التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته يقول الله تبارك وتعالى بخطابه لبني اسرائيل بهذه السورة الكريمة سورة البقرة واقيموا الصلاة واتوا الزكاة - 00:00:00ضَ
واركعوا مع الراكعين هذا امر لهم اقام الصلاة على الوجه الصحيح المشروع مستوفية لشروطها واركانها وواجباتها وكذلك ايضا بايتاء الزكاة المفروضة على الوجه المشروع وان يكون امي في جملتي الراكعين المصلين - 00:00:22ضَ
واركعوا مع الراكعين وهذا امر لهم في الواقع ايضا بالدخول في الاسلام لانهم لا يمكن ان يأتوا بذلك على الوجه المشروع في وقت هذا الخطاب الا بدخولهم في الاسلام فان - 00:00:49ضَ
الكفار لا يقبل منهم صلاة ولا زكاة ولا عبادة من العبادات كما هو معلوم الا اذا دخلوا في الاسلام والله تبارك وتعالى يقول ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل - 00:01:07ضَ
منه فالله تبارك وتعالى لا يتقبل اعمال الكفار على جميع مللهم ونحلهم واديانهم ومذاهبهم والله تبارك وتعالى يقول وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وشبه اعمالهم بالرماد - 00:01:23ضَ
وكذلك ايضا بالسراب يؤخذ من هذه الاية ايها الاحبة من قوله تبارك وتعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة يؤخذ منها ان الصلاة والزكاة كانتا واجبتين على هؤلاء من بني اسرائيل وهما واجبتان في شرائع الانبياء عليهم الصلاة والسلام - 00:01:44ضَ
وكما ذكرت في بعض المناسبات بان اصول الدين العظام ومبانيه الكبار هذه قد اتفقت عليها الشرائع يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين فهذا موجود في خطاب هؤلاء الذي خطبوا به - 00:02:12ضَ
وكما قال الله تبارك وتعالى في الصيام يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم وقد بينا الكلام في ذلك مفصلا في شرح ايات الصيام وتفسيرها - 00:02:40ضَ
كما كتب على الذين من قبلكم وقلنا هذا التشبيه ذهب طوائف من اهل العلم الى انه في اصل الفرضية وقلنا هناك في جملة ما ذكر ان مثل هذا يخفف العبادة - 00:02:59ضَ
من شأنه ان يهونها على النفوس. لستم ببدع في هذا الامر لستم اول من يصلي او اول من يزكي او اول من يصوم وانما كان ذلك مفروضا على من قبلكم - 00:03:15ضَ
والانسان حينما يكلف بالتكاليف الشاقة ثم يقال له هذا الطريق قد سلكه سالكون قبلك وهذا العمل قد فرض على امم قبلك فان ذلك يخففه وهكذا في سائر المزاولات الصعبة الشاقة - 00:03:32ضَ
الانسان حينما يريد ان يسلك طريقا في سفر مخوفة او حينما يريد ان لربما يتعاطى لونا من العلاج لا يخلو من مخاطر او عملية جراحية او نحو ذلك. فيقال هذا عمله فلان - 00:03:54ضَ
وهذه الادوية قد تعاطاها فلان وهذه المزاولات قد زاولها قبلك فلان وفلان وفلان ويخف اثر ذلك عليه ويهون بخلاف ما اذا كان هو الطارق الاول لهذا السبيل فان ذلك يشق عليه - 00:04:12ضَ
فاذا عرف المؤمن ان هذه العبادات والفروض الكبار قد فرضت على هذه الامم قبلنا ان ذلك يخففها عليه وهكذا الحج فقد كان مفروضا عليهم وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان مسجد الخيف قد صلى فيه سبعون نبيا مسجد الخيف - 00:04:35ضَ
الذي في منى تعرفونه جميعا صلى فيه سبعون نبيا والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر بعض الانبياء في طريقه الى مكة كاني ارى فلان ابن فلان يسميه باسمه او كأني ارى فلانا - 00:04:58ضَ
