سلسلة الدروس القصيرة بعد العصر بعنوان (ليدبروا آياته) للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف

(ليدبروا آياته) (4) - بركات القرآن (زيادة الإيمان) - للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف

محمد المعيوف

كل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني سبحان الله وما انا من المشركين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:00:00ضَ

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا - 00:00:34ضَ

اما بعد ان الكلام ما يزال متصلا لا حول بركات لا تنقضي وخيرات لا تنتهي في هذا الكتاب المبارك الكريم قد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه البركة كما ذكر في اربعة مواضع وذكرها مطلقة - 00:00:54ضَ

حتى تأتي على كل بركة قال عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك مبارك في اثره على القلوب ومبارك في تأثيره مبارك فيما يترتب وينشأ عن قراءته من الثواب الجزيل والاجر العظيم - 00:01:28ضَ

وقد ذكر فيما مضى بعض من هذه البركات المذكورة في قوله عز وجل يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفظل الله وبرحمته - 00:01:57ضَ

فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ومن هذه البركات زيادة الايمان بقراءة القرآن فان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والايمان كما هو عند السلف قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان اي بالجوارح والاعظاء - 00:02:17ضَ

يزيد في الطاعة وينقص بالمعصية قال تعالى وازداد الذين امنوا ايمانا وزيادة الايمان امرها عظيم ويتأكد على الانسان ان يحرص عليه غاية الحرص بالنسبة له ولمن تحت يده ولزيادة الايمان اسباب - 00:03:04ضَ

من اعظمها تلاوة كتاب الله وتأمله والنظر فيه فروع الايمان وشعب الايمان وتفاصيل الايمان مبثوثة في هذا القرآن العظيم قال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان؟ ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا - 00:03:37ضَ

وانك لتهدي الى صراط مستقيم وذكر عز وجل جملة من بركات هذا القرآن المبارك الكريم في هذه الاية حيث وصفه بانه روح فهو للقلب بمثابة الروح للبدن واذا كانت الروح اذا خرجت من البدن فان البدن ينتهي. وينتهي بصاحبه الى الموت - 00:04:11ضَ

فان القرآن اذا ترحل من القلب فان الانسان على خطر عظيم ان يبتلى هذا القلب بالافات والامراض التي تنتهي به الى الموت عياذا بالله من ذلك ما كنت يا محمد تدري ما الكتاب ولا الايمان اي قبل البعثة - 00:04:49ضَ

وقبل ان ينزل عليه هذا الكتاب ما كان يدري عنه شيئا وما كان يدري عن الايمان اي عن تفاصيل الايمان وفروعه وشعبه لكنه صلى الله عليه وسلم قبل البعثة كان مؤمنا وكان على دين ابيه ابراهيم عليهم الصلاة والسلام - 00:05:15ضَ

فلما ارسله ربه وانزل عليه هذا الكتاب المبارك صار امام الحنفاء واول المؤمنين واكملهم ايمانا صلوات ربي وسلامه عليه وما ذاك الا ببركة هذا القرآن والذي بركاته تعمر القلوب فيزداد القلب بها ايمانا - 00:05:39ضَ

ويزداد بها بصيرة ونورا وهداية كلما قرأ الانسان كتاب الله وتأمله ونظر في معانيه وجد فيه ما يحمي قلبه من المؤثرات الضارة وما اكثرها في هذا الزمان وما يقوي قلبه على طاعة الله عز وجل - 00:06:17ضَ

واذا استقام القلب وصلح صلح حال الانسان في دنياه وفي اخراه كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب - 00:06:52ضَ

فاذا كان صلاح الجسد وصلاح الحال والمآل متوقفا على صلاح هذه المضغة كان حريا بالانسان ان يحرص عليها غاية الحرص على سلامتها على وقايتها على حفظها من الافات والاسقام والامراض - 00:07:19ضَ

واعظم ما يحمي هذا القلب ويحفظه ورد لك يا عبد الله من كتاب الله في كل يوم اقرؤه اناء الليل واطراف النهار فيزيد بذلك ايمانك ويقوى يقينك وتعظم صلتك بربك سبحانه وبحمده - 00:07:42ضَ

كيف حالك وانت تقرأ القرآن تناجي الله عز وجل وهل شيء اعظم للمؤمن من مناجاة رب العالمين خرج النبي صلى الله عليه وسلم اليهم وهم يقرأون القرآن في الليل فقال كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم - 00:08:12ضَ

على بعض في القراءة كلكم يناجي ربه وكل من قرأ كتاب الله يتأكد عليه ان يستحضر هذا المعنى العظيم وهو مناجاة رب العالمين يكن ذلك ادعى الى حضور قلبه وطمأنينته - 00:08:43ضَ

وخشوعه وتلذذه بما يقرأ من كلام رب العالمين ثم هو حين يقرأ كلام الله عز وجل يستحضر امرا عظيما وهو ان الله تعالى مطلع عليه عالم به لا تخفى عليه خافية - 00:09:11ضَ

من شأنه وشأنه انه يتلو كتاب الله عز وجل قال تعالى وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه - 00:09:41ضَ

