مجالس في تدبر القرآن

مجالس في تدبر القرآن | (035) قوله تعالى: وإذ نجيناكم من آل فرعون يسمونكم سوء العذاب ... الآية

خالد السبت

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة في الكلام على هذه الايات التي خاطب الله تبارك وتعالى بها بني اسرائيل في هذه السورة الكريمة سورة البقرة - 00:00:00ضَ

فيقول مذكرا لهم بالائه ونعمه مذكرا بني اسرائيل بالنعم واذ نجيناكم من ال فرعون واذكروا نعمتنا عليكم. اذ هذه اذا رأيتها واذ تقول واذ نجيناكم تكون مسبوقة بذكر مقدرا على قول كثير من المحققين من اهل اللغة والتفسير - 00:00:25ضَ

يعني واذ نجيناكم واذكروا اذ نجيناكم واذ تقول للذي انعم الله عليه واذكر اذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه فهنا واذ نجيناكم اذكروا نعمتنا عليكم حين انقذناكم وخلصناكم من بطش فرعون - 00:00:56ضَ

واتباعه وهم يذيقونكم اشد العذاب فيكثرون من ذبح ابنائكم وترك بناتكم للخدمة والامتهان. وفي ذلكم اختبار من ربكم وفي انجائكم منه ايضا نعمة عظيمة فهذا الابتلاء الذي وقع عليكم من القتل ذبح للاولاد يسمونكم سوء العذاب ابتلاء. فالابتلاء يكون بالخير ويكون - 00:01:20ضَ

بالشر بالمحبوب وبالمكروه ونبلوكم الشر والخير فتنة وهنا الله تبارك وتعالى ابتلاهم بهذا وهذا فان جاؤهم ايضا كان من البلاء العظيم فالانعام يقال له ذلك فهنا يذكرهم بان هذه النعمة تستوجب - 00:01:46ضَ

الشكر لله عز وجل واذ نجيناكم من ال فرعون. ولاحظوا كما ذكرنا من قبل بان الانجاء حصل لاجدادهم. والخطاب جاء موجها الى الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم وقلنا بان علة ذلك ان النعمة الواصلة للاباء - 00:02:12ضَ

تلحق الابناء. فالله يمتن على هؤلاء المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم بنعمة حصلت لابائهم فهي واصلة الابناء فصح الامتنان على هؤلاء يعني لا يحق لاحد منهم ان يقول لم يحصل لنا هذا. هذا حصل لاجدادنا - 00:02:33ضَ

فهم على كل حال تبع لهم في ذلك. ولاحظوا هنا واذ نجيناكم من ال فرعون. اضاف التنجية الانجاء اليه سبحانه وتعالى فالنجاة لا تتحقق الا من قبله سبحانه والله تبارك وتعالى - 00:02:53ضَ

هو الذي ينجي عباده من الكروب والشدائد قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب فهنا اذا وقع العبد في الشدة فينبغي ان يتذكر ان طريق النجاة بالالتجاء الى الله تبارك وتعالى - 00:03:15ضَ

وسوالف ذلك وبالاستقامة على طاعته والايمان به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك. احفظ الله في حدوده يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وقال تعرف الى الله في الرخاء - 00:03:36ضَ

يعرفك في الشدة وانظروا الى حال اولئك الذين الثلاثة الذين اطبقت عليهم الصخرة فقد توسلوا بصالح اعمالهم فهنا يقول الله عز وجل واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب - 00:03:58ضَ

يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم لاحظوا هنا انه فسر ذلك فسر سوء العذاب بتذبيح الابناء واستحياء البنات يذبحون فجاء بالفعل المضارع وجاء به بهذه الصيغة يذبحون التي تدل على التكفير كثرة الذبح - 00:04:21ضَ

يذبحون ابناءكم يذبحون ما قال ذبحوا ابناءكم وانما قال يذبحون يذبحون يعرض عليهم هذا المشهد الذي مضى وانقضى كانهم يشاهدونه الان السكين في رقبة الطفل حديث الولادة وهذه اعظم في استحضار المنة والنعمة - 00:04:50ضَ

يذبحون ابناءكم انما يعبر عن امر مضى بالفعل المضارع ويأتي بهذه الصيغة الدالة على التكفير يذبحون يفعلون كانك تشاهدها تذبيح هؤلاء الاطفال وهذا يدل على ابروت فرعون وتذبيح هؤلاء الصغار - 00:05:19ضَ

بعض اهل العلم قال ان سببه ان فرعون قيل له اما برؤية عبرت او بكهانة تكهنت بانه سيخرج من هؤلاء الاسرائيليين وكان الاسرائيليون قد جاءوا الى مصر وذلك كما هو معلوم اولاد يعقوب صلى الله عليه وسلم - 00:05:40ضَ

حينما صار يوسف صلى الله عليه وسلم عزيزا في ارض مصر قال واتوني باهلكم اجمعين. فجاء يعقوب مع زوجته واولاده جميعا وكما ذكر الله تبارك وتعالى في تعبير الرؤيا اني رأيت احد عشر كوكبا - 00:06:06ضَ

اولى اخوته وهو الثاني عشر والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. الاب والام فتحقق ذلك وخروا له سجدا فبقوا في مصر وتناسلوا فكان الاسباط وهم قبائل بني اسرائيل هؤلاء الاسباط من ذرية يعقوب - 00:06:26ضَ

