محنة كاشفة فاضحة الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد فاحداث غزة محنة كاشفة فاضحة لم يسقط فيها الظالمون المعتدون والمتواطؤون معهم فحسب بل سقط فيها ايضا - 00:00:00
المنافقون والخائنون والمخذلون والمرجفون والقاعدون الذين في قلوبهم مرض ممن غرقوا في مستنقع الخيانة والولاء لاعداء الله وراحوا يتهمون اولئك المقاومين والصابرين والصامدين بشتى التهم وتناسى هؤلاء ان اصل وجرثومة البلاء هو الاحتلال الظالم الذي انتهك المقدسات واحتل الارض وارتكب المذابح والمجازر - 00:00:24
ترى والابادة الجماعية للبشر والشجر والحجر لخمسة وسبعين عاما تقريبا قتلوا فيه عشرات الالاف ومئات الالاف من الجرحى والمصابين. وهجروا الملايين وطردوهم من ارضهم وبيوتهم. فلما قاوم هؤلاء تلاقي المظلومون دفاعا عن اقصاهم وعن الارض والكرامة والشرف اتهموهم بانهم - 00:01:01
هم من استفز دولة الكيان هم حمائم سلام ودعاة رحمة ووئام وقد وصفهم من يعلم السر واخفى سبحانه وتعالى بقوله فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة - 00:01:33
فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده فيصبحه على ما اسروا في انفس النادمين. هؤلاء قوم من المنافقين كانوا يناصحون اليهود ويغشون المؤمنين ويقولون ما يقوله المنافقون اليوم - 00:01:53
نخشى ان تكون الدائرة لليهود على المؤمنين. ونحن في حاجة الى اليهود. فعسى الله ان يأتي بالفتح او بامر من عنده ينصر به اولئك المستضعفين من المؤمنين على اعدائه فيصبح هؤلاء المنافقون على ما اسروا في انفسهم نادمين - 00:02:12
من مودتهم لليهود ومن غشهم للاسلام واهله ولكن الله جل وعلا بفضله ومنه وكرمه ولطفه ورحمته ثبت المؤمنين الصادقين الطيبين الذين تضرعوا الى رب العالمين بهذا الدعاء ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا - 00:02:35
وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب بل وتذللوا الى من بيده ازمة القلوب تذللوا بهذا الدعاء النبوي يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك المحن والشدائد والمصائب والمواقف - 00:02:59
تمحص الرجال وتظهر حقيقة بواطنهم وتظهر حقيقة معادنهم وتعريهم امام انفسهم اولا ثم امام الخلق جميعا قال سبحانه احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم - 00:03:22
فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. وكل من تجاوز الحق سيتجاوزه الحق وسينساه التاريخ وما كان الحق والباطل في هذه المحنة القاسية على مدار السبعين عاما او يزيد؟ اوضح منهما في يوم من الايام مثل ما هما الان - 00:03:46
تتوالي المواقف الفاصلة الكاشفة الفاضحة الفارقة لتسقط التعلق بكل البشر بل والدول والحكومات والنظم والمؤسسات وغيرها من الاسباب لتتعلق قلوب المؤمنين الصادقين بالله جل وعلا وحده فهو رب الاسباب ومسبب الاسباب - 00:04:12
وليعلم المؤمنون يقينا ان النصر من عند الله وحده فليرجو المؤمنون غيره ولا يدعو المؤمنون سواه ولا يطلبون الا منه. ولا يعتمدون ولا يتوكلون الا عليه وليفردون الا اياه جل وعلا وحده بالعبادة والتذلل والتضرع والدعاء والخوف والرجاء والذل والانكسار - 00:04:40
يسار والحب والافتقار كما قال سيد المتوكلين وامام المعتصمين برب العالمين صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك احفظن الله تجده تجاهك. اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك - 00:05:05
