التفريغ
احمد الله تعالى واثني عليه واصلي واسلم على الهادي البشير والسراج المنير سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة - 00:00:03ضَ
المباركون فهذا هو درسنا الثاني عشر بفضل الله تعالى وتوفيقه بدروس شرح مختصر روضة الناظر للامام ابن قدامة الدرس الماضي في الاسبوع المنصرم كنا قد اتينا على الاصل الاول من اصول هذا الكتاب او من اصول الشريعة وهو القرآن الكريم او الكتاب العزيز - 00:00:18ضَ
اليوم معنا بعون الله وتوفيقه جزء من الاصل الثاني والدليل الثاني من الادلة وهو دليل السنة مر بكم ايضا في المجلس المنصرم ان المصنف رحمه الله جعل الاصول المتفقة عليها اربعة - 00:00:41ضَ
الكتاب والسنة والاجماع واستصحاب البراءة الاصلية الحديث عن دليل السنة سيأخذ معنا مجلسين او ثلاثة قبل الشروع اريد ان اعرض تصورا يساعد كثيرا على فهم مسائل السنة في كتب الاصول - 00:00:55ضَ
فافهموا جيدا رعاكم الله الحديث عن دليل السنة بعلم الاصول يأتي في سياق ما تقدم تقريره مرارا هو احد الادلة الشرعية وحتى تعود بالمسألة من تصورها الاساس. علم الاصول يتناول ركيزتين اثنتين اساس - 00:01:11ضَ
الركيزة الاولى الادلة والركيزة الثانية طرق الاستدلال او دلالات الالفاظ هاتان ركيزتان كبريان في علم الاصول في الركيزة الاولى التي نحن فيها والحديث عن الادلة ينصب اهتمام الاصول على النظر الى الدليل من حيث هو دليل اجمالا بمعنى - 00:01:33ضَ
ما يصلح ان يكون دليلا يحتج به وما لا يصلح ان يكون دليلا فيقولون لك القرآن حجة القراءات السبع حجة القراءة الشاذة حجة ونحو هذا يقولون لك السنة اذا صحت فهي حجة. خبر الاحادي الصحيح حجة. اذا انفرد خبر الاحاد فيما تعم به البلوى حجة او ليس بحجة - 00:01:56ضَ
اذا تعارض خبر الواحد مع قياسات وقواعد الشريعة هل هو حجة او ليس بحجة هل يحتج بخبر الاحاد في اثبات العقائد؟ هكذا فانت في في الادلة تتعلم شيئا واحدا فقط هو صلاحيته للاستدلال. هل يصلح ان يكون حجة او لا - 00:02:20ضَ
في هذا السياق اريدك ان تضع تناول الاصوليين لدليل السنة فكل الابواب والفصول التي تأتي تحت دليل السنة ينبغي ان توصلك الى هذا الهدف. يعني جملة ستقول سنة رسول الله صلى الله - 00:02:41ضَ
الله عليه وسلم دليل هذه الجملة وحدها غير كافية لان تكون فقيها نستعمل دليل السنة او مجتهدا تتعامل بالسنة حتى تصل منها الى الوقوف على الدليل الذي نساعدك في استنباط الاحكام - 00:02:57ضَ
فجملة ما يريده الاصوليون في دليل السنة هو عبارة عن قواعد ومسائل تمنحك تلك المرتبة وذلك الوصفة الذي اشرت اليه ان تكون متعرفا او متعلما لمواضع الدليل في السنة النبوية - 00:03:13ضَ
اين يمكن ان تجد الدليل الذي يصلح ان يكون مكانا تستنبط منه الحكم من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ذلك ان السنة فيها الصحيح الثابت وفيها الضعيف المردود والموضوع المكذوب. فعندئذ علينا ان نتعلم تماما وان نفقه في دليل السنة ونحن في دراسة - 00:03:32ضَ
الاصول اي سنة من السنن المدونة والمحفوظة والمروية اي منها هو الذي يصلح ان يكون دليلا في الشريعة وهكذا فجملة ما في مسائل السنة عند الاصوليين ينقسم الى هذه الانواع - 00:03:57ضَ
بالنظر في كل كتب الاصول وما يبحثونه من مسائل تحت دليل السنة يمكن ان تقسمها الى قسمين كبيرين القسم الاول مباحث حديثية يعني هي من صنعة المحدثين والقسم الثاني من المسائل هي مباحث اصولية. ما الفرق - 00:04:14ضَ
