التفريغ
ومن هنا يحتاج الى الكلام على علاج الكبر. ومرة اخرى لا علاج لهذه الادواء عموما الا باللجوء الى الله عز وجل. فان امرا يبلغ به فظاعة حدا ان تكون مثقال الذرة منه حاجبة عن الجنة لا شك انك لا تسلم منه الا بمعونة من الله تعالى. بان تسأل الله - 00:00:00ضَ
تعالى ان يعيذك من هذا الكبر. وفي الدعاء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعوذ بك من شر نفسي. الانسان يتعوذ بالله من شر نفسه ايضا. فهذا امر عظيم ومخوف ولا شك. الامور المعينة بعد رحمة الله تعالى على الخلاص من الكبر. ان ينظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو ارفع بني ادم - 00:00:20ضَ
سيدهم عليه الصلاة والسلام كيف كانت حاله؟ كان صلى الله عليه وسلم يخالط معهم يصغي اليهم لما رآه رجل فصار الرجل يرتعد لما رأى النبي عليه الصلاة والسلام قال صلوات الله وسلامه عليه وهو سيد المتواضعين هون عليك. فانما انا ابن امرأة من قريش كل القديد. يعني لا تخف هذه المخافة ايش - 00:00:40ضَ
مني لما قالت له امرأة جارية من الجواري يا رسول الله ان لي اليك حاجة يعني انا اريدك في امر قال انظري اي سكك المدينة تريدينها اقضي فيها حاجتك انظري اي موضع يا ام فلان تريدين ان تقولي الكلام الذي تريدين ان توصليه الي لا تريدي ان تقول حاجتها امام الناس انظري اي موضع انا اتي اليك واقضي - 00:01:00ضَ
حاجتك حيث ارى ومن ذلك توجيهه عليه الصلاة والسلام العام للامة ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد الناس اسمع النعمة مع المساكن الواسعة مع المراكب الفارهة مع المآكل مع المشارب مع الامن تطغى وتبطر على من لم يكن عندهم هذا - 00:01:20ضَ
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد. وهكذا النظر ايضا في سير السلف رضي الله - 00:01:40ضَ
سأل عنهم وارضاهم. والكلام قد يطول في هذا. حال ابي بكر رضي الله عنه. حتى انه لما تولى الخلافة كانت هناك عجائز في المدينة. كان يأتي اليهن فيهن ويكنس يصلح من حال البيت يصلح من حال المنزل ويطبخ لهن رضي الله عنه. فلما تولى الخلافة لم تشغله الخلافة عن هذا واستمر على هذا الحال. من تواضعه رضي الله تعالى عنه وارضاه - 00:01:50ضَ
والامثلة على هذا كثيرة. ولهذا كان عدد من السلف يقول اكثر من رجل من السلف يقول اذا رأيت رجلا اكبر مني قلت وهذا سبقني الى الطاعة. واذا رأيت من هو اصغر مني؟ قلت هذا قد سبقته الى المعاصي. يعني حتى لا يفخر على الصغير وحتى لا يفخر وحتى لا يفخر ايضا على الكبير. يقول الكبير قد سبقني - 00:02:10ضَ
الطاعة صلى قبلي صام قبلي. والصغير يقول انا سبقته الى المعاصي. ان كان هذا الصغير عنده معاصي مثلا وعمره ست عشرة سنة فانا عمري في الخمسين سبقته الى المعاصي وش الغرض؟ حتى تخضع النفس حتى تخضع النفس ولا ترتفع ولا تتكبر وهذا كثير عن السلف مما يعين على ترك الكبر - 00:02:30ضَ
تعويد النفس وقصرها قصرا على التواضع خاصة مع مع من قد يحتقرون من ذوي الهيئات الرثة والاحوال الفقيرة يبدأهم بالسلام يبش في وجوههم. يتعود هذا معهم حتى لو كانوا ممن يقم الشوارع وينظفها يعود نفسه يعود نفسه على هذا. يجب - 00:02:50ضَ
من نفسه هذا الطبع حتى لا تفخر لان النفس اذا تعودت هذا مع مثل هؤلاء الفقراء المزدرين المستضعفين فحري الا تفخر على غيرهم فهذا مما يعين يعين الانسان ويعوده على مثل هذا الصنيع. لذلك ايضا ان الانسان يسعى الى ترك ولو على الاقل في بعض الاحيان الى ترك - 00:03:10ضَ
رفيع من الثياب والرفيع من المآكل والرفيع من المشارب. ولهذا جاء عنه عليه الصلاة والسلام انه قال الا ان البذاذة من الايمان. يعني ايه التواضع في اللبس بان يكون الانسان في لبسته لا يسعى الى ان يكون ممن يبحث عن افخر الملابس وعن افخر يعني انواع المآكل مثلا ونحوها - 00:03:30ضَ
