التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته لما ذكر الله تبارك وتعالى صفة المتقين الذين يهتدون بالقرآن هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون - 00:00:01ضَ
والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون حكم لهم بعد ذلك بالهداية اولئك على هدى من ربهم وحكم لهم بالفلاح واولئك هم المفلحون واصحاب هذه الصفات يسيرون على - 00:00:26ضَ
نور من الله تبارك وتعالى وتوفيق وهداية وهم الفائزون الذين ادركوا ما طلبوا ونجوا مما منه فروا وهربوا وهذه حقيقة الفلاح ادراك المطلوب والنجاة من المرهوب فحكم لهم بهذا وهذا انهم على هدى - 00:00:50ضَ
وانهم اهل الفلاح فتبين هنا ايها الاحبة ان الهدى مرتب على هذه الاوصاف فقد جعل الله تبارك وتعالى ذلك هذه الاوصاف بين الهدى الاول هدى للمتقين ثم ذكر اوصاف هؤلاء المتقين فاعاد ثانية وقال اولئك على هدى - 00:01:18ضَ
من ربهم. فمن اراد الهدى فعليه ان يتحقق بهذه الصفات ايمان بالغيب وما يدخل فيه واقام الصلاة والانفاق في سبيل الله تبارك وتعالى الانفاق الواجب والنفقات المستحبة فهذا يكون صاحبه مع الايمان - 00:01:47ضَ
والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون ومن كان مستجمعا لهذه الامور جميعا فهو صاحب الهدى وبقدر ما يتحقق له من هذه الاوصاف يكون له من الهدى - 00:02:12ضَ
كما عرفنا ان الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه بقدر ما يكون من استجماع هذه الصفات يكون لصاحبها من الهدى الذين يكونون بهذه المثابة يكونون على هدى فان حققوها - 00:02:31ضَ
على وجه من الكمال والتمام كانوا على هدى كامل ولهذا نكره تبارك وتعالى هنا قال اولئك على هدى من ربهم الهدى التام الهدى الكامل الهدى العظيم. لان التنكير احيانا يفيد التعظيم وذلك بحسب السياق - 00:02:52ضَ
على هدى هدى تام وهكذا اذا اختل شيء من هذه الاوصاف نقص من هذا الهدى بحسب ذلك النقص الواقع وهذه الاية ايضا يؤخذ منها ان الايمان يزيد وينقص فان الله تبارك وتعالى لما ذكر هذه الامور - 00:03:16ضَ
جميعا قال اولئك على هدى من ربهم هدى عظيم فاذا نقص شيء من هذه الاوصاف نقص من هذا الاهتداء فيكون نقصا في ايمان نقصا في ايمان العبد وهذه قضية معلومة مقررة - 00:03:40ضَ
بدلائل كثيرة من الكتاب والسنة وعليها اجماع اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص ب المعصية ثم تأمل ايضا الاشارة اليهم بالبعيد اولئك الذين حققوا هذه الاوصاف - 00:03:58ضَ
فهذا يدل على علو مرتبتهم ورفيع منزلتهم اشار اليهم باشارة البعيد لان القريب يشار اليه بهذا والمتوسط في البعد يقال له ذاك والبعيد يقال له ذلك وهكذا يقال ايضا اولئك - 00:04:20ضَ
ليه البعيد ثم تأمل ايضا الاتيان بحرف على اولئك على هدى من ربهم فحرف على يفيد الاستعلاء فهم مستعلون بهذا الهدى متمكنون ايضا من هذا الهدى فقلوبهم ونفوسهم مستقرة بذلك ثابتة عليه - 00:04:45ضَ
ليس عندهم ادنى تردد وشك وريب فهم على هدى يتيقنونه وهم ثابتون عليه غاية الثبات فمن اراد الثبات على الهدى فعليه ان يثبت ايمانه بمثل هذه الامور المذكورة فهذا ايها الاحبة - 00:05:14ضَ
وما ذكر بعده يدل على القدر الذي وصل اليه هؤلاء الناس هذا الابهام بالهدى الذي لا يبلغ كنه ولا يقادر قدره كما تقول لو رأيت فلانا لرأيت رجلا يعني رجلا - 00:05:36ضَ
عظيما مستجمعا لاوصاف الرجولية وهكذا هؤلاء فهم على هدى يعني في غاية الكمال والتمام. ولاحظوا ايضا التكرار في الاشارة بقوله اولئك اولئك على هدى من ربهم ما قال وهم المفلحون - 00:05:55ضَ
وانما قال واولئك هم المفلحون فهذا يفيد التوكيد توكيد هذه الاوصاف الهداية والفلاح وانهم قد حققوا المرتبة العليا من الهداية وما يترتب عليها من الفلاح ويبنى عليها وهذا يدل على عناية ايضا بشأن هؤلاء المتقين الذين يذكروا اوصافهم - 00:06:20ضَ
