التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة بذكر ما يستخرج من الهدايات ان هذه الايات الكريمات من هذه السورة المباركة سورة - 00:00:01ضَ
البقرة ولم يزل الحديث متصلا بقوله تبارك وتعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل - 00:00:24ضَ
واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون تأمل قوله تبارك وتعالى بهذا الجزاء ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل - 00:00:42ضَ
واتوا به متشابها الى اخر ما ذكر الله من جزائهم فهذا الجزاء هو من فظله تبارك وتعالى على عباده المؤمنين. وذلك ان هذا الثواب بهذه الجنات التي تسرح الانهار من تحت قصورها واشجارها مع الازواج المطهرات - 00:01:05ضَ
الى غير ذلك مما ذكر الله من الفواكه والثمار كل هذا اكبر بكثير من اعمال هؤلاء لانهم مهما عملوا ومهما بذلوا بهذه الاعمار القصيرة المحدودة ثم بعد ذلك يأتي هذا الجزاء العظيم - 00:01:31ضَ
الذي لا يتناهى يعملون قليلا ثم بعد ذلك يكون هذا الجزاء الممتد الى الابد لا يحد سنوات قليلة ولا كثيرة لا بملايين السنين ولا بمليارات السنين وانما لا انقطاع له مع هذا التجدد الدائم - 00:01:54ضَ
فهذا كله من فضل الله عليهم اضافة الى ان الله هو الذي وفق لهذا وهو الذي هدى له ومع ذلك يسمي هذا العطاء اجرا كما في مواضع من كتاب الله - 00:02:18ضَ
تبارك وتعالى ويثيبهم عليه مع انه هو الهادي والموفق والمعين ثم تأمل قوله تبارك وتعالى وهم فيها خالدون فالجنة لا تفنى ولا يفنى ما فيها من الثمار والولدان والازواج فاهل الجنة خالدون فيها ابدا - 00:02:33ضَ
وهذا امر معلوم لا خفاء فيه وحينما ذكر الله تبارك وتعالى هذا الخلود فان ذلك يعطي المؤمن امانا ويضيف الى نفسه سعادة فانه اذا علم بان هذا النعيم خالد. وانه خالد في هذا النعيم. المتجدد - 00:02:59ضَ
لا يرد عليه الموت ولا الزوال ولا الانتقال ولا الانقطاع ولا اخر له ولا انقضاء لا يوجد هناك موت ولا يوجد امراض لا خطيرة ولا غير خطيرة ولا يوجد مشكلات ولا يوجد هموم - 00:03:25ضَ
ولا يوجد ما يقلق ولا يزعج حتى الغم او الغل والحسد او اللغو كل ذلك لا يوجد في الجنة لا وجود له. لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الله مما يكدر النفس - 00:03:44ضَ
ويشوش القلب وكذلك ايضا ونزعنا ما في صدورهم من غل وان يكون الانسان في الوان وصنوف النعم فاذا كان في قلبه الغل فانه يتكدر عليه هذا النعيم. وهكذا حينما يتذكر الانسان - 00:04:04ضَ
انه سيفارق هذا النعيم فان ذلك يقلقه اذا كان يشعر انه سيموت او سينتقل او سيحصل له فراق الاحبة فان ذلك لا شك انه يحزنه هو الموت ليس كالموت. شيء - 00:04:24ضَ
نغص الموت ذا الغنى والفقير انظروا الى من كان عندهم الاملاك والاموال والثروات الهائلة والوان النعيم بعد مدة بعد مضي السنين فانه ان عمر فانه يكون في حال من الكدر والضعف والامراض - 00:04:42ضَ
ويضعف سمعه وبصره وتضعف قواه حتى لا يستطيع المشي والحركة والانتقال ثم بعد ذلك تضعف مداركه العقلية وبعد ذلك يديره اصغر اولاده فيأخذ الصغير بيده ليذهب به هنا وهناك. ويتفطن له لئلا يقع له المكروه او - 00:05:06ضَ
ويخرج او يتعرض للخطر بعد ان كان يدير ويدبر ويكتسب الاموال ويسافر ويذهب ويأمر وينهى بعد ذلك اصبح يدار من قبل اصغر اولاده ويحصل له ما يحصل من السآمة والغم - 00:05:27ضَ
