معاني الأذكار - حصن المسلم

معاني الأذكار - حصن المسلم (14) مسألة الذكر بالمأثور وغير المأثور

خالد السبت

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة ايها الاحبة نتحدث عن تنوع اخر للذكر - 00:00:18ضَ

وذلك من جهة كون هذا الذكر مما يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم او انه مما لم يكن كذلك يعني من غير المأثور فالاذكار المأثورة كثيرة وقد افردت بالتأليف في كتب - 00:00:40ضَ

مطولة وفي كتب متوسطة وفي كتب مختصرة وكما لا يخفاكم ان هذه الاذكار لخص بعضها في مطويات صغيرة بقدر ما يحمله الانسان او يضعه في جيبه فصار ذلك سهلا قريب المنال وقد دخلت ولله الحمد - 00:01:05ضَ

في كل بيت وعم الانتفاع بها على تفاوت بين هذه الكتب او الكتيبات من جهة تحري مؤلفيها الصحة او التساهل في ذلك ومن هذه الكتب على سبيل المثال ما الفه النووي رحمه الله في كتابه - 00:01:30ضَ

الاذكار والشوكاني بتحفة الذاكرين وكذلك القرطبي بالتذكار وكذلك شيخ الاسلام في الكلم الطيب وتلميذه ابن القيم في الوابل الصيب حيث اختصر وهذب الكلم الطيب في الاصل ولكنه زاد على ذلك - 00:01:57ضَ

واضاف وكذلك ايضا مثل كتاب صحيح الكلم الطيب الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله وكذلك ايضا مثل الصحيح المسند من اذكار اليوم والليلة وكتاب اذكار طرفي النهار ايضا وهذا الكتاب الذي سنشرع في شرحه ان شاء الله وهو كتاب حصن المسلم فهذه امثلة - 00:02:22ضَ

والا فكتب الاذكار كثيرة جدا. هذه الكتب قصد مؤلفوها جمع المأثور من الاذكار وبعض هؤلاء تحرى الصحة ان يقتصر على الصحيح ومسألة الصحيح والضعيف كما تعلمون للاجتهاد فيها مدخل وذلك ان العلماء يجتهدون في الحكم على الاحاديث - 00:02:49ضَ

لاعتبارات معروفة فقد يصحح بعضهم هذه الرواية وقد يضعفها اخر ولا غرابة في ذلك على كل حال حق الواحد ممن لا تمييز له بين الصحيح والضعيف ولا بصر له ب - 00:03:16ضَ

الطرق التي يحكم بها على الاحاديث والروايات وليس له الة تؤهله لذلك فانه كما يقال في مسائل الفقه يقلد من يثق به في تحريه في علمه ويثق بدينه فيكون مقلدا له في التصحيح - 00:03:36ضَ

والتضعيف وان كان له نوع تمييز فانه ينظر في وجه تضعيف هذا الذي ضعف هذه الرواية ومن صححها على اي شيء بنى ذلك ومن ثم فانه يمكن ان يأخذ بقول ما يترجح في نظره ان كان له نوع - 00:03:59ضَ

تمييز على كل حال الاذكار المأثورة كلنا يعرفها كقوله صلى الله عليه وسلم لان اقول سبحان الله والحمد لله لا اله الا الله والله اكبر احب الي مما طلعت عليه - 00:04:21ضَ

الشمس سيد الاستغفار ان يقول اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي - 00:04:36ضَ

فانه لا يغفر الذنوب الا انت من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل ان يمسي فهو من اهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل ان يصبح فهو من اهل الجنة. وهكذا - 00:04:53ضَ

ما جاء من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم الى غير ذلك من - 00:05:10ضَ

صيغ المعروف هذا كله من الاذكار الواردة المأثورة اما القسم الثاني وهي الاذكار غير المأثورة فهذا مما يركبه الانسان وينشأه من الذكر فمثل هذا قد يقتبس فيه بعض الجمل من المأثور - 00:05:27ضَ

