مدارسة كتاب (معارج العلوم)

مدارسة كتاب معارج العلوم || مدخل || محمد بن محمد الأسطل || الحلقة (2)

محمد الأسطل

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد فهذا هو اللقاء الثاني من مدارسة كتاب - 00:00:00ضَ

معارج العلوم من الامية الى الامامة وقد انتهينا من المقدمة والان يعني نبدأ في مدخل هذا المدخل ايها الاخوة اردته يعني جامعا لشيء من اصول المعاني الكلية التي يحتاجها اه المتفقه في طريق الطلب حتى يصير عالما اماما باذن الله تعالى - 00:00:24ضَ

وجاء فيه لما اراد الله تعالى ان يخلق ادم عليه السلام قال للملائكة اني جاعل في الارض خليفة هذه الكلمة سبقت يعني خلقه وهذا يدل على ان عمران الارض منوط بتدبير الانسان. حيث جعله الله عز وجل الخليفة فيها. اذا - 00:00:50ضَ

يعني كلمة الخليفة تدل ان هناك يعني من يقوم بسياسة الامر في الارض وان هناك رعية وان هناك عملا وان هناك عمارة وقد ركب الله عز وجل في ادم العقل الذي هو الالة لذلك التدبير - 00:01:14ضَ

كما وركب فيه الشهوة والغضب المعبر بهما عن ميله عن منهج العقل بالهوى. وهذا دايما التنازع يحصل ان العقل يفتي بشيء والنفس ترغب في شيء العقل من وظيفته ان يراقب وان يدبر وان يخطط وان يقيم وان يؤدب - 00:01:36ضَ

والنفسية التي تشتهي وتحب وتبغض. ولذلك النفس ايها الاخوة قد لا تخضع الى نظام. يعني قد تتمرد في طلب الشهوات اه في مكان اه او في زمان لا يوافق عليه العقل. فلذلك لا تنتظم على على مراد. ومن هنا ينشأ هذا النزاع - 00:01:56ضَ

دائما بين العقل وبين النفس ومن هنا كتب الشيخ آآ عبدالعزيز الطريفي كتابه العظيم الفصل بين النفس والعقل. لمحاولة فك هذا النزاع ما الذي يحصل النفس طبعا وجود الشهوة ووجود الغضب يعني هما الفتيلان لهذه المعركة بين النفس والعقل - 00:02:17ضَ

ولما كانت الملائكة على علم بذلك اما بوحي او بالقياس على ما شاهدوه من الجن الذين كانوا يسكنون الارض قبل ادم عليه السلام من الافساد وسفك الدماء قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك - 00:02:39ضَ

اي ننزهك عن خلاف الحكمة هذا السؤال هذا القول هو تعجب المراد منه الاطلاع على الحكمة استكشاف الحكمة التي خفيت عليهم في ذلك الوقت يعني ما دام هذا المخلوق بهذا التركيب سيكون على قدر من فعل المعصية. ومن حدوث اختلال في النظام الذي يريده الله عز وجل من جهة حصول الطاعة - 00:03:01ضَ

كيف يمكن ما الحكمة من جعل ذلك اصلا في الخلق؟ مع ان هذا يجر الى شيء من المفاسد. هذا جر الى اظهار فضل ادم عليه السلام بالعلم وقال تعالى جوابا عن تعجب الملائكة اني اعلم ما لا تعلمون - 00:03:27ضَ

اي انكم علمتم ما يمكن صدوره من الانسان من المخالفات. يعني زاوية نظر الملائكة كانت المخالفة والمعصية التي يمكن ان تقع عندما يتغلب الهوى على العقل في المعركة الطبيعية بين الانسان من الداخل - 00:03:47ضَ

ولم تعلموا ما ينشأ عن ذلك العقل المرتبك مع الشهوة والغضب من العلوم التي هي الوسيلة لعمران ارضي وبها ينجبر ما يقع ان الفساد غير المرضي. اذا هناك عملية تدافع. لكن هذه العملية تنتج علما وتنتج عملا وتنتج نصرا لدين الله عز وجل - 00:04:04ضَ

