اوبا واللي كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر وصلي للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - 00:00:00
صلى الله عليه وسلم اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من - 00:00:55
سلسلة طبائع الحكم مع ابن خلدون وهذه الحلقة ستبدو غريبة للمشاهد المعاصر وسنفسرها ان شاء الله. بداية ابن خلدون يرى انه السياسة من اه الامور التي يتميز بها الانسان عن الحيوان - 00:01:09
وبالتالي هو له تدبير وتقسيم انه آآ يعني الانسان يشبه الحيوان في الامور الغريزية في الغرائز ولكنه يتميز عنه بالعقل والاخلاق. هذا غير موجود عند الحيوان. الحيوان يحركه الغريزة ليس العقل - 00:01:27
وليس الاخلاق فابن خلدون يقول وحيث ان السياسة مما يتفرد به الانسان عن الحيوان فلابد انه شأن السياسة هو من شأن العقل والاخلاق وليس من شأن الغرائز الحيوانية. آآ لذلك يقول - 00:01:44
اه لانها يعني السياسة خاصة للانسان لا للحيوان. فاذا خلال الخير فيه هي التي السياسة والملك اذ الخير هو المناسب للسياسة سأذكر مرة اخرى ان ابن خلدون لما كان يتكلم كان يتكلم بالخبرة التاريخية في عصره - 00:02:02
الخبرة التاريخية في عصره التي لم تكن فيها قوة تستطيع ان تفرض الحكام على المجتمعات. كانت المجتمعات تفرز بشكل طبيعي من يحكمونها يعني الان طبعا هناك نزام عالمي وهناك قوة تستطيع ان تنصب حكاما وتدافع عنهم - 00:02:24
وتعزلهم كذلك السنة المضطردة التي يتحدس عنها ابن خلدون هي ان المجتمعات الطبيعية حين تفرز حكامها بشكل طبيعي كيف تفرزهم هو يقول تفرزهم من خلال امرين الامر الاول قوة العصبية - 00:02:43
هذا يعني هذا هذه السلطة هذا البيت هذه العائلة الحاكمة هي بقوتها بقوتها كانت المؤهلة للحكم. طيب هل القوة هي العامل الوحيد؟ يقول لا وايضا بالاخلاق يعني لا يستنيم لها الناس ولا يقبلون حكمها الا ان كانت اخلاق هذه العائلة اخلاق هذا البيت - 00:03:01
هي اخلاق اصيلة اخلاق مناسبة لشأن السياسة فلذلك اخلاق وخلال الخير هي الاخلاق التي يستنيم لها الناس بعد استنامتهم او فوق استنامتهم لشأن القوة والعصبية ويقول انه آآ هاتان المسألتان يشبهان يعني الاصل والفرع اصل الشيء وفروعه. ولابد ان - 00:03:31
يوجد الاصل ولابد ان يوجد الفرع. يعني لا يكون الانسان بجسده وهو مقطوع اليدين والقدمين وآآ يعني لا يكون انسانا سويا وكذلك لا يمكن ان توجد الاقدام والاذرع فقط دون الجسم ولا يعني لا يكون هذا انسانا - 00:03:59
لذلك دعونا سنفسر في اخر الحلقة آآ كيف يحصل هذا في واقعنا؟ لكن هو يقول في ان التنافس على الخلال الحميدة من طبائع الملك. يتكلم عن المجتمعات التي تفرز بشكل طبيعي حكامها. طيب هنا اذا سألنا - 00:04:17
كيف كان المجتمع الاسلامي يفرز بشكل طبيعي حكامه يقول ابن خلدون واذا كان وجود العصبية فقط من غير من غير انتحال الخلال الحميدة نقصا في اهل البيوت والاحساب فما ظنك باهل الملك الذي هو غاية لكل مجد ونهاية لكل حسب - 00:04:38