الفرق هو ان القسم الاول من المسائل التي ترد في كتب الاصول من مباحث علم الحديث هي صنعة المحدثين الخاصة شروط الصحة والضعف واحوال الرواة تصحيحا وتضعيفا. وكيف يصنع في الاحتجاج بالخبر اذا انفرد به ضعيف وسبل تقوية - 00:04:37ضَ
الشواهد والمتابعات وكل ما يذكره المحدثون هناك في المرسل وانواعه والانقطاع وعلله الى اخره هذا يأتي به الاصوليون ايضا هنا اما القسم الثاني من المسائل التي قلت عنها انها مسائل اصولية فهي التي تخدم الشق الذي اشرت اليه - 00:04:58ضَ
يعني المسائل التي تأتي من نوع الاحتجاج بخبر واحد في اثبات العقائد. هذه صنعة اصولية هل يحتج به او لا يحتج؟ وتورد وترد على المعتزلة لتثبت ان السنة ولو كانت سنة احد فانها تثبت بها العقائد. هل يثبت بخبر الواحد احكام شرعية - 00:05:19ضَ
حتى ولو كان فيما تعم به البلوى يأتي خلاف الحنفية مع الجمهور. هل يثبت بخبر الواحد احتجاج لاثبات الاحكام؟ حتى لو كان ذلك الحكم مخالفا للقياس او لقواعد الشريعة يورد هنا خلاف ينسب الى الامام مالك وموقف الجمهور منه وهكذا. هذه مسائل اصولية - 00:05:39ضَ
القسم الثاني هذا هو الذي يهمنا في مباحث السنة في كتب الاصول لكن لما اتى الاصوليون بالشطر الاول من المسائل الذي هو مسائل حديثية الجواب انهم رأوها تخدم الهدف الكبير من عرض الادلة في كتب الاصول. السنا نتعلم في مباحث الاصول والادلة في كتب - 00:05:59ضَ
باصول الفقه ان نعرف ما هو الدليل وما لا يصلح ان يكون دليلا قالوا لك الدليل في السنة الذي يصلح ان يكون دليلا يجب ان يكون صحيحا ثابتا في نسبته الى رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:06:21ضَ
فهذا سيفتح على سؤال كبير فكيف اعرف الصحيح من غيره؟ وهنا ينفتح لك باب واذا هو بعلم مصطلح كاملا سيأتيك شروط الصحة عدالة الرواة وظبطهم واتصال السند وسلامته من الشذوذ سلامته من العلة. وتحت كل واحدة - 00:06:36ضَ
باب كبير وعلم كبير في علم الحديث ما جاء الاصوليون بهذه المسائل الا لانهم رأوها تخدم الاصولي في مسألة معرفة ما يصلح ان يكون دليلا في السنة وما لا فحشدوا جملة من المسائل التي هي من صميم علم الحديث وصنعة المحدثين فاوردوها في كتب الاصول - 00:06:53ضَ
شخصيا لي وجهة نظر تتعلق بهذا النوع من المسائل الحديثية في كتب الاصول تقول هذه وجهة النظر ينبغي الا تتعلم هذه المسائل من كتب الاصول وهذا وان اورده الاصوليون فينبغي ان يكون بقدر الاشارة وان يقال دائما من اراد ان يفقه هذا الباب فعليه بالرجوع - 00:07:15ضَ
اليه في فنه اقرب لك الصورة في ذكر شروط الاجتهاد مثلا في كتب الاصول في خاتمة كتب الاصول لما يتكلمون عن شروط الاجتهاد ويقولون حفظ القرآن والعناية باحاديث الاحكام ومن اهم شروط الاجتهاد يقولون علمه بالعربية - 00:07:38ضَ
لان فقه الادلة ومعرفة دلالات الالفاظ مبني بالدرجة الاولى على علم الفقيه والناظر والمجتهد باساليب العرب ولغتها ولذلك من كان ضعيفا في اللسان العربي لا يصل الى درجة الاستنباط ولا الفهم ولا الاجتهاد في فقه الشريعة - 00:07:58ضَ
طيب اذا اتينا الى هذا الباب فهل يصوغ لنا في كتب الاصول ان نفتح ابوابا في النحو ونقول هذه تعينه حتى يحصل المكنة في علم اللغة ليكون مجتهدا؟ لا فمجرد المناسبة اذا ليس سببا كافيا - 00:08:17ضَ
