التفريغ
قل هذه سبيلي على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلاة وسلاما على سيدنا رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد الاخوة والاخوات - 00:00:00ضَ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذه الحلقة آآ السادسة والعشرين من برنامجكم شخصيات اندلسية وهذه الحلقة بعنوان نضار وزمردة مضار وزمردة عنوان عجيب غريب - 00:00:40ضَ
لكنه لطيف نضار هي بنت الامام الكبير آآ محمد بن علي بن يوسف ابي حيان التوحيدي الذي ترجمت له في الحلقة الماضية وزمرد بنت ابرق هي زوج الامام ابي حيان رحمة الله تعالى عليهم جميعا - 00:01:07ضَ
ابو حيان قلت في المرة الماضية انه استقر في القاهرة من سنة خمس وتسعين وستمائة رزقه الله تعالى بولدين من زوجه زمردة ابن وبنت اما الابن فهو حيان وهذا الاسم شائع في الاندلس يحبونه - 00:01:26ضَ
التسمية به حيا ونضار اما نضار فقد عني بها ابوها الى الغاية وهذه ظاهرة في حياة ابي حيان تستحق الوقوف والدراسة عنايته بابنته نضار وعنايته بزوجه زمرد كثير بل اكثر العلماء - 00:01:45ضَ
بل اغلبية الساحقة من علماء السلف والخلف ما كانوا يجدون من الوقت ما يعنون فيه بابنائه بابنائهم وبناتهم وعلى الاخص بازواجهم ما كان يدوم الوقت وقد اه برع من النساء عدد كبير لكن بالمقارنة بعدد من برع من الرجال - 00:02:09ضَ
وبمدار تاريخ الاسلام نجد انهن قليلات وقليلات جدا والسبب واضح ايها الاخوة فان المرأة خلقت لمهمة ضخمة لمهمة جليلة وهي العناية على البيت والقيام بشؤونه وتربية الاولاد وراحة الزوج والقيام على شؤونه ايضا - 00:02:36ضَ
وهذه مهمة جليلة جدا مهما حاول بعض الناس ان يقلل منها او يزهد فيها ويقولون نصف المجتمع معطل في البيوت وانتم ما تخرجونهن الى العمل والى كذا هذه دعاوى يعني ليست صحيحة - 00:03:03ضَ
اه ما احسن شوقي حينما قال والام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق. نعم. هذا كلام رائع وجميل ويقولون في الامثال الام التي تدهده المهد بيد تهز العرش بيد الاخرى - 00:03:22ضَ
فالام لها وظيفة رائعة جليلة جدا لكن ايضا كان هناك امثلة من نسوة اللواتي استطعنا ان يتجاوزن هذا واستطعنا ان ينجحن في الجمع بين الامرين لكنهن كن قليلات وقد آآ وجدت نسوة منهن على مدار تاريخنا الاسلامي في علوم الحديث والفقه والتفسير - 00:03:44ضَ
والنحو واللغة الى اخره بفضل الله تعالى ومنه كان منهن زمردة وابنتها نضال ان اه وقد ولدت سنة اثنتين وسبعمائة وتوفيت شابة سنة ثلاثين وسبعمئة عن ثمان وعشرين سنة حزن عليها ابوها حزنا عظيما - 00:04:14ضَ
ولم يستطع ان يثبت عندما بلغ وفاتها بعد مرض عضال الم بها مدة ستة اشهر وقد كان يعنى بها ويأخذها الى مجالس السماع منذ كان عمرها سبع سنوات فان اباها كان له تهميش على بعض الكتب ذكر فيه من حضر من المشايخ - 00:04:38ضَ