وايضا السياسة والملك هي كفالة للخلق وخلافة لله في العباد في الاحكام واحكام الله في خلقه وعباده انما هي بالخير ومراعاة المصالح كما تشهد به الشرائع فالخلاصة كما يقررها ابن خلدون وهو جعلها في عبارة واحدة تقول - 00:05:00
فمن حصلت له العصبية الكفيلة بالقدرة واونست منه خلال الخير المناسبة لتنفيذ احكام الله في خلقه فقد تهيأ للخلافة في العباد وكفالة الخلق. ووجدت فيه الصلاحية لذلك هذا هو الاصل. كيف كان المجتمع الاسلامي يفرز حكامه - 00:05:22
سيقول ابن خلدون فاذا نظرنا في اهل العصبية ومن حصل لهم الغلب على كثير من النواحي والامم فوجدناهم يتنافسون في الخير وخلاله من الكرم والعفو عن الزلات والاحتمال من غير القادر - 00:05:45
والقرا للضيوف وحمل الكل وكسب المعدم والصبر على المكاره والوفاء بالعهد وبذل الاموال في صون الاعراض عظيم الشريعة واجلال العاملين لها الحاملين لها المهم يعني ذكر ابن خلدون اشياء كثيرة وصفات كثيرة لا نطيل بذكرها حتى يخلص الى ان يقول - 00:06:02
هذه خلق السياسة قد حصلت لديهم واستحقوا بها ان يكونوا ساسة لمن تحت ايديهم او على العموم وانه خير ساقه الله اليهم مناسب لعصبيتهم وغلبهم وليس وليس ذلك سدى فيهم ولا وجد عبثا منهم والملك انسب الخيرات والمراتب لعصبيتهم فعلمنا بذلك - 00:06:24
ان الله تأذن بالملك وساقه اليهم هذه الصفات التي ذكرنا بعضا منها هي الصفات التي كان يتحلى بها الملوك وكان يتحلى بها بيت الحكم في المجتمع الاسلامي لانها الصفات المناسبة للمجتمع الاسلامي نفسه - 00:06:51
الصفات التي يخضع بها الناس ويستنيم بها الناس لغلبة هؤلاء. وهي الصفات التي يتنافس فيها اهل البيوت الاصيلة حتى يكون ذلك انسب لعصبيتهم وانسب لادارتهم للحكم والغلب على الناس ونفس هذه القاعدة تأتي بالعكس يعني يلاحظ ابن خلدون ان الدولة حين تستقر - 00:07:12
وتبدأ شمسها بالمغيب تبدأ هذه الصفات والخلال في الانتقاص منها يقول وبالعكس من ذلك اذا تأذن الله بانقراض الملك من امة وحملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طرقها فتفقد فتفقد الفضائل السياسية منهم جملة - 00:07:41
ولا تزال في انتقاص الى ان يخرج الملك من ايديهم. ويتبدل به سواهم ليكون نعيا عليهم في سلب ما كان الله قد اتاهم من الملك وجعل في ايديهم من الخير - 00:08:06
واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها وحق عليها القول فدمرناها تدميرا ومن ضمن الصفات التي توقف عندها ابن خلدون طويلا ورأى ان هذه الصفة ملازمة لاهل البيوت التي - 00:08:22
لابد لها من الحكم وانها اول ما يسلب من البيت الذي يفقد منه الحكم هي صفة اجلال العلماء وتقدير العلماء ورفع مقام اهل الشريعة. فهو يلاحظ انه البيت طالما كان متهيأ للحكم - 00:08:42
في سبيله الى الغلب وفي بدايات عهده وفي تمكن دولته يكون مراعيا لاهل الشريعة موقرا للعلماء رافعا آآ لمكانتهم حافظا لاقدارهم طيب فاذا اذنت شمسهم بالمغيب بدأ يتخلى عن هذا ويقرب اليه غيرهم - 00:08:58
