طوبة واللي شراب في تاريخ له كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر للاوراق الملك اذا كان قاهرا باطشا بالعقوبات منقبا عن عورات الناس وتعديد ذنوبهم - 00:00:00
شملهم الخوف والذل ولاذوا منه بالكذب والمكر والخديعة فتخلقوا بها وفسدت بصائرهم واخلاقهم وربما خذلوه في مواطن الحروب والمدافعات ففسدت الحماية بفساد النيات وربما اجمعوا على قتله لذلك فتفسد الدولة ويخرب السياج - 00:01:41
وان دام امره عليهم وقهره فسدت العصبية. وفسد السياج من اصله بالعجز عن الحماية واذا كان رفيقا بهم متجاوزا عن سيئاتهم استناموا اليه ولاذوا به واشربوا محبته واستماتوا دونه في محاربة اعدائه - 00:02:04
فاستقام الامر من كل جانب في بيئتنا العربية ينتشر تنظير فاسد عن ان شعوبنا العربية هي شعوب مستغلة شعوب سيئة شعوب مخادعة شعوب من طبيعتها الجبن والكذب وآآ هذا التنظيم الفاسد بالمناسبة اغلب الذين يقولونه هم اقل الناس كلاما عن الطغيان وعن فساد السلطة - 00:02:23
وهم في الحقيقة يحاولون ان يحملوا مصائبنا وكوارثنا للناس وطبيعة الناس وبعضهم اكثر فجاجة وقبحا فيحملها لثقافتنا هو يقول بان ثقافتنا بطبيعتها تنتج الذل وبطبيعتها تنتج الاستعباد وتراثنا ليس فيه اصلا معنى الحرية - 00:02:55
وهذا الكلام الفاسد الذي لا يستقيم في الواقع اخلاق الناس ترتبط باخلاق السلطة المهيمنة عليه وبقدر ما تتغير السلطة وتتغير سياستها تتغير اخلاق الناس فهناك امثلة في غاية الوضوح. يعني المانيا مسلا الشعب الالماني انقسم الى المانيا الشرقية والمانيا الغربية - 00:03:16
في هذه السنوات العقود التي انفصل فيها الالمان انفسهم الى شرقيين وغربيين. الطبائع والاخلاق والسلوك المسيطر على هؤلاء كان مخالفا تماما للطبائع والاخلاق والسلوك المسيطر على هؤلاء وهم شعب واحد - 00:03:38
كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية كلاهما شعب واحد لكن هيمن على هذا النظام وهيمنة على هذا نظام فهذا الشعب صارت له طبائع وسلوك واخلاقيات وتقاليد تنافي وتناقض وتختلف عن طبائع وسلوك واخلاقيات - 00:03:56
هذا الشعب الاخر فهنا ابن خلدون يلفت النظر الى انه الاخلاق اخلاق الشعوب تتكون بفعل سياسة السلطة المهيمنة على الناس فالحاكم حين يكون باطشا قاهرا بالعقوبات ظلوما متجسسا على الناس - 00:04:14
مهتما بتتبع عيوبهم هنا ينشأ في الناس بشكل طبيعي الكذب والخديعة والمكر واللؤم والخبث ومحاولة المراوغات والمناورات ويصير هذا خلقا فيه لانه الملك القاهر الباطش ملك لا يمكن ان آآ يستقيم معه خلق الصدق والشجاعة هذه الاخلاق تكون اخلاق مؤذية - 00:04:35
يعني الانسان الصدوق الامين الشجاع الزي يمارس النصح الذي يمارس الايجابية في البيئة الفاسدة المستبدة هذه اخلاق مؤذية اخلاق مؤذية لاهلها لذلك الناس يضطرون الى هذه الاخلاق التي يراوغون بها السلطة وينجون بها من هذا البطش - 00:05:03
الاخلاق دي نفسها اخلاق الكذب والمكر والخديعة هذه الاخلاق قد تنقلب على السلطان نفسه على الحاكم نفسه فبالتالي اذا حين يحدث غزو خارجي او حين تحدث حتى مؤامرات داخلية في اروقة السلطة - 00:05:27
فالطبع العام قد يكون مساعدا لقتله والانقلاب عليه وآآ يعني او اسلامه تخلي عنه في لحزات الحروب لانه خلاص النفوس اكتسبت الطباع الرديئة التي تجعل كل انسان يبحث عن مصالحه الذاتية - 00:05:44