الا من رحم الله وفتح على قلبه بالاشتغال بذكره. بالوان الذكر وقليل ما هو والا فان الكثير ايها الاحبة مهما متعوا باللذات فاذا ذهب وقت الالتذاذ بها بضعف القوى المدركة وضعف القوى ايضا - 00:05:45ضَ
الغريزية وضعف القوى ايضا الحاملة للبدن فان هذه القوى الثلاث اذا تلاشت صار الانسان لا يستطيع الانتقاء والذهاب والمجيء وكذلك القوى العقلية ظعفت وصار الانسان ينسى حتى اولاده وزوجته. فاذا جلس امامهم يقول من هذا - 00:06:05ضَ
وهكذا حينما يكون هذا الانسان في ضعف من القوى الغريزية بانواعها فتفنى لذاته فلا يجد للطعام طعما فعند ذلك قد يصيبه ما يصيبه من الغم والكآبة والحزن وهذا امر مشاهد حتى انه لا يهوى لقاء الناس - 00:06:26ضَ
ولا الجلوس معهم بل لربما ينعزل من اولاده واهله فلا يخالط هؤلاء الاولاد بعدما كان في انواع اللذات هكذا الحياة ايها الاحبة ومن نظر وشاهد في احوال الناس فانه يدرك ان هذه الحياة لا تستحق - 00:06:48ضَ
ان توجه اليها الهمم وتقضى الاعمار في طلب حطامها وانما الحياة الحقيقية هناك حيث اللذات الخالدة والنعيم المقيم الذي يحصل بالايمان والعمل الصالح بعد رضا الله وهداه وتوفيقه. فنسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من اهلها. فهذا النعيم - 00:07:11ضَ
السرمدي الابدي لا شك انه اعظم او من اعظم اللذات لان العبد اذا علم انه سيفارق هذه المواقع التي يتمتع فيها نظره ويتمتع فيها سمعه ويتمتع فيها جسده تتمتع فيها نفسه وروحه جميع انواع - 00:07:37ضَ
متاع الاصوات والمشاهد والمحادثة والمجالسة والمخالطة على سرر متقابلين وكذلك ايضا بالمطعومات والازواج وما الى ذلك جميع انواع المتع لكن اذا علم الانسان انه سيفارقها وانه يحزن ولذلك كان بعض الشعراء - 00:07:59ضَ
يذكر انه يحب ايام الفراق مرجيا بعدها الاجتماع ويكره ايام الاجتماع لانه يرجي ويأمل بعدها او يتوقع الافتراق تجتمع الاسرة يأتون من نواحي مختلفة يجتمعون في الاعياد في اجازة من الاجازات في مناسبة من المناسبات من بلدان مختلفة - 00:08:23ضَ
يجتمع الشمل ويلتئم ويلتذون ويفرحون. لكن كلمح البصر هذا انتقل وهذا رجع وهذا سافر وهذا ثم بعد مدة لو طويت صفحات الايام والليالي هذا مات في يوم كذا وهذا مات في يوم كذا وهذا مات في مكان كذا وهذا مات وطويت صفحتهم - 00:08:50ضَ
ذهبوا هذه الحياة كلنا يفارقها ايها الاحبة وينتقل عنها لكن اين الحياة الحقيقية التي لا حزن فيها ولا هم ولا غم ولا فراق ولا انقطاع للذات هي التي ينبغي للعاقل ان يسعى لها مع - 00:09:09ضَ
اعبارة الارظ الارض لابد لها من عمارة ولكن لا تكن هذه هي الغاية ولذلك فان الله تبارك وتعالى يذكر العبر والامثال والعظات التي يصور بها حال الحياة الدنيا وما الى ذلك - 00:09:24ضَ
ثم يقول بان ذلك ايات لاولي الالباب لقوم يعقلون وما اشبه ذلك بان العاقل ينظر الى الحياة البعيدة. هناك حياة وراء هذه هذه طور من الاطوار. كان الانسان في بطن امه هذا في طور تسعة اشهر. قد تزيد - 00:09:43ضَ
قليلا او تنقص قليلا ولكنه في النهاية سيخرج له ايدي وارجل لا يحتاج اليها في بطن امه له اعين لا يحتاج اليها في بطن امه لكنه سيحتاج اليها في المرحلة - 00:10:01ضَ