تناسلوا من اولاده هؤلاء وكثروا والمؤرخون يذكرون المدة التي كانت بين يوسف صلى الله عليه وسلم او بين مجيء يعقوب صلى الله عليه وسلم مع بنيه الى مصر وحينما خرجوا مع موسى عليه الصلاة والسلام - 00:06:49ضَ

وكم عدد هؤلاء؟ لكنها اخبار اسرائيلية لا يعول عليها بعضهم يذكرون انهم بلغوا ثمانين الفا وبعضهم يذكرون انهم بلغوا اكثر من مائتي الف فالمقصود ان تذبيح هؤلاء الاولاد قيل بان ذلك - 00:07:06ضَ

حينما استقر عند فرعون انه يخرج من هؤلاء الاسرائيليين يولد لهم غلام يكون هلاك فرعون على يده فصار يذبح هؤلاء الاولاد هارون عليه الصلاة والسلام ما ذبح قالوا بانه كان يذبح سنة - 00:07:27ضَ

ويترك سنة لماذا؟ قال حتى لا يفنيهم فيبقيهم للخدمة يبقي بعضهم للخدمة حتى لا ينقرضوا والله تبارك وتعالى اخبرنا عن اما اوحى الى ام موسى واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه - 00:07:49ضَ

فاذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين فهنا هذا قاله بعض اهل العلم في التعليل وبعضهم يقولون بان ذلك كان التذبيح يعني كان بسبب انه اراد اضعافهم - 00:08:07ضَ

ان يضعف بني اسرائيل بحيث يبقون تحت السيطرة ويشتغلون في الخدمة دون ان يفنيهم يعني بصرف النظر عما قيل من انه حصل كهانة او رؤية او غير ذلك انما اراد اضعافهم - 00:08:29ضَ

فصار يذبح سنة ويترك سنة ليبقون اقلية تكفي للغرض الذي اراده فرعون وهو ان يكون هؤلاء في خدمة الفراعنة يذبحون ابنائكم ويستحيون نساءكم. لاحظ هذا ذكره في جملة البلاء العظيم. قد يقول قائل - 00:08:46ضَ

ابقاء البنت حية هذه نعمة فلم تذبح يذبحون فقط الابناء فما وجه كون ذلك من البلاء؟ الجواب عن هذا ان ابقاء البنت حية في يد عدوها يستذلها ويهينها ويسخرها في الاعمال المذلة المهينة الشاقة ان هذا من اعظم - 00:09:08ضَ

البلاء حينما يستحضر الانسان ان بنته تستذل تكون سخرة لهؤلاء الفراعنة في الاعمال التي يترفعون ويتنزهون عنها فهذا الشاق الموت اسهل عليه من هذا من كونها تبقى في يد هؤلاء - 00:09:33ضَ

الاعداء لكن لاحظوا هنا بهذه السورة الكريمة سورة البقرة لما ذكر ما يفعلون بهم يسومونكم سوء العذاب مباشرة قال يذبحون ابناءكم ما جاء بحرف العطف ما قال ويذبحون ابناءكم قال يذبحون ابناءكم فكان تفسيرا لسوء - 00:09:54ضَ

العذاب الذي كانوا يصومونهم به فحذفت الواو. لكن في سورة ابراهيم قال يصومونكم سوء العذاب ويذبحون ابناءكم. ويستحيون نساءكم هناك قال ويذبحون ابناءكم ما الفرق بين المقامين؟ هنا تذكير بجنس النعمة. اذكروا نعمتي - 00:10:17ضَ

النعمة جنس مضاف الى معرفة تذكير لهم بجنس النعمة فجعل ذلك تفسيرا لهذا يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم. ليس مقام تفصيل في النعم وتعداد هناك في سورة ابراهيم عليه السلام - 00:10:40ضَ

قال وذكرهم بايام الله فهو مقام تفصيل للنعم تعداد للنعم فجاء بها مفصلة ويذبحون ابناءكم هذه حينما خلصهم منها هذه نعمة مستقلة وهكذا ويستحيون نسائكم هذا فرق بين المقامين وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. الاحظ التفخيم - 00:10:59ضَ

في التنكير بلاء وعظيم بلاء نكره ثم وصفه بانه عظيم فهذا يدل على التهويل يدل على التهويل وال الرجل كما ذكرنا في الكلام على الاذكار وفي شرح التسهيل في شرح المقدمة الثانية في الغريب الال - 00:11:30ضَ

هاد الال يطلق باطلاقات متعددة ال الرجل فتارة او من هذه المعاني حتى لا يطول المقام من هذه المعاني ان يقال ذلك في يدخل فيه الرجل الذي اضيف اليه ال فرعون - 00:11:59ضَ

ويدخل فيه اتباعه فهنا حينما يقول واذ نجيناكم من ال فرعون فيدخل في فرعون واتباع فرعون وهكذا في قوله واغرقنا ال فرعون اول من غرق او فرعون هو المقصود اساسا - 00:12:19ضَ

يكون داخلا في ذلك حينما نقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد هنا ذكر محمدا صلى الله عليه وسلم ثم ذكر اله فالال هنا غير لما عطف عليه صار غير - 00:12:39ضَ

الرجل الذي اضيف اليه ال محمد فيدخل فيه الال الذين هم زوجاته وقرابته ممن منعوا الصدقة ويدخل فيه ايضا اتباعه على دينه فالال يطلق باطلاقات متعددة. اطلاق ضيق اطلاق اوسع واطلاق واسع جدا - 00:12:56ضَ

على كل حال هذا ما يتعلق بهذا الموضع اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:13:23ضَ