بهذه الايات او الجمل وكذلك ايضا اذى التكرار يدل على ان الهدى الذي هم عليه وكذلك الفلاح كل واحد كانه مستقل قد تميزوا به ونالوا منه ما نالوا من الكمال - 00:06:47ضَ
والتمام تميزوا بذلك عن غيرهم لكل واحد من هذين الوصفين العظيمين بحيث لو انفرد احدهما لكفى في التميز بمفرده اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون حصلوا هذه الاوصاف - 00:07:09ضَ
العظيمة التي كانهم انفردوا بها واستجمعوها وكذلك ايضا تأملوا دخول الواو مجيء واو العطف ايضا في قوله واولئك ما قال اولئك على هدى من ربهم ثم قال اهم مفلحون مثلا - 00:07:31ضَ
او قال اولئك مفلحون ليحكم لهم بالفلاح وانما جاء الواو واولئك هم المفلحون فهذان خبران اولئك على هدى من ربهم على هدى هذا الاول واولئك هم المفلحون فهذان امران متميزان مقصودان - 00:07:53ضَ
فهذا كله يرجع الى ما ذكر باعتبار ان كل وصف كانه يقوم بنفسه يتميزون به ومعلوم ان الشيء لا يعطف على نفسه اولئك كالانعام بل هم اضل بهذه الاية لم يأت بالعاطف - 00:08:19ضَ
وانما قال الله تعالى بل هم اضل فلو كان الخبر الثاني في معنى الاول بهذه الاية من سورة البقرة اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون لم يأت بحرف العطف - 00:08:41ضَ
اولئك كالانعام بل هم اضل فهذا كله يرجع الى اولئك. اولئك كالانعام بل هم اضل يعني اولئك اضل من الانعام فكلاهما كلا المذكورين يرجعان الى الاول الذي هو اولئك. لكن اولئك على هدى هذا مستقل - 00:08:57ضَ
واولئك هم المفلحون هذا ايضا مستقل ثم ايضا الاتيان بضمير الفصل كما ذكرنا في الموضع السابق في الليلة الماضية واولئك هم فهذا فيه تقوية النسبة بين طرفي الكلام يعني اولئك هم - 00:09:17ضَ
يعني اضافة الهدى الى هؤلاء ودخول على قوله المفلحون واولئك هم المفلحون يشعر بالحصر وكانهم قد حققوا الوصف الكامل من الفلاح كانه لا مفلح الا هم كما تقول زيد هو - 00:09:36ضَ
الشجاع وزيد هو بالشهم وزيد هو الرجل يعني الذي قد استجمع صفات الرجولية او الشجاعة او غير ذلك من الاوصاف الكاملة بحسب ما يذكر ثم انظر في هذه الايات وهذه الصفات وما فيها من حسن - 00:10:01ضَ
التقسيم فقد استجمعت جميع الاوصاف المحمودة والعبادات البدنية والمالية التي يعكف عليها اهل الايمان اولئك على هدى من ربهم بعد ما ذكر تلك الاوصاف الكاملة واولئك هم المفلحون. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من اهل الهدى - 00:10:24ضَ
ومن اهل الفلاح وان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المسلمين اذا كان لديكم اسئلة - 00:10:50ضَ
تفضلوا نعم تفضل هذه فائدة تضيفها يقول في قوله اولئك على هدى من ربهم ما قال على هدى من الله هنا يمكن ان يظاف فائدة يقال بان ذكر الرب هنا مشعر بي - 00:11:07ضَ
التفضل والتربيب فان من معاني الرب المربي فهو يربي ابدانهم وارواحهم ونفوسهم فينقلهم من كمال الى كمال فهذا الهدى الحاصل لهم وهذا الفلاح الحاصل لهم كله من ربهم ثم ان هذا ايضا من معاني - 00:11:26ضَ
من معاني الربوبية يعني العطاء والمنع ونحو ذلك كله من معاني الربوبية. فعبر هنا بالرب ولم يعبر بلفظ الجلالة الله يمكن ان يضاف هذا نعم ذلك الكتاب اشار اليه في البعيد - 00:11:48ضَ
على علو مرتبته ومن تمسك بالقرآن يقول ذلك الكتاب لا ريب فيه الاشارة الى البعيد يدل على مرتبة القرآن كما ذكرنا العالية فمن تمسك به علت مرتبته وهذا صحيح فان الملابسة والمقاربة والاشتغال بشيء - 00:12:08ضَ
لا شك ان صاحبه يناله ما يناله من هذه المقاربة كما قال بعض السلف او قال بعض اهل العلم اشتغلنا بالقرآن فغامرتنا البركات لانه كتاب مبارك نعم اتفضل اي يقول الشيخ بان الاحسان هو اعلى مراتب الدين - 00:12:26ضَ
الاسلام هم الايمان ثم الاحسان والايمان بالغيب هو الطريق الى ذلك. ويمكن ان يقال الامام بالغيب وما ذكر من هذه الاوصاف لانه قال اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون - 00:12:46ضَ
