الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. في فاتحة ال عمران اخبر الله تعالى عن انزاله كتب الثلاثة ومعها كذلك الفرقان. فقال تعالى نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل - 00:00:00ضَ

من قبل هدى للناس وانزل الفرقان. قال بعض المفسرين الفرقان هنا كل امر فرق بين الحق والباطل. فيما قدم وحدث ادخل في هذا التأويل طوفان نوح وفرق البحر لغرق فرعون ويوم بدر وسائر افعال الله تعالى المفرقة بين الحق والباطل - 00:00:20ضَ

انه تعالى ذكر الكتاب العزيز ثم التوراة والانجيل ثم كل افعاله ومخلوقاته التي فرقت بين الحق والباطل كما هذه الكتب والتفريق بين الحق والباطل هو ان يجعل كلا منهما في صف فيتمايزال يتمايز كل حق وباطل فلا - 00:00:40ضَ

يبقى بعد ذلك التباس او اشتباه او حتى تمازج. والتفريق بين الاشياء يظهرها على حقيقتها. فيعرف الطرف الممدوح والطرف المذموم وفي هذا غلبة وانتصار اقتضاهما التمييز والتفريق. لان المذموم اذا بقي مختلطا بالممدوح وممازجا له لحقه من المدح - 00:01:00ضَ

بقدره مما لا يستحقه. فالقرآن بما يتضمنه من الاحكام الشرعية والحقائق والتصورات العقدية يفرق بين المؤمن والكافر. لذا جاء التعقيب بالوعيد للكافرين من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام - 00:01:20ضَ

حتى الذين يدعون انهم اتباع موسى او عيسى عليهما السلام يجيء القرآن ليفرق بين صادقهم وكاذبهم. الم تر الى الذين اوتوا من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون. وقد جعل الله تعالى يوم بدر فرقان - 00:01:40ضَ

من بين الحق والباطل وبين اهل الايمان واهل الكفر. وجعله اية ومثالا وعلامة على ان الكفار سيغلبون. قل للذين كفروا تغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد. قد كان لكم اية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرونها - 00:02:00ضَ

مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء. ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة. والقرآن يفرق بين العلماء تخين والذين في قلوبهم زيغ. فيظهر العالم الرباني المجتهد ويظهر الذي زاغ قلبه عن الحق فهو يجير المتشابهات لهواه. وما - 00:02:20ضَ

عامة الناس ورؤسائهم هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل - 00:02:40ضَ

من عند ربنا وما يتذكر الا اولو الالباب. والقرآن يفرق بين الذين يؤثرون شهواتهم على مرضاة الله وبين الذين كانت قلوبهم الى لقاء الله وتنتظر ما اعده لهم من الثواب والنعيم. زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب - 00:03:00ضَ

والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا. والله عنده حسن المآب. قل اانبئكم بخير من ذلكم الذين اتقوا عند ربهم جنات الايات. لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. هذا ابتلاء وقد جعل الله تعالى الابتلاء فرقان - 00:03:20ضَ

ان يفرق بين المؤمن والمنافق ويميز بين اهل العزائم واهل القلوب المريظة والنفوس الظعيفة. ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. قال السعدي في معناها ما كان في حكمة الله ان يترك المؤمنين على ما انتم عليه من - 00:03:40ضَ

الاختلاط وعدم التمييز حتى يميز الخبيث من الطيب والمؤمن من المنافق والصادق من الكاذب. انتهى كلامه. الابتلاء سنة قديمة مريم عليها السلام ابتليت بانجابها عيسى عليه السلام. لكن الله اصطفاها وطهرها. النتيجة اللازمة للابتلاء. واذ قالت الملائكة يا - 00:04:00ضَ

مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. وابتلي اتباع عيسى باضطهادهم وملاحقتهم وتعذيبهم. فجعلهم الله ما فوق الذين كفروا فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله؟ قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد باننا مسلمون. الاية - 00:04:20ضَ

وابتليت الامم باتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اذا هو خرج في زمانهم واذا اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه. قال اأقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا. قال - 00:04:40ضَ

وانا معكم من الشاهدين. فمن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون. وابتليت الامم بالجهاد في سبيل الله وقتال الكافرين وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير. فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين - 00:05:00ضَ

والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الخير مظنة لنزول الابتلاء باصحابه. لذلك اشارت السورة مبكرا الى تعرض اهله الى اذى والقتل ابتلاء وتمحيصا. ان الذين يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير حق. ويقتلون الذين يأمرون - 00:05:20ضَ

قسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم. ان المرابطة على ثغور الامة يحتم الابتلاء والتمحيص. لذلك نص القرآن على حتمية مؤكدا عليه لتبلون في اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا وان - 00:05:40ضَ

اصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور. وبين ان المخرج الصحيح يكون بالصبر والتقوى. ولذلك وقع لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة احد ابتلاء عظيم رفعة لهم وتمحيصا لهم عن الذنوب والافات القلبية والنفسية وتربية لهم وتنقية لتصوراتهم - 00:06:00ضَ

وتقوية لهم على حمل الرسالة ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله. وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا يتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين. وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين. ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم - 00:06:20ضَ

الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. الايات لابد من مواجهة تتمايز فيها الصفوف وتتجلى فيها الحقائق فرقوا فيها بين الخلي والشجي. ثم جاءت الايات بعد ذلك واصفة حجم الابتلاء والالم الذي اصاب المسلمين في احد واسبابه - 00:06:40ضَ

وعقب القرآن عليها بقوله تعالى وما اصابكم يوم التقى الجمعان الذي هو احد. فباذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا. قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ - 00:07:00ضَ

اقرب منهم للايمان. يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم. والله اعلم بما يكتمون. فظهر في احد الصادقون وظهر المنافقون ظهر الاقوياء وظهر الضعفاء وظهر اهل العزيمة وظهر المترددون وارتفع الشهداء الى رحمة الله. وظهرت القوة الايمانية في اصعب - 00:07:20ضَ

الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح. للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم. الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. لقد كانت السورة تؤكد على كون الابتلاء فرقانا - 00:07:40ضَ

كما كانت تعلمنا موضوع النصر والهزيمة. لان جوهر المسألة ليس في النصر او الهزيمة. بل في موقعك منها وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور. لذلك تعرظت السورة للافراد الذين يقدمون مصلحتهم الخاصة على - 00:08:00ضَ

مصلحة الامة والكيان، لان هذا هو الابتلاء بعينه وطائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية الدين مرتبط بالابتلاء. الابتلاء الذي يكون فرقانا بين الاخلاق والامزجة في كل شيء. نزلت السورة في باكورة - 00:08:20ضَ

تأتي الامة لتضعها امام الحقيقة. حقيقة ان الاسلام هذا الدين بما فيه من قرآن واحكام وجهاد لا يقبل اختلاط الامور المتمايزة في ذات ولا يقبل امتزاج المتباينات. فليس الصادق كالمنافق ولا المؤمن كالكافر ولا الرباني كالزائغ ولا الحق - 00:08:40ضَ

ما الباطل فاللهم افرق علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين - 00:09:00ضَ