بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لك الحمد على ان وفقتنا للاستمرار في هذا التدارس العلمي والايمان اليومي في هذا الشهر الكريم - 00:00:00
اه والذي اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعله شهر خير وبركة علينا وعلى الامة الاسلامية وان يفرج هم المهمومين وينفس كرب المكروبين وينصر عباده المؤمنين في كل مكان نستعين بالله سبحانه وتعالى في افتتاح هذا المجلس - 00:00:21
الذي هو المجلس السادس من مجالس اه القراءة وبيان بعض المقاصد المتعلقة بي كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله يعني حقيقة انا رأيت انه الطريقة آآ فيها انجاز جيد احنا الحمد لله انهينا مجلد اه المجلد الاول في خمسة اه - 00:00:44
ايام او في خمس جلسات فلعل الله سبحانه وتعالى يسهل بعد ما ننتهي من مدارج السالكين ممكن نستمر في هذي الطريقة انه ناخذ من الكتب الكبيرة ونقرأها بهذي الطريقة بحيث انه احنا - 00:01:09
يعني نمر على مجموعة كتب آآ فنتدارسها بهذه الطريقة اللي هي آآ اقل من الشرح واقل من التعليق التفصيلي وانما آآ المرور على مقاصد الكتاب مع فك بعظ الامور والاهم هو الربط بين الموضوعات ومضاعفة الكتاب. اه عموما نبدأ في من حيث انتهينا نحن انتهينا من منزلة التوبة - 00:01:23
في اخر مجلس. ثم قال الامام ابن القيم منزلة الانابة قال ابن القيم رحمه الله قد علمت ان من نزل في منزل التوبة وقام في مقامها نزل في جميع منازل الاسلام - 00:01:49
فان التوبة الكاملة متضمنة لها وهي مندرجة فيها ولكن لابد من افرادها بالذكر والتفصيل تبينا لحقائقها وخواصها وشروطها فاذا استقرت قدمه في منزل التوبة نزل بعده منزل الانابة وقد امر الله تعالى بها في كتابه واثنى على خليله بها فقال وانيبوا الى ربكم وقال ان ابراهيم لحليم اواه - 00:02:04
منيب واخبر ان اياته انما يتبصر بها ويتذكر اهل الانابة فقال افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها الى ان قال تبصرة وذكرى لكل عبد منيب وقال تعالى هو الذي يريكم اياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر الا من ينيب. وقال تعالى منيبين اليه واتقوه - 00:02:30
اقيموا الصلاة فمنيبين منصوب على الحال من الضمير المستكن في قوله فاقم وجهك لان هذا الخطاب له ولامته اه ثم قال وقال عن نبيه داوود فاستغفر ربه وخر راكعا وانام - 00:02:56
واخبر ان ثوابه وجنته لاهل الخشية والانابة فقال وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد. هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام. واخبر سبحانه ان البشرى منه انما هي لاهل الانابة - 00:03:11
فقال والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا الى الله لهم البشرى الان هذي الطريقة التي يسلكها ابن القيم هي من افضل الطرق في تصور آآ الموضوعات الشرعية والاسماء الشرعية ان يجمع ما قيل فيها في كتاب الله سبحانه وتعالى - 00:03:32
وهذي طريقة النظائر التي يعني ربما سمعتموها كثيرا اه سمعتوني اكررها كثيرا لان الانسان اذا تكلمت عن الانابة واخذت فيها تعريفا لاحد العلماء فقط دون ان تتصور موارد الانابة في كتاب الله سبحانه وتعالى سيكون التصور ناقصا ولو كان هناك تعريف - 00:03:51
ولو كان هناك من التعريفات النظرية ما كان تعريفا آآ تفصيليا جامعا مانعا لكن لن يكون تصورك لقضية الانابة مثل ما لو استعرضت الايات القرآنية في هذه القضية وهذا هذه لتكن آآ يعني دائمة - 00:04:14
في كل من يريد ان يفقه موضوعا من موضوعات اه القرآن الكريم او موضوعا من موضوعات الاسماء الشرعية او موضوعا من موضوعات الحقائق الايمانية ثم قال والانابة انابتان انابة لربوبيته وهي انابة المخلوقات كلها يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر قال الله تعالى واذا مس الناس ضرون - 00:04:31
دعوا ربهم منيبين اليهم. ثم قال والانابة الثانية انابة اوليائه وهي انابة لالهيته. انابة عبودية ومحبة وهي تتضمن اربعة امور هذا الكلام مهم وهي تتضمن اربعة امور محبته والخضوع له والاقبال عليه والاعراض عما سواه - 00:04:54
فلا يستحق اسم المنيب الا من اجتمعت فيه هذه الاربع وتفسير السلف لهذه اللفظة يدور على ذلك محبة المحبة والخضوع والاقبال الاقبال على الله والاعراض عما سواه وفي اللفظة معنى الاسراع والرجوع والتقدم والمنيب الى الله المسرع الى مرضاته. الراجع اليه في كل وقت المتقدم الى محابه - 00:05:18
طيب ثم ذكر كلام صاحب المنازل ثم قال لما كان التائب قد رجع الى الله بالاعتذار والاقلاع عن معصيته كان من تتمة ذلك رجوعه اليه بالاجتهاد والنصح في طاعته كما قال الا من تاب وامن وعمل صالحا وقال الا الذين تابوا واصبحوا - 00:05:44
فلا تنفع توبة وبطالة بل لا بد من توبة وعمل صالح ترك لما يكره وفعل لما يحب تخل عن معصيته وتحل بطاعته الان هو كأنه يريد القول انه انه ترى الانابة تأتي بعد التوبة - 00:06:06
والتوبة اذا كانت اقلاعا عن آآ طريق سيء او اقلاع عن معاصي فان الانابة هي زيادة في الاقبال فكأنها يعني الا الذين تابوا واصلحوا كأن الانابة تأتي هنا في محل اصلحوا - 00:06:24
