برنامج التفسير

ليس عليك هداهم | جزء ٣ - حلقة ٢٣٩ من تفسير سورة البقرة | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

بعد هذا البيان الرباني والقرآني الجليل لاصناف الناس بالانفاق والبذل والسخاء والجود والعطاء يخاطب ربنا جل جلاله رسوله صلى الله عليه وسلم لطمأنة نفسه وتسكين فؤاده بان هداية التوفيق ليست بيد رسول الله - 00:00:00ضَ

صلى الله عليه وسلم وانما هي بيد الله وحده لا يملك هداية التوفيق ملك مقرب من الملائكة المقربين ولا نبي مرسل ولو كان سيد المرسلين فيقول جل جلاله الاتي الثانية والسبعين بعد المائتين من ايات السورة الكريمة - 00:00:29ضَ

ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوفى اليكم وانتم لا تظلمون اية جليلة - 00:00:53ضَ

عظيمة اي ما عليك يا رسول الله الا ان تهديهم هداية دلالة بداية ارشاد ودعوة وتعليم وبيان فلا تحزن ولا تذهب نفسك عليهم حشرات لعدم بدايتهم او لعدم استجابتهم لامر الله سبحانه وتعالى - 00:01:15ضَ

فليس ذلك بواجب عليك انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وقد اخرج ابن جرير وابي حاتم وابن مردويه وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال - 00:01:42ضَ

كان اناس من الانصار لهم انسباء وقرابة وكانوا يتقون ان يتصدقوا عليهم ويريدون ان يسلموا يعني يمنعون الصدقة عنهم من اجل ان يدخل الاسلام فنزلت الاية ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء - 00:02:01ضَ

ويجب ان يكون الباعث على الانفاق ابتغاء وجه الله وحده فنفع الانفاق خاص بكم انتم وراجع اليكم وما تنفقوا من خير فلانفسكم كما قال سبحانه من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها - 00:02:31ضَ

فاجر الانفاق وفضله ونفعه عائد عليكم في الدنيا والاخرة ما دام انفاقكم صدقاتكم وعطاؤكم وجودكم وبذلكم ابتغاء وجه الله لا من اجل جاه او مكانة او سمعة او شهرة بين الخلق - 00:02:56ضَ

وقال سبحانه وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله قال الحسن البصري رحمه الله تعالى نفقة المؤمن لنفسه ولا ينفق المؤمن اذا انفق الابتغاء وجه الله وقال عطاء الخرساني يعني اذا اعطيت لوجه الله - 00:03:26ضَ

عليك خلاص ما دمت قد تصدقت لله ابتغاء وجه الله فقد وقع اجرك على الله ولا عليك بعد ذلك ان اصبت البر او الفاجر او من يستحق او من لا يستحق - 00:03:54ضَ

ما دمت قد اجتهدت على قدر استطاعتك ان تبذل الصدقة لمن يستحق من وجهة نظرك كما ترى وانت صادق النية لان نفقتك لوجه رب البرية سبحانه وتعالى في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:04:15ضَ

وهو حديث جميل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رجل لاتصدقن الليلة بصدقة رجل عقد النية على ان يخرج في الليل في سواد الليل وفي السر والستر ليتصدق بصدقة على اول من يمر عليه - 00:04:40ضَ

وخرج بصدقته فوضعها في يدي غني واصبحوا يتحدثون وصدق الليلة على غني فسمع الرجل كلام الناس انه في الليلة الماضية وضعت صدقة في يد رجل غني وقال لنفسه اللهم لك الحمد - 00:05:09ضَ

تعالى غني يعني تقع الصدقة بيد رجل غني لا يحتاج اليها ثم عقد النية مرة ثانية. وقال لاتصدقن الليلة بصدقة وخرج بصدقته ووضعها في يد اول رجل مر عليه في يد - 00:05:41ضَ

سارق واصبحوا يتحدثون وصدق الليلة على سارق وقال اللهم لك الحمد على سارق ثم عقد النية لليلة الثالثة وقال لاتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته ووضعها في يد امرأة زانية الاصح يتحدثون - 00:06:04ضَ

وصدق الليلة على زانية وقال اللهم لك الحمد على زانية على غني وعلى سارق وعلى زانية قال عليه الصلاة والسلام فاتي فقيل له اما صدقتك فقد قبلت اما صدقتك فقد قبلت - 00:06:34ضَ

اما صدقتك على غني فلعله يعتبر فينفق مما اعطاه الله يبدو انه كان غنيا شحيحا بخيلا ممسكا فاراد الله جل وعلا بهذه الصدقة ان يعلمه العطاء وان يخرج منه اما صدقتك على غني فلعله يعتبر فينفق - 00:07:03ضَ

مما اعطاه الله واما صدقتك على سارق فلعله ان يستعف عن سرقته واما صدقتك على زانية فلعلها ان تستعف عن زناها فما عليك الا ان تجدد النية وتطهر السريرة والطوية - 00:07:35ضَ

وان تجتهد ما استطعت ان صدقتك في يد من يستحق على قدر معرفتك فاتقوا الله ما استطعتم وكن على يقين بان صدقتك ونفقتك ستقع في يد الله جل وعلا قبل ان تقع في يد السائل - 00:08:01ضَ

لذا قال سبحانه وما تنفقوا من خير يوفى اليكم وانتم لا تظلمون اي ما تنفقونه ايها المؤمنون من خير ابتغاء وجه الله ستعود عليكم ثماره ومنافعه وبركاته واجره في الدنيا والاخرة - 00:08:22ضَ

كاملا غير منقوص لا يظلمكم الله تبارك وتعالى شيئا الله جل جلاله لكمال عدله وعظيم فضله وتنزهه عن الظلم كما قال سبحانه ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة - 00:08:44ضَ

يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما وبعد هذا البيان القرآني الرباني الجليل في الحث والحض على الانفاق في سبيل الله ابتغاء مرضات الله والحث على ذلك تصريحا وتلميحا وترغيبا وترهيبا - 00:09:14ضَ

يحض الحق جل جلاله مرة اخرى على الانفاق ولكن على طائفة من المؤمنين هذه الطائفة هي اولى الناس بالانفاق والبذل والعطاء والعون والمساعدة وبين لنا تبارك وتعالى صفات هذه الطائفة الكريمة - 00:09:40ضَ

فوصفها بست صفات هذا الوصف من شأنه ان يحرك ويحث اهل الفضل والخير على المصارعة وعلى الحرص على اكرام هذه الطائفة وعلى سد حاجتها والانفاق عليها لانها طائفة عفيفة كريمة - 00:10:14ضَ

كما قال من خلقهم وهو اعلم بهم وبغيرهم قال سبحانه للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا - 00:10:47ضَ

وما تنفقوا من خير فان الله به عليم الاية الثالثة والسبعون بعد المائتين من ايات السورة الكريمة تعالوا بنا لنتوقف الليلة عند هذا القدر لنعيش في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء - 00:11:16ضَ

مع هذه الطائفة الكريمة ومع هذه الصفات الجليلة النبيلة لنتعرف عليها واسأل الله جل وعلا يغني الفقراء وان يفرج كرب المكروبين وان يكشف هم المهمومين وان يضمض جراح المتألمين والمقهورين - 00:11:40ضَ

وان يفتح لنا ولهم جميعا ما اغلق من ابواب الرزق والفضل انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:12:07ضَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:27ضَ