واعلم بانهم لو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليه. رفعت الاقلام كافة الصحف فالله جل جلاله بكن فيكون يهيئ الاسباب بل ويهيئ الكون لامر عظيم - 00:05:33
فالامر كله لله الملك كله لله والكون كله لله. ولا يكون في كونه ولا في ملكه الا ما يقدره ويريده جل علاه ان كل شيء خلقناه بقدر وان كانت الالام مضنية - 00:05:54
الامال مرضية والنتائج مجزية والحرب سجال واخذ الحقوق بغير تدافع محال. كما قال الكبير المتعال ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض. ولكن الله ذو فضل على العالمين. وكما قال سبحانه - 00:06:14
ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم. وقال سبحانه في محنة غزوة في احد ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. وما كان الله ليطلعكم على الغيب. ولكن الله - 00:06:38
فامنوا بالله ورسله الى اخر الايات وقال سبحانه وتعالى وما اصابكم يوم التقى فباذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى اي لابد ان يعقد سببا من المحنة - 00:06:59
يظهر فيه وليه ويفتضح فيه عدوه. يعرف به المؤمن الصابر ويعرف به المنافق الفاجر فليس من مقتضى الالوهية ولا من السنن الربانية ان يبقى الصف المسلم مختلطا بلا تمييز يتوارى فيه المنافقون - 00:07:23
وتدثرون بدعوى الايمان ومظهر الاسلام. كلا وقلوبهم مريضة والسيناتوم خبيثة يحرضون ويخذلون ويفرقون ولا يزيدون الصف المسلم الا خبالا وفسادا وفرقة كما قال جل جلاله الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور - 00:07:50
لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا. ولاوضاعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم. والله عليم بالظالمين من الخير ايها المؤمنون ايها المبتلون من الخير الا يكون المنافقون معكم في الصف - 00:08:18
بل من حكمة الحكيم الخبير ان يظهرهم وان يعريهم وان يظهر نفاقهم في كلماتهم واحوالهم ومواقفهم وتخذيلهم وتثبيطهم وتحريضهم اتهامهم لاولئك الصابرين المقهورين المظلومين لانه لو خرجوا معكم ولو كانوا معكم في الصف - 00:08:42
ما زادكم الا فسادا بما يقومون به من التخذيل والقاء الشبه والتحريض ولاسرعوا في صفوفكم بنشر النميمة لتفريقكم وفيكم ايها المؤمنون للاسف الشديد من يستمع الى ما يروجونه من الكذب والاباطيل - 00:09:06
الاراجيف فيقبله بعض المسلمين. بل وربما ينشره البعض الاخر تنشأ الاختلاف بينكم والله عليم بالظالمين. من المنافقين الذين يلقون الشر والدسائس والشكوكة بين المؤمنين فاذا كانوا حريصين على خذلانكم وعلى القاء الشر بينكم وتثبيطكم عن اعدائكم وفيكم من يقبل منهم. بل ويستنصحهم ويطلب منهم - 00:09:28
فما ظنك بالشر الحاصل ان خرجوا معكم وكانوا في صفوفكم واختلاطهم بكم شر لا يعلمه الا الله فلله اتم الحكمة حيث ثبتهم ومنعهم من الخروج مع عبادي المؤمنين رحمة من الله بالمؤمنين. ولطفا من الله بالمؤمنين. ولذا قال جل وعلا والله عليم بالظالمين. فيقبل - 00:10:04
عباده كيف يحذرون منهم ويحذرونهم ويبين لعباده مفاسدهم التي تنشأ يقينا ان خالطوكم وتداخلوا معكم وخرجوا معكم. وهذه سنة مطردة ثابتة لا تتبدلوا يا اخواني ولا تتغير. ولا تخلفوا ابدا. وهي تعمل الان عملها بجلاء ووضوح. كما قال سبحانه وتعالى لتؤتي اكلها باذن ربها - 00:10:35
جل وعلا كما اراد اللطيف الحكيم الخبير سبحانه من تمحيص للمؤمنين وتمييز لصفوفهم وتطهير لهذه الصفوف من المنافقين واصحاب القلوب المريضة من المرجفين والمخذلين والمغرضين حتى يتعرف مؤمنون عليهم وفي ذات الوقت ليتعرف المؤمنون امام انفسهم على انفسهم - 00:11:10