من الاسافل والاراذل وينتضي عنهم يعني يتجافى عنهم. وهكذا فيكون هذا من اول خلال ذهاب الملك عنهم طيب فالان كيف نفسر ما يحصل في واقعنا الان بداية هذه القاعدة قاعدة تنافس الملوك في الخلال الحميدة ما تزال قاعدة مطردة - 00:09:20
يعني اه حتى وقت قريب جدا في امتنا اه تسمعون هذا الكلام مثلا اه تذكر مما روي في سيرة عبدالعزيز مؤسس السعودية انه كان وهو شاب اراد ان يذهب الى الاماكن التي يذهب اليها الشباب يعني فقال له قرينه لأ - 00:09:44
انت ابن سعود لا يجوز لك ما يجوز لي انا اذهب وانا الهو لكن انت لا يجوز لك ما يجوز لي. فهذا كان واضحا حتى وقت قريب انه اهل البيوت - 00:10:03
المتأهلة للحكم اهل بيوت الحكم اهل البيوت الكبيرة تترفع عن الصغائر والدنايا. هذا امر مشهور. انا شخصيا حدثني اه مفكر اسلامي معروف موجود في مصر آآ لقي الشيخ حسن الهضيبي رحمه الله - 00:10:17
فالشيخ حسن الهضيبي كان قابل الملك فاروق مقابلة مشهورة فكان سأله يعني آآ يا سيادة المستشار ايه الفارق بين عبدالناصر وبين الملك فاروق؟ فبيقول له يا ابني دول ملوك متربيين - 00:10:33
انما دول يقصد عبدالناصر دول شرعية ما حدش رباهم وفاروق بالمناسبة ملك فاسد. يعني لم يكن فاروق ملكا صالحا لكن في النهاية بيوت الملك فيها نوع من الاحتشام والاحتفاظ والتحفظ والرقي ومسألة البروتوكولات المشهورة نوع من - 00:10:50
الادب والملوك قديما وحديثا آآ الى ما قبل يعني مائة سنة على الاقل او الى ما قبل سبعين تمانين سنة كانوا حريصين على تربية ابنائهم آآ تربية فاضلة طبعا هذه امور نقرأ فيها كثيرا في كتب التراث الاسلامي. لكن انا اقصد القول انه هذه الامور كانت مستمرة في عصرنا الى وقت قريب. يعني الى وقت قريب كان - 00:11:10
لا الملك لا لا يخرج منه العيب يعني هو بنفسه لا لا يسب ولا يشتم مثلا بينما في آآ مذكرات صناع القرار المعاصرين عن الرؤساء الحاليين اشياء فظيعة جدا من استعمالهم السباب يعني كما يقول الشيخ حسن الهضيبي ما حدش رباهم يعني. فهذه مسألة مشهورة عنهم. طيب لماذا فقد - 00:11:33
المجتمع الاسلامي ان يفرز حكامه على هذه الشاكلة؟ بداية يجب ان ننتبه ايضا الى مسألة ان الذين سادوا على بلادنا لم يكونوا افرازا طبيعيا لمجتمعاتنا وانما هؤلاء قوم نصبهم الاجانب - 00:11:56
واتى بهم الاجانب ودعمهم الاجانب واذا تضعضع ملكهم نزل الاجانب ليحموهم ويحافظوا عليهم يعني اسرة محمد علي نزل الاجانب لكي آآ يدعموها وقضوا على الثورة العرابية. وكنت تجد في بلاط اسماعيل وآآ توفيق - 00:12:18
مسألة الخمور ومسألة النساء وهذه كانت آآ غير موجودة عند الشعب المصري. الشعب المصري لم يكن هكذا يعني مسألة الرقص مع النساء وانتشار العادات الغربية ونفس الكلام حاصل حتى الان في سوريا نزلت روسيا لكي تحمي حكم بشار الاسد المسألة مشهورة. ولكن ولكن ومع ذلك - 00:12:37
