التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بهذه الليلة ايها الاحبة نبدأ الكلام على ادعية الاستفتاح - 00:00:18ضَ
وهنا قال دعاء الاستفتاح وهذا هو المشهور في التعبير عنها ان يقال دعاء الاستفتاح مع ان الناظر في مضامين ما ورد في ذلك من الاستفتاحات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:38ضَ
يجد انها على انواع ثلاثة كما سيأتي ولكن دعاء الاستفتاح قيل له دعاء اما باعتبار ان ذلك من قبيل اطلاق الدعاء على بعض الانواع الواردة في الاستفتاح فان بعضها من قبيل الدعاء - 00:00:58ضَ
كما هو معلوم او ان ذلك باعتبار ما ذكرنا في المقدمات مقدمات الاذكار حيث ذكرنا ان الذكر يكون على انواع فالذكر منه ما يكون من قبيل الثناء على الله تبارك - 00:01:25ضَ
وتعالى والاخبار عن كمالاته فهذا اكمل الانواع كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله النوع الثاني ما كان من قبيل اخبار العبد عن نفسه حيث يذكر ربه فهذا النوع - 00:01:44ضَ
الثاني ان يخبر عن ذكره لربه يخبر عن نفسه وعن ذكره لربه تبارك وتعالى والنوع الثالث هو ما كان من قبيل السؤال والطلب يسأل ربه فاذا قيل دعاء الاستفتاح فهذا كله من قبيل - 00:02:09ضَ
الدعاء. فهذا الذي يخبر عن ربه باوصاف الكمال ويثني عليه بذلك انما يريد ما عند الله من الاجر فهو سائل بهذا الاعتبار والثاني الذي يخبر عن نفسه انه عابد وذاكر - 00:02:32ضَ
وما الى ذلك هو يريد ما عند الله فهو سائل بهذا الاعتبار والثالث الذي يقول يا رب ويسأل سؤالا مباشرا هذا واضح فيكون الجميع بهذا الاعتبار يقال له دعاء ويقال له - 00:02:49ضَ
ذكر فالذكر يشمل هذه الانواع والدعاء ايضا يصدق على ذلك كله فلاحظوا مثل هذه الاذكار الواردة. حينما يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك فهذا من النوع - 00:03:06ضَ
الاول الثناء على الله تبارك وتعالى واضافة اوصاف الكمال له وحينما يقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا من المسلمين - 00:03:28ضَ
فهذا من اي الانواع؟ هذا من النوع الثاني دار العبد عن نفسه انه عابد لربه وانه ذاكر له لاحظ وقلنا بان هذا الذكر جاء فيه بعد هذا الاخبار اللهم انت الملك لا اله الا انت انت ربي وانا عبدك - 00:03:52ضَ
فهذا من قبيل الثناء على الله عز وجل ثم جاء فيه قال ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا انه لا يغفر الذنوب الا انت. واهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت - 00:04:14ضَ
واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت هذا من قبيل السؤال فيكون هذا الدعاء او هذا الذكر مما يقال في الاستفتاح انه قد اشتمل على الانواع الثلاثة فلو تأملت جميع الاذكار الواردة في الاستفتاح - 00:04:31ضَ
اي لا تخرج عن هذه الانواع الثلاثة ومن ثم قيل له دعاء الاستفتاح وقيل له استفتاح باي اعتبار؟ باعتبار انه يستفتح به الصلاة. يعني بعد التكبير يقول ذلك قبل ان يشرع - 00:04:52ضَ
في القراءة والصلاة تبتدأ به وتستفتح والحديث عن الاستفتاح والاذكار المتنوعة الواردة فيه سيكون في قضايا محددة قبل الشروع في شرح هذه الادعية والاذكار فاول ما يتصل بذلك ومن جهة الحكم - 00:05:09ضَ