وعلى ما فيها من الثغرات والعوائق التي تحول بينهم وبين التمكين والنصر يتخلص منها المؤمنون. ويغيروا ما بانفسهم ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم اسمعها مني - 00:11:39
فلا يعرف المؤمن حقيقة ايمانه امام نفسه الا بعد التمحيص والابتلاء والمحن والفتن. فاذا ما تميزت الصفوف وتساقط المتساقطون في محني الابتلاء والمصائب والفتن خرج المؤمنون الصادقون الموحدون كالذهب الاحمر - 00:11:57
الذي يتخلص من كل شوائبه حين تعرضوا للنار حينها بعد هذا التمحيص والتطهير تهب رياح النصر على عباده المصطفين الاخيار الذين يستحقون النصر بموعود الواحد القهار سبحانه وتعالى. فان سنة محق الكافرين وانتصار المسلمين التي وعد الله عز وجل بها - 00:12:32
اعباده المؤمنين لن تتحقق الا بعد التمحيص لاهل الايمان. هكذا اراد ربنا سبحانه وحكم في سننه التي لا تتبدل ولا تتغير. ولذلك لما سئل الامام الشافعي يا ابا عبدالله اي ما افضل للرجل ان يمكن - 00:13:01
او ان يبتلى. فقال الشافعي لا يمكن حتى يبتلى فان الله ابتلى نوحا وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم اجمعين. فلما صبروا مكنهم فلا يظن اي احد انه يخلص من الالم طالما كان في هذه الدار هي دار محن وفتن وابتلاء. فلا ينبغي - 00:13:22
ان يتسرب اليأس والانكسار. والاحباط الى قلوب المؤمنين والمؤمنات بسبب اولئك الذين بلغ بهم الكبر والغطرسة والظلم والجبروت مبلغا عظيما. وراحوا يذبحون المدنيين في البيوت والمدارس والمستشفيات بقصف جبان. حينما عجزوا عن مواجهة الابطال على الارض. وصار منتهى - 00:13:47
آآ نصرهم الموهوم ان يقتحموا مستشفى او ان يدمروا مدرسة او ان يبيدوا بيتا على ساكنيه من النساء والشيوخ والاطفال فلقد ارتكبوا اكثر من الف وثلاثمائة مجزرة في خمسة واربعين يوما. هم كما قال رب العالمين - 00:14:15
لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر. بأسهم بينهم شديد. تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون. وقالوا بلسان الحال بل والمقال من اشد منا قوة؟ والجواب - 00:14:35
او لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة. فهم الان يعيشون سنة الاملاء والاستدراج التي تقودهم الى مزيد من الظلم والطغيان ارجو ان تنتبهوا لهذه الكلمات هم يعيشون الان سنة الاملاء ونملي لهم - 00:14:53
ونستدرجهم تلك السنن التي تقودهم الى مزيد من الظلم والطغيان والغرور الذي يقودهم حتما الى الاخذ والهلاك والقصف. كما قال قال جل وعلا وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وانشأنا بعدها قوما اخرين. وقال جل وعلا وكم اهلكنا من القرون من بعد - 00:15:15
نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا. وقال جل وعلا وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعده. وقال جل وعلا ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم. انما نملي لهم ليزداد - 00:15:38
واسمه ولهم عذاب مهين. وكما قال جل وعلا والذين كذبوا باياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. واملي ان كيدي متين. وقال جل وعلا ايحسبون انما نمدهم بهم من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون - 00:15:58
واخيرا اربط على قلبي انا وعلى قلوب اخواني واخواتي وابنائي وبناتي بان الله جل جلاله هو الملك الحق له الحكم وله الامر قال له الخلق والامر وبين يديه نواصي الاعداء - 00:16:18
