يتحقق بدون الاخر فهو واهم وهو واهم جدا قد يقال ان على الزوجة - 00:04:42
في تحقيق هذا السكون نصيبا اكبر فالزوج بطبيعة عمله وما انيط به من مهام يخرج الى الحياة ليكدح ويطلب الرزق ويحصل العيش وربما كانت مهمته التي توجه اليها يصحبها احتكاك بالناس - 00:05:06
وفي الناس اجناس فيهم من يثير الغضب وفيهم من يجلب الهم بسوء تعامله وما اسعد ذلك الزوج حين يأتي بيته ويجد فيه سكنا وراحة مما وجد ومما كابد في يومه ونهاره - 00:05:31
ما اجمل ذلك الزوج ايضا ما اجمله وهو يساعد زوجته على تحقيق ذلك حين يضع همومه ومشاكله مع الناس عند عتبة الباب فلا يدخلها معه الى البيت اللهم الا على سبيل التنفيس والمشاورة - 00:05:50
لا على سبيل التكدير والمناكدة لقد بشر جبريل عليه السلام امنا ام المؤمنين خديجة رضوان الله عليها بشرها وهي في مكة قديما بشرها ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب - 00:06:13
وهنا السؤال ما السبب في اختيار هذين الوصفين لقد هيأت هذه الزوجة الصالحة هيأت الجو لزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم هيأت الجو فكانت تمتص همومه وكانت تنفس عما يلاقي - 00:06:33
زوجها الذي كان يكابد قريشا طيلة النهار ويجد منهم ما يجد ويعاني ما يعاني وكان يجد في الحديث اليها وفي وفي ضمها يجد ما يلقي عنه جبالا من الهموم وارتالا من الحزن - 00:06:57
فلا يسمع منها الا ما يزيده صبرا واقداما على القيام بمهمته العظيمة مهمة الرسالة يسمع منها حينما نزل عليه الوحي اول ما نزل كلا والله لا يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم - 00:07:18
وتحمل الكل وتكسب المعدوم الضيف وتعين على نوائب الحق ولا تكتفي بهذا بل تزيده يقينا اين تذهب به الى عالم من العلماء وهو الذي عليه الصلاة والسلام فتق قلبه على العلم. اقرأ باسم ربك الذي خلق - 00:07:40
تذهب به الى ذلك العالم ليزداد يقينا وتنطلق به خديجة الى ابن عمها ورقة ابن ورقة ابن نوفل في القصة المشهورة المعروفة فاستحقت بهذا رضوان الله عليها ان تبشر بذلك البيت في الجنة - 00:08:04
لا صخب فيه ولا نصب وكان عليه الصلاة والسلام ممتنا لهذه الزوجة فلم ينسها يوم ماتت بل كان يتذكر فضلها وافضالها وهو في المدينة حتى ان عائشة رضي الله عنها - 00:08:26
وهي التي لم تجتمع معها في سقف واحد ولم ترتبط هي واياها في عصمته صلى الله عليه وسلم في زمان واحد كان تغار من كثرة ما يذكرها انه الوفاء لتلك المرأة - 00:08:45
التي جلبت السكون والدعة والراحة الى بيته صلوات الله وسلامه عليه ان الحياة الزوجية يا عباد الله يا معشر الازواج والزوجات ان الحياة الزوجية من دون هذا المقصد الاعظم لتسكنوا اليها - 00:09:03
وبدون مودة او رحمة على الاقل انقلبوا الى جحيم والى خلاف مراد الله عز وجل من قيام هذه البيوت وحينما نقول ان على الزوجة نصيبا كبيرا يجب علينا ان نكون منصفين ايضا - 00:09:22
وان نطرح السؤال كما طرحنا المثال في قصة خديجة كيف حقق النبي صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا في كل شيء. كيف حقق هذا المقصد كيف حقق هذه المعاني لنستمع الى شيء من تلك الاساليب - 00:09:40
فان بعض الازواج هداهم الله جيد جدا بل ممتاز في طرح حقوقه وتعظيمها وهي والله عظيمة لكنه قد ينسى او يتناسى حقوق زوجته وينظر الى ما تقدمه زوجته دون ان ينظر - 00:10:02
الى ما تنتظره منه زوجته وما قدمه هو لها ولنعد السؤال مرة اخرى ولنعد السؤال مرة اخرى كيف حقق صلى الله عليه وسلم هذا المعنى العظيم لقد كان عليه الصلاة والسلام - 00:10:23
