التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاحبة في هذه الليلة نشرع في شرح حديث جديد - 00:00:17ضَ
من احاديث الاذكار وهو قوله صلى الله عليه وسلم مخاطبا لاصحابه ولامته من بعدهم الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والورق - 00:00:37ضَ
وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم قالوا بلى قال ذكر الله فقوله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم بخير اعمالكم الا انبئكم اي اخبركم هذا الخبر - 00:01:05ضَ
الذي له خطب وشأن لان النبأ انما يقال للخبر الذي له شأن ولا يقال ذلك لكل خبر فالنبأ خبر خاص خبر له اهمية ولما كان هذا الامر بهذه المنزلة وله هذه الاهمية - 00:01:31ضَ
عبر عنه بذلك فقال الا انبئكم وهذا الاسلوب ايها الاحبة بهذه الطريقة الا انبئكم فيه من الترغيب والتشويق ولفت الانتباه وجذب الانظار ما لا يخفى بخير اعمالكم يعني بافضل اعمالكم - 00:01:54ضَ
فان خير هنا المراد بها التفضيل خير يعني اخير وكما سبق في بعض المناسبات ان خير وشر تأتيان بمعنى اخير واشر بخير اعمالكم اي باخير بافضل اعمالكم وازكاها عند مليككم - 00:02:20ضَ
اطيب هذه الاعمال عند الله تبارك وتعالى فهو مليكنا جل جلاله. وتقدست اسماؤه وارفعها في درجاتكم. يعني الذي يبلغ به العبد المراتب العالية في سلم العبودية وخير لكم من انفاق الذهب والورق وهذا يصدق - 00:02:47ضَ
ما قبله في صدر هذا الحديث الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم. فدل على انه افضل من هذه الاعمال المتعدية انفاق الذهب والورق وهو الفضة هذه هي الاموال افضل من انفاق الذهب والفضة. بل - 00:03:12ضَ
قال وخير لكم من ان تلقوا عدوكم وليس ذلك فحسب قال فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم. الله يقول ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. يقاتلون في سبيل الله - 00:03:34ضَ
فيقتلون ويقتلون فهذا من اجل الاعمال ومن افضل الاعمال فهنا الذكر خير منه. فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم يعني انكم لستم تزاولون الجهاد وتمارسون هذه العبادة ذات المنزلة العالية بل ايضا يقع منكم - 00:03:53ضَ
هذا العمل في الجهاد الذي هو من اجل الاعمال وافضلها ان تضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم. قالوا بلى هنا الجواب ببلى باعتبار انه صدر بقوله الا انبئكم؟ فالجواب بلى هكذا يجاب - 00:04:20ضَ
على النفي سواء كان ذلك في الخبر او كان ذلك في الاستفهام حينما يقول الم نربك فينا وليدا؟ قل بلى هذا في الاستفهام وهكذا يكون ايضا في الخبر اذا هنا - 00:04:44ضَ
قالوا بلى فقال لهم صلى الله عليه وسلم ذكر الله ذكر الله فدل هذا الحديث على افضلية الذكر وانه يعدل عتق الرقاب ونفقة الاموال والحمل على الخيل في سبيل الله - 00:05:05ضَ
ويعدل ضرب رقاب الاعداء بل يعدل بذل النفوس في سبيل الله تبارك وتعالى. ويضرب اعناقكم. النصوص التي تدل على تفضيل الذكر على الصدقة بالمال وغيره من الاعمال متنوعة وقد جاء - 00:05:26ضَ
عن السلف رضي الله تعالى عنهم من الصحابة فمن بعدهم ما يدل ايضا على هذا المعنى الظاهر من الحديث. تفضيل الذكر. قيل لابي الدرداء رضي الله عنه ان رجلا اعتق مئة نسمة - 00:05:49ضَ
مئة من المماليك قال ان مائة نسمة من مال رجل كثير يعني هذا عمل جليل. قال وافضل من ذلك ايمان ملزوم بالليل والنهار يعني ملازم بالليل والنهار والا يزال لسان احدكم رطبا - 00:06:07ضَ
من ذكر الله. افضل من ذلك يعني افضل من اعتاق مئة نسمة. كان هناك مجلس اخر بعنوان ايكم يعجز عن هذا. ذكرت فيه اشياء من الاحاديث الصحيحة التي هي في متناول الجميع اعمال سهلة يسيرة - 00:06:29ضَ
ليس لاحد عذر في التخلي عن ذلك كله والقعود عن العمل الصالح ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يقول لان اسبح الله تعالى تسبيحات احب الي من ان انفق عددهن دنانير في سبيل الله. تسبيحات افضل من دنانير والدنانير من الذهب. وجلس عبدالله ابن - 00:06:49ضَ
بن عمرو ابن العاص مع ابن مسعود رضي الله عنهم فقال ابن مسعود لان اخذ في طريق اقول فيه سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب الي من انفق عددهن دنانير في سبيل الله عز وجل. فقال عبدالله ابن عمرو وهؤلاء من علماء - 00:07:15ضَ
صحابة قال لان اخذ في طريق فاقولهن احب الي من ان احمل عددهن على الخيل في سبيل الله عز وجل. هذا يقول افضل من انفاق الدنانير وهذا يقول افضل من الحمل - 00:07:41ضَ
