اوبا واللي شرف بتاريخ له كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق حضارة بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما مرحبا بكم يا احباب في حلقة جديدة من طبائع الحكم مع ابن خلدون - 00:00:56
وفي هذه الحلقة نتكلم عن تناقص ثروة السلطان. او تناقص ثروة الحكام وكيف ينقلبون على حاشيتهم يقول ابن خلدون فصل في ان ثروة السلطان وحاشيته انما تكون في وسط الدولة. والسبب في ذلك - 00:01:09
ان الجباية في اول الدولة تتوزع على القبيل واهل العصبية بمقدار غنائهم وعصبيتهم ولان الحاجة اليهم في تمهيد الدولة كما قلناه من قبل ورئيسهم في ذلك متجاف لهم عما يسمون اليه من الجباية معطاد عن ذلك بما هو يروم من الاستبداد عليهم - 00:01:32
فلهم عليه عزة وله اليهم حاجة فلا يطير في صهمانه من الجباية الا الاقل من حاجته فتجد حاشيته لذلك واذياله من الوزراء والكتاب والموالي مملقين في الغالب وجاههم متقلص لانه من جاه مخدوم - 00:01:52
ونطاقه قد ضاق بمن يزاحمه فيه من اهل عصبيته نتحدث هنا ابن خلدون عن الاموال في اول الدولة. نحن ذكرنا من قبل ان اول الدولة يؤسسها اهل الخشونة اهل الخشونة والعفة والزهد - 00:02:11
وهؤلاء حين يستولون على الدولة فلا يظهر فيهم الطمع يعني هو بطبيعة الحال المؤسسين ليس من اخلاقهم الطمع في الاموال في بداية الدولة هو يكون صاحب السلطان هو يكون محتاجا الى عصبيته محتاجا الى رجاله محتاجا الى اهل دولته - 00:02:31
ويكون متجافيا عن اموالهم. يعني هو بنفسه ليست فيه اخلاق الطمع والترف وهو كذلك محتاج الى الاموال في تأليف القلوب وتثبيت العصبية وجمع الرجال والمال فلذلك ثروته هو ومظهره وملبسه ومركبه يكون متواضعا - 00:02:54
وكذلك حاشيته. حاشيته لا يزيدون عنه في المظهر والموكب والملبس فلذلك تكون الاموال في ذلك الوقت اموال السلطان اموال السلطة الاموال اموال الدولة يعني ما يسمى باموال الدولة انتم في الاسلام لا يوجد شيء اسمه اموال الدولة - 00:03:16
الاسلاء في الاسلام هو مال المسلمين يعني سيدنا معاوية وسيدنا ابو ذر اختلف هل يسميه مال الله ولا يسميه مال الدولة او مال المسلمين فابو ذر اصر على تسميته مال المسلمين لكي ينزع عن الحكام - 00:03:37
قدرتهم على التصرف فيه باعتبارهما لله يعني مسألة دقيقة لكن ما فيش حاجة اسمها مال الدولة لا هذا ولا ذاك قال انها مال الدولة المهم القصد هنا انه السلطان في بداية تأسيسه للدولة - 00:03:56
ويكون متجافيا عن المال ومستعملا للمال في ارضاء اهل عصبيته وارضاء الذين انضموا اليه طيب لذلك حتى اذا نظرت الى آآ يعني الحكام في عهد بدايات تأسيس الدولة ستجدهم كذلك - 00:04:13
يعني عبدالناصر في مرة اه من المرات كان طلب سيارة لكي ينتقل بها من مكان الى اخر. احد المساعدين آآ ارسل اليه سيارة الملك فاروق لكي ينتقل بها فركبها واول ما وصل الى هذا المكان ضرب الذي ارسل اليه صارت ملك الخلق - 00:04:29
قال له ماذا يقول الناس؟ يقول ذهبوا بملك وجاؤوا بملك انا كنت مستخبي في السيارة ومش عايز حد يشوفني لانه هيقال من الذي يسير بسيارة الملك فاروق كان حريصا على ان يظهر باعتباره من الشعب. وهذه السمعة ظلت معه رغم كذبها يعني الى قريب يقول ان ما مات وخزنته ومش عارف ما فيهاش كم - 00:04:52