عظيم الخلق مع ابعد الناس فكيف مع ازواجه عليهن رضوان الله؟ لقد حقق عليه الصلاة والسلام هذا السكن والسكون حققه بامور منها انه كان زوجا محاورا ولم يكن زوجا يفرض رأيه - 00:10:42
بل كان يحاور حتى في قضية من اخطر القضايا قضية الطلاق والفراق حينما طلب ازواجه منهن منه عليه الصلاة والسلام ان يتوسع قليلا في النفقة ولم يشعرن انه طلق الدنيا منذ زمن - 00:11:05
ولم يشأ وهو رسول الله ان يتوسع فيها مع فتح الفتوح ومع كثرة الاموال بين يديه لكنه لا يريد الدنيا اجتمعن حوله صلوات الله وسلامه عليه يسألنه النفقة ويبقى شهرا يهجرهن - 00:11:26
حتى على هذا الخبر وانتشر في المدينة واتى الصديق الاكبر رضوان الله عليه واتى عمر الفاروق رضي الله عنه مسرعان لا يكادان يصدقان ان الحوار وصل مستواه الى هذا الحد - 00:11:46
فيأخذ ابو بكر بتلابيب ابنته عائشة ويأخذ عمر بتلابيب ابنته حفصة وكل منهما يوبخ ابنته رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفعل ذلك كان يحاور حوار الازواج حتى نزل الوحي مصدقا لذلك - 00:12:05
يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالينا امتعكن واسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما - 00:12:26
حوار في اعلى القضايا وفي اخطرها في الحياة الزوجية رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يمسك بتلابيب زوجاته ولم يسمعن منه كلمة توبيخ. انما هو الحوار ان كنتن وان كنتن - 00:12:51
فيجمعن عليهن رضوان الله على اختياره صلوات الله وسلامه عليه وكيف لا يختارنه وهو الزوج الذي وسع الناس حلمه ووسع الناس خلقه فكيف به وهو الذي يعاملهن ايضا ارقى ما تكون المعاملة - 00:13:10
يسمع من بعضهن ما يكره سيعرف بعضا ويعرض عن بعض بهذه بهذه الاساليب جلب السكون الى بيته عليه الصلاة والسلام ومن اساليبه ايضا التي جلب بها السكون الى بيته احترامه لزوجاته - 00:13:33
واستماعه لحديثهن وان كان حديثا لا يساوي شيئا بالنسبة له ومن المعلوم عند الناس او عند كثير من الناس حديث مشهور في حديث ام زرع جلست فيه عائشة تتحدث حديثا لو قرأه احدنا لاحتاج الى قرابة عشر دقائق - 00:13:55
نتحدث عن ماذا؟ عن قضايا الامة؟ لا. تتحدث عن مشكلة عظيمة اقتصادية تلم بالبلد؟ لا. تتحدث عن مكائد قريش بالدعوة لا تتحدث عن غدر اليهود؟ لا انما تتحدث عن احدى عشرة امرأة في الجاهلية. هلكنا في سالف الدهر - 00:14:18
وماذا يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يستمع الى خبر احدى عشرة امرأة في الجاهلية لكنه السكون لكنها الرغبة من المرأة ان تتحدث الى زوجها وان تجد منه اذنا صاغية وان كان الامر تافها عند الزوج - 00:14:40
هنا بعض الازواج يرسب في مثل هذا الموضع تأتي المرأة من السوق او من مناسبة لتتحدث عما رأته فيقول الزوج اسكتي دعينا من هذا الحديث وماذا يهمني؟ وماذا يعنيني ولا يعنيك لكنه يعنيها - 00:15:00
اما رسولك صلى الله عليه وسلم وكان يستمع وان كان الحديث طويلا. ولا يكتفي بذلك بل حينما تحدثت عائشة عن ام زرع وما حصل لها من طلاق من زوجها الاول ابي زرع وزواجه بامرأة اخرى لم - 00:15:17
كما الف ام زرع قال لها لك كابي زرع لام زرع. صلوات الله وسلامه عليه ومما جلب به السكون والراحة والرحمة الى بيته عليه الصلاة والسلام انه كان زوجا عظيما كبيرا في اظهار الحب والعواطف مع زوجه مع ازواجه عليهن رضوان الله - 00:15:35
قال مرة لعائشة اني لاعلم اذا كنت عني راضية واذا كنت علي غضبا قالت ومما كيف عرفت ذلك يا رسول الله؟ قال اذا كنت علي راضية قلت لا ورب محمد - 00:16:00
