عصر الخلافة الراشدة

محمد إلهامي | عصر الخلافة الراشدة | 13. من مواقف التجرد لله

محمد إلهامي

كنا جبالا في الجبال وربما صرنا على موج البحار بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا - 00:00:01ضَ

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما المسلم بطبيعته يحتاج ان يتخفف من اعبائه من الخير للمسلم ان يحاسب عن نفسه وعن اهله. ويكون الامر اصعب واثقل ان كانت رعيته اكبر من هذا. ثم ان كانت - 00:00:24ضَ

رعيته شعبا يبلغ الالاف او مئات الالاف او حتى الملايين قال الفضيل بن عياض الاخلاص ترك العمل لاجل الناس رياء والعمل لاجل الناس شرك والاخلاص ان يعافيك الله منهما الاخلاص ليس هو ترك شيء او اتيان شيء. الاخلاص هو تقديم مصلحة الامة. التجرد لله في هذا الامر - 00:00:42ضَ

المسلم مكلف ان يترك امر الولايات ولا يقاتل عليها طالما كان هناك خير منه وانسب لهذه الولاية. فان كان هو الانسب ليجب عليه ان يتقدم وان يقوم بهذا الشأن. وقد قال يوسف عليه السلام اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. والواقع - 00:01:10ضَ

ان الامة الاسلامية في صدر امرها في فترة الخلافة الراشدة قد ضربت مثالا كبيرا في التجرد والاخلاص لله تبارك وتعالى ونحن اذا استعرضنا سيرة الخلفاء الراشدين لوجدنا كثيرا من تلك المواقف. هذه المواقف لولاها لدخلت الامة منذ زمن بعيد - 00:01:32ضَ

في الانقسامات والاضطرابات والمنازعات ولنحل شأن الامة وضعفت قوتها وخضدت شوكتها وما كان لها ان تبني هذا المجد العظيم في اللحظة الاولى لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم نجد انفسنا ازاء عدد متتال من مشاهد التجرد لله تبارك وتعالى - 00:01:52ضَ

في البداية حين اجتمع المهاجرون في على ابي بكر رضي الله عنه بلغ المهاجرين ان اخوانهم من الانصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ليتشاوروا في امر الخلافة. عندئذ خرج - 00:02:20ضَ

خرج ابو بكر وعمر وابوه عبيدة الى الانصار لينظروا في هذا الامر. فوجدوا الانصار يجتمعون في السقيفة قبل ان يصلوا الى السقيفة قابل رجلين من الانصار. قال الرجلان اين تريدون يا معشر المهاجرين؟ قالوا نريد اخواننا من الانصار. قال لا عليكم بهم اقضوا امركم - 00:02:35ضَ

فهنا هذان الانصاريان كانا كان بالفعل مع المهاجرين وكان ضد المصلحة التي آآ التي هي مصلحة قومهم على غير ما هي عادة العرب اصلا فهنا ظهر مشهد من مشاهد التجرد في ان اثنين من الانصار - 00:02:55ضَ

كانا مع المهاجرين ولم يكونا مع الانصار فيما يقضيانه في شأن الخلافة لا نعرف على وجه التحديد هل لو كانت وقعت اه بعض المنازعات او الخلاف بين المهاجرين والانصار في هذا الموضوع؟ هل كان هذان الانصاريان - 00:03:18ضَ

سينحازان للمهاجرين فلذلك قال ما قال ام انهما ايقنا ان الانصار لن تخالف المهاجرين بحال ان اجتمعوا على رأي. لكن كلا الموقفين يحملان اخلاص هذين الرجلين ويحملان كذلك اخلاص الانصار. لكن ابو بكر وعمر من ناحية اخرى لم يفرحا بان هناك انقسام في موقف الانصار وانما - 00:03:34ضَ