على ناقة ويصف هذه الناقة وهو يرفع صوته بالتلبية ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يونس ابن متى وعلى كل حال يؤخذ ايضا من هذه الاية واقيموا الصلاة واتوا الزكاة - 00:05:14ضَ
ان الصلاة انما يطلب اقامتها لا نجد موضعا واحدا في كتاب الله ادوا الصلاح فان اقامة الصلاة تعني ان يأتي بها على الوجه المشروع مستوفية لما يطلب فيها من شرط وواجب ومندوب - 00:05:31ضَ
فاذا جاء بها على هذه الصفة فهي التي تؤثر الاثر المذكور المرتب عليها وذلك في قوله تعالى واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ان هنا تدل على التوكيد - 00:05:55ضَ
كما انها تدل على التعليل كانه يقول لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وذكرنا مرارا القاعدة المعروفة وهي ان الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه واقيموا الصلاة هنا واقيموا الصلاة واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء - 00:06:14ضَ
والمنكر فالوصف اقام الصلاة والحكم المرتب عليها انها تنهى عن الفحشاء والمنكر فبقدر اقامتها يكون اثرها بقدر ما نقيمها يحصل هذا الاثر من نهي عن الفحشاء والمنكر فاذا نقص ذلك الوصف يعني اقام الصلاة يصلي الانسان بلا قلب حاضر - 00:06:43ضَ
لا يقيم ركوعها وسجودها على الوجه المطلوب فان اثرها يضعف فيكون نهيها عن الفحشاء والمنكر ضعيفا كما نشاهد ثم ايضا هنا هذه الزكاة تحمل على المتبادر الى الاذهان اتوا الزكاة الزكاة المفروضة - 00:07:09ضَ
وقد ذكرت عصر هذا اليوم في الكلام على الزكاة ان الزكاة قيل لها ذلك لامرين الامر الاول انها بمعنى النماء هذا في المعنى اللغوي في اصله النماء فهذا يحصل به نماء - 00:07:32ضَ
المال ما نقص مال من صدقة والامر الثاني وهو الطهارة طهارة النفس من الشح والبخل وطهارة المال مما قد يشوبه من المكاسب التي ليست بتلك فيحصل الطهارة لهذا وهذا واما زكاة الفطر - 00:07:49ضَ
فهي طهرة للصائم تلك التي يقال لها زكاة الابدان او زكاة النفوس فهذه يحصل بها الزكاة لهذا الصوم مما قد يداخله واما الزكاة باطلاق زكاة النفوس والارواح والقلوب فذلك بالايمان قد افلح من زكاها - 00:08:12ضَ
وقلنا بان قوله تبارك وتعالى فويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة ان الارجح ان المقصود به زكاة الارواح والنفوس بالايمان والعمل الصالح والمباعدة عن الشرك ومساخط الله جل جلاله وتقدست اسماؤه - 00:08:39ضَ
فهنا واتوا الزكاة. لاحظوا هذه الاسماء الشرعية الصلاة صلة بين العبد وربه فهي نعمة جليلة ومنة عظيمة يبقى صلة بين هذا المخلوق الضعيف الهباءة بهذا الكون الواسع الشاسع وبين العظيم - 00:09:01ضَ
الاعظم. اذا كانت الكرة الارضية ايها الاحبة كحبة رمل في هذا الفضاء فما بال الناس فيها فتبقى هذه الصلاة صلة بين العبد وربه خمس فرائض وما بين ذلك من النوافل - 00:09:21ضَ
ما شاء فاذا قويت صلته بربه تبارك وتعالى فلا تسأل عن الطاف الله النازلة عليه فيكون في حال من المنعة والعزة والقوة والمهابة ويحصل له من السمو والراحة والروح والنعيم فيكون في جنة في الدنيا قبل جنة الاخرة. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ارحنا بها يا - 00:09:38ضَ