الثانية التالية ثم بعد ذلك هذه الحياة التي نحن فيها والامال الممتدة التي لا تملؤها هذه الحياة. انظروا الى اصحاب المقابر. هل انقضت امالهم واعمالهم الجواب لا والنبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا انه لو كان لابن ادم واديان من ذهب لابتغى - 00:10:16ضَ
ثالثا ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب فاذا ادرك المؤمن ان تلك الحياة هذا النعيم هذه الثمرات المتجددة كل ثمرة لها طعم جديد. اذا لا سآمة وهو ايضا خالد فيها فهذا امان - 00:10:38ضَ
اذا لا يوجد سآمة ويوجد خلود قد يبقى الانسان يعمر كما قال الشاعر ومن يعش ثمانين حولا لا ابالك يسأم فهذا لان الامر يتكرر عليه في حياة روتينية لا تتجدد معه - 00:10:58ضَ
لكن هناك الحياة المتجددة. هذه الحياة كم من انسان لربما يفضل الموت فيها على الحياة كما قال الشاعر يصف حاله وحال امثاله الموت يباع فاشتريه؟ فهذا العيش مما لا خير فيه؟ الا رحم المهيمن رأس حر تصدق بالوفاة - 00:11:18ضَ
لاخيه هذا يتمنى الموت لكن هناك لا يوجد احد يتمنى مفارقة هذا النعيم المقيم فالموت يذبح بين الجنة والنار. ويقال يا اهل الجنة خلود بلا موت ويا اهل النار خلود بلا موت. هنا الناس يخافون - 00:11:36ضَ
يخافون من الامراظ يخافون من الفقر يخافون من الاشرار هناك في الجنة لا يوجد اشرار ولا يوجد فقر ولا يوجد قلق على المستقبل ولا يوجد امراض حياة كاملة تحتاج الى ايمان وعمل صالح - 00:11:53ضَ
هذا القرآن الذي تحداهم الله به وبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات. وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا سورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين - 00:12:15ضَ
فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين. وبشر الذين امنوا يجمع لهم بين البشارة والنذارة الترغيب والترهيب فهما كالجناحين للطائر لا يكون الانسان في حال - 00:12:30ضَ
من لربما الخوف الذي يورثه اليأس والقنوط ولا يكون في حال من الرجاء المفرط ثم يقدم يوم القيامة ويجد نفسه قد قدم اقدام المفاليس وليس له عمل يسعف فلا تحصل له - 00:12:49ضَ
اماله ولا تتحقق الامور التي كان يرجيها هذا القرآن الذي تحدى الله به قد طعن فيه الكفار بطعون كقولهم بان هذا القرآن لو كان من عند الله عز وجل لما ضرب المثل فيه بالذباب والبعوضة وما اشبه ذلك - 00:13:10ضَ
فرد الله عز وجل على هؤلاء ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا - 00:13:32ضَ
ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين. الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون. فالله عز وجل يقول في هذه الاية الكريمة بانه لا يستحيي من الحق - 00:13:53ضَ
ان يذكر شيئا ما قل او كثر ولو كان تمثيلا باصغر الاشياء كالبعوضة والذباب ونحو ذلك. مما ضربه الله عز وجل مثلا لعجز كل ما يعبد من دون الله تبارك وتعالى. اما اهل الايمان - 00:14:16ضَ
فيعلمون حكمة الله في التمثيل للصغير والكبير من خلقه انه حق من الله واما الكفار فيسخرون ويقولون متعجبين ما مراد الله من ضرب المثل بهذه المخلوقات الصغيرة الحقيرة لانهم يكذبون اصلا انه من عند الله تبارك وتعالى - 00:14:36ضَ