قالوا قالوا بل والله لنأتينهم. ولما ذهبوا اليهم هنا تبدى مشهد اخر من مشاهد الاخلاص. ابو بكر رضي الله عنه يقول للانصار ان الامر لم يعد رئاسة في المدينة ولم يعد الامر خاصا باهل المدينة. وانما صارت دولة الاسلام تشمل العرب - 00:03:57ضَ

وتشمل الجزيرة العربية وهؤلاء العرب لا يخضعون الا لواحد من قريش. فلم يكن ابو بكر يغمق شأن المهاجرين يغمض شأن الانصار او يرفع شأن المهاجرين. وانما كان ينظر الى مصلحة الامة. ولذلك قال ابو بكر رضي الله عنه - 00:04:17ضَ

ما ذكرتم فيكم من خير فانتم له اهل ولن يعرف هذا الامر الا لهذا الحي من قريش هم اوسط العرب نسبا ودارا يا معشر الانصار انا والله ما ننكر فضلكم ولا بلاءكم في الاسلام ولا حقكم الواجب علينا. ولكنكم عرفتم ان هذا الحي - 00:04:35ضَ

من قريش بمنزلة من العرب ليس بها غيرهم وان العرب لن تجتمع الا على رجل منهم فنحن الامراء وانتم الوزراء فاتقوا الله ولا تصدعوا الاسلام ولا تكونوا اول من احدث في الاسلام - 00:04:55ضَ

فعندئذ قال احد الانصار وهو الحباب المنذر قال منا امير ومنكم امير اذا واضح جدا انه يعني فهم الانصار ان هناك آآ مصلحة عليا للامة فلذلك فكروا مباشرة في ان يشركوا المهاجرين معهم في الامر. سنجد عمر بن الخطاب ينظر ايضا الى - 00:05:14ضَ

الامة يقول سيفان في غمض لا يصلحان. فمصلحة الامة لا تقتضي آآ ان يكون هناك خليفتان واثنان يتشاركان الملك وانما قال ابو بكر بل نحن الامراء وانتم الوزراء. ولمرة اخرى هو يقول نحن ويعني بها المهاجرين ويعني بها القرشيين - 00:05:35ضَ

الذين لا تنطاع العرب الا لهم ثم كان موقف الانصار وهو موقف الاخلاص الكبير حين تنازلوا عن الخلافة للمهاجرين وكانوا معهم اطوع لهم من بنانهم وكانوا انصار المهاجرين كما كانوا من قبل - 00:05:55ضَ

قبل انصار رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان القائل بهذا الانصار انفسهم. وبهذا انتهى نزاع كان يمكن لو نشب ان يؤدي الى اثار لا يعلمها الا الله. سنجد مشهدا اخر من مشاهد الاخلاص حين يقول ابو بكر - 00:06:12ضَ

رشحت لكم احد هذين عمر ابن الخطاب وابو عبيد ابن الجراح فيجد ان عمر ابن الخطاب يقول والله لان تقدم آآ يعني عمر ابن الخطاب كان موقفه كما بينه في خطبة اه في اخر حياته كان موقفه قال والله لان اقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من اثم احب - 00:06:32ضَ

الي من ان اتولى على قوم فيهم ابو بكر. فلم يرضى عمر وابو عبيدة بمنصب الخليفة في ظل وجود ابي بكر. وقد فما ابا بكر ولما اجتمعت الاراء على ابي بكر قال ابو بكر هذه الكلمة المؤثرة والله ما سألت الله الامارة يوما ولا ليلة قط ولا ولا سألتها - 00:06:52ضَ

في سر ولا علانية ولا كنت حريصا عليها قط وانما اولى امرا كبيرا وليست ليست لي عليه قوة الا بمعونة من الله وهكذا تجاوز المسلمون في صدر خلافة الراشدين بعد لحظة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بالاخلاص والتجرد لله - 00:07:12ضَ