يعني تابوا ثم توجهوا مزيدا من او اقبلوا مزيد اقبال واسرعوا في اقبالهم على الله سبحانه وتعالى واكثروا من العمل الصالح واستمروا في رجوعهم الى الله فكأن هذا هو المعنى الزائد - 00:06:44
اه الانابة. ثم ذكر قضية الوفاء بالعهد اه مع الله سبحانه وتعالى وقال فما فما اناب الى الله من خان عهده به كما انه لم ينب اليه من لم يدخل تحت عهده فالانابة لا تتحقق الا بالتزام العهد والوفاء به - 00:07:00
اه قال صاحب المنازل والرجوع اليه حالا كما رجعت اليه اجابة. اي هو سبحانه قد دعاك فاجبته بلبيك لديك قولا فلابد من الاجابة حالا تصدق به المقال فان الاحوال تصدق الاقوال او تكذبها وكل قول فلصدق - 00:07:20
وكذبه شاهد من حال قائله. فكما رجعت الى الله اجابة بالمقال فارجع اليه اجابة بالحال. قال الحسن ابن ادم لك قول وعمل وعملك اولى بك من قولك ولك سريرة وعلانية وسريرتك املك بك من علانيتك - 00:07:40
طيب اه ثم اه ننتقل الى صفحة احداش في المجلد الثاني قال اذا صفت له الانابة الى ربه تخلص من الفكرة في لذة الذنب اذا صفت له الانابة الى ربه تخلص من من الفكرة في لذة الذنب - 00:08:01
وعاد مكانها الما وتوجعا لذكراه. والفكرة فيه. فما دامت لذة الفكرة فيه موجودة في قلبه فانابته غير صافية فما دامت لذة الفكرة فيه موجودة في قلبه فانابته غير صافية. فان قيل اي الحالين اعلى؟ حال من يجد لذة الذنب في - 00:08:26
به فهو يجاهدها لله ويتركها من خوفه ومحبته واجلاله. او حال من ماتت لذة الذنب في قلبه. وصار مكانه الما وتوجعا وطمأنينة الى ربه وسكونا اليه والتذاذا بحبه وتنعما بذكره. قيل هذا اكمل وارفع وغاية صاحب - 00:08:47
المجاهدة ان يجاهد نفسه حتى يصل الى مقام هذا ومنزلته. ولكنه يتلوه في المنزلة والقرب ومنوط به. فان قيل فاين اجر مجاهدة صاحب اللذة وتركه محابه لله وايثاره رضا الله على هواه. وبهذا كان النوع الانساني افضل من النوع الملكي عند اهل السنة - 00:09:07
وكانوا خير البرية والمطمئن قد استراح من الم هذه المجاهدة وعوفي منها فبينهما من التفاوت ما بين درجة المعافى والمبتلى قيل النفس لها ثلاثة احوال الامر بالذنب ثم اللوم عليه والندم منه ثم الطمأنينة الى ربها والاقبال بكليتها عليه. وهذه الحال اعلى - 00:09:27
احوالها وارفعها وهذه الحال اعلى احوالها وارفعها وهي وهي التي يشمر اليها المجاهد وما يحصل له من ثواب مجاهدته وصبره فهو لتشميله الى درجة الطمأنينة الى الله. فهو بمنزلة راكب القفار والمهام والاهواء - 00:09:47
ليصل الى البيت فيطمئن قلبه برؤيته والطواف به. والاخر بمنزلة من هو مشغول به طائف وقائما وراكعا وساجدا ليس له دفاعة الى غيره فهذا مشغول بالغاية وذاك بالوسيلة وكل له اجر ولكن بين اجر الغايات واجر الوسائل بون وما يحصل - 00:10:06
للمطمئن من الاحوال والعبودية والايمان فوق ما يحصل لهذا المجاهد نفسه في ذات الله وان كان اكثر عملا فقدر عملي المطمئن المنيب بجملته اعظم وان كان هذا المجاهد اكثر عملا - 00:10:26
وان كان هذا المجاهد اكثر عملا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء هذا الكلام مهم جدا جدا يقول فما سبق الصديق رضي الله عنه الصحابة بكثرة عمل وقد كان فيهم من هو اكثر صياما وحجا وقراءة وصلاة منه ولكن بامر اخر - 00:10:40
قام بقلبه حتى ان افضل الصحابة كان يسابقه ولا يراه الا امامهم. ولكن عبودية مجاهد نفسه على لذة الذنب والشهوة قد تكون اشق ولا يلزم من مشقتها تفضيلها في الدرجة - 00:10:57
ولا يلزم من مشقتها تفضيلها في الدرجة فافضل الاعمال الايمان بالله والجهاد اشق منه وهو تاليه في الدرجة. ودرجة الصديقين اعلى من درجة المجاهدين والشهداء وفي آآ مسند الامام احمد من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الشهداء فقال ان اكثر شهداء امتي لاصحاب الفرس - 00:11:13
ورب قتيل بين الصفين الله اعلم بنيته هذا الكلام يختلف عن الكلام الذي ذكرناه في منزلة التوبة. الذي ذكره ابن القيم في منزلة التوبة لو تتذكر انه ايهما افضل الشخص الذي يعني يسير في طريق الطاعة دائما ولم يقع - 00:11:33
في ذنب آآ يقصد يعني لم يقع في في في معصية واضحة تكسر قلبه وما الى ذلك. او من وقع ثم تاب وما كذلك آآ هنا هذه المسألة اخرى آآ - 00:11:56
فمن وقع في ذنب ثم تاب هو يدخل في هذه في حالة من كره اليه الذنب يعني هنا مسألتان المسألة الاولى ذكرتها قبل قليل المسألة الثانية هي التي في موضع الانابة اللي هي ايهما افضل؟ من يجد لذة - 00:12:13
المعاصي والشهوات المحرمة ويجاهد نفسه لتركها او من تجاوز هذه المرحلة وصار كل همي وتفكيره في دائرة الطاعة وصارت تلك الشهوات المحرمة في قلبه مبغضة هو لا يلتفت اليها اصلا - 00:12:31
ايهما افضل في السورة الاولى حقت التوبة يقول لك لا اللي انكسر قلبه وصار متذللا لله بسبب معصيته افضل هذاك في المنزل توبة. اما هنا يقول لك الذي لا يلتفت قلبه الى مثل هذه وصارت المعاصي ابغض اليه وما الى ذلك هو افضل - 00:12:51
افضل يقول لك بينهم بون شاسع طبعا هذا اللي صار افضل ما يمنع انه يكون سابقا قد وقع في ذنب ثم صارت هذه حاله فبين الحالتين فرق وليس نفس الحالة - 00:13:12