ولا اتى الاصوليون بابواب النحو لانهم لو ارادوا سيأتي بايش بابواب موجزة في علم النحو لن تصنع منه نحويا ولا فقيها في اللسان. لكن من اراد يقولون عد الى النحو فتظلع منه لتكون عارفا - 00:08:32ضَ
ام اللغة واساليبها ودلالاتها؟ هكذا ينبغي ان نقول ايضا في مسائل السنة اه اذا فهمت هذه المقدمة رعاك الله فما سيمر بنا من مسائل في مباحث السنة هو كالتالي تمهيد ومقدمة فيه تأصيل للاحتجاج بالسنة ثم تقسيم لها الى متواتر واحاد وشيء من هذا القبيل ثم تأتي المسائل الحديثية - 00:08:47ضَ
شروط صحة الحديث وشروط الرواة التي لا تقبل احاديثهم. وبعض مسائل الخلافية هذه التي قلت انها مسائل حديثية. اذا اتينا الى هذا القدر اسمحوا لي ان نمر بها مرورا وان نقرأها قراءة توضح معنى العبارة. اما الترجيح فيها وفق مسائلها فينبغي ان يكون المعول فيها على كلام اهل هذا الفن - 00:09:09ضَ
لمائه الذين افنوا فيه اعمارهم واذا اتينا على الشطر الاخر من المسائل الذي هو المسائل الاصولية افردناها بحثا وتكلمنا فيها واوردنا الخلاف ورجحنا ما ينبغي ان يكون راجحا على ما سيعرضه المصنف رحمه الله تعالى. اذا سيكون درس الليلة ان شاء الله متناولا للشطر الاول في التعريف والتقسيم وشيء من المسائل التي ذكرتها - 00:09:32ضَ
قبل قليل. نعم بسم الله الرحمن والصلاة السنة الاصطلاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ رحمه الله بتعريف السنة عرفها لغة فقال الطريقة وقد قال الهذلي فلا تجزعن من سنة انت سرتها فاول راض سنة من يسيرها. فالسنة في معنى اللغة الاصل الطريق - 00:09:55ضَ
وطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا اصبحت سنة ايضا. وانطلقت في هذا المعنى اللغوي الى معنى اصطلاح خاص ولا يقال اليوم سنة الا وينصرف الى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقته. ولهذا قال وشرع - 00:10:34ضَ
اصطلاح ما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا او فعلا او اقرارا والمحدثون يريدون في ما هو اعم من هذا حتى الصفات والشمائل فهي ايضا جزء من السنة النبوية. لكن الاصوليين والفقهاء يريدون هذا التعريف لانه هو محل الاستنباط - 00:10:55ضَ
استدلال على وجه الخصوص. قوله وشرعا اصطلاح جرت العادة اما ان تقول اصطلاحا او تقول شرعا والفرق بينهما ان المعنى اذا كان له حقيقة شرعية على ما تقدم في الحقائق قبل درسين في اللغات - 00:11:17ضَ
فانك تقول شرعا يعني تقول تعريف الصلاة لغة وشرعا تعريف الزكاة لغة وشرعا لكن لما تأتي مثلا لمصطلحات علمية لا علاقة لها بالشريعة فتقول لغة واصطلاحا هنا قال الشرعا اصطلاحا - 00:11:34ضَ
يريد ان يقول ان السنة في الشريعة لها اصطلاحان اصطلاح عام الشرع العام كل ما ينسب الى النبي عليه الصلاة والسلام بل ما ينسب الى الصحابة وسلف الامة يسمى سنة - 00:11:51ضَ
اما قال عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي فاذا لو قلت سنة بالاصطلاح العام وهو اصطلاح شرعي سيدخل كل هذا فيه. نحن لا نريد هذا المعنى العام ماذا نريد - 00:12:06ضَ
نريد فقط المنسوبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا او فعلا او اقرارا فلهذا يقولون وشرعا اصطلاحا. يعني تعريفها في الاصطلاح الشرعي الخاص هنا عند الفقهاء نعم وهو حجة قاطعة على - 00:12:20ضَ