هناك الة جديدة ظهرت في واقعنا المعاصر الالة الساحرة التي قلبت هذا الموضوع وهي الاعلام الاعلام الاعلام. وهذا الاعلام معضلة شديدة. لان الاعلام لم يكن في اي لحزة من اللحزات بمثل هذه القوة التي كان بها في عصرنا - 00:12:57
الاعلام حتى الان يكون حريصا على صناعة الاخلاق للحاكم فيبدو الحاكم وانه كأنه راعي الرياضة والرياضيين والفن والفنانين والثقافة والمثقفين وتصنع المشاهد ان الحاكم نزل لقى واحدة مسكينة فامر يعني مسكن على نفقة الدولة او حتى على نفقته الخاصة - 00:13:18
اه مسلا طالب كان بيشاور له فالحاكم اه يعني استدعى هزا الطالب وكرمه آآ واحد مريض عالجه على نفقة الدولة ويبدأ الاعلام في صياغة الحاكم صياغة جديدة تقنع المجتمع ان هذا يتمتع بالاخلاق الفاضلة التي ينتظرها المجتمع منه - 00:13:44
يعني مهما مهما كان الحاكم في خاصة نفسه فاسدا او يشرب الخمر او يزني وطبعا ينهب ويسرق هذا امر مشهور لكن لابد ان يظهر في الاعلام وكأنه فاضل ونبيل وعفيف - 00:14:07
واللسان وما بتطلعش منه العيبة وصاحب فلاتر آآ لابد يعني وسائل الاعلام الان تصبغ على الحاكم الاخلاق التي يود المجتمع ان يراها فيه وتمارس نفس هذه الصفة في نزعها عن الفضلاء - 00:14:21
يعني ان يشيطن اعداء الحاكم والمعرضون له والمتمردون عليه فيصبغ عليهم من الخبائث والمخازي ما هم بريئون منه وما يعرف الجميع انهم بريئون منه سطوة الاعلام في عصرنا الحاضر سطوة عظيمة جدا لدرجة انها قادرة على تغيير المشاعر بالفعل. وهذا امر كتب فيه كثيرا جدا - 00:14:42
الكتاب المتلاعبون بالعقول حتى انه آآ مثلا علي عزت بيجوفيتش في كتابه الاسلام بين الشرق والغرب كان يقول انه وسائل الاعلام والتليفزيون هو اخطر ما يهدد عقل الحديس اخطر ما يهدد العقل في العصر الحديس لانه الانسان يتحول مع التليفزيون الى مراهق وانه لم نعد هو يقول لم نعد في حاجة - 00:15:03
الى تقييد السلطان دستوريا بنفس قدر حاجتنا الى تقييد وسائل الاعلام اخلاقيا لان وسائل يعني علماؤنا قديما كانوا يقولون فعل رجل في الف رجل خير من قول الف رجل للرجل - 00:15:25
المجتمع لانه كان يتعايش مع بعضه كان لا يقتنع الا بالاخلاق التي يراها ويلمسها فكان الفعل اهم عنده من القول انا قرأت احصائية في الانتخابات الامريكية الاخيرة آآ في ايام اوباما - 00:15:43
ان هل اه عموم الناخبين يتأثرون بالاقوال ام بالافعال فكان الاغلب انهم يتأثرون بالاقوال وليس بالافعال يعني يمكن للحاكم ان يفعل ما يشاء سم ينفز حملات اعلامية او مواقف عاطفية لكي ينقلب اليه الشعور العام - 00:15:57
فالخلاصة انه الحكام حريصون على الظهور بالمظهر الاخلاقي ولكن هذا كان حقيقيا فيما مضى اما الان فصار مزخرفا مزينا مصنوعا في المسرحية المشهورة لامير الشعراء احمد شوقي مسرحية مصرع كليوباترا يقول آآ في حوار بين حابي وآآ ديون - 00:16:16
اه يقول حابي اسمع الشعب ديون كيف يوحون اليه ملأ الجو هتافا بحياتي قاتليه يا له من ببغاء عقله في اذنيه تاريخ انه كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:16:45
