فوائد من محاضرة (المنهج الشرعي في التعامل مع الفتن)
التفريغ
بفضل الله ومنته ان النصوص كما تأتي مبينة تغير الاحوال وشدة وخطب اخر الزمان فان من فضل الله عز وجل ومن نعمته البالغة ومن رحمته بامتي محمد صلى الله عليه وسلم ان بينت النصوص المخارج الجلية الواضحة المبنية على - 00:00:00ضَ
العلم النافع لا على الهوى. وعلى التخرص والظنون فارشدتنا النصوص في امر الفتن الى امور منها اولا الفرار من الفتن. وعدم التعرض لها او الاشتراك فيها في الحديث السابق ان الفتن من استشرف لها استشرفته - 00:00:26ضَ
وذلك يفيد التحذير من التعرض لها ويعني ايضا الفرار منها. اذا كان استشرافك للفتنة وتعرضك لها يجعلك تقع فيها فان البعد عنها طريق للسلامة منها ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في شأن الدجال - 00:00:48ضَ
والدجال كما في الحديث الصحيح هو اعظم فتنة منذ خلق الله ادم الى قيام الساعة ما خلق ما جعل الله منذ منذ خلق ادم الى قيام الساعة فتنة اشد من الدجال - 00:01:07ضَ
يقول صلى الله عليه وسلم في الدجال من سمع بالدجال فلينأى عنه كما في المسند فلينأى عنه اي فليبعد عنه. لا تأتي اليه ابعد عنه وهكذا بقية الفتن وقال صلى الله عليه وسلم - 00:01:21ضَ
كما في الصحيحين يوشك ان يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن هذا هو الشاهد هذا الرجل لا همة له في الاغنام - 00:01:38ضَ
وليس مقصده التجارة بها. لكنه صار يتبع شعف الجبال العالية. ويتبع مواقع القطر والمطر لماذا؟ يفر بدينه من الفتن لان دينه اعظم ما يملك. اعظم من روحه التي بين جنبيه - 00:01:56ضَ
فيفر به من الفتن فهذا العلاج الاول العلاج الثاني كف اللسان عن الدخول في الفتن روى ابن ابي شيبة وابو داوود وابن ماجة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن الفتنة - 00:02:12ضَ
اللسان فيها اشد من وقع السيف تأمل هذا الحديث العظيم اللسان فيها اشد من وقع السيف ولهذا ترجم ابن ابي شيبة على الحديث بقوله وعلى عدد من الاحاديث ايضا من كره الخروج في الفتنة وتعوذ منها - 00:02:31ضَ
وترجم ابو داوود بقوله باب في كف اللسان وترجم ابن ماجة بقوله باب كف اللسان في الفتنة سبب الامر بكف اللسان ان اللسان في احيان كثيرة يثير الناس ويحرض بعضهم على بعض - 00:02:53ضَ
ويشجعهم على الوقوع في اشد انواع الولوج في الفتنة بدلا من ان يطفئها ويسعى في تخفيف نارها ويحرض اخوانه على تقوى الله يدخل فيها ويشجع وربما جعل في ذلك شعرا ربما جعل في ذلك مقالات دبجها ورفع بها صوته - 00:03:14ضَ
حرض الناس عليها فادى ذلك الى دخول الناس في الفتنة وتشجيعهم على الولوج فيها ويتسبب هذا في سفك دماء كثيرة ويسأل هذا الذي تسبب وهو في ابعد موضع عن الفتنة - 00:03:38ضَ
عن دماء ما قتلها. ما قتل اصحابها ما ازهق ارواحنا ولا اطلق رصاصا ولكنه بلسانه هذا كما في الحديث اللسان فيها اشد من وقع السيف. لانه يثيرها ويجعلها تتفاقم. ويحرض الناس على الولوج فيها - 00:03:58ضَ
ولهذا جاء عنه عليه الصلاة والسلام انه رأى خطباء الفتنة قال مر بقوم تقرض السنتهم وشفاههم قرضا عياذا بالله. تقطيع نسأل الله العافية والسلامة رآهم لما اسري به عليه الصلاة والسلام - 00:04:20ضَ
مر بقوم تقرض السنتهم وشفاههم كلما قرضت عادت لان هذا عذاب القبور نسأل الله العافية استمر لو قرض لسان انسان وقطع لنزف حتى يموت اما في القبور فالعذاب مستديم نسأل الله العافية والسلامة الا لمن رحمه الله - 00:04:39ضَ
ومنهم هؤلاء الخطباء الذين يخطبون يخطبون في الفتن يحرضون الناس عليها قال مر بقوم تقرض السنتهم وشفاههم كلما قرضت عادت قال هؤلاء خطباء الفتنة. نسأل الله العافية والسلامة مما ارشدت اليه النصوص ايضا - 00:05:01ضَ
