محمد موسى الشريف | شخصيات لها تاريخ
التفريغ
قل هذه سبيلي بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين الحمد لله رب العالمين. وصلوات ربي وسلامه على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد النبي الامي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:00ضَ
اما بعد اخواني واخواتي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وفي هذه الحلقة ان شاء الله تعالى ساتحدث عن عظيم من عظماء المصريين وكبير من كبارهم وهو ظاهرة كبيرة في تاريخ التأليف الاسلامي - 00:00:33ضَ
فهو علامة فارقة في القرون المتأخرة الا وهو الحافظ الكبير الامام ابو الفضل همام الدين عبدالرحمن ابن ابي بكر ابني محمد السيوطي المشهور بالحافظ السيوطي رحمة الله تعالى عليه واعلى درجته - 00:00:50ضَ
ولد هذا الحافظ الكبير سنة تسع واربعين وثمانمائة في القاهرة ونشأ يتيما فقد توفي والده عمره اقل من ست سنين واقبل على علمه اقبالا عجيبا وحفظ كتبا كثيرة وتميز بحافظة جليلة نادرة - 00:01:10ضَ
حتى انه قيل عنه وارجو ان شاء الله تعالى ان يكون هذا القول هو الصحيح انه خاتمة الحفاظ بالديار المصرية بل في الديار الاسلامية. فلا اعلم بعد الامام السيوطي حافظا حفظ مثله - 00:01:32ضَ
وكان يقول عن نفسه احفظ من حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مئتي الف حديث ولو وجدت اكثر لحفظت. يعني هذا الذي وجد من الاحاديث في زمانه. فكان يحفظ مائتي الف حديث - 00:01:49ضَ
تنظر الى هذه الحافظة الجليلة التي كان يتمتع بها المسلمون. واعيد هذا والله اعلم الى قلة المعاصي بل الى ندرتها. والى جودة قرائحهم وحسن مناخ بلادهم والله اعلم بالصواب اقبل على علمي دراسة وعلى المشايخ اخذا حتى انه بلغ مشايخه اكثر من خمسين نفسا - 00:02:08ضَ
وطلب عليهم العلم بجد واجتهاد وارتحل الى كثير من البلاد وحج ورجع وافاد المسلمين طويلا العلامة الفارقة في تاريخه بل في تاريخ الاسلام المتأخر كثرة مؤلفاته الى درجة عجيبة فقد احصى بعض المتأخرين مؤلفاته بلغت اكثر من سبعمائة مؤلف - 00:02:35ضَ
بل بعضهم يوصلها الى اكثر من ذلك بعضها نعم في ورقة مخطوطة وبعضها في كراسة وبعضها مجلدات لكنه الف تقريبا في كل فن الف في اللغة الاف في الادب الف في الاسمار - 00:03:04ضَ
والف في النحو والف في الفقه والحديث وعلوم القرآن والف في غير ذلك كله مؤلفات جامعة جليلة عظيمة في الحقيقة استفاد منها المسلمون كثيرا ومن اهم الامور الجليلة في مؤلفاته انه ادخل كثيرا من مصنفات الاقدمين - 00:03:22ضَ
في كثير من كتبه وهي اليوم مفقودة اي مصنفات الاقدمين هذه مفقودة اليوم لا ندري اين هي فكان من الفائدة الجليلة لمؤلفات الامام السيوطي رحمه الله تعالى انه بقي فيها كثير - 00:03:49ضَ
من آآ تلك الكتب التي فقدت اليوم وهذا يعطيها منزلة كبيرة ورفيعة كان كما قلت لكم حافظا عظيم الحفظ وكان كاتبا سريع الكتابة فكان يكتب في اليوم والليلة مقدارا هائلا لا يقوى عليه كثير غيره - 00:04:04ضَ
وكان رحمة الله تعالى عليه لما بلغ الاربعين قرر ان يعتزل الناس لسبب غير معروف بالضبط. بعض الناس يقول لان بعض السلاطين آآ اهانه. بعض الناس يقول غير ذلك. لكن عموما هو اصلا قرر الاعتزال - 00:04:27ضَ
بعد الاربعين والا يفتي احدا والا يكتب في شيء حتى انه كتب آآ كتابا سماه التنفيس في ترك الافتاء والتدريس فما عاد يفتي ولا عاد يدرس بعد الاربعين. واتخذ لنفسه منزلا في روضة المقياس هنا في النيل مشهورة - 00:04:44ضَ