بلغه عنه تواترا العمل اذا احادا ما لم يكن عنه دليل فهذه الجملة ذكر الطوفي رحمه الله تعالى حكم السنة في الاحتجاج العام. قال هو حجة يعني ما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا او فعلا او اقرارا حجة - 00:12:42ضَ
لكنه قسم درجة هذه الحجية الى قسمين بان السنة الصادرة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بحسب بلوغها الى المسلم تنقسم الى قسمين اما ان تبلغه مباشرة شفاها كما حصل لمن - 00:13:06ضَ
للصحابة رضي الله عنهم او تبلغه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام بواسطة. مثلنا ومثل التابعين وكل من جاء بعدهم الى اليوم او فمن بلغته سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام شفاها. يعني سمعه من فمه مباشرة - 00:13:25ضَ
فما حكم هذا؟ ما حكم السنة في حقه حجة قاطعة يعني لا عذر له في تركه. ولا يسوغ له ان يتجاوزه لانه قامت عليه الحجة ببلوغه او ببلوغ رسول الله عليه الصلاة والسلام اليه. طيب والقسم الاخر الذي بلغه بواسطة. قال هذا ايضا ينقسم الى قسمين - 00:13:45ضَ
من بلغته السنة النبوية بواسطة اما ان تبلغه تواترا او تبلغه احدا والمقصود بالتواتر كما يأتي بعد قليل هو ان يبلغك خبر النبي عليه الصلاة والسلام خبرا بنقل متكاثر يبلغ معه - 00:14:07ضَ
قيام الحجة مثل ما بلغنا كثير من اقواله وافعاله عليه الصلاة والسلام خصوصا تلك الامور المنقولة يعني ان يكون موقع مسجد قباء هو الذي يعرفه الناس اليوم وان يكون موضع قبره عليه الصلاة والسلام هو الذي يزوره الناس اليوم في المسجد النبوي. وان تكون الروضة التي يقصدها الناس للصلاة فيها هو الموضع المحدد اليوم - 00:14:24ضَ
وقل مثل ذلك في المواضع التي نقلت جيلا عن جيل بنقل الكافة عن الكافة كما يقول الشافعي رحمه الله هذا منقول تواترا والقسم الثاني من السنة ما لا ينقل كذلك. لكن ينقل عن طريق الاحاد بمعنى رواية الرواة. الذين لا يبلغون فيها تلك الكثرة - 00:14:48ضَ
الغة في التواتر فمن وصلته السنة تواترا اصبح في حكم من سمع من فم رسول الله عليه الصلاة والسلام او شاهده مباشرة. ما وجد الشبه قيام الحجة عليه لانه لا يمكن ان ينكرها او يرفضها او يكابرها - 00:15:09ضَ
اما الذين بلغتهم السنة احادا ومعنى احدا انها يمكن ان تكون على وجه الصواب ويمكن ان يكون قد اصابها الخطأ او الخلل في النقل فهنا يختلف قيام الحجة على المسلم الذي تبلغه السنة. الا اعد معي عبارة مصنف وافهم ماذا يقول. قال وهو حجة - 00:15:29ضَ
طعة هو الضمير يعود الى ماذا لو كان السنة يقول هي الى ما نقل كما عرفه في السنة ما نقل عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. اذا ما نقل عنه صلى الله عليه وسلم حجة قاطعة على من - 00:15:53ضَ
ذكر صنفين على من سمعه منه شفاها او بلغه عنه تواترا. اذا هذان صنفان تكون السنة النبوية في حقهما حجة قاطعة الصنف الثاني من هو؟ قال وموجب للعمل ان بلغه احادا - 00:16:11ضَ
يعني ان بلغته السنة احادا فلا يكون حجة قاطعة في الثبوت يعني لكنه ان صح وثبت عنده نسبته الى الله عليه الصلاة والسلام ولو بغير تواتر يوجب عليه العمل. اذا فرقنا بين شيئين بين قيام الحجة عليه علما وبين وجوب العمل عليه - 00:16:31ضَ