التفريغ
اوبا واللي كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر وصلي للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - 00:00:00
صلى الله عليه وسلم اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من - 00:00:55
سلسلة طبائع الحكم مع ابن خلدون وهذه الحلقة ستبدو غريبة للمشاهد المعاصر وسنفسرها ان شاء الله. بداية ابن خلدون يرى انه السياسة من اه الامور التي يتميز بها الانسان عن الحيوان - 00:01:09
وبالتالي هو له تدبير وتقسيم انه آآ يعني الانسان يشبه الحيوان في الامور الغريزية في الغرائز ولكنه يتميز عنه بالعقل والاخلاق. هذا غير موجود عند الحيوان. الحيوان يحركه الغريزة ليس العقل - 00:01:27
وليس الاخلاق فابن خلدون يقول وحيث ان السياسة مما يتفرد به الانسان عن الحيوان فلابد انه شأن السياسة هو من شأن العقل والاخلاق وليس من شأن الغرائز الحيوانية. آآ لذلك يقول - 00:01:44
اه لانها يعني السياسة خاصة للانسان لا للحيوان. فاذا خلال الخير فيه هي التي السياسة والملك اذ الخير هو المناسب للسياسة سأذكر مرة اخرى ان ابن خلدون لما كان يتكلم كان يتكلم بالخبرة التاريخية في عصره - 00:02:02
الخبرة التاريخية في عصره التي لم تكن فيها قوة تستطيع ان تفرض الحكام على المجتمعات. كانت المجتمعات تفرز بشكل طبيعي من يحكمونها يعني الان طبعا هناك نزام عالمي وهناك قوة تستطيع ان تنصب حكاما وتدافع عنهم - 00:02:24
وتعزلهم كذلك السنة المضطردة التي يتحدس عنها ابن خلدون هي ان المجتمعات الطبيعية حين تفرز حكامها بشكل طبيعي كيف تفرزهم هو يقول تفرزهم من خلال امرين الامر الاول قوة العصبية - 00:02:43
هذا يعني هذا هذه السلطة هذا البيت هذه العائلة الحاكمة هي بقوتها بقوتها كانت المؤهلة للحكم. طيب هل القوة هي العامل الوحيد؟ يقول لا وايضا بالاخلاق يعني لا يستنيم لها الناس ولا يقبلون حكمها الا ان كانت اخلاق هذه العائلة اخلاق هذا البيت - 00:03:01
هي اخلاق اصيلة اخلاق مناسبة لشأن السياسة فلذلك اخلاق وخلال الخير هي الاخلاق التي يستنيم لها الناس بعد استنامتهم او فوق استنامتهم لشأن القوة والعصبية ويقول انه آآ هاتان المسألتان يشبهان يعني الاصل والفرع اصل الشيء وفروعه. ولابد ان - 00:03:31
يوجد الاصل ولابد ان يوجد الفرع. يعني لا يكون الانسان بجسده وهو مقطوع اليدين والقدمين وآآ يعني لا يكون انسانا سويا وكذلك لا يمكن ان توجد الاقدام والاذرع فقط دون الجسم ولا يعني لا يكون هذا انسانا - 00:03:59
لذلك دعونا سنفسر في اخر الحلقة آآ كيف يحصل هذا في واقعنا؟ لكن هو يقول في ان التنافس على الخلال الحميدة من طبائع الملك. يتكلم عن المجتمعات التي تفرز بشكل طبيعي حكامها. طيب هنا اذا سألنا - 00:04:17
كيف كان المجتمع الاسلامي يفرز بشكل طبيعي حكامه يقول ابن خلدون واذا كان وجود العصبية فقط من غير من غير انتحال الخلال الحميدة نقصا في اهل البيوت والاحساب فما ظنك باهل الملك الذي هو غاية لكل مجد ونهاية لكل حسب - 00:04:38