واذا كنت علي غضبا قلت لا وربي ابراهيم قالت والله لا اهجر الا اسمك يا رسول الله هذا الحس العظيم الذي ادرك به صلوات الله وسلامه عليه من فلتات اللسان - 00:16:17
ما هي مشاعر زوجه ذلك بازواج تبكي عنده زوجته وتتألم ومع ذلك كأنه جلمود صخر لا يشعر بشيء ولا ينبس ببنت شفه رسولنا عليه الصلاة والسلام استجلب السكون والرحمة الى ابياته - 00:16:34
المشاورة بالمشاورة في صلح الحديبية حينما خرج صلى الله عليه وسلم يأمر الصحابة بان يحلقوا لان الامر انتهى توقف الصحابة ولم يفعلوا شيئا رجاء ان ينزل الوحي بالدخول الى مكة التي حرموا منها زمانا طويلا - 00:16:57
فدخل عليه الصلاة والسلام مهموما الى خيمته حيث كانت ام سلمة فيها قال الم ترين الى اصحابي لم يحلقوا قالت ارأيت يا رسول الله لو خرجت فامرت الحالق فليحلق رأسك - 00:17:16
وسيتتابع الناس على ذلك وبالفعل خرج عليه الصلاة والسلام فحلق فلما علم رأى الصحابة انه حنق وان الامر انتهى ولا مجال للوحي بالعودة الى مكة تتابع الصحابة رضي الله عنهم يتتبعون شعره. ويتتبعون بصاقه عليه الصلاة والسلام. رجاء بركته - 00:17:33
لم يقل هذه امرأة لا تفهم ولا تعقل او يستدل بحديث باطل منكر لا يمكن ان يقوله عليه الصلاة والسلام شاوروهن وخالفهن بهذه الاساليب وامثالها وغيرها كثير ايها الاخوة استجلب رسولكم صلى الله عليه وسلم - 00:17:56
استجلب السكون واستجلب المودة واستجلب الرحمة الى ابياته صلوات الله وسلامه عليه. ورضوان الله على ازواجه الطاهرات امهات المؤمنين وللحديث بقية. نفعني الله واياكم بما سمعنا ورزقنا واياكم اتباع السنة ظاهرا وباطنا. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم - 00:18:17
لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه ان ربي الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد - 00:18:39
فان ضعف حبل المودة بين الزوجين وخفتت لغة الحب قليلا فثمة حبل اخر ينبغي الا ينقطع وهو حبل الرحمة حبل الشفقة خاصة حينما يتقدم السن بالزوجين او باحدهما لما كبرت سودة ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها - 00:18:57
ورغب النبي صلى الله عليه وسلم في فراقها بادرت وهي المرأة العاقلة ببقاء حبل الزوجية وان نقص شيء من حقها رغبة في نيل كرامة الله لها ببقائها زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الاخرة - 00:19:22
فلما شعرت ان زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رغب عنها ويهم بطلاقها بادرت وهي المرأة العاقلة فوهبت يومها لعائشة وهبت يومها لعائشة ورضيت بالنزول عن بعض حقها - 00:19:44
وهكذا هكذا تبقى البيوت مستمرة ولا يلزم بالضرورة ان يكون القائد لها فقط هو حبل الحب قال امير المؤمنين عمر رضي الله عنه كم من بيوت لا تبنى على الحب وانما تبنى على الرحمة - 00:20:02
وهكذا عقلاء الرجال يدركون هذا المعنى خصوصا اذا كان بينهم اولاد كان بينهم اولاد يرمقون هذا الحبل الزوجي الذي امتد عشرات السنين يرجون من الله تعالى الا ينقطع وهم احياء - 00:20:21
ويرجون ان يجمع الله هذين الزوجين في الدار الاخرة على سرر متقابلين كما جمعهم في الدنيا هذه ايها الاخوة ومضاة من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم يترجم كلمة عظيمة في القرآن - 00:20:39
ينبغي على الازواج ان يستشعروها لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة اللهم وفق جميع الازواج لما تحبه وترضاه. اللهم املأ بيوت من تزوج ومن عزم على الزواج سكينة ومودة ورحمة. اللهم املأها - 00:20:57