بلال انظروا اثر هذه الصلاة انظروا ايها الاحبة الى حالنا قبل الصلاة حينما اتينا الى المسجد والى حالنا بعد الصلاة فرق واضح في النفوس والوجوه والابدان واتوا الزكاة فهذه الزكاة هي زكاة على اسمها - 00:10:06ضَ
تطهير تطهير للنفوس والارواح تطهير للاموال وهذا شيء لا شك انه نعمة عظيمة ينبغي ان يغتبط بها العبد ان يستشعر انها منة من الله يطهر بها نفسه وماله في ان واحد لا ان - 00:10:27ضَ
من قبيل المغرم فتثقل عليه. فاذا اراد ان يخرج الزكاة بدأ يحسب الف حساب هذا فيه زكاة او هذا ما فيه زكاة هذه الارض انوي بها كذا ولا انوي بها كذا - 00:10:46ضَ
واذا جاء قبل الحول يبدأ يفكر كيف يتخلص من هذه الزكاة واذا جاء الحج بدأ يفكر كيف يأتي بحج لا هدي فيه فيشعر ان هذه العبادات المالية او البدنية او ما ركب منهما - 00:10:59ضَ
انها اثقال ترهق كاهله فاذا كان في صلاته يريد ان يتخلص منها واذا جاءت الزكاة يشعر ان ذلك قد قطع من قلبه فهذا المال الذي يخرج يشعر انه غير مخلوف وانه غير معوض وان هذا المال - 00:11:18ضَ
يذهب كانه ضريبة قد فرضت عليه. المؤمن يفرح ويسر ويحمد الله ويخفت ويسأل ربه تبارك وتعالى القبول. هذا هو الصحيح لمن عقل عن الله تبارك وتعالى وانظروا اسم هذه العبادات زكاة - 00:11:39ضَ
ليست ضريبة وليست مغرما وانما هي من قبيل المغنم بحق ثم ايضا تأمل قوله تبارك وتعالى في هذه الاية واقيموا الصلاة هذا امر فدل على انها كانت واجبة عليهم وكذلك الزكاة - 00:12:01ضَ
هل كانت هناك واجبات اخرى عليهم؟ الجواب نعم وفي خطاب الله تبارك وتعالى لاهل الايمان من هذه الامة يرد كثيرا الاقتران بين الصلاة والزكاة وقد ذكرت في بعض المناسبات كلام اهل العلم في الجواب - 00:12:22ضَ
عنه وقلت ان ذلك من وجهين. الوجه الاول والله تعالى اعلم ان الصلاة صلة بين العبد وربه والزكاة صلة واصلة الى الخلق الى اخوانه وان سعادة العبد دائرة بين الامرين - 00:12:39ضَ
حسن الصلة بالله والاحسان الى الخلق السعادة. مركب السعادة يدور على هذين الامرين. صلة العبد بربه كيف هي الامر الثاني الاحسان الى الخلق فذكر الصلاة والزكاة والوجه الثاني وهو ان هذه الصلاة - 00:12:59ضَ
هي رأس العبادات البدنية والزكاة هي رأس العبادات المالية والعبادات اما مالية واما بدنية في الاصل فالعبادات البدنية اعظمها الصلاة والعبادات المالية اعظمها الزكاة فذكر رأس العبادات البدنية ورأس العبادات المالية - 00:13:20ضَ
ليدل على ما عدا ذلك اقيموا الصلاة واتوا الزكاة فهذا وجه في الاقتران بين الصلاة والزكاة كثيرا في القرآن. وهذا يدل على انهما اعظم شرائع الدين بعد الشهادتين اعظم شرائع الدين كثير واقيموا الصلاة واتوا الزكاة كما قلنا في - 00:13:41ضَ
اول سورة البقرة ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين من هؤلاء الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون فهؤلاء هم المتقون الذي لا يصلي ولا يزكي ما حاله - 00:14:06ضَ
قد ضيع هذه الاصول الكبار بعد الشهادتين. ضيع اعظم اصلين فما ظنكم كيف تكون حياته في هذه الدنيا وراحته وسعادته وتوفيقه كيف يكون كيف يأكل وينام ويستيقظ ويذهب ويجيء وفي الاخرة - 00:14:29ضَ
فالنبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا ان اول ما ينظر في عمل العبد يحاسب عليه الصلاة فان قبلت نظرة في سائر عمله وان ردت رد سائر عمله هذا اول ما ينظر اليه - 00:14:47ضَ