طيب اه ثم ننتقل يقال فصل من علامات الناب ترك الاستهانة سنتجاوز هذا هذا الفصل وايضا سنتجاوز الذي بعده ننتقل الى منزلة التذكر منزلة التذكر. قال رحمه الله فصل منزلة التذكر ثم ينزل القلب منزلة التذكر وهي قرين الانابة - 00:13:26
قال الله تعالى وما يتذكر الا من ينيب. وقال تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. حقيقة ترتيب المنزل يعني ذكر التذكر بعد الانابة ترتيب جميل للجمع الموجود بينهما في الايتين. وما يتذكر الا من ينيب والاية تبصرة وذكرى - 00:13:53
تبصرة وذكرى لكل عبد منيب وهو من خواص اولي الالباب كما قال تعالى انما يتذكر اولو الالباب. وقال تعالى وما يذكر الا اولو الالباب والتذكر والتفكر منزلان يثمران انواع المعارف. وحقائق الايمان والاحسان. والعارف لا يزال يعود بتفكيره بتفكره - 00:14:14
على تذكره وبتذكره على تفكره حتى يفتح قفل قلبه باذن الفتاح العليم. قال الحسن البصري ما زال اهل العلم يعودون بالتذكر يعني التفكر وبالتفكر على التذكر ويناطقون القلوب حتى نطقت - 00:14:35
قال صاحب المنازل التذكر فوق التفكر لان التفكر طلب والتذكر وجود والتذكر وجود. نريد ان التفكر التماس الغايات من مبادئها. كما قال التفكر تلمس البصيرة لاستدراك البغية. واما قوله التذكر وجود فلانه - 00:14:51
يكون فيما قد حصل بالتفكر ثم غاب عنه بالنسيان فاذا تذكره وجده فظفر به. والتذكر تفاعل من الذكر وهو ضد النسيان وهو حضور صورة المذكور سورة المذكور العلمية في القلب واختير له بناء التفاعل تفاعل يعني هذا الوزن تذكر تفاعل لحصوله بعد مهلة وتدرج - 00:15:08
التبصر والتفهم والتعلم التي تدل على يعني المعالجة او وجود المهلة والتدرج في حصولها كما قال ابن القيم ومنزلة التذكر من التفكر منزلة حصول الشيء المطلوب بعد التفتيش عليه. ولهذا كانت ايات الله المتلوة والمشهود ذكرى. كما قال في المتلوه ولقد - 00:15:32
اتينا موسى الهدى واورثنا بني اسرائيل الكتاب هدى وذكرى لاولي الالباب وقال في اياته المشهودة فلم ينظر الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج - 00:15:56
بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. فالتبصرة الة البصر والتذكرة الة الذكر وقرن بينهما وجعلهما لاهل الانابة تبصرة وذكرى لكل عبد منيب لان العبد اذا اناب الى الله ابصر مواقع الايات والعبر - 00:16:10
فاستدل بها على ما هي ايات له. فزال عنه الاعراض بالانابة والعمى بالتبصرة والغفلة كرة هذا نص مهم جدا يقول لان العبد اذا اناب الى الله ابصر مواقع الايات والعبر - 00:16:32
فاستدل بها على ما هي ايات له فزال عنه الاعراض بالانابة والعمى بالتبصرة والغفلة بالتذكرة لان التبصرة توجب له حصول صورة المدلول في القلب بعد غفلته عنها فترتيب المنازل الثلاثة احسن ترتيب ثمان كلا منهما يمد صاحبه ويقويه ويثمره - 00:16:51
آآ وقال في اياته المشهودة وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم اشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص؟ ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد - 00:17:19
والناس ثلاثة رجل قلبه ميت فذلك الذي لا قلب له فهذا ليست ليست هذه الاية ذكرى في حقه يعني هو الان يعلق على قول الله سبحانه وتعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد لانه حتى بعد قليل سيفصل في قضية القى السمع - 00:17:34
وهو شهيد اه الثاني رجل له قلب حي مستعد لكنه غير مستمع للايات المتلوة التي يخبر الله بها عن الايات المشهودة اما لعدم ورودها او لوصولها اليه ولكن قلبه مشغول عنها - 00:17:53
بغيرها فهو غائب القلب ليس حاضرا فهذا ايضا لا تحصل له الذكرى مع استعداده ووجود قلبه. والثالث وهو من قال الله فيه ان في ان في ذلك لذكرى. يقول والثالث رجل حي القلب مستعد تليت عليه الايات - 00:18:09
يطغى بسمعه والقى السمع واحضر قلبه ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه فهو شاهد القلب ملقي السمع فهذا القسم هو الذي ينتفع الايات بالايات المتلوة والمشهودة. فالاول اللي هو ميت القلب بمنزلة الاعمى الذي لا يبصر. والثاني بمنزلة البصير الطامح ببصره الى غير جهة المنظور اليه - 00:18:29
فكلاهما لا يراه. والثالث بمنزلة البصير الذي قد حدق الى جهة المنظور واتبعه بصره وقابله على توسط من البعد قرب فهذا هو الذي يراه. فسبحان من جعل كلامه شفاء لما في الصدور - 00:18:49
ثم الان يأتي الى آآ قضية او القى السمع وهو شهيد هل اه او هنا بمعنى الواو يعني ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب والقى السمع وهو شهيد - 00:19:05
او او هنا اه مختلفة يعني يعني اقصد تدل على معنى مختلف انه او على حالتين انه اما ان يكون له قلب او او يلقي السمع وهو شهيد. ابن القيم طبعا يرجح القول الثاني - 00:19:19
يقول فان قيل فما موقع او من هذا النظم على ما قررت؟ قيل فيها سر لطيف ولسنا نقول انها بمعنى الواو كما يقوله ظاهرية النحاة فاعلم ان الرجل قد يكون له قلب وقاد مليء باستخراج العبر واستنباط الحكم. فهذا قلبه يوقعه على التذكر والاعتبار. فاذا سمع الايات كانت له نورا - 00:19:33