السكينة والمودة والرحمة. اللهم الف بين قلوبهم اللهم ارزقهم الذرية الصالحة. اللهم ارزقهم الذرية الصالحة يا رب العالمين اللهم ارزقنا يا حي يا قيوم التأسي برسولك صلى الله عليه وسلم في عباداتنا وفي معاملاتنا وفي اخلاقنا وفيما - 00:21:15
نأتي وفيما نذر اللهم ارزقنا اتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم ارزقنا اتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم ارزقنا اتباعه فيما وكرهنا وفي منشطنا وفي مكرهنا. اللهم ارزقنا اتباعه فيما احببنا وكرهنا. وفي منشطنا وفي مكرهنا - 00:21:35
ومكرهنا وفي عسرنا ويسرنا يا رب العالمين - 00:21:55
التفريغ
قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة - 00:00:00
ايها الاخوة في الاسبوع الماضي تحدثنا عن بعض الاخطاء التي ترتكب قبل بدء مشروع الزواج ويمتد الحديث اليوم لكن من زاوية اخرى وبعد ان يتكون هذا البيت وينشأ ودعونا نعود الى اصل خلقة ابينا ادم وامنا حواء - 00:00:21
عليهما الصلاة والسلام حين يحدثنا القرآن عنها بقوله عز وجل هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها لماذا ليسكن اليها ليسكن اليها ويتكرر هذا المعنى الجميل في عموم خلق بني ادم - 00:00:50
في قوله عز وجل ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات - 00:01:18
لمن لقوم يتفكرون مقاصد كبرى يا عباد الله يراد منا ان نعيها جيدا خصوصا في هذا الزمن الذي علا فيه الظجيج في البيوت بدلا من الحوار وارتفعت فيه لغة اللجاج - 00:01:42
بدلا من السكون لتسكنوا اليها هل تأملت ايها المؤمن ايها القارئ لكتاب ربك هل تأملت جمال العبارة تأملت معي اشراقة اللفظ ان الاسلام يا عباد الله نظم شؤون الدين والدنيا - 00:02:05
ومن ذلك شؤون الاسرة الاسلام يعتبر البيت مثابة وسكنا في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والستر والتجمل والحصانة والطهر وفي كنفه تنبت الطفولة وتتدرج الحداثة حداثة الاطفال والنشء الجديد - 00:02:28
ومنه واليه تمتد وشائج الرحمة واواصر التكافل ومن ثم يصور الاسلام العلاقة البيتية تصويرا رفافا شفيفا يشع منه التعاطف وتلف منه الظلال ويشيع فيه الندى ويفيح ويفوح منه العبير في هذا التعبير الجميل الاخاذ - 00:02:57
ومن اياته من خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة بل يقول الله عز وجل مبينا عمق هذه العلاقة الزوجية هن لباس لكم وانتم لباس لهن - 00:03:28
فهي صلة النفس بالنفس وهي صلة السكن والقرار وهي صلة المودة والرحمة وهي صلة الستر والتجمل وان الانسان حينما يقرأ هذه المعاني ليتساءل عن موقعها في واقع الناس وعن اخذهم بها واجتهادهم في تحقيقها - 00:03:49
واقول وبكل ثقة ايها الاخوة لم يتحقق هذا المعنى من طرف واحد بل لابد من طرفين يقدران هذه الحقيقة ويدركان اهمية هذا المعنى القلق والصراخ والصخب من احد الطرفين يقوض بنيان هذه العلة التي لاجلها شرع الزواج - 00:04:14
لتسكنوا اليها هذا السكون لابد ان يشترك فيه الطرفان يشتركان في بنائه ويتعاونان على تحقيقه فان ظن احدهما انه يتحقق بدون الاخر فهو واهم وهو واهم جدا قد يقال ان على الزوجة - 00:04:42
في تحقيق هذا السكون نصيبا اكبر فالزوج بطبيعة عمله وما انيط به من مهام يخرج الى الحياة ليكدح ويطلب الرزق ويحصل العيش وربما كانت مهمته التي توجه اليها يصحبها احتكاك بالناس - 00:05:06
وفي الناس اجناس فيهم من يثير الغضب وفيهم من يجلب الهم بسوء تعامله وما اسعد ذلك الزوج حين يأتي بيته ويجد فيه سكنا وراحة مما وجد ومما كابد في يومه ونهاره - 00:05:31