اذا علما لم تكن في حقه حجة قاطعة لانها احاد لكنه عملا يجب يجب ان يمتثل الى ما ثبت عنه من السنة النبوية هذي النقطة تحديدا دعها بعد قليل سيأتي لها مزيد وتفصيل في التفريق في خبر الاحاد بين العلم والعمل كما يقرره الاصوليون ويتبين - 00:16:55ضَ
الراجح فيه ان شاء الله قال رحمه الله ما لم يكن مجتهدا يصرفه عنه دليل يعني لا يسوغ لمسلم ان يترك سنة ثبتت عنده عن رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:17:15ضَ
الا في حال واحدة ان يكون مجتهدا وقد وقف على دليل اخر يكون مثلا ناسخا لذلك الدليل يكون مخصصا لعموم ذلك الدليل. يكون مستثنيا لشيء مما ورد في ذلك الدليل مقيدا هكذا. يعني ما لم يكن عنده دليل - 00:17:31ضَ
ينتقل من اجله عن ذلك الدليل والا فالاصل ان يلزمه العمل بما ثبت عنده عن رسول الله عليه الصلاة والسلام الان سيذكر ثلاثة ادلة على حجية السنة على الامة المسلمة. نعم - 00:17:50ضَ
ما لم يكن هذا الدليل الاول وهذا الدليل الثاني وهذا الدليل الثالث ثلاثة ادلة جعلت من السنة النبوية حجة ملزمة على العباد. الاول دلالة المعجز على صدقه يعني قيام المعجزات التي تثبت صدق نبوته عليه الصلاة والسلام. واعلم رعاك الله ان المعجزات النبوية ثلاثة انواع - 00:18:09ضَ
النوع الاول معجزات معجزات نبوية حصلت له قبل النبوة تدل على صدق نبوته وهذا صنف ايضا من المعجزات كان اكراما له من ربه عز وجل واثباتا على صدق نبوته. والقسم الثاني المعجزات التي حصلت له - 00:18:39ضَ
بعد النبوة ايضا اثباتا على صدق ما جاء به وانه نبي موحى اليه. والقسم الثالث من المعجزات ما هو ما اخبر صلى الله عليه وسلم بوقوعه من بعده الى يوم القيامة فكان ولم يزل يقع ما اخبر به طبقا لما اخبر عنه عليه الصلاة - 00:18:58ضَ
والسلام. اذا هذه دلالة على ماذا على صدقه عليه الصلاة والسلام واذا كان صادقا وجب قبول ما اخبر عنه وما امر به او نهى عنه عليه الصلاة والسلام. هذا الدليل الاول. الدليل الثاني قال والامر بتصديقه. يعني للامر الالهي - 00:19:18ضَ
الذي امرنا الله فيه بتصديق نبيه عليه الصلاة والسلام. كل اية فيها الامر بالايمان بالله وبرسوله عليه الصلاة والسلام يستلزم تصديقه لان الايمان هو التصديق امنوا بالله ورسوله. وهذا كثير في كتاب الله فلان الله امرنا بتصديقه اصبح قوله حجة علينا. الدليل - 00:19:41ضَ
الف التحذير من خلافه فان القرآن ايضا جاء في كثير من المواضع بالتحذير فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة فتنة او يصيبهم عذاب اليم من يطع الله من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا. فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم - 00:20:04ضَ
ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين في ادلة كثيرة ايضا. اذا هذه ثلاثة اصناف من ادلة دلت على ماذا على وجوب قبول ما اخبر عنه عليه الصلاة والسلام بمعنى اخر على حجية السنة - 00:20:28ضَ
هذه ثلاثة ادلة كما رأيت تثبت حجية السنة نعم محمد بان وهو قسمان هذه المقدمة شروع من المصنف رحمه الله في تقسيم السنة الى متواتر واحاد. لكنه ابتداها بتقسيم منطقي لكل خبر - 00:20:49ضَ
خبر سواء كان خبر النبي عليه الصلاة والسلام او خبر الناس. اي خبر ينقل عن انسان ما تعريف الخبر الخبر قول ينقل يحتمل التصديق والتكذيب هذا تعريف الخبر جملة ولهذا قال والخبر ما تطرق اليه التصديق والتكذيب بمعنى ان الخبر عبارة عن جملة تقال - 00:21:25ضَ