وايضا السياسة والملك هي كفالة للخلق وخلافة لله في العباد في الاحكام واحكام الله في خلقه وعباده انما هي بالخير ومراعاة المصالح كما تشهد به الشرائع فالخلاصة كما يقررها ابن خلدون وهو جعلها في عبارة واحدة تقول - 00:05:00
فمن حصلت له العصبية الكفيلة بالقدرة واونست منه خلال الخير المناسبة لتنفيذ احكام الله في خلقه فقد تهيأ للخلافة في العباد وكفالة الخلق. ووجدت فيه الصلاحية لذلك هذا هو الاصل. كيف كان المجتمع الاسلامي يفرز حكامه - 00:05:22
سيقول ابن خلدون فاذا نظرنا في اهل العصبية ومن حصل لهم الغلب على كثير من النواحي والامم فوجدناهم يتنافسون في الخير وخلاله من الكرم والعفو عن الزلات والاحتمال من غير القادر - 00:05:45
والقرا للضيوف وحمل الكل وكسب المعدم والصبر على المكاره والوفاء بالعهد وبذل الاموال في صون الاعراض عظيم الشريعة واجلال العاملين لها الحاملين لها المهم يعني ذكر ابن خلدون اشياء كثيرة وصفات كثيرة لا نطيل بذكرها حتى يخلص الى ان يقول - 00:06:02
هذه خلق السياسة قد حصلت لديهم واستحقوا بها ان يكونوا ساسة لمن تحت ايديهم او على العموم وانه خير ساقه الله اليهم مناسب لعصبيتهم وغلبهم وليس وليس ذلك سدى فيهم ولا وجد عبثا منهم والملك انسب الخيرات والمراتب لعصبيتهم فعلمنا بذلك - 00:06:24
ان الله تأذن بالملك وساقه اليهم هذه الصفات التي ذكرنا بعضا منها هي الصفات التي كان يتحلى بها الملوك وكان يتحلى بها بيت الحكم في المجتمع الاسلامي لانها الصفات المناسبة للمجتمع الاسلامي نفسه - 00:06:51
الصفات التي يخضع بها الناس ويستنيم بها الناس لغلبة هؤلاء. وهي الصفات التي يتنافس فيها اهل البيوت الاصيلة حتى يكون ذلك انسب لعصبيتهم وانسب لادارتهم للحكم والغلب على الناس ونفس هذه القاعدة تأتي بالعكس يعني يلاحظ ابن خلدون ان الدولة حين تستقر - 00:07:12
وتبدأ شمسها بالمغيب تبدأ هذه الصفات والخلال في الانتقاص منها يقول وبالعكس من ذلك اذا تأذن الله بانقراض الملك من امة وحملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طرقها فتفقد فتفقد الفضائل السياسية منهم جملة - 00:07:41
ولا تزال في انتقاص الى ان يخرج الملك من ايديهم. ويتبدل به سواهم ليكون نعيا عليهم في سلب ما كان الله قد اتاهم من الملك وجعل في ايديهم من الخير - 00:08:06
واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها وحق عليها القول فدمرناها تدميرا ومن ضمن الصفات التي توقف عندها ابن خلدون طويلا ورأى ان هذه الصفة ملازمة لاهل البيوت التي - 00:08:22
لابد لها من الحكم وانها اول ما يسلب من البيت الذي يفقد منه الحكم هي صفة اجلال العلماء وتقدير العلماء ورفع مقام اهل الشريعة. فهو يلاحظ انه البيت طالما كان متهيأ للحكم - 00:08:42
في سبيله الى الغلب وفي بدايات عهده وفي تمكن دولته يكون مراعيا لاهل الشريعة موقرا للعلماء رافعا آآ لمكانتهم حافظا لاقدارهم طيب فاذا اذنت شمسهم بالمغيب بدأ يتخلى عن هذا ويقرب اليه غيرهم - 00:08:58