الله تعالى شاهد عليك وقت افاضتك في تلاوة كتابه فهل نستشعر هذا الامر انك عندما تقرأ القرآن ان الله سبحانه وتعالى مطلع عليك حال قراءتك فان استشعارا مثل هذه الامور لا شك يقوي صلة الانسان بكتاب ربه - 00:10:04ضَ

ويرغبه في قراءته ويرغبه ففي مجاهدة نفسه في احضار قلبه حال قراءته حتى يكون لهذه القراءة الاثر المطلوب. على القلوب واعظم الاثر زيادة الايمان الذي يجب ان يكون مطلبا لكل مؤمن - 00:10:39ضَ

ارأيت الناس ينظرون الى زيادة ما عند الانسان من دنيا وكان الاجدر والاحرى ان ينظر الواحد منهم الى هذا الرصيد العظيم هذا الرصيد الذي مكانه القلب هذا الرصيد الذي لن يأخذ منه احد شيئا - 00:11:09ضَ

هذا الرصيد الذي يقدمه بين يديه ويقدم عليه غدا احوج ما يكون اليه فيزداد ايمانه بتلاوة كلام ربه سبحانه وبحمده قال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم - 00:11:45ضَ

واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم - 00:12:15ضَ

باي شيء حازوا هذه الفضيلة وباي شيء وصلوا الى هذه المرتبة العالية اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم حينما حاذوها بهذه الاوصاف العظيمة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في هذه الايات - 00:12:45ضَ

ومنها واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا فاذا قرأوا القرآن استشعروا انهم يقرؤون كلام الرحمن لا يقرأون كلام احد من البشر لا يسمعون قيل وقال وفضول الكلام بل لا يسمعون كلاما من افصح الكلام وابينه من كلام البشر - 00:13:18ضَ

وانما يسمعون كلام رب البشر. وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله فهذا القرآن الذي تتلوه هو كلام ربنا الذي تكلم به والقاه على جبريل ونزل به جبريل على قلب سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم - 00:13:56ضَ

كما قال تعالى وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين اولم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بني اسرائيل فهذه الامور وتلك الاوصاف لكتاب رب العالمين لا شك تجعل المسلم اكثر تعلقا - 00:14:27ضَ

واكثر عناية وحرصا ان يكون له نصيب من هذا الزاد الذي يغذي قلبه واذا كانت الابدان بحاجة الى الطعام والشراب فان القلوب احوج ما تكون الى الزاد وانما زادها تقوى الله عز وجل. وتزودوا فان خير الزاد التقوى - 00:15:03ضَ

ومن اعظم التقوى واسباب التقوى. قراءة كتاب الله عز وجل وقال عز وجل واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. اللهم اجعلنا جميعا منهم - 00:15:40ضَ

سورة واحدة زادت ايمانهم بالله عز وجل لما قرؤوها وعطلوها وتدبروها وعملوا بما فيها واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون عياذا بالله وقلوبهم المريضة - 00:16:09ضَ

ابعدتهم عن كلام الله عز وجل فازدادت قلوبهم مرضا ورجسا وخبثا فكلام الله عز وجل عظيم وهو كلام عظيم سبحانه وبحمده فليكن لك يا اخي نصيب من كتاب الله عز وجل في كل وقت وحين - 00:16:42ضَ

حتى يزداد به ايمانك ويقوى به يقينك ويكون واقيا وحافظا وحاميا لقلبك فان القلوب تتأثر بالمؤثرات والمؤثرات اليوم لا عد لها ولا حصر. وهي شديدة وقوية. لكن اعظم منها تأثيرا واقوى منها اثرا في القلوب - 00:17:13ضَ

كلام الله عز وجل فاذا كان في القلب من كلام الله نصيب. وللعبد منه رصيد فلعله ان يدفع هذه المؤثرات ويقي قلبك يا عبد الله منها اللهم زدنا ايمانا بالقرآن. اللهم اجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهلك وخاصتك يا ارحم الراحمين - 00:17:47ضَ

اللهم اجعل هذا القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم لانه حجة لنا لا علينا وشافعا لنا مشفعا فينا. يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعلنا - 00:18:17ضَ

من اتبع القرآن فقاده الى رضوانك والجنة. ولا تجعلنا ممن اتبعه القرآن فزج في قفاه الى النار اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا - 00:18:37ضَ

واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اصلح نياتنا وذرياتنا. اللهم اصلح نياتنا وذرياتنا اللهم اصلح نياتنا وذرياتنا. اللهم اصلح المسلمين شيبا وشبابا ورجالا ونساء يا ارحم - 00:18:58ضَ

ارحم الراحمين يا اكرم الاكرمين. اللهم امنا في اوطاننا. اللهم اصلح ائمتنا وولاة امورنا. اللهم ارزقهم البطانة النار ناصحة الصالحة يا ارحم الراحمين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وجميع ارحامنا واصحابنا. واحبابنا واخواننا - 00:19:18ضَ

الاحياء منهم والميتين. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. جزاكم الله خير يا اخوان قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني - 00:19:38ضَ

سبحان الله وما انا من المشركين - 00:19:59ضَ