في الجواب عنها ان تقول صدقت او كذبت لو قال قائل ابو بكر ابو بكر يقصد علما ليس الخليفة او قال زيد زيد حضر معنا الدرس الليلة هذه جملة خبرية - 00:21:49ضَ
يصدق في الجواب عليها ان يقال لقائلها صدقت او كذبت لكن لو قال هل جاء زيد اليوم هذا سؤال هذا لا يصلح في الجواب ان تقول صدقت او كذبت. ولهذا فالاستفهام - 00:22:08ضَ
والدعاء والنداء والتمني والعرض ونحوها من الانشاءات كما يقال في علم البلاغة لا تسمى اخبارا انما الخبر ما يحتمل التصديق والتكذيب. اذا هي جملة خبرية تعرض فيحتمل القائل فيها ان يكون صادقا او يكون كاذبا - 00:22:22ضَ
بل والخبر ما تطرق اليه التصديق والتكذيب للفائدة اللطيفة بعضهم يقول هذا التعريف لا يصلح تعريف الخبر بهذا يستلزم دورا كيف قال لانك لو قلت الخبر ما تطرق اليه التصديق والتكذيب. ما هو التصديق - 00:22:41ضَ
او التكذيب قول القائل صدقت وقول القائل كذبت. طيب قول القائل صدقت اليس خبرا وقول القائل كذبت اليس خبرا فكأنه عرفه فقال الخبر ما يتطرق اليه الخبر لان التصديق والتكذيب خبر - 00:23:01ضَ
على كل هي مضايقة في التعريفات تفتق الاذهان. قال رحمه الله وقول من قال يمتنع دخولهما في مثل محمد لم تصادقان مردود بانهما خبران؟ يعني لو قال قائل تعريفكم هذا للخبر لا يصلح - 00:23:19ضَ
انت تقول ما يحتمل او ما يتطرق اليه التصديق والتكذيب. طيب ماذا لو قال انسان محمد صلى الله عليه وسلم ومسيلمة تو صادقان هل ستقول له صدقت او تقول له كذبت - 00:23:36ضَ
الان تعرفوا الخبر ما يتطرق اليه التصديق او التكذيب. ان قلت صدقت اخطأت وان قلت كذبت اخطأت فقال اذا تعريفكم هذا للخبر معها غير مضطرب بدليل ان جملة كهذه لا تستطيع ان تقول فيها صدقت ولا ان تقول كذبت - 00:23:53ضَ
هل هذا اعتراض مردود لم؟ قال لانهما في الحقيقة عبارة عن خبرين وليس خبرا واحدا. محمد صادق ومسيلمة صادق. فستقول في الاولى صدقت وتقول في الثانية كذبت فانزاح عنه الاشكال قال مردود بانهما خبران صادق وكاذب قال وهو قسمان تواتر واحد وسيعرف - 00:24:11ضَ
وكلا منهما في الفقرة التالية. نعم عرف التواتر لغة بانه التتابع. قال الله تعالى ثم ارسلنا رسلنا تترا يعني متتابعين. فالتواتر لغة مأخوذ من معنى التتابع. واصطلاحا اخبار قوم يمتنع تواطؤهم عن الكذب لكثرتهم - 00:24:33ضَ
يعني خبر ينقل عن قوم وصفهم انه يستحيل او يمتنع تواطؤهم على الكذب وسبب امتناع الكذب عليهم او استحالة وقوع الكذب منهم كثرتهم التي تحيل اجتماعهم على الكذب وتمنع عادة سيأتي شروط - 00:25:07ضَ
بعد قليل قال بشروط تذكر وفيه مسائل نعم هذا العلم ترك لمخالفة طيب هذه اولى مسائل التواتر قال التواتر يفيد العلم. اعلم وفقك الله قول الاصوليين والمتكلمين والمناطق علم وظن - 00:25:27ضَ
يقصدون به العلم الجازم اليقيني وفي مقابله الظني ما العلم ما القطع؟ ما اليقين؟ قال الذي لا يتطرق اليه ادنى شك اليقينيات تسمى علما فما لم يبلغ حد المعرفة لدى الانسان درجة القطع واليقين فلا تسمى علما بل تسمى - 00:26:43ضَ
ظنا وهذا الاصطلاح عليه اشكال كبير اولها انه مصادم لمصطلحات شرعية فان العلم الشرعي وهو علم شريف يوصف بانه علم فيه اليقيني وفيه الظني وثمة اشكالات كثيرة تواترت على هذا التقسيم لكنه جرى فينبغي ان تفهم وجه الاشكال فيه - 00:27:06ضَ