مما صح او لم يصح وقد يقتبس بعض الجمل من القرآن ثم بعد ذلك يركب ذكرا يقوله فلو ان احدا من الناس مثلا قال الحمد لله الذي فطر السماوات والارض - 00:05:50ضَ

وخلق الخلق اعطاهم واولاهم ورزقهم لا احصي ثناء عليه لو قال مثل هذا الكلام هل يكون فعله هذا سائغا او لا نحن نقطع في هذه المسألة بامرين. الامر الاول ان المحافظة على الاذكار المأثورة - 00:06:08ضَ

انه اكمل وانفع وان النبي صلى الله عليه وسلم اوتي جوامع الكلم فهذه ابرك ينبغي للمؤمن ان يعتني بها وان يحفظها وان يتشاغل بتردادها هذا القدر لا اشكال فيه وعندنا امر اخر - 00:06:32ضَ

ايضا نقطع به ونجزم به وهو ان هذه الاذكار التي يركبها الانسان من عند نفسه ان اشتملت على محظور من الشركيات توسل البدعي وما الى ذلك او من الالفاظ التي لا تليق بالله عز وجل - 00:06:57ضَ

او فيها ذكر بعض الاسماء غير الثابتة لله تبارك وتعالى او صفات لا تثبت لله عز وجل او نحو ذلك فمثل هذا لا يجوز ان يتشاغل الانسان به اذا كان يحمل مخالفات - 00:07:15ضَ

شرعية في نفسه فهذا لا يجوز يبقى القدر الذي هو وسط بين ذلك يعني هذه اشياء غير مأثورة ولا تشتمل على امور ممنوعة لا تشتمل على الفاظ محظورة لا تشتمل على كلام فيه ما يلحق الحرج بالمكلف ليس فيها تجاوزات - 00:07:35ضَ

في الالفاظ الفاظها صحيحة سليمة ولكن ذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فما الحكم يقال هذه المسألة فيها تفصيل والعلم عند الله عز وجل الاشياء الاذكار التي تكون - 00:08:03ضَ

ركنا في العبادة او من واجباتها لا يجوز العدول عنها. فنحن مثلا في الصلاة عندنا اشياء مأثورة الفاظ الاذان مثلا الفاظ الاقامة على اختلاف الصيغ. هنا لا يجوز للانسان ان يأتي - 00:08:22ضَ

من عنده بصيغة في الاذان غير الصيغة المشروعة في الصلاة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد او التشهد هل الانسان ان ينشئ من عند نفسه صيغة يركبها ثم بعد ذلك يقولها؟ الجواب - 00:08:39ضَ

لا فهذه الاذكار التي تكون من قبيل الركن او الواجب ليس له ان يعدل عنها. كذلك ما يقوله في تكبيرات الانتقال او تكبيرة الاحرام. لو انه استبدل لفظة الله اكبر - 00:08:56ضَ

لو قال مثلا الله اعلى الله اعظم قل هذا لا يجوز قطعا فهذا القدر ايضا لا اشكال فيه. هذا لا اشكال فيه طيب ان لم يكن بهذه المثابة بمعنى انه ليس من قبيل الواجب ولا من قبيل - 00:09:10ضَ

الركن فهذا على حالين اما ان يكون لم يرد في هذه المناسبة شيء اصلا ما ورد فيها شيء مثلا التهنئة بالعيد لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ثابت صحيح بهذه المناسبة - 00:09:31ضَ

فلو انه قال له كلاما كما قال الامام احمد رحمه الله لا بأس ان يقول الرجل للرجل يوم العيد تقبل الله منا ومنكم. ونحو ذلك هذا لا اشكال فيه لكن هذه الاشياء التي يقولها - 00:09:50ضَ

ولم يرد شيء في هذه المناسبة ينبغي ان يلاحظ فيه الا يعتقد التعبد به وايضا ان ينوع يعني لا يلتزم لفظا معينا لا يحيد عنه اذا كانت هذه المناسبة فيها - 00:10:09ضَ

وردت فيها اشياء عن النبي صلى الله عليه وسلم او في هذا العمل او في هذه العبادة في غير الواجب فهل يكون انشاء ذكر من عند نفسه ان يركبه ان يؤلفه - 00:10:31ضَ