ونحو هذه الامور لكن القصد انه كان حريص على ان يظهر باعتباره احد افراد الشعب اذا نظرت مسلا في الخليج اه يعني عبدالعزيز ال سعود تجده متقشفا في ملبسه ومركبه ومتواضعا حاله كحالهم. وليس هذا لان - 00:05:12
لذلك كان قبل الطفرة النفطية حتى لما ظهرت الطفرة النفطية لم يتأثر مظهر هؤلاء يعني من يعود الى قليل انا شخصيا اتذكر حين كنت يافعا كنت ارى ملك البحرين يلبس السياب السياب القديمة التقليدية لعقال - 00:05:30
التقليدي القديم. عامة اهل الخليج يعني وعامة امراء الخليج هكذا. القصد ان مؤسسين الدول لا يتميزون عن الناس ويكون هذا من ادوات حكمهم انهم آآ لا يتميزون ولا يفتخرون على الناس - 00:05:46
طيب هذا هذا الوضع من الزهد هو ما يجعل كما قلنا في حلقة سابقة هو ما يجعل الاموال تكثر بين يدي الناس لانه الجباية قليلة هو اصلا الملك ليس حالته لا يحتاج الى الطرف ولا يستخدم المال في ملذاته الشخصية فالجباية قليلة - 00:06:04
وبالتالي حيس ان الجباية قليلة الضرائب قليلة يعني. فالاموال تكثر بيد الناس. وتبدأ الاموال تزيد مع تمهد الدولة ووجود النشاط الزراعي والتجاري والعمراني وهكذا يزيد. حتى تصل الدولة الى مرحلة التمكن. هذا ممكن يكون في عهد المؤسس اذا طال به العمر او في الاجيال التي تليه - 00:06:23
حين يحدث هزا تبدأ الصورة في الانقلاب. كيف يحدث هذا؟ يقول ابن خلدون. فاذا استفحلت طبيعة الملك وحصل لصاحب الدولة الاستبداد الاستبداد على قومه قبض ايديهم عن الجبايات الا ما يطير لهم بين الناس في سهمانهم وتقل حظوظهم اذ ذاك لقلة غنائهم في الدولة بما - 00:06:43
انكبح من اعنتهم وصار الموالي والصنائع مساهمين لهم في القيام بالدولة وتمهيد الامر فينفرد صاحب الدولة حينئذ بالجباية او معظمها ويحتوي على الاموال ويحتجنها للنفقة في مهمات الاحوال فتكثر ثروته وتمتلئ خزائنه ويتسع نطاق جاهه ويعتز على سائر قومه. فيعظم حال حاشيته - 00:07:05
وذويه من وزير وكاتب وحاجب ومولى وشرطي ويتسع جاههم ويقتنون الاموال ويتأفلونها تمكنت الدولة انفرد السلطان بالمجد لم يعد في حاجة الى اهل عصبيته بما تمكن لهم من امر الدولة وبما تمهد له من امر الدولة - 00:07:32
فبالتالي ويظهر عنده الترف ويبدأ في حصاد ثمار السلطة وتبنكه شأن السلطان فيحتاج هذه الاموال ومنفرد بالمجد وهذه الاموال هو يحتاجها في مهمات الاحوال ويحتاجها في الحصول على ثمرات السلطة ويحتاجها ايضا لكي لا يكون هذا المال - 00:07:53
اه مشجعا او مغريا لهم على الانقلاب والتمرد. وهو ايضا لا يحتاجهم لان الدولة تمهدت ولم يعد في حاجة الى تألف الرجال ولا في حاجة الى الحفاظ على عصبيته لانه - 00:08:16
امره قد تمهد فهنا تبدأ الثروة ثروة السلطان تظهر على السلطان ثروة السلطان تزيد وحين تزيد ثروة السلطان ويتغير مظهره ويكون له الموكب والحشم والخدم والاتباع يتغير كذلك حال حاشيته حاشيته الذين هم اتباع ليسوا شركاءه في تأسيس الدولة من بداية امرها. ولكن هؤلاء الذين انضموا اليه بعد - 00:08:29
ما هو دي الدولة فهؤلاء يبدأوا هذا في الظهور عليهم ويقتنون الاموال والمرافق وتكون لهم المواكب وهكذا فهذه هي اللحظة التي يحدث فيها ان تزيد اموالهم ثم تنقلب الدائرة عليهم - 00:09:00
حين يزيد طرف السلطان ويزيد طرفهم ويبدأون في فرض الضرائب على الناس لاستيعاب آآ ترفهم ونعيمهم الذي يتمتعون به والذي يظنون ايضا ان عموم الناس والرعايا والاغنياء لديهم اموال كثيرة - 00:09:20
