باحث

ايها المؤمنون ايها المحبون لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ها هو ابن مسعود ايضا يعظنا موعظة بليغة. ما احوج ان نتأملها. حين قال ان المؤمن يرى ذنوبه كانه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه. وان الفاجر يرى ذنوبه كذباب - 00:00:00ضَ

من مر على انفه فقال به هكذا واشار الراوي الى هذا. ما اروع هذا التشبيه يا ايها الاخوة الذي يحكي حال المؤمن مع الذنب وخوفه وشفقته من اثره. كما يحكي حال الفاجر والمنافق - 00:00:30ضَ

الذي لا يبالي في اي اودية المعاصي نزل. ولا اي ذنب اقترف والعياذ بالله ان هذا الشعور يا ايها المؤمنون اذا ساور الانسان فهو لا فهو بلا ريب. علامة ايمان - 00:00:50ضَ

وعلامة حياة في القلب. فليس من شرط الايمان بل ولا الولاية. العصمة من الذنب صغيرا كان ام بل الشرط هو عدم الاصرار على الذنب. فلقد قال الله تعالى في صفة اهل الجنة والذين - 00:01:10ضَ

اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. ما جزاؤهم يا رب؟ اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم. وجنات - 00:01:30ضَ

تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين. تأملوا ايها الاخوة لم ينفي الله عز وجل عنه الوقوع في الذنوب. لا. بل حتى الفواحش. وانما نفى عنهم الاصرار عليها - 00:01:50ضَ

ان لسع الذنب يستمر في قلب العبد الصالح. فلا يرتاح الا اذا اقلع واناب. وان من الامثلة المدهشة التي تجلي هذا المعنى وهو لسع الذنب بعد وقوعه قصة المرأة الغامدية التي زنت - 00:02:10ضَ

واصرت على ان يقام عليها الحد. مع ان لها ولدا من الزنا. الا ان حرارة الذنب استمرت معها قرابة ثلاث سنوات. وهي تتردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:30ضَ

رغبة في التطهير من الذنب. مع انها لو استترت بستر الله وذهبت. ما تابعها النبي صلى الله عليه عليه وسلم ولا ارسل في اثرها. لكنه القلب الحي الذي استعظم ذنبه وخطيئته - 00:02:50ضَ

فلم يرضى الا بتطهير يريح ضميره. الذي ما زال يؤنبه. فاقيم عليها الحد فشهد لها النبي صلى الله عليه وسلم انها تابت توبة لو تابها صاحب مكس يعني الذي يأخذ - 00:03:10ضَ

الضرائب على الناس والعشور لو تابها صاحب مكس لغفر له. بل قال كما في الرواية الاخرى حين استغرب الفاروق رضي الله عنه كيف يصلي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لقد تابت توبة - 00:03:30ضَ

لو قسمت بين سبعين من اهل المدينة لوسعتهم. وهل وجدت افضل من ان جادت بنفسها لله لقد كان السلف كثيري التذكير بهذا المعنى ليقينهم بان العبد اذا تساهل بالصغيرة فلا يبعد ان يتساهل بما هو اعظم. ومستندهم في ذلك نصوص - 00:03:50ضَ

كثيرة منها قول انس رضي الله عنه انكم لتعملون اعمالا هي في اعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. يعني من المهلكات - 00:04:20ضَ

يبوب البخاري على هذا الاثر العجيب. فيقول باب ما يتقى من محقرات الذنوب. يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله يشير بذلك الى ما روي من الاحاديث المرفوعة في الباب كحديث عائشة رضي الله عنها قالت - 00:04:40ضَ

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائش اياكي ومحقرات الذنوب فان لها من الله وكحديث سهل رضي الله عنه اياكم ومحقرات الذنوب فانما محقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى انضجوا خبزتهم وان - 00:05:00ضَ

محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلك. يقول بلال بن سعد رحمه الله لا تنظر الى صغر الخطيئة ولكن انظر من عصيت. وكان الامام احمد رحمه الله يمشي مرة في الوحل - 00:05:30ضَ

ويتوقى فغاصت رجله في ذلك الوحل وهو الطين فخاض فيه ثم التفت الى اصحابه وقال هكذا العبد لا يزال يتوقى الذنوب. فاذا واقعها خاضها. والمقصود يا عباد الله ان نحرص جميعا على الا تخبو جدوة الايمان في قلوبنا ولا تخبو جدوة - 00:05:50ضَ

التألم من الذنوب في نفوسنا. فان شعرنا اننا نذنب ولا نتألم. ولا تضيق صدورنا لذلك فلنتفقد قلوبنا قبل ان تموت موتا لا حياة فيه والعياذ بالله - 00:06:20ضَ