منتج عمارة للارض يعني بمجرد ان الانسان ركب فيه الشهوة وركب فيه الغضب وهاتان من اشد الجبهات تحكما في فعل الانسان. مع وجود العقل اذا هناك معركة طبيعية انت سوف تعيشها بشكل دائم ليلا - 00:04:24ضَ

ونهارا صباحا ومساء لانه كل ما ممكن تجيك لحظة يعني ينفتح لك من افاق التدبير العقلي لكن يتمرد عليك غضب في موقف فينسيك كثيرا من قواعد الحكمة التي تريد. او تتمرد عليك الشهوة وعند ذلك تحصل عملية المدافعة الداخلية - 00:04:42ضَ

فهذا هو الانسان بهذا التركيب الذي خلقه الله عز وجل. ثم فصل الحكمة المذكورة فقال وعلم ادم الاسماء كلها في اخر الايات التي تتضمن اظهار فضل ادم عليه السلام بالعلم والتعليم. وانه بذلك استحق سجود الملائكة له. يعني - 00:05:03ضَ

الله عز وجل عظم هذا المخلوق تعظيما حتى انه امر الملائكة وهي ما عليه من القرب من الله عز وجل ان لهذا الانسان وهو سجود كرامة واكرام وليس سجود يعني تعبد يعني سجود تحية وليس سجود تعبد - 00:05:24ضَ

والقيام باعباء خلافة الارض وعمارتها دون الملائكة. يعني نحن الانس ايها الاخوة قاموا بمهمة الخلافة عن الله عز وجل ومن هنا بدأت القصة فان الله عز وجل بعد ان خلق ادم بيده - 00:05:44ضَ

ونفخ فيهم الروحي اتاهم من العلم حظا تفوق به على الملائكة حيث سجدت له ولم يتعب في تحصيله. اذا ادم تعلم. اذا يمكن ان يعلمك الله عز وجل ويمكن ان يفتح عليك بقليل من الجهد. الان - 00:06:01ضَ

العلم اللدني والعلم الكسبي. نحن نقع في فقه السنن اننا يجب ان نتعلم لكن الله عز وجل علم ادم من غير سبق الة من غير ان يأمره بمسك ورقة وقلم وان يطلب هذا العلم. لكن نحن نأخذ - 00:06:17ضَ

شيئا نستفيده ان الذي يفتح على الانسان في العلم هو الله عز وجل. يعني انت تأخذ بالسبب ولكن الله عز وجل ينزل عليك بركته ويفتح عليك. ولذلك كان العلم محض فضل من الله عز وجل لنعلم بذلك ان العلم فتح من الله تعالى. ولهذا كثر من اهل العلم من صدر اسم كتابه - 00:06:33ضَ

الاشارة الى ما فتح الله عليه به من ذلك كتاب فتح الباري لابن حجر. فتح القدير للشوكاني. فتح الوهاب لزكريا الانصاري. فتح المعين. فتح القريب المجيب. اسماء كثيرة جدا فتح العلي المالك يعني عندما اردت ان اذكر امثلة تتعنى هناك عشرات الكتب الكبرى التي راجت في الامة كان اصحاب - 00:06:55ضَ

ويحرصون ان يجعلوا العناوين تدل ان هذا الارث الذي بين يديك هو ليس نتاج جهد بشري آآ يعني بالدرجة الاولى وانما هو اثر مما فتح الله عز وجل به على الانسان - 00:07:19ضَ

وقد يؤتاه الادمي ولا تؤتاه الملائكة على ما هي عليه من القرب وبعد هذا الاحتفاء اذا احنا المشهد الاول للبشرية كان مشهد علمي واحتفاء يعني مشى التكريم على ما اتى الله ادم من العلم - 00:07:36ضَ

مشهد عجيب يا اخواننا وجعل هذا في بداية القرآن يعني انت بمجرد ان تفتتح كتاب الله عز وجل. اول ما تجد في سورة البقرة تقسيم المجتمع الى مسلم مؤمن وكافر ومنافق - 00:07:55ضَ