وهؤلاء اكمل خلق الله واعظمهم ايمانا وبصيرة حتى كأن الذي اخبرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهد لهم لكن لم يشعروا بتفاصيله انواعه حتى قيل ان مثل حال الصديق مع النبي صلى الله عليه وسلم كمثل رجلين دخلا دارا فرأى احدهما تفاصيل ما فيها وجزئياته والاخر وقعت يده على - 00:19:54
ما في الدار ولم ير تفاصيله ولا جزئياته. لكن علم ان فيها امور عظيمة لم يدرك بصره تفاصيلها ثم خرج. فسأله عما رأى في الدار فجعل كل ما اخبره بشيء صدقه لما عنده من شواهد - 00:20:14
وهذه اعلى درجات الصديقية. ولا تستبعد ان يمن الله المنان على عبد بمثل هذا الايمان فان فضل الله لا يدخل تحت حصر ولا حسبان. فصاحب هذا القلب اذا سمع الايات وفي قلبه نور من البصيرة ازداد بها نورا الى نوره. فان لم يكن للعبد مثل هذا القلب فالقى السمع - 00:20:27
قل وشهد. قلبه ولم يغب حصل له التذكر ايضا فان لم يصبها وابل فطل. والوابل والطل في جميع الاعمال واثارها وموجباتها. واهل الجنة سابقون مقربون واصحاب ابو يمين وبينهما في درجات التفضيل ما بينهم وما بينهما حتى ان شراب احد النوعين الصرف يطيب به شراب النوع - 00:20:47
اخر ويمزج او يطيب به شراب النوع الاخر ويمزج به مزجا. قال الله تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق. ويهدي الى صراطي العزيز الحميد فكل مؤمن يرى هذا ولكن رؤية اهل اهل العلم له لون او لها لون ورؤية غيرهم له او لها لون - 00:21:13
طيب اه ثم ننتقل الى اه طبعا هو صاحب المنازل قال ابنية التذكر ثلاثة ابنية التذكر ثلاثة الانتفاع بالعظة والاستبصار بالعبرة والظفر بثمرة الفكرة الانتفاع بالعظة والاستبصار بالعبرة والظفر بثمرة الفكرة - 00:21:33
اه سنتجاوز الشرح الاول الذي شرحه ابن القيم ثم ننتقل الى صفحة خمسة وعشرين قال فصل وانما ينتفع صاحب المنازل يقول وانما ينتفع بالعظة بعد حصول او ينتفع بالعظة بعد حصول ثلاثة اشياء - 00:22:08
شدة الافتقار اليها والعمى عن عيب الواعظ وتذكر الوعد والوعيد يقول ابن القيم انما يشتد افتقار العبد الى العظة وهي الترغيب والترهيب اذا ضعفت انابته وتذكره. والا فمتى قويت انابته وتذكره لم تشتد حاجته الى التذكير والترغيب والترهيب - 00:22:24
ولكن تكون الحاجة منه شديدة الى معرفة الامر والنهي. والعظة يراد بها امران الامر والنهي روناني بالرغبة والرهبة ونفس الرغبة والرهبة. فالمنيب المتذكر شديد الحاجة الى الامر والنهي. والمعرض الغافل شديد - 00:22:48
الحاجة الى الترغيب والترهيب والمعارض المتكبر شديد الحاجة الى المجادلة. شوفوا كيف الربط بين هاي الثلاث حالات وبين الاية التالية فجاءت هذه الثلاثة في حق هؤلاء الثلاثة في قوله ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة - 00:23:08
وجادلهم بالتي هي احسن. اطلق الحكمة ولم يقيدها بوصف الحسنة اذ كلها حسنة. ووصف الحسن لها ذاتي. واما الموعظة فقيدها بوصف الاحسان اذ ليس كل موعظة حسنة. وكذلك الجدال قد يكون بالتي هي احسن وقد يكون بغير ذلك. وهذا - 00:23:28
يكتمل ان يرجع الى حال المجادل وغلظته ولينه وحدته ورفقه فيكون مأمورا بمجادلتهم بالحال التي هي احسن. ويحتمل ان تكون صفة لما لما يجادل به من الحجج والبراهين والكلمات التي هي احسن شيء وابينه - 00:23:48
وادله او وادله على المقصود واوصله الى المطلوب والتحقيق وان الاية تتناول النوعين طيب اذا صارت الان اه ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة هذي بالحكمة هذي راجعة الى المقبل المنيب - 00:24:06
والموعظة الحسنة هذي الى صاحب الغفلة وجادلهم بالتي هي احسن هذي الى صاحب العناد او الاعراض او بحيث انه هو يقنع بالجدار آآ يقول واما ما ذكره بعض المتأخرين ان هذه اشارة او ان هذا اشارة الى انواع القياسات في الحكمة هي طريقة - 00:24:26
برهان والموعظة الحسنة طريقة الخطابة والمجادلة بالتي هي احسن طريقة الجدل. طبعا هذه هذه موضوعات منطقية انه انواع القياس المنطقي اه اه او يعني القياس المنطقي له مواد فان كانت مواده يقينية - 00:24:50
وهو القياس البرهاني وان كانت الى اخره يعني عندهم انواع لمواد القياس وعليها يوصف القياس هل هو برهاني او خطابي او جدلي او سفسطي الى اخره يقول من انزل من بعض المتأخرين من الفقهاء - 00:25:06
هذه الاية ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم. من انزلها على هذه الثلاثة انواع من القياس المنطقي اه يقول آآ فتنزيل القرآن على قوانين اهل المنطق - 00:25:22
اليوناني واصطلاحهم ذلك باطل قطعا من وجوه عديدة ليس هذا موضع ذكرها بعد ان شرح هذه المقامات الثلاثة باختصار او طريقة التنزيل باختصار قال تنزيل القرآن على قوانين اهل المنطقة اليوناني واصطلاحهم ذلك باطل قطعا من وجوه عديدة ليس هذا مواضع ذكرها - 00:25:40
ان ممن آآ حاول ذلك ان هو يعني يجعل المنطق اليوناني اصلا في في في التفكير وفي وفي الاستدلال ومن ثم لما له من هذه المكانة. كان يجب ان يكون في القرآن - 00:26:01
ما هو شبيه بذلك وبالتالي الانسان يحاول ان يجد في القرآن آآ ما يتنزل على هذه القوانين المنطقية الامام الغزالي رحمه الله تعالى. في اه اه ايش اسمه كتاب القسطاس المستقيم او الميزان المستقيم - 00:26:18
