التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:00ضَ
صلى الله وسلم وبارك وانعم عليه. وعلى اله وصحبه وعلى من سار على نهجه. واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فهذه الكلمة في ديوان اخينا ابي عبد الله شيبان الهاجري في ليلة الثامن من شهر رمضان عام ستة - 00:00:20ضَ
واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم هي بعنوان حقيقة الصف لما نقرأ في ايات الصوم نجد ان النداء الاول للمؤمنين في مسائل الصوم مختوم بمعنى ودلالة حقيقة الصف. حيث قال جل في علاه - 00:00:40ضَ
يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون وهنا لابد ان ندرك ان جميع العبادات جميع العبادات بلا استثناء التوحيد الصلاة الزكاة الصوم الحج والانواع الاخرى من العبادات - 00:01:10ضَ
مقاصدها العظيمة اولا اداء حق الله جل وعلا وحقه سبحانه افراده بالعبادة. وحقه سبحانه ان يحمد فلا يجحد وان يشكر فلا يكفر. وان نتعرف اليه ان نتقرب اليه بالعبادة على وجه الذل والمحبة والرجاء. والامر الثاني من - 00:01:40ضَ
من مقاصد التشريع العامة اظهار الاتباع. للرسل صلوات الله وسلامه عليه. فالاول وهو اظهار العبودية يجنب الانسان من الشرك والثاني وهو اظهار الاتباع يجنب الانسان من الابتداع والشرك مفسد للنفوس - 00:02:20ضَ
ومفسد للاسرار والمجتمع وللدنيا وسوء المآل في الاخرة والبدعة مفسدة للنفوس. ومفسدة للافراد والمجتمعات. وللدنيا لكن فساد البدع في الدنيا اظهر وفساد الشرك في الدنيا وفي الاخرة فحقيقة الصوم هو ان نظهر لله جل وعلا العبودية - 00:03:00ضَ
وان نظهر لله تبارك وتعالى الاتباع. قال كلوا واشربوا فنأكل ونشرب حتى نسمع المؤذن يؤذن. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه اذا اذن بلال فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن ام مكتوم - 00:03:40ضَ
ورب العزة يقول وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم يتم الصيام الى الليل. وهنا نجد ان الانسان يتصارع لا سيما الموحد يصارعه اهل الاهواء والبدع. فيحاولون ان - 00:04:10ضَ
تجد له بدع حتى يكون صومه ليس على الوجه الحقيقي. لاجل الا يحقق المقصد الاعظم وهو العبودية واظهار الاتباع. يقول لهم امسكوا قبل الاذان بربع ساعة. امسكوا قبل الاذان بنص - 00:04:40ضَ
ساعة يقول لهم لا تأكلوا ولا تشربوا حتى تروا النجوم. لتتيقنوا من صحة حفل صومكم يقول لهم صوموا يوم الشك احوط لكم وهكذا افتحوا ابواب البدع بامور ربما يظنها بعظ الناس يسيرة وهي كذلك بالنسبة - 00:05:00ضَ
الى ما هو اكبر منها من البدع. لكن الاغوار الصغيرة للبدع موصلة للابواب الكبيرة اذا الله سبحانه وتعالى فرض علينا الصيام لاجل ان نصل الى مرتبة للتقوى لعلكم تتقون. والصيام ليس مدعاة للكف - 00:05:30ضَ
والخمول كما ان بعض الناس اذا صام ما يريد ان يداوم ما يريد ان يعمل الصوم الحقيقي هو الذي يجعلك تعمل اكثر. الصوم الحقيقي هو الذي يجعلك تتعبد اكثر. الصوم الحقيقي هو الذي يجعلك تستغل وقتك اكثر - 00:06:00ضَ
فاذا كان الصوم مدعاة للخمول عندك والنوم والكسل فاعلم انك ما ادركت ولا ادركت حقيقة الصف. ولهذا كان السلف رحمهم الله اذا نظرت الى احوالهم تجد ان انتاجهم في اوقات الصيام سواء اذا نظرت الى الناحية التعبدية او - 00:06:30ضَ
