التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة في الكلام على هذه الايات التي يذكر الله تبارك وتعالى فيها قصص بني اسرائيل - 00:00:01ضَ
وما جرى منهم وما جرى عليهم فبعد ان ذكر الله تبارك وتعالى خبرهم بقصة القتيل الذي تدارؤوا قتله وتدافعوه ثم بعد ذلك امرهم نبيهم موسى صلى الله عليه وسلم ان يذبحوا بقرة بامر الله - 00:00:23ضَ
عز وجل فكان منهم من التعنت ما كان ثم بعد ذلك اراهم الله هذه الاية وهي احياء هذا القتيل فكان نتيجة ذلك وعاقبته انقست قلوبهم في موطن ترق فيه القلوب وتلين - 00:00:47ضَ
وتستكين وتخضع الى ربها وباريها بعد ان رأت هذه الايات العظام فالله تبارك وتعالى بعد هذا يسلي نبيه صلى الله عليه واله وسلم واهل الايمان افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله - 00:01:08ضَ
ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون هؤلاء لا مطمع في ايمانهم هؤلاء لا يرجى انقيادهم وقد كانوا بتلك المثابة يسمعون كلام الله ثم يحرفونه بعد ان فهموا وعقلوا - 00:01:29ضَ
معناه يصرفونه الى غير مراد الله تبارك وتعالى يصرفون الفاظه كما يصرفون ايضا معانيه وهم يعلمون ذلك يعلمون هذا الجرم الذي صدر عنهم فلم يكن ذلك قد وقع بطريق الخطأ - 00:02:00ضَ
فهذا فيه تسلية لي النبي صلى الله عليه وسلم ولاهل الايمان بان لا يحزنوا ولا يأسوا على كفر هؤلاء واعراضهم مهما ظهر لهم من البينات والايات الدالة على احقية ما جاء به رسول الله صلى الله عليه - 00:02:24ضَ
وسلم فهم قوم عتات اتات على الله وعتات على رسله عليهم الصلاة والسلام وهم عتات على الحق في مثل هذه الحال التي يسمعون فيها كلامه تبارك وتعالى يقع منهم التحريف - 00:02:53ضَ
ويؤخذ من ذلك ان من لم يؤمن بما هو اظهر وابين لا يرجى منه ان يؤمن بما هو اخفى يعني اذا كانوا في هذه الحالة يسمعون كلام الله ثم يحرفونه - 00:03:16ضَ
بعد عقلهم له من بعد ما عقلوه وهم يعلمون فكيف يكون ايمانهم بما هو ليس بهذه المرتبة فهذا الذي يسمع كلام الله ثم يقع منه التحريف بعدما عقله ابعد ما يكون عن - 00:03:34ضَ
الاستجابة والاهتداء فلا يطمع في ايمانه كذلك ايضا هنا خص الله تبارك وتعالى اليهود بتحريف كلامه في هذا الموضع وفي مواضع اخرى من كتاب الله تبارك وتعالى يحرفون الكلم من بعدي - 00:03:57ضَ
مواضعه ولا زال الحال على ذلك الى يومنا هذا ولو قرأتم في تاريخ ترجمة القرآن ومبتدأ ذلك ستجدون ان اول من قام بالترجمة هم احبار اليهود وكذلك ايضا وقع ذلك من قبل بعض - 00:04:24ضَ
النصارى هؤلاء حرفوه منذ زمن بعيد بطريق الترجمة لكنهم حبسوا تلك الترجمات من اجل ان يرجعوا اليها عند الحاجة ولم تظهر المطابع انذاك يعني هذا قبل قرون طويلة قبل اكثر من سبعة قرون - 00:04:55ضَ
فما اظهروها ولكن لما ظهرت المطابع اظهرت بعض الترجمات فاضطر المسلمون الى الدخول في هذا الباب باب الترجمة ولم يكن ذلك قد فتح فيما مضى لان الناس كانوا في غنية - 00:05:20ضَ
وكان الاسلام عزيزا واذا فتح شيء من البلاد تعلم اهلها العربية ويقرأون القرآن باللغة العربية وغاية ما هنالك في كتب اهل العلم كتب الفقه انما هو الكلام بترجمة الفاتحة ونحو ذلك - 00:05:43ضَ
