التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد ايها الاخوة الكرام فمن فضل الله علينا وتوفيقه سبحانه وتعالى ونحن في مطلع هذا العام الهجري الجديد - 00:00:01ضَ
الف واربع مئة وست وثلاثين للهجرة. من فضل الله تعالى علينا ان يسر لنا الشروع في هذا الدرس العلمي المبارك في بيته الحرام في اللقاء الماضي قدمنا بما يهمنا في هذا اللقاء ونحن بصدد دراسة - 00:00:20ضَ
متن البلبل وهو مختصر روضة الناظر لابن قدامة في اللقاء المنصرم تم الحديث عن اسباب اختيار المتن وكان الحديث عن طبيعة الاصول عند الحنابلة نشأة وتدوينا الحديث عن كتاب البلبل مدى طرف منه ونحن في هذا اللقاء نشير قبل الشروع في قراءة الكتاب الى جملة من المسائل كالتالي. اولا - 00:00:37ضَ
طرح عبارة الكتاب وفهم معناه. ثانيا استيعاب مضمون المسائل التي تناولها الكتاب. ثالثا الوقوف عندما وقف عليه صاحب الكتاب من حيث ذكر الخلاف او تجاوزه يعني ما ذكره اتينا على شرحه وما تجاوزه تجاوزناه - 00:01:02ضَ
لئلا نخل بمقصود الكتاب ولا يطول بنا الوقوف ايضا عندما لم يقف عليه مصنف الكتاب رابعا ان استدعى الامر في مسألة من المسائل اه الخروج عما ذكره المصنف اشارة او شرحا او تتميما لما تناوله رحمة الله عليه. واستدعى الامر ذلك اتينا عليه بعون الله تعالى وتوفيقه قدر المستطاع - 00:01:21ضَ
واخيرا فاشير الى ما ختمت به اللقاء المنصرم وهو اننا في مثل هذه المرحلة لكل من يدرس كتابا مثل البلبل اختصارا لروضة ابن قدامة فانه يفترض فيه انه ليس مبتدأ تمام الابتداء - 00:01:45ضَ
بل هو طالب علم له شيء من دراسة علم الاصول بما حقق معه على اقل تقدير ادنى مستويات الدراسة وهي الالمام بمجمل مسائل هذا العلم ومعرفة طبيعته فهذا ادنى الدرجات - 00:01:58ضَ
ان يكون من درس شيئا من الاصول وقف معه على طبيعة العلم واستظهر معه ايضا مبادئ الكتاب ومداخله ومخارجه المتن من حيث هو فانه يسعه ان يتناول دراسة المسائل بشيء من العمق - 00:02:15ضَ
وبهذه الطريقة ارجو ان يكون واضحا فنحن عند دراستنا ان شاء الله بعد ان ننتهي من مقدمة اليوم فحيثما نأتي على باب او فصل او مسألة نقدم بين يديها شرحا مجملا موجزا لما يريد الطوفي رحمة الله عليه عرضه في هذا الباب او في هذا الفصل او في هذه المسألة - 00:02:30ضَ
على شكل مجمل يحصل معه الاستيعاب. والاشارة الى ما يريده من دليل او اعتراض او مناقشة لمن يتصور تلخيصا موجزا ثم نأتي على عباراته رحمه الله ونقرأ المتن على شكل فقرة كاملة لتصور معها طريقة عرضه للمسألة ثم - 00:02:50ضَ
تتناول هذه الفقرة جمله جملة جملة يفهم معها مقصوده قيوده ان وردت في العبارة بعضها استدراكاته ان اراد شيئا من ذلك بشرحه هو الطوفي رحمه الله لمختصره كما تقدمت الاشارة اليه في الدرس الماظي - 00:03:10ضَ
فانه كان حريصا جدا على ان يستوعب كل ما كان يريد قوله في المتن فيشرح ويبين خلال شرحه بل احيانا يبين خلال الشرح ما بدا له في ذهنه عند عند كتابة المتن وما - 00:03:28ضَ
له فيما بعد وهو يشرح العبارة. ويقول صراحة وقد بدا لي عند كتابة المتن هذا المعنى ثم ظهر لي معنى اخر وهو كذا وهذه طريقة جيدة لمن اراد ان يستوعب ما في الكتاب. ودائما يقولون صاحب البيت ادرى بما فيه. فصاحب المتن هو الذي شرحه واستوعبه - 00:03:44ضَ