كارثة لو ان الاخلاص قد نزع منها والتجرد لله قد نزع منها لما درى احد كيف كانت ستكون اه كيف كانت ستكون مصائر هذه الامة فيما يلي من الايام. سيدنا عمر رضي الله عنه حينما تولى الخلافة - 00:07:32ضَ

قبول سيدنا عمر للخلافة بعد وفاة ابي بكر هو ايضا من الاخلاص. وكما قلنا ان الاخلاص ليس هو ترك شيء او فعل شيء. الاخلاص هو تقديم مصلحة الامة والتجرد لله تبارك وتعالى في الفعل وفي الترك. فعمر بن الخطاب الذي ابى تماما ان يتولى في وجود ابي بكر هو الذي قبل - 00:07:52ضَ

ان تكون له الولاية حينما مات ابو بكر رضي الله عنه. وحين مات عمر بن الخطاب واراد الا تختلف الامة من بعده فاراد آآ يعني اقترح عليهم ستة من المرشحين كان هؤلاء الستة هم - 00:08:12ضَ

قية العشرة المبشرين بالجنة. ما عدا رجل واحد وهو سعيد بن زيد جعله عمر خارج الشورى خارج الترشيح لانه من ولما قال له المغيرة ابن شعبة الا تجعل فيهم ابنك عبدالله ابن عمر وعبد الله من فقهاء الصحابة وممن رضي عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد عليه - 00:08:29ضَ

عمر وقال لقد قلت كلمة ما اردت بها وجه الله يكفي ال عمر ان يكون ان ينالها منهم واحد فان كانت خيرا فقد نلنا منها وان كانت شرا فيكفينا ان ان - 00:08:49ضَ

كان منا واحد ازاح وحزف سعيد بن زيد الذي هو من قرابته من جملة المرشحين وصار المرشحين هنا ستة هم الستة الذين بقوا من العشرة المبشرين بالجنة هنا سيتكرر مشهد اخر من مشاهد الاخلاص. هؤلاء الستة - 00:08:59ضَ

بكلام قليل تحول المرشحون الستة الى مرشحين اثنين. اولا لما قال عبدالرحمن بن عوف آآ لكي يقلل هذا العدد آآ اللي يعني ليتنازل كل واحد منكم الى اخيه ليجعل كل واحد منكم رأيه الى اخر - 00:09:19ضَ

فقال طلحة رأيي لعثمان تنازل طلحة وجعل رأيه لعثمان. وتنازل الزبير وجعل رأيه لعلي وتنازل سعد بن ابي وقاص وجعل رأيه لعبدالرحمن بن خوف يعني الستة المرشحون للخلافة تنازى منهم ثلاثة بعد كلمة واحدة. ثم لما بقي هؤلاء الثلاثة نزع عبد الرحمن بن عوف نفسه من الترشيح على ان يديره - 00:09:35ضَ

هو مسألة الترشيح يعني قبل ان يكون هو القائم بملف آآ البيعة وملف اختيار الخليفة على الا يكون له من الامر شيء ولا يكون هو خليفة وبالفعل ليس الا مجلس واحد فصار المرشحون ستة مرشحين اثنين - 00:09:59ضَ

اقوى بينهما اختارا اهل المدينة حتى اختاروا عثمان بن عفان. والقصد ان نقول ان هذا التجرد الذي كان لدى الخلفاء الراشدين هو الذي جاوز بهم امورا لو لم تكن لهم فيها مثل هذا الاخلاص لكانت اثارها على الامة كلها اثارا وخيمة - 00:10:18ضَ

وكأن ظل السيف ظل حديقة خضراء بتحولنا ازهار لم نخشى طاغوتا يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا اسواق اسوار اذا تركنا مسألة الخلافة وذهبنا الى بقية آآ هذا الجيل هذا الجيل الطيب وسلفنا الصالح. سنجد من اشهر ما - 00:10:38ضَ