اه حاول انه ينزل اه القوانين الايات القرآنية على القوانين المنطقية وحصل انتقاد شديد له طبعا من اه غيري واحد من من ابرزهم ابن تيمية رحمه الله تعالى. المهم يقول - 00:26:39
وانما ذكر هذا آآ استطرادا او ذكر هذا استطرادا لذكر العظة وان المنيب المتذكر لا تشتد حاجته اليها حاجة الغافل المعرض فان شديد الحاجة جدا الى العظة ليتذكر ما قد نسيه او لا يتذكر ما قد نسيه فينتفع بالتذكر - 00:26:58
اه صاحب المنازل ايش قال انه مين ينتفع بالعظة؟ ثلاثة اشياء اه او بعد حصول ثلاثة اشياء. شدة الافتقار اليها وتكلمنا عنها وتكلم عنها. ثم قال والعمى عن عيب الواعظ. قال واما العمى عن عيب الواعظ - 00:27:17
فانه اذا اشتغل به حرم الانتفاع بموعظته لان النفوس مجبولة على عدم الانتفاع بكلام من لا يعمل بعلمه ولا ينتفع به وهذا بمنزلة من يصف له الطبيب دواء لمرض به مثله والطبيب معرض عنه غير ملتفت اليه بل الطبيب المذكور عندهم احسن حالا من هذا - 00:27:34
الواعظ المخالف لما يعظ به لانه قد يقوم دواء اخر عنده مقام هذا الدواء. وقد يرى ان به قوة على ترك التداوي. اه بخلاف هذا الواعظ فانما يعظ وبه طريق معين للنجاة لا يقوم غيرها مقامها مقامها. اه ولابد منها ولاجل هذه النفرة قال شعيب - 00:27:55
شعيب عليه السلام لقومه وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه وقال بعض السلف اذا اردت ان يقبل منك الامر والنهي فاذا امرت بشيء فكن اول الفاعلين له والمؤتمرين به واذا نهيت عن شيء فكن اول - 00:28:15
هنا عنه وقد قيل يا ايها الرجل المعلم غيره وهلأ لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء للاستقامة من الضنى ومن الضنى تمسي انت السقيم لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت - 00:28:31
دميمو ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فاذا انتهت عنه فانت حكيموا فهناك يقبل ما تقول ويقتدى بالقول منك وينفع التعليم فالعمى عن عيب الواعظ من شروط تمام الانتفاع بموعظته. طبعا - 00:28:44
اه هذا الكلام اه كلام مهم جدا ولكنه يحتاج الى تفصيل بمعنى انه اه العمى عن عيب الواعظ هذا يجب ان يكون في اه في من حال في من حاله من الوعاظ الاستقامة - 00:29:01
ولكن يكون له زلة يكون له نقص. يكون له خطأ فهنا يجب ان لا يتطلب الكمال في كل واعظ بحيث لا تقبل الموعظة الا من شخص كامل الاستقامة العملية وانما يكفي - 00:29:21
اه صلاح حاله في الجملة استقامته في الجملة اه حسن سيرته في الجملة اه ولكن لا يقال مثل هذا في اه الواعظ الذي اه صار فساده ظاهرا وصار انحرافه وتنكبه عن طريق الحق ظاهرا - 00:29:37
فهنا آآ كون الانسان لا يتأثر بموعظته اه فهذا شيء عادي يعني شيء طبيعي آآ لانه كما قال ابن القيم النفوس مجبولة على عدم الانتفاع بكلام من لا يعمل بعلمه ولا ينتفع به - 00:29:57
آآ طبعا هذا لا لا يعني ايضا عدم قبول الحق اذا جاء من مخالف او اذا جاء من فاسق اتكلم عن قبول بمعنى انه يعني عدم رد الحق عدم رد الحق - 00:30:15
اما التأثر بالموعظة فاذا كان من شخص مشهور بالفساد او معلوم فساده او نفاقه او خيانته او ما الى ذلك من الاعمال فمن الطبيعي الا يتأثر الانسان بموعظته. طيب قال واما تذكر الوعد والوعيد فان ذلك يوجب خشيته والحذر منه. ولا تنفع الموعظة الا لمن امن به اي بالوعد والوعيد - 00:30:30
وخافه ورجاه. قال الله تعالى ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة لاحظوا يعني الاية تكون لمن خاف الوعد والوعيد وقال سيذكر من يخشى. وقال انما انت منذر من يخشاها - 00:30:58
واسرح من ذلك قوله تعالى فذكر بالقرآن من يخاف وعيد الايمان بالوعد والوعيد شرط فالايمان بالوعد والوعيد وذكره شرط في الانتفاع بالعظات والايات والعبر يستحيل حصوله بدونه طيب مم ثم قال صاحب المنازل وهنا سنأتي مسألة تحتاج - 00:31:14
اه الى وقفة يقول وانما تستبصر العبرة بثلاثة اشياء. بحياة العقل ومعرفة الايام والسلامة من الاغراض. الان حتى يعني ايش نكون اه ماشين في الخط كويس. هو لو رجعنا لصفحة اتنين وعشرين يقول ابنية التذكر ثلاثة - 00:31:41
الانتفاع بالعظة والاستبصار بالعبرة والظفر بثمرة الفكرة فالجزء الاول اللي هو الانتفاع بالعظة قال والانتفاع وانما ينتفع بالعظة من بعد حصول ثلاثة اشياء شدة الافتقار اليها والعمى عن عيب الوعظ وتذكر الوعد والعيد. هذا الان كله شرح - 00:32:06
الجزئية الاولى اللي هي الانتفاع بالعظة الان الجزئية الثانية والاستبصار بالعبرة فاخذ يفرع فيها يقول وانما تستبصر العبرة بثلاثة اشياء بحياة العقل ومعرفة الايام والسلامة من الاغراء يقول انما تتميز العبرة وترى وترى وتتحقق بحياة العقل - 00:32:26
والعبرة هي الاعتبار وحقيقتها العبور من حكم شيء الى حكم مثله فاذا رأى من قد اصابته محنة وبلاء لسبب ارتكبه علم ان حكم من ارتكب ذلك السبب كحكمه. وحياة العقل هي صحة الادراك وقوة - 00:32:46
الفهم وجودته وتحقق الانتفاع بالشيء والتضرر به وهي وهو نور يخص الله به من يشاء من خلقه وبحسب تفاوت الناس في قوة ذلك النور وضعفه ووجوده وعدمه يقع تفاوت اذهانهم وافهامهم وادراكاتهم - 00:33:01
