معاني الأذكار - حصن المسلم

معاني الأذكار - حصن المسلم (74) نهاية الحديث عن دعاء الخروج من المنزل

خالد السبت

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:01ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فالسلام الله عليكم ورحمته وبركاته كنا نتحدث ايها الاحبة اما يقوله الخارج من بيته - 00:00:19ضَ

اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او ازل او ازل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي. يقول اللهم اني اعوذ بك التجأ اليك من ان يقع مني - 00:00:39ضَ

الزلل ان ازل والزلل يكون بمعنى الخطأ قولا او فعلا يكون بمزايلة الحق زلت قدمه هذه زلة من فلان سواء كان ذلك يسيرا او كبيرا فهو يستعيذ بالله من ان يزل - 00:00:57ضَ

ان يحيد ان يخرج عن دائرة الحق بمقاله او فعاله وكذلك ايضا هو يستعيذ بالله عز وجل من ان يكون غيره ممن يوقعه في الزلل يستعيذ من ان يقع له الزلل بسبب - 00:01:19ضَ

غيره او ازل يعني اصرف عن الحق يوقع يوقعني في الخطأ بالانحراف في الزلة ان يوقعني غيري فان الانسان تارة يقع في الخطأ وجانبت الصواب والحق بسبب دواعي النفس الامارة واتباع - 00:01:41ضَ

الهواء وتارة يكون ذلك بسبب غيره مما يحصل من شياطين الانس وشياطين الجن الاقران الذين يغرونه بالانحراف والمعصية والمنكر فهو يستعيذ بالله من هذا ومن هذا فلا يقع له عثرة - 00:02:06ضَ

لا يقع له زلة فيهبط كذلك يستعيذ بالله تبارك وتعالى من ان يظلم فيقع الظلم منه لغيره هذا الظلم سواء كان باللسان بقوله في حق غيره من غيبة نميمة او سباب وشتائم - 00:02:29ضَ

او حكم على الاخرين لا يكون موافقا للحق والصواب فكل هذا من الظلم ويدخل في ذلك العدوان عليهم باللسان واليد والجوارح وما الى ذلك هذا كله من الظلم. سوء الظن بالناس ظلم لهم - 00:02:56ضَ

الحكم عليهم بغير الحق هو من قبيل الظلم الاحتقار للاخرين التكبر عليهم التعالي والتعاظم كل هذا من الظلم. الظلم انواع كثيرة جدا والخارج من بيته عرضة لهذه الانواع ان يقع له شيء من ذلك. اما بسبب - 00:03:18ضَ

بسبب صدر منهم ابتداء يعني كأن يستفز مثلا ان يتصرف احد منهم تصرفا يجعل الاخرين لربما يتغيظون عليه فيظلمونه ولو بالدعاء فانه كما قال شيخ الاسلام رحمه الله بان الانسان قد يظلم - 00:03:41ضَ

ولكنه يظلم اعظم من مظلمته فيكون متعديا بالدعاء على ظالمه باكثر مما جنى هذا انسان في الطريق لف عليه خرج عليه من طريق فرعي استفزه هذا تصرف خطأ لكن ماذا كانت النتيجة؟ ما هو رد الفعل المقابل؟ الدعاء عليه - 00:04:01ضَ

بان يحطمه الله بان يهلكه بان يسلط عليه بان الى غير ذلك من الدعاء العظيم الذي لا يستحق ما صدر من ذلك الانسان لا يستحقها مثل هذا الدعاء والمكافأة به ان كانوا لابد - 00:04:23ضَ

فانه يقول اللهم جازه بما يستحق مثلا عامله بعدلك بمن يدعو عليها بقارعة والا يرجع الى اهله والا يسلم منه موضعا او نحو ذلك من الاشياء التي تصدر من الناس حالات الاستفزاز - 00:04:40ضَ