في هذا الباب باب تجرد الله ما كان بين ابي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد رضي الله عنهما. كان خالد بن الوليد رضي الله عنه فارسا لا يشق له غبار. فارس لم تعرفه العرب مثله. ولذلك فما حققه من الانتصارات هي انتصارات ما تزال حتى الان تمثل اعجوبة - 00:11:14ضَ

من اعاجيب الفتوحات العسكرية. وكان خالد شخصيته من الشخصيات التي تحب ان يعطى لها صلاحيات واسعة. شخصية قيادية تحب ان يعطى لها حياة واسعة وكان ابو بكر يرتاح للعمل ايضا بهذا المعنى فكان يعطي ولاته وعماله صلاحيات واسعة - 00:11:34ضَ

من الخلاف الذي وقع بين ابي بكر وعمر هو خلاف وقع في شأن خالد. عمر بن الخطاب خشي ان يفتن الناس بخالد وان يظنوا ان النصر حليف خالد واراد يعني ان يجنب الامة هذه الفتنة - 00:11:52ضَ

فاوصى ابا بكر واقترح عليه ان يعزل خالدا. ان يعزله لكي يقتنع الناس ان النصر انما هو من الله الله تبارك وتعالى وانما هي لكل جيش المسلمين وليس السر في سيف خالد. ابو بكر رضي الله عنه لم يرى ان هذا آآ - 00:12:11ضَ

يعني اقتراحا جيدا ولم يوافق على عزل خالد. ولا يرى ان بعض الاخطاء والتجاوزات التي ارتكبها خالد يعاقب عليها عقوبة العزل الامة من عبقريته وجهاده في الحرب فهنا هذا النزاع الذي كان بين ابي بكر وعمر - 00:12:31ضَ

وهو ليس نزاعا طبعا هو نزاع في الرأي اي خلاف الا ان هذا الخلاف بدا انه يذهب الى اتجاه اخر حينما توفي ابو بكر رضي الله عنه وصار عمر هو الخليفة. فلما صار عمر هو الخليفة - 00:12:49ضَ

ارسل الى ابي عبيدة ابن الجراح ان يعزل خالد ابن الوليد من قيادة الجيش وان تعود اليه القيادة العامة اذا تركنا هنا عمر بن الخطاب وذهبنا الى ابي عبيدة بن الجراح ورأينا ما كان بينه وبين خالد سنجد مشهدا عجيبا من - 00:13:05ضَ

شاهد التجرد والاخلاص. اولا بالنسبة لخالد. خالد منذ ان بدأ في معركة الردة في حروب الردة وهو قائد على الجيوش. ثم فلما تحول الى معارك الفتوح وهو قائد على الجيوش - 00:13:25ضَ

ولما احتاجته الجبهة الشامية او اوصاه ابو بكر بترك الجبهة الفارسية الجبهة الشامية فتركها وذهب قائدا عاما للجيوش وكان في الشام خمسة جيوش جيش بقيادة ابي عبيدة وجيش بقيادة ابي يزيد ابن ابي سفيان وجيش بقيادة شرحبيل ابن حسن وجيش بقيادة عمرو بن العاص. وقوة اخرى بقيادة سعيد بن زيد - 00:13:39ضَ

لما ذهب خالد ابن الوليد صار القائد العام على هذه الجيوش. كان القائد العام قبله ابو عبيد ابن الجراح. ابو عبيدة بن الجراح هذا امين الامة هو الرجل الثالث في الامة - 00:14:02ضَ

يعني بعد ابي بكر وعمر آآ في كسير من آآ يعني التقديرات آآ التاريخية وما يفهم من آآ كلام ابي بكر فهو المرشح للخلافة في اللحزة الاولى في سقيفة بني ساعدة وكان عمر يتمنى ان لو كان موجودا عند وفاته كان شخصية مقدمة - 00:14:12ضَ

فابو عبيدة ابن الجراح لما جاءه خالد ابن الوليد صار من القيادة العامة الى قائد جيشه فقط وصارت القيادة العامة لخالد ابن الوليد وعلى هذا تمت الفتوحات في الجبهة الشامية - 00:14:32ضَ

