مجالس في تدبر القرآن

مجالس في تدبر القرآن | (012) وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ... الآية

خالد السبت

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة فيما يستخرج من الفوائد والهدايات فيما ذكره الله تبارك وتعالى بهذه الايات الكريمات - 00:00:01ضَ

من سورة البقرة ولم يزل الحديث متصلا بالايات التي تتحدث عن المنافقين فهؤلاء من اهل النفاق قال الله تبارك وتعالى عنهم بعد ان بين وصفهم ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين - 00:00:24ضَ

يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن - 00:00:47ضَ

مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. هذا كان جوابهم اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض فما جوابهم اذا نصحوا ووجه اليهم الخطاب بان يؤمنوا ايمانا صحيحا كما امن - 00:01:06ضَ

اهل الايمان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون اذا قيل لهؤلاء المنافقين امنوا - 00:01:28ضَ

كايمان الصحابة رضي الله عنهم الايمان الصحيح الذي يكون اقرارا وتصديقا واذعانا وايقانا بالقلب مع الاقرار باللسان والعمل بالجوارح والاركان استنكفوا وقالوا انؤمن كما امن السفهاء كما امن ضعفاء العقول - 00:01:51ضَ

فنكون نحن وهم في السفه سوا فرد الله تبارك وتعالى عليهم بان السفه متوجه اليهم بل هو مقصور عليهم وهم لا يعلمون ان ما هم فيه هو الضلال والسفه والخسران - 00:02:18ضَ

هذه الاية ايها الاحبة يؤخذ منها من الهدايات ان من الحكمة في الدعوة الى الله تبارك وتعالى ان يذكر للمدعو والمخاطب والمطالب بالايمان او التزام شرائع الله تبارك وتعالى وحدوده ان يذكر له من - 00:02:39ضَ

استجاب ليكون له ذلك اسوة ومنشطا ومقويا لقلبه ونفسه من اجل الامتثال فاذا قيل للانسان افعل كما فعل الاخرون حيث سلكوا هذا الطريق والتزموا شرائع الله تبارك وتعالى فيكون ذلك ادعى - 00:03:03ضَ

للقبول والامتثال. لان النفوس قد جبلت على تشبه بعضها ببعض كما قالوا الناس كاسراب القطا جبلوا على تشبه بعضهم ببعض فاذا رأى في الخارج من امن فان ذلك يكون دعوة صامتة للايمان. فاذا وجد من يدعوه اليه - 00:03:30ضَ

فان ذلك يكون مقويا لهذا الداعي الذي يراه في الخارج مع ما يوجد في نفس الانسان من مقتضى الفطرة وما يوجد من داعي الله تبارك وتعالى في نفسي المؤمن فهؤلاء - 00:03:54ضَ

خوطبوا بمثل هذا امنوا كما امن الناس لا داعي للتلون ولا داعي لمثل هذا الكذب الذي ادعوا معه الايمان مع ان ذلك لا حقيقة له ويؤخذ ايضا من هذه الاية - 00:04:10ضَ

ان الحكمة والكمال كمال النظر وحسن النظر في الامور انما يكون ذلك بالايمان بالله تبارك وتعالى والاستقامة على صراطه المستقيم ولزوم شرعه هذا هو الحصافة وكمال الرأي وحسن النظر وكمال العقل ان يكون الانسان بهذه المثابة - 00:04:30ضَ

اما من تنكب الطريق واعرض عن الايمان وخالف شرع الله تبارك وتعالى فهذا هو السفيه الذي لا يعرف مصلحته الذي لا يجاوز نظره انفه فنظره قصير ينظر الى مطامع قريبة - 00:04:55ضَ

الى حظوظ عاجلة الى شهوات متقضية ولكنه لا ينظر للمدى البعيد هناك الدار الاخرة ولذلك ذكر العلماء رحمهم الله امثالا لهذه القضية كنت ذكرت طرفا من ذلك في بعض المناسبات من ذلك ما ذكره ابن حزم الاندلسي رحمه الله مثل هذا طريقين - 00:05:16ضَ

احدهما ضيق ولكنه يفضي الى موضع واسع فسيح يلتذ الانسان بالوصول اليه والاقامة به والاخر واسع ومليء بمشتهيات النفوس ومتطلباتها ولكنه يفضي الى دار ضيقة كئيبة. فما هو مقتضى العقل. ما هو - 00:05:41ضَ

حسن النظر في مثل هذا الذي يختار الطريق الواسعة التي تفضي به الى موضع في غاية الضيق يقيم فيه ابدا هذا لا عقل له ولا رأيه عنده. اما الذي يؤثر سلوك الطريق الضيقة التي فيها ما فيها من العنت والمشقات حتى - 00:06:06ضَ