ما اجمل ذلك الزوج ايضا ما اجمله وهو يساعد زوجته على تحقيق ذلك حين يضع همومه ومشاكله مع الناس عند عتبة الباب فلا يدخلها معه الى البيت اللهم الا على سبيل التنفيس والمشاورة - 00:05:50
لا على سبيل التكدير والمناكدة لقد بشر جبريل عليه السلام امنا ام المؤمنين خديجة رضوان الله عليها بشرها وهي في مكة قديما بشرها ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب - 00:06:13
وهنا السؤال ما السبب في اختيار هذين الوصفين لقد هيأت هذه الزوجة الصالحة هيأت الجو لزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم هيأت الجو فكانت تمتص همومه وكانت تنفس عما يلاقي - 00:06:33
زوجها الذي كان يكابد قريشا طيلة النهار ويجد منهم ما يجد ويعاني ما يعاني وكان يجد في الحديث اليها وفي وفي ضمها يجد ما يلقي عنه جبالا من الهموم وارتالا من الحزن - 00:06:57
فلا يسمع منها الا ما يزيده صبرا واقداما على القيام بمهمته العظيمة مهمة الرسالة يسمع منها حينما نزل عليه الوحي اول ما نزل كلا والله لا يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم - 00:07:18
وتحمل الكل وتكسب المعدوم الضيف وتعين على نوائب الحق ولا تكتفي بهذا بل تزيده يقينا اين تذهب به الى عالم من العلماء وهو الذي عليه الصلاة والسلام فتق قلبه على العلم. اقرأ باسم ربك الذي خلق - 00:07:40
تذهب به الى ذلك العالم ليزداد يقينا وتنطلق به خديجة الى ابن عمها ورقة ابن ورقة ابن نوفل في القصة المشهورة المعروفة فاستحقت بهذا رضوان الله عليها ان تبشر بذلك البيت في الجنة - 00:08:04
لا صخب فيه ولا نصب وكان عليه الصلاة والسلام ممتنا لهذه الزوجة فلم ينسها يوم ماتت بل كان يتذكر فضلها وافضالها وهو في المدينة حتى ان عائشة رضي الله عنها - 00:08:26
وهي التي لم تجتمع معها في سقف واحد ولم ترتبط هي واياها في عصمته صلى الله عليه وسلم في زمان واحد كان تغار من كثرة ما يذكرها انه الوفاء لتلك المرأة - 00:08:45
التي جلبت السكون والدعة والراحة الى بيته صلوات الله وسلامه عليه ان الحياة الزوجية يا عباد الله يا معشر الازواج والزوجات ان الحياة الزوجية من دون هذا المقصد الاعظم لتسكنوا اليها - 00:09:03
وبدون مودة او رحمة على الاقل انقلبوا الى جحيم والى خلاف مراد الله عز وجل من قيام هذه البيوت وحينما نقول ان على الزوجة نصيبا كبيرا يجب علينا ان نكون منصفين ايضا - 00:09:22
وان نطرح السؤال كما طرحنا المثال في قصة خديجة كيف حقق النبي صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا في كل شيء. كيف حقق هذا المقصد كيف حقق هذه المعاني لنستمع الى شيء من تلك الاساليب - 00:09:40
فان بعض الازواج هداهم الله جيد جدا بل ممتاز في طرح حقوقه وتعظيمها وهي والله عظيمة لكنه قد ينسى او يتناسى حقوق زوجته وينظر الى ما تقدمه زوجته دون ان ينظر - 00:10:02
الى ما تنتظره منه زوجته وما قدمه هو لها ولنعد السؤال مرة اخرى ولنعد السؤال مرة اخرى كيف حقق صلى الله عليه وسلم هذا المعنى العظيم لقد كان عليه الصلاة والسلام - 00:10:23
عظيم الخلق مع ابعد الناس فكيف مع ازواجه عليهن رضوان الله؟ لقد حقق عليه الصلاة والسلام هذا السكن والسكون حققه بامور منها انه كان زوجا محاورا ولم يكن زوجا يفرض رأيه - 00:10:42
بل كان يحاور حتى في قضية من اخطر القضايا قضية الطلاق والفراق حينما طلب ازواجه منهن منه عليه الصلاة والسلام ان يتوسع قليلا في النفقة ولم يشعرن انه طلق الدنيا منذ زمن - 00:11:05
ولم يشأ وهو رسول الله ان يتوسع فيها مع فتح الفتوح ومع كثرة الاموال بين يديه لكنه لا يريد الدنيا اجتمعن حوله صلوات الله وسلامه عليه يسألنه النفقة ويبقى شهرا يهجرهن - 00:11:26