السلطة احق بها. يقول ابن خلدون ثم اذا اخذت الدولة في الهرم بتلاشي العصبية وفناء القبيل الماهدين للدولة احتاج صاحب الامر حينئذ الى الاعوان والانصار لكثرة الخوارج والمنازعين والثوار وتوهم الانتقاض - 00:09:42
فصار خراجه لظهرائه واعوانه وهم ارباب السيوف واهل العصبيات وانفق خزائنه وحاصله في مهمات جبر الدولة وقلت مع ذلك الجباية لما قدمناه من كثرة العطاء والانفاق فيقل الخراج وتشتد حاجة الدولة الى المال فيتقلب - 00:10:01
ظل النعمة والترف عن الخواص والحجاب والكتاب بتقلص الجاه عنهم وضيق نطاقه على صاحب الدولة. ثم تبدو حاجة صاحب الدولة الى المال وينفق ابناء البطانة والحاشية ما تأثر اباؤهم من الاموال في غير سبيلها - 00:10:22
من اعانة صاحب الدولة ويقبلون على غير ما كان عليه اباؤهم وسلفهم من المناصحة ويرى صاحب الدولة انه احق بتلك الاموال التي اكتسبت في دولة سلفه وبجاههم فيستلمها وينتزعها منهم لنفسه شيئا فشيئا - 00:10:40
وواحدا بعد واحد لذلك فالانقلاب على الوزراء والامراء واستصفاء اموالهم عادة ما يكون من علامات غروب الدولة يعني حين نجد السلطان بدأ في الانقلاب على الوزراء والامراء وبدأ في استصفاء اموالهم نعرف ان هذا - 00:11:02
احد علامات غروب الدولة واحد علامات انهيارها لانه طبقة السلطة تبدأ في التنازع والتآكل والتنافس تظهر وجهتي النظر الحاكم يرى ان هذه الاموال اموال اكتسبها هؤلاء بجاه الدولة. وسلطة الدولة ونفوذ الدولة وتسهيلات الدولة لهم في المشاريع - 00:11:27
وبسبب قربهم من السلطان واصحاب الاموال يرون ان هذه الاموال انما كانت بثمرة عملهم وجهدهم ولكنهم لا يتمتعون بها ويجبرون على ان يتبرعوا بها او يتنازلوا عنها فلذلك هذه الطبقة التي كانت تحكم - 00:11:52
الدولة تبدأ في التآكل والتنازع والتحاسن ومن هنا يرى آآ كثير من المؤرخين والباحثين آآ والمتكلمين في فلسفة الحضارات انه حين تتآكل حين تتآكل الطبقة المالية. يعني حين تتآكل شريحة الاموال - 00:12:13
في اهل الدولة فان هذا يكون اول اسباب ظهور المنازعات والانقسامات داخل الدولة التي قد تؤدي الى اما انقسام الدولة يعني من خلال ظهور الاجنحة او ضعف هذه الدولة من خلال قلة الاقوياء الفاعلين المنصاعين للسلطان. وبالتالي يظهر هذا على اطراف الدولة ويكون هذا محفز - 00:12:36
للثورة والتمرد والانقضاض على الدولة لذلك كثر في الادب العربي ومن قبله الادب الفارسي الكلام في شأن الوزراء والولاة وان الوزير او الوالي من الذين مهما اقتربوا من السلطان فانهم يظلون منه على حذر - 00:13:02
فمما قاله في ذلك الصاحب ابن عباد وهو من مشاهير واعلام الادب في التراث العربي يقول اذا ادناك سلطان فزده من التعظيم. يعني اذا السلطان قربك زده من التعظيم اذا ادناك سلطانا فزده من التعظيم واحذره وراقب. فما السلطان الا البحر عظما - 00:13:29
وقرب البحر محظور العواقب. ومما قاله ايضا ابن المعتز وابن المعتز شاعر عباسي مشهور وله قصة درامية قد نحكيها فيما بعد انه تولى الخلافة ليوم واحد ثم قتل كان يقول ابن المعتز سكر الولاية طيب السكر. سكر منصب الولاية. لما الواحد يبقى والي يبقى كأنه سكران - 00:13:52
سكر الولاية طيب وخماره ذل شديد كم تائه يعني كم مفتخر كم تائه بولاية وبعزله ركض البريد انا منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ لهم كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:14:16