لن نقرأ شرح المختصر سنقرأ المختصر نفسه لكن يكون الشرح متناولا لكل ما اراده المصنف رحمه الله من الاتيان على جمل عبارات الكتاب نحن لا نزال نتحدث عن مختصر الطوفي بروضة ابن قدامة وليس هو المختصر الوحيد - 00:04:04ضَ
فهي محاولات عدة حاولت ان تختصر روضة الناظر وان تقربها للدارسين. الطوفي احد هؤلاء لكن محاولات الحقيقة اجود من غيرها كم واتم خصوصا وانه اضاف اليها كما قال في مقدمته التي سنقرأها الان شيئا من التعليل والاستدلال وحسن الترتيب وهو رحمه الله - 00:04:20ضَ
وبذلك اجتهد قدر المستطاع ثم جلل عمله ذلك بشرحه بنفسه للمختصر فخرج شرحه في ثلاثة اجزاء الواحد منها بهذا الحجم فهي ثلاثة مجلدات المطبوعة شرح فيها الطوفي نفسه رحمة الله عليه مختصرة لروضة ابن قدامة. الطريقة كما اسلفت انا نشرع في قراءة الفقرة كاملة - 00:04:40ضَ
ثم نحاول ان نأخذها جملة جملة بعد شرح ما فيها على وجه التفصيل والايجاز. نبتدأ الليلة بعون الله تعالى وتوفيقه ما اورده الله في المقدمة او المقدمة لنشرع منها الى ما بعدها. سائلين الله عز وجل ان يمن علينا وعليكم اولا باخلاص النية وصلاحها - 00:05:00ضَ
وخلوها من كل شيء يفسد علينا فائدة العمل والعلم. وان يجعل ذلك سلما لنا الى الارتقاء لتناول هذا العلم وتحصيله ومن جليل النوايا التي يقصدها طالب العلم في مقام الاخلاص في مثل هذا الفن من الفنون الشرعية ان يحتسب به - 00:05:20ضَ
في طلبه وتحصيله ان يكون عونا له على فهم مراد الله ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام. فانه والله لا اجل لطالب العلم من منزلة يبلغ فيها ان يفهم مراد الله - 00:05:38ضَ
ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام. ومن كتب الله له ذلك فمشى بين العباد هو اعقلهم واعلمهم بمقصود الشريعة ومرادها. واكثرهم فهما وادراكا لمعاني الاحكام الشرعية التي تضمنتها النصوص. فيعيش بين العباد موفقا مسددا قريبا الى ربه جل وعلا - 00:05:52ضَ
ثم يكتب الله على يديه هداية العباد وارشادهم الى الحلال والحرام ويسوقهم الى معرفة قصد الشارع منهم وما يريده ربهم وما يرضيه سبحانه وما يسخطه ذلك المقام الرفيع الذي سماه ابن القيم رحمه الله التوقيع عن رب العالمين. هذه المراتب الشريفة الجليلة لما يقصد - 00:06:12ضَ
طالب علم سلوكها والوصول اليها وتحصيل العلم الذي يعين على التربع على عرشها بمقاصد شريفة. فينويها طالب العلم ويقصد بذلك في كل خطوة يخطوها وهو يتأبط كتابا او يشرح مسألة او يكرر عبارة او يستمع درسا يقصد بذلك انه يلتقم لقمة - 00:06:32ضَ
يتقوى بها على الوصول في هذا الطريق. وانه لا يزال يخطو خطوة تلو خطوة يسأل فيها ربه دوما. الاخلاص الا يفسد عليه الرياء او العجب او شيء ومن مداخل الشيطان الا يفسد عليه دربه الذي قصده. ثم مع ذلك يرزقه الله عز وجل بحسن قصده واخلاص نيته - 00:06:52ضَ
صفاء قلبه يرزقه الله امرين مهمين الصبر على التحصيل وطول الملازمة والاستمرار في الطريق والامر الاخر هو التلذذ به وعدم الانصراف عنه بشيء من الشواغل. كلنا بشر ونجتهد والموفق فينا من رزقه الله عز وجل سدادا وتوفيقا - 00:07:12ضَ
المشروع الكبير وطلب العلم وعلم كهذا يؤسس فيه طالب العلم لنفسه بنيانا راسخا لا يؤتى في يوم وليلة ولا يحصله طالب العلم بمسألة ولا مسألة بل ربما ولا كتاب ولا كتابين لكنه توفيق الله عز وجل. وربما كان بعض الدارسين ها هنا والجالسين في الحلقة يريد الله به يوما من الايام ان - 00:07:32ضَ