لمن دخل في الاسلام ولم يمكنه ان يتعلم ذلك باللغة العربية هل يترجم له وهل يصح ان يقرأها بالفارسية او لا؟ نقل هذا عن بعض الفقهاء من اهل الكوفة ولكن - 00:06:03ضَ
ترجمة القرآن من اوله الى اخره لم يكن ذلك على بالهم فضلا عن ان يكون ذلك عملا واقعيا ولكن لما وجدت المطابع وطبع هؤلاء تلك الترجمات التي كتبها اليهود ونصارى - 00:06:21ضَ
تشوه دين الاسلام فهنا جاء الحديث عن الترجمة ووقع في ذلك خلاف كثير وجدل كبير فمن مانع لها ومن مجيز بضوابط الى ان صار هذا القول هو السائد وتنوسي القول الاول مع انه قال به علماء كبار - 00:06:42ضَ
وارجعوا الى ما كتب في اوائل القرن الماضي كانت هذه القضية محل جدل كثير والف فيها مؤلفات وكتب فيها مقالات اختلف العلماء فيها اختلافا مشهورا الا ان ذلك قد تنوسي مع الايام وصارت الترجمة امرا - 00:07:08ضَ
سائغا لا يستشكله الناس في مثل هذه الايام. المقصود ان هؤلاء هم اول من قاموا بالترجمة لكنها ترجمة محرفة تشوه الاسلام قبل مدة ليست بالبعيدة قبل سنوات اعلنت وزارة خارجية دويلة اسرائيل - 00:07:32ضَ
بانها قد اطلقوا مشروعا عالميا لتفسير القرآن بعنوان قرآن نت وما ظنك بهؤلاء اليهود اذا كانوا يتعاملون مع التوراة يحرفونها كما قال الله عز وجل تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا - 00:07:58ضَ
فما ظنكم بصنيعهم وفعلهم مع القرآن اذا كان هذا يفعلونه مع كبير انبيائهم موسى صلى الله عليه وسلم ويقولون حينما سمعوا الله يكلم موسى عليه الصلاة والسلام يقولون في النهاية - 00:08:24ضَ
سمعناه يقول ان شئتم فافعلوا وان شئتم فلا تفعلوا هؤلاء اليس فيهم طب كما يقال ولا يرجى منهم ايمان ولهذا جاء هذا الاستفهام بهذه الصيغة. الاستفهام الانكار افتطمعون وهو مضمن المعنى النفي. يعني هؤلاء لا مطمع فيهم - 00:08:46ضَ
وفيه معنى ايضا التقرير لعدم ايمانهم ومعنى التعجب ايضا كل ذلك مضمن فيه فكأنه قيل فلا تطمعوا ان يؤمنوا لكم او فاعجبوا من طمعكم في ايماننا. امر يثير التعجب. افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كانوا - 00:09:14ضَ
يسمعون كلام الله ثم يحرفونهم بعد ما يعني كيف يقع هذا؟ هذا امر يثير العجب هؤلاء لا مطمع فيهم ويؤخذ من قوله تبارك وتعالى ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون - 00:09:37ضَ
ان التحريف بعد عقل المعنى اعظم وذلك لان الجاهل قد يصدر منه بعض التصرفات عن جهل لانه لم يدرك المراد ولكن من عقل الشيء وفهمه وعرفه فان ذلك يكون اقبح - 00:09:56ضَ
في حقه فقد اشترى على محادة الله تبارك وتعالى مع علمه بذلك من بعد ما عقلوه وهذا فيه توبيخ لهؤلاء اليهود وذلك يلحق المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك كما ذكرنا بان - 00:10:19ضَ
المساوئ التي تكون صادرة من قبل الاباء فانها تلحق المذمة المتوجهة الى الاباء تلحق الابناء اذا كانوا على طريقتهم ومسلكهم ومنهاجهم وقد كان هؤلاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على طريقة اوائلهم - 00:10:45ضَ