اهؤلاء قد يظلمون بمثل هذه التصرفات والانسان قد يصدر منه مثل هذا لا سيما مع طبيعة هذه الحياة اليوم وهذا الزحام الذي سبب لكثير من الناس الخروج عن طورهم ولربما يرى من الحماقات وسوء التصرفات - 00:04:59ضَ

ما يخرجه هو ايضا عن طوره يشتم هذا او يدعو على هذا او نحو ذلك ترى اناسا في سيرهم وحركتهم وانتقالهم وما الى ذلك في خفة احلام الطير سواء في سوء تدبيرهم او في عجلتهم - 00:05:18ضَ

وينبؤك عن ذلك تصرفات تصدر منه سرعة الالتفات والحركة وكذا خفة احلام الطير تماما فكثير من الناس لا يصبر فيدعو على هذا ويشتم هذا فيكون في طريقه حتى يرجع او حتى يصل الى غايته - 00:05:36ضَ

يدعو ويذم ويشتم ويصدر منه تصرفات غير لائقة فهذا كله مظالم تجتمع على الانسان انسان يسأل ربه تبارك وتعالى يستعيذ من ان يزل او يزل او يظلم او يظلم يقع عليه - 00:05:52ضَ

الظلم في عرضه في ماله في نفسه في اهله وولده ونحو ذلك الناس لربما يوصلون اليه انواع الظلم لا يقف ذلك على مجرد ما يشاهده الانسان في طريقه في ذهابه ومجيئه. اليوم - 00:06:12ضَ

هذا الظلم يصدر بصور كثيرة جدا واقرب ذلك مما نشاهده هذه الوسائل الجديدة اليوم في تويتر يجلس يكتب ويتكلم على هذا ويشتم هذا ويسيء الى هذا ويعلق بغير حق على هذا وامور لا تخفى على احد منا - 00:06:36ضَ

هذه كلها من المظالم نسأل الله العافية. وبعض الناس عند نفسه انه لابد ان يعلق على كل شيء. وعلى كل كتابة وعلى كل قول وعلى كل لحدث ويدخل انفه في امور لا تعنيه. ولا شأن له بها ولا معرفة له بملابساتها اصلا - 00:06:57ضَ

لابد ان يعلق فمثل هذا من الظلم والتجني على الناس وما اعظم هذه المظالم التي نوصلها الى الاخرين عبر هذه الوسائل فالواحد العبد يتوقى هذه الامور ان اظلم او اظلم - 00:07:16ضَ

او اجهل او يجهل علي. اجهل يعني افعل فعل الجهلاء يعني من العدوان على الاخرين في اعراضهم بدمائهم في اموالهم او غير ذلك فهذا الجهل بمعنى التعدي. ولهذا قال او يجهل علي - 00:07:37ضَ

خلافا لمن فسره بالجهل الذي يقابل العلم. فالجهل يأتي لهذا وهذا لكن الظاهر ان المراد به هنا والله تعالى اعلم انه الجهل الذي بمعنى التعدي على الاخرين. يستعيذ بالله تبارك وتعالى من ان يكون - 00:08:02ضَ

عدوانيا ان يكون جانيا على احد من الناس ان لا يصدر منه جناية اصلا وعدوان على احد في نفس او مال او عرض او غير ذلك او يجهل عليه يعني يفعل الناس - 00:08:21ضَ

افعال الجهال من ايصال الظرر والمكروه وانواع الاذى والعدوان فيقابلونه مقابلة الجاهلين بالسفه والوقاحة والسباب ونحو ذلك فهذا يستعيذ الانسان منه اذا خرج من بيته بمعنى حاصل ذلك ان العبد - 00:08:41ضَ

يستعيذ بالله تبارك وتعالى من ان يصدر عنه ذنب بغير قصد او بقصد اذا قلنا بان الزلة هي الوقوع في الخطأ من غير تعمد والضلال الوقوع فيه عن قصد. هو يستعيذ بالله من هذا وهذا. وكذلك ايضا - 00:09:09ضَ

