التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته لم يزل الحديث ايها الاحبة متصلا بهذه الانوار التي سألها النبي صلى الله عليه - 00:00:17ضَ
وسلم وذكرنا ان العلماء رحمهم الله حاولوا ان يوجهوا هذه الانوار المسؤولة في كل عضو وحاسة وجهة بتوجيهات قد يكون بعضها قريبا وقد يكون بعضها متكلفا وكلامهم في هذا كثير - 00:00:40ضَ
ومما ذكر بهذا ما قاله الطيبي رحمه الله بانه خص القلب والسمع والبصر بي فيه الظرفية لان القلب مقر الفكر يعني القلب هو مقر القناعات مقر العقائد مقر الافكار مقر - 00:01:07ضَ
الاعمال القلبية ايضا من اليقين وهو مقر العلم فالعلم بالقلب وهو مقر العقل ايضا فذكر ذلك في الدالة على الظرفية قد يكون ظاهرا فيما يتصل بالقلب الذي يتفكر في الاء الله تبارك وتعالى - 00:01:33ضَ
واياته. واما البصر فذكر فيه توجيها وهو انه المسرح للنظر في ايات الله تبارك وتعالى المبثوثة الافاق والانفس فهنا اذا كان النور حاصلا فيه فانه يكون بهذا النظر مستفيدا ما يغذي الايمان - 00:01:58ضَ
ويقويه ويورث اليقين. وهكذا السمع ذكر انه محط لايات الله المنزلة على الانبياء عليهم الصلاة والسلام. يسمعها فهذا الاستماع يكون موردا للامور التي تثمر الايمان والاعمال الزاكية كما لا يخفى - 00:02:26ضَ
هكذا وجهه ثم تعرض للجهات المذكورة اليمين والشمال يقول هذه خصت بعم عن يميني وعن شمالي يقول للايذان بتجاوز الانوار عن قلبه وبصره وسمعه الى من؟ عن يمينه وشماله من اتباعه هكذا؟ قال - 00:02:53ضَ
مع انه يحتمل كما ذكرنا في الليلة الماضية ان المقصود بذلك عمل جارحتين يعني اليد اليمنى واليد اليسرى ويحتمل ان يكون قصد الجهتين جهة اليمين وجهة اليسار لكن هل المقصود بذلك ان يعم الاتباع - 00:03:18ضَ
وهل اذا قاله غير النبي صلى الله عليه وسلم من الذاكرين والداعين يقصد به هذا المعنى هذا يحتمل ولكن ليس بذلك الاحتمال القوي وهكذا لما ذكر فوق وتحت وامام وخلف - 00:03:38ضَ
هنا ما جاء معها من الجارة يقول لتشمل استنارته وانارته معا من الله والخلق هكذا قال هكذا قال وهذا قد لا يخلو من شيء من التكلف والله تعالى اعلم قال واجعل لي - 00:04:00ضَ
نورا قل هذا كانه اجمال فذلكة وهم يقصدون بالفزلكة فافظى مختصرة كالبسملة يعني مجموع وحاصل ما سبق اجعل لي نورا هذا النور من من فوق ومن تحت ويمين ويسار ومن خلف وفي البصر والسمع وما الى وما الى ذلك - 00:04:20ضَ
يعني اجعل لي نورا عظيما جامعا للانوار كلها على كل حال جاء في رواية كما ذكرنا في روايات الحديث والفاظه واجعلني نورا بهذا اللفظ فهو ابلغ مما سبق وفي الزيادات التي ذكرناها وفي لسان - 00:04:47ضَ
نورا وذلك انه يتصل بالكلام والذكر فاذا كان فيه النور فانه يكون مشتغلا بما ينفعه ويرفعه ويقربه الى ربه ومولاه جل جلاله وتقدست اسماؤه وهكذا في الزيادة في الحديث ذكر - 00:05:11ضَ
العصب قالوا لان به قوام البدن ومعلوم منزلة العصب من البدن وهكذا اللحم قالوا لان به نموه وزيادته وذكر الدم لان به الحياة والشعر قالوا لان به الجمال والبشر وبشري يعني الجلد - 00:05:33ضَ
