مجالس في تدبر القرآن

مجالس في تدبر القرآن | (039) قوله تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ... الآية

خالد السبت

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته يقول الله تبارك وتعالى بجملة ما خاطب به بني اسرائيل واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره - 00:00:01ضَ

فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون واذكروا حين قلتم يا موسى لن نؤمن لك لن نصدق ولن يكون لنا انقياد واذعان لك حتى نرى الله - 00:00:22ضَ

جهره لما كلم الله عز وجل موسى عليه الصلاة والسلام طمعوا في رؤيته جل جلاله وتقدست اسماؤه وجعلوا ايمانهم موقوفا على هذه الرؤية لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره - 00:00:52ضَ

نراه عيانا ماذا كانت النتيجة فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون نزلت عليهم الصاعقة من السماء والصاعقة يقول فيها المفسرون بانها نار محرقة تنزل من السماء وبعضهم يقول صوت شديد مزعج مهلك - 00:01:14ضَ

الى غير ذلك من عباراتهم وهذا في الواقع تفسير لها اما بمظهرها او ببعض مظاهرها واما تفسير لها باثرها يعني من مظاهرها الصوت المزعج لانها تكون مع الرعد ومن اثارها - 00:01:42ضَ

الحرق ان ما نزلت عليه يحترق فهذا تفسير لها بالاثر والا فالواقع انها في حقيقتها ليست كذلك والمعاصرون يقولون بانها شحنة كهربائية هائلة تنزل فيكون اثرها الاحراق والتدمير والاهلاك على ما وقعت - 00:02:06ضَ

عليه كما هو معلوم مشاهد فنزلت عليهم هذه الصاعقة فاخذتهم وهم ينظرون وهم يشاهدون وينظرون اليها وهي تنزل او انهم يشاهدوا بعضهم بعضا حيث يتساقطون صرعى بسبب هذه الصاعقة يؤخذ من هذه - 00:02:29ضَ

الاية ايها الاحبة في هذا الخطاب الذي خطب به المعاصرون للنبي صلى الله عليه وسلم واذ قلتم يا موسى والذي قال ذلك هو اجدادهم وقد ذكرنا قبل قاعدة في هذا - 00:02:56ضَ

وهي ان المذمة التي تلحق الاباء تكون لاحقة للذرية اذا كانوا على طريقتهم. بهذا القيد كما ان النعمة الواصلة الى الاباء تلحق الابناء ولهذا تجدون في هذه الخطابات لبني اسرائيل - 00:03:14ضَ

يخاطبهم يخاطب الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بنعم انعمها على اسلافهم وكما سيأتي في قوله وانزلنا عليكم المن والسلوى ليس لهم ان يقولوا ما نزل علينا هذا ولا رأيناه - 00:03:35ضَ

هذا نزل على اجدادنا فالنعمة الواصلة للاباء لاحقة لي الذرية والابناء فصح الامتنان عليهم بهذا وتوجيه الخطاب الى المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم كذلك في المذمة والمسالب - 00:03:52ضَ

فهنا واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ووبخهم على فعل اسلافهم لانهم على طريقتهم على نفس السبيل وهم لا ينكرون ذلك ولا يتنصلون مما صدر من - 00:04:14ضَ

اسلافهم ولاحظوا قوله تبارك وتعالى لموسى صلى الله عليه وسلم لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره لاحظوا الخطاب واذ قلتم يا موسى ما قالوا يا رسول الله والله عز وجل يقول - 00:04:36ضَ

في الاية الاخرى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ان تحبط اعمالكم لا تجعلوا دعاء الرسول يعني حينما تدعونه قولوا يا رسول الله لا تقل يا محمد كما يدعو بعضكم بعضا - 00:04:55ضَ

يدعوه باسمه او يناديه يا فلان لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعض لا وقروه وعظموه واجلوه قولوا يا رسول الله وتحتمل من المعاني لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم يعني اذا دعاك - 00:05:12ضَ

فاعجبه قال يا زيد ولو كنت في صلاة كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد انكر النبي صلى الله عليه وسلم على من دعاه فلم يجبه تج عليه بقوله يا ايها الذين امنوا - 00:05:33ضَ

استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم استجيبوا لله ولرسوله اذا دعاكم دعاك هنا يحتمل دعاك بمعنى ناداك يا زيد ودعاك يعني دعاك الى الايمان وهذا هو السياق لكن يؤخذ من عموم اللفظ - 00:05:50ضَ

المعنى الاخر الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. والقرآن يعبر به بالالفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة ويحتمل قوله تبارك وتعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا - 00:06:09ضَ

لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يعني حينما يدعو على احدكم فليس ذلك كدعاء احادكم على بعض لا تجعلوا دعاء الرسول اذا دعا على احد بالهلاك او العذاب - 00:06:25ضَ