ولو على الاقل في بعض الاحيان يعود نفسه. ولهذا جاء عنه عليه الصلاة والسلام انه ربما احتفى احيانا يعني ربما مشى حافيا عليه الصلاة والسلام. وكان يخسف عليه الصلاة والسلام نعله يخيط ثوبه ويحلب شاته يعني بنفسه. تقول عائشة رضي الله عنها عنه عليه الصلاة والسلام كان يكون في مهنة اهله في امور البيت. فاذا حضرت - 00:03:50ضَ
الصلاة خرج الى الصلاة عليه الصلاة والسلام مع انه سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه. النماذج التي يمكن ان تذكر هنا مما يعين الانسان على التخفيف من رأي نفسه وترفعها يقول انس رضي الله عنه كان ابو بكر رضي الله عنه يخطب حتى يقدر الواحد منا نفسه. فكان ابو بكر رضي الله عنه يقول - 00:04:10ضَ
عن الانسان خرج من مخرج البول مرتين يعني من ابيه ثم ولدته امه هذا هو الانسان. لذلك قول بعض السلف لما مر به احد القواد وكان يمشي متبخترا فقال له عرفتني؟ قال نعم عرفتك. كنت نطفة مذرة. وتحمل في جوفك العذرة يعني في بطنك واخرتك - 00:04:30ضَ
جيفة قذرة لانه كان يمشي بتبختر وغرور. قال هذا انت. ما الذي يحملك على هذه المشية؟ اصلك نطفة مني. ثم الذي في بطنك الا القدر. وفي نهايتك تكون مجيفة قذرة. قال عرفتني والله هذا هو حقيقة الانسان. من ذلك ان يتدبر الانسان في مثل هذه النصوص والايات. قال الله عز وجل في الانسان الم يكن - 00:04:50ضَ
نطفة ممن؟ من مني يمنى؟ هذا اول الانسان. وقال الله عز وجل في موضع اخر والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. فما يعرف الانسان شيء حتى عرفه الله تعالى وجعل لكم السمع والابصار والافئدة. فيما بعد فلذلك صار الانسان يعرف والا في البداية لا يعرف. فهي من نعم الله تعالى عليه. قال الله تعالى الله الذي خلقكم من - 00:05:10ضَ
ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة. ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبا. فهذا مما يجعل الانسان يتدبر في اول امره ثم في نهاية امره ثم في الحال الذي هو فيه مما هو فيه وبالنعم. وما في قوله تبارك وتعالى وما بكم من نعمة فمن الله. فكل ما يجعل الانسان يطغى ويبطر نعمة - 00:05:30ضَ
فان كان السبب على الحامل له على التكبر هو المال فالمال نعمة. ان كان السبب الحامل له على التكبر الصحة والعافية فالصحة والعافية نعمة. الله تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. وما دامت نعمة من الله عز وجل ان حقها الحمد والشكر. ولهذا لما ذكر الله عز وجل الاسماع والابصار في مواطن كثيرة - 00:05:50ضَ
في القرآن تقرن بالشكر. والذي جعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون. ما اكثر ما يغفل عن شكر هذه النعم. فكثير من الناس يطغى ويبطر بسبب النعم. النعم هذه من الله حقها ان تشكر. فاذا كانت حاملا للعبد على ان على ان يتكبر ويتبختر فهذا - 00:06:10ضَ
القلب لا يفقه ولا يعي يعني قلب النعمة فجعل النعمة بدلا من ان تكون معونة له على شكر الله تعالى جعلها سببا من اسباب الطغيان والتكبر قال تعالى كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في هذا وامثاله ان الله تعالى اذا اراد به خيرا سلط عليه مرضا دق به - 00:06:30ضَ
رقبته وارغم به انفه ولجأ الى ربه يعني هذا الانسان الشاب اللي في كامل نعمته وعافيته اذا اصابه مرض او وقع له حادث ورأى كيف انه يحتاج الى غيره حتى في قضاء حاجته. من البول والغائط انكسرت نفسه. يقول ابن القيم رحمه الله بعض الاحيان تكون هذه نعمة من الله. ومن الملاحظ ان - 00:06:50ضَ
بعض الناس بعد المرض يتواضع لله ويزول عنه ذلك الطغيان وذلك الغرور الذي اصابه. فلهذا تكون هذه الامراض في بعض الاحيان نعمة ومنحة للعبد ومن - 00:07:10ضَ