مجالس في تدبر القرآن

مجالس في تدبر القرآن | (007) والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون

خالد السبت

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته تحدث في هذه الليلة مما يمكن ان يستحصل من الفوائد في قوله تبارك وتعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك - 00:00:01ضَ

وبالاخرة هم يوقنون الذين يؤمنون صدقون ويذعنون ويقرون وينقادون بما انزل اليك وما انزل من قبلك قيل اليك من الوحي قرآن والسنة وما انزل على الانبياء قبلك من الكتب والصحف - 00:00:25ضَ

وكذلك ايضا يوقنون بالاخرة بدار الجزاء بالحياة بعد الموت وما يكون فيها من الحساب الاهوال والاوجال والجزاء على الاعمال فقوله تبارك وتعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك - 00:00:50ضَ

بدأ هنا بما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم مع انه اخر هذه الكتب واخرها ومع ذلك بدأ به وذلك والله اعلم لانه مهيمن على سائر الكتب فهو الحاكم عليها - 00:01:20ضَ

قد نسخ منها ما نسخ واقر واثبت ما اقر وابانا عما وقع فيها من تحريفات واضافات الى غير ذلك من المعاني الداخلة تحت هيمنة هذا القرآن على الكتب الاخرى فهذا الكتاب هو اعظمها واجلها وهو الذي - 00:01:41ضَ

منعه الله تبارك وتعالى من التبديل والتحريف فما اقره مما جاء في تلك الكتب فهو حق وما ابطله وابان عن كونه محرفا فهو باطل وما بين رفعه ونسخه فهو منسوخ - 00:02:07ضَ

فهو المرجع وعليه المعول فبدأ به وهو اشرف هذه الكتب فلا غرو ان بدأ بالاشرف والاكمل يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك ولاحظ هنا التعبير بلفظ الانزال انزل - 00:02:25ضَ

انزل والنزول لا يكون الا من اعلى الى اسفل وهذا يدل على اثبات صفة العلو لله تبارك وتعالى على ما يليق بجلاله وعظمته ثم ايضا التعبير بالانزال بالقرآن وما انزل على الانبياء - 00:02:46ضَ

قبل النبي صلى الله عليه وسلم فهذه الكتب هي كلام الله تبارك وتعالى وجبريل عليه الصلاة والسلام كان يتلقى القرآن من الله مباشرة فينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:08ضَ

وما كان جبريل عليه الصلاة والسلام يفهمه عن الله فهما من غير ان يسمعه وما كان جبريل ينقله من اللوح المحفوظ ولا من الصحف التي بايدي الملائكة وانما يتلقاه من الله - 00:03:23ضَ

مباشرة ثم لاحظوا ايضا التعبير بالماضي بما انزل اليك انزل مع انه حينما نزلت هذه السورة لم يكن نزول القرآن قد استتم وذلك ان هذه السورة من اوائل السور النازلة في المدينة - 00:03:46ضَ

بل بعض اهل العلم يقولون انها اول سورة نزلت بالمدينة يعني ان كثيرا من القرآن لم ينزل بعد ايضا من ذلك جملة من السور الطوال كسورة المائدة والنساء غير ذلك - 00:04:05ضَ

من السور كثير كل ذلك لم ينزل في ذلك الحين فعبر بالماضي مع ان كثيرا منه كان نزوله مترقبا ما نزل بعد فيكون ذلك من باب تغليب الموجود على ما لم يوجد يؤمنون بما انزل - 00:04:27ضَ

اليك او يكون ذلك باعتبار تنزيل المنتظر نزوله منزلة المتحقق الواقع بما انزل اليك الشيء المتحقق الوقوع في المستقبل قد يعبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه. كما قال الله عز وجل اتى امر الله فلا - 00:04:47ضَ

اتى مع ان القيامة لم تقع بعد لكن لما كانت متحققة الوقوع عبر بالماضي اتى امر الله هنا بما انزل اليك وما انزل من قبلك وكذلك ايضا ماء هذه تفيد العموم بما انزل اليك يعني بكل ما انزل - 00:05:11ضَ

اليك فهم لا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ليس ايمانهم واقعا على سبيل التخير والتشهي ما وافق اهواءهم قبلوه وما خالفها دفعوه ورفضوه وانما يؤمنون بكل ما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم. والذي انزل عليه - 00:05:37ضَ