تد به ثغرة من ثغور الاسلام تعليما وافتاء وارشادا ودلالة للعباد الى الحلال والحرام ويكون ركنا شديدا تأوي اليه الامة في زمن ما هذه الامامة كتبها الله عز وجل لكثير من ابناء المسلمين. انت تتصور ان الغزالي لما كان تلميذا في حلقة شيخ امام الحرمين. كان يبلغ - 00:07:52ضَ
بظنه وفكره وخياله ان يكون اماما في زمنه تشد اليه الرحال وتجلس اليه الطلبة ويسافر اليه ويلتقى به. هكذا هم ائمة الاسلام وما ذكرت الغزالي الا تمثيلا به وبتلمذته على شيخه. فنحن نقول في مثل هذا الطريق - 00:08:12ضَ
فحسن القصد وسلامة النوايا وتمام الاخلاص هو الذي يفاوت بين العباد في هذه المراتب. طلاب العلم كثير يا مشايخ والدارسون في المعاهد الشرعية والكليات والاقسام والتخصصات كثير ايضا. لكن حقيقة الواصل منهم الى الامامة والتحقيق والمتانة في العلم قليل - 00:08:28ضَ
هذا ولا شك من ورائه بعد توفيق الله عز وجل خفايا ودواخل في النفوس وتوفيق الله فضل منه سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء ونحن انما نحصل ذلك بحسن القصد والادب بين يدي ربنا بسلامة النوايا. مع الدعاء والتضرع اليه جل جلاله ان يفتح على عبده في هذا - 00:08:47ضَ
طريق يرزقه السلامة وما من شرف اعظم من ان يشعر العبد في هذا الطريق انه يسلك طريقا يستشعر به رضا الله تعالى عنه. من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فعندما يستشعر انسان انه بكل خطوة ومجلس يحضره انه يكتسب امارة ودليلا على ان الله اراد به خيرا - 00:09:07ضَ
فذلك مما يرفع الهمم ويقوي العزائم ويطرد الكسل ويبعد السآمة والملل. نحن بحاجة الى مثل هذا ونحن في رحاب بيت الله الحرام اذ نتعاطى ودرسا كهذا فانه والله اكد في حقنا ان يستحي احدنا وهو جالس قريبا من كعبة ربه المعظمة وفي نية - 00:09:27ضَ
شيء سوى الله وفي قلبه قصد سوى مرضاة الله. والله عيب. قد يأتي الشيطان ويقذف في قلوب بعضنا شيئا. لكنه يستحي وهو بجوار بيت الله الحرام ولا مقربة خطوات كعبته المعظمة ان ان يكون في قلبه شيء سوى ما يرظي الله عز وجل في طريق شريف عظم الله شأنه وشهد لاهله بالمكانة العالية - 00:09:47ضَ
وسمو الدرجة ورفعة المكانة. ونحن ايضا بقربنا من كعبة الله المعظمة في هذا المكان المبارك. نلتمس من ربنا عز وجل ونتضرع ان يكسبنا توفيقا مزيدا وان يكون لنا من مما يحصله طلبة العلم في كل زمان ومكان ان يكون لنا اضعاف اضعاف ما يجده طلاب العلم في كل - 00:10:09ضَ
مكان بقربنا من بيت الله المعظم وكعبته المقدسة ان يكون لنا نصيب وافر من توفيق ربنا ورضاه عنا وجلوسنا في بيته الحرام دقائق معدودات في كل اسبوع نتدارس ذلك. وان يجنبنا واياكم مداخل الشيطان ووزغاته ووساوسه. وان يعصمنا واياكم من الزلل وما يحبط - 00:10:29ضَ
العمل انه ولي ذلك والقادر عليه طيب نقرأ المقدمة التي افتتح بها مختصره لروضة ابن قدامة وهي فيها من التضرع والثناء على الله وسؤاله التوفيق والاخلاص واظهاره لقصده من تأليف هذا المتن واختصاره لروضة ابن قدامة - 00:10:49ضَ
قال اللهم يا واجب الوجود ويا موجد كل موجود ويا مفيض الخير والجود على كل قاص من خلقه ودان هذه الجملة ونظائرها تسمى بالمربعة النونية وطريقتها ان تكون الفقرة مشتملة على جمل اربعة الثلاثة الاولى منها بفاصلة - 00:11:12ضَ