من الاسافل والاراذل وينتضي عنهم يعني يتجافى عنهم. وهكذا فيكون هذا من اول خلال ذهاب الملك عنهم طيب فالان كيف نفسر ما يحصل في واقعنا الان بداية هذه القاعدة قاعدة تنافس الملوك في الخلال الحميدة ما تزال قاعدة مطردة - 00:09:20
يعني اه حتى وقت قريب جدا في امتنا اه تسمعون هذا الكلام مثلا اه تذكر مما روي في سيرة عبدالعزيز مؤسس السعودية انه كان وهو شاب اراد ان يذهب الى الاماكن التي يذهب اليها الشباب يعني فقال له قرينه لأ - 00:09:44
انت ابن سعود لا يجوز لك ما يجوز لي انا اذهب وانا الهو لكن انت لا يجوز لك ما يجوز لي. فهذا كان واضحا حتى وقت قريب انه اهل البيوت - 00:10:03
المتأهلة للحكم اهل بيوت الحكم اهل البيوت الكبيرة تترفع عن الصغائر والدنايا. هذا امر مشهور. انا شخصيا حدثني اه مفكر اسلامي معروف موجود في مصر آآ لقي الشيخ حسن الهضيبي رحمه الله - 00:10:17
فالشيخ حسن الهضيبي كان قابل الملك فاروق مقابلة مشهورة فكان سأله يعني آآ يا سيادة المستشار ايه الفارق بين عبدالناصر وبين الملك فاروق؟ فبيقول له يا ابني دول ملوك متربيين - 00:10:33
انما دول يقصد عبدالناصر دول شرعية ما حدش رباهم وفاروق بالمناسبة ملك فاسد. يعني لم يكن فاروق ملكا صالحا لكن في النهاية بيوت الملك فيها نوع من الاحتشام والاحتفاظ والتحفظ والرقي ومسألة البروتوكولات المشهورة نوع من - 00:10:50
الادب والملوك قديما وحديثا آآ الى ما قبل يعني مائة سنة على الاقل او الى ما قبل سبعين تمانين سنة كانوا حريصين على تربية ابنائهم آآ تربية فاضلة طبعا هذه امور نقرأ فيها كثيرا في كتب التراث الاسلامي. لكن انا اقصد القول انه هذه الامور كانت مستمرة في عصرنا الى وقت قريب. يعني الى وقت قريب كان - 00:11:10
لا الملك لا لا يخرج منه العيب يعني هو بنفسه لا لا يسب ولا يشتم مثلا بينما في آآ مذكرات صناع القرار المعاصرين عن الرؤساء الحاليين اشياء فظيعة جدا من استعمالهم السباب يعني كما يقول الشيخ حسن الهضيبي ما حدش رباهم يعني. فهذه مسألة مشهورة عنهم. طيب لماذا فقد - 00:11:33
المجتمع الاسلامي ان يفرز حكامه على هذه الشاكلة؟ بداية يجب ان ننتبه ايضا الى مسألة ان الذين سادوا على بلادنا لم يكونوا افرازا طبيعيا لمجتمعاتنا وانما هؤلاء قوم نصبهم الاجانب - 00:11:56
واتى بهم الاجانب ودعمهم الاجانب واذا تضعضع ملكهم نزل الاجانب ليحموهم ويحافظوا عليهم يعني اسرة محمد علي نزل الاجانب لكي آآ يدعموها وقضوا على الثورة العرابية. وكنت تجد في بلاط اسماعيل وآآ توفيق - 00:12:18
مسألة الخمور ومسألة النساء وهذه كانت آآ غير موجودة عند الشعب المصري. الشعب المصري لم يكن هكذا يعني مسألة الرقص مع النساء وانتشار العادات الغربية ونفس الكلام حاصل حتى الان في سوريا نزلت روسيا لكي تحمي حكم بشار الاسد المسألة مشهورة. ولكن ولكن ومع ذلك - 00:12:37