ونسبته الى القلب كنسبة النور الباصر الى العين ثم هنا يتكلم عن مسألة يقول ومن تجربات السالكين ومن تجربات السالكين التي جربوها فالفوها صحيحة او فالفوها صحيحة ان من ادمن يا حي يا قيوم لا اله الا انت اورثه ذلك حياة القلب - 00:33:17
عقل وكان شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جدا وقال لي يوما لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب. وكان يشير الى انهما الاسم الاعلى - 00:33:43
اعظم وسمعته يقول من واظب على اربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر يا حي يا قيوم لا اله الا انت برحمتك استغيث حصدت له حياة القلب ولم يمت قلب - 00:34:00
طيب آآ ثم ذكر عدة اسطر فيها آآ ايضا وقفة اخرى طويلة. الان هذا الموضوع آآ او هذه النقطة التي ابن القيم فيها عدة تعليقات التعليق الاول اه ان ان الاشارة الى ان الحي القيوم اه هو الاسم الاعظم - 00:34:16
ويعني اصح ما ورد في في اسم الله الاعظم آآ او الاسم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى هو ما اجتمع فيه يا حي يا قيوم لا اله الا انت كما كما ذكر هنا ابن القيم نتكلم عن الاحاديث الان - 00:34:40
يعني الاحاديث اصح اصح ما ورد هو ما اجتمع فيه يا حي يا قيوم لا اله الا انت آآ وبالتالي اورثه ذلك حياة العقل والقلب هذا مفهوم جدا اه وكذلك يشير الى انهما الاسم الاعظم هذا مفهوم جدا. ثم تأتي قضية انه اه من قال او من واظب على اربعين مرة - 00:34:58
كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر اه فقال هذا الذكر اللي هو يا حي يا قيوم لا اله الا انت برحمتك استغيث حصلت له حياة القلب ولم يمت قلبه - 00:35:21
اه هنا طبعا حصل نقاش اه كثير بين يا طلاب العلم في انه ما الاصل الذي استند عليه ابن تيمية؟ اه في في في هذا التحديد لانه من المعلوم والمستقر - 00:35:30
انه اه الذكر الذي ورد في الشرع لا لا يحدد بزمان ولا بمكان ولا بعدد الا بدليل آآ وانه فرق بين الالتزام الشخصي يعني بحسب يعني ما يصلح لحال الانسان هذا امر فيه واسع - 00:35:45
آآ وبين انه انه يعني يكون الحث عليه آآ فمن هنا حصل حصل نقاش آآ خلنا نقول كثير بين طلاب العلم في هذه الجزئية تحديدا فبعضهم قال هذا كان آآ في - 00:36:05
مرحلة متقدمة وبعضهم وانه ابن تيمية بعدين رجع عن بعض الامور بعضهم قال انه اه مم انه هذا من باب اه من باب التجريب من باب التجريب وليس من باب التشريع - 00:36:21
آآ وباب التجريب اوسع. باب التجريب يعني انسان يجرب ذكر معين له اصل في الشرع ولكن يجربه بكيفية معينة يجد له من الاثر ما يلمسه فعلا على قلبه وحياته. وبالتالي يوصي بهذه التجربة - 00:36:38
ويوصي بها على انها تجربة ولا يوصي بها على انها على انها آآ شيء مشروع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اقرب للتخريجات يعني هذا اقرب ما ما ما يقال في في مثل هذه المسألة - 00:36:59
والله تعالى اعلم اه النقطة الثانية التالية لها وهي اهم اه او لا تقل اهمية قوله ومن علم عبوديات الاسماء الحسنى والدعاء بها وسر ارتباطها بالخلق والامر وبمطالب العبد وحاجاته عرف ذلك وتحققه فان كل مطلوب يسأل - 00:37:17
بالمناسب له فتأمل ادعية القرآن والاحاديث النبوية تجدها كذلك وآآ انا يعني مؤمن تماما انه اذا كان بين السالكين الى الله اه خطوات فارقة بينهم آآ او مقامات آآ تعلو ببعضهم درجات عالية عن الاخرين سواء من جهة العلم بالله او من جهة العمل والسلوك - 00:37:41
ففقه الاسماء الحسنى هو من اعظم من اعظم هذه الامور الفارقة من اعظم هذه الامور العالية التي تعلو بالانسان في في سلوكه الى الله سبحانه وتعالى ولا اشك في ذلك ابدا يعني هذا من اعظم ما يمكن ان يكون للانسان في سلوكه الى الله سبحانه وتعالى - 00:38:13
ولا اقصد بفقه الاسماء الحسنى معرفة معانيها فقط فمعرفة معانيها هي الخطوة الاولى فقط هذي يعني اول خطوة لفقه الاسماء الحسنى ومع الاسف آآ كثير من الطلاب طلاب العلم يظن انه - 00:38:33
كل ما يسمعه عن الاسماء الحسنى معناه ان هو يذهب فيقرأ في معانيها فالان خلاص وصل يعني واذا زاد فيعني يستعمل الدعاء بالاسماء الحسنى في بعض المقامات لكن حقيقة فقه الاسماء الحسنى اكبر من ذلك واعمق من ذلك - 00:38:52
اه بكثير ولذلك هنا نقيم اشارب بنص مركز ولكنه يعني هو مختصر جدا فلم يفصل حقيقة لكن يمكن ان تلتمس في بعض جمله في هذا النص المركز شيئا مما يتجاوز مجرد معرفة معاهد الاسماء الحسنى. فقال ومن علم عبوديات - 00:39:10
عبوديات الاسماء الحسنى والدعاء بها والسر ارتباطها بالخلق والامر وبمطالب العبد وحاجاته عرف ذلك وتحقق فان كل مطلوب يسأل حاسب له فتأمل ادعية القرآن والاحاديث النبوية تجدها كذلك يعني ثم الان اعطاك الوسيلة - 00:39:30
ثم اعطاك الوسيلة آآ التي تصل بها الى الى هذا المعنى العالي جدا اه طبعا هذي الوسيلة هي هي الوسيلة اه ممكن تكون لا اريد ان اقول الوحيدة ولكن هي الوسيلة الاساسية والكبرى - 00:39:52
بالوصول الى فقه الاسماء الحسنى. ما هو ما هي هذه الوسيلة؟ التأمل في ادعية الكتاب والسنة ليس الحفظ التأمل اه التأمل في في الاسماء الحسنى التي ختمت بها الايات وعلاقتها بالايات - 00:40:07
