التفريغ
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول ما معنى كقول الناظم لا تدرك الابصار منه الكنه. الحمد لله رب العالمين. هذا كقول الله تبارك وتعالى - 00:00:00ضَ
لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. يعني ان الله عز وجل حتى فان نظرته العيون يوم القيامة في الجنة فانها لا تستطيع ان تحيط به رؤية فالادراك هو - 00:00:20ضَ
والاحاطة والكنه هو الكيفية والصفة الكاملة. فان الابصار وان نظرت الى الله عز وجل يوم القيامة على الوجه الذي يريده الله تبارك وتعالى الا انها لا تستطيع ان تحيط به رؤية - 00:00:40ضَ
فالله عز وجل نفى الادراك في حقه في بابين. في باب العلم فقال الله عز وجل ولا يحيطون به علما في باب الرؤية فقال الله عز وجل لا تدركه الابصار. ولابد ان ننتبه الى مزلق وقع - 00:01:00ضَ
فيه المعتزلة في هذا الباب. وهي انهم يفسرون الادراك هنا باصل الرؤية. فيجعلون هذه الاية من جملة النصوص التي تنفي رؤية الله عز وجل يوم القيامة. وهذا ضلال بين. وخطأ عقدي فاضح. لانهم فهموا - 00:01:20ضَ
هذه الاية فهما مجانبا لما فهمه اهل السنة والجماعة. والسلف الصالح. والمتقرر عند العلماء ان كل فهم في مسائل اعتقاد وادلتها على خلاف فهم السلف الصالح فانه فهم باطل ورأي عاطل. فالرؤية ليست - 00:01:40ضَ
هي الادراك عفوا فالادراك ليس هو الرؤية. وانما الادراك هو الاحاطة. وهذا دليل على ان الابصار تراه ولكن حتى وان اثبتنا رؤية الابصار له في الجنة الا اننا ننفي الاحاطة به وليس كل - 00:02:00ضَ
كل شيء تبصره عينك لابد ان تحيط به. فالرؤية شيء والادراك شيء اخر. فان الانسان يرى السماء ولا يكاد يحيط باجره برؤيته فهو رأى ولكن لم يدرك اي لم يحط. بل ان الانسان يقف امام الجبل العظيم - 00:02:20ضَ
جزءا من اجزاء الجبل وتخفى عليه اجزاء كثيرة من اجزاء هذا الجبل. فاذا نثبت له انه رأى الجبل وننفي انه احاط به رؤية. فاذا كان هذا في المخلوقات فكيف بالكبير ذو الكبر عز وجل؟ فان الابصار وان اثبتت الادلة انه تراهم - 00:02:40ضَ
انها تراه يوم القيامة رؤية في الجنة على ما يريده الله تبارك وتعالى الا اننا ننفي الاحاطة به عز وجل فنحن ولكن لا نستطيع ان ندركه. فكما اننا لا نحيط به علما فكذلك لا نحيط به رؤية. ولا ادل على ذلك - 00:03:00ضَ
من قول الله عز وجل عن موسى وقومه فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون اثبت الرؤية ونفى الادراك لانه قال كلا لانه قال كلا اي لن يدركونا ولن يحيطوا بنا - 00:03:20ضَ
مع انهم رأوهم ففرعون وقومه رأوا موسى وقومه فالرؤية ثبتت ولكن المنفي هنا في قوله كلا انما هو نفي الاحاطة التي هي الادراك لا نفي الرؤيا. فهنا رؤية مثبتة واحاطة منفية. فالله عز وجل لما نفى - 00:03:40ضَ
احاطة في قوله لا تدركه الابصار تظمن ذلك انها تراه ولكنها رؤية لا تتظمن الاحاطة ولا الادراك فهذه اية من جملة الادلة لاهل السنة ان الله عز وجل يرى. ولكن اهل السنة مجمعون على انه وان رؤي الا انه لا - 00:04:00ضَ
به رؤية وكل هذا يكون في الجنة والله اعلم - 00:04:20ضَ