لما تولى عمر وارسل رسالة الى ابي عبيدة ابو عبيدة وفي مشهد اخلاص نادر كتم هذه الرسالة ولم يرد ان نفز امر الخليفة بعزل خالد بن الوليد وهو يتقدم من انتصار الى انتصار. حتى ارسل اليه عمر مرة اخرى يلزمه فيها بالا - 00:14:46ضَ

جدوى لا يتراجع وان يعزل خالد عن القيادة العامة وان يتولى هو القيادة العامة فلما فعل هذا وعلم خالد بن الوليد بان هذا القرار قد صدر منذ شهور قال رحمك الله يا ابا عبيدة تأتم بي وانت الامام وتصلي بصلاتي وكان - 00:15:06ضَ

حق ان تكون انت المقدم وانت القائد وهذا العسكر وعسكرك والجند جندك هذا امر آآ يعني استدللنا به على ما كان لدى ابي عبيدة بن الجراح من هذا التجرد والاخلاص - 00:15:22ضَ

هنا جاء دور خالد بن الوليد في التجرد والاخلاص الذي نزل عن القيادة العامة وصار قائد جيشه وصارت القيادة العامة مرة اخرى لابي بيداء ابن الجراح رضي الله عنه بعد قليل سيدخل المسلمون في المعركة الفاصلة وهي معركة اليرموك. وكانت الخطة الرومية لاستعادة الاراضي. خطة تقوم على - 00:15:39ضَ

ان تتوجه الجيوش الرومية الى الجنوب في الشام. فكانت الجيوش الاسلامية تضطر الى ان تنسحب من المدن وان تلتقي وتتجمع لكي يواجه الجيش الرومي فلما صرنا على ابواب معركة اليرموك وهي المعركة التي جمع الروم فيها جمعا لم يجمعوا مثله لاحد من قبل. وصار نقاش بين - 00:16:02ضَ

القادة قادة الجيوش الاسلامية الخمسة هنا حصل موقف من مواقف التجرد العظيمة. قال خالد بن الوليد لابي عبيدة بن الجراح انا اريد ان اتولى هذه المعركة بهذا المعنى. قال ولني ما وراء بابك. فابو عبيدة بن الجراح قال قد وليتك - 00:16:24ضَ

وتنازل ابو عبيدة بن الجراح لخالد بن الوليد ليقود هو هذه المعركة الفاصلة فعادت القيادة العامة لخالد بن الوليد هو آآ الامير على الجيوش كلها. وادار معركة اليرموك وخطة اليرموك وانتصر انتصارا باهرا. ثم عاد مرة اخرى - 00:16:46ضَ

ليكون قائد جيش وتكون القيادة العامة مرة اخرى لابي عبيدة ابن الجراح. هذا التبادل في المواقع لو انه لم يكن كن لدى هذين الرجلين العظيمين مثل هذا الاخلاص لما احد كان يدري كيف يكون حال الجيوش الاسلامية؟ ولا كيف كانت تنتهي - 00:17:06ضَ

معارك بين المسلمين والروم ولا كيف كان سيكون مصير الشام بل ومصير الاسلام في الجزيرة العربية فيما بعد يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا اسواق اسوار مشهد اخر نقدمه من مشاهد التجرد لله - 00:17:26ضَ

الذي كان لدى سلفنا الاوائل رضوان الله عليهم اجمعين وهو مشهد المثنى ابن حارثة الشيباني رحمه الله سيدنا المثنى ابن حارثة الشيباني هو زعيم بني شيبان وقد بدأ هو الفتوح بغير آآ ان يكون هناك تكليف من الخليفة. ابو بكر رضي الله عنه - 00:17:52ضَ

بدأ هو مطاردة الفرس الذين كانوا قد دعموا بعض حركات الردة. فاخذ سيدنا المثنى في مطاردة هؤلاء الفلول وفي مهاجمة بعض مناطقهم وارسل بذلك الى سيدنا ابي بكر رضي الله عنه في المدينة - 00:18:11ضَ

