التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة بهذه الهدايات التي تستخرج من هذه الايات الكريمات من سورة البقرة وذلك فيما قصه الله تبارك وتعالى - 00:00:01ضَ
من خبر ادم عليه السلام مع عدوه وعدونا ابليس فالله تبارك وتعالى حينما الهم ادم صلى الله عليه وسلم تلك الكلمات ووفق ادم صلى الله عليه وسلم للتوبة فتاب عليه رجع عليه بالقبول - 00:00:25ضَ
وتوبة الله تبارك وتعالى على عبده تكون بتوفيقه للتوبة وهدايته لها كما تكون ايضا بالرجوع عليه بالقبول. اما توبة العبد الى ربه تبارك وتعالى فهو رجوعه اليه بعد الذنب والتقصير - 00:00:50ضَ
والاساءة قال الله بعد ذلك قلنا اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها - 00:01:12ضَ
خالدهم قال الله تبارك وتعالى لهم اهبطوا من الجنة جميعا وسيأتيكم وما يكون لكم من الذرية المتعاقبة ما فيه هدايتكم الى الحق فمن عمل بذلك فلا خوف عليهم فيما يستقبلون - 00:01:36ضَ
من امر الاخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من امور الدنيا والذين كفروا وكذبوا باياتنا باياته المتلوة ودلائل توحيده اولئك هم اصحاب النار الذين يلازمونها ويخلدون فيها تأمل قول الله تبارك وتعالى - 00:02:01ضَ
قلنا اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى يأتينكم مني فالهدى انما يكون من الله وحده وانما تطلب الهداية منه دون ما سواه فمن رجا الهدى وعليه ان يتوجه الى مولاه - 00:02:29ضَ
طالبا منه ان يهديه وان يوفقه وان يدله على الحق ثم ايضا يؤخذ من هذه الاية فاما يأتينكم مني هدى انه لا يعبد تبارك وتعالى الا بما شرع لان الله تبارك وتعالى قال فمن تبع هداي - 00:02:56ضَ
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون فمن تبع هداي قل ان ضللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي. الاحظ تقديم الجار والمجرور يدل على الحصر او الاختصاص - 00:03:22ضَ
ان الهدى لا يكون الا من الله تبارك وتعالى وفي الاية الاخرى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى - 00:03:44ضَ
قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى فكان ذلك جزاء وفاقا فهنا الله تبارك وتعالى يقول فاما يأتينكم مني هدى فاذا ينبغي ان يلتمس الهدى - 00:04:09ضَ
من الله جل جلاله. في السؤال والطلب وفي الالتماس والبحث فحينما يبحث الانسان عن الهدايات في كتب فلسفية مترجمة معاصرة او في كتب فلسفية قديمة او في نظريات تستورد من اعداء الله عز وجل ممن لا يعرف وحيه - 00:04:35ضَ
ولا هداه فان هذا لا يمكن ان يتوصل به الى مطلوب صحيح الهدى يتلمس بالوحي والهدايات مضمنة في هذا الكتاب وفيما يشرحه من سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - 00:05:00ضَ
على فهم السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. فمن طلب الهدى في غير ذلك اضله الله الذين يبحثون عن الهدى في كتب اهل الكتاب او في غير ذلك مما لا يوصل الى - 00:05:23ضَ
الهدى لما فيه من التحريف او النقص فان هؤلاء يضلون الطريق ويبحثون عن الهدى في غير في غير مظانه النبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى صحيفة من التوراة في يد عمر رضي الله تعالى عنه ماذا قال - 00:05:41ضَ