وذكر ابنته نضار واخذها الى مكة تجاورت في مكة زمانا وكانت متعبدة كما وصفها الشيخ بدر النابلسي قال كان لديها من العبادة والفقه ما فاقت به كثيرا من الرجال ما فاقت به - 00:05:05ضَ
كثيرا من الرجال ومدحها ومدح ما كانت عليه من اشتغال اه دأب واجتهاد رحمة الله تعالى عليها آآ كان ابوها قد اخذ لها انواعا من الاجازات في الحديث والفقه وعني بها عناية جيدة - 00:05:27ضَ
آآ حتى استطاعت ان تتفوق في مجموعة من العلوم رحمة الله تعالى عليها وآآ حتى صارت استاذة في بعض العلوم يعني استاذة في علم الخط كان خطها فائقا. رحمة الله تعالى عليها. وكانت ايضا في الفقه - 00:05:48ضَ
فقيهة وفي الحديث استطاعت ان تحصل على بعض الاجازات هذه منزلة جليلة لهذه الفتاة لم تصل اليها اغلب بنات عصرها ولا اغلب النسوة اللواتي كن قبلها رحمة الله تعالى عليها - 00:06:10ضَ
ومدحت ومدحها ابوها والف في فقدها كتابا للاسف الشديد انه فقد يعني الف كتابا سماه النضار في المسلاة عنه ضار نضار الاخرى ابنته. والنضار الاولى الذهب بين الذهب هو نظار يسمى في العربية - 00:06:26ضَ
واذا اردنا ان نسمي الكتاب ان دار في المسلاة عن مضار فالنظار هو الحسن والبهجة اي هذا كتاب وحسن وبهجة يتحدث عن مضار واما المسلى فهي السلو آآ السلوك والنسيان - 00:06:50ضَ
النسيان آآ عدم اثارة الاحزان والاشجان هذا هو السلو فالنضار في المسلاة عن نضار ذكر فيه في هذا الكتاب آآ جمال صفاتها وحسن اخلاقها وتعبدها وما كانت عليه من دأب وجد واجتهاد في الاشتغال. رحمة الله تعالى عليها - 00:07:07ضَ
ومدحها بابيات جليلات في ذلك الكتاب كيف عرفنا وقد فقد هذا الكتاب لخص لخصه بعض الائمة مثل ابن حجر العسقلاني ومثل الامام السيوطي ونقل منه في كتابه الذي ترجم فيه للنحاه رحمة - 00:07:33ضَ
رحمة الله تعالى عليهم جميعا. فعرفنا بعض آآ مكنونات الكتاب وايضا ذكر فيه رحلته الطويلة وذكر فيه مشايخه وترجم لكثير منهم فنحن نتحسر على فقدنا لهذا الكتاب ونرجو ان يظهره الله تبارك وتعالى ان رحلة - 00:07:52ضَ
الايمان الكبير ابي حيان الاندلسي استغرقت مدة طويلة من الزمان آآ كانت ستا وسبعين سنة فكانت رحلة رائعة ولابد لكننا فقدناها وانا لله وانا اليه راجعون فيما فقد من الكتب - 00:08:13ضَ
اما اه زوجه زمردة اه بنت ابرق فهي آآ ما درينا من اي بلد هي يبدو انها مصرية قال كان يمدحها بانها سمراء وجميلة وان حياته معها كانت حياة سعيدة - 00:08:33ضَ
وكان يأخذها معه الى المشايخ. لتسمع الحديث فوصلت الى درجة ان سمع منها الشيخ الكبير الامام العالم آآ ابو القاسم البرزالي ابو القاسم البرزالي هذا شيخ كبير كان آآ في دمشق - 00:08:50ضَ
وكان في مرتبة الحافظ النزي والامام ابن تيمية وابن القيم والحافظ الذهبي وتقييد دين السبكي الجماعة التي عاشت في دمشق وتنقل بعض بين دمشق ومصر فابو القاسم البرزالي كان من هذه الطبقة - 00:09:11ضَ