والزكاة اخبرنا عن ذاك الذي لا يزكي ان كان صاحب غنم او ماذا تفعل به هذه البهائم وان كان صاحب ذهب او فضة فانها تصفح بصفائح من نار كما قال الله تعالى يوم يحمى عليها في نار جهنم - 00:15:01ضَ
فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون بل نعتني بهذا نرقب ربنا تبارك وتعالى في هذه الفرائض ولنحمل من تحت ايدينا على القيام بها - 00:15:19ضَ
على الوجه المطلوب وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها وكان يأمر اهله الصلاة فهذا مما يجب على الانسان كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته لا يصح ان يبقى هؤلاء في فرشهم - 00:15:39ضَ
فيتركون عطفا او شفقة او يتركون سآمة او انشغالا عنهم او قلة مبالاة ان الانسان سيحاسب ثم ايضا تأملوا قوله تبارك وتعالى واركعوا مع الراكعين اخذ منه جمع من اهل العلم - 00:15:59ضَ
وجوب صلاة الجماعة واركعوا مع الراكعين. قال مع الراكعين هذا المعنى ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وذكره جمع من العلم كالشيخ محمد الامين الشنقيطي. وذكره الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي - 00:16:19ضَ
واخرون ولكن على كل حال هذا يمكن ان يذكر على انه من باب الاستئناس ولكن عند التحقيق فانه قد لا يكون دليلا صريحا في وجوب صلاة الجماعة صلاة الجماعة دلت عليها ادلة صريحة واضحة - 00:16:34ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم هم ان يحرق على اقوام بيوتهم حيث تخلف عنه صلى الله عليه وسلم فهذا يدل على الوجوب لا يمكن ان يحرق على هؤلاء البيوت الا انهم تركوا - 00:16:52ضَ
واجبا وكذلك في صحيح مسلم من اثر ابن مسعود رضي الله تعالى عنه لما ذكر هذه الصلوات الخمس وانها من سنن الهدى ثم ذكر بعد ذلك في الاجابة اليها ونحو ذلك قال حيث ينادى بهن - 00:17:07ضَ
وانما ينادى بهن المساجد فلا يصلي الانسان في بيته لا بمفرده ولا جماعة وانما يصلي حيث ينادى بهم وما بنيت المساجد الا لهذا فالادلة على صلاة الجماعة الصريحة متحققة وموجودة لكن هل هذا من الادلة الصريحة الواضحة؟ الجواب لا - 00:17:26ضَ
لكن هذا يذكر في حشد الادلة لماذا لا نقول بان قوله واركعوا مع الراكعين انه ليس بصريح الله قال لمريم كما سبق قال واركعي مع الراكعين الية مأمورة بصلاة الجماعة؟ الجواب لا - 00:17:48ضَ
وهنا قال واركعوا مع والمقصود بذلك والله اعلم اي في جملتهم في جملة الراكعين يعني في جملة المصلي يكون داخلا مع هؤلاء يكون في جملتهم يعني انه موصوف بصفتهم وقد - 00:18:06ضَ
فعل فعلهم تحلى بحليتهم هذا المقصود والله تعالى اعلم مع ان اهل العلم كثيرا ما يذكرون هذا الدليل على وجوب صلاة الجماعة لكن هو ليس بصريح ليس بصريح فلا بأس ان يذكر مع غيره - 00:18:25ضَ
لكن عند التحقيق ليس من الادلة الصريحة ثم ايضا لاحظوا هنا انه عبر عن الصلاة بماذا بالركوع بجزء منها واذا عبر عن العبادة بجزء منها فان ذلك يدل على ان هذا الجزء - 00:18:43ضَ
ركن فيها هذه قاعدة حيث عبر عن العبادة بجزئها فذلك دليل على انه ركن منها. كما يعبر عن الانسان بالرقبة لماذا؟ لانه لا يمكن ان تنفصل عنه الا بمفارقة الروح - 00:19:00ضَ
ما عبر عن الانسان باليد او الرجل او بنحو ذلك انما رقبة لانها لا تنفك ولا تنفصل الا الانفصال عن الحياة فكذلك هذه العبادات وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا - 00:19:18ضَ