هذه التركيبة ثم امر الله عز وجل بالعبادة ومباشرة جاء الحديث عن الخلافة وعن ادم وعن العلم فهذه البدايات تتشكل عندك الارضية العامة لمشهد البشرية اننا سندخل المعركة وتكون المعركة شرسة بين المؤمنين وبين الكفار لكن المعركة الاشد هي مع المنافقين. ولذلك جاء الحديث عنهم في ثلاثة عشر اية - 00:08:11ضَ

ثم ان اعظم سلاح انما هو بالعلم وهذا العلم ظهر في شخصية ادم وسورة البقرة تعلم القيادة وتعلم الحكم وانه لابد ان نسوس لانه تتكلم عن الامامة. تتكلم عن الزعامة. يعني سيأتي سيأتي - 00:08:36ضَ

في سورة البقرة عن شخصية ابراهيم ومسألة الامامة. وما النظام يعني سورة البقرة ارخت لذلك بفقه خاص. اه قصة ادم لذلك الموضوع العام لسورة البقرة نزع الامام ممن ضيعها وتسليمها لمن سيحفظها. كانت الامامة في بني اسرائيل فبدلوا وغيروا وانتكسوا فسقطوا. فالجزء - 00:08:53ضَ

اول من سورة البقرة يتولى ذكر فضائح بني اسرائيل وهذا الذي سلب منهم الامامة والا فقد قال الله عز وجل فيهم وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون - 00:09:16ضَ

هذا التوارث بين امة وامة نزع لسبب ذكره الله عز وجل من جملة كثيرة من الفضائح التي ارتكبوها وجعل ما فعلوا من الشر والاثام والفضائح قرآنا يتلى لنطلع على جرائمهم التي فعلوا - 00:09:30ضَ

والجزء الثاني من سورة البقرة بيان المنهج ولماذا كرم الله هذه الامة؟ ففي هذا الجو جاء الحديث عن الخلافة. وان هذا الدين دين وان هذا الدين دين حكم وانه لابد ان نعمر الارض بسم الله عز وجل - 00:09:49ضَ

وان الال الاعظم في ذلك هي العلم يعني دلالة العلم في سورة البقرة ليست باقل وهجا من تأثير اول اية اقرأ باسم ربك الذي خلق الاصول الكلية جاءت سورة البقرة لتنظيمها بشكل عظيم ايها الاخوة الكرام - 00:10:06ضَ

وبعد هذا الاحتفاء العظيم الذي حظي به ادم عليه السلام ادخله الله الجنة هو وزوج حواء. وقال الله له اسكن انت وزوجك الجنة ثقلا من حيث شئتما. ولا تقربا هذه الشجرة فتكون من الظالمين - 00:10:26ضَ

انظر هنا يعني هذا ايضا من اصول المعاني التي تدل على شكل التشريع. ان الله عز وجل احل كل شيء الا بعض الاشياء في نطاق الحرم يعني هذا المشهد يذكر وليس كذلك الى درجة المطابقة. لكن الجنة كلها مباحة والمحرم شجرة - 00:10:44ضَ

وكذلك الاصل في الدنيا ان كل شيء على الاباحة الا بعض الاشياء التي تفعل. ومع ذلك هنا جاء دور الشيطان فوسوس اليه الشيطان ونسي ادم العهد فاكل من الشجرة سواء كان النسيان نسيان ترك - 00:11:04ضَ

يعني كما يختلف في ذلك المفسرون. طبعا الذي اميل اليه والذي كتبته هنا ان الاقرب والله اعلم ان نسيان ادم ولقد عهدنا الى ادم من قبله فنسي ولم يجد له عزما. طبعا عندك توزع كلام المفسرين. فنسي يعني نسيان سهو ولم نجد له عزما اي انه لم يكن يعزم على فعل الشرع او فعل المعصية - 00:11:19ضَ

والقول الاخر ان النسيان هنا نسيان ترك ولم نجد له عزما يعني لم يكن من اصحاب العزم. ولذلك قالوا هذه الاية التي اخرجت ادم من اولي العزم يعني من الانبياء والرسل - 00:11:41ضَ

الان انا الذي يظهر لي والله اعلم آآ ان النسيان هنا نسيان ترك وان ادم لم يكن ساهيا عن الامر لان ابليس ذكره بالنهي عن الاكل من الشجرة في سياق اغرائه بالاكل منها. كما يدل عليه قول الله عز وجل في سورة الاعراف - 00:11:54ضَ

فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكون ملكين او تكون من الخالدين. اذا الشيطان ذكره ابن نهي في اللحظة التي يغريه ولكن جاء من ثغرة الرياسة والملك - 00:12:13ضَ

وطول العمر فضعف الانسان وما زال هذا المشهد يتكرر على ادم حتى استطاع. يعني الشيطان ان يكون سببا في اخراج ادم وزوجه من الجنة في وقت يسير كما جاء في المستدرك عن ابن عباس ما ادخل ادم الجنة الا من بعد صلاة العصر الى غروب الشمس - 00:12:35ضَ

واهبط ادم من الجنة وزج به من سماء الى سماء كما يقول الغزالي حتى نزل الى الارض حاصل المشهد عندئذ ان ادم مستخلف في الارض مكلف بعمارتها واصلاحها. والقيام بامر الله فيها - 00:12:56ضَ

ومن نقاط القوة انهم متسلح باصل العلم الله عز وجل علمه الاسماء علمه كيف يسمي يعرف كيف يسمي الاشياء فقد علمه الله الاسماء كلها ومن نقاط الضعف انهم مخلوق ينسى - 00:13:16ضَ

وتعتريها الرغبات والشهوات ويجري عليه قانون الموت. ومن جملة التكاليف التي عهدت اليه ان يستعمل العلم الديني بالعودة الى الجنة التي اخرج منها والعلم الدنيوي في عمارة الارض التي يسكنها ويستعين على ذلك بالعزم والجلد - 00:13:35ضَ

ارأيتم اصل العناية كيف يعتنى بالعلوم من اول المشهد قال شيخنا العلامة محمد الحسن ولد الدادو الشنقيطي حفظه الله لابد ان يتفكر المسلم اننا كنا في الجنة وهبطنا منها لمهمة عظيمة بتأشيرة لها مدة محددة - 00:13:56ضَ

فلا يعد رابحا من انتهى اجله قبل ان يقوم بما امر به. قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال تعالى افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون - 00:14:15ضَ

قد امرنا باشياء امرنا باشياء ونهانا عن اشياء وان التعلم شرط لاداء ما امرنا الله عز وجل به من الفرائض والمستحبات. واجتناب ما نهى عنه من المحرمات والمكروهات ومن اقدم على شيء - 00:14:32ضَ

من ذلك قبل معرفة حكمه فهو عاص لله قطعا. كما قال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ومن هنا فان الساعي في تحصيل العلم ممدوح شرعا. يعني انتم الان ما الذي اخرجكم من بيوتكم؟ وبتم الليالي ذوات العدد في بيت من بيوت - 00:14:48ضَ

لله عز وجل مع ما يعتريكم من الاشغال والاعباء آآ الثقيلة الا محاولة طلب العلم وما تيسر من ميراث النبوة ومن هذا هذا الامر الساعي في موضع تعظيم ليس في الارض وليس من اهل الارض وليس الثناء الذي يكون للذي يشتغل بالعلم وانما من السماء من الله عز وجل - 00:15:09ضَ

حتى ان الملائكة التي سجدت لادم عليه السلام وعرفت فضله بالعلم لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع. يعني انت الان تأتي هنا وتدرس وطالب العلم في اي موضع يذهب الى درسه والملائكة يعني تضع اجنحته له رضا بهذا الذي يصنع - 00:15:32ضَ

لان العلم لا يخلو من من مشقة ولا يخلو من جهد ايها الاخوة ويأتي النبي عليه الصلاة والسلام يقول بصريح العبارة من ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى - 00:15:54ضَ

الجنة التي اخرج منها وبناء عليه العلم يأخذ بالانسان الى جنة الله عز وجل والى الدرجات العلى. والله عز وجل جعل العلماء قبل الشهداء وبعد الانبياء. يعني صار تركيبة الفضل تبدأ بالانبياء وتثنى بالعلماء ثم يأتي الشهداء ثم عموم الصالحين - 00:16:10ضَ