هل دعاء الاستفتاح من قبيل الواجب باي صيغة كان او انه من قبيل المستحب او ان ذلك لا يشرع اصلا. فهذه ايمالات ثلاثة. والذي عليه عامة اهل العلم الجمهور ان دعاء الاستفتاح - 00:05:34ضَ
مستحب ومسنون وليس بواجب يعني باعتبار ان المصلي لو تركه عمدا صحت صلاته ان صلاته تكون سليمة صحيحة وهذا الذي عليه عامة اهل العلم وبه قال الائمة الثلاثة اعني ابا حنيفة - 00:05:54ضَ
والشافعي واحمد ويدل لذلك يعني انه ليس بواجب يدل على انه مسنون الاحاديث الكثيرة التي جاءت مصرحة كما سيأتي بعضها ان النبي صلى الله عليه وسلم استفتح الصلاة دعاء او ذكر - 00:06:16ضَ
بين يدي القراءة. لكن ما الذي يدل على ان ذلك ليس بواجب يدل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا كبر قرأ فاتحة الكتاب وهذا من حديث انس في الصحيحين - 00:06:35ضَ
او من حديث انس في الصحيح صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين كانوا يفتتحون الصلاة والحمد لله رب العالمين يعني انهم - 00:06:53ضَ
هنا ما ذكر الاستفتاح فعد ذلك من قبيل الصارف الذي صرفه من الوجوب الى الاستحباب والا فهو ثابت على كل حال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيغ متنوعة - 00:07:13ضَ
كما سيأتي منها قول ابي هريرة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ارأيتك سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول فذكر له دعاء الاستفتاح مما يدل على انه كان صلى الله عليه وسلم يقول - 00:07:33ضَ
قبل القراءة دعاء او ذكرا كما يدل على ذلك هذا الحديث ودلائل متعددة هذا الذي عليه عامة اهل العلم وذهب بعضهم الى انه ان تركه عمدا لم تصح صلاته ماذا قال به - 00:07:51ضَ
بعض الفقهاء ولكنه قول لا يخلو من بعد والله تعالى اعلم وذهب اسحاق بن راهوية رحمه الله الى ان ذلك يكون فيه مسيئا يعني ان تركه عمدا ولكنه لم يحكم ببطلان صلاته - 00:08:12ضَ
يعني كانه يكره له ترك دعاء الاستفتاح عمدا والعجيب ان بعض اهل العلم كالامام مالك رحمه الله ذهب الى ان ذلك لا يشرع اصلا واستدل بما سبق من ان النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يفتتحون الصلاة - 00:08:32ضَ
الحمد لله رب العالمين مع ان هذا الحديث لا يدل على ترك الاستفتاح وانما يمكن ان يحمل ذلك على معنى اخر انهم ما كانوا يفتتحون الصلاة مثلا ب الجهر بالبسملة - 00:08:57ضَ
ما كانوا يجهرون بها او ان ذلك كان يقع منهم احيانا لان دعاء الاستفتاح الاصل كما سيأتي ان شاء الله انه يقال يقال سرا ولا يجهر به الا على سبيل - 00:09:16ضَ
التعليم فهنا هذا القول للامام مالك رحمه الله هو مسبوق اليه ومروي عن بعض السلف كابن مسعود واصحابه رضي الله تعالى عن الجميع وايضا من اهل العلم من قال بان ذلك محمول - 00:09:33ضَ
على كون النبي صلى الله عليه وسلم اعني حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر ما كانوا يفتتحون مثلا بالاستعاذة يعني فيما يسمعون الناس مع انه يشرع للقارئ - 00:09:58ضَ
ان يستعيذ وان يبسمل فالصلاة لكن فيما يسمعون من ورائهم؟ فلا شك ان الامام انما يسمع من وراءه الفاتحة والسورة التي بعدها في الجهرية وما عدا ذلك فالاصل انه يسر - 00:10:14ضَ
به على هذا المعنى اعني على هذا التوجيه من ان هؤلاء رضي الله تعالى عنهم كانوا يفتتحون الصلاة بالفاتحة. وان ذلك هو المراد يعني دون الجهر بغيرها مما يسبقها ان ذلك لا يدل - 00:10:34ضَ