القراءة في صلاة الفريضة صلاة الفجر قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا. ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون صلاة الفجر كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. يجتمعون في صلاتي الصبح والعصر - 00:19:35ضَ
فتشهده ملائكة الليل وملائكة النهار مشهودة تشهده الملائكة فهنا عبر عن هذه الصلاة الفريضة صلاة الفجر بقرآن الفجر فدل على ان القراءة ركن ركن فيها وقوله تبارك وتعالى هنا يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم - 00:19:57ضَ
واوفوا بعهدي اوفي بعهدكم واياي فارهبون وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا باياته ثمنا قليلا واياي فاتقون الى ان قال واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين. فرتبها بهذا - 00:20:22ضَ
الترتيب حيث بنى بعض الكلام على بعض وجاء العطف هنا بالواو مع ان الواو لا تقتضي الترتيب فهنا افتتح بذكر النعم اول الانعام عليهم فهذا فيه تذكير بالمنة مما يقتضي - 00:20:43ضَ
الانقياد والاستجابة واختتم ايضا بالامر بالانقياد للمنعم واركعوا الركوع يدل على ماذا خضوع وتذلل للمنعم المتفضل جل جلاله وتقدست اسماؤه. وذكر بين ذلك جملة من الامور المتصلة بالاعتقاد امنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به وقضايا اخرى - 00:21:04ضَ
اتشتروا باياتي ثمنا قليلا الى غير ذلك مما ذكره من التكاليف البدنية والمالية مما يدعو الى الاستجابة والانقياد والخضوع لله جل جلاله وتقدست اسماؤه اتوقف عند هذا القدر واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين - 00:21:36ضَ
وهذه الاشياء التي اريدها ايها الاحبة هي اشارات ووقفات قليلة لا تفي بما تضمنته هذه الايات من الهدايات لا تظن بحالة من الاحوال ان هذا هو غاية ما يمكن ان - 00:22:04ضَ
وقد تفكرت كثيرا الى هذه الصلاة التي صليناها بعدها بنيهة وقبلها فيما لو زيد في هذه الهدايات لكن هذا امر قد يطول جدا الى سنين طويلة في رمضان وفي غير - 00:22:23ضَ
رمضان ونحن لا نستعجل لكن ايضا لا نريد ان يعني نحاول ان يكون في المجلس الواحد نتحدث عن هدايات من اية او من ايتين لكن الرسالة الثانية التي نريد ان تصل هذا القرآن مليء بالهدايات - 00:22:40ضَ
ونفتح قلوبنا له ونقبل عليه ونتدبر كلام الله عز وجل. فهذا الذي تسمعونه هو شيء قليل مما تضمنته هذه الايات تفتح افاقا ويكون ذلك سبيلا الى مزيد من الاقبال والنظر والتأمل ولذلك - 00:22:56ضَ
اعرض بعد كل مرة على الاخوان يقول من عنده اضافات على ما ذكر فلا تظن ان هذا نهاية المطاف يمكن ان يجلس في الاية الواحدة مدة اضعاف هذا الذي يذكر وليس من عندي ولا من كلامي ولا من استنباطاتي لكن كلام اهل العلم - 00:23:16ضَ
كلام اهل العلم القرآن كتاب عجيب مليء بالكنوز فاقبلوا عليه واعرف قدره ولا تقرأ بقلب معرض واشتغل او تقرأ قراءة من يريد الاجر فقط بالقراءة والتلاوة ولا يقف ولا ينتفع وهذا القرآن الذي نسمعه في الصلاة - 00:23:36ضَ
لو تأمل الانسان الايات التي تقرأ لوجد ما لا يقادر قدره من الهدايات والمعاني العظام عجبا والله كيف تضل امة او كيف يضل فئام من الامة وكتاب الله عز وجل - 00:23:57ضَ
موجود يتلى كأنه قد انزل اللحظة - 00:24:16ضَ