فان يكون العالم عقب النبي وافضل من الذي ضحى بدمه هذا ميزان شرعي عظيم دقيق ولذلك يا ايها الاخوة دائما تجد الدين يعني يعظم من شأن العالم والشهيد والمجاهد لانه بهما حراسة الدين كما - 00:16:33ضَ

لكن الان ما النتيجة التي نخرج بها؟ ان العلم سلاح في هذه المعركة بين الحق والباطل بيننا وبين الشيطان الان المتأمل في خبر ابينا ادم عليه السلام يجد فيه ارشيف خبرة - 00:16:53ضَ

ومن ذلك ان العلوم قسمان. اذا انتبهوا للذي سيقال الان انه سيتأسس عليه النظر في طلب العلم. هذا الكتاب معد لمنهج طلب لنظرية في الطلب اذا الجذور المركزية نأخذها الان من من قصة ادم - 00:17:08ضَ

ومن ذلك ان العلوم قسمان. علوم دينية للقيام بامر الله وعلوم دنيوية لعمارة الارض. من اين اخذنا هذا الكلام من قصة ادم وان العالم قد يزل وانه ما تتابع واستغفر واناب الى مولاه فان الله يغفر له بل يصطفيه ويجتبيه. لكن نحن بين ايدينا ان ادم عليه السلام نبي من الانبياء - 00:17:28ضَ

وقد نفخ الله عز وجل يعني فيه من روحه وقد خلقه بيده واسجد له الملائكة ومع ذلك حصلت المعصية وهو عالم من العلماء. اذا العالم قد يعصي لكن يعني سلك لنا السبيل - 00:17:55ضَ

وتلقى ادم من ربي كلمات فتاب عليه. ربنا ظلمنا انفسنا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من اذا في باب التذلل والرجوع الى الله عز وجل لكن خاتم المعصية - 00:18:14ضَ

وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى. مع انه الشيخ الشعراوي يرى ان معصية ادم عليه السلام كانت قبل ان يكون نبيا يعني وتاب ثم اصطفاه الله عز وجل ليكون نبيا لنتعلم من ابينا - 00:18:31ضَ

يعني قبل كونهم معصوما وبعد كونهم معصوما. واخذ هذا المعنى وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه. قال هذا الاجتباء اجتباء النبوة اذا العالم لابد ان يعاني السيئات وان يقاسي الخطيئات والا كيف يا اخوانا يخاطب ويعلم - 00:18:50ضَ

يعني تخيلوا ان الخطباء الذين يرتقون بمنابر قوم معصومون من الذنوب اذا سيكون هناك كبر سيكون هناك استعلاء سيكون هناك استخفاف بالذي يخطئ لكن عندما يكون المتكلم يعاني ما يعاني المستمع سيكون اكثر تفهما - 00:19:11ضَ

لذلك لا ينبغي لرجل العلم ورجل الدعوة ان يكون شديدا على عباد الله عز وجل عليه ان يترفق او ان يكون الرفق اصلا وقد يحتاج الى حزم في موضع او الى شدة - 00:19:29ضَ

في موضع لكن الاصل انه لا يصلح لهذا آآ الانسان الا الرفق ايها الاخوة لكن الكبر يطرد صاحبه من الجنة ولو كان عالما فان اول كلمة من سخط الله نطق بها ابليس كانت انا - 00:19:42ضَ

انا وذلك لما قال الله له ما منعك الا تسجد اذ امرتك؟ قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصغرين. يعني جئنا الى خطر المكانة الذي - 00:20:01ضَ

تكلمنا عنه بالتفصيل في سلسلة شذرات اجتماعية وان الانسان يمكنه ان يولد العلم من مثله ويصنع المعرفة التي تعينه في القيام بما امره الله عز وجل به من خلال العلم الذي بين يديه - 00:20:18ضَ

الله عز وجل علم ادم الاسماء. وصار كيف يسمي؟ كيف يفعل اذا ممتلك الالة التي يحتاج يعني عنده نبع ويستثمره في يعني قضاء حوائجه وان الانسان وان كان عالما فان ثغرة الشيطان في السيطرة عليه طلب طول العمر - 00:20:34ضَ