ناحية الدنيوية تجد ان انتاجهم اه اعظم ما عندهم شيء اسمه تأجيل المهام لاجل الصوم لانهم لا يرون الصوم معيقا بلصون الصوم معينا. فدركوا وادركوا حقيقة الصوم وانه مما يعين. على امور الدنيا وعلى امور الدين. لكن الدعة والترف - 00:07:00ضَ
هو الذي يسبب لكثير من الناس هذا الفهم الخاطئ وهو انه اذا صام لابد ان ينام. لا بد ان يكسل بل ولا حول ولا قوة الا بالله نجد من الناس من اذا صام - 00:07:30ضَ
بذا لسانه وصار يسب وذهب حلمه وظهر طيشه وصار عند ادنى شيء يظهر عليه الطيش والسفه بل و لسان حال كثير من الناس ولسان عضوية مقال بعض الناس انه اذا انا صايم لا تكلمني. يا سبحان الله. هذا الصوم الذي فرضه الله تبارك وتعالى - 00:07:50ضَ
حقيقته ان يجعلك حليما. ان يجعلك رزينا وان يجعلك منضبطا يجعلك بهذه الصورة التي انت عليها. الصيام ايها الاخوة شعيرة تعبدية عظيمة ومن فضل الله ومن فضل الله ومن رحمة الله انه كتب علينا - 00:08:30ضَ
صيام ولم يكتب علينا الصوم. ولو كتب علينا الصوم ما استطعنا القيام به. وقد ذكر بعض اهل العلم ان الصيام والصوم معناهما واحد. وابى ذلك اخرون. وقالوا لا. بل صيام مصدر صام يصوم صياما. والصوم مصدر صام يصوم صوما لكن العرب تغاير بين المصادر - 00:09:00ضَ
لتغاير معانيها. وان كان بينهما ترادف قريب. فالصيام هو الظاهر الامساك من المفطرات من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس. اما الصوم فهو حقيقة المقصود من الصيام. ولهذا قال الرب تبارك وتعالى في الحديث القدسي في صحيح مسلم الا الصوت - 00:09:30ضَ
فانه لي وانا اجزي به. وهي الرواية المحفوظة واما رواية ان الصيام فهي شاب. الا الصوم فانه لي ايوا انا اجزي به. وهنا لابد ان تدرك ان حقيقة الصوم هو تربية النفس - 00:10:00ضَ
تزكية النفس ان تجلب نفسك الى التعبد لان الصوم من شعائر التعبدية التي تأخذ بزمامك وتضبطك. تأخذ بزمامك وتجعلك منضبطا لا منفلتا تجعلك تعرف متى تقوم متى تقعد متى تجلس؟ متى تأكل؟ متى تشرب؟ بعض الناس مع الاسف اصبح حياته - 00:10:20ضَ
كلها ان هذا الفم لا يغلقه. اكل وشرب. وكأنه عياذا بالله مثل البهائم. البهائم اعزكم الله واجلكم لا تعرفوا مقتا للاكل والشرب. فهي تأكل متى ما شئت كما رأت العلف ومتى ما رأت ما يقدم لها تأكل. اما الانسان العاقل ليس كذلك. الانسان العاقل - 00:11:00ضَ
يهذب نفسه يهذب لسانه يهذب عينه يهذب سمعه يهذب بصره. اذا الصيام تعبدية لابد ان توصلنا الى حقيقة الصوم. وهو ان نمسك السنتنا وان نتدرب في هذا الشهر الفضيل وكلكم تذكرون الحديث الذي روته عائشة رضي الله - 00:11:30ضَ
الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له امرأة وذكر لها له من صيامها وقيامها وفي بعض الروايات وصدقاتها غير انها تؤذي جيرانها قال هي في النار. وذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة - 00:12:00ضَ
قليلة الصيام. قليلة القيام. يعني تقوم بالفرظ ربما بعض النوافل لكن ليست كافية لكنها لا تؤذي جيرانها. قال هي في الجنة. لم؟ ما الفرق ان الثانية ادركت معنى الصوم. الاول ما ادركت معنى الصوم. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصريح رب - 00:12:30ضَ