غضب وقال او متهوكون فيها يا ابن الخطاب والله لو كان اخي موسى حيا ما وسعه الا اتباعي فكيف يقول قائل بان اليهود عندهم حق والنصارى عندهم حق والبوذيين عندهم حق - 00:06:03ضَ
والطوائف الضالة المنحرفة عندهم حق فينبغي ان يؤخذ من كل طائفة ما عندها من الحق من اجل ان يجتمع ويلتئم فهذا لا يقوله احد عرف حقيقة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:06:24ضَ
هذا لا يقوله الا من كان متهوكا فيها شاكا لا يعرف حقيقة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الهدى الكامل الذي يقول بان احدا من الطوائف لا يملك - 00:06:43ضَ
الهدى الكامل او ما يسميه بالحقيقة المطلقة وانما ذلك قد تفرق باهل الاديان والطوائف فيؤخذ من كل طائفة ما عندها هذا لم يعرف دين الاسلام معرفة صحيحة كيف يقال مثل هذا - 00:07:04ضَ
والله عز وجل يقول فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومفهوم المخالفة ان الذين لا يتبعون هذا الهدى هم الذين يكونوا الخوف متحققا في جانبهم - 00:07:23ضَ
هؤلاء تكون قلوبهم موضعا للاحزان لانه فاتهم اعظم المطالب ثم تأمل قوله تبارك وتعالى قلنا فهذا الضمير للجمع فالله لعظمته يعبر بمثل ذلك بضمير الجمع فالمعظم نفسه يقول قلنا واعطينا - 00:07:44ضَ
ونحو ذلك ثم بعد ذلك حينما ذكر الهدى فاما يأتينكم مني ما قال منا هدى وانما جاء بظمير المفرد في هذا الموضع وهذا الذي يسمونه الالتفات التحول من الجمع الى المفرد - 00:08:10ضَ
والعكس او الى التثنية او من التثنية الى الافراد او من التثنية الى الجمع او نحو هذا كل هذا يقال له الالتفات فهنا ذكر ذلك في هذا الموضع افرد الضمير فاما يأتينكم مني - 00:08:34ضَ
ليدل والله تعالى اعلم على هذا المعنى ان الهدى لا يكون الا منه وحده تبارك وتعالى فناسب هنا ان يذكر الضمير الخاص فلا هادي الا هو واعطى هنا ذلك في هذا الموضع - 00:08:55ضَ
هذا اللفظ الذي لا يشركه فيه غيره فهذا لا يحتمل غير الله عز وجل فاما يأتينكم مني هدى والهدى انما يأتي من الله ولا يأتي من غيره الذي يطلب الهدى - 00:09:16ضَ
من افكار يولدها الناس واستنتاجات ورؤى وما الى ذلك فان هذا الا يمكن ان يصل الى مطلوب صحيح ثم ان هذا الذي حصل له الهدى فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي - 00:09:37ضَ
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون تبع هداي اضاف الهدى اليه لانه هو الذي شرعه وهو الذي انزله وهو الذي امر باتباعه وسلوكه فهذا الذي يتبع هذا الهدى ينتفي عنه جميع انواع المخاوف - 00:10:00ضَ
كثير من المفسرين يقول لا خوف عليهم كما سبق فيما يستقبلون من امور الاخرة ويمكن ان يكون المعنى اعم من هذا. لا خوف عليهم في هذه الدنيا ولا خوف عليهم - 00:10:25ضَ
بالبرزخ فهم امنون كما قال الله تبارك وتعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فهذا الهدى يكون بالايمان والعمل الصالح واتباع ما انزل الله تبارك وتعالى الذين امنوا ولم يلبسوا لم يخلطوا ايمانهم بظلم يعني بشرك - 00:10:38ضَ
اولئك لهم الامن اشار اليهم باشارة البعيد اولئك لعلو مرتبتهم اولئك لهم الامن. وهنا ما قال اولئك لهم امن وانما قال لهم الامن فدخلت على الامن فهذا الامن الكامل المطلق - 00:11:06ضَ