بينما حين يكون الحاكم حاكما عادلا رفيقا مستقيما فهنا يكون الصدق والامانة والشجاعة والاقدام اسلم واقوم وانسب لهذا العصر لانه صاحب هذا يعني صاحب الامانة في عصر العدل قوة انسب له والقيام بخلق الامانة والقيام بخلق نجدة المظلوم والقيام بالاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:06:06
كل هذا يناسب هذا العصر ويستقيم معه يناسب هذه السياسة يناسب هذا الملك. لا لا تكون هذه الاخلاق مؤذية له وضارة به كلة به اطرقه الى السجن او الى القبر او الى او الى المنفى - 00:06:35
فبالتالي حين يكون الملك حاكما عادلا رفيقا تنصلح اخلاق الراعية. ده شرط طبعا ان يكون ملكا حقيقيا لا ان يكون صورة لا تحكم كما حدس مسلا في التجربة المصرية حقيقة انه الرئيس لم يحكم. لكن القصد هنا انه وجود الحاكم العادل - 00:06:50
ينشر في الناس اخلاقه اخلاق العدل والرحمة واخلاق الرفق وبالتالي هؤلاء الناس يشربون محبته ويستنيمون اليه ويلوذون به ويكونون اشد الناس دفاعا عنه لان قيام حياتهم وقيام اخلاقهم يعرفون انها تكون بقيامه وبوجوده - 00:07:10
هذا الامر لا يتعلق فقط بعلاقة السلطة بالرعية وانما يتعلق ايضا بكل علاقة مسؤول بمسؤوليه ومرؤوس بمرؤوسيه. حتى الاب في البيت حتى المعلم في بالنسبة طلابي. حتى الرجل بالنسبة لخدمه ومن يرأسه - 00:07:35
وبالتالي نشأت هذه الاخلاق يعني نشأة البيوت نشأة الاخلاق الاولى في البيوت تعتمد على اخلاق الاب وآآ اخلاق الام التي تشكل البذرة الاولى من اخلاق الابناء. فابن خلدون يلفت النظر الى هذا ويقول - 00:07:54
من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين او المماليك او الخدم سطى به القهر وضيق على النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعاه الى الكسل وحمل على الكذب والخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره - 00:08:11
خوفا من انبساط الايدي بالقهر عليه وعلمه المكر والخديعة لذلك وصارت له هذه عادة وخلقا وفسدت معاني الانسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن وهي الحمية والمدافعة عن نفسه او منزله. وصار عيالا على غيره في ذلك - 00:08:30
بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل فانقبضت عن غايتها ومدى انسانيتها وارتكس وعاد في اسفل السافلين وهكذا وقع لكل امة حصلت في قبضة القهر ونال منها العزف هذا المعنى في غاية الاهمية - 00:08:51
الانسان حين يكتسب الاخلاق الرديئة يصعب عليه ان يكتسب الاخلاق الحسنة الاخلاق الرديئة تطرد الاخلاق الحسنة وبعض هذه الاخلاق الرديئة لا يمكن النجاة منها تتأصل في النفس وتتعمق حتى يصير اكتساب الخلق الحسن فيها - 00:09:12
متعذرا واحيانا يكون مستحيلا فلاجل ذلك الشعوب التي طال عليها امد القهر ويعني تعمق فيها شأن الذل وصار فيها خلق لانقياد هذه الشعوب لا تتخلصوا من هذه الصفات الا بعد عقود. او بعد نشأة جيل اخر - 00:09:33
وبالمناسبة كان هذا من اسرار تربية الله تبارك وتعالى لسيدنا موسى بان جعله ينشأ في قصر فرعون فلا يشرب الذل الذي كان سيشربه لو انه ربي في بني اسرائيل سيدنا موسى لما نشأ في قصر فرعون - 00:09:59
نشأ عزيزا نشأ نشأة الامراء الم يكن منطبعا بالذل الذي كان فيه بنو اسرائيل خلق الذل هذا من الاخلاق التي تطرد خلق الشجاعة. يعني ابن خلدون يتحدس عن ان الناس مع كثرة القهر والعزف - 00:10:16
يعني حتى في الاطفال وحتى في الخدم وحتى في المرؤوسين الذين ينتشر فيهم القهر والخوف فهذا يلجئه الى المراوغات ولما يلجأه الى المراوغات يصير صعبا ان يكتسب خلق الشجاعة والحمية وبالتالي يفقد خلق المدافعة - 00:10:35