وبين يديه قلوب المنافقين وهو وارث الارض ومن عليها وان الى ربك المنتهى وانه هو اضحك وابكى وانه هو امات واحيا وانه خلق الزوجين الذكر والانثى من نطوفة اذا تبنا وان عليه النشأة الاخرى وانه هو اغنى واقنى وانه هو رب الشعرة - 00:16:41
انه اهلك عادا الاولى وثمودة فما ابقى وقوم نوح من قبل انهم كانوا هم اظلم واطغى والمؤتفكة اهوى فغشاها ما غشهم فباي الاء ربك تتمارى فباي الاء ربك تتمارى؟ هذا نذير من النذر الاولى ازفت الازفة. ليس لها من دون الله كاشفة. ايها - 00:17:12
الاحبة دوام الحال من المحال وكل هم الى زوال والتفاؤل مأمول. والرجاء في الله عقيدة راسخة لا تزول. فاذا ضاق الحال وتعثر المقال وصال الشيطان وجال فتذكر قول الكبير المتعال كل يوم هو في شأن - 00:17:40
كل يوم هو في شأن فالتفاؤل والامل عندنا ليس دربا من الوهم والخيال. بل عقيدة راسخة ثابتة كالجبال. فبين وضحاها يغير الملك من حال الى حال. وكما قال سيد الرجال عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير - 00:18:06
وليس ذلك الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له فالكون امام اعيننا بين يدي الملك يصرفه كيف شاء بل ويرينا من اياته العجب العجاب - 00:18:30
ويعلمنا اننا قاصرون عن ادراك الحكمة في كل ما نرى من تصريفه وتدبيره فلا اتوجه اليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال وهو الكبير المتعال الذي جعل النصر سنة ثابتة لا تتبدل ووعدا لا يتخلف للمؤمنين - 00:18:52
فلا تحرم نفسك اجرى المشاركة في تحقيق هذا النصر بما تقدر عليه؟ من جهاد بكلمة صادقة مؤثرة بكل لغة تستطيعها عبر اي موقع من مواقع التواصل او بالمال او بدحر القنوط واليأس - 00:19:17
او بغرس الامل بالاعداد والعمل بالدعاء والتضرع والتذلل بين يدي رب الارض والسماء. واحذر كل الحذر من النفاق والمنافقين والتخذيل والمخذلين والارجاف والمرجفين واصدق النية وطهر السريرة والطوية ابشر ببشرى سيد البشرية - 00:19:45
صلى الله عليه وسلم حين بشر اصحابه وهم في غزوة تبوك وقال لهم ان بالمدينة اقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم شاركوكم الاجر. قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال وهم بالمدينة. حبسهم العذر - 00:20:15
حبسهم العذر يا راحلين الى البيت العتيق. لقد سرتم جسوما وسرنا نحن ارواحا. انا اقمنا لا عذر نكابده ومن اقام عن عذر كمن راح اضرب بسهم فلا تدري ما هو السهل؟ - 00:20:40
الذي سيصل بك الى مرضات الله جل وعلا والى سعادة الدنيا ونعيم الاخرة اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. اللهم ارحم عبادك الموحدين والطف بهم في فلسطين وفي ارض غزة - 00:21:00
يا ارحم الراحمين. اللهم احقن دماءهم. اللهم تقبل موتاهم عندك في الشهداء. وداوي جرحاهم. اللهم اني اسألك ان تنزل عليهم من رحماتك وان تستخرج لهم من بركاتك. وان تحفظ لنا ولهم ديننا ودينهم. واعراض - 00:21:22
واعراضهم واموالنا واموالهم. اللهم اشف صدور قوم مؤمنين بنصرتهم وتمكينهم وعزهم يا ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك في هذه الساعة المباركة ان تحفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا. اللهم اقبلنا وتقبل منا - 00:21:42
واجعل اقوالنا واعمالنا واحوالنا خالصة لوجهك يا ارحم الراحمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:22:12