فهذا ليس كدعاء احاد الناس لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لماذا فلاحظ هذا النهي هذه المعاني جميعا صحيحة والاية والله اعلم تشمل ذلك - 00:06:46ضَ

فصار من المعاني الصحيحة الداخلة فيه لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. يعني اذا دعوتموه قولوا يا رسول الله تأدبوا معه في هذا الخطاب وهنا هؤلاء اليهود ينادون نبيهم - 00:07:08ضَ

يا موسى فعل اهل الجفاء والجفوة وهذا لا يليق بل لا يليق مع الوالد او الكبير من الناس ان يدعى باسمه هكذا والنبي حقه اعظم من حق الوالد فهو بمنزلة الوالد وزيادة - 00:07:27ضَ

والله تبارك وتعالى يقول النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم. وازواجه امهاتهم وفي القراءة الاخرى في قراءتين لابي بن كعب ولابن عباس رضي الله عنهما لكنها غير متواترة. النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم - 00:07:49ضَ

وهو اب لهم وازواجه امهاتهم النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم وهو اب لهم فالابوة ابوتان ابوة ولادة فهو سبب وجودك في هذه الحياة فله حق فحقه يأتي بعد حق الله عز وجل - 00:08:08ضَ

والابوة الثانية ابوة التربية فهو الذي يرفعك ويسمو بك بهذه التربية والتعليم وهذا شأن الانبياء عليهم الصلاة والسلام وورثة الانبياء من العلماء الربانيين ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون - 00:08:28ضَ

فابوة يحصل بها الوجود والخروج الى الحياة وابوة يحصل بها الصعود والعلو ولهذا في قوله تبارك وتعالى عن قول لوط صلى الله عليه وسلم للملائكة وما عرفهم حينما خاطب قومه - 00:08:53ضَ

قال يا قومي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي اليس منكم رجل رشيد هؤلاء بناتي ماذا يقصد اقوال المفسرين ومن الاقوال المشهورة في هذا وهو قول له وجه قوي من النظر - 00:09:11ضَ

انه قصد هؤلاء بناتي يعني بنات القبيلة تزوجوهن تتعففون بذلك عن الحرام والشذوذ باتيان الذكران من العالمين. هؤلاء بناتي باي اعتبار باعتبار ان النبي بمنزلة الوالد لقومه بهذا الاعتبار على كل حال انظروا الى هذا الجفاء - 00:09:30ضَ

ثم انظروا ايضا هذه العبارة التي عبر بها لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة جهر هنا منصوب باعتبار انه مصدر مؤكد لقولهم ارنا ارنا الله جهرة لو قالوا ارنا الله لن نؤمن لك حتى نرى الله - 00:09:54ضَ

نرى الله يحتمل انه نرى الله رؤية علمية رؤية منامية يتصور من اناس ان يعلقوا الايمان حتى يروا الله الكفار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهم اهل شرك وثنية - 00:10:17ضَ

قالوا او نرى ربنا لقد استكبروا في انفسهم واتوا عتوا كبيرا فهذا قد لا يستغرب من المشركين في وثنيتهم لكن هؤلاء الكتاب وهؤلاء هم النخبة الذين اصطفاهم موسى صلى الله عليه وسلم واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا - 00:10:33ضَ

هؤلاء نقاوة الناس السبعون يقولون مثل هذا الكلام الاحظ هنا العبارة لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا ما قالوا عيانا جهرها افصح واخف في النطق وعلى السمع حتى نرى الله جهره - 00:10:53ضَ

يعني كفاحا رؤيا لا لبس فيها ولا غموض واذى من بلاغة القرآن يقولون لا يوجد لفظة تقوم مقام لفظة يعني لو فتشت القواميس من اجل ان تستبدل لفظة بلفظة تظن انها ترادفها - 00:11:17ضَ

فلن تجد يعني لو قالوا مثلا لو وضعت مكانها لن نؤمن لك حتى نرى الله عيانا يقال عيانا وعيانا بالفتح والكسر لن يكون وقعها كلفظة جاره ولذلك الاعرابي الذي سمع قارئا يقرأ فاصدع بما تؤمر سجد. قيل لما سجد؟ قال لفصاحته - 00:11:37ضَ

كانوا يدركون يتذوقون هذه الفصاحة ووقع هذه الالفاظ واثرها على السمع او السامع ثم انظروا ايضا هذه العقوبة فاخذتكم الصاعقة طلبوا امرا لا يسوغ لهم طلبه. ومن طلب ما لا يسوغ له - 00:12:02ضَ

فانه حري بالعقوبة بمثل هذا ثم ايضا لاحظ انه قال فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون. هذا ابلغ واشد في النكاية كما انهم رأوا فرعون وهو يسقط في البحر ويغرق ويصارع الموت - 00:12:24ضَ