كان من هؤلاء الجماعة المبرزين. فوصلت في العلم زمردة الى ان اجازت اجازت ابا القاسم البرزالي. وهذه منزلة عليا لامرأة في ذلك الزمان لن تستطع ان تتحمل وفاة ابنتها فما عاشت بعدها الا قليلا - 00:09:33ضَ
اه توفيت بعدها بست سنوات سنة ست وثلاثين وسبعمائة وبقي ابو حيان مع ابنه حيان وكان يقول عن ابن حيان يا ليت حيانا مثل نظار. يعني الانسان يحب عادة ان يكون ولده الذكر هو المتفوق. هذي فطرة في نفس الانسان يحبها - 00:09:54ضَ
اذا الانسان في طبيعته يحب هذه هذا الامر. فكان يقول يا ليت حيانا كان انسانه ضار فمن شدة اعجابي بنضار ويبدو ان حيانا هذا ما كان في العلم من اه ورد ولا صدر ما كان له علاقة بالعلم - 00:10:19ضَ
فانه لم يذكر ابدا في اه كتب ابيه فيما اعلم ولم يذكر انه اه كان على درجة علمية او انه درس العلوم ويبدو من تمني في حيان هذه الامنية يا ليت حيانا كان مثلنا غبار ان حيانا اتعب اباه في طلب العلم. او انه لم يستسغ طلب العلم والدراسة - 00:10:37ضَ
ونحى منحى اخر وهذه مسألة اود ان انبه لها ايها الاخوة والاخوات كثير من العلماء يتمنى ان يكون ابنه مثله عالما ويظل يضغط عليه منذ اوائل عمره حتى يحفظ وحتى يدرس وحتى يتعلم - 00:10:59ضَ
وقد يكون الابن آآ ليس مهيئا لهذا ما خلق لهذا اه لا يصلح لهذا فيظل الوالد يضغط عليه ولا ينتج منه شيء وقد والعياذ بالله في بعض الحالات الحادة الولد يخرج - 00:11:20ضَ
عن السيطرة وآآ ينحرف بسبب ضغط الوالد الشديد فما يصلح هذا فليترك كل منا ولده وما آآ يحبه وما يتمناه وما آآ يريد ان يكون عليه لان القهر والغصب للاولاد لا يصلح ولا ينتج ابداعا حتى لو حاول الولد ودرس ما يريده ابوه لا يبدع ولا يكون اه في منزلة عالية - 00:11:37ضَ
من العلم فاذا ماتت زوجه وماتت ابنته آآ اللتان كان يحبهما حبا عظيما ونوه بهما في اكثر من مكان وذكر محاسنهما شعرا ونثرا كتابة بقي وحيدا الى ان علت سنه وتوفي رحمه الله تعالى - 00:12:04ضَ
بعد ان بقي فريدا وحيدا كلمة اخيرة زمردة ونضار هذا يدل دلالة واضحة على عناية علمائنا بنسائهم وبناتهم. ليس كما يشاع ان المشايخ والعلماء لا يحبون ان تطلب نساؤهم وبناتهم العلم هذه غلوطة - 00:12:29ضَ
آآ هذه اغلوطة روجها اعداء المشايخ واعداء الدين الذين يريدون ان يسيئوا الى المشايخ ابدا المشايخ لكن العلة الحقيقية في المشايخ انهم لا يملكون وقتا ليس عنده وقت في الحقيقة لهذه المسألة لكثرة اعبائهم واعمالهم والتفاف التلاميذ عليهم هذا وان كان الشيخ صاحب دعوة الى - 00:12:53ضَ
الله سبحانه وتعالى هيهات ثم هيهات ان يعنى بابنائه وزوجه العناية الكافية التي تنتج من منهن علماء تنتج منهن يعني من نسائه ومن بناته فهذه كلمة اخيرة اختم بها واسأل الله تعالى ان يكثر في المسلمين العالمات الشيخات - 00:13:17ضَ
المجتهدات انه ولي ذلك والقادر عليه. والله اعلم واحكم. والى اللقاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:13:39ضَ