قالوا لانه الذي امتاز به الانسان عن بدن سائر الحيوان. هكذا قالوا وهو كما ترون في بعضه لا يخلو من تكلف ولهذا يقول الطيب بعده في معنى طلب النور للاعضاء عضوا عضوا ان يتحلى كل عضو بانوار - 00:05:57ضَ
المعرفة والطاعات ويتعرى عن ظلمة الجهالة والضلالة فان ظلمات الجملة محيطة بالانسان من قرنه الى قدمه والشيطان يأتيه من الجهات الست بالوساوس والشبهات رفع كل ظلمة بنور يقول لا مخلص عن ذلك الا بانوار تستأصل شأفة تلك الظلمات - 00:06:16ضَ
هذا القدر لا بأس به ان يقال سأل هذه الانوار لان العبد بحاجة الى ذلك وهذا كما يقال بان فلانا قد مزج الايمان في لحمه ودمه مزجا يعني انه قد تغلغل فيه وتمكن. هذا يعبر به - 00:06:43ضَ
يجدون ذلك في تراجم بعض السلف رضي الله تعالى عنه قد يوصف بمثل هذا مبالغة لانهم مزج بالايمان في بدنه وحواسه ولحمه ودمه وصار بهذه المثابة ومن كان بهذه المثابة فان - 00:07:05ضَ
جوارحه وحواسه كل ذلك يوظف في مرضات الله عز وجل ومحابه ولهذا تجدون في تراجم بعض السلف كابراهيم التيمي ما اتينا ابراهيم التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها الا وجدناه مطيعا - 00:07:27ضَ
ان كان في ساعة صلاة وجدناه مصليا. وان لم تكن ساعة صلاة وجدناه اما متوضئا او عائدا مريضة او مشيعا جنازة او قاعدا في المسجد فكنا نرى هذا هو الشاهد - 00:07:47ضَ
انه لا يحسن يعصي الله عز وجل يعني بلغ في الايمان والاستقامة مرتبة يكون ذلك قد خالطه ولهذا الشاطبي رحمه الله حينما يذكر مراتب المتعلمين مراتب المنتسبين للعلم مراتب المشتغلين - 00:08:03ضَ
بالعلم يذكر انهم على ثلاث طبقات على ثلاث مراتب فيذكر الطبقة الثالثة وهو الشاهد وهو من صار العلم سمة له وصار من اهل الرسوخ فيه يقول مثل هذا يأتي الطاعات من غير تكلف - 00:08:23ضَ
ويترك المعاصي من غير التفات ولا مجاهدة يعني صارت نفسه خاضعة الخضوع الكامل لربها ومليكها جل جلاله فمثل هذا هذه مرتبة عالية ولذلك تجد مثل هذا يقوم الليل ما يحتاج الى ساعة ومنبه وحتى لو نام متأخرا فانه يستيقظ في نفس - 00:08:42ضَ
الوقت فلا تفوته صلاة الليل نعم ولا يحتاج الى مكابدة فضلا عن ان يكابد للاستيقاظ لصلاة الفجر ويحتاج الى من يكثر عليه في الايقاظ او يحتاج الى مجموعة من الساعات يضعها - 00:09:02ضَ
عله يفيق من نومه ما يحتاج الى مثل هذا والمعاصي يحتاج الى مكابدة لا يحتاج الى هذه المكابدة والمجاهدة التي يحتاج اليها من دونه ومن ثم وليس بحاجة الى الزواجر - 00:09:20ضَ
كما يقول الشاطبي يعني التي يزجر بها اصحاب النفوس المستعصية المتلكئة التي تحتاج الى الزجر يحتاج الى التخويف دائما من اجل ان يستقيم سيرها على الصراط. يقول هذا مسلمة لا شية فيها - 00:09:36ضَ
صار امره كله لله فهذه الانوار على كل حال ايها الاحبة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم يمكن حملها على ظاهرها انها انوار حقيقية. هذا احتمال وقد ذكره القرطبي - 00:09:54ضَ