تفضي به ذلك الى قصور واسعة ونعيم مقيم ولذات لا تنقضي يعيش فيها ابدا هذا الذي يقتضيه حسن النظر فهذه الحياة الدنيا ايها الاحبة وما فيها من الشهوات هي سجن المؤمن - 00:06:27ضَ

يحتاج الى صبر قليل ولا يدري متى يقال له ارحل فاذا صبر قليلا افضى به ذلك الى روح وريحان وجنة عرضها السماوات والارض اما اذا توسع في هذه الدنيا وترهل مع لذاتها وشهواتها ومطامح النفوس فيها. فان ذلك يفضي به بعد ذلك الى ضيق - 00:06:44ضَ

وعذاب والم وحسرات لا تنقضي. هذه هي الحقيقة التي يحتاج المرء ان يدركها ادراكا صحيحا ويعمل بمقتضاها. الشهوات التي نحبس النفوس عنها في طعام النفوس عن هذه اللذات المحرمة هو هذا الطريق الضيق - 00:07:09ضَ

الذي يفضي بك بعد ذلك الى السعة ومن توسع اليوم بالمحرمات كان ذلك سببا لضيق يجده في عاقبته ومآله ومصيره فالسفيه ايها الاحبة هو الذي لا يعرف المصلحة الحقيقية فيؤثر - 00:07:29ضَ

ما يضره على ما ينفعه ومثل هذا يحتاج الى حجز عن هذه المقارفات من اجل ان يسلك الطريق الصحيح هؤلاء اهل النفاق يستنكفون حينما يخاطبون بالايمان انؤمن كما امن السفهاء - 00:07:50ضَ

هذا استفهام انكاري يقصدون به الاستنكاف والاستهزاء فهم يتبرأون من الايمان على ابلغ وجه باعتبار انهم لا يريدون الاستواء مع هؤلاء الذين وصموهم ووصفوهم بالسفه وهذا كما هو ظاهر يدل على كبر - 00:08:11ضَ

وغطرسة وتعال على الحق واهله والنبي صلى الله عليه وسلم حينما فسر الكبر قال هو بطر الحق وغمض الناس بطر الحق يعني رد الحق وغمط الناس يعني احتقار الناس. هو لا يرى الناس الا امثال الذر - 00:08:37ضَ

وهو الذي له شأن وفهم وعقل ومنزلة فهذا قد يؤدي به هذا الكبر الى رد دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام. كما فعل اليهود وكما فعل كثير من الكفار وكانوا يستنكفون من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وبحثوا عن اسم لربما تنقبض منه - 00:08:58ضَ

النفوس ابن ابي كبشة قد امر امر ابن ابي كبشة ان يخافه ملك بني الاصفر ابن ابي كبشة ما قالوا محمد ابن عبد الله الاسم المعروف ابن ابي كبشة هكذا الاسقاطات - 00:09:23ضَ

لايجاد ما يكون سببا لانقباض النفوس عن القبول والاتباع والاقتداء هؤلاء الكفار الذين قالوا لولا انزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم يعني هذا اليتيم هذا لماذا يختار ليكون هو النبي - 00:09:42ضَ

وفرعون كان يقول لقومه الذين استخفهم ام انا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين اكد الاحتقار والتكبر هذا الاحتقار وهذا التكبر ايها الاحبة اوقع الكثيرين قد لا يملكون ملك - 00:10:05ضَ

فرعون ولكنهم اعجبوا بعلوم او اعجبوا بذكاء او بعقول لم تسعفهم ولذلك ينبغي ان ندرك جيدا ان العقل قد يكون جناية على صاحبه. وان الذكاء قد يكون جناية على صاحبه - 00:10:27ضَ

فهم اوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء كما قيل عن الفلاسفة وكثير من المتكلمين ممن ضلوا عن الاعتقاد الصحيح. كانوا من اذكياء العالم لكن هذا الذكاء ما اسعفهم واليوم تجد الكثيرين ممن قد يكون له فضل - 00:10:48ضَ

ذكاء فيترفع عن ان يكون اسوة غيره فيكون مقتديا متبعا ملتزما شرائع الله مهتديا بالنصوص نصوص الوحي من الكتاب والسنة كما كان عليه طوائف من اهل الكلام الذين كانوا يستنكفون من اتباع النصوص - 00:11:11ضَ

ويسمون اهل السنة واهل الحديث يسمونهم بالحشوية يعني هم في حشو الناس او انهم اصحاب حشو فهؤلاء عندهم في نظرهم انهم لا يفهمون ولذلك كانوا يقولون عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كما قال عمرو ابن عبيد - 00:11:36ضَ