واحدة والرابعة مختلفة انتهى بالدال اللهم يا واجب الوجود ويا موجد كل موجود ويا مفيض الخير والجود قال في الرابعة على كل قاص من خلقه ودان فانتهت بالنون لما جاء للمربعة الثانية غاير الفاصلة لكنه ختم الرابعة بالنون ويا ذا القدرة القديمة الباهرة والقوة العظيمة القاهرة - 00:11:32ضَ
ويا سلطان الدنيا والاخرة وجامع الانس والجان فالمربع جملة او فقرة من اربع جمل تكون الرابعة منها موحدة في كل فقرة تنتهي بالنون. لكن الثلاثة الاولى تكون متجانسة ولا تلتزم فيها حرفا واحدا - 00:11:56ضَ
هذه تسمى مربع وهي طريقة بلاغية لطيفة تقال نظما وتقال نثرا يعني تنشأ في في الشعر وتقال في النثر مثال او نظير ذلك التربيع في مثل قوله تعالى ان تدعوهم - 00:12:13ضَ
ايسمع دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير هذه الطريقة اراد بها رحمة الله عليه ظار شيء من البراعة في اللغة والمتانة. استفتح الكتاب على غير العادة لا بحمد ولا بثناء على الله انما - 00:12:27ضَ
استفتح بصيغة اه قد تفهم منها ارادة الدعاء لكنه استفتح بمناداة الله ليوجه الحمد له سبحانه فعدل عن الطريقة المألوفة فما قال الحمد لله قال اللهم واثنى على الله وعدد بعضا من صفاته العلية ثم قال احمدك - 00:12:45ضَ
قال الى ذكر حمدي فهو لم يفتتح بدعاء انما بحمد لكن بطريقة فريدة ليست معهودة. قوله اللهم يا واجب الوجود وصف الله عز وجل بواجب الوجود وصف لم يرد في الكتاب والسنة ولا في كلام السلف عبارة احدثها الفلاسفة وانتقلت الى - 00:13:05ضَ
المسلمين عبر ترجمة ما ترجموه من علم الكلام. وصارت جملة من الاوصاف التي لا يعهد مثلها في الشارع نسبة الى الله عز وجل. ويغني عن يعني ما لم يرد في الكتاب ولا السنة ولا كلام السلف يغني عنه ما ثبت هم يقصدون بواجب الوجود القديم الذي لم يسبقه عدم - 00:13:26ضَ
ونحن نستغني عن ذلك بقول ربنا هو الاول والاخر وصح في الحديث انت الاول فليس قبلك شيء فما ثبت في اللسان العربي وفي النص الشرعي من وصف لربنا الكبير العلي نحن في غنة ان نستعيض عنه بعبارة فلسفية - 00:13:45ضَ
او كلامية لسببين اولا انها لن ترقى مهما بلغت في جمال العبارة وحلاوة اللفظ لن تبلغ في عمقها ودلالاتها على ما جاء به النص الشرعي. هذا اولا ثانيا وهو الاهم ان ان العبارات الفلسفية لا تخلو في الغالب من محاذير وفيها اشكالات اما للقواعد التي بنيت عليها او - 00:14:03ضَ
يستلزم اثباتها من محذور لا يقر مثله. وفي احسن الاحوال ان تكون العبارات الفلسفية موهمة محتملة. وما كان يتعلق بذات البال سبحانه وتعالى فنحن في غنى ان نستعمل عبارات او نصف باوصاف ما ثبت مثله في الكتاب والسنة والدليل المعتبر - 00:14:26ضَ
يدينا ما هو اسلم واولى وافضل واكمل فلا حاجة اذا الى العدول عن ذلك. انما عبارة جاءت في كلام المصنف رحمه الله. قال ويا موجب ده كلي موجود ويا مفيض الخير والجود يعني مسبغ النعم والفضل والكرم على خلقه على كل قاص من خلقه ودان - 00:14:46ضَ
القاصي البعيد والداني قريب. الوصف بالقريب والبعيد متجه الى من الخلق على كل قاص من خلقه ودان عاصي من الخلق وداني القرب والبعد عن من وممن على كل قاص من الخلق ودان - 00:15:07ضَ
قاصي وداني ممن والى من ها عن الله على كل قاص عن الله ودان من الله هل يقال مثل هذا طيب اذا اردت ظاهر العبارة في لفظها فيقال هكذا لكن البعد والقرب نسبي - 00:15:31ضَ