جوزه جمع من اهل العلم وقالوا لا اشكال ان يكون المقصود الانوار الحقيقية الحسية بمعنى ان ذلك جميعا يستنير بنور الله تبارك وتعالى مع النور المعنوي فلا تنافي بين الامرين يعني نور الهداية وهذا الذي يذكره اكثر اهل العلم ان المقصود نور - 00:10:12ضَ
الهداية انه نور معنوي لكن على كل حال لا منافاة ولا شك ان القلب اذا قويت فيه الانوار فان ذلك يظهر في الوجه قد ذكرت كلاما للحافظ ابن القيم رحمه الله عند الكلام على قوله تعالى الله نور السماوات والارض في مجلس - 00:10:35ضَ
خاص وان هذه الانوار اذا تعاظمت ظهرت على الوجه واستنار واشرق فاذا رآه احد من بعيد عرف انه من اهل الصلاح والخير والايمان لاشراق وجهه. وهذا يحصل ويعرفه الناس ولو لم يكن للانسان ظاهر يدل على الصلاح من لحية مثلا قد يكون صغيرا - 00:10:57ضَ
لا لحية له ويعرف الناس اذا رأوه انه من اهل الصلاح والاستقامة ويقوى ذلك حتى يعرف لربما يظن الظان اذا رآه يتبادر الى ذهنه انه من اولياء الله تعالى فمثل هذا على كل حال لا شك انه يقوى ويفيظ حتى يصير ذلك في قبره فيمتلئ نورا ثم يصير بعد ذلك - 00:11:21ضَ
في اخرته ويسعى من بين يديه ايضا على الصراط بقدر ما عنده من الايمان. فالقرطبي رحمه الله اعني صاحب المفهم بشرح صحيح مسلم الذي هو شيخ القرطبي صاحب التفسير. يقول يمكن حملها على ظاهرها فيكون سأل الله تعالى ان يجعل له - 00:11:44ضَ
في كل عضو من اعضائه نورا يستضيء به يوم القيامة. حمل على يوم القيامة لكن اذا فهم هذا القدر الذي ذكرته في المعنى فان ذلك متحقق فيه في الدنيا ايضا - 00:12:07ضَ
يكون استظاءته في تلك الظلم هو ومن تبعه او من شاء الله تعالى لكنه يقول والاولى ان يقال هي بالعلم والهداية. يعني انه نور معنوي هذا الذي ذهب اليه كثير من اهل العلم - 00:12:21ضَ
من شراح الحديث كما قال تعالى فهو على نور من ربه. ولا شك ان هذا القدر كما ذكرنا في الامثال في مناسبات شتى الامثال في القرآن قلنا بان الهداية تكون بمنزلة النور - 00:12:40ضَ
وكذلك في الكلام على اية النور وان ذلك يقال له حياة يعني الهداية وان الضلال ظلمات وانه بمنزلة الموت وقد يكون من قبيل المرض اذا لم يستتم يعني الضلال وعلى كل حال - 00:12:58ضَ
القرطبي يرجح ان ذلك معنوي بمعنى العلم والهداية كما في قوله وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ثم يذكر ان النور مظهر ما نسب اليه فهو يختلف بحسبه تنور السمع مظهر للمسموعات ونور البصر. كاشف للمبصرات. ونور القلب كاشف عن المعلومات ونور الجوارح - 00:13:19ضَ
ما يبدو عليها من اعمال الطاعات يعني بمعنى انه نور معنوي. ولهذا نقل النووي رحمه الله عن العلماء هكذا باطلاق في عبارته بانه سأل النور في اعضائه وجهاته وان المراد به بيان الحق - 00:13:47ضَ
وضياؤه والهداية اليه فسأل النور في جميع اعضائه وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وجملته في جهاته الست حتى لا يزيغ شيء منها عنه بمعنى انه يكون محاطا الانوار وتكون هذه الانوار متغلغلة في كل جزء من اجزائه - 00:14:05ضَ