التفريغ
اوبا واللي شرف بتاريخ له كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق حضارة بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما مرحبا بكم يا احباب في حلقة جديدة من طبائع الحكم مع ابن خلدون - 00:00:56
وفي هذه الحلقة نتكلم عن تناقص ثروة السلطان. او تناقص ثروة الحكام وكيف ينقلبون على حاشيتهم يقول ابن خلدون فصل في ان ثروة السلطان وحاشيته انما تكون في وسط الدولة. والسبب في ذلك - 00:01:09
ان الجباية في اول الدولة تتوزع على القبيل واهل العصبية بمقدار غنائهم وعصبيتهم ولان الحاجة اليهم في تمهيد الدولة كما قلناه من قبل ورئيسهم في ذلك متجاف لهم عما يسمون اليه من الجباية معطاد عن ذلك بما هو يروم من الاستبداد عليهم - 00:01:32
فلهم عليه عزة وله اليهم حاجة فلا يطير في صهمانه من الجباية الا الاقل من حاجته فتجد حاشيته لذلك واذياله من الوزراء والكتاب والموالي مملقين في الغالب وجاههم متقلص لانه من جاه مخدوم - 00:01:52
ونطاقه قد ضاق بمن يزاحمه فيه من اهل عصبيته نتحدث هنا ابن خلدون عن الاموال في اول الدولة. نحن ذكرنا من قبل ان اول الدولة يؤسسها اهل الخشونة اهل الخشونة والعفة والزهد - 00:02:11
وهؤلاء حين يستولون على الدولة فلا يظهر فيهم الطمع يعني هو بطبيعة الحال المؤسسين ليس من اخلاقهم الطمع في الاموال في بداية الدولة هو يكون صاحب السلطان هو يكون محتاجا الى عصبيته محتاجا الى رجاله محتاجا الى اهل دولته - 00:02:31
ويكون متجافيا عن اموالهم. يعني هو بنفسه ليست فيه اخلاق الطمع والترف وهو كذلك محتاج الى الاموال في تأليف القلوب وتثبيت العصبية وجمع الرجال والمال فلذلك ثروته هو ومظهره وملبسه ومركبه يكون متواضعا - 00:02:54
وكذلك حاشيته. حاشيته لا يزيدون عنه في المظهر والموكب والملبس فلذلك تكون الاموال في ذلك الوقت اموال السلطان اموال السلطة الاموال اموال الدولة يعني ما يسمى باموال الدولة انتم في الاسلام لا يوجد شيء اسمه اموال الدولة - 00:03:16
الاسلاء في الاسلام هو مال المسلمين يعني سيدنا معاوية وسيدنا ابو ذر اختلف هل يسميه مال الله ولا يسميه مال الدولة او مال المسلمين فابو ذر اصر على تسميته مال المسلمين لكي ينزع عن الحكام - 00:03:37
قدرتهم على التصرف فيه باعتبارهما لله يعني مسألة دقيقة لكن ما فيش حاجة اسمها مال الدولة لا هذا ولا ذاك قال انها مال الدولة المهم القصد هنا انه السلطان في بداية تأسيسه للدولة - 00:03:56
ويكون متجافيا عن المال ومستعملا للمال في ارضاء اهل عصبيته وارضاء الذين انضموا اليه طيب لذلك حتى اذا نظرت الى آآ يعني الحكام في عهد بدايات تأسيس الدولة ستجدهم كذلك - 00:04:13
يعني عبدالناصر في مرة اه من المرات كان طلب سيارة لكي ينتقل بها من مكان الى اخر. احد المساعدين آآ ارسل اليه سيارة الملك فاروق لكي ينتقل بها فركبها واول ما وصل الى هذا المكان ضرب الذي ارسل اليه صارت ملك الخلق - 00:04:29
قال له ماذا يقول الناس؟ يقول ذهبوا بملك وجاؤوا بملك انا كنت مستخبي في السيارة ومش عايز حد يشوفني لانه هيقال من الذي يسير بسيارة الملك فاروق كان حريصا على ان يظهر باعتباره من الشعب. وهذه السمعة ظلت معه رغم كذبها يعني الى قريب يقول ان ما مات وخزنته ومش عارف ما فيهاش كم - 00:04:52