المعتزلي يقول عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه بانه حشوي الى هذا الحد وصفوهم بهذا كأنهم في حشو الناس كأنهم ليسوا باهل تحقيق. ولذلك اذا تلطف الواحد من اولئك واعتذر لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:55ضَ

قد شغلوا بالجهاد والغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتفرغوا لتمحيص هذه المعاني يعني حتى جاء هؤلاء فتفرغوا لها ولهذا تجد في عباراتهم ان مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف اعلم واحكم - 00:12:14ضَ

عندهم ان مذهب السلف هو التفويض كانوا يعتقدون ان السلف مفوضة ولم يكن السلف كذلك. كانوا يعتقدون ان السلف فوضوا معاني هذه النصوص في الصفات لله تبارك وتعالى ثم جاء هؤلاء من اهل الكلام - 00:12:34ضَ

فحققوا المعاني بزعمهم مثل هؤلاء ما نفعتهم عقولهم وقد ذكرت في بعض المناسبات ما هم فيه من الحيرة وما كانوا يقولون عند موتهم الواحد منهم يبكي ويضع الملح وعلى وجهه ويقول لا ادري ما اعتقد والاخر يقول نهاية اقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين اذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول - 00:12:50ضَ

سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا وكم من جبال على شرفاتها رجال فزالوا والجبال جبال. هذا الذكاء وهذا الحذق وهذا الفهم بزعمهم اودى بهم الى هذه الحال. واليوم تجد لربما كثيرا من هؤلاء الفتية الذين لربما - 00:13:13ضَ

تعون بشيء من الذكاء فلا يريد الواحد منهم ان يكون كغيره من الناس من احاد طلاب العلم يقرأ النص ويبحث عن النص الشرعي والحديث الاية وما اشبه ذلك وما عرفوا قدر الايات والاحاديث وما فيها من الهدايات والمعاني البديعة العجيبة والحكم البالغة - 00:13:33ضَ

فيظنون ان الهدايات والمعاني هي في قول فلاسفة معاصرين في كتب تعرض وثم تنقل على علاتها فيأتون بهذه العبارات قال فلان وقال فلان من هؤلاء الفلاسفة الغربيين ويرددون كلاما احسن حالاته. انه كلام - 00:13:54ضَ

ان كان من قبيل الحق فهو يحمل قشة من المعنى تجد ما هو اعمق وانفع وابرك اكثر بركة منها في بعض اية وهذا يبني كتابا كاملا في هذه القضية التي يدندن حولها ويدور - 00:14:17ضَ

حولها واقول هذا الكلام من واقع معرفة ببعض الكتب ولست ولله الحمد من المكثرين ولكني احيانا اذا اردت ان اتحدث عن موضوع او نحو ذلك حاولت ان اقرأ كل ما كتب فيه - 00:14:38ضَ

فيكون من جملة هذه الكتابات تلك الكتب المترجمة التي والله يا اخوان اني اشفق على مؤلفيها وان كانوا من الكفار ارحمهم معنى قشة معنى ضحل والله يقول فلا يجرمنكم شنآن قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا. ويقول اعدلوا هو اقرب للتقوى ويقول فلا يجرمنكم شنأ - 00:14:51ضَ

قوم على الا تعدلوا فالعدل مطلوب مع العدو والصديق والمؤمن والكافر فنحن لا نغبط الناس حقهم لكن بالنظر الى الهدايات والمعاني التي في القرآن وما في الوحي الذي يشرحه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا - 00:15:17ضَ

لا شيء لا شيء الكلام الطويل الذي يكثرنا منه فاقول ايها الاحبة اذا كان هذا الذكاء لا يسعف صاحبه فيرد الوحي من اجل ان يكون له مزية على غيره كما فعل اسلافه من اهل الكلام الذين قال عنهم شيخ الاسلام رحمه الله حينما تحدث عن طريقة - 00:15:33ضَ

الحوار والرد والمناقشة والمناظرة بانه يرد من اقرب طريق وبنصوص الوحي وما اشبه ذلك. يقول لكن من النفوس ما يكون مريضا معتلا فلا ينفع معه الا الدواء المر. لاستخراج علته فمثل هذا قد لا يقبل ان تورد عليه النصوص. قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:15:55ضَ

فيمكن ان يرد عليه وان يجادل بعبارات ومصطلحات والفاظ صعبة وعرت المسالك فلربما يقبل مثل هذا لانه يريد ان يكون له مزية على غيره وان يخاطب بخطاب لا يفهمه عامة الناس او طلاب - 00:16:15ضَ