ويستعيذ بالله تبارك وتعالى من ظلم الناس ان يظلمهم او ان يظلموه او ان يؤذيهم او ان يصل اليه شيء من اذاهم لانه لا بد له من مخالطة لهؤلاء الناس - 00:09:29ضَ

فمن سلم من ذلك جميعا فقد سلم وذلك ان العبد لا يخلو لانه من طبيعة الانسان انه لابد له من مؤانسة وخلطة واجتماع فهذه المؤانسة والخلطة والاجتماع ويحتف بالناس ويحتفون به قد يصدر منه او يصدر منهم - 00:09:48ضَ

ما يكون سببا للاثام والاوزار فهو يستعيذ بالله من ذلك جميعا ليكون معافى يتعوذ بالله من ذلك جميعا ان يصدر من طرفه او من طرف غيره ولهذا كان بعض السلف - 00:10:13ضَ

يقول اللهم سلمني وسلم مني. ومن كان بهذه المثابة ايها الاحبة فانه يكون سالما لا يؤذي عباد الله تبارك وتعالى وهو سالم في نفسه لا يحصل له الاثم ما يوقع - 00:10:35ضَ

بالحرج وهذا يكون على خير عظيم ويحتاج العبد الى ان يتفطن لهذه المعاني وان يتذكرها جيدا وفي رواية هذا الحديث قال اللهم انا نعوذ بك من ان نذل بصيغة الجمع مع مغايرة - 00:10:56ضَ

يسيرة في بعض الالفاظ اللهم انا نعوذ بك من ان نذل او نضل فهو كما سبق نذل يعني عن الحق بالخطأ والذنب من غير قصد تشبيها بزلة الرجل زلة القدم - 00:11:23ضَ

او نضل من الضلالة ان الهدى او نظلم اي احدا من خلقك او نظلم من احد من خلقك او نجهل نفعل بالناس فعل الجهال من ايصال الضرر والاذى اليهم او يجهل - 00:11:42ضَ

علينا فهذه الرواية بصيغة الجمع وقد يقول قائل ان اللائق بمن يدعو ويستعيذ ان يذكر ذلك بصيغة الافراد لان الواحد حينما يأتي بصيغة الجمع يكون كالمعظم نفسه ولكن هذا كقوله تبارك وتعالى - 00:12:05ضَ

بما علمنا في سورة الفاتحة ان نقول اياك نعبد واياك نستعين اهدنا بصيغة الجمع. اهدنا الصراط المستقيم وقد تكلم العلماء في ذلك بكلام كثير بتوجيه الاتيان بصيغة الجمع في سورة الفاتحة. كيف يدعو بهذا؟ كالمعظم نفسه وهو في مقام استعانة وعبودية وخضوع - 00:12:27ضَ

فكان السؤال انه اليس اللائق في هذا المقام ان ياتي بصيغة الافراد اجاب العلماء باجابات هناك منها انه يحكي بلسان الحال عنه وعن من كان على شاكلته وهو لا يتحدث - 00:12:51ضَ

عن شخصه فقط او ان يكون ذلك حيث كان في مقام رفيع وهو مقام العبودية وهو اعلى مقامات العبد فانه عبر بصيغة الجمع او ان ذلك كما قال بعض اهل العلم انه جاء بهذه - 00:13:11ضَ

الصيغة وذلك انه لم يقصد التعظيم اصلا وانما قصد تعظيم الله يعني ما قصد ان يعظم نفسه قالوا فهذا ابلغ من ان يقول اللهم اني انا عبدك ومملوكك وانا الذي استعين بك وما الى ذلك. لكن حينما يعظم المعبود جل جلاله يقول نحن عبيدك - 00:13:32ضَ

نحن نعظمك نحن نستعين بك وما الى ذلك. يقولون كما لو دخل على احد العظماء على ملك من الملوك وقال انا وحدي انا عبدك وانا الذي استعين بك وانا الذي استهديك غير لما يقول نحن كلنا عبيدك - 00:13:58ضَ

او كلنا من رعيتك او كلنا كذا يعني المملوك حينما يأتي الى سيده او نحو ذلك فحينما يقول له هذا يكون ابلغ في الثناء على هذا السيد. نحن عبيدك يعني بالنسبة للمماليك - 00:14:20ضَ

هذا ذكره ايضا بعض اهل العلم وليس هذا المقام مقام تفسير لاية الفاتحة بعض اهل العلم كالطيب يذكر هنا التناسب في هذه المذكورات مع قوله هديت وكفيت ووقيت فهو بعد ان يقرر - 00:14:35ضَ

ان الانسان اذا خرج من منزله لابد ان يعاشر الناس ويزاول الامر فيخاف ان يعدل عن الصراط المستقيم فاما ان يكون في امر الدين فلا يخلو من يضل او يضل - 00:14:57ضَ

واما ان يكون في امر الدنيا فاما بسبب جريان المعاملة معهم بان يظلم او يظلم واما بسبب الاختلاط والمصاحبة فاما ان يجهل او يجهل عليه استعاذ من هذه الاحوال جميعا بلفظ مختصر - 00:15:13ضَ

سلس ثم يطبق هذه المذكورات على قوله هديت وكفيت ووقيت. وبالامس ذكرت كلام اهل العلم ومنهم الطيبي بتطبيق هذه النتائج الثلاث على قوله بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة - 00:15:34ضَ

الا بالله انه اذا قال بسم الله قيل له هديت واذا قال توكلت على الله قال له كفيت واذا قال لا حول ولا قوة الا بالله قال له وقيت فهذه نتائج ثلاث مرتبة على الجمل الثلاث الاولى - 00:15:52ضَ

هنا الطيبي يرتب ذلك ايضا على هذا الدعاء. اعوذ بك ان ازل او ازل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل عليه فهذه ثلاث وفي تفصيلها تتشعب كل واحدة الى شعبتين فيكون المجموع ستا. فالمقصود ان الثلاث هذه من حيث الاجمال - 00:16:10ضَ

يقول بان قوله هديت مطابق بقوله اضل او وضل يقال هديت لان الذي يقابل الضلال هو الهداية. وكذلك كفيت انه مطابق لقوله ان اظلم او اظلم فيكفى ذلك فلا يصل اليه ظلم - 00:16:33ضَ

من احد ولا يصل اليه ظلم من احد وان قوله وقيت موافق ومطابق لقوله اجهل او يجهل عليه فهو يتخوف من عدوان الناس او ان يصل منه عدوان الى الاخرين فيستعيذ بالله من ذلك كله. فيقال له وقيت - 00:16:57ضَ

بينك وبين هذا العدوان وقاية ترس انت في منعة. المقصود ايها الاحبة ان الانسان حينما يلتجأ الى الله تبارك وتعالى بهذا الذكر والدعاء والاستعاذة ويحمي نفسه من هذه المخاوف جميعا - 00:17:19ضَ

ان يضل او يضل او يزل او يزل او يجهل او يجهل عليه فينبغي للمسلم ان يحافظ على ذلك وان يحرص عليه ليكون معتصما بربه وخالقه جل جلاله في حفظ - 00:17:41ضَ

ولا يصل اليه مكروه مع الاخذ بالاسباب هذه الاسباب تكون مرتبطة بالتوكل على الله والاستعانة به هذا ما يتعلق بهذا الحديث الذي من شأن من قاله ان يصير في حال من الحفظ - 00:17:58ضَ

والمنعة والتسديد والكلائة فنسأل الله عز وجل ان يحفظنا واياكم بحفظه وان يكلأنا برعايته وان يعاملنا بفضله وان يعيذنا واياكم من شر الاشرار وكيد الفجار وان يحسن لنا النية والذرية - 00:18:20ضَ

ويصلح الحال وان يرحم موتانا ويشفي مرضانا ويعافي مبتلانا وان يجعل اخرتنا خيرا من دنيانا - 00:18:42ضَ