التفريغ
نقلا الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال يعمد احدكم الى جمرة من نار فيجعلها - 00:00:00ضَ
في يده فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به. قال لا والله لا اخذه ابدا وقد رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد - 00:00:21ضَ
وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. هذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وفي يده خاتم من ذهب فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:41ضَ
من يده فطرحه اي القاه في الارض اشارة الى ان ذلك لا يجوز ثم قال صلى الله عليه وسلم يعمد احدكم الى جمرة من نار فيضعه فيضعها في يده اي بلبسه الذهب - 00:00:58ضَ
الذي حرمه الله تعالى على الرجال فان لبس الذهب حرام على ذكور امة النبي صلى الله عليه وسلم بالاتفاق لا خلاف بين العلماء في ذلك وقد اجمعت عليه الامة ودلت عليه الادلة - 00:01:17ضَ
بان الذهب لا يجوز ان يتزين بها الرجل لا في يده ولا في غير ذلك من مواضع التحلي وانما هو من زينة النساء فاحله الله تعالى للنساء والاناث دون الرجال - 00:01:34ضَ
فلما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له خذ خاتمك اينتفع به ببيعه او بغير ذلك من اوجه الانتفاع في غير اللبس فقال لا اعمد الى شيء طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذه - 00:01:54ضَ
فتركه لما القاه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جملة من الفوائد من فوائده انكار المنكر باليد لمن كان له ولاية. فالنبي صلى الله عليه وسلم انكر على هذا الرجل - 00:02:12ضَ
بيده حيث اخذ الخاتم والقاه طرحه وهذا اعلى مراتب الانكار وهو التغيير باليد وذلك في حق المستطيع ممن له ولاية اما ولاية من جهة ولاة الامور واما ولاية من جهة الشرع كالاب - 00:02:27ضَ
في ولايته على ولده فيما يمكنه ان يغيره بيده وفيهم من الفوائد ان النبي صلى الله عليه وسلم بادر الى تغيير المنكر بيده ولم يكتفي في ذلك بلسانه وهذا ابلغ في الزجر - 00:02:46ضَ
والنهي لا لذلك الرجل فحسب بل له ولسائر الامة فبكل من تذكر انه لو رآه النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب لفعل به مثل ما فعل بهذا الرجل - 00:03:07ضَ
اذا كان في قلبه ايمان صادق ومحبة جازمة للنبي صلى الله عليه وسلم لم يلبسه لانه يعلم ان ذلك مما يكرهه صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد ان الذهب لا يجوز - 00:03:22ضَ
لرجال الامة في الخواتيم وغيرها وانما رخص في الفضة عند الحاجة كالختم ونحو ذلك وفيه ولا فرق في ذلك بين ان يكون ذهبا خالصا من العيار العالي او المخلوط من العيار النازل ما دام انه ذهب فكيف ما كان - 00:03:39ضَ
عيار اربعة وعشرين او ثمنطعش او اثنعش او ما الى ذلك ما دام انه يصدق عليه مسمى الذهب فانه لا يجوز لبسه على اي صورة كان لا فرق في ذلك بين الذهب الابيظ والذهب الاحمر فكله على حد سواء فتغيير اللون لا يغير الحكم - 00:04:06ضَ
وفيه من الفوائد ايضا عظيم انتهى هذا الرجل عما نهاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث زهد في هذا الخاتم الذي طرحه النبي صلى الله عليه وسلم مع امكان الانتفاع به في شيء من المنافع - 00:04:27ضَ
لكنه كره ان يأخذ شيئا القاه النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه ان الانسان يترك من ما له ما يكون زجرا له عن المعصية وبعدا عن مواقعتها وطاعة لله ورسوله ولو كان في ذلك اضاعة لهذا المال فانه وان كان اضاعة من - 00:04:44ضَ
الا انه طاعة من وجه هذا لم يكن من اضاعة المال المنهي عنه بل هذا من تمام لزوم امره صلى الله عليه وعلى اله وسلم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:05:07ضَ