وهو يعني الروضة التي فيها يقيسون النيل حجم الزيادة والنقصان فيه فاتخذ نفسه منزلا ولم يفتح طاقات منزله على النيل الى ان مات من الاربعين الى ان مات في قرابة الثالثة والستين من عمره. ربع قرن تقريبا - 00:05:05ضَ
اعتزل الناس ولم يدخل عليه الا اخصاؤه ولم يخرج الى الناس كما قلت لكم لذلك اسباب واسباب كثيرة. واهدى اليه يوما السلطان شهاب الدين قانصوه الغوري المشهور. اخر صلاة الدولة المملوكية في مصر - 00:05:25ضَ
وحيث جاء بعده بنو عثمان اهدى اليه خصيا والخصي هو العبد الذي هو مجبوب الخصية هكذا كانوا يفعلون به من اجل ان يدخل على النساء ومن اجل ان لا يكون له شهوة يعني - 00:05:45ضَ
هذا لي خصيا وهدى لي الف دينار مبلغ هائل فرد الالف دينار وقبل الخصي واعتقه وجعله خادما في الحجرة النبوية الشريفة وقال لقاصد السلطان لا تعود تأتي الينا بهدية فان الله اغنانا عن مثل ذلك - 00:05:59ضَ
وكان يمتنع تماما عن التردد على السلاطين وقيل له لو دخلت الى السلاطين من اجل حوائج الناس كما كان يفعل ذلك العلماء من قبلك او بعض العلماء من قبلك قال ترك التردد على السلاطين - 00:06:22ضَ
اولى بدين المرء كما كان يفعل السلف وكتب كتابا سماه ما رواه الاساطيل في عدم التردد الى السلاطين والاساطين يعني اعمدة العلم واساطينه وفي الحق ان العالم اذا لم يكن له حاجة في الدخول الى السلطان فلماذا يدخل اليه - 00:06:39ضَ
ومنزلته عزيزة وكبيرة لماذا يدخل السلطان من غير حاجة ملحة وحاجة المسلمين ليست حاجة شخصية لا يدخلن عالم على سلطان في حاجة شخصية بل في حاجات المسلمين فهو اولى واحسن - 00:07:02ضَ
والامام السيوطي كانت بينه وبين اه العلماء في زمانه مشكلة بسبب دعواه الاجتهاد ومدها احد اجتهاد المطلق الا وصارت له مشكلة في المتوسطين والمتأخرين لذلك كانوا يجتنبون هذه الدعوة ولا يريدونها. اما السيوطي فقد اجترأ عليها وادعى انه تفرد في علوم كثيرة. وادعى انه مجتهد - 00:07:21ضَ
مطلق وعندي والله اعلم ان السيوطي حقيق بذلك وحري بالاجتهاد ولو لم يرضه كثير من علماء عصره وذلك من بسبب ان الاقران تحدث بين مشكلات اقران الاقران يعني العلماء المتماثلون في السن او متقاربون ومتعاصرون تحدث بين مشكلات - 00:07:46ضَ
لذلك حدثت مشكلات كثيرة للسيوطي بسبب هذه هذا الادعاء ادعاء الاجتهاد ومات يوم مات في سنة احدى عشرة وتسعمائة والمسلمون محتاجون الى علمه ومات يوم مات وقد ترك ثروة علمية هائلة - 00:08:07ضَ
من الكتب والمصنفات بقي اكثرها الى يوم الناس هذا يستفيد منه طلاب العلم في الجامعات بل في المرحلة العليا من الجامعات في رسائل الماجستير والدكتوراة وهذا من فضل الله علي ان يبقى اثره في الارض وان تبقى كتبه ومؤلفاته بعد وفاته باكثر من خمسمائة عام - 00:08:27ضَ
يستفيد منها الناس ويترحمون عليه ويترضون فرضي الله تعالى عن ذلك الامام الكبير واعلى منزلته والحقنا به في عليين كانت هذه شذرات يسيرة من ترجمته وترجمته تحتاج الى حلقات طويلة. لكن يكفيني ان اعرف الناس به - 00:08:49ضَ
يكفيني ان اذكر لهم بعض محاسنه وينبغي عليهم بعد ذلك ان يعودهم ليزدادوا ويتضلعوا من سيرته اه في كتب التاريخ والى اللقاء ان شاء الله تعالى في حلقة قادمة والسلام عليكم - 00:09:09ضَ
ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:09:24ضَ