التأمل بارتباط بعض الاسماء بمقامات معينة ذكرت في القرآن ومن ثم ومن ثم استخراج الفقه المتعلق بهذا الربط ومن ثم وهو النتيجة احسان الدعاء بهذه الاسماء الحسنى بحسب الحال والمقام - 00:40:25
الذي يستطيع ان يصل الى هذه الدرجة فهو الذي يسبق غيره في طريق السلوك الى الله سبحانه وتعالى وهو الذي يصل الى الله من من من افضل طريق فعبوديات الاسماء الحسنى هي يعني هي سر - 00:40:46
سر السلوك الى الله سبحانه وتعالى طيب بعدين قال واما معرفة الايام والكلام في معرفة الايام نتجاوزه امر سهل يعني وواضح طيب ثم قال طبعا احنا نرجع مرة ثانية في صفحة آآ اثنين وعشرين قال ابنية التذكر ثلاثة الانتفاع - 00:41:07
بالعظة انتهينا منها الاستبصار بالعبرة انتهينا منها الان الظفر بثمرة الفكرة يقول في الظفر بثمرة الفكرة في صفحة اثنين وثلاثين. وانما تجتنى ثمرة الفكرة بثلاثة اشياء بقصر الامل والتأمل في القرآن وقلة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام - 00:41:29
هذي الاخيرة خمسة اشياء. قلة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام. هذي الاشياء الخمسة عنونها عنون لها ابن القيم بعنوان واحد سماها مفسدات القلوب مفسدات القلوب فصار عندنا اجتناب ثمرة الفكرة بثلاثة اشياء مثل ما قال صاحب المنزل. قصر الامل واحد - 00:41:57
التأمل في القرآن اثنين وقلة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنامة اللي هي اجتناب مفسدات القلوب ثلاثة جميل طيب الاولى ايش؟ قصر الامل. قال فاما قصر الامل فهو العلم بقرب الرحيل وسرعة انقضاء مدة الحياة - 00:42:21
وهو من انفع الامور الى القلب. فانه يبعثه على معافصة الايام. يقول المدافع يعني فانه يبعث على معافسة الايام وانتهاز الفرص التي تمر مر السحاب. ومبادرة طي الصحائف الاعمال ويثير ساكن ازمات - 00:42:41
الى دار البقاء ويحثه او ويثير ساكن ازماته الى دار البقاء ويحثه على قضاء جهاز سفره. وتدارك الفارط ويزهده في الدنيا ويرغبه في الاخرة فيقوم بقلبه اذا داوم مطالعة قصر الامل شاهد من شواهد اليقين يريه فناء الدنيا وسرعة - 00:43:00
وقلة ما بقي منها وانها قد ترحلت مدبرة ولم يبقى منها الا صبابة كصبابة الاناء يتصابها صاحبها. وانه لم يبقى منها الا كما بقي من يوم من يوم صارت شمسه على رؤوس الجبال - 00:43:21
ويريه بقاء الاخرة ودوامها وانها قد ترحلت مقبلة. وقد جاء اشراطها وعلاماتها. وانه من لقائها كمسافر خرج صاحبه يتلقاه فكل منهما يسير الى الاخر فيوشك ان يلتقيا سريعا ويكفي في قصر الامل قوله تعالى افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون - 00:43:37
وقوله تعالى ويوم يحشرهم كان لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم. وقوله تعالى كانهم يوم يرونها لم يلبسوا الا عشية او ضحاها وقوله تعالى قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العادين. قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون. وقوله تعالى كأن - 00:44:04
انهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون وقوله تعالى يتخافتون بينهم الا بالثوم الا عشرة. نحن اعلم بما يقولون اذ يقول امثالهم طريقة ان لبثتم الا يوما. وخطب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:44:28
اصحابه واصحابه يوما والشمس على رؤوس الجبال فقال انه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها الا كما بقي من يومكم هذا. فيما مضى منه ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض اصحابه وهم يعالجون خصا لهم قد وهى فهم يصلحونه فقال ما هذا؟ فقالوا خص لنا قد وها فنحن - 00:44:47
نعالجه فقال ما ارى الامر الا اجل من هذا وقصر الامل بناؤه على امرين تيقنوا زوال الدنيا ومفارقتها توطن تيقن زوال الدنيا ومفارقتها وتيقن لقاء الاخرة وبقائها ودوامها تيقن زوال الدنيا ومفارقتها وتيقن لقاء الاخرة وبقائها ودوامها - 00:45:08
ثم يقايس بين الامرين ويؤثر اولاهما او اولاهما بالايثار طبعا اه قصر الامل اه فيك يعني لك ان تعنون لك ان تعنون اه مرحلة اه او او لك ان ان ان تعنون واحدة من ابرز الشعارات التي كان يرفعها السلف - 00:45:33
المتقدمون في آآ باب السلوك لك ان تقول عنوان قصر الامل يعني قصر الامل من العبارات التي تكثر في كلام آآ السلف الصالح هو من بعدهم من علماء السلوك وممن تكلم في التزكية - 00:46:01
فقصر الامل كانه واحد من الشروط الاساسية لديهم التي لا يستقيم حال الانسان في طريقه الى الله سبحانه تعالى اذا لم يكن لديه استحضار لقصر الامل اه وكما قال ابن القيم قصر الامل قائم على شيئين - 00:46:20
اولا تيقن زوال الدنيا ومفارقتها واتى بايات قرآنية واضحة في تصوير هذا المعنى ثم الامر الاخر تيقن لقاء الاخرة وبقائها ودوامها اه طبعا اه الانسان لمن يقرأ كثيرا في كتب الزهد والرقائق وفي كلام السلف الصالح - 00:46:41
في موضوع في موضوع القصر الامل يحتاج الى توازن ايضا حتى ما ينتقل الى حالة الرهبانية او الى حالة عدم فعل شيء من امور الحياة ودائما وهذه آآ قضية في غاية الخطورة وفي غاية الاهمية - 00:47:07