يقول التواتر يفيد العلم وستأتي الان مسائل تواتر واحد. فاعلم ابتداء ان مقصودهم بالتواتر هو النقل الكثير نقل العدد الكثير. عن العدد الكثير نقلا لخبر يكون منشأه او اول مصدره شيئا محسوسا امرا مشاهدا او خبرا مسموعا او شيئا يلمس بالحواس فنقل خبرا - 00:27:27ضَ
بمعنى لو قال قائل وقد صلى المغرب اليوم في الحرم ولقيته انت بعد العشاء فقال ونحن نطوف في الحرم بعد صلاة المغرب امطرت السماء وانت لم تكن موجودا انذاك هذا خبر يحتمل التصديق - 00:27:52ضَ
والتكذيب فجاء ثان واخبر وثالث ورابع وخامس وسادس احدهم قابلك في السكن والثاني في الطريق والثالث صبيحة اليوم الثاني مجرد كثرة ورود الخبر اليك واحدا بعد واحد من اقوام متفرقين ما - 00:28:11ضَ
يجمعهم شيء وتستبعد عقلا ان يكونوا قد اتفقوا وتواطؤوا على الكذب عليك لايهامك هذا ماذا يحصل عندك داخل نفسك تجاه هذا الخبر قبوله هل يبقى قبولا مترددا يعني لو سألت نفسك بكل تجرد هل يمكن ان يكون هذا الخبر كذبة - 00:28:26ضَ
سيبقى نعم لكنه يبدأ يتزايد الشعور بيقين هذا الخبر وصدقه كلما كثر عدد المخبرين فاذا تواتر بمعنى بلغ حد الكثرة التي تصل الى درجة التواتر زال عندك ادنى شك فوصلت الى درجة - 00:28:47ضَ
اليقين والقطع. اذا التواتر ماذا يفيد يفيد العلم يفيد اليقين باي شيء بالخبر الذي نقل اليك تواترا اذا قال التواتر يفيد العلم. وما عدا التواتر؟ اخبار الاحاد اخبار الاحد سيأتي هل تفيد العلم او تفيد الظن فيه خلاف وسيأتي بعد قليل؟ انما المقصود الان ان التواتر يفيد العلم - 00:29:04ضَ
تنظر الان من خلال هذا المثال ان هذا التواتر ينبغي ان يكون مستندا الى خبر مدرك بالحواس لما قالوا نزل المطر فهم يتكلمون عن شيء شاهدوه احسوا بقطرات نزلت عليهم. فقالوا نزل المطر - 00:29:28ضَ
صلى جماعة الجمعة في مسجد جامع كبير وسط البلد وخرجوا بعد الصلاة يتحدثون عن ان المنبر الخشبي انكسر وسقط الخطيب من فوق المنبر. هذا خبر مشاهد محسوس ملموس ومثله لا يمكن ان يكون امرا خفيا - 00:29:43ضَ
خرج الناس من المسجد بعد الخطبة يتحدثون عن هذا الحدث يخبرك الاول فالثاني فالثالث فالعاشر فالخمسين فالمائة يبلغ عندك درجة القطع فتأتي ولك ان تقول بكل جزم ويقين انا متأكد - 00:29:59ضَ
ان المنبر انكسر وسقط الخطيب. هل رأيته؟ لا ما رأيته كنت حاضرا لا ما كنت حاضرا فانى لك ان تجزم حصلت علما ادركت اليقين نحن اليوم نوقن جزما ان القرآن الذي نقرأه في المصاحف من الفاتحة الى الناس هو القرآن المنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:30:14ضَ
وعندنا يقين انه ما نقص منه لا جزء ولا سورة ولا صفحة ولا اية ولا حرف ولا كلمة بل يبلغ بنا اليقين انه ما تبدل فيه حرف عن موضعه ولا حركة عن محلها - 00:30:35ضَ
طيب من اين؟ ونحن لم نسمع هذا القرآن كلمة كلمة من فم رسول الله عليه الصلاة والسلام من اين من هذا التواتر لان صغار الامة اليوم يحفظون القرآن قبل كبارهم. فحصل عندنا قطع ويقين وجزم ان هذا القرآن الموجود عندنا اليوم ونقرأه ونحفظه هو - 00:30:49ضَ
تماما الذي كان يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ويؤمون به في الصلوات ويحفظونه ويقرأونه في المساجد. هذا تواتر ماذا يفيد هل يفيد العلم هذه الجملة الى هنا كافية وباقي الفقرة التي قرأت لا داعي لها - 00:31:07ضَ