التفريغ
محنة كاشفة فاضحة الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد فاحداث غزة محنة كاشفة فاضحة لم يسقط فيها الظالمون المعتدون والمتواطؤون معهم فحسب بل سقط فيها ايضا - 00:00:00
المنافقون والخائنون والمخذلون والمرجفون والقاعدون الذين في قلوبهم مرض ممن غرقوا في مستنقع الخيانة والولاء لاعداء الله وراحوا يتهمون اولئك المقاومين والصابرين والصامدين بشتى التهم وتناسى هؤلاء ان اصل وجرثومة البلاء هو الاحتلال الظالم الذي انتهك المقدسات واحتل الارض وارتكب المذابح والمجازر - 00:00:24
ترى والابادة الجماعية للبشر والشجر والحجر لخمسة وسبعين عاما تقريبا قتلوا فيه عشرات الالاف ومئات الالاف من الجرحى والمصابين. وهجروا الملايين وطردوهم من ارضهم وبيوتهم. فلما قاوم هؤلاء تلاقي المظلومون دفاعا عن اقصاهم وعن الارض والكرامة والشرف اتهموهم بانهم - 00:01:01
هم من استفز دولة الكيان هم حمائم سلام ودعاة رحمة ووئام وقد وصفهم من يعلم السر واخفى سبحانه وتعالى بقوله فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة - 00:01:33
فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده فيصبحه على ما اسروا في انفس النادمين. هؤلاء قوم من المنافقين كانوا يناصحون اليهود ويغشون المؤمنين ويقولون ما يقوله المنافقون اليوم - 00:01:53
نخشى ان تكون الدائرة لليهود على المؤمنين. ونحن في حاجة الى اليهود. فعسى الله ان يأتي بالفتح او بامر من عنده ينصر به اولئك المستضعفين من المؤمنين على اعدائه فيصبح هؤلاء المنافقون على ما اسروا في انفسهم نادمين - 00:02:12
من مودتهم لليهود ومن غشهم للاسلام واهله ولكن الله جل وعلا بفضله ومنه وكرمه ولطفه ورحمته ثبت المؤمنين الصادقين الطيبين الذين تضرعوا الى رب العالمين بهذا الدعاء ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا - 00:02:35
وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب بل وتذللوا الى من بيده ازمة القلوب تذللوا بهذا الدعاء النبوي يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك المحن والشدائد والمصائب والمواقف - 00:02:59
تمحص الرجال وتظهر حقيقة بواطنهم وتظهر حقيقة معادنهم وتعريهم امام انفسهم اولا ثم امام الخلق جميعا قال سبحانه احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم - 00:03:22
فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. وكل من تجاوز الحق سيتجاوزه الحق وسينساه التاريخ وما كان الحق والباطل في هذه المحنة القاسية على مدار السبعين عاما او يزيد؟ اوضح منهما في يوم من الايام مثل ما هما الان - 00:03:46
تتوالي المواقف الفاصلة الكاشفة الفاضحة الفارقة لتسقط التعلق بكل البشر بل والدول والحكومات والنظم والمؤسسات وغيرها من الاسباب لتتعلق قلوب المؤمنين الصادقين بالله جل وعلا وحده فهو رب الاسباب ومسبب الاسباب - 00:04:12
وليعلم المؤمنون يقينا ان النصر من عند الله وحده فليرجو المؤمنون غيره ولا يدعو المؤمنون سواه ولا يطلبون الا منه. ولا يعتمدون ولا يتوكلون الا عليه وليفردون الا اياه جل وعلا وحده بالعبادة والتذلل والتضرع والدعاء والخوف والرجاء والذل والانكسار - 00:04:40
يسار والحب والافتقار كما قال سيد المتوكلين وامام المعتصمين برب العالمين صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك احفظن الله تجده تجاهك. اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك - 00:05:05