على الخيل في سبيل الله في الجهاد هذا كله يؤكد ان هذا المعنى الظاهر للحديث انه مستوعب عند الصحابة رضي الله تعالى عنهم على ظاهره هكذا. ان الذكر افضل واجل الاعمال. ولهم في ذلك اقوال - 00:07:59ضَ
وعنهم مرويات فان السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم فهموا هذا المعنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا لا يعني بحال من الاحوال التقليل من شأن الصدقة او التقليل من شأن - 00:08:16ضَ
ان الجهاد او التقليل من شأن الاعمال الصالحة المتعدية كعتق الرقاب وما الى ذلك وانما المقصود بيان فضيلة الذكر ومنزلته وماله من شرف ورتبة عالية عند الله تبارك وتعالى هذا القدر - 00:08:33ضَ
هو الذي ينبغي ان نفهمه لا التقليل من سائر الاعمال وجميع الاعمال كما سبق جميع الطاعات انما شرعت لاقامة ذكر الله عز وجل. الجهاد انما شرع لاعلاء كلمة الله. لاقامة ذكر الله - 00:08:54ضَ
الحج العمرة الصلاة الاذان كل هذا لاقامة ذكر الله تبارك وتعالى وان المقصود بها تحصيل هذا الامر وهو ذكره جل جلاله ولهذا يقول الله تعالى واقم الصلاة لذكري يعني لاجلي لاجل ذكر الله عز وجل. وهذا فيه تنبيه على - 00:09:12ضَ
قدر الصلاة هي تضرع الى الله تبارك وتعالى قيام بين يديه. وسؤال له تبارك وتعالى وهي اقامة لذكره. فالصلاة هي الذكر وقد سماها الله تبارك وتعالى ذكرى يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله. فذكر الله تبارك - 00:09:37ضَ
وتعالى هنا بعضهم يقول الصلاة وبعضهم يقول الخطبة وبعضهم يقول المجموع لانه مأمور بترك البيع والشراء وسائر التعاملات والاشتغال فينصرف الى سماع الخطبة وحضور الصلاة فلا شك ان الصلاة تدخل في ذلك دخولا اوليا - 00:10:02ضَ
فاسعوا الى ذكر الله حضور الصلاة. ويدخل في ذلك ايضا سماع الخطبة وذكر الله تبارك وتعالى هو روح الصلاة كما هو معلوم وهو لبها وحقيقتها واعظم الناس اجرا في الصلاة اقواهم واشدهم واكثرهم فيها ذكرا لله تبارك وتعالى وحضورا القلب وهكذا - 00:10:26ضَ
كذا في سائر الطاعات التي يتقرب بها المتقربون الى الله جل جلاله وتقدست اسماؤه. اذا فهمنا هذا القدر وتصورنا هذا المعنى فان الحافظ ابن القيم رحمه الله يزيد هذا الامر ايضاحا. فهو يذكر ان افضل اهل كل عمل اكثرهم فيه ذكرا لله - 00:10:50ضَ
تبارك وتعالى. الاعمال على الصيام على الصلاة اهل الجهاد. اهل الصدقة اهل الحج والعمرة وسائر الاعمال الصالحة فافضل الصوام اكثرهم ذكرا لله عز وجل في صومهم. وافضل المتصدقين اكثرهم ذكرا لله عز وجل - 00:11:16ضَ
الحجاج اكثرهم ذكرا لله عز وجل وهكذا سائر الاعمال. اذا هذا الحديث ايها الاحبة يدل على ان ذكر الله تبارك وتعالى افضل الاعمال على العموم لان افعل التفظيل تدل على ذلك. وانه اكثر نماء وبركة وازكاها. يزكو ينمو - 00:11:39ضَ
عند الله تبارك وتعالى ومعلوم ان الحسنات تنمو عند الله والصدقات تنمو عند الله تبارك وتعالى اكثر الاعمال نماء هو ذكر الله تبارك وتعالى وازكاها. زكا الزكاة يأتي بمعنى النماء ويأتي بمعنى التطهير. فهنا - 00:12:05ضَ
يكون ناميا عند الله جل جلاله وتتضاعف هذه الحسنات لصاحبها وهو ارفعها درجة وفيه ترغيب هذا الذكر لانه يدخل تحت كل عمل يعمله المكلف كائنا ما كان وفيه ايضا دلالة على كون ذكره تبارك وتعالى افضل من الجهاد ومن الصدقة - 00:12:25ضَ
هكذا في ظاهره باطلاق وتخصيص هذين العملين الجهاد والصدقة خصهما بالذكر والا فهو افضل من سائر الاعمال لانه عمم ان الذكر افضل الاعمال ثم ذكر هذين العملين انفاق الذهب والورق - 00:12:52ضَ
وان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم. هذا زيادة تأكيد لهذا المعنى في فضل الذكر حينما قال الا انبئكم بخيري اعمالكم؟ فذكر هذه الاعمال الفاضلة جدا وهي بذل المهج وبذل الاموال - 00:13:14ضَ
فهما احب الاشياء الى الانسان. وكما قال الشاعر وان كان كلامه في اخره غير صحيح لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والاقدام قتال. بذل الاموال وبذل النفوس الجود لا يفقر - 00:13:36ضَ
ولا يموت احد الا باجله. لكن اهل العلم اوردوا اشكالا في هذا الحديث اوردوا سؤالا اترك الحديث عنه ان شاء الله تعالى في الليلة الاتية. واسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا - 00:13:53ضَ
وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب احزاننا وجلاء همومنا اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المسلمين - 00:14:14ضَ
والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:14:37ضَ