على نفي ما عداه الى هذا المحمل ذهب الشافعي رحم الله الجميع هذا ما يتصل بحكم دعاء الاستفتاح باي صيغة كان انه ليس بواجب وانما هو من قبيل المسنون ولا يحسن - 00:11:00ضَ
تركه انتقل الى المسألة الثانية وهي ما يتعلق بتنوع الاذكار والادعية الواردة في الاستفتاح هنا ذكر المؤلف في هذا الكتاب عددا من الصيغ الصحيحة الثابتة وهناك صيغ اخرى صحيحة ثابتة - 00:11:22ضَ
لم يذكرها ونحن هنا ليس من مقصودنا ان نستوعب جميع الاذكار الصحيحة. وانما نقتصر على ما اورده المؤلف الا لحاجة كأن يكون الرواية المذكورة مثلا في صحتها نظر او انها لا تقال في مثل هذه - 00:11:47ضَ
مناسبة وانه صح غيرها مما يمكن ان يقال. فالمقصود ان الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستفتاح متنوعة وكل ما صح منها فهو مشروع مسنون ان يفتتح به. وهذا - 00:12:07ضَ
كما يقال في الاستفتاح كذلك يقال في غيره مما ورد فيه هذا التنوع كانواع التشهدات وصيغ الاذان والاقامة وكذلك ايضا صلاة الليل ونحو ذلك هذا كله من قبيل اختلاف التنوع. الذي - 00:12:27ضَ
يكون العمل فيه بكل صوره وانواعه مشروعا فللمكلف ان يأخذ بهذا او هذا او هذا من حيث الجملة. لكن هنا شيخ الاسلام رحمه الله اشار الى مقامين في هذه المسألة - 00:12:50ضَ
المقام الاول قرر فيه ان ذلك جميعا جائز لا اشكال فيه ولا كراهة. والمقام الثاني هو ان ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الانواع فانه وان قيل ان بعضها افضل - 00:13:12ضَ
فان الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بان يفعل هذا تارة وهذا تارة وهذا تارة بمعنى انه ينوع يأتي بهذه الانواع لكن هل ياتي بهذه الانواع في مقام واحد يعني في استفتاح واحد بعد ما يكبر يأتي بهذه الصيغ. متكررة او لا - 00:13:30ضَ
الظاهر والله تعالى اعلم انه يقتصر على نوع واحد منها وفي صلاة اخرى يستفتح بنوع اخر وهكذا. الا ما ورد الجمع فيه. وهكذا يقال في صيغ التشهدات ويقال ايضا في صيغ الاذان والاقامة - 00:13:59ضَ
ويقال ذلك ايضا في القراءات الواردة الصحيحة المتواترة بمعنى انه لا يشرع له ان يقرأ بطريقة الجمع بين القراءات الا في مقام العرض يعني على الشيخ فقط. اما ان يكون ذلك على سبيل التعبد في التلاوة فان ذلك يكون من قبيل البدعة كما يفعله بعض - 00:14:19ضَ
القراء هذا غير مشروع لكن ينوع يقرأ بهذا تارة وهذا تارة وبهذه القراءة تارة اخرى فكل ذلك مما ثبت وجاء وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو - 00:14:42ضَ
معلوم. فشيخ الاسلام رحمه الله يرى ان التنويع من حيث الجملة افضل واكمل وان هذا هو الاقرب الى اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم من غير المداومة على استفتاح واحد. هذا من حيث - 00:15:00ضَ
الجملة لكنه حينما يقرر هذا المعنى وان هذا من حيث الجملة يقرر في الوقت نفسه انه قد يكون انفع لبعض الناس بعض هذه الانواع من الاذكار في الاستفتاح وفي غيره مما جاء فيه - 00:15:21ضَ
التنوع فهذا يكون المفضول فيه بالنسبة للشخص المعين افضل من غيره وان كان الاصل ان التنويع اكمل وافضل كما ان بعض الانواع قد يكون في صيغته اكمل ولكنه قد يكون بالنسبة للشخص المعين - 00:15:43ضَ