فلما قرر سيدنا ابو بكر ان يفتتح الفتوح ارسل الى الجبهة الفارسية جيشين جيش بقيادة خالد بن الوليد وجيش بقيادة عياض ابن غنم الفهري ان يكونا في الحيرة وقال ايكما سبق الى الحيرة فهو الامير - 00:18:28ضَ

وسبق اليها سيدنا خالد بن الوليد. فهنا جاء خالد بن الوليد قائدا على المثنى ابن حارثة الشيباني الذي لم يستنكف ان ينزل وهو زعيم قومه وسيد قومه وهو الذي بدأ الفتوح - 00:18:44ضَ

لم يستنكف ان ينزل تحت قيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه فجاهد معه وكان من ابطال فتوح جبهة فارس وكان الساعد الايمن خالد بن الوليد رضي الله عنه ولما احتاجت الجبهة الرومية الى مجهود خالد وانزاح وخرج خالد بنصف الجيش من جبهة العراق الى جبهة الشام - 00:18:58ضَ

تولى القيادة في الجبهة الفارسية المثنى ابن حارثة الشيباني. ولما تولى المثنى هذه القيادة كانت الامور يعني الامور العسكرية طبعا جانب المسلمين قد ضعف بانقسام نصف الجيش. وكان الفرس بدأوا في يعني آآ تصحيح اوضاعهم خصوصا مع - 00:19:18ضَ

آآ النزاعات السياسية التي كانت في الامبراطورية الفارسية وما اثر ذلك على الوضع العسكري ثم بدأوا يعيدون تصحيح فكان المثنى ابن حارثة الشيباني هو خير قائد ادار مسألة الجهاد في الجبهة الفارسية بهذا العدد القليل - 00:19:38ضَ

واضطر ان ينسحب بالمسلمين من بعض المناطق التي فتحوها ليعود مرة اخرى الى الحيرة ثم رأى انه لابد في ظلها تصحيح الاوضاع العسكرية والسياسية في فارس ان يكون له مدد من الخلافة - 00:19:58ضَ

ذهب المثنى بن حارثة الشيباني الى المدينة وفي المدينة ادرك ابا بكر رضي الله عنه وهو في اللحظات الاخيرة ويعني هو يكاد ان يتوفى وشهد وفاته وشهد ولاية عمر ابن الخطاب وكان مما اوصى به ابو بكر عمر بان - 00:20:14ضَ

يندب الناس للخروج مع المثنى يعني يستحث الناس ويحرض الناس للخروج على المسمى. المسلمون في ذلك الوقت كانوا يتهيأون هنا آآ قتال الفرس المسلمون الذين لم يخوضوا الجهاد الذين ما زالوا يعني يبقون في المدينة كانوا يتهيبون خوض الفرس خصوصا وانه - 00:20:32ضَ

الجيش الذي في الجبهة العراقية قد قل صار الى النصف كان ثمانية عشر الفا بعدما خرج به خالد بنصفه صار تسعة الاف ثم ان المثنى ابن حديس الشيباني رجل لا يعرفونه لانه كان من قبيلة شيبان - 00:20:52ضَ

وهذه الجبهة لم يعد يوجد فيها خالد ابن الوليد فكأن الناس استثقلوا او تهيبوا ان يندبوا للخروج مع المثنى فسيدنا عمر بن الخطاب جعل من يعني من الامور التي يحث بها الناس على الخروج ان يجعل اول من ينتدب للخروج هو - 00:21:07ضَ

على الجيش. فكان اول من انتدب هو ابو عبيد ابن مسعود الثقفي رحمه الله ابو عبيد بن مسعود الثقفي رحمه الله تولى امارة الجيوش التي آآ ستواصل عمليات الفتوح في فارس - 00:21:27ضَ