يعني القريب مني الان بعيد عن الاخر جالس في اخر الحلقة والقريب اليه بعيد مني صح مثل هذا لا يقال في حق الله عز وجل وليس شيء من خلقه قريب اليه ولا شيء بعيد عنه جل جلاله. وهو القائل ونحن اقرب اليه من حبل الوريد - 00:15:56ضَ
لكن اما ان تقول ان العبارة وان كان ظاهرها كذلك وهو الذي صرح به مصنف شرحه رحمه الله. لكنه قصد وقد اشار اليه القربى والبعد المعنوي قرب العبد من ربه بالطاعة وبعده عنه - 00:16:14ضَ
بالمعصية فاثبت رحمه الله ان خير الله ونعمة الله وافاضة الخير والجود بالغة وواصلة الى منه سبحانه كما هي في البعيد عنه سبحانه فنعمة الله تبلغ الكافر فظلا عن العاصي والفاسق والفاجر - 00:16:29ضَ
فانها تبلغه وخير الله ونعمة الله تبلغ عباده بغض النظر عن قربهم من ربهم بالايمان والاحسان والطاعة او بعدهم عنه بالكفر السوق والعصيان وهو معنى اللطيف اذا استحضرت هذا المعنى اشار فيه الى عظيم فضل الله من خلال الوصف الذي ذكره - 00:16:48ضَ
من لطيف قوله هو في الشرح رحمه الله وانا قلت لك احيانا يذكر في الشرح لطائف يقول والذي خطر ببالي وقت انشاء الخطبة القرب والبعد المكاني وصريح ويتكلم عما خطر في بالي وهو يكتب يقول والذي خطر ببالي وقت انشاء الخطبة القرب والبعد المكاني وهو انما يصح - 00:17:08ضَ
الى اجزاء العالم من شخص ومكان صحة اضافية. مثلا من في الشام اقرب الى من بمصر ممن ببغداد وبلاد المشرق وبالعكس من بالشام اقرب الى من ببغداد ممن بمصر وبلاد المغرب. وانما قلنا هذا لان الله سبحانه هو اقرب الى كل احد من حبل الوريد - 00:17:29ضَ
فلا يقال ان بعض الاشياء اقرب اليه من بعض والله سبحانه وتعالى على خلاف المشاهدات في القرب والبعد والظهور والبطون فهو ظاهر في اختفاء باطن في ظهوره قريب في بعده. بعيد في قربه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. وايضا كما يقال ان بعض - 00:17:50ضَ
اهون عليه من بعض لا يقال بعضها اقرب اليه من بعض. خصوصا على قول من ينفي الجهة او يقول انه بذاته في كل مكان فلا يتصور الاقرب والابعد بالنسبة اليه سبحانه. اما من يثبت الجهة فقد يمكن توجيه ذلك على قوله - 00:18:10ضَ
ولا يصح حتى من يثبت الجهة على قول السلف فليست الجهة المحسوسة انما الجهة المطلقة. يقول رحمه الله ويجوز تخريج الكلام على القرب والبعد بالطاعة والمعصية فيكون معناه مفيض الخير على كل قريب اليك اي الى رحمتك بالطاعة وكل بعيد عنك بالمعصية ومن المعلوم ان الله اسبغ انعامه على المطيع - 00:18:26ضَ
عاصي والمؤمن والكافر والبرد والفاجر فمر رحمه الله في الثناء على ربه فقال ويا ذا القدرة القديمة الباهرة والقوة العظيمة القاهرة ويا سلطان الدنيا والاخرة وجامع الانس والجان. لا يزال - 00:18:48ضَ
يدعو ربه مناديا له بهذه الاوصاف قوله القدرة القديمة نفس الكلام وصف القديم عند المتكلمين الذي لا مبدأ له في الزمان ولم يسبقه عدم ونسبة ذلك الى الصفات ايضا مما يستحسن النأي عنه واستبداله بما ثبت في الكتاب والسنة. فوصف الله بالقوة ثابت في الكتاب والسنة - 00:19:04ضَ
كن باسماء واوصاف لكنها لا نحتاج الى تقييدها بالقديمة لان الله عز وجل وصف نفسه دون تقييد ذلك بمثل هذا ثم اه استمر رحمة الله عليه وهو يثني على ربه بالقدرة وبالقوة وبالسلطنة في الدنيا والاخرة وبجمعه الانس والجن. قال رحمه الله - 00:19:27ضَ