وهم ينظرون كذلك ايضا اخذتهم الصاعقة وهم وهم ينظرون ولذلك الذي يعاين اسباب الهلاك ويراها غير الذي يأتيه الشيء من غير ترقب ولا نظر ولهذا ذكرت لكم في بعض المناسبات القتلى صبرا قلنا هو ان يحبس الانسان القتل يقاتل القتل فيقتل وهو ينظر - 00:12:45ضَ

تجد كلام الادباء والشعراء ونحو ذلك في توصيف نظر هذا للسيف كيف ينظر اليه من طرف خفي يرمقه بطرف عينه فهذا وقعه اشد عقبة ابن ابي معيط قتل بعد غزوة بدر كان قد اسر - 00:13:09ضَ

واخذ فامر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب عنقه بالصفراء في طريقه مقفله صلى الله عليه وسلم من بدر الى المدينة ناحية منطقة ارض يقال لها الصفراء في الطريق فقال اأقتل - 00:13:28ضَ

بين قريش صبرا يعني كيفي يقع مثل هذا اوقتل بين قريش صبرا على كل حال قال الله تبارك وتعالى بعد هذا ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون هذا يدل على ان - 00:13:44ضَ

هذه الصاعقة التي اخذتهم لم تكن غشية بعض العلماء يقول كانت غشية والصحيح انها ليست بغشية بدليل ان الله عز وجل قال ثم بعثناكم من بعد موتكم فماتوا وهذا احد المواضع في سورة البقرة - 00:14:06ضَ

التي تدل على هي من دلائل قدرة الله على البعث واحياء الموتى هذا موضع الموضع الاخر طيور ابراهيم فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا. والثاني - 00:14:26ضَ

او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها والثالث المتر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت؟ فقال لهم الله موتوا ثم احياهم بقي شيء ان الله يأمركم ان تذبحوا - 00:14:48ضَ

بقرة فاحيا الله هذا القتيل بضربه بجزء منها هذا الرابع والخامس هذا خمسة مواضع في سورة البقرة هي من ايات الله ودلائل قدرته على البعث والنشور دلائل البعث انواع احد هذه الانواع وتحته - 00:15:05ضَ

ادلة متعددة هو اولئك الذين اماتهم الله ثم احياهم في سورة البقرة خمسة مواضع من هذا النوع من الادلة. ودليل واحد من ادلة القدرة على البعث ففي سورة البقرة خمسة امثلة - 00:15:29ضَ

تدل عليه ثم بعثناكم من بعد موتكم والله على كل شيء قدير لعلكم تشكرون اي من اجل ان تشكروا نعمة الله عز وجل عليكم وتستدرك هذا النقص والتقصير والعتو على الله وعلى رسله عليهم الصلاة والسلام فهذه نعمة كونها الانسان - 00:15:48ضَ

مات فاحياه الله من جديد حياة جديدة فرصة جديدة في الحياة يحتاج ان يجدد العمل ويراجع نفسه وقل مثل ذلك فيمن عاين اسباب الهلاك فانجاه الله منها وقع له مرض - 00:16:12ضَ

اشفى على الهلكة سلم ودع وصى يئس من الدنيا ثم اعاده الله من جديد فبرئ طيب وين العمل يعود كثير من الناس الى ما كان عليه انقلب في السيارة ثلاث اربع خمس مرات قلبات - 00:16:30ضَ

شاف الموت امامه طلع الحمد لله على السلامة حفلة صدقة انتهينا انظر الى السلوك بعدها تغير تغيرت الحال هذه حياة جديدة الله قد امتن عليك بها كثير حصل لهم اقل بكثير مما حصل لك وماتوا. وانت ما شاء الله - 00:16:49ضَ

ولا مشخ كما يقال هذه حياة جديدة احمد الله عز وجل ببعض النفوس لا يوفق اصحابها ولا يعتبر ولا يتفكر واذا مضى وقت على هذا المرض الذي اصاب ويئس من الحياة وكان الناس يقولون لا تيأس من روح الله - 00:17:11ضَ

بعد ذلك يبرأ ثم ينسى تماما ما كأن شيئا قد وقع دي مشكلة العبد المؤمن العاقل الرشيد والذي يتعظ ويعتبر بكل ما يقع له ويحمد الله عز وجل. ويجعله ذلك يراجع نفسه من جديد - 00:17:32ضَ

يراجع حساباته لربما ذهبت نفسه في هذه او تلك ولهذا قيل العاقل من وعظ بغيره. والشقي من وعظ بنفسه ومن الناس من لا يتعظ لا بغيره ولا بنفسه فهذا اشقى - 00:17:53ضَ

من الشقي نفسه بكل ما تراه عبر وعظات اعتبر بكل ما تشاهد ان رأيت محسنا او مسيئا فهذا كله فيه ابر الحياة كلها عبر لعلنا نتوقف هنا فاسأل الله عز وجل ان يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا - 00:18:10ضَ

وذهاب احزاننا وجلاء همومنا. اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم ارحم موتانا واشفي انا اعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا - 00:18:33ضَ

والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:18:52ضَ