هناك الة جديدة ظهرت في واقعنا المعاصر الالة الساحرة التي قلبت هذا الموضوع وهي الاعلام الاعلام الاعلام. وهذا الاعلام معضلة شديدة. لان الاعلام لم يكن في اي لحزة من اللحزات بمثل هذه القوة التي كان بها في عصرنا - 00:12:57
الاعلام حتى الان يكون حريصا على صناعة الاخلاق للحاكم فيبدو الحاكم وانه كأنه راعي الرياضة والرياضيين والفن والفنانين والثقافة والمثقفين وتصنع المشاهد ان الحاكم نزل لقى واحدة مسكينة فامر يعني مسكن على نفقة الدولة او حتى على نفقته الخاصة - 00:13:18
اه مسلا طالب كان بيشاور له فالحاكم اه يعني استدعى هزا الطالب وكرمه آآ واحد مريض عالجه على نفقة الدولة ويبدأ الاعلام في صياغة الحاكم صياغة جديدة تقنع المجتمع ان هذا يتمتع بالاخلاق الفاضلة التي ينتظرها المجتمع منه - 00:13:44
يعني مهما مهما كان الحاكم في خاصة نفسه فاسدا او يشرب الخمر او يزني وطبعا ينهب ويسرق هذا امر مشهور لكن لابد ان يظهر في الاعلام وكأنه فاضل ونبيل وعفيف - 00:14:07
واللسان وما بتطلعش منه العيبة وصاحب فلاتر آآ لابد يعني وسائل الاعلام الان تصبغ على الحاكم الاخلاق التي يود المجتمع ان يراها فيه وتمارس نفس هذه الصفة في نزعها عن الفضلاء - 00:14:21
يعني ان يشيطن اعداء الحاكم والمعرضون له والمتمردون عليه فيصبغ عليهم من الخبائث والمخازي ما هم بريئون منه وما يعرف الجميع انهم بريئون منه سطوة الاعلام في عصرنا الحاضر سطوة عظيمة جدا لدرجة انها قادرة على تغيير المشاعر بالفعل. وهذا امر كتب فيه كثيرا جدا - 00:14:42
الكتاب المتلاعبون بالعقول حتى انه آآ مثلا علي عزت بيجوفيتش في كتابه الاسلام بين الشرق والغرب كان يقول انه وسائل الاعلام والتليفزيون هو اخطر ما يهدد عقل الحديس اخطر ما يهدد العقل في العصر الحديس لانه الانسان يتحول مع التليفزيون الى مراهق وانه لم نعد هو يقول لم نعد في حاجة - 00:15:03
الى تقييد السلطان دستوريا بنفس قدر حاجتنا الى تقييد وسائل الاعلام اخلاقيا لان وسائل يعني علماؤنا قديما كانوا يقولون فعل رجل في الف رجل خير من قول الف رجل للرجل - 00:15:25
المجتمع لانه كان يتعايش مع بعضه كان لا يقتنع الا بالاخلاق التي يراها ويلمسها فكان الفعل اهم عنده من القول انا قرأت احصائية في الانتخابات الامريكية الاخيرة آآ في ايام اوباما - 00:15:43
ان هل اه عموم الناخبين يتأثرون بالاقوال ام بالافعال فكان الاغلب انهم يتأثرون بالاقوال وليس بالافعال يعني يمكن للحاكم ان يفعل ما يشاء سم ينفز حملات اعلامية او مواقف عاطفية لكي ينقلب اليه الشعور العام - 00:15:57
فالخلاصة انه الحكام حريصون على الظهور بالمظهر الاخلاقي ولكن هذا كان حقيقيا فيما مضى اما الان فصار مزخرفا مزينا مصنوعا في المسرحية المشهورة لامير الشعراء احمد شوقي مسرحية مصرع كليوباترا يقول آآ في حوار بين حابي وآآ ديون - 00:16:16
اه يقول حابي اسمع الشعب ديون كيف يوحون اليه ملأ الجو هتافا بحياتي قاتليه يا له من ببغاء عقله في اذنيه تاريخ انه كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:16:45