ونحو هذه الامور لكن القصد انه كان حريص على ان يظهر باعتباره احد افراد الشعب اذا نظرت مسلا في الخليج اه يعني عبدالعزيز ال سعود تجده متقشفا في ملبسه ومركبه ومتواضعا حاله كحالهم. وليس هذا لان - 00:05:12
لذلك كان قبل الطفرة النفطية حتى لما ظهرت الطفرة النفطية لم يتأثر مظهر هؤلاء يعني من يعود الى قليل انا شخصيا اتذكر حين كنت يافعا كنت ارى ملك البحرين يلبس السياب السياب القديمة التقليدية لعقال - 00:05:30
التقليدي القديم. عامة اهل الخليج يعني وعامة امراء الخليج هكذا. القصد ان مؤسسين الدول لا يتميزون عن الناس ويكون هذا من ادوات حكمهم انهم آآ لا يتميزون ولا يفتخرون على الناس - 00:05:46
طيب هذا هذا الوضع من الزهد هو ما يجعل كما قلنا في حلقة سابقة هو ما يجعل الاموال تكثر بين يدي الناس لانه الجباية قليلة هو اصلا الملك ليس حالته لا يحتاج الى الطرف ولا يستخدم المال في ملذاته الشخصية فالجباية قليلة - 00:06:04
وبالتالي حيس ان الجباية قليلة الضرائب قليلة يعني. فالاموال تكثر بيد الناس. وتبدأ الاموال تزيد مع تمهد الدولة ووجود النشاط الزراعي والتجاري والعمراني وهكذا يزيد. حتى تصل الدولة الى مرحلة التمكن. هذا ممكن يكون في عهد المؤسس اذا طال به العمر او في الاجيال التي تليه - 00:06:23
حين يحدث هزا تبدأ الصورة في الانقلاب. كيف يحدث هذا؟ يقول ابن خلدون. فاذا استفحلت طبيعة الملك وحصل لصاحب الدولة الاستبداد الاستبداد على قومه قبض ايديهم عن الجبايات الا ما يطير لهم بين الناس في سهمانهم وتقل حظوظهم اذ ذاك لقلة غنائهم في الدولة بما - 00:06:43
انكبح من اعنتهم وصار الموالي والصنائع مساهمين لهم في القيام بالدولة وتمهيد الامر فينفرد صاحب الدولة حينئذ بالجباية او معظمها ويحتوي على الاموال ويحتجنها للنفقة في مهمات الاحوال فتكثر ثروته وتمتلئ خزائنه ويتسع نطاق جاهه ويعتز على سائر قومه. فيعظم حال حاشيته - 00:07:05
وذويه من وزير وكاتب وحاجب ومولى وشرطي ويتسع جاههم ويقتنون الاموال ويتأفلونها تمكنت الدولة انفرد السلطان بالمجد لم يعد في حاجة الى اهل عصبيته بما تمكن لهم من امر الدولة وبما تمهد له من امر الدولة - 00:07:32
فبالتالي ويظهر عنده الترف ويبدأ في حصاد ثمار السلطة وتبنكه شأن السلطان فيحتاج هذه الاموال ومنفرد بالمجد وهذه الاموال هو يحتاجها في مهمات الاحوال ويحتاجها في الحصول على ثمرات السلطة ويحتاجها ايضا لكي لا يكون هذا المال - 00:07:53
اه مشجعا او مغريا لهم على الانقلاب والتمرد. وهو ايضا لا يحتاجهم لان الدولة تمهدت ولم يعد في حاجة الى تألف الرجال ولا في حاجة الى الحفاظ على عصبيته لانه - 00:08:16
امره قد تمهد فهنا تبدأ الثروة ثروة السلطان تظهر على السلطان ثروة السلطان تزيد وحين تزيد ثروة السلطان ويتغير مظهره ويكون له الموكب والحشم والخدم والاتباع يتغير كذلك حال حاشيته حاشيته الذين هم اتباع ليسوا شركاءه في تأسيس الدولة من بداية امرها. ولكن هؤلاء الذين انضموا اليه بعد - 00:08:29
ما هو دي الدولة فهؤلاء يبدأوا هذا في الظهور عليهم ويقتنون الاموال والمرافق وتكون لهم المواكب وهكذا فهذه هي اللحظة التي يحدث فيها ان تزيد اموالهم ثم تنقلب الدائرة عليهم - 00:09:00
حين يزيد طرف السلطان ويزيد طرفهم ويبدأون في فرض الضرائب على الناس لاستيعاب آآ ترفهم ونعيمهم الذي يتمتعون به والذي يظنون ايضا ان عموم الناس والرعايا والاغنياء لديهم اموال كثيرة - 00:09:20