هل ذلك يجوز ان يكون ذلك سائغا او لا هذه المسألة تحتمل اكثر اهل العلم يقولون لا بأس بذلك. هذا قول الجمهور يقولون لا حرج بالضوابط السابقة لا يشتمل على - 00:10:48ضَ

محظور والا يكون مما ورد في عبادة يكون فيها من قبيل الركن او الواجب فاذا جاء بالمأثور وزاد عليه اذكارا اخرى هذه غير مسألة زيادة بعض الالفاظ او تبديل بعض الالفاظ في المأثور هذه ستأتي لكن لو انه زاد - 00:11:08ضَ

اذكارا اخرى من عند نفسه ليس فيها محظور وليس فيها نقص ليس فيها من الكلام ما لا يليق بالله عز وجل فما الحكم الجمهور يقولون لا بأس بذلك مع انهم يقولون المأثور - 00:11:29ضَ

افضل فهذا الذي ذهب اليه الاحناف والمالكية والشافعي في القول الجديد وهو قول الحنابلة واختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه يجوز ان يقول ذكرا لم يؤثر لكن بالضوابط - 00:11:47ضَ

السابقة واذا اردتم ان نقرب هذا بصورة اوضح مع ما يستدلون به مثلا التلبية المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. هذا المأثور. كان عبد الله بن عمر - 00:12:07ضَ

يزيد فيها لبيك وسعديك والخير بين يديك لبيك والرغباء اليك والعمل. هذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فمثل هذا الصحابة نقل عنهم صيغ بالتلبية غير ما اثر عن النبي صلى الله عليه وسلم فهل يقال ان ذلك لا يجوز وهو من قبيل البدعة - 00:12:29ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليهم. الصحابة ما انكر بعضهم على بعض فرأوا ان ذلك مما فيه سعة والتلبية ليست بواجبة. الله تبارك وتعالى امرنا ان نستعيذ عند القراءة - 00:12:53ضَ

فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم الاستعاذة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغ المعروفة نقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه - 00:13:07ضَ

لكن لو نظرتم الى كلام اهل العلم المنقول عن السلف المنقول عن السلف في صيغ الاستعاذة كثيرون فهموا ان الامر بالاستعاذة يتحقق باي صيغة كان فتجد عبارات لهم غير هذه العبارات المأثورة عبارات متنوعة - 00:13:24ضَ

كأنهم رأوا ان الامر فيه سعة. مع الاتفاق على ان المأثور او لأ واكمل وقل مثل ذلك في اشياء مما قد يقوله الانسان يعني الله عز وجل يقول ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما - 00:13:44ضَ

امرنا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم اذا قال احد اللهم صل وسلم وانعم وبارك على سيدنا ونبينا وقائدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم هذه الصيغة غير مأثورة هل هذا حرام - 00:14:05ضَ

اذا جاء به في الصلاة بعد التشهد نقول لا يجوز هذه بدعة وانما يلتزم بما ورد اذا قال اللهم صلي على محمد حقق الامر في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المطلقة - 00:14:31ضَ

اكمل الصيغ في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما علمنا. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم الى اخره. هذي اكمل. الله امر بالاستغفار فاذا قال العبد - 00:14:49ضَ

استغفر الله فقد حقق الاستغفار لكن لو انه جاء بالصيغة سيد الاستغفار اللهم انت ربي وانا عبدك وجاءت باكمل الصيغ فهذا اكمل لكن الكلام فيما لو جاء به في غير ما يجب - 00:14:59ضَ

هل يكون ذلك سائغا او لا؟ الجمهور يقولون لا اشكال في هذا. كما ذكرت لكم في المثال انسان جالس الان وقال اللهم صلي وانعم وبارك وسلم وعلى قدوتنا وسيدنا ومقدمنا - 00:15:17ضَ

صلى الله عليه وسلم هل يكون قد فعل شيئا محظورا عامة اهل العلم يقولون لا لان هذا الكلام لا اشكال فيه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مما يحتجون به - 00:15:32ضَ