فالله يرد عليهم بان هذا امتحان واختبار وتمييز للمؤمن من الكافر لذلك فان الله تبارك وتعالى يصرف بهذا المثل كثيرا من الناس عن الايمان ويهدي اخرين ولكن الله حكم عدل انما يصرف عنه - 00:15:00ضَ
الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعدي ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل الى اخر ما ذكر الله عز وجل هذا القرآن ايها الاحبة فيه ما يزيد على اربعين مثلا - 00:15:22ضَ
من الامثال الواضحة الصريحة كما ذكر ذلك جمع من اهل العلم كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والحافظ ابن القيم والشيخ محمد الامين الشنقيطي رحم الله الجميع الله تبارك وتعالى - 00:15:40ضَ
بحكمته يجعل ضرب المثل سببا لهداية بعض الخلق الذين فهموا عن الله عز وجل وعقلوا عنه هذه الامثال وجعل ذلك سببا لظلال قوم لم يفقهوا عن الله ولم يدركوا مرامي هذه - 00:15:57ضَ
الامثال كما دلت عليه هذه الاية ثمان في قوله تبارك وتعالى ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها هذا فيه دلالة على رحمة الله بعباده حيث يقرر لهم المعاني المعقولة بضرب الامثال المحسوسة - 00:16:15ضَ
لتثبت في النفوس وتتضح الحقائق كانك تشاهدها يقربها بضرب هذه الامثال ويؤخذ من هذه الاية ايضا حجية القياس فان القياس هو من من هذا القبيل كل مثل ضربه الله تبارك وتعالى - 00:16:36ضَ
فهو دليل على ثبوت القياس لان مبنى هذه الامثال ايها الاحبة هو على المقايسة والاعتبار ان ينتقل من حال ما ضرب فيه المثل وما ضرب له فينتقل من هذا الى هذا - 00:17:00ضَ
فيكون له بذلك نوع اعتبار بهذا ولذلك قيل بان العبرة مأخوذة من العبور والعبور الانتقال ولهذا قيل العبرة مقدمة البكاء بانها مأخوذة من العبور عبور الدمع من العين الى الخد - 00:17:24ضَ
والعبارة والمعبر يعبر من هذه الناحية الى تلك الناحية من النهر مثلا بين شطيه وهكذا في استعمالاتها بهذا الانسان الذي يعتبر وينتفع وينتقل من تلك الحال الى حاله هو فيعتبر ويتعظ والقياس الحاق فرع - 00:17:48ضَ
باصل في حكم لعلة جامعة بينهما فهو انتقال من فرع الى اصل ويؤخذ من قوله تبارك وتعالى فاما الذين امنوا ويعلمون انه الحق من ربهم. فاما الذين امنوا ما قال - 00:18:12ضَ
فالمؤمنون يعلمون. فاما الذين امنوا فهذا يفيد التوكيد ان اهل الايمان ولذلك اذا قوي الايمان عظم القبول عن الله واحسان الظن به وقبول هذه الامثال والعبر والعظات والاحكام والحكم ومن ضعف ايمانه - 00:18:32ضَ
بدأ يتساءل ويتردد ولماذا ولم اقتنع ويبقى في قلبه من التردد والشبهات بحسب حاله وايمانه وهكذا ايضا يؤخذ من هذه الاية ان المؤمن لا يمكن بحال من الاحوال ان يعارض - 00:18:52ضَ
كلام الله تبارك وتعالى وما انزله وما اوحى به بعقله فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم. لاحظ الوصف اما الذين امنوا ما قال فاما القرشيون او الاوس والخزرج - 00:19:12ضَ
وانما قال فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم. فالايمان هو المؤهل للقبول ولذلك نجد الخطاب كثير ما يرد في القرآن يا ايها الذين امنوا لماذا خاطبهم بالايمان؟ لان هذا الايمان - 00:19:31ضَ
هو الذي يؤهلهم للقبول عن الله تبارك وتعالى والا فما معنى الايمان يقول انا مؤمن ثم بعد ذلك يعترض هذا امر لا يتفق مع ايمانه ثم تأمل قوله تبارك وتعالى فاما الذين امنوا فيعلمون - 00:19:49ضَ
