التفريغ
قال المؤلف رحمه الله تعالى عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله كتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد بهذا الحديث حديث تميم بن اوس الداري ومن الاحاديث الجامعة شعائر الدين وفرائض الاسلام ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق - 00:00:18ضَ
فان هذا الحديث جامع بكل ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن في تعبده لربه جل في علاه فقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة اي ان ما يكون من التقرب الى الله عز وجل بالاعتقاد - 00:00:45ضَ
او القول او بالعمل جميعه مبني على النصيحة ونصيحة كلمة جامعة الاخلاص وتمام السعي في التكميل للعمل على اكمل ما يستطيعه الانسان من اخلاص ومتابعة فان النصيحة لا تكون في الدين الا بتحقيق هذين الاصلين - 00:01:05ضَ
ان يكون العمل لله وان يكون على وفق ما جاء به سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه كرر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجملة الدين والنصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة اي ان الدين بناؤه في كل - 00:01:38ضَ
ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في كل الاقوال والعقائد والاعمال على الاخلاص وتمام النصح لما كرر النبي صلى الله عليه وسلم على اصحاب هذه المقالة رأوا عنايته - 00:01:56ضَ
صلى الله عليه وسلم بها سألوه قالوا لمن يا رسول الله؟ لان النصيحة فعل يتعلق بمفعول ولهذا سألوا لمن تكون النصيحة فقال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم هذه خمسة امور - 00:02:19ضَ
جعل النبي صلى الله عليه وسلم بناء الدين على تكميل النصح فيها اما النصيحة لله فهي معرفته والعلم به جل في علاه واثبات الكمالات له سبحانه وبحمده واعتقاد انه رب السماوات والارض - 00:02:41ضَ
وان له الاسماء الحسنى وصفاته العلى وانه الاله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه فان هذا هو الاخلاص لله بان تخلص ايمانك به من كل ما لا يليق به جل في علاه في الهيته في ربوبيته في اسمائه وصفاته - 00:02:59ضَ
ومن الاخلاص لله طاعته فيما امر وترك ما نهى عنه وزجر ومن الاخلاص لله ان تحب ما يحب وان تبغض ما يبغض فكل هذه المعاني مندرجة في النصيحة لله عز وجل - 00:03:23ضَ
واما النصيحة لكتابه فالمقصود بالكتاب هنا القرآن العظيم والنصيحة له ان تؤمن انه كلامه جل في علاه وان الله تعالى انزله على محمد صلى الله عليه وسلم واوحاه اليه من طريق جبريل - 00:03:42ضَ
وان كل هداية فيه فلم يترك خيرا الا دلنا عليه ولا شرا الا حذرنا منه وتوقن بما فيه من العقائد وتجتهد في وتقبل ما فيه من الاحكام وتجتهد في العمل بذلك - 00:04:01ضَ
هذه النصيحة لكتاب الله عز وجل واما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم فالمقصود بالرسول محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ورأس ذلك الشهادة له بالرسالة ومقتضى الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة - 00:04:20ضَ
ان تقبل ما جاء به من خبر وتذعن لما جاء به من حكم فلا تخرج عما جاء به صلوات الله وسلامه عليه من الاحكام ولا ترد شيئا مما جاء به بعقلك او ذوقك او الفك وعادتك بل - 00:04:36ضَ
تنقاد لكل ما جاء به وان تحبه وان تعزره وتوقره صلوات الله وسلامه عليه على الوجه الذي شرع في حقه صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا من النصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:55ضَ
النصيحة لائمة المسلمين بطاعتهم في المعروف وعدم الخروج عليهم والنصح لهم في بيان مواطن الهدى والتحذير من مواطن الردى بما تقتضيه المصلحة من غير اعلان او اضرار او فوضى او تشويش - 00:05:12ضَ
فيسعى المؤمن في نصيحته لولاة الامر ان يجمع الناس عليهم وان لا ينفرهم منهم والا يظهر مساوئهم بل ينصح لهم بجمع الكلمة عليهم ودلالتهم على الخير والتحذير من الخروج عليهم - 00:05:36ضَ
وما اشبه ذلك من الحقوق التي لولاة الامر واما النصيحة لعامة المسلمين فالنصيحة على مرتبتين في النصيحة لعامة المسلمين. النصيحة العامة لكل احد وهي تكون بالقلب والقول والعمل بالقلب ان تحب لهم ما تحب لنفسك - 00:05:56ضَ
والعمل ان تسعى لهم بكل خير تعلمه وتستطيعه والقول ان تدلهم على ما فيه خيرهم وان تحذرهم مما فيه الشر وفيه السوء لهم مجتهدا في ذلك محتسبا الاجر عند الله تعالى فيه - 00:06:18ضَ
واما النوع الثاني من النصيحة لعامة المسلمين فهو نصيحة من استنصحك فان من حق المسلم اذا نصحك ان تنصح له بما تعلم من الخير وان تحذره عما تعلم من الشر - 00:06:37ضَ
والنصيحة للمسلمين كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع عليها جماعة من اصحابه كما في الصحيح من حديث جرير ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه على النصح لكل مسلم - 00:06:53ضَ
فنسأل الله ان يرزقنا واياكم القيام بامره والعمل بشرعه والثبات على الهدى ودين الحق وان يختم لنا بخير وان يعيذنا واياكم من الفتن. ما ظهر منها وما بطن. وان يرزقنا النصيحة له ولكتابه ولرسوله - 00:07:04ضَ
ولائمة المسلمين وعامتهم وان يثبتنا على ذلك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:07:22ضَ