قائمين ليس له من صومه الا الجوع والعطش. ورب قائم ليس له من قيامه الا السهر اما القيام فيدخله الرياء. واما الصيام فلا يدخله الرياء كما قال العلماء يدخل فيه الرياء. اذا من اين نقص؟ نقص من جهة انه صام ولم يأتي بالصوم الذي - 00:13:00ضَ
اللي هو المصدر الواو الذي هو حقيقته في القلب. حقيقته حب في القلب. يمتنع الانسان من الاكل والشرب. لحب التعبد لله عز وجل. خوفا من الله تبارك وتعالى. رجاء من ثواب الله تبارك وتعالى. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة للمتفق عليه من - 00:13:30ضَ
ان قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ايمانا واحتسابا. فان صام ايمانا واحتسابا وصل الى الصوم. وصل الى الصوم. المطلوب من العبد - 00:14:00ضَ
يدع طعامه وشرابه وشهوته جرائي. وفي في رواية يدع طعامه وشرابه ابتغاء وجهي. اذا هذا هو حقيقة الصوم. لان الانسان يتعلم الاحتشام ايمانا اقرارا واذعانا بفرضيته بشعيرة بمقاصده واحتسابا فيحتسب امساكه افطاره وفق هدي رسول الله - 00:14:20ضَ
اي صلى الله عليه وسلم وهذا المعنى صحيح. واحتسابا للاجر وهذا المعنى ايضا صحيح. لكن هذا مبني على الاول فان الرجل اذا لم يكن محتسبا عمله التعبدي وفق السنة ما حصل اجرا - 00:15:00ضَ
مبتدع لا يحصل اجر على بدعته. يعني الذي يزود في صيامه يقول انا بمسك قبل الناس لا تحسبون الاجر هذا هذا يخشى عليه انه ما له اجر. لانه ابتدع. واللي ما يفطر مع الناس يقول ما افطر الا لين اتأكد ان النجوم طلعت مثلا - 00:15:20ضَ
لا تحسبن اجر اعظم. لا هذا تخاف عليه من ما له اجر. لم؟ لانه ابتدع. وهذه القضية عظيم فالصيام ايها الاخوة من اعظم حقائقه انه يورثك مراقبة الله تبارك وتعالى. اينما كنت تعلمون ان بعض - 00:15:40ضَ
ابتلاهم الله بالتدخين. فاذا مثلا كانوا في مكان عام ما عرفوا يدخنون يدخلون الخلاء ويدخنون. ولذلك تجدون عقاب الدخان في الحمامات العامة. تعرفون الان عندنا في الكويت ولله الحمد الدخان ممنوع في الوزارة - 00:16:10ضَ
وفي مؤسسات الحكومية العامة اللي بيدخن وش يسوي؟ يدخل الحمام. طيب في رمضان هؤلاء ايه يدخنون؟ لما؟ لانهم لانهم صائمون. يراقبون الله جل طيب اذا انت وصلت في حقيقة صومك الى مراقبة الله فذلك مدعاة الى ان تترك - 00:16:30ضَ
ما حرمه الله تبارك وتعالى. ذلك مدعاة ان تترك كل ما حرمه الله جل في علاه ذلك مدعاة ان تلتزم كل ما اوجب الله تبارك وتعالى عليك. ومتى ما انت ادركت حقيقة - 00:17:00ضَ
صم انت كذلك مراقبة ذاتية في نفسك. فتصبح تراقب الله سبحانه وتعالى. لا تراقب نظر الناس اذا دخلت الى بيتك ما في احد معك ها تفرح بخلوتك لانك تقول الان انا مع ربي - 00:17:20ضَ
لا يراني احد. هذه حقيقة المراقبة. بعكس الذين ما حققوا المراقبة اذا صارت عندهم الخلوات نسأل الله السلامة والعافية. يفعلون المنكرات. ولذلك حق ضيقة الصوم ما اثمر مراقبة لله تبارك وتعالى. وانت حينما تصوم وقد مضى من صيامنا الان سبعة ايام - 00:17:40ضَ
انظر الى نفسك ما الذي نتج في جسمك في بدنك في روحك في عقلك في ذهنك؟ في ايمانك ما الذي نتج؟ ما الذي تغير هل زدت مراقبة لله تبارك وتعالى اولى؟ حقيقة الصيام ايها الاخوة - 00:18:10ضَ
هو ان الانسان يصوم لا ليجد الصحة. واليوم مع الاسف الشديد ابتلينا باناس يربطون العبادات بامور هي من عادات طبية او عادات بدنية او عادات نفسية هذا امر ننكره لكن يجب وجوبا على المسلم ان يصوم لله تبارك وتعالى. ايمانا واحتسابا - 00:18:30ضَ