لانه الانسان المقهور لا يستطيع الدفاع عن نفسه لا يستطيع حماية نفسه. ما هو لو يستطيع حماية نفسه لم يكن مقهورا اصلا لكن هو حيث انه فقد القدرة على المدافعة - 00:10:52
فهو يكتسب اخلاق الخبث واللؤم والمكر وبالتالي يصير عيالا على غيره. فحين تأتي حين تأتي فرصة خيانة آآ يخون او حين تأتي فرصة آآ يعني قهر اخر وذل اخر فيستجيب له لانه فقد - 00:11:06
اه امكانية المدافعة والحماية يعني الفكرة الاخيرة انه بعض الاخلاق التي يزرعها القهر والعزف في الناس يكون صعبا التخلص منها ولا ينشأ آآ لا تتخلص منها الامة الا حين ينشأ جيل جديد يفارق هذا الموضوع. وان شاء الله في حلقة قادمة - 00:11:23
تحدس عن قصة بني اسرائيل بوضوح لانه هذه القصة فيها هذا المعنى باوضح ما يمكن. لكن الخلاصة التي نريد ان نتحدث فيها الان هو انه من اراد اصلاح اصلاح اخلاق قوم فهو على الحقيقة يجب ان يسعى في اصلاح السلطة المهيمنة عليهم - 00:11:46
لانه يتعذر ان لم يكن يستحيل ان تصلح اخلاق الناس. والسلطة التي عليهم سلطة عزف وقهر وظلم. هذا ضد طبيعة البشر هذا ضد ضد الطبائع ضد السنن فبالتالي محاولات الاصلاح من الاسفل ومحاولات ايجاد خلق عام ينتشر بالعدل في وجود السلطة القاهرة التي تدفع - 00:12:06
ناس لاخلاق الكذب والخديعة هذا امر غير ممكن في الحقيقة وهذا امر كما يراعى في السلطة يجب ان يراعى ايضا عند المعلمين الذين من اول الكتاتيب وحتى المدارس وكذلك لدى الابناء ويراعيه كل انسان على مرؤوسيه - 00:12:28
ما منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ لهم كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:12:47
التفريغ
طوبة واللي شراب في تاريخ له كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر للاوراق الملك اذا كان قاهرا باطشا بالعقوبات منقبا عن عورات الناس وتعديد ذنوبهم - 00:00:00
شملهم الخوف والذل ولاذوا منه بالكذب والمكر والخديعة فتخلقوا بها وفسدت بصائرهم واخلاقهم وربما خذلوه في مواطن الحروب والمدافعات ففسدت الحماية بفساد النيات وربما اجمعوا على قتله لذلك فتفسد الدولة ويخرب السياج - 00:01:41
وان دام امره عليهم وقهره فسدت العصبية. وفسد السياج من اصله بالعجز عن الحماية واذا كان رفيقا بهم متجاوزا عن سيئاتهم استناموا اليه ولاذوا به واشربوا محبته واستماتوا دونه في محاربة اعدائه - 00:02:04
فاستقام الامر من كل جانب في بيئتنا العربية ينتشر تنظير فاسد عن ان شعوبنا العربية هي شعوب مستغلة شعوب سيئة شعوب مخادعة شعوب من طبيعتها الجبن والكذب وآآ هذا التنظيم الفاسد بالمناسبة اغلب الذين يقولونه هم اقل الناس كلاما عن الطغيان وعن فساد السلطة - 00:02:23
وهم في الحقيقة يحاولون ان يحملوا مصائبنا وكوارثنا للناس وطبيعة الناس وبعضهم اكثر فجاجة وقبحا فيحملها لثقافتنا هو يقول بان ثقافتنا بطبيعتها تنتج الذل وبطبيعتها تنتج الاستعباد وتراثنا ليس فيه اصلا معنى الحرية - 00:02:55
وهذا الكلام الفاسد الذي لا يستقيم في الواقع اخلاق الناس ترتبط باخلاق السلطة المهيمنة عليه وبقدر ما تتغير السلطة وتتغير سياستها تتغير اخلاق الناس فهناك امثلة في غاية الوضوح. يعني المانيا مسلا الشعب الالماني انقسم الى المانيا الشرقية والمانيا الغربية - 00:03:16
في هذه السنوات العقود التي انفصل فيها الالمان انفسهم الى شرقيين وغربيين. الطبائع والاخلاق والسلوك المسيطر على هؤلاء كان مخالفا تماما للطبائع والاخلاق والسلوك المسيطر على هؤلاء وهم شعب واحد - 00:03:38
كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية كلاهما شعب واحد لكن هيمن على هذا النظام وهيمنة على هذا نظام فهذا الشعب صارت له طبائع وسلوك واخلاقيات وتقاليد تنافي وتناقض وتختلف عن طبائع وسلوك واخلاقيات - 00:03:56
هذا الشعب الاخر فهنا ابن خلدون يلفت النظر الى انه الاخلاق اخلاق الشعوب تتكون بفعل سياسة السلطة المهيمنة على الناس فالحاكم حين يكون باطشا قاهرا بالعقوبات ظلوما متجسسا على الناس - 00:04:14
مهتما بتتبع عيوبهم هنا ينشأ في الناس بشكل طبيعي الكذب والخديعة والمكر واللؤم والخبث ومحاولة المراوغات والمناورات ويصير هذا خلقا فيه لانه الملك القاهر الباطش ملك لا يمكن ان آآ يستقيم معه خلق الصدق والشجاعة هذه الاخلاق تكون اخلاق مؤذية - 00:04:35
يعني الانسان الصدوق الامين الشجاع الزي يمارس النصح الذي يمارس الايجابية في البيئة الفاسدة المستبدة هذه اخلاق مؤذية اخلاق مؤذية لاهلها لذلك الناس يضطرون الى هذه الاخلاق التي يراوغون بها السلطة وينجون بها من هذا البطش - 00:05:03
الاخلاق دي نفسها اخلاق الكذب والمكر والخديعة هذه الاخلاق قد تنقلب على السلطان نفسه على الحاكم نفسه فبالتالي اذا حين يحدث غزو خارجي او حين تحدث حتى مؤامرات داخلية في اروقة السلطة - 00:05:27
فالطبع العام قد يكون مساعدا لقتله والانقلاب عليه وآآ يعني او اسلامه تخلي عنه في لحزات الحروب لانه خلاص النفوس اكتسبت الطباع الرديئة التي تجعل كل انسان يبحث عن مصالحه الذاتية - 00:05:44
بينما حين يكون الحاكم حاكما عادلا رفيقا مستقيما فهنا يكون الصدق والامانة والشجاعة والاقدام اسلم واقوم وانسب لهذا العصر لانه صاحب هذا يعني صاحب الامانة في عصر العدل قوة انسب له والقيام بخلق الامانة والقيام بخلق نجدة المظلوم والقيام بالاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:06:06
كل هذا يناسب هذا العصر ويستقيم معه يناسب هذه السياسة يناسب هذا الملك. لا لا تكون هذه الاخلاق مؤذية له وضارة به كلة به اطرقه الى السجن او الى القبر او الى او الى المنفى - 00:06:35
فبالتالي حين يكون الملك حاكما عادلا رفيقا تنصلح اخلاق الراعية. ده شرط طبعا ان يكون ملكا حقيقيا لا ان يكون صورة لا تحكم كما حدس مسلا في التجربة المصرية حقيقة انه الرئيس لم يحكم. لكن القصد هنا انه وجود الحاكم العادل - 00:06:50
ينشر في الناس اخلاقه اخلاق العدل والرحمة واخلاق الرفق وبالتالي هؤلاء الناس يشربون محبته ويستنيمون اليه ويلوذون به ويكونون اشد الناس دفاعا عنه لان قيام حياتهم وقيام اخلاقهم يعرفون انها تكون بقيامه وبوجوده - 00:07:10
هذا الامر لا يتعلق فقط بعلاقة السلطة بالرعية وانما يتعلق ايضا بكل علاقة مسؤول بمسؤوليه ومرؤوس بمرؤوسيه. حتى الاب في البيت حتى المعلم في بالنسبة طلابي. حتى الرجل بالنسبة لخدمه ومن يرأسه - 00:07:35
وبالتالي نشأت هذه الاخلاق يعني نشأة البيوت نشأة الاخلاق الاولى في البيوت تعتمد على اخلاق الاب وآآ اخلاق الام التي تشكل البذرة الاولى من اخلاق الابناء. فابن خلدون يلفت النظر الى هذا ويقول - 00:07:54
من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين او المماليك او الخدم سطى به القهر وضيق على النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعاه الى الكسل وحمل على الكذب والخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره - 00:08:11