عليه الصلاة والسلام انما هو وحي شامل يعالج مناحي الحياة باكملها وهو يبين لهم ما يتصل بي صفات المعبود جل جلاله ويبين لهم دلائل الوحدانية وكذلك ايضا يأمرهم بعبادته وحده لا شريك له - 00:06:03ضَ

وما الى ذلك مما يتصل بتوحيده والايمان به وكذلك ايضا قص عليهم الاخبار وذكر لهم العبر وضرب الامثال هذا بالاضافة الى بيان تفاصيل الصراط المستقيم الذي ينتظم كل ما يكون - 00:06:29ضَ

سبيلا وسببا للفلاح والوصول الى الله والدار الاخرة فهذا كله بينه الله تبارك وتعالى في احكام العبادات والمعاملات وما يتعلق بعلاقة المسلمين بغيرهم وما يتعلق بحربهم وسلمهم الى غير ذلك مما - 00:06:51ضَ

ينبغي مراعاته والعمل بمقتضاه مما شرعه الله جل جلاله وتقدست اسماؤه. فهم يؤمنون بذلك جميعا ما يقولون نحن نأخذ بعضا من ذلك يعني الاشياء المتعلقة مثلا بالعبادات ونترك المعاملات. نفعل ما نشاء في اموالنا - 00:07:14ضَ

ولا يأخذون ما يتعلق المعاملات ويقولون لا شأن للقرآن بتنظيم امور الحياة الاخرى او يأخذون احكامه فيما يتعلق بالاحوال الشخصية كما يقال ويتركون الحكم بشرعه بين الناس فاذا عرض ذلك او طالب به من يطالب به - 00:07:34ضَ

رفع اقوام عقيرتهم ينكرون ذلك غاية الانكار وكأن الذي يدعو الى تحكيم شرعه تبارك وتعالى قد قال منكرا من القول. فهؤلاء لا يتحقق فيهم هذا الوصف الذين يؤمنون بما انزل اليك بما كل ما انزل - 00:07:58ضَ

اليك فالذي عنده تردد بقضايا مما شرعه الله عز وجل وحكم به لا يكون قد امن بكل ما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم. الذي يرفض السنة ويقول نحن نقبل القرآن ونؤمن بالقرآن ونتبع القرآن - 00:08:17ضَ

لكن السنة لا نقبلها ثم يأتي بعد ذلك امور غريبة عجيبة في الفهم. ويلقيها هكذا على الناس. ينكر حدود الله عز وجل قطع يد السارق يقول لا تقطع يد السارق لماذا؟ الله قال فاقطعوا ايديهما. قال نعم فاقطعوا مثل اقطعوا عني لسانه - 00:08:34ضَ

يعني كفوا هؤلاء عن السرقة بما يحصل به ردعهم من سجن او غيره هذا تحريف يقول هكذا نفهم الاية مثل هذا لا شك انه منكر لانه منكر للسنة التي توضح القرآن وتشرحه مع ان قوله فاقطعوا ايديهم وصريح - 00:08:53ضَ

في بيان الحكم ولكنك تجد المبطلين يحلون ما شاءوا ويتلاعبون حينما ينكرون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحلون الربا يقولون المحرم هو ان تأخذ الربا اضعافا مضاعفة كما قال الله. اما اذا اخذت نسبة - 00:09:15ضَ

سبعة بالمئة او عشرة بالمئة او خمسة بالمئة فهذا ليس باضعاف مضاعفة فهؤلاء لكونهم ينكرون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم استحلوا الربا واستحلوا انواع المعاملات المحرمة وانكروا حدود الله تبارك وتعالى وشرائعه - 00:09:34ضَ

ولا ادري كيف يصلي هؤلاء القوم وكيف يعبدون الله تبارك وتعالى بعيدا عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي تشرح القرآن وبما انزل اليك كل ما انزل الى النبي صلى الله عليه - 00:09:52ضَ

وسلم فالمؤمن لا يتخير ولاحظ هذه الاية هم في صدر هذه السورة وما جاء في اخرها وهذا الذي يسميه العلماء المناسبة يعني العلاقة وجه الارتباط بين صدر السورة وخاتمتها ففي صدر هذه السورة - 00:10:12ضَ

هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون. في اخرها امن الرسول بما انزل اليه كل ما انزل اليه. من ربه والمؤمنون يعني امنوا كل امن - 00:10:32ضَ

بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير هذا هو الايمان الحقيقي بمعنى الاذعان والاقرار والانقياد والتسليم التام لله تبارك وتعالى ولاحكامه وشرائعه - 00:10:53ضَ

سمعنا واطعنا وما يحصل من التقصير والخطأ والسهو ونحو ذلك الذي لا يخلو منه انسان غفرانك ربنا واليك المصير. وبالاخرة هم يوقنون بانهم امنوا بالاخرة وايقنوا بها قال اليك المصير - 00:11:13ضَ

اليس امامنا الا الاذعان والتسليم والاقرار والانقياد والعمل على مقتضى امر الله تبارك وتعالى. فلاحظوا هذا المعنى بهذه الاية وبما انزل اليك فالسنة داخلة في هذا وما انزل من قبلك على الانبياء السابقين فالواجب الايمان المجمل ان الله انزل كتبا - 00:11:31ضَ

على الانبياء السابقين اذى الايمان يكفي ولكن لو انه امن الايمان المفصل يعني باسماء هذه الكتب التوراة والزبور والانجيل ما سمى الله عز وجل منها كصحف ابراهيم وصحف موسى عليهم الصلاة والسلام فهذا يقال له الايمان المفصل - 00:12:02ضَ

يكفي الايمان المجمل بما انزل من قبل لكن من بلغه شيء من ذلك فلا يجوز له بحال من الاحوال ان ينكره يعني لو انه قال مثلا التوراة لم ينزلها الله او الانجيل لم ينزله الله لا يكون مؤمنا - 00:12:24ضَ

لكن لو ان احدا من اهل الايمان ما سمع اصلا بالزبور او بصحف ابراهيم عليه الصلاة والسلام لكن يؤمن ان الله انزل كتبا على انبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام فهذا الايمان المجمل - 00:12:41ضَ

يكفيه لكن اذا بلغه الكتاب المعين يجب عليه ان يؤمن به وبما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون. لاحظ هنا هذا التعقيب بالايمان بالاخرة يدل على اهمية الايمان باليوم الاخر لان ذلك هو الذي يحصل - 00:12:55ضَ

به الاستعداد للقاء الله تبارك وتعالى بالعمل بطاعته واجتناب معصيته فالايمان باليوم الاخر هو المحرك هو الدافع وهو الرادع الذي يدفع اهل الايمان الى العمل والامتثال ويردعهم عن مقارفة ما لا يحل لانهم يعلمون انهم سيوافون يوما - 00:13:21ضَ

يجازيهم الله عز وجل فيه على اعمالهم الكبار والصغار ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلموا ربك - 00:13:48ضَ

احدا فهنا تجزى كل نفس بما كسبت تجزى بما تسعى بعملها وسعيها من اوله الى اخره والجزاء بمثاقيل الذر فهذه الخاتمة ايها الاحبة تربط الدنيا بالاخرة والمبدأ المصير والعمل ب - 00:14:08ضَ

الجزاء وهي التي تشعر الانسان انه لم يخلق هملا وان ربنا تبارك وتعالى لن يتركنا سدى وان مقتضى العدل الذي يتصف به تبارك وتعالى يقتضي ان يكون ذلك اليوم تقام فيه الموازين ويجازى الناس فيه باعمالهم ويقتص - 00:14:36ضَ

للمظلوم من ظالمه ويجزى المحسن باحسانه والمسيء باساءته وهنا يطمئن قلب الانسان يعلم انه لن يضيع شيء من كسبه وان جحده الناس في الدنيا وان الله تبارك وتعالى لن يضيع حقه الذي سلب وصودر - 00:15:02ضَ

وما وقع عليه من المظالم فالدنيا هي دار عمل والاخرة هي دار الجزاء وسيوافي كل احد عمله ويجازى عليه فيأخذ المظلوم حقه كاملا والظالم يقتص منه هنالك يتحقق العدل ولا تظلم نفس - 00:15:27ضَ