اه تنزهت في حكمتك عن لحوق الندم وتفردت في الهيتك بخواص القدم. والقدم لا يزال وصف متكرر وهو كما قلت عبارة محدثة او وصف دخيل على اللسان الشرعي ليت في ازليتك عن سوابق العدم. يريد رحم الله ان يقرر معنى معنى الاولي الذي ثبت في الحديث - 00:19:46ضَ
وفي السنة ايضا وفي الكتاب هو الاول والاخر. قال انت الاول فليس قبلك شيء. فنحن نستعيظ عن ذلك بكل ما نستغني عنه ها هنا الازلية القدم وعدم السبق بشيء من سوابق العدم. قال وتقدست عن لواحق الامكان. كل ذلك تقدير لعبارات فلسفية. ان الله كما لم يسبق - 00:20:08ضَ
هو عدم لم يكن سبحانه وتعالى ان يلحق به ممكن وهذا عندهم ايضا دخيل وفيه شيء من فساد المستلزمات. يقولون الذات قديمة وهي لا يمكن ان توصف بحادث والا استلزم حدوث الذات وهذا - 00:20:28ضَ
فاسد ومن هنا دخلوا مدخلا فاسدا فنفوا منه الصفات الحادثة او الصفات الاختيارية او الفعلية كما يسميها اهل العلم. فنفى المعتزلة الصفات جملة ونفى الاشاعرة ما جاوز صفات الذات. فاذ يثبتون سبع صفات - 00:20:43ضَ
العلم والقدرة والحياء والكلام والسمع والبصر والارادة ينفون ما ورائها من الصفات والمدخل عندهم ان الصفات الفعلية الاختيارية ليست دائمة يعني لما تقول ينزل ربنا الى السماء الدنيا واثبات الضحك والغضب والرضا واثبات النزول واثبات المجيء لله سبحانه وتعالى وغير ذلك مما ثبت في - 00:21:01ضَ
نصوص يقولون هذه صفات حادثة. يعني كانت بعد ان لم تكن فربنا نزل وقبل النزول لم يكن نازلا. فيقولون هذه صفة حادثة والقاعدة الفاسدة عندهم تقرر ان القديم لا يتصف بحادث - 00:21:21ضَ
فنفوا الصفات من هذا الباب فقل طالما استلزم مثل هذا التقرير الكلامي المنطقي الفلسفي الاتي غريبا عن شريعة المسلمين ولسان للشريعة فانه يستغنى عنه لما استلزمه من لوازم فاسدة ونحن في غنى مما ثبت في - 00:21:36ضَ
والسنة من النصوص والعبارات والاوصاف مما يوصف به ربنا اجل وصف واعظمه وابلغه قال رحمه الله تعالى احمدك على ما اسلت من وابل الالاء. اسلت فعل فعل ماضي يعني اجريت اجراء متتابعا من الاسالة والسيلان - 00:21:53ضَ
فوصف نعم الله بالوابل. والوابل يوصف به المطر اذا كان كثيرا. يعني وصف مجازي جميل وصف الاء الله ونعمه التي بلغته وبلغت غيره من الخلق بانها مسيلة وبلة كثيرة. قال وازلت من الويبيل - 00:22:13ضَ
قيم والاواء الشدة والصعوبة في العيش. فالله عز وجل اسبغ النعم ودفع النقم جل جلاله. قال واسبلت من جميل الغطاء. يعني تتروا الجميل من ربه على خلقه وازللت من كفيل الاحسان - 00:22:33ضَ
قصد ازللت هنا الازالة فاذلهما الشيطان عنها اي املهما. ويقصد ان الله امال الى خلقه الاحسان وكفيل الاحسان يقصد به ها هنا شامله وعامه او يقصد به الظمان الكفيل الظامن ان الاحسان الذي - 00:22:49ضَ
الى الخلق من ربهم سبحانه وتعالى كفيل بقضاء حوائجهم وما يغطي مصالحهم في المعادي العاجل والاجل قال حمد من امن بك واسلم هذا مصدر لقوله في الفقرة السابقة احمدك يعني احمدك يا رب حمد من امن بك واسلم. فتبين اذا ان تقدمته في الفقرات السابقة بالنداء لله لم يكن دعاء انما هو - 00:23:08ضَ
حمد صدره بالنداء لله والثناء عليه. حمد من امن بك واسلم وفوض اليك امره وسلم وانقاد لاوامرك تسلم وخضع لعزك القاهر ودان - 00:23:35ضَ