خوفا من انبساط الايدي بالقهر عليه وعلمه المكر والخديعة لذلك وصارت له هذه عادة وخلقا وفسدت معاني الانسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن وهي الحمية والمدافعة عن نفسه او منزله. وصار عيالا على غيره في ذلك - 00:08:30
بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل فانقبضت عن غايتها ومدى انسانيتها وارتكس وعاد في اسفل السافلين وهكذا وقع لكل امة حصلت في قبضة القهر ونال منها العزف هذا المعنى في غاية الاهمية - 00:08:51
الانسان حين يكتسب الاخلاق الرديئة يصعب عليه ان يكتسب الاخلاق الحسنة الاخلاق الرديئة تطرد الاخلاق الحسنة وبعض هذه الاخلاق الرديئة لا يمكن النجاة منها تتأصل في النفس وتتعمق حتى يصير اكتساب الخلق الحسن فيها - 00:09:12
متعذرا واحيانا يكون مستحيلا فلاجل ذلك الشعوب التي طال عليها امد القهر ويعني تعمق فيها شأن الذل وصار فيها خلق لانقياد هذه الشعوب لا تتخلصوا من هذه الصفات الا بعد عقود. او بعد نشأة جيل اخر - 00:09:33
وبالمناسبة كان هذا من اسرار تربية الله تبارك وتعالى لسيدنا موسى بان جعله ينشأ في قصر فرعون فلا يشرب الذل الذي كان سيشربه لو انه ربي في بني اسرائيل سيدنا موسى لما نشأ في قصر فرعون - 00:09:59
نشأ عزيزا نشأ نشأة الامراء الم يكن منطبعا بالذل الذي كان فيه بنو اسرائيل خلق الذل هذا من الاخلاق التي تطرد خلق الشجاعة. يعني ابن خلدون يتحدس عن ان الناس مع كثرة القهر والعزف - 00:10:16
يعني حتى في الاطفال وحتى في الخدم وحتى في المرؤوسين الذين ينتشر فيهم القهر والخوف فهذا يلجئه الى المراوغات ولما يلجأه الى المراوغات يصير صعبا ان يكتسب خلق الشجاعة والحمية وبالتالي يفقد خلق المدافعة - 00:10:35
لانه الانسان المقهور لا يستطيع الدفاع عن نفسه لا يستطيع حماية نفسه. ما هو لو يستطيع حماية نفسه لم يكن مقهورا اصلا لكن هو حيث انه فقد القدرة على المدافعة - 00:10:52
فهو يكتسب اخلاق الخبث واللؤم والمكر وبالتالي يصير عيالا على غيره. فحين تأتي حين تأتي فرصة خيانة آآ يخون او حين تأتي فرصة آآ يعني قهر اخر وذل اخر فيستجيب له لانه فقد - 00:11:06
اه امكانية المدافعة والحماية يعني الفكرة الاخيرة انه بعض الاخلاق التي يزرعها القهر والعزف في الناس يكون صعبا التخلص منها ولا ينشأ آآ لا تتخلص منها الامة الا حين ينشأ جيل جديد يفارق هذا الموضوع. وان شاء الله في حلقة قادمة - 00:11:23
تحدس عن قصة بني اسرائيل بوضوح لانه هذه القصة فيها هذا المعنى باوضح ما يمكن. لكن الخلاصة التي نريد ان نتحدث فيها الان هو انه من اراد اصلاح اصلاح اخلاق قوم فهو على الحقيقة يجب ان يسعى في اصلاح السلطة المهيمنة عليهم - 00:11:46
لانه يتعذر ان لم يكن يستحيل ان تصلح اخلاق الناس. والسلطة التي عليهم سلطة عزف وقهر وظلم. هذا ضد طبيعة البشر هذا ضد ضد الطبائع ضد السنن فبالتالي محاولات الاصلاح من الاسفل ومحاولات ايجاد خلق عام ينتشر بالعدل في وجود السلطة القاهرة التي تدفع - 00:12:06
ناس لاخلاق الكذب والخديعة هذا امر غير ممكن في الحقيقة وهذا امر كما يراعى في السلطة يجب ان يراعى ايضا عند المعلمين الذين من اول الكتاتيب وحتى المدارس وكذلك لدى الابناء ويراعيه كل انسان على مرؤوسيه - 00:12:28
ما منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ لهم كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:12:47