الذي يكون في الدنيا الدور الثلاث في البرزخ وفي القيامة وما يكون لهم في الجنة حينما يخاف الناس هؤلاء يأمنون هؤلاء حينما يكون الواحد في قبره فانه يكون في غاية الامن - 00:11:27ضَ
حينما يبعث ويكون الناس في غاية الخوف والوجل هؤلاء تتنزل عليهم الملائكة في ذلك المقام وعند نزع الارواح ايضا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا هؤلاء تتنزل عليهم الملائكة ماذا يقولون - 00:11:47ضَ
الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي هذه الجنة التي وعدوها على السن الرسل عليهم الصلاة والسلام ثم يقولون لهم ايضا نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم - 00:12:13ضَ
ولكم فيها ما تدعون ما تدعون قيل كل ما تطلبون وقيل كل ما ادعى شيئا انه له فهو له من الدعوة الاول من الدعاء الطلب ما تدعون كل ما تطلبونه - 00:12:34ضَ
والثاني كل ان ذلك للدعوة كل ما ادعى شيئا فهو له. اذا قال هذا لي فهو له فهذا كله يكون لهؤلاء يكون لهم الامن الكامل ويكون لهم الطمأنينة الكاملة والسعادة الكاملة - 00:12:51ضَ
لان السعادة لا تتحقق الا اذا انتفى الحزن والخوف الحزن يقلق الانسان بسبب امور ماضية يتذكرها امور مكروهة وقعت له في الماضي فيحزن فيتكدر عيشه وهذا نقص في الحياة كما قال شيخ الاسلام - 00:13:13ضَ
ابن تيمية رحمه الله الاحزان تنقص الحياة تكون نقصا فيها الحياة الكاملة ليس فيها حزن والخوف وذلك في المستقبل حينما يقلق الانسان على امور يتخوفها يحذرها في المستقبل ايا كان نوعها - 00:13:34ضَ
انواع المخاوف فينتفي عنه هذا وهذا فاذا انتفى الحزن وانتفى الخوف حصلت السعادة الكاملة. يكون الانسان في غاية السرح الفرح والسرور والسعادة الحقيقية هذا يكون لاهل الايمان ويقابلهم والذين كفروا وكذبوا باياتنا - 00:13:53ضَ
اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون اصحاب النار لا يقال ذلك الا لمن كان ملازما لها. يعني اهل الخلود في النار اصحاب النار يعني الذين هم اصحابها الذين هم اهل الخلود - 00:14:19ضَ
فيها مثل هؤلاء نسأل الله العافية في مقابل اولئك فلا تسأل عن بؤسهم ولا تسأل عن شقائهم وحزنهم على ما فات والمخاوف التي تنتاب قلوبهم وانواع الفزع والهلع في الدنيا - 00:14:39ضَ
القلق الذي نشاهده في حال اولئك الذين قد اعرضوا عن طاعة الله وعبادته واعرضوا عن الايمان به وانظر الى تلك الامم الكافرة مع ما هي فيه من التمكين المادي وانواع المتع - 00:15:01ضَ
واللذات ولكنهم يعيشون في قلق دائم وفي حزن وخوف تقرأ ذلك على صفحات وجوههم لم يمنعهم ذلك النعيم وسبل الحياة المذللة من وجود هذه العلل والاوساط في نفوسهم وهم يعيشون في - 00:15:21ضَ
تأبى في ضيق في ضجر في ملل فتظهر عليهم تلك المظاهر من الشذوذ الجنسي يظهر عليهم تلك المظاهر من التقليعات بانواعها يظهر عليهم انواع الادمان قمور والمخدرات ويظهر ذلك ايضا في كثرة المصحات والعيادات - 00:15:45ضَ
النفسية في تلك البلاد هذا يكثر حيث يكثر الاعراض عن الله تبارك وتعالى. وكل هذه المظاهر تقل حيث عرف الناس ربهم واقبلوا على طاعته وعبادته وهكذا ايها الاحبة هكذا حال - 00:16:09ضَ