واعلم بانهم لو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليه. رفعت الاقلام كافة الصحف فالله جل جلاله بكن فيكون يهيئ الاسباب بل ويهيئ الكون لامر عظيم - 00:05:33
فالامر كله لله الملك كله لله والكون كله لله. ولا يكون في كونه ولا في ملكه الا ما يقدره ويريده جل علاه ان كل شيء خلقناه بقدر وان كانت الالام مضنية - 00:05:54
الامال مرضية والنتائج مجزية والحرب سجال واخذ الحقوق بغير تدافع محال. كما قال الكبير المتعال ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض. ولكن الله ذو فضل على العالمين. وكما قال سبحانه - 00:06:14
ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم. وقال سبحانه في محنة غزوة في احد ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. وما كان الله ليطلعكم على الغيب. ولكن الله - 00:06:38
فامنوا بالله ورسله الى اخر الايات وقال سبحانه وتعالى وما اصابكم يوم التقى فباذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى اي لابد ان يعقد سببا من المحنة - 00:06:59
يظهر فيه وليه ويفتضح فيه عدوه. يعرف به المؤمن الصابر ويعرف به المنافق الفاجر فليس من مقتضى الالوهية ولا من السنن الربانية ان يبقى الصف المسلم مختلطا بلا تمييز يتوارى فيه المنافقون - 00:07:23
وتدثرون بدعوى الايمان ومظهر الاسلام. كلا وقلوبهم مريضة والسيناتوم خبيثة يحرضون ويخذلون ويفرقون ولا يزيدون الصف المسلم الا خبالا وفسادا وفرقة كما قال جل جلاله الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور - 00:07:50
لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا. ولاوضاعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم. والله عليم بالظالمين من الخير ايها المؤمنون ايها المبتلون من الخير الا يكون المنافقون معكم في الصف - 00:08:18
بل من حكمة الحكيم الخبير ان يظهرهم وان يعريهم وان يظهر نفاقهم في كلماتهم واحوالهم ومواقفهم وتخذيلهم وتثبيطهم وتحريضهم اتهامهم لاولئك الصابرين المقهورين المظلومين لانه لو خرجوا معكم ولو كانوا معكم في الصف - 00:08:42
ما زادكم الا فسادا بما يقومون به من التخذيل والقاء الشبه والتحريض ولاسرعوا في صفوفكم بنشر النميمة لتفريقكم وفيكم ايها المؤمنون للاسف الشديد من يستمع الى ما يروجونه من الكذب والاباطيل - 00:09:06
الاراجيف فيقبله بعض المسلمين. بل وربما ينشره البعض الاخر تنشأ الاختلاف بينكم والله عليم بالظالمين. من المنافقين الذين يلقون الشر والدسائس والشكوكة بين المؤمنين فاذا كانوا حريصين على خذلانكم وعلى القاء الشر بينكم وتثبيطكم عن اعدائكم وفيكم من يقبل منهم. بل ويستنصحهم ويطلب منهم - 00:09:28
فما ظنك بالشر الحاصل ان خرجوا معكم وكانوا في صفوفكم واختلاطهم بكم شر لا يعلمه الا الله فلله اتم الحكمة حيث ثبتهم ومنعهم من الخروج مع عبادي المؤمنين رحمة من الله بالمؤمنين. ولطفا من الله بالمؤمنين. ولذا قال جل وعلا والله عليم بالظالمين. فيقبل - 00:10:04
عباده كيف يحذرون منهم ويحذرونهم ويبين لعباده مفاسدهم التي تنشأ يقينا ان خالطوكم وتداخلوا معكم وخرجوا معكم. وهذه سنة مطردة ثابتة لا تتبدلوا يا اخواني ولا تتغير. ولا تخلفوا ابدا. وهي تعمل الان عملها بجلاء ووضوح. كما قال سبحانه وتعالى لتؤتي اكلها باذن ربها - 00:10:35
جل وعلا كما اراد اللطيف الحكيم الخبير سبحانه من تمحيص للمؤمنين وتمييز لصفوفهم وتطهير لهذه الصفوف من المنافقين واصحاب القلوب المريضة من المرجفين والمخذلين والمغرضين حتى يتعرف مؤمنون عليهم وفي ذات الوقت ليتعرف المؤمنون امام انفسهم على انفسهم - 00:11:10