وتحصيل الجاه والمنصب والملك ولذلك قد تجد الشخص ينجح في ابتلاء الفقر وفيه ابتلاء المرض وفي ابتلاء يعني الجهاد وما يستتبعه من كيد الاعداء وينجح في مقامات التعبد ولكن عند - 00:20:55ضَ

ثغرة الرياسة والمنصب يسقط وهذه الثغرة من اشد الثغرات. وانتم ترون في سورة طه الكلام واضحا جليا فوسوسة لي الشيطان قال يا ادم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فاكل منها - 00:21:15ضَ

ولذلك طالب العلم عليه ان يحترز من مسألة المنصب. ومن مسألة الملك ومن مسألة يعني الجاه. بل اقول لكم يا ايها الاخوة طالب العلم عليه ان يجعل طلب العلم اكثر من التعليم. والخطيب عليه ان يستمع كما انه يتكلم. لان من اكثر ما يفسد المشتغل بالعلم او - 00:21:33ضَ

الدعوة انه يؤدب ولا يؤدب ويربي ولا يربى ويسمع ويسمع ولا يسمع وكيف اذا هذا ممكن يصير عنده غرور بعد يعني مدة من الزمان. بحيث يتأبى عن النصيحة لو قيل له اتق الله لو قيل له اخلص في في قولك ربما لعد ذلك تهمة. انه متهم - 00:21:53ضَ

لذلك يعني لابد من قدر ومما يحل هذه الاشكالية طول الوقوف بين يدي الله عز وجل في محراب يعني التهجد فالانسان لا بد ان يعرف قدره جيدا فهذا مما يعينه على حسن اداء الامانة ايها الاخوة - 00:22:14ضَ

وان الانسان وان ارتفع بالعلم فقد ينحط عن المقام الذي رفعه الله اليه متى قل عزمه؟ ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ذكر بعض العلماء عشر عقوبات عوقب بها ادم بعد ان اكل من الشجرة. يعني كان في الجنة ونزل الى الارض - 00:22:32ضَ

كان في الهناء وصار في الشقاء فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى سلط عليه الشيطان وسلط على ذريته من بعدي بعضكم لبعض عدو وجاء في بعض الكتب ان يعني طبعا زال عنه اللباس وجاء في بعض الكتب ان جلده كان كالظفر وزال ذلك ولم - 00:22:56ضَ

الا ما ترون على اطراف الانام اللي يبقى مستذكرا للمعصية ولذلك قال ابراهيم بن ادهم لقد اورثتنا هذه الاكلة حزنا طويلا اشياء كثيرة جدا لكن منها ان خاتم العصيان فرض وعصى ادم يعني ارتبط الاسم بفعل المعصية. فضلا عن - 00:23:18ضَ

كتاب الذي جاء من الله عز وجل وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة. واقل لكما ان الشيطان لكم عدو مبين اذا عقوبات كثيرة جدا فالانسان يعرف هذا النظام. لذلك قصة ادم - 00:23:38ضَ

هي اصل من اصول فهم البشرية. هي عندنا تجربتان لا نحتاج شيئا الا ونجد فيهما ما نريد. قصة ادم وقصة محمد عليهما السلام وان الانسان جبل على النسيان. وهذا من رحمة الله - 00:23:54ضَ

فانه ينسى المآسي ليطيب عيشه. وينسى الفضائل ليضطر الى معاودتها فيتشبع بالفضيلة طالب العلم دايما عنده توجس من مسألة النسيان. انني اقرأ فانسى لو لم ننسى لفسدت حياتنا العلمية النسيان هو من اعظم ما من الله عز وجل به على طالب العلم. وعلى المشتغل وعلى تالي القرآن - 00:24:12ضَ

لولا النسيان لفسدت قلوبنا ولذلك قلت لو ولهذا لولا النسيان لهجر العلم والقرآن فلو كان الذي يحفظ القرآن او يقرأ علم من العلوم لا ينسى فانه لن ينظر في ثانية لسهولة استدعائه ما تحتاجه. اذا كان الذي يحفظ القرآن وهو طفل صغير. لا ينسى ابدا على مدار عشرين عاما او ثلاث ايام - 00:24:38ضَ