العلم هذا الذكاء يضر صاحبه. فالذكاء يضر احيانا يضر احيانا في هذا يضر احيانا في ما يورثه احيانا من فساد العلاقات الاجتماعية انه يتعامل مع الاخرين بشيء من الترفع والاستنكاف والاستكبار قد يضر المرأة احيانا - 00:16:37ضَ

فترد الاكفاء باعتبار انها ذكية وانها تملك ذكاء خارقا او نحو ذلك كل ما تقدم لها شخص ردته بحجة انها تريد من يكافئها في الذكاء وتبقى والاخطر من هذا كما قلت ان يرد الحق بسبب هذا الذكاء - 00:16:59ضَ

فهؤلاء الذين ردوا دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام. ماذا كانوا يقولون؟ واتبعك الارذلون وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادية الرأي كانوا ينظرون الى هؤلاء انهم لا يفهمون هكذا في قول بعض هؤلاء الكفار لو كان خيرا ما سبقونا اليه. واذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم - 00:17:17ضَ

يعني او يعتقدون انهم لفضلهم في ذكائهم وفهمهم ان كانوا يفهمون ام لو كان في هذا من الخير ما فيه لما سبقهم اليه هؤلاء السذج البسطاء فهؤلاء السذج البسطاء هم الذين افضت بهم سذاجتهم وبساطتهم الى سعادة الدنيا - 00:17:47ضَ

الاخرة فاحتقار الناس احيانا يكون هذا الاحتقار بسبب الشهادات العالية التي يحصلها الانسان فيحتقر الحق ممن جاء به ولا يقبل من الناس شيئا احيانا يكون بحذق في بعض العلوم فلا يرى الناس شيئا - 00:18:10ضَ

ولذلك تجدون في كلام بعض اهل العلم كالامام احمد وغيره لربما بعض العبارات التي قد يفهم منها كراهية التعمق في بعض علوم الالة كاللغة لماذا؟ لان ذلك قد يورث صاحبه شيئا من الزهو والترفع. فاذا تكلم متكلم عنده رأى ان كلامه ليس بشيء - 00:18:28ضَ

ان هذا الكلام لم يكن بالقوالب التي تليق مثله ان يخاطب بها هكذا بزعمه فيرد الحق بسبب هذا يقيس الناس بحسب ما يرى من حذقهم في كلامهم وخطابهم وصحة منطقهم من جهة القوالب اللفظية فقط لا من جهة المضامين - 00:18:48ضَ

والمعاني فهذا خطير. وانظروا ماذا قال الله تبارك وتعالى الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. جاء بهذه الصيغة الا انهم هم السفهاء انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء فجاء باداة التنبيه هذه - 00:19:12ضَ

الا اجابي ان المؤكدة وضمير الفصل بين طرفي الكلام ليؤكده كما سبق. هم السفهاء وادخل على السفهاء التي تشعر بالاختصاص او الحصر كانهم حصلوا الوصف الكامل من السفه ولكن لا يعلمون. لاحظ هنا واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء - 00:19:31ضَ

ولكن لا يعلمون فهنا نفى عنهم العلم وفي الافساد لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. لاحظ في الافساد قال لا يشعرون - 00:19:59ضَ

وهنا في السفه قال لا يعلمون وما الفرق بينهما يمكن ان يقال والله تعالى اعلم بان الفساد لا تفسدوا في الارض لما كان الفساد ظاهرا يراه كل احد. فهو ملموس - 00:20:13ضَ

يدرك بالحواس الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون فالفساد امر مدرك بالحواس يشعر به كل احد لكن هؤلاء لتبلد احساسهم صاروا لا يشعرون مع ظهوره وانكشاف فسادهم فهو ظاهر لكل احد ومع ذلك لا يشعرون - 00:20:29ضَ

اما السفه فانها قد تظهر اثاره سوء التصرف ان يختار الانسان غير الانفع له غير الاصلح ان يبحث عن اشياء تضره فيقبل عليها فهذا سفه فهذا انما يدرك باثاره فهذا يحتاج الى علم من اجل ان يميز به الانسان بينما ينفعه وما يضره - 00:20:53ضَ

فقال الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون هو لا يعلم انه سفيه ولو كان يعلم ما ينفعه مما يضره لا اقبل على الايمان لكنه لا يعلم فظن ان هذا الايمان الذي قبله - 00:21:18ضَ

المؤمنون وسلكوا طريقه انه هو السفه وما علم انه هو السفيه لكنه قد اوغل بجهله فصار في عمى عما ينفعه واقبل واشتغل على اشتغل بما يضره هذا هو حاله بينما - 00:21:35ضَ

في الافساد ولكن لا يشعرون. فالافساد ظاهر مدرك بالحواس فهؤلاء لا يشعرون به والله المستعان لعل هذا القدر يكفي والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:21:57ضَ