وعلى ما فيها من الثغرات والعوائق التي تحول بينهم وبين التمكين والنصر يتخلص منها المؤمنون. ويغيروا ما بانفسهم ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم اسمعها مني - 00:11:39
فلا يعرف المؤمن حقيقة ايمانه امام نفسه الا بعد التمحيص والابتلاء والمحن والفتن. فاذا ما تميزت الصفوف وتساقط المتساقطون في محني الابتلاء والمصائب والفتن خرج المؤمنون الصادقون الموحدون كالذهب الاحمر - 00:11:57
الذي يتخلص من كل شوائبه حين تعرضوا للنار حينها بعد هذا التمحيص والتطهير تهب رياح النصر على عباده المصطفين الاخيار الذين يستحقون النصر بموعود الواحد القهار سبحانه وتعالى. فان سنة محق الكافرين وانتصار المسلمين التي وعد الله عز وجل بها - 00:12:32
اعباده المؤمنين لن تتحقق الا بعد التمحيص لاهل الايمان. هكذا اراد ربنا سبحانه وحكم في سننه التي لا تتبدل ولا تتغير. ولذلك لما سئل الامام الشافعي يا ابا عبدالله اي ما افضل للرجل ان يمكن - 00:13:01
او ان يبتلى. فقال الشافعي لا يمكن حتى يبتلى فان الله ابتلى نوحا وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم اجمعين. فلما صبروا مكنهم فلا يظن اي احد انه يخلص من الالم طالما كان في هذه الدار هي دار محن وفتن وابتلاء. فلا ينبغي - 00:13:22
ان يتسرب اليأس والانكسار. والاحباط الى قلوب المؤمنين والمؤمنات بسبب اولئك الذين بلغ بهم الكبر والغطرسة والظلم والجبروت مبلغا عظيما. وراحوا يذبحون المدنيين في البيوت والمدارس والمستشفيات بقصف جبان. حينما عجزوا عن مواجهة الابطال على الارض. وصار منتهى - 00:13:47
آآ نصرهم الموهوم ان يقتحموا مستشفى او ان يدمروا مدرسة او ان يبيدوا بيتا على ساكنيه من النساء والشيوخ والاطفال فلقد ارتكبوا اكثر من الف وثلاثمائة مجزرة في خمسة واربعين يوما. هم كما قال رب العالمين - 00:14:15
لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر. بأسهم بينهم شديد. تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون. وقالوا بلسان الحال بل والمقال من اشد منا قوة؟ والجواب - 00:14:35
او لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة. فهم الان يعيشون سنة الاملاء والاستدراج التي تقودهم الى مزيد من الظلم والطغيان ارجو ان تنتبهوا لهذه الكلمات هم يعيشون الان سنة الاملاء ونملي لهم - 00:14:53
ونستدرجهم تلك السنن التي تقودهم الى مزيد من الظلم والطغيان والغرور الذي يقودهم حتما الى الاخذ والهلاك والقصف. كما قال قال جل وعلا وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وانشأنا بعدها قوما اخرين. وقال جل وعلا وكم اهلكنا من القرون من بعد - 00:15:15
نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا. وقال جل وعلا وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعده. وقال جل وعلا ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم. انما نملي لهم ليزداد - 00:15:38
واسمه ولهم عذاب مهين. وكما قال جل وعلا والذين كذبوا باياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. واملي ان كيدي متين. وقال جل وعلا ايحسبون انما نمدهم بهم من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون - 00:15:58
واخيرا اربط على قلبي انا وعلى قلوب اخواني واخواتي وابنائي وبناتي بان الله جل جلاله هو الملك الحق له الحكم وله الامر قال له الخلق والامر وبين يديه نواصي الاعداء - 00:16:18