فحكم لهم بمثل هذه الامور الهدى الكامل والفلاح وانما يكون ذلك بهذه المثابة لمن حقق مرتبة الاحسان هكذا؟ نعم هذا مضى يقول الشيخ بان هذه الاية الذين يؤمنون بالغيب ذلك هو - 00:13:00ضَ
الفصل بين اهل الايمان وغيرهم فاهل الايمان يؤمنون بالغيب وغيرهم لا يؤمنون بالغيب وهذا صحيح وقد مضى الكلام على هذا. نعم ذكرنا هذا قبل قليل بان هدى تدل على التعظيم هنا. تنكير يدل على التعظيم. هدى عظيم نعم - 00:13:20ضَ
ايضا ليس كذلك والله اعلم اولئك على هدى هنا يصفهم بانهم على هدى ما يمكن ان يتأتى يقال مثل اولئك على هادي من ربهم. هو يريد ان يصف هؤلاء هم على هدى او ضلالة - 00:13:41ضَ
فقالوا اولئك على هدى والهادي هو الذي يهدي غيره. فالله هادي والقرآن هادي. والرسول هادي صلى الله عليه وسلم فهو يريد ان يصف هؤلاء بانهم على هدى لكن قوله تبارك وتعالى من ربهم على الهدى - 00:13:55ضَ
لاحظ انه مبتدأ من الله دخول من من ربهم فالهدى انما يستمد من الله تبارك وتعالى ومن يهدي الله فهو المهتدي. فلا يمكن ان يحصل الهدى بطريق اخر لا يستطيع احد ان يمنحك الهدى - 00:14:11ضَ
انما الهدى يكون من الله ومن ثم فانه يتوجه اليه بطلب هذا الهدى وسؤاله والتضرع اليه فعل الاسباب التي يتحصل بها هذا الهدى وايضا لاحظوا الان الايات نحن تركنا اشياء يعني مثلا في قوله الذين يؤمنون بالغيب عبر بالفعل المضارع ويقيمون الصلاة ومما - 00:14:29ضَ
ينفقون فهذا الايمان يتجدد والقضايا التي تستوجب الايمان بالغيب وما ينزل من الوحي متتابعا كل هذا ايمان جديد يؤمنون به واذا توقفت اذهانهم في شيء لم يعقلوه مما اخبر الله عنه فانه لا يبادرون الى انكاره فايمانهم بالغيب مستمر متجدد - 00:14:52ضَ
وكذلك ايضا يقيمون الصلاة تعبر بالمضارع الفعل المضارع يدل على الحدوث والتجدد فهم يقيمون الصلاة حينا بعد حين يستمرون على هذا ومما رزقناهم ينفقون فهذه نفقاتهم متكررة مستمرة نعم. هذا مضى الكلام اللي ذكرت هذه الفائدة قبل مضت هذه الفائدة اللي ذكرها الاخ - 00:15:16ضَ
اذا قلنا بان ترتيب السور توقيفي واعتبار المناسبات بين السور فيكون اهدنا الصراط المستقيم. ما هو الصراط المستقيم؟ الذي يدعونا ربهم بالهداية اليه. قال ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين - 00:15:42ضَ
فاتباع هذا الكتاب ولذلك قال بعض السلف في ان الصراط المستقيم هو اتباع القرآن هكذا قال بعضهم وهذا معنى صحيح فان اتباع القرآن لا ينافي قول من قال اتباع السنة او نحو - 00:15:59ضَ
ذلك وهكذا وهكذا نعم هل بقي شيء نعم كيف مرة ثانية اعد نعم يقول اذا كان العبد في استمرار بالطاعة فهل يكون ذلك زيادة في الهدى؟ الجواب نعم كما سبق ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص - 00:16:13ضَ
بالمعصية اولئك على هدى من ربهم هدى كامل ما الذي اوجب هذا الكمال بماذا حصلوه حصلوه باعتقاد راسخ في الجنان يؤمنون بالغيب يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك بالاخرة هم يوقنون وكذلك باعمال يقيمون الصلاة ويؤتون - 00:16:31ضَ
ثم رزقناهم ينفقون فهذه اعمال وعقائد والايمان كما هو معلوم قول وعمل كذلك ايضا التأكيد الجملة الاسمية كما بقوله في الاية التي قبلها وبالاخرة هم يوقنون فهذا يدل على ثبوت اليقين - 00:16:53ضَ
عندهم طيب بالضبط وهذا مضى الكلام عليه شيخ يقول ان يمكن ان يقال بان الدافع الى العمل من اقام الصلاة والانفاق ونحو ذلك وايمانهم بالغيب. الجواب نعم فان ايمانهم بالغيب حملهم على اقام الصلاة - 00:17:17ضَ
وايتاء الزكاة كذلك ايضا يعني هم حينما امنوا بالغيب ان الله يراهم ويطلع عليهم وانه يجازيهم على هذه الاعمال فهي لا تضيع عنده تبارك وتعالى وهكذا ما ذكر بعده من قوله بالاخرة هم يوقنون - 00:17:35ضَ
كما سبق فيكون ذلك حافزا وهذا من جملة الغيب الذي هو اليوم الاخر طيب يكفي هذا والله وصلى الله على نبينا محمد - 00:17:51ضَ