لا يصوم لاجل الصحة. متى ما صام الانسان لاجل الصحة غاب عنه الايمان والاحتساب متى ما فعلت العبادة لاجل معاني دنيوية افتقدت العبادة ثمرتها اصبحت خالية من اسمها. خالية من معناها - 00:19:00ضَ
هذا مثل الانسان الذي يصلي لكن في صلاته ساهم نعم صراحة ليست باطلة. لكن هل له حقيقة الصلاة؟ هل له اجر الصلاة؟ انما للانسان اجر الصلاة بقدر في دركه من معانيها. بقدر ما يكون قلبه موجودا فيها - 00:19:30ضَ
وهكذا في الصوم فينبغي علينا ان نذكر انفسنا واهلينا وذوينا ولا ينبغي ان نصوم وهذا خطأ عظيم. نصوم ايمانا واحتسابا. وهذه حقيقة الصوم لابد في حقيقة الصوم اذا اردناه ان ننظر الى صيامنا. هل نجد الحب - 00:20:00ضَ
هل نجد الود في الصوم؟ بعض الناس اذا صام يفكر باي شيء. يفكر متى يجي وقت الافطار افطر؟ بس هذا عمه. اذا ما صام حبا لله عز وجل. اذ لو صام حبا - 00:20:30ضَ
لله تبارك وتعالى لما كان همه الفطر. نعم. لو انه غير من نيته وقال متى يأتي وقت الافطار لاكل وتقوى على قيام الليل مثلا؟ لكان امرا حسنا. لكن الاصل ان الانسان - 00:20:50ضَ
شأن الذي يريد حقيقة الصوم انه يظهر في صومه هذه الامور الثلاثة. حب الله عز وجل في علم ان الصوم اعظم وسيلة لان يجد حب الله في قلب نفسه واعلم انك لن تجد محبة الله لك حتى تجد حب الله في قلبك. وحب الله في القلب - 00:21:10ضَ
لا يتأتى الا بحب ما يحبه الله جل في علاه. ومن اعظم ما يحبه الله اركان الاسلام الخمس. ومنها الصيام فتصومه حبا وتقول كما كان الصحابة رضوان الله عليهم رأوا - 00:21:40ضَ
النبي عليه الصلاة والسلام يواصل يصوم اليوم واليومين والثلاث لا يفطر. فصاروا يواصلون لماذا يواصلون؟ حبا في الصوم حبا في الاتباع. فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا تواصلوا. قالوا يا رسول الله انك تواصل - 00:22:00ضَ
اذا هم يريدون الاتباع فقال النبي عليه الصلاة والسلام اني لست كيأتكم. اني ابيت عند ربي فيطعمني ويسقيني فظنوا ان النبي عليه الصلاة والسلام انما نهاهم عن الصوم ارفاقا بهم - 00:22:20ضَ
وهم يجدون في الصوم وفي الوصال حبا ورجاء فواصلوا فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم اليوم واليومين فلما كانت الثالثة رؤيا الهلال فقال والله لو لم يرى الهلال لوصلت بكم يعني ثلاثة ايام ما تفترون كالمنكل به هذا في احد - 00:22:40ضَ
في الرمضانات فلما كان بعد قال عليه الصلاة والسلام لهم من كان منكم مواصل فليواصل الى السحر. فتأملوا حبه ام حبهم للصوم. حتى بالليل يريدون ان يصوموا. كيف وصلوا الى هذه الدرجة؟ كيف وصلوا الى هذه المرتبة - 00:23:10ضَ
هي دركهم حقيقة الصوم. الصيام ايها الاخوة من وصل الى حقيقته رسخ الايمان في قلبي. من اي جهة؟ من جهة او جهتين او ثلاث لا الامر اعظم من ذلك اركان الاسلام اركان الاسلام الخمس واركان الايمان الست كل ركن منها مرسخ للايمان - 00:23:30ضَ
من اوجه متعددة. قد لا ندركها من حيث السطر. لكن رب العالمين الذي شرع هو الذي يدرك ذلك فالصوم من اعظم حقائقه انه يرسخ الايمان في القلب رسخ الايمان باي شيء. رسخ الايمان بالله. يرسخ الايمان بالرسل يرسخ الايمان بالشرع - 00:24:00ضَ