الخلق وهكذا يكون حالهم في البرزخ وهكذا يكون حالهم في المحشر والقيامة والجزاء من جنس العمل فمن اراد السعادة الكاملة والراحة الكاملة والامن الكامل والطمأنينة الكاملة عليه بالايمان والعمل الصالح - 00:16:30ضَ
ولا يمكن ان يحصل ذلك بشيء اخر والعاقل من وعظ بغيره ها هم اولئك قد حصلوا من انواع اللذات ما لا يمكن للمسلمين ان يحصلوه في اوضاعهم الراهنة اولئك قد استحوذوا على ثروات - 00:16:54ضَ
الامم المغلوبة وجعلوا ذلك سبيلا الى لذات ومتع ذللوا بها سبل الحياة فصارت سهلة هينة ومع ذلك ينغمسون في الرذيلة ولا يشبع ذلك نهمتهم ويعكسون الفطر ويوغلون في الشروج من الواقع الى عالم الوهم - 00:17:13ضَ
والخيال بالمخدرات والمسكرات وانواع الافات التي تتلف العقول والارواح وتجد ان هؤلاء يعجب الواحد منهم حينما يرى المسلمين لربما يبتلى الواحد من اهل الاسلام ومع ذلك يبتسم ويقول الحمد لله - 00:17:41ضَ
قضاء وقدر انا لله وانا اليه راجعون فهؤلاء يقتلهم ويسحقهم ما يجدونه من اللذات فضلا عن المكاره لو وقعت لهم لا يحتملون هناك في بعض الدول توجد وسائل وطرق واجهزة مرخصة - 00:18:02ضَ
ولربما ذهبت المرأة واتخذت محاميا من اجل الا ترفع قضية على زوجها الذي قد اشترى لها جهازا للانتحار بطريقة غير مؤلمة ما الذي جعلهم بهذه المثابة يطلبون الموت بعد ما جربوا كل شيء - 00:18:25ضَ
جربوا كل شيء انه الاعراض عن الله جل جلاله وتقدست اسمعه بعدما ذكر خبر ادم صلى الله عليه وسلم مع ابليس وما حصل من اغواء الشيطان لادم وجه الخطاب الى بني اسرائيل - 00:18:45ضَ
هؤلاء اولاد وذرية يعقوب صلى الله عليه وسلم يا بني اسرائيل واسرائيل هو عبدالله يعقوب عليه الصلاة والسلام. اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم. نعمتي نعمة مفرد مضاف الى الضمير الى المعرفة - 00:19:06ضَ
الياء ومثل هذا يكسبه العموم. اذكروا نعمتي يعني اذكروا نعمي التي انعمت عليكم ونعمه تبارك وتعالى عليهم كثيرة كما قال الله تبارك وتعالى واني فضلتكم على العالمين وقال واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب - 00:19:27ضَ
الى غير ذلك مما ذكره الله تبارك وتعالى كانزال المن والسلوى وتظليل الغمام فهذا كله من انعامه وافضاله يذكرهم به ويطالبهم بمقتضاه من الشكر وان يحفظوا وصيته تبارك وتعالى لهم بان يؤمنوا - 00:19:51ضَ
بي كتبه ورسله وان يعملوا بشرائعه وانهم اذا فعلوا ذلك اتم لهم ما وعدهم اوفوا بعهدي اوفي بعهدكم وذلك ان الله تبارك وتعالى يرحمهم في الدنيا وينجيهم في الاخرة من - 00:20:16ضَ
العذاب ويأمرهم ان يخافوه وحده وان يحذروا نقمته تبارك وتعالى انهم كفروا به ونقضوا عهده لاحظ هذا الخطاب يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم هذا في تحريض وحث - 00:20:39ضَ
على الامتثال يا بني اسرائيل يا اولاد يعقوب يا ذرية يعقوب. فهو هنا يدعوهم بهذا الاسم المحبب اليهم الذي بالطاعة والاستقامة والاستجابة وتعالى واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار - 00:21:02ضَ
او لا اجداد بني اسرائيل هؤلاء الثلاثة هم اولاد يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم عليه الصلاة والسلام. اولو الايدي الجلد والقوة في طاعة الله والجهاد والدعوة والابصار اصحاب البصائر النافذة - 00:21:24ضَ