لم؟ لانه نسب الخلاف فيه الى من لا يستحق ان يذكر خلافه قال وخالف السمنية سمني فرقة من عبدة الاوثان ببلاد الهند يقال نسبة الى الهة عندهم تسمى سمنات فينسبون اليها. ما علاقة هذا بهذا؟ قال وجدوا لهم في تاريخ - 00:31:25ضَ
البشرية انهم قوم تفردوا بانكار هذه القضية. وقالوا التواتر لا يفيد علما. قال اذ حصروا مدارك العلم في الحواس الخمس. قال لا تستطيع ان تجزم بشيء انه حصل عندك العلم الا ان ادركته بحواسك يعني شيء تراه بعينك وتسمعه باذنك وتأكله بفمك وتشمه بانفك - 00:31:45ضَ
وتلمسه بيدك يمكن ان تقول انك علمت به وما عدا ذلك فلا سبيل الى القطع واليقين به. هذا خلاف الحقيقة الخلاف والنقاش معهم وايراد الخلاف لا وجه له. ودعني هنا ايضا اورد تنبيها على عجالة. ايراد خلاف من لا عبرة بخلافه - 00:32:05ضَ
في اي شيء من شؤون الحياة يعتبر سرفا وصرفا للجهد والوقت والقول فيما لا داعي له. يعني تخيل لو انك تتكلم عن مسألة طبية وسط اطباء في جدوى دواء او - 00:32:24ضَ
عملية جراحية ثم قلت لكن البنشري الذي بجوارنا له رأي في المسألة يضحك عليك الناس ويسخرون. يا اخي تتكلم في قضية طبية ثم تستشهد بكلام مهني وتريده في الخلاف ثم تحاول ان تقنعه وتورد الادلة لتثبت له خلاف قوله - 00:32:38ضَ
ضحكت من المثال لكن هكذا من يصنع في اي باب من ابواب الحياة عندما يورد خلاف من لا عبرة بخلافه من ليس من اهل الشأن فعندئذ سيكون مهزلة وسيكون سرفا كما قلت في الجهد والقول والوقت - 00:32:56ضَ
قال لنا القطع بوجود البلدان النائية والامم الخالية لا حسا ولا عقلا. يعني كيف عرفت البشرية وجود امم قبل الامم التي نعيش امة الفراعنة ودولة الكنعانيين ودولة كذا وحظرت حضارة الهند القديمة ما ادركناها ولا عايشناها انما ادركناها - 00:33:11ضَ
احسا ولا عقلا بل تواترا بما نقلت به الاخبار اه استدل ايضا بالمدركات العقلية وانها كثيرة يعني ثمة اشياء لا تدرك بالحس بل تدرك بالعقل والزمهم قال هذه المسألة واحدة من الادلة عليكم. انتم تقولون - 00:33:31ضَ
لا يمكن ادراك شيء بالعلم الا بالمحسوسات لان هذه قضية عندهم مسلمة سؤال هذه القضية التي سلمتم بها كيف ادركتموها ما ادركوها بالحواس هي قضية عقلية اذا انتم تثبتون ادراك بعض القضايا بالعقل - 00:33:47ضَ
وانتم قبل قليل تزعمون انه لا يمكن ادراك المسائل الا بالحواس. طب والقضايا العقلية ليست حسية. قال وايضا المدركات العقلية كثيرة منها حصركم المذكور فان كان معلوما لكم وليس حسيا بطل قولكم - 00:34:03ضَ
والا فهو جهل يعني انتم تدعون علم شيء مجهول. فلا يسمع. قالوا في اعتراض لو افاد العلم لما خالفناكم قال لو كان التواتر يفيد العلم ما حصل بيننا وبينكم خلاف قال في الجواب - 00:34:18ضَ
قلنا عناد واضطراب في العقل والطبع. يعني هذا ليس دليلا لانه عناد منكم واصرار. ثم يلزمكم ترك المحسوسات لمخالفة السفسطائية. اقل السفسطائية ينكرون الحقائق. قال فانتم ايضا يلزمكم ترك المحسوسات يعني بعدم اعتبارها تفيد العلم - 00:34:33ضَ
ليش؟ قال لان السفسطائية ينكرون واذا كنتم تشترطون اتفاق البشر على شيء يستند اليه في ادراك العلم فعليكم ان تتفقوا مع السفسطائية والا فليس دليلا مخالفتكم لنا في هذا هذه المسألة - 00:34:52ضَ
الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:35:05ضَ