دائما الميزان الذي يعني يكون هو المسطرة التي يقاس عليها مثل هذه المفاهيم تقاس عليها مثل هذه المفاهيم وتحدث التوازن بين المقولات المختلفة الابواب التي يتلقاها الانسان هو السيرة النبوية - 00:47:29
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العملية هي الميزان الذي تقاس عليه مثل هذه المفاهيم فالانسان اه كما انه يحتاج الى مثل هذي المواعظ في قصر الامل فهو يحتاج ايضا الى النظر في الواقع العملي للنبي صلى الله عليه وسلم حتى ينزل قصر الامل منزله - 00:47:51
آآ فلا يقتطع شيئا دون الاخر او يفهم شيئا بدون ان ان يكمل صورة الفهم هذي قضية في غاية الاهمية وفي غاية الخطورة ايضا. لانه احيانا يحصل سوء فهم كبير للانسان. اذا لم يوازن اه بين هدي - 00:48:15
النبي صلى الله عليه وسلم العملي وبين بعض الاحاديث القولية او من باب اولى بعض المقولات عن آآ السلف او عن الزهاد اول عباد وما الى ذلك اه اذا النقطة الاولى في في جني الفكرة او في اجتناب الفكرة هي قصر الامل. النقطة الثانية التأمل في القرآن - 00:48:34
قال واما التأمل في القرآن فهو تحديق ناظر القلب الى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله وهو المقصود بانزاله لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر. قال الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب - 00:48:57
وقال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ وقال تعالى افلم يتدبروا القول وقال تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال الحسن نزل القرآن ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا - 00:49:22
نزل القرآن ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا وهذا الكلام من الحسن البصري رحمه الله اه هذا الكلام اه له شواهد في فقه الصحابة في التعامل مع القرآن الكريم آآ وهذا - 00:49:45
هذا المعنى اه حصل فيه اختلال في وقتنا بشكل كبير وحصل فيه اختلال في مراحل تاريخية ايضا يعني حين انتقل الاهتمام بالقرآن من ثقل او من مركز كان عليه الصحابة في وقت النبي صلى الله عليه وسلم طبعا ثم بعده - 00:50:08
الى مركز وثقل اخر وهو انه من مركز التدبر والعمل والتفهم والتنزيل الى اه مركز الحفظ والتلاوة آآ يعني يقاس يقاس الانجاز مثلا بعدد الحفاظ مثلا اه يعمل معارضة بين حفظ القرآن وبين دراسة العلم او حتى بين العمل او حتى مع مع الدعوة مثلا او او ما الى ذلك - 00:50:30
آآ يقصر الانسان مثلا لسنوات حتى يضبط الفاظ القرآن حفظا آآ وكأن هذا هو الشيء الذي لا يمكن للانسان ان يعمل غيره الا اذا اتمه وهذا ليس هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:51:07
مع التسليم بان الحفظ شيء شريف حفظ القرآن لا يختلف في انه معنى شريف قد جاء به القرآن وجاءت به السنة وهو امر شريف لا يختلف في شرفه بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم - 00:51:31
طبعا ركز على اوتو العلم ايضا ولكن ان ان ينتقل للمركز والثقل اليه فهذا حقيقة فيه اشكال كبير والاثار المعارضة لهذا تغيير للمركز كثيرا منها الاثر المشهور كلام جندب رضي الله عنه كنا - 00:51:50
غلمان الحزاورة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمنا الايمان قبل ان نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به ايمانا وكلام ابن عمر المشهور آآ كنا اذا آآ قرأنا القرآن لم نتجاوز عشر ايات حتى نعلم او نتعلم ما فيهن من العلم - 00:52:13
عمل وآآ الى اخره من النصوص الكثيرة المعروفة والمواقف المشهودة في هذا آآ المعنى. ونحن نرى جميعا الاشكالات المترتبة على قولبة العلاقة مع القرآن في قضية الحفظ فنحن نرى الاشكالات بادية يعني - 00:52:36
آآ بحيث انه يعني حتى الطالب يشعر انه اذا وصل الى انه اتم حفظ القرآن وضبطه انه قد وصل وبلغ فايش ايش المسألة الثانية او ايش الخطوة الثانية؟ الخطوة الثانية يصير محفظ - 00:52:58
خلاص هو خلاص انتهى الان وصل انتهى وظبط يلا الان ايش دورك؟ دورك الان انك انت تصير محفظ وتستمر العجلة بهذه الطريقة وهذا حقيقة في اشكال في الحفظ كما انه مهم فالعمل والتدبر اهم منهما ولا شك انه هذا لا يعارض هذا - 00:53:14
فلا يترك الحفظ ايضا دعوة الفهم والعلم ولكن اذا حصل التزاحم الحقيقي الفهم والتدبر او الفهم والتدبر والعمل اولى من الحفظ طيب ثم قال فليس شيء انفع للعبد في معاشه ومعاده واقرب الى نجاته من تدبر القرآن واطالة التأمل - 00:53:36
وجمع وجمع فيه الفكر آآ على معاني اياته فانها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما وعلى طرقاتهما واسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل اهلهما اه تل في يده تل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافع - 00:54:03
وتثبت او تثبت قواعد الايمان في قلبه وتشيد او تشيد بنيانه وتوطد اركانه وتريه صورة الدنيا والاخرة والجنة نت والنار في قلبه وتحضره بين الامم وتريه ايام الله فيهم وتبصره مواقع العبر - 00:54:31
وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته واسماؤه وصفاته وافعاله وما