حتى على هذا الخبر وانتشر في المدينة واتى الصديق الاكبر رضوان الله عليه واتى عمر الفاروق رضي الله عنه مسرعان لا يكادان يصدقان ان الحوار وصل مستواه الى هذا الحد - 00:11:46
فيأخذ ابو بكر بتلابيب ابنته عائشة ويأخذ عمر بتلابيب ابنته حفصة وكل منهما يوبخ ابنته رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفعل ذلك كان يحاور حوار الازواج حتى نزل الوحي مصدقا لذلك - 00:12:05
يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالينا امتعكن واسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما - 00:12:26
حوار في اعلى القضايا وفي اخطرها في الحياة الزوجية رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يمسك بتلابيب زوجاته ولم يسمعن منه كلمة توبيخ. انما هو الحوار ان كنتن وان كنتن - 00:12:51
فيجمعن عليهن رضوان الله على اختياره صلوات الله وسلامه عليه وكيف لا يختارنه وهو الزوج الذي وسع الناس حلمه ووسع الناس خلقه فكيف به وهو الذي يعاملهن ايضا ارقى ما تكون المعاملة - 00:13:10
يسمع من بعضهن ما يكره سيعرف بعضا ويعرض عن بعض بهذه بهذه الاساليب جلب السكون الى بيته عليه الصلاة والسلام ومن اساليبه ايضا التي جلب بها السكون الى بيته احترامه لزوجاته - 00:13:33
واستماعه لحديثهن وان كان حديثا لا يساوي شيئا بالنسبة له ومن المعلوم عند الناس او عند كثير من الناس حديث مشهور في حديث ام زرع جلست فيه عائشة تتحدث حديثا لو قرأه احدنا لاحتاج الى قرابة عشر دقائق - 00:13:55
نتحدث عن ماذا؟ عن قضايا الامة؟ لا. تتحدث عن مشكلة عظيمة اقتصادية تلم بالبلد؟ لا. تتحدث عن مكائد قريش بالدعوة لا تتحدث عن غدر اليهود؟ لا انما تتحدث عن احدى عشرة امرأة في الجاهلية. هلكنا في سالف الدهر - 00:14:18
وماذا يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يستمع الى خبر احدى عشرة امرأة في الجاهلية لكنه السكون لكنها الرغبة من المرأة ان تتحدث الى زوجها وان تجد منه اذنا صاغية وان كان الامر تافها عند الزوج - 00:14:40
هنا بعض الازواج يرسب في مثل هذا الموضع تأتي المرأة من السوق او من مناسبة لتتحدث عما رأته فيقول الزوج اسكتي دعينا من هذا الحديث وماذا يهمني؟ وماذا يعنيني ولا يعنيك لكنه يعنيها - 00:15:00
اما رسولك صلى الله عليه وسلم وكان يستمع وان كان الحديث طويلا. ولا يكتفي بذلك بل حينما تحدثت عائشة عن ام زرع وما حصل لها من طلاق من زوجها الاول ابي زرع وزواجه بامرأة اخرى لم - 00:15:17
كما الف ام زرع قال لها لك كابي زرع لام زرع. صلوات الله وسلامه عليه ومما جلب به السكون والراحة والرحمة الى بيته عليه الصلاة والسلام انه كان زوجا عظيما كبيرا في اظهار الحب والعواطف مع زوجه مع ازواجه عليهن رضوان الله - 00:15:35
قال مرة لعائشة اني لاعلم اذا كنت عني راضية واذا كنت علي غضبا قالت ومما كيف عرفت ذلك يا رسول الله؟ قال اذا كنت علي راضية قلت لا ورب محمد - 00:16:00
واذا كنت علي غضبا قلت لا وربي ابراهيم قالت والله لا اهجر الا اسمك يا رسول الله هذا الحس العظيم الذي ادرك به صلوات الله وسلامه عليه من فلتات اللسان - 00:16:17
ما هي مشاعر زوجه ذلك بازواج تبكي عنده زوجته وتتألم ومع ذلك كأنه جلمود صخر لا يشعر بشيء ولا ينبس ببنت شفه رسولنا عليه الصلاة والسلام استجلب السكون والرحمة الى ابياته - 00:16:34
المشاورة بالمشاورة في صلح الحديبية حينما خرج صلى الله عليه وسلم يأمر الصحابة بان يحلقوا لان الامر انتهى توقف الصحابة ولم يفعلوا شيئا رجاء ان ينزل الوحي بالدخول الى مكة التي حرموا منها زمانا طويلا - 00:16:57