شيئا ومن هنا فان المؤمن يعيش مطمئنا ساكنا مرتاح البال يعلم ان الله تبارك وتعالى مطلع عليه وعلى عمله وانه هو الذي سيجازيه وان الله سيعطيه حتى يرضى فالاعمال يوجهها الى الله فيخلص الاعمال - 00:15:53ضَ

لربه وخالقه جل جلاله ولا ينتظر من الاخرين من الناس لا ينتظر منهم جزاء ولا شكورا فهم بالاخرة يؤمنون فيعملون لها كما قال الله تبارك وتعالى وقد ذكرنا هذا في مجلس مستقل - 00:16:15ضَ

في ذكر انبياء الله عليهم الصلاة والسلام واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار جمعوا بين العلم البصيرة النافذة والعمل والجلد في الدعوة الى الله والعمل بطاعته وعبادته بالاضافة الى - 00:16:34ضَ

انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. ومن اشهر الاقوال في معنى هذه الاية ان الاخرة بين اعينهم لا تفارقهم ابدا وهم يتذكرونها دائما واذا كان الانسان يتذكر الاخرة دائما فانه لا يمد يده على شيء لا يحل ابدا - 00:16:57ضَ

ولا يأخذ شيئا مما حرمه الله عز وجل عليه ولا يخطو خطوة الا وقد حسبها ولا يتكلم بكلمة او يكتب حرفا الا وقد احضر الجواب بين يدي الله تبارك وتعالى على ما قال - 00:17:17ضَ

او على ما كتب لانه سيحاسب قلت كذا ما هو الدافع لك ان تقول هذا الكلام؟ وهل هذا الكلام صحيح وهل ذكره وكتابته واذاعته تقتضيها المصلحة ام ان دفنه وهو الذي - 00:17:36ضَ

يطلب او يجب يحاسب الانسان على كل شيء على الاموال من اين وكيف صرفت هل اديت حق الله في في اي شيء بذلت هذا الريال وفي اي شيء بذلت هذا - 00:17:53ضَ

الدرهم في اي شيء بذلت هذه العشرة الاف ومن اين جاءتك هذه المئة الف يجازى على هذا كله فيبقى الانسان محاسبا لنفسه دائما لانه حينما يتكلم الملك لا يضع القلم - 00:18:08ضَ

يكتب يكتب اعماله وما يصدره ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد فهنا يكون العبد على حال من الاستقامة ولذلك يذكر الايمان باليوم الاخر كثيرا مع الايمان بالله ويعلل - 00:18:25ضَ

حال اولئك المردة على الله تبارك وتعالى وعلى شرعه بكونهم لا يؤمنون بالاخرة لا يرجون لقاء الله جل جلاله وتقدست اسماؤه. فهنا ذكر الايقان بالاخرة مع انه داخل في جملة - 00:18:44ضَ

الغيب الذي ذكره الله عز وجل هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب. ومن الغيب الاخرة لكن لاهمية الايمان باليوم الاخر وما يكون ذلك متسببا عنه من دفع المكلف للعمل والامتثال ولزوم الجادة والصراط المستقيم. هناك يوم ستحاسب عليه - 00:19:04ضَ

اعمل ما شئت الان وكل شيء يحصى عليك والله سريع الحساب مما قيل في معنى سريع الحساب ان الله تبارك وتعالى يحصي كما قال ابن جرير عليهم الاعمال جميعا الصغار والكبار من غير حاجة الى عد ولا عقد اصابع ولا غير ذلك على كثرة الاعمال وكثرة الخلق الله يحصيها - 00:19:27ضَ

كذلك يحاسبهم في الاخرة كنفس واحدة وكذلك المعنى الثالث ان كل ما هو ات فهو قريب فحسابهم قريب المؤمن يوقن بهذه الجمل. الاحظ انه قدم هنا الجار المجرور وبالاخرة هم يوقنون - 00:19:49ضَ

ما قال يوقنون بالاخرة فهذا حينما قدمه تقديم ما حقه التأخير في الكلام يدل على الاهتمام به ويشعر بالحصر يعني كأن الايمان باليوم الاخر هو الذي عليه المعول لما له من الاثر البالغ في سلوك - 00:20:08ضَ

الانسان ثم ايضا لاحظوا مجيء ضمير الفصل بين طرفي الكلام بين الجملة بالاخرة ما قال وبالاخرة يوقنون قال هم فدخول مثل هذا ضمير الفصل بين طرفي الكلام يفيد تقوية النسبة - 00:20:32ضَ