السلطة احق بها. يقول ابن خلدون ثم اذا اخذت الدولة في الهرم بتلاشي العصبية وفناء القبيل الماهدين للدولة احتاج صاحب الامر حينئذ الى الاعوان والانصار لكثرة الخوارج والمنازعين والثوار وتوهم الانتقاض - 00:09:42
فصار خراجه لظهرائه واعوانه وهم ارباب السيوف واهل العصبيات وانفق خزائنه وحاصله في مهمات جبر الدولة وقلت مع ذلك الجباية لما قدمناه من كثرة العطاء والانفاق فيقل الخراج وتشتد حاجة الدولة الى المال فيتقلب - 00:10:01
ظل النعمة والترف عن الخواص والحجاب والكتاب بتقلص الجاه عنهم وضيق نطاقه على صاحب الدولة. ثم تبدو حاجة صاحب الدولة الى المال وينفق ابناء البطانة والحاشية ما تأثر اباؤهم من الاموال في غير سبيلها - 00:10:22
من اعانة صاحب الدولة ويقبلون على غير ما كان عليه اباؤهم وسلفهم من المناصحة ويرى صاحب الدولة انه احق بتلك الاموال التي اكتسبت في دولة سلفه وبجاههم فيستلمها وينتزعها منهم لنفسه شيئا فشيئا - 00:10:40
وواحدا بعد واحد لذلك فالانقلاب على الوزراء والامراء واستصفاء اموالهم عادة ما يكون من علامات غروب الدولة يعني حين نجد السلطان بدأ في الانقلاب على الوزراء والامراء وبدأ في استصفاء اموالهم نعرف ان هذا - 00:11:02
احد علامات غروب الدولة واحد علامات انهيارها لانه طبقة السلطة تبدأ في التنازع والتآكل والتنافس تظهر وجهتي النظر الحاكم يرى ان هذه الاموال اموال اكتسبها هؤلاء بجاه الدولة. وسلطة الدولة ونفوذ الدولة وتسهيلات الدولة لهم في المشاريع - 00:11:27
وبسبب قربهم من السلطان واصحاب الاموال يرون ان هذه الاموال انما كانت بثمرة عملهم وجهدهم ولكنهم لا يتمتعون بها ويجبرون على ان يتبرعوا بها او يتنازلوا عنها فلذلك هذه الطبقة التي كانت تحكم - 00:11:52
الدولة تبدأ في التآكل والتنازع والتحاسن ومن هنا يرى آآ كثير من المؤرخين والباحثين آآ والمتكلمين في فلسفة الحضارات انه حين تتآكل حين تتآكل الطبقة المالية. يعني حين تتآكل شريحة الاموال - 00:12:13
في اهل الدولة فان هذا يكون اول اسباب ظهور المنازعات والانقسامات داخل الدولة التي قد تؤدي الى اما انقسام الدولة يعني من خلال ظهور الاجنحة او ضعف هذه الدولة من خلال قلة الاقوياء الفاعلين المنصاعين للسلطان. وبالتالي يظهر هذا على اطراف الدولة ويكون هذا محفز - 00:12:36
للثورة والتمرد والانقضاض على الدولة لذلك كثر في الادب العربي ومن قبله الادب الفارسي الكلام في شأن الوزراء والولاة وان الوزير او الوالي من الذين مهما اقتربوا من السلطان فانهم يظلون منه على حذر - 00:13:02
فمما قاله في ذلك الصاحب ابن عباد وهو من مشاهير واعلام الادب في التراث العربي يقول اذا ادناك سلطان فزده من التعظيم. يعني اذا السلطان قربك زده من التعظيم اذا ادناك سلطانا فزده من التعظيم واحذره وراقب. فما السلطان الا البحر عظما - 00:13:29
وقرب البحر محظور العواقب. ومما قاله ايضا ابن المعتز وابن المعتز شاعر عباسي مشهور وله قصة درامية قد نحكيها فيما بعد انه تولى الخلافة ليوم واحد ثم قتل كان يقول ابن المعتز سكر الولاية طيب السكر. سكر منصب الولاية. لما الواحد يبقى والي يبقى كأنه سكران - 00:13:52
سكر الولاية طيب وخماره ذل شديد كم تائه يعني كم مفتخر كم تائه بولاية وبعزله ركض البريد انا منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ لهم كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:14:16