بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. سلام من الله عليكم وتحية مني اليكم في الصفحة التاسعة عشرة من القرآن الكريم وقد تخيرت لكم منها الاية الرابعة والعشرين بعد المئة من سورة - 00:00:00ضَ

بقرة واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين بعد ان ذكر الله سبحانه فيما سبق من ايات نعمه على بني اسرائيل مبينا جحودهم لتلك النعم وكفرهم وعنادهم - 00:00:20ضَ

وصل حديثهم بقصة ابراهيم ابي الانبياء عليه السلام. الذي يزعمون انتمائهم اليه ولو كانوا صادقين لوجب عليهم اتباع هذا النبي الامي صلى الله عليه واله وسلم لانه اثر دعوة ابراهيم حين - 00:00:47ضَ

دعا لاهل الحرم وشريعته امتداد لشريعة ابراهيم وتذكر الاية تكليف ابراهيم بتكاليف شرعية قام بهن خير قيام واصطفاء المولى له ليكون قدوة للخلق ودعوته ان يكون ذلك في ذريته ايضا. لتختم بان عهد - 00:01:05ضَ

الله لا يصيب الظالمين وفيها وقفات اولها واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات على وزن اشتعل. والابتلاء اختبار المراد هنا اختبره وكلفه بكلمات مختبرا اياه لانها كانت كلمات في الواقع وتكليف من من من اثقل التكليف كذبح ابنه مثلا عليه السلام وكالهجرة بهاجر وما الى ذلك مما ذكره القرآن - 00:01:27ضَ

طبعا يلاحظ هنا تقديم المفعول على الفاعل. واذ ابتلى ابراهيم ربه لماذا لان الفاعل قد اشتمل على ضمير يعود على المفعول فكان لابد من تقديم المرجع لهذا الضمير وهو المفعول - 00:02:03ضَ

وهذا من سنن العرب في كلامها وقد جاء في القرآن الكريم كقوله تعالى يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم الظالمين مفعوله ومعذرته من الفاعل لكن معذرتهم فيها ضمير يعود على الظالمين. فكان لابد اذا من تأثير الفاعل وتقديم المفعول - 00:02:23ضَ

على ان اه في كلام العرب ما جاء مخالفا لذلك وقد عدوه من اه من غير الفصيح كقول النابغة في وضرورة ايضا كقول النابغة في آآ في بيت له جزى ربه عني عدي بن حاتم جزاء الكلاب العاوية - 00:02:43ضَ

وقد فعل فربه هنا فاعل والهاء فيها تعود على عدي الذي لم يأتي بعد والوقفة الثانية فأتمهن. الفاء للترتيب مع التعقيب. اي دون تراخ. جيء بها هنا للدلالة على الامتثال الفوري - 00:03:03ضَ

وذلك من شدة العزم والاتمام الاتيان بنهاية الفعل وهو هنا بمعنى ايقاع الفعل على الوجه الاتم. اي انه قام بهن خير خير قيام. كقولك دعوت فلانا فاجاب والثالثة قال اني جاعلك للناس اماما - 00:03:22ضَ

جاعل هذه اسم فاعل من جعل الذي ينصب مفعولين. ولذلك فان اسم الفاعل هنا آآ نصب مفعولين عملا عمل فعله. اين المفعولان؟ الكاف التي اضيف اليها اسم الفاعل هي المفعول الاول. ويقال في اعرابها - 00:03:43ضَ

في محل جر بالاضافة من اضافة اسم الفاعل الى مفعوله الاول. والمفعول الثاني اماما قال ومن ذريتي هذه وقفة عجيبة. هذا جواب صدر من ابراهيم فلذلك حكي دون عاطف على طريق حكاية المحاضرات - 00:04:01ضَ

التي سبقت امثلة لها في سورة البقرة والمقول هنا ومن ذريتي هذا مقول القول معطوف على خطاب الله تعالى اياه بما يسمى بعطف التلقين التلقين قالوا عفوا التلقين في البلاغة هو عطف المخاطب. كلاما على ما وقع في كلام المتكلم. فيلتئم من الكلامين - 00:04:19ضَ

كلام تام والتقدير وجاعل من ذريتي. بعطفي من ذريتي على الكاف اني جاعلك وقد وقع هذا في كلام لطيف لابن الزبير آآ لسائل سأله فلم يعطه ابن الزبير. فقال السائل - 00:04:44ضَ

الله ناقة حملتني اليك؟ فقال ابن الزبير ان وراكبها ان هنا بمعنى نعم يعني نعم لعن الله راكبها والوقفة الاخيرة على قوله تعالى قال لا ينال عهدي الظالمين. هذا ايجاز - 00:05:04ضَ

اقتص اقتصر فيه على ذكر من لا يصيبه العهد ليثبت نقيض ذلك للفريق الاخر. اذا الظالمين لا ينال عهدي لا ينال هنا بمعنى يصيب لا يصيب عهد الظالمين ولكن يصيب من آآ يصيب غيرهم ممن ليسوا - 00:05:24ضَ

وادي يمين والله تعالى اعلم. والسلام عليكم - 00:05:44ضَ