انه الحق من ربهم. هذا العلم علم جازم ولم يقل يظنون يغلب على ظنهم انما يعلمون فاهل الايمان لديهم علم راسخ وثابت ويقين لا تردد فيه انما اوحى الله به فهو حق - 00:20:08ضَ
سواء ادرك حكمته او لم يدرك حكمته العبرة ليست في هذا العبرة في الاذعان وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم - 00:20:28ضَ
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلم تسليما لابد من مجموع هذه الامور اما مؤمن وعنده تردد وينظر الى كلام الله كأنه كلام احد من البشر يرد عليه الخطأ والصواب ويحتاج ان يتوثق هل هذا الكلام صحيح او لا - 00:20:43ضَ
هذا خلاف الايمان ثم في هذه الاية انه الحق من ربهم لاحظ التوكيد انه ودخول ال على الحق. الحق يعني الحق الكامل الثابت ثم انظر الى الربوبية الخاصة المذكورة هنا من ربهم - 00:21:08ضَ
من ربهم هذه ربوبيته لاوليائه ربيهم بالايمان والهدايات ولذلك يقبلون ويذعنون واما الاخرون فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا هذا اعتراض قال وما يضل به الا الفاسقين لما ذكر من يضل به ويهدي به كثيرا وكثيرا - 00:21:30ضَ
لكن وما يضل به الا الفاسقين. من هم الفاسقون هم اولئك الذين لم يكونوا على الايمان الثابت الراسخ كما سيأتي وتأمل قوله تبارك وتعالى واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا؟ اما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم واما الذين كفروا - 00:21:53ضَ
فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا؟ هذا يدل على ان ديدن الكافرين او الاعتراظ على احكام الله وحكمه ماذا اراد الله بهذا مثلا؟ ذكره في سياق الذم لهؤلاء اذا المؤمن لا يحق له بحال من الاحوال - 00:22:20ضَ
ان يعترظ على ربه تبارك وتعالى ويقول لماذا لماذا شرع الله هذا التشريع لماذا عبر بهذا التعبير على سبيل الاعتراض فهذا لا يسوغ بحال من الاحوال يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا - 00:22:40ضَ
هذا يسمونه اللف والنشر لانه لما تقدم ذكر المثل وذكر بعده الفريقين عقبه ببيان انه يضل به قوما ويهدي به اخرين يضل به كثيرا اما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم. فهؤلاء هم الذين يهدي به - 00:23:01ضَ
كثيرة والذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا؟ هؤلاء يضل به كثيرا. فهذا يسمى لف ونشر لكنه لم يأتي على الترتيب السابق اولا هناك ذكر المؤمنين. ثم ذكر الكافرين هنا ذكر - 00:23:23ضَ
فاما الذين امنوا هناك ذكروا المؤمنين ثم الكافرين هنا قال يضلوا به كثيرا ويهدي به كثيرا فهذا يسمونه لف ونشر مشوش وليس بمرتب يؤخذ من هذه الاية ايضا كثرة الضلال - 00:23:39ضَ
وكثرة المهتدين بالنظر الى كل واحد من المجموعتين القبيلين على حدة لا بالقياس الى مقابليهم فان المهديين قلة بالنسبة الى اهل الضلال وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن. وان هم الا - 00:23:56ضَ
يخرسون فالله تبارك وتعالى اخبرنا عن ذلك لنتعظ ونعتبر ونحذر ويخاف الانسان على ايمانه ويقبل على اسباب الهداية ويعرض عن اسباب الشر و الغواية وقوله تبارك وتعالى وما يضل به الا الفاسقين - 00:24:23ضَ
يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين هنا جيء باسم الفاعل وهو الفاسقين صلة للالف واللام الفاسقين والتقدير الذين فسقوا ليدل على ثبوتهم في هذه الصفة - 00:24:48ضَ
فيكون وصف الفسق ثابتا لهم. قد يقول قائل قد هدى الله كثيرا من الفاسقين يقال هنا قوم يصرون على الفسق يبتعدون عن اسباب الهداية يقبلون على اسباب الغواية. فهؤلاء لا يبالي الله عز وجل بهم في اي واد - 00:25:09ضَ
هلكوا فيكون هؤلاء يضلون ويكونون من اهل هذا الوصف وهو الفسق وذلك ابلغ في الذم بهذا التركيب لجمعهم بين ثبوت الاصل وتجدد فروعه ونتائجه وما يضل فعل المضارع يدل على - 00:25:28ضَ
التجدد يضل ودخول ال على الفاسقين والتعبير باسم الفاعل هذا يدل على ثبوت فهنا تجدد ثبوت تجدد الاضلال وثبوت على الفسق في الوقت نفسه ثم ايضا ان اضلال من ضل - 00:25:51ضَ
راجع الى وجود العلة التي كانت سببا في اضلال الله للعبد لقوله وما يضل به الا الفاسقين فالله حكم عدل فهؤلاء حينما اعرضوا عن الحق واقبلوا على الباطل صاروا بهذه المثابة وما يضل به الا الفاسقين - 00:26:12ضَ
الا يأتي انسان ويعمل ما شاء من المعاصي والانحرافات ويحتج ويقول الله ما هداني الله يقول اما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره - 00:26:34ضَ
للعسرى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ثم تأمل قوله تبارك وتعالى بهذين الفريقين. فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم فهنا حينما اعتقدوا صحة ذلك وانه الحق وسلموا له هداهم الله عز وجل - 00:26:50ضَ
وثبتهم فيفهمون عن الله تبارك وتعالى وتنشرح صدورهم لهدايات القرآن والوحي فيزدادون ايمانا وطمأنينة ويقينا بخلاف اولئك الضلال فانهم يزدادون شكوكا وغيا وضلالا فهم بعكس هؤلاء كل من ضل يؤخذ من هذه الاية وما يضل به الا - 00:27:19ضَ
الفاسقين كل من ظل فهو فاسق كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فهذا ذم لمن يضل به فانه فاسق ليس انه كما يقول شيخ الاسلام كان فاسقا قبل ذلك - 00:27:45ضَ
وانما لما ضل به ولهذا تأولها سعد بن ابي وقاص كما نقل شيخ الاسلام رحمه الله في الخوارج وسماهم فاسقين لانهم ضلوا بالقرآن. فمن ضل بالقرآن قال شيخ الاسلام فهو فاسق. ضلوا بالقرآن يعني - 00:28:03ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن الخوارج يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم فهم يحتجون بالقرآن لكن هذا الاحتجاج بالقرآن وهذا الفهم والمنطلق الذي انطلقوا منه في فهم القرآن خالفوا فيه اجماع الصحابة - 00:28:23ضَ
ولذلك ما كان معهم صحابي واحد وانما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام. يعني حداثة السن وحدها تكفي قلة التجربة وقلة العلم وقلة الصبر ثلاث - 00:28:40ضَ
كل واحدة تكفي لان يقتحم الانسان في هلكه فكيف اذا اجتمع مع ذلك السفه والسفه يعني سوء التدبير وسوء التصرف والسفه يوجب الحجر على الانسان هؤلاء يظلهم الله تبارك وتعالى. ولذلك لا يكاد يرجع منهم احد - 00:28:56ضَ
ويستمرون في غيهم ومهما سمع الواحد منهم من النصوص والايات والعظات والعبر ونصح الناصحين فان ذلك لا يزيده الا غيا هو قد استمرأ الضلالة نسأل الله العافية وانغمس فيها فصار ذلك طمسا على بصره - 00:29:20ضَ