من اعظم حقائق الصوم انه يقوي الايمان ويزيده. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام للصائم فرحتان يفرحهما هذا الفرح الذي يجده الانسان في قلبه بعض احد اداء العبادة هو من علامات درك حقائق العبادات. قال فرحة عند فطره - 00:24:30ضَ
وفرحة عند لقائه ربه. لماذا يفرح عند فطره؟ بعض الناس يظن من شراح الاحاديث بالمقصود فرحة عند اطلب الاكل والشرب لا. فرحة عند فطر ان الله مكنه من اداء هذه العباد. وان الله - 00:25:00ضَ
انعم عليك اباح له الاكل والشرب. لان الله لو لم يبح الاكل والشرب لما كان لنا ان نأكل ولا ان نشرب. تخيلوا معي لو ان الله امرنا بالوصال ثلاثة ايام. ماذا كان يسع العبد الا ان يقول سمعنا واطعنا؟ حتى لو كان في ذلك هلكت نفسه. وتلف بدنك - 00:25:20ضَ
فان العبد ليس له ان يقول لسيده ومولاه الا سمعنا واطعنا. من حقائق الصوم وايها الاخوة انه يوصل العبد الى مرتبة من مراتب اياك نعبد واياك نستعين. وهي مرتبة الصبر والصابرين. حتى قال بعض المفسرين في قوله تبارك وتعالى واستعينوا بالصبر والصلاة. قال بعض السلف - 00:25:40ضَ
استعينوا بالصبر يعني بالصوم. على المصائب. استعينوا بالصبر على المصائب اي بالصوم اذا الانسان كان في مصيبة يصوم. في فقر يصوم. في ذلة يصوم. يجد بعد عبادته العزة. المكنة. الغنى. يجد بعد صومه الفرج - 00:26:10ضَ
فان العبادات من اعظم ما تأتيه بكشف الكرب. وسيلة من وسائل كشف الكرب فكيف اذا كانت العبادة هي الصوم؟ وقال بعض المفسرين في قوله تبارك وتعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب - 00:26:40ضَ
الصائمون وهذا من تفاسير السلف لا ينكر. ولهذا قال العلماء ليس في ابواب الجنة بار اسمه الصبر لكن في ابواب الجنة باب اسمه باب الريان. لمن؟ للصائمين. من حقائق ايها الاخوة انه يوصل الانسان الى الاحساس بالاخرين بالاخرين. يوصل الانسان - 00:27:00ضَ
الاحساس بالاخرين. لما يكون الانسان معافى ما يعرف. لا يحس اما التي هو فيها. مثلا بعض الناس مصاب بعض الناس مصاب بركبته. لا يعرف لماذا فلان يمشي يا عرب حج ما يعرف ولا يحس بالالام التي هو يحس بها لكنه يرى فاذا اصيب بالركب يقولون - 00:27:30ضَ
الله هذا اللي كان فلان يمشي فيه وانا الان اصبت فيه. الان اصبح يحس. فالانسان الذي يأكل ويشرب طيلة احد عشر شهر رن قد يغيب عن ذهنييه حال المساكين. حال الفقراء. حال المعسرين. حال - 00:28:00ضَ
المعوزين حالوا هؤلاء الذين اصابتهم المسبغة اصابتهم المسغبة واصابتهم البلايا فعندما يصوم يحس بالجوع والعطش فيحس باحساسي. هذه حقيقة الصوم وعندما يحس باحساس الجائعين وباحساس الظامئين حينئذ يدفعه ذلك الى ان يتفقد احواله. وان يعينه بما يستطيع. فيحفر لهم الابار - 00:28:20ضَ
طعم المسكين ويعين ذا الحاجة هذه حقيقة الصوم واختم حديثي هذا بحديث ابي الحديث القدسي الذي قال فيه ربنا تبارك وتعالى كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشرة امثالها. الا الصوم. فانه لي وانا اجزي به. الا - 00:29:00ضَ
الصوم فانه لي وانا اجزي به. ولذلك قال العلماء لا يعلم احد اجر الصوم الا الله تبارك وتعالى والمعنى في ذلك ان حقيقة الصوم لا يمكن دركه. وفرق عظيم بين صائم وصائم في صوم هذا - 00:29:30ضَ
صومي هذا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم درك حقيقة الصوم وان يرزقنا واياكم ترك مقاصد الصوم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين - 00:29:50ضَ