يقولون حديث رفاعة رضي الله عنه كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده. فقال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - 00:15:46ضَ

فلما انصرف قال النبي صلى الله عليه وسلم من المتكلم؟ قال انا. قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها. ايهم يكتبها اول قال النبي صلى الله عليه وسلم اقره وهذا الذكر لم يرد - 00:16:01ضَ

لكن يمكن ان يقال عن هذا بانه كان في وقت التشريع وان النبي صلى الله عليه وسلم اقر ذلك وليس لاحد بعد هذا ان ينشئ في العبادة الفاظا من عند نفسه - 00:16:16ضَ

وما يدريه ان الشارع يقره على ذلك وما يدريه فيلتزم بالعبادة بما ورد الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول بانه استدل بهذا هذا الحديث استدل به على جواز احداث ذكر في الصلاة غير مأثور اذا كان غير مخالف - 00:16:30ضَ

للمأثور وبعض اهل العلم كره ذلك وقد نقل عن الامام مالك رحمه الله وهو القول القديم للشافعي قالوا هذه مثل العبادات العملية ليس له ان يغير في هيئاتها او صفاتها واعدادها وما الى ذلك - 00:16:54ضَ

وهكذا هذه الاذكار قالوا هذا كالقولية التي ليس له ان يغيرها كالاذان فلا يتعدى ما ورد ويحتجون الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن - 00:17:13ضَ

والاخرون ايضا يحتجون بنفس الحديث يقولون هذا اكده النبي صلى الله عليه وسلم عليهم بمعنى انهم لا يغيرون ولا يبدلون فيه. بخلاف ما وسع الامر فيه فهنا لا يزيد لكن في غيره - 00:17:32ضَ

قد يكون الامر اوسع في غير ما وجب على كل حال نبقى مع هذا الاصل ان الاذكار اذا كانت من قبيل الواجب في العبادة فينبغي ان تلتزم او الركن وان الاذكار اذا كانت تشتمل على مخالفات فيجب - 00:17:47ضَ

ان تجتنب ويبقى ما كان بين ذلك فهو محل احتمال والاكثر من اهل العلم على ان هذا يسوغ والافضل الالتزام بما ورد وعلى كل حال لا شك ان المأثور اكمل وابرك وانفع - 00:18:07ضَ

واجمع وبهذه المناسبة اختم الحديث بانه وجد اوراد كان اصحاب الطرق الصوفية منذ قرون طويلة يجمعونها ويكتبونها وكل طريقة لها اوراد يرددها اصحابها ويلتزمونها فمثل هذه الاوراد فيها من المخالفات - 00:18:25ضَ

وتشتمل على امور من البدع بل والشرك احيانا هذي لا يجوز التشاغل بها وجد رأيت قبل سنوات قليلة كتيبا وضع على نفس الطريقة طريقة اوراد الصوفية لكن جاء فيه باذكار مأثورة - 00:18:53ضَ

واشياء غير مأثورة لكنها ليس فيها مخالفات وجعل ذلك من الورد اليومي الذي يلتزم وركبه بنفس الطريقة التي يركب بها اصحاب الطرق الصوفية اورادهم. جعل كتيبا الورد اليومي فهذا يضاهي طريقة اهل البدع هؤلاء وان قدم لهذا الكتيب - 00:19:14ضَ

فضلاء وعلماء لا يشك في اتباعهم السنة وحرصهم عليها ظاهرا وباطنا لكن هذه الطريقة التي ما انزل الله بها من سلطان ان يلتزم ورد معين بطريقة تضاهي الطريقة التي وضعها هؤلاء المبتدعة - 00:19:36ضَ

يلتزمه المكلف وبعض هذه الاذكار واردة وبعض هذه الاذكار غير واردة فهذا غير مشروع ولا ينبغي الاحتفال بمثل هذا الكتاب ارجو ان يكون هذا القدر واضحا بما يتعلق بنوعي الاذكار المأثور وغير المأثور - 00:19:55ضَ

توقف عند هذا واسأل الله عز وجل لي ولكم علما نافعا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد - 00:20:16ضَ