اولو الايدي والابصار قال انا اخلصناهم بخالصة ذكرا الدار الاخرة بين اعينهم لا تغيب عنهم بحال من الاحوال الله تبارك وتعالى يهيج نفوس بني اسرائيل يذكرهم بذكر ابيهم يعقوب صلى الله عليه وسلم - 00:21:44ضَ
يا بني العبد الصالح التقي المطيع كونوا كابيكم في متابعة الحق كما تقول يا ابن الكرام افعل كذا يا ابن الافاضل افعل كذا وتقول الرجل يا ابن الاخيار تقول للرجل يا ابن اهل الغيرة - 00:22:09ضَ
عليك ان تعنى بحجاب بناتك ونسائك اهلك اهل غيرة انت من اسرة معروفة فتذكره بذلك ثم ان هذا الاسلوب لا شك انه ادعى للقبول تأمل ما ذكر معه اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم. فاذا ذكروا بالنعمة - 00:22:34ضَ
فان هذا يقودهم الى الى الامتثال والاستجابة ويكون في ذلك من اقامة الحجة عليهم ما فيه اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم ويؤخذ من هذا ان ذكر النعم امر مطلوب شرعا - 00:22:59ضَ
يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها وهكذا في مواضع من كتاب الله تبارك وتعالى يذكر - 00:23:18ضَ
بنعمه لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها - 00:23:36ضَ
فالتذكير بالنعم مؤذن بانقياد النفوس التي تحمل قلوبا حية ثم ايضا الخطاب حينما يوجه الى مخاطب مخصوص هنا يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم. مع ان هذا مطلوب لجميع البشر - 00:23:58ضَ
ان يذكروا نعمة الله عليهم فهذا التوجيه لهذا الخطاب اما لكون هذا المخاطب اوعى من غيره فيخص بالخطاب مع ان ذلك لا شك انه يتوجه الى الجميع او لكون هذا المخاطب اولى ان يمتثل لكثرة نعم الله - 00:24:21ضَ
عليه وهنا وجه هذا لبني اسرائيل لكثرة النعم والله اعلم كان يسوسهم الانبياء في العصر الواحد يوجد جمع من الانبياء يسوسونه وهم قد قتلوا في يوم واحد سبعين نبيا كما صح ذلك - 00:24:42ضَ
عام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهؤلاء كانوا في حال من النعم الكثيرة اصطفاهم الله عز وجل على عالم زمانهم واني فضلتكم على العالمين واكرمهم واعطاهم واولاهم ولكنهم كفروا - 00:24:59ضَ
بالله تبارك وتعالى وما رعوا هذه النعم حق رعايتها فهؤلاء في الواقع كانوا اولى الناس بالامتثال والاستجابة واتباع النبي صلى الله عليه وسلم لما عندهم من العلم برسالته واحقية ما جاء به ولعلمهم - 00:25:20ضَ
باوصافه المذكورة في كتبهم واوفوا بعهدي اوفي بعهدكم واياي ترهبون اوفوا بعهدي اوفي بعهدكم فما هو عهده الايمان والتوحيد واتباع الرسل وعهد هؤلاء الذي اعطاهم هو ان من فعل ذلك - 00:25:42ضَ
رحمه وادخله جنته ونجاه من عذابه فقوله تبارك وتعالى هنا واياي فارهبون اياي تقديم المعمول على عامله يدل على الاختصاص والحصر اياي فهذا فيه توحيد الرهبة لله عز وجل ان يرهب العبد من ربه الرهبة هي خوف - 00:26:09ضَ
مع تعظيم الخوف على مراتب من مراتبه الرهبة واياي فارهبون وهكذا في قوله تعالى واياي فاتقون فهذا كله يفيد الحصر او يفيد الاختصاص التقوى تكون له وحده والخوف يكون منه - 00:26:36ضَ
وحده اتوقف عند هذا واسأل الله عز وجل ان ينفعني واياكم بما سمعنا يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:26:57ضَ