وبين يديه قلوب المنافقين وهو وارث الارض ومن عليها وان الى ربك المنتهى وانه هو اضحك وابكى وانه هو امات واحيا وانه خلق الزوجين الذكر والانثى من نطوفة اذا تبنا وان عليه النشأة الاخرى وانه هو اغنى واقنى وانه هو رب الشعرة - 00:16:41
انه اهلك عادا الاولى وثمودة فما ابقى وقوم نوح من قبل انهم كانوا هم اظلم واطغى والمؤتفكة اهوى فغشاها ما غشهم فباي الاء ربك تتمارى فباي الاء ربك تتمارى؟ هذا نذير من النذر الاولى ازفت الازفة. ليس لها من دون الله كاشفة. ايها - 00:17:12
الاحبة دوام الحال من المحال وكل هم الى زوال والتفاؤل مأمول. والرجاء في الله عقيدة راسخة لا تزول. فاذا ضاق الحال وتعثر المقال وصال الشيطان وجال فتذكر قول الكبير المتعال كل يوم هو في شأن - 00:17:40
كل يوم هو في شأن فالتفاؤل والامل عندنا ليس دربا من الوهم والخيال. بل عقيدة راسخة ثابتة كالجبال. فبين وضحاها يغير الملك من حال الى حال. وكما قال سيد الرجال عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير - 00:18:06
وليس ذلك الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له فالكون امام اعيننا بين يدي الملك يصرفه كيف شاء بل ويرينا من اياته العجب العجاب - 00:18:30
ويعلمنا اننا قاصرون عن ادراك الحكمة في كل ما نرى من تصريفه وتدبيره فلا اتوجه اليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال وهو الكبير المتعال الذي جعل النصر سنة ثابتة لا تتبدل ووعدا لا يتخلف للمؤمنين - 00:18:52
فلا تحرم نفسك اجرى المشاركة في تحقيق هذا النصر بما تقدر عليه؟ من جهاد بكلمة صادقة مؤثرة بكل لغة تستطيعها عبر اي موقع من مواقع التواصل او بالمال او بدحر القنوط واليأس - 00:19:17
او بغرس الامل بالاعداد والعمل بالدعاء والتضرع والتذلل بين يدي رب الارض والسماء. واحذر كل الحذر من النفاق والمنافقين والتخذيل والمخذلين والارجاف والمرجفين واصدق النية وطهر السريرة والطوية ابشر ببشرى سيد البشرية - 00:19:45
صلى الله عليه وسلم حين بشر اصحابه وهم في غزوة تبوك وقال لهم ان بالمدينة اقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم شاركوكم الاجر. قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال وهم بالمدينة. حبسهم العذر - 00:20:15
حبسهم العذر يا راحلين الى البيت العتيق. لقد سرتم جسوما وسرنا نحن ارواحا. انا اقمنا لا عذر نكابده ومن اقام عن عذر كمن راح اضرب بسهم فلا تدري ما هو السهل؟ - 00:20:40
الذي سيصل بك الى مرضات الله جل وعلا والى سعادة الدنيا ونعيم الاخرة اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. اللهم ارحم عبادك الموحدين والطف بهم في فلسطين وفي ارض غزة - 00:21:00
يا ارحم الراحمين. اللهم احقن دماءهم. اللهم تقبل موتاهم عندك في الشهداء. وداوي جرحاهم. اللهم اني اسألك ان تنزل عليهم من رحماتك وان تستخرج لهم من بركاتك. وان تحفظ لنا ولهم ديننا ودينهم. واعراض - 00:21:22
واعراضهم واموالنا واموالهم. اللهم اشف صدور قوم مؤمنين بنصرتهم وتمكينهم وعزهم يا ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك في هذه الساعة المباركة ان تحفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا. اللهم اقبلنا وتقبل منا - 00:21:42
واجعل اقوالنا واعمالنا واحوالنا خالصة لوجهك يا ارحم الراحمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:22:12