ما الذي يحوج ان يفتح المصحف كلما احتاج اية يقرأ سيقصر في التلاوة ولن يهتدي بهداية وحي وستكون المعاني بعيدة عن صدري لانه يتعامل معها كالشيء المخزن ولن يقضى وقته في العيش مع الله عز وجل ومع كلامه. ما الذي يحوجهه ان يجلس على المصحف ساعة وساعتين وثلاثا - 00:25:00ضَ

ما الذي يجعله يردد النسيان العلم اذا كان الذي يقرأ لا ينسى ما الذي يحوجهه ان يجلس ويتعلم ويطيل النظر مرة بعد مرة ولذلك لولا النسيان لهجر العلم والقرآن لكن لما كان ينسى فانه يدمن النظر فيه اناء الليل واطراف النهار فيصبح بذلك تقيا عابدا - 00:25:24ضَ

صلاح الانسان في النسيان نعم صار النسيان بالفعل مناط الاجر والانسان تفور عنده الافكار متى قرأ. يعني العلم في صدرك. لكن لا ينفتح لك ولا يثور لك في طريقك الا اذا عاودت النظر فيه - 00:25:47ضَ

فالنسيان اصل من اصلاح من اصول اصلاح الانسان وفي نفس الوقت يا ايها الاخوة يكون فرصة لطرد المتعجل الذي يريد العلم شهوة. ومن لم يصبر من المشتغلين بالعلم على ادمان النظر فيه فانه - 00:26:08ضَ

يطرد عنه وهذه محطة فلترة تميز الصالح لحمل العلم من الدخيل عليه ذلك العلم يحتاج الى صبر ويحتاج الى تكرار ويحتاج الى يعني ادمان كل هذا يعني يجعل هذه المهمة انك في مهمة جهاد - 00:26:27ضَ

كما سيأتي الحديث بعد قليل. وفي رحاب هذه المعالم وغيرها. صار العلم في البشرية ايها الاخوة يحمله من كل خلف عدوله ولقيمة العلم في نفسه قد يتلقاه الفاضل عن المفضول - 00:26:45ضَ

كما رأينا موسى عليه السلام يقول للخضر هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا موسى افضل من الخطر ويعرض عليه عرضا ولا يفرض. هل اتبعك ويسمي نفسه تابعا ويسمي الخضر متبوعا - 00:27:05ضَ

ان تعلمني يثبت لنفسه الجهل وانه بحاجة الى ان يتعلم. مما علمت يطلب شيئا ولا يطلب كل شيء. انظر الى يعني عظيم مسألة يعني العلم ومن قبل اخذ قابيل طريقة الدفن عن غراب - 00:27:26ضَ

لما قتل اخاه هابيل كما في قوله تعالى فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه ولما وصلت الراية الى امتنا لتحمل امانة الدين لتحمل امانة الدين افتتح الله كتابها الخالد بقوله - 00:27:43ضَ

اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ليكون الامر بالقراءة اول فرض فرضه الله على الامة الاسلامية - 00:28:03ضَ

قبل الامر بالتوحيد اقرأ هذا او فاتحة الوحي اقرأ وختام الوحي واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله الان الامر بالقراءة وتكرر الحديث عن العلم والاته في هذه الايات ست مرات في اول خمس ايات - 00:28:19ضَ

اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. كل هذا في اول خمس ايات مفتاح السياسة والاقتصاد واقامة الدين والدعوة والتوحيد اقرأ - 00:28:37ضَ

فلا ينسجم اصلا ان الانسان يريد ان يصل الله من غير ان يتعود القراءة. لابد ان تتعود القراءة وان تحسن بل ربطت الاية الثالثة بين الكرم الالهي وبين القراءة يعني اقرأ وربك الاكرم لنعلم ان فضل الله يتنزل على الامة القارئة الاخذة باسباب عمران الارض ولو كانت كافرة او عاصية - 00:28:55ضَ

الاخذ بالاسباب عندنا مشكلة اقتصادية لابد ان نقرأ وان نحلل الجهاد في بلدنا. ما تطور الا بعد ان قرأ المجاهدون. بعد ان صار القائد المجاهد القائد العسكري الذي يدير الامر يقرأ ويمسك القلم ويحلل قفز الجهاد قفزة خيالية في - 00:29:19ضَ