بقوة ايمانهم لشدة ايمانهم لوثوق ايمانهم لكمال يقينهم فهؤلاء في الاخرة هم يوقنون تقول زيد هو الكريم. ممكن ان تقول زيد كريم. زيد شجاع. زيد صابر. زيد عالم تقول زيد هو - 00:20:51ضَ

الصابر. زيد هو الكريم فهذا يدل على تقوية النسبة بين طرفي الكلام وهذا امر المعروف عند اهلي العلم الاحظ هنا التأكيد بالجملة الاسمية قال الله تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك - 00:21:16ضَ

يؤمنون هذه جملة فعلية وبالاخرة هم يوقنون مع ان هذه الجملة الاسمية الاخيرة معطوفة على جملة فعلية فهذا اكد بالاخبار عن هؤلاء بالايقان ومشعر بالاهتمام بهم كذلك ايضا ذكر هذا الضمير ضمير الفصل مع انه موجود في الفعل يوقنون يعني يوقنون هم لكنه ابرزه لزيادة - 00:21:42ضَ

التأكيد هم يوقنون وهذا اليقين على درجات اليقين على درجات كما ان العلم على درجات. فاليقين من اعلى درجات بل هو اعلى درجات العلم يعني ليس عندهم تردد وعلمهم في الاخرة بوقوعها وثبوتها لا يقبل التشكيك - 00:22:11ضَ

العلم احيانا يقبل التشكيك لو اثيرت له شبهة بعض الناس الذين ورثوا ذلك وراثا من ابائهم دون تحقق وعلم وبصر ومعرفة يقع لهم شبهة ثم بعد ذلك الواحد منهم يضطرب - 00:22:34ضَ

لكن اذا وصل الى مرتبة اليقين فهذا لا يقبل التشكيك وهذا اليقين على مراتب منه علم اليقين وهذا هو المتاح لنا الذي نجتهد ونجاهد لنصل اليه فهذا بمعنى العلم الراسخ الثابت الذي لا يقبل التشكيك - 00:22:48ضَ

وفوقه في اليقين هي مرتبة عين اليقين حينما يشاهد ما اخبر به. فاذا رأى الجنة او النار بعينه فذلك او رأى القيامة فذلك عين اليقين فاذا دخل الجنة وذلك حق اليقين. ابراهيم صلى الله عليه وسلم قال ربي ارني كيف تحيي الموتى. قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. قال - 00:23:09ضَ

خذ اربعة من الطير فصرهن اليك الاية هو عنده علم يقين ثابت ابراهيم عليه الصلاة والسلام امام الحنفاء ايمانه راسخ لكن اراد ان ينتقل من مرتبة علم اليقين الى مرتبة عين اليقين - 00:23:34ضَ

فيشاهد احياء الموتى بعينه هذي مرتبة اعلى من مجرد العلم ثم بعد ذلك تأتي مرتبة حق اليقين. انت لو سمعت في هذا المسجد من ثقة قالت يوجد مسجد اسمه مسجد الدعوة - 00:23:51ضَ

يقع في الناحية الفلانية في البلد وتثق بالمخبر فهذا اسمه علم اليقين فاذا رأيت المسجد فقيل لك هذا مسجد الدعوة فهذا يقال له عين اليقين فاذا دخلته وبقيت في داخله - 00:24:07ضَ

فهذا حق اليقين اذا وصف لك احد من الناس شيئا وصف لك عسلا واخبرك عن جودته ونحو ذلك فعلمت بذلك وتيقنت فهذا علم اليقين فلان عنده عسل جيد عنده مناحل جيدة - 00:24:25ضَ

فاذا فاذا رأيت هذا العسل فهذا عين اليقين فاذا ذقته فهذا حق اليقين. نحن نؤمن بالكوثر فهذا علم اليقين اذا كان الايمان راسخا ثابتا لا تردد فيه فاذا رأيناه فهذا عين اليقين فاذا شربنا منه - 00:24:46ضَ

فهذا حق اليقين اسأل الله ان يسقينا واياكم ووالدينا واخواننا المسلمين شربة من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم لا نظمأ بعدها ابدا. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:25:07ضَ