كف اليد فانك اذا امرت ان تكف لسانك فكفك ليدك من باب اولى روى احمد في المسند عن اهبان بن صيفي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم عهد اليه يعني اوصاه - 00:05:21ضَ
اذا كانت فتنة بين المسلمين ان اتخذ سيفا من خشب وفي لفظ ستكون فتن وفرقة. فاذا كان كذلك تكسر سيفك واتخذ سيفا من خشب قال رضي الله عنه فقد وقعت الفتنة والفرقة وكسرت سيفي واتخذت سيفا من خشب - 00:05:37ضَ
وكان قد جعل سيفا من خشب عمدا تطبيقا لهذا الحديث ويعلم الجميع ان سيف الخشب لا يمكن ان يدخل به احد في قتال لان الناس معهم سيوف الحديد. التي تفرق الهام - 00:06:00ضَ
سيف الخشب ماذا يفعل؟ المقصود انه يتخذ سيفا من خشب اي حتى لا يدخل في القتال ولذا قال سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه كما في المسند لما اعتزل القتال الذي وقع بين المسلمين - 00:06:16ضَ
جاءه ابنه عامر في بعض الروايات ان عامرا قال يا ابتي الناس يختصمون في الملك وانت اعراك الاعرابي في غنمك لان سعدا اخذ بعض الاغنام وخرج بها وبدأ وخرج خارج المدينة - 00:06:32ضَ
فقال سعد رضي الله عنه اول ما رآه اعوذ بالله من شر هذا الراكب لانه تفرس بانه سيحرضه على الدخول في الفتنة في لفظ المسند انه قال افي الفتنة تأمرني ان اكون رأس - 00:06:49ضَ
لا والله حتى اعطى سيفا اذا ضربت به مؤمنا نبأ عنه. وان ضربت به كافرا قتله وهذا مستحيل لان السيف لا يعرف الكافر من المسلم يقول انا لا ادخل فيها الا اذا وجد هذا السيف - 00:07:08ضَ
الذي اذا ضربت به المسلم صار خشبة لا تقتله اذا ضربت به الكافر صار حديدا كاصله يقتل ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يحب الغني الخفي التقي - 00:07:23ضَ
بتقوى انتهى الحديث لتقواه اعتزل وخاف على نفسه من الدخول في الفتنة مما ارشدت اليه النصوص علاجا لامر الفتنة عدم التعجل والتري والتروي والتثبت والتؤدة وعدم الطيش والاستعجال في امر - 00:07:40ضَ
فان الانسان لو اتاه امر من امور دنياه من بيع او شراء ونظر الى احسن السلع ونظر الى احسن العروض فكيف بامر الفتن يستعجل ويطيش الانسان فيها كما سيأتي فجاءت - 00:08:02ضَ
توجيهات السلف رضي الله تعالى عنهم بالتروي. والتثبت وعدم الاستعجال ولهذا روى ابن ابي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال انها ستكون هنات وامور مشبهات. فعليك بالتؤدة - 00:08:23ضَ
وتكون تابعا في الخير خيرا من ان تكون رأسا في الشر يعني عليك بالتؤدة الترفق والتأني لا تستعجل هذا لن يجعلك من الزعماء الرؤساء الذين يبرزون في الفتن. يقول هذا خير لك - 00:08:42ضَ
ان تكون رأسا ان تكون سابعا بالخير احسن من ان تكون رأسا مميزا في الشر والفتنة ولهذا كان من تراجم ابن ماجة رحمه الله في كتاب الفتن باب التثبت في الفتنة - 00:08:58ضَ
وروى البخاري في كتاب الفتن من صحيحه في باب الفتنة التي تموج كموج البحر عن خلف ابن حوشب انهم كانوا يستحبون ان يتمثلوا بهذه الابيات عند الفتن الحرب اول ما تكون - 00:09:16ضَ
فتية تسعى بزينتها لكل جهول حتى اذا اشتعلت وشب ضرامها ولت عجوزا غير ذات حليم. شمطاء ينكر لونها وتغيرت كروهة للشم والتقبيل مرادهم بالتمثل بهذه الابيات ان النفوس في اول ما ترد الفتن - 00:09:33ضَ
تجد انها شغوفة مستعجلة الى الدخول فيها ولهذا يحرص الناس كثيرا على امر الحرب والقتال والدخول في الفتنة وعدم البحث عن علاج اخف من هذا ولهذا شبهوه بابيات امرئ القيس هذه - 00:09:57ضَ
الحرب اول ما تكون فتية. يعني كالشابة الفتية التي يرغب فيها تسعى بزينتها لمن في كل جهول للجهال حتى اذا اشتعلت وشب ضرامها يعني وراء الناس اثار هذه الفتنة وما خلفت من قتل وترويع وخوف - 00:10:17ضَ
ولت تلك الفتاة ولت عجوزا غير ذات حليب ينكر لونها وتغيرت مكروهة للشم والتقبيل والتقبيل - 00:10:39ضَ