وبصيرته هذا سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه تأولها في هؤلاء وسماهم فاسقين قال لانهم ضلوا بالقرآن فمن ضل بالقرآن فهو فاسق هؤلاء بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:29:45ضَ
والذي ينزعون منه هو القرآن فهل العيب في الصحابة هل العيب في القرآن وحينما خرجوا خرجوا في خلافة علي رضي الله تعالى عنه فهل كان ذلك بتقصير من علي رضي الله تعالى عنه - 00:30:03ضَ
بل ان الذي قتله وهو عبدالرحمن بن ملجم الخارجي كان من تلاميذ معاذ واخذ عنه القرآن وكان في اول امره مجاهدا قد جاء من الشام في فتوح مصر وكان يدرس القرآن في جامعها نسأل الله العافية - 00:30:19ضَ
وصار شر الناس واسوأ الناس الذي يجب الخلاص منه هو علي رضي الله عنه خير اهل زمانه من العشرة المبشرين بالجنة الخليفة الراشد او مع ذلك كان يرى انه يرونهم انه يجب الخلاص منه ليس رأي عبدالرحمن بن ملجم - 00:30:39ضَ
فهؤلاء بهذه المثابة. هل يقال علي رضي الله عنه كان مقصرا هل يقال الصحابة كانوا مقصرين وهؤلاء خرجوا في زمانهم؟ هل يقال القرآن في تقصير؟ لان هؤلاء يحتجون بالقرآن بايات من القرآن؟ الجواب لا - 00:30:59ضَ
انما العيب هو في رؤوسهم والا فالذين يقابلون الخوارج هم المرجئة. وهم طائفة منحرفة هؤلاء الذين يقول غلاتهم لا يضر مع الايمان ذنب لا يضر مع الامام يقولون ايمان افجر الامة - 00:31:13ضَ
كايمان جبريل او للمرجئة هؤلاء يقابلون الخوارج هؤلاء يحتجون بايات من القرآن الكل يحتج بايات من القرآن لكن العبرة بفهم من بفهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خطبوا بالقرآن - 00:31:31ضَ
الذين اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم فهذا هو الطريق ايها الاحبة بعيدا عن الاصوات التي تعلو اصوات الجهال كل يرمي بجهة هذا يرمي التقصير على المسؤولين وهذا يرمي على الدعاة وهذا يرمي على العلماء وهذا يرمي على المجتمع برمته - 00:31:46ضَ
وهذا يرمي على رجال الامن وهذا يرمي على لا لا ان هذه الضلالات وجدت منذ زمن الصحابة رضي الله عنهم يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين - 00:32:08ضَ
فهؤلاء لم يرد الله ان يطهر قلوبهم فيسأل العبد ربه دائما الهداية ويخاف من الضلال واسباب الضلال ويبتعد عن اسباب الفسق لان لا يكون ذلك سببا لغوايته وما يضل به الا الفاسقين. واذا كان العبد في حال من الفسق فمعنى ذلك ان انتفاعه بالقرآن سيقل. ويضعف بلا شك - 00:32:26ضَ
لان ذلك قد ذكره الله تبارك وتعالى والحكم المعلق على وصف ان ضلال فسق الوصف والفسق والحكم هو الضلال لهؤلاء الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه فلذلك الانسان ايها الاحبة يحذر دائما ويراجع قلبه ويراجع عمله ويراجع نيته دائما - 00:32:55ضَ
الا يتكلم الا بنية والا يعمل الا بنية والا ينظر الا بنية ويدع الفضول من النظر والكلام والخلطة ويبتعد عن اسباب الشر جميعا ولا يعرض قلبه للفتن من اجل ان يلقى الله ويفارق هذه الحياة الدنيا سالما - 00:33:19ضَ
من الشر والضلال واسباب الضلال ولا يقول احد انا اثق بنفسي واثق بايماني واثق بعلمي ثم بعد ذلك يتعرض للشبهات او الشهوات ثم ينتكس ويضل ويكون مركبا للشيطان نسأل الله العافية. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا - 00:33:39ضَ
والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:34:07ضَ