وهكذا كانوا يسلكون مسلكهم مثل هذا لا يرجى منه رشد ولا ايمان ولا خضوع وانما هنالك العناد والعتو والتمرد كذلك ايضا لاحظ هذا التكرار بهذه الافعال ثم يحرفونه من بعد - 00:11:09ضَ
ما عقلوه عقلوه وهم يعلمون عقلوه وهم يعلمون العقل والعلم بينهما مقاربة من جهة المعنى وهذا يدل على شدة قسوة قلوب هؤلاء وعلى عظم جرمهم عقلوه وهم يعلمون. يعني القضية لم تكن ملتبسة - 00:11:34ضَ
او ان هناك احتمالات او نحو هذا وانما كان ذلك بعد اتضاح هذا الامر بحيث لا يبقى فيه ادنى التباس عقلوا مراد الله تبارك وتعالى فحملوه على المحامل الفاسدة وهم يعلمون - 00:12:01ضَ
المراد كذلك ايضا يؤخذ من هذه الاية عظم التحريف وان سمي بالتأويل يحرفونه فان التحريف يكون على نوعين كما هو معلوم تحريف الالفاظ والثاني هو تحريف المعاني فاليهود وقعوا في تحريف الالفاظ - 00:12:24ضَ
وتحريف المعاني حرفوا الفاظ الكتاب المنزل وحرفوا معانيه وهذه الامة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها ستتبع سنن من كان قبلها حذو القذة بالقذة ولكن الله تكفل بحفظ هذا القرآن - 00:12:52ضَ
وانا له انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فهذا امر تكفل الله تبارك وتعالى به لكن وقع تحريف المعاني كثيرا من قبل طوائف من اهل البدع والاهواء والضلالات ومن قبل اهل التعصب - 00:13:13ضَ
المذهبي ايضا فاهل البدع حرفوا المعاني فهم كما قال شيخ الاسلام رحمه الله يأولون المعنى يعني يصرفونه عن ظاهره الى معان غير مراده هذا اذا امكنهم فان لم يستطيعوا سلبوا معناه المراد - 00:13:40ضَ
بحيث لا يدل على الحق او على قول المخالف وهذا كثير كالذين حرفوا معاني صفات الله تبارك وتعالى وحرفوا ايضا دلائل الاعتقاد الصحيح في ابواب الايمان والقدر ونحو ذلك وكذلك ايضا - 00:14:03ضَ
اولئك الذين وقعوا في التعصب المذهبي فهم يتمحلون في لي اعناق النصوص من اجل ان توافق ان توافق مذاهبهم وقل مثل ذلك ايضا في اصحاب الاهواء ممن يريدون ان يفهموا القرآن - 00:14:27ضَ
على وفق اهوائهم فيفسرونه بما تمليه عليهم هذه الاهواء وهذا لا شك انه من التحريف. ولذلك تجد هؤلاء في هذا العصر يرفعون عقيرتهم وتجد الواحد منهم من اجهل الجاهلين ويتحدث عن الحجاب مثلا - 00:14:47ضَ
ثم يقول هذه الايات لا تدل على الحجاب يدنين عليهن من جلابيبهن يقول هذه ليست في الحجاب ولا علاقة لها بالحجاب وهكذا في الاية الاخرى فاسألوهن من وراء حجاب يقول هذه ايضا لا تتعلق - 00:15:09ضَ
موضوع الحجاب وانما هذه عادة من العادات التي ابتكرها الناس ثم بعد ذلك نشأ عليها الصغير شاب عليها الكبير ونسبوها الى دين الله عز وجل. فهو لا يؤمن بالحجاب ويتكلم ويجادل ويتفلسف - 00:15:35ضَ
بلقاء في قناة فضائية يشاهده الملايين فهذا من التحريف. يعني اذا اوردت عليه النصوص حرفها وحملها على معان اخرى غير مراده وهكذا فيما يتعلق بالاحكام الفقهية لعلنا نتوقف عند هذه - 00:15:58ضَ
الاية واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:16:21ضَ