فدخل عليه الصلاة والسلام مهموما الى خيمته حيث كانت ام سلمة فيها قال الم ترين الى اصحابي لم يحلقوا قالت ارأيت يا رسول الله لو خرجت فامرت الحالق فليحلق رأسك - 00:17:16
وسيتتابع الناس على ذلك وبالفعل خرج عليه الصلاة والسلام فحلق فلما علم رأى الصحابة انه حنق وان الامر انتهى ولا مجال للوحي بالعودة الى مكة تتابع الصحابة رضي الله عنهم يتتبعون شعره. ويتتبعون بصاقه عليه الصلاة والسلام. رجاء بركته - 00:17:33
لم يقل هذه امرأة لا تفهم ولا تعقل او يستدل بحديث باطل منكر لا يمكن ان يقوله عليه الصلاة والسلام شاوروهن وخالفهن بهذه الاساليب وامثالها وغيرها كثير ايها الاخوة استجلب رسولكم صلى الله عليه وسلم - 00:17:56
استجلب السكون واستجلب المودة واستجلب الرحمة الى ابياته صلوات الله وسلامه عليه. ورضوان الله على ازواجه الطاهرات امهات المؤمنين وللحديث بقية. نفعني الله واياكم بما سمعنا ورزقنا واياكم اتباع السنة ظاهرا وباطنا. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم - 00:18:17
لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه ان ربي الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد - 00:18:39
فان ضعف حبل المودة بين الزوجين وخفتت لغة الحب قليلا فثمة حبل اخر ينبغي الا ينقطع وهو حبل الرحمة حبل الشفقة خاصة حينما يتقدم السن بالزوجين او باحدهما لما كبرت سودة ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها - 00:18:57
ورغب النبي صلى الله عليه وسلم في فراقها بادرت وهي المرأة العاقلة ببقاء حبل الزوجية وان نقص شيء من حقها رغبة في نيل كرامة الله لها ببقائها زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الاخرة - 00:19:22
فلما شعرت ان زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رغب عنها ويهم بطلاقها بادرت وهي المرأة العاقلة فوهبت يومها لعائشة وهبت يومها لعائشة ورضيت بالنزول عن بعض حقها - 00:19:44
وهكذا هكذا تبقى البيوت مستمرة ولا يلزم بالضرورة ان يكون القائد لها فقط هو حبل الحب قال امير المؤمنين عمر رضي الله عنه كم من بيوت لا تبنى على الحب وانما تبنى على الرحمة - 00:20:02
وهكذا عقلاء الرجال يدركون هذا المعنى خصوصا اذا كان بينهم اولاد كان بينهم اولاد يرمقون هذا الحبل الزوجي الذي امتد عشرات السنين يرجون من الله تعالى الا ينقطع وهم احياء - 00:20:21
ويرجون ان يجمع الله هذين الزوجين في الدار الاخرة على سرر متقابلين كما جمعهم في الدنيا هذه ايها الاخوة ومضاة من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم يترجم كلمة عظيمة في القرآن - 00:20:39
ينبغي على الازواج ان يستشعروها لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة اللهم وفق جميع الازواج لما تحبه وترضاه. اللهم املأ بيوت من تزوج ومن عزم على الزواج سكينة ومودة ورحمة. اللهم املأها - 00:20:57
السكينة والمودة والرحمة. اللهم الف بين قلوبهم اللهم ارزقهم الذرية الصالحة. اللهم ارزقهم الذرية الصالحة يا رب العالمين اللهم ارزقنا يا حي يا قيوم التأسي برسولك صلى الله عليه وسلم في عباداتنا وفي معاملاتنا وفي اخلاقنا وفيما - 00:21:15
نأتي وفيما نذر اللهم ارزقنا اتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم ارزقنا اتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم ارزقنا اتباعه فيما وكرهنا وفي منشطنا وفي مكرهنا. اللهم ارزقنا اتباعه فيما احببنا وكرهنا. وفي منشطنا وفي مكرهنا - 00:21:35
ومكرهنا وفي عسرنا ويسرنا يا رب العالمين - 00:21:55