سنوات معدودة اي الان في الاقتصاد لو مسك بلدنا ومسكت الامة القلم في باب الاقتصاد وبدأت سوف تصل في مدة لذلك الكرم الالهي مربوط اقرأ وربك الاكرم ثم نزلت سورة القلم اشعارا بفضله وقدره - 00:29:39ضَ

الصورة الاولى مصدرة بطلب القراءة عبارة والصورة الثانية مصدرة بطلب الكتابة اشارة. اذا حتى القرآن. احنا ايش اشهر اسمين لهذا؟ القرآن القرآن فيه ملحظ القراءة والكتاب فيه ملحظ الكتابة الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب - 00:29:58ضَ

اذا في عندنا ملحظ القلم وملحظ القراءة ولهذا قال الشيخ الطاهر بن عاشور ولولا القلم ما وصلت الينا علوم سوالف الامم ولا ما عرفنا اطوار العمران واسباب تقلبات الزمان ولولا كتب التاريخ ما علمنا ان نمو الاستعمار في الارض انما كان بتعارض الانظار - 00:30:22ضَ

وتلاحق الافكار بحيث تكمل كل امة من الغاية التي انتهت اليها الامة التي قبلها. لذلك يا ايها الاخوة طالب العلم اطالب ان يتقن مسك القلم وان يعتاده كثيرة هي المعاني التي لا تنفتح الا اذا امسكت القلم. لذلك عندك افكار لا تجلس هكذا - 00:30:43ضَ

امسك القلم وابدأ بمجرد ان يبدأ الحبر يتمدد على الورق تبدأ الافقار تسيل. تبدأ الافكار تسيل بسيل الحبر. مباشرة وينزل اليوم مهارة استعمال الحاسوب. لابد ان تتقن التعامل مع برامج الحاسوب وتبدأ توثق وينفتح لك ما لا يحصى من الافكار - 00:31:05ضَ

عندما تمسك القلم. فان لم تمسك بقيت الافكار حبيسة ولن تتمدد لان الحبر لم يعمل ولما ذكر الله سبحانه التفقه في الدين ذكره بالفاظ عسكرية. فقال جل شأنه وما كان المؤمنون لينفروا كافة. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون - 00:31:25ضَ

الاية فيها اكثر من تأويل لكن يكفي ان نأخذ العبرة النفير والفرقة والانذار والحذر من مفردات قاموس المعارك يعني نحن نطلب العلم في جو جهادي وفي ذلك اشارة الى ان المتفقه بمنزلة المجاهد في سبيل الله - 00:31:54ضَ

وان هذه الامة يحميها رجلان فارس بسيفه وعالم بلسانه وقلمه فاذا كان المجاهد حارس المسلمين بالسيف والسنان فان العالم حارس الدين بالدليل والبرهان وثمة علاقة بين حمل السلاح على الامة - 00:32:13ضَ

وبين غشها في علمها وفكرها. وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بينهما فقال من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا. واعظم عملية الغش انما هي في الباب الفكري - 00:32:34ضَ

ومن هنا قال الشيخ عبدالله عزام عليه رحمة الله ان خير رجال الامة من يخطون تاريخها بخطين خط اسود وهو مداد العلماء وخط احمر وهو مداد الشهداء وما اجمل ان يكون الدم والمداد واحدا والريشة واحدة - 00:32:48ضَ

لتكون يد العالم التي تبذل المداد وتحرك القلم هي اليد نفسها التي تبذل الدماء وتحرك الامم لذلك يا اخواننا مهمة العالم عظيمة اعظم التخصصات على الاطلاق من جهة العبء والحاجة الى الوقت واللوازم التخصص الشرعي. يبقى الانسان مستنفرا له طيلة عمره. وقد يستغني عن - 00:33:11ضَ

جانب من الحظوظ كالطشات والترفيه. والحظوظ الشخصية من الراحة والترفيه. لان الانسان هنا يقف على ذروة الدفاع عن الشريعة التي يتنازعها اهل الباطل ايها الاخوة. نقف عند هذا الحد وبارك الله فيكم والحمد لله رب العالمين - 00:33:33ضَ