يكون ما دونه او المفضول افضل من هذا الذي يكون فاضلا وهذا قد مضى الكلام عليه في مقدمات هذه المجالس شيخ الاسلام رحمه الله يرى ان هذا باعتبار ما يقوم في قلب الذاكر مثلا كون الانسان اذا قال بعض الاذكار يحصل له من حضور القلب مثلا معه - 00:16:04ضَ
فيكون في حقه افضل او الى حاجته يعني باعتبار حاجة هذا المكلف الى هذا النوع من الذكر وانه انفع واجدى لقلبه واصلح لحاله وما الى ذلك من المعاني. فاذا داوم على مثله - 00:16:30ضَ
فقد يكون هذا عذرا له ويكون هو الافضل في حقه والا في الاصل هو التنويع لا سيما ايضا مع ملحظ اخر وهو ان المداومة على ذكر معين قد يكون ذلك سببا لعدم حضور القلب لدى اكثر الناس. يعني انه صار يقرأه قراءة الية - 00:16:48ضَ
يجري على لسانه من غير تفكر بمعناه فاذا نوع كان ذلك ادعى الى حضور القلب. ولذلك لا شك ان من اسباب التفكر والتدبر لقراءة القرآن ان يسمع الانسان او ان يقرأ اذا كان يحسن ذلك ان يسمع او يقرأ - 00:17:15ضَ
بقراءات صحيحة ثابتة متواترة متنوعة فيسمع من القراءات ما ينبه فكره ويوقظ قلبه ويحيي في نفسه من انواع التفكر والتدبر كما هو معلوم. ثم ايضا ان غالب هذه الصيغ الواردة في ادعية الاستفتاح - 00:17:35ضَ
انما جاء في صلاة الليل وهذا سيأتي الكلام عليه ان شاء الله. فنحن في الوقت الذي نقول انه مخير بين هذه الاذكار هذا من حيث الجملة. لكن حينما نأتي الى التفضيل بين هذه الاذكار فسنذكر انواعا من وجوه - 00:18:00ضَ
التفضيل بحيث يتخير المكلف منها ما يكون الافضل والاكمل اما بالنظر الى المقام الذي تقال فيه او بالنظر الى الصحة او بالنظر الى المضامين والمعاني التي اشتملت عليها هذه الادعية - 00:18:21ضَ
والاذكار فهذه طرق ثلاث سيأتي الكلام عليها ان شاء الله تعالى في المفاضلة بين هذه الاذكار. فشيخ الاسلام رحمه الله يرى ان الامر في ذلك واسع وان من استفتح بقوله - 00:18:44ضَ
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك الى اخره فقد احسن وان ذلك ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان عمر كان يجهر به في الصلاة المكتوبة ليعلم الناس وهذا الذي اختاره من ادعية الاستفتاح - 00:19:02ضَ
الامام ابو حنيفة والامام احمد وكذلك ايضا ثبت هذا مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقول شيخ الاسلام بان من استفتح بقوله وجهت وجهي الى اخره فقد احسن وذلك ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اخرجه مسلم في صحيحه - 00:19:22ضَ
انه كان يستفتح ذلك جهة وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا. وكذلك اختار هذا القول او هذا الذكر في الاستفتاح الامام الشافعي رحمه الله وكذلك لو انه جمع بين الاول والثاني يعني استفتح بسبحانك اللهم وبحمدك وايضا وجهت وجهي ان - 00:19:44ضَ
قال به بعض الفقهاء من اصحاب ابي حنيفة ومن اصحاب احمد وابن تيمية رحمه الله. يأتي الكلام ان شاء الله على المفاضلة بين هذه الاذكار والادعية ويأتي الكلام على طرق الترجيح بينها ويأتي الكلام ايضا على مسائل اخرى من الجهر والاصرار - 00:20:14ضَ
وكذلك ما يتصل بالانواع المشتملة على الادعية منها هذا واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:20:39ضَ