وهنا لم يستنكف المثنى ابن حارثة الشيباني لمرة اخرى ان يكون جنديا تحت قيادة رجل مثل مثل ابي عبيد ابن مسعود وهو رجل لم يكن في القتال يعني لم يكن اسما عظيما في القتال والقيادة. ومع ذلك كان من تجرد المثنى - 00:21:44ضَ

رحمه الله ان ينزل تحت قيادة ابي عبيد بن مسعود الثقفي واصل ابو عبيد بن مسعود السقفي الانتصارات على الفرس الا انه اخطأ خطأ كبيرا في معركة الجسر. وهي الهزيمة الوحيدة التي تلقاها المسلمون في فتوحاتهم - 00:22:04ضَ

على الجبهة الفارسية وخسر المسلمون فيها اربعة الاف مسلم واستشهد هو ابو عبيد استشهد رحمه الله وغفر الله له وعفا عنه طبعا وتولى المسلمين لمرة اخرى المثنى ابن حارثة الشيباني رحمه الله بعد ان استشهد ابوه عبيد - 00:22:19ضَ

استطاع ان ينضم انسحابا ممتازا آآ انقذ به من بقي من المسلمين واستطاع ان يعود ويكر ويكرر الانتصارات على سيدنا على الفرس وآآ يعود مرة اخرى للقيادة في مشهد من التجرد - 00:22:41ضَ

حتى اذا انتهى تصحيح الاوضاع في الامبراطورية الفارسية وجاء المسلمون ليخوضوا المعركة الكبرى كان سيدنا سعد بن ابي وقاص هو الامير وكان المثنى ابن حارثة الشيباني آآ قد توفي قبل ان يصل سعد بن ابي وقاص الى موقعة القادسية. ولكنه توفي بعد ان ضرب هذا المثل في التجرد سيد قوم - 00:22:59ضَ

امه ينزل تحت قيادة خالد سم يتولى في غياب خالد فيحقق انتصارات ثم ينزل تحت قيادة ابي ابي عبيد بن مسعود ثم يتولى امرهم وينزموا سحابا ويعودوا الانتصارات. وهكذا كان المثنى ابن حارثة الشيباني مع بطولته وفروسيته مثالا في التجرد لله - 00:23:26ضَ

وتقديم مصلحة الامة وفي تأخير حظوظ النفس عن آآ ما يلتبس من هذه القضايا. الواقع ايها الاخوة الاحباب ان امتنا كثير منا كثير من معاركها ونزاعاتها والتباسات وما يكون فيها انما يعود الى - 00:23:46ضَ

غياب هذا الامر غياب التجرد والاخلاص لله تبارك وتعالى. وكثير من المعارك وكثير من الاحوال يمكن ان تنصلح لو ان بعض الناس جنبوا حظ انفسهم وقدموا حق الله ورسوله ومن يرونه اولى بالولاية ومن يرونه اقرب لله تبارك وتعالى وانسب منهم في هذه المواقع - 00:24:07ضَ

غياب هذا التجرد هو سبب اصيل من اسباب حالنا هذه. وجود هذا التجرد كان سببا اصيلا من انتصارات المسلمين التي ما زلنا حتى الان ان نفخر بها. اسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا. وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:24:27ضَ

كنا جبالا في الجبال وربما سرنا على موج البحار بحارة بمعابد الافرنج كان اذاننا قبل الكتائب يفتح لم تنسى افريقيا ولا صحراؤها سجدت الدنيا والارض تقضي فنا وكأن ظل السيف ظل - 00:24:47ضَ

خضراء تنبت حولنا الازهار لم نخشى يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا اسواق ندعو جهارا لا اله والذين صنع الوجود وقدر الاقدام ورؤوس يا رب فوق اكفنا نرجو ثوابك مغنم واجب - 00:25:30ضَ

كنا نرى الاصنام من ذهب فنهدمها. ونهدم فوق الكفار - 00:26:15ضَ