فهو عن يمينه انوار وشماله وفوقه ومن تحته وكذلك ايضا الانوار مع كونها تكتنفه كذلك هي ايضا قد تغلغلت بكل عضو وحاسة فيه وهذا المعنى ذكره ايضا جماعة كالعز ابن عبد السلام وان النور يعبر به عن المعارف - 00:14:28ضَ
وان الظلمات عن الجهل ويذكر توجيه ذلك بان المعارف والايمان تنبسط لها النفوس يعني يقصد انه نور معنوي يقول ويذهب الغم عنها بها ويبشر بالنجاة من المعاطب تشبيها كما يتفق لها ذلك في النور الحقيقي وتغتم بالجهالات وتنقبض - 00:14:54ضَ
وتخاف الهلاك يقول كما يتفق لها ذلك في الظلمات فلما تشابه عبر باحدهما عن الاخر قال الا ان هذا يصح جوابا عن القلب. بمعنى انه محل الادراك والعلم والهداية ينبغي الحواس والاعضاء - 00:15:18ضَ
والجهات ما يقال فيها؟ قال اما في سائر ما ذكر فليس كذلك. لان المعارف مختصة بالقلب ثم ذكر ان ما عداه مما ذكر تتعلق به التكاليف قال اما العصب والشعر والدم - 00:15:39ضَ
فمن جهة الغذاء واما اللسان فمن جهة الكلام واما البصر فمن جهة النظر وكذلك ينظر في سائرها ويثبت له من التكاليف ما يناسبه. يعني مثل الجلد نحو ذلك. يقول اذا تقرر ذلك فاعلم ان التكليف فرع عن العلم بالله والايمان به. فمن لم يكن له ذلك - 00:15:58ضَ
لا يوقع شيئا من القرب واذا كانت مسببة عن الايمان والمعارف الذي هو النور سماها نورا من باب اطلاق السبب على المسبب. يعني يقصد ان ذلك من قبيل التوسع في العبارة والمجاز - 00:16:22ضَ
يقول فالمراد بالنور الذي في القلب غير النور الذي في غيره وعلى كل حال هذه الانوار اذا تحققت فمعنى ذلك ان الهداية قد تمكنت يعني يكون هذا الانسان محفوفا بالانوار - 00:16:39ضَ
فلا سبيل للشيطان اليه فمثل هذا يكون على الاستقامة والطاعة ويكون في حال من التنزه عن كل ما يدنس او يخل ايمانه او عرضه وذكروا في قوله وخلف نورا قالوا ان هذا - 00:16:56ضَ
يلحق الاتباع بمعنى انه يجدون بعده انوارا واثارا من النور يقتدون بها وينتفعون بها ولكن مثل هذا على كل حال قد لا يكون بهذه المثابة والله اعلم من المعنى لانه ذكر الامام والخلف واليمين والشمال وفوق وتحت فلا بد ان تكون هذه مترابطة. المقصود انه يكون محفوفا بالانوار - 00:17:19ضَ
من كل ناحية ويكون متقلبا في هذه الانوار بحالاته كلها لعل هذا القدر يكفي بالكلام على المعنى وبقي بقية يعني هي تتعلق بالمكملات في اخر الرواية في قوله قول كريب - 00:17:45ضَ
وسبع في التابوت وما بعده هذا ليستتم الكلام على الحديث افضل ان اذكرها بالليلة الاتية ان شاء الله تعالى وبه ينتهي الكلام على هذا الحديث وارى ان هذا انفع واكمل من ان اقتصر فقط على لفظ - 00:18:12ضَ
الدعاء فان ذكر المناسبة التي قيل فيها والسياق الذي جاء فيه وما يتصل بذلك مما يقف عليه الانسان حينما ينظر في كتب اخرى غير هذا الكتاب من كتب الاذكار مثلا او كتب الحديث او الاصول - 00:18:35ضَ
فانه سيجد هذه الالفاظ سيجد هذه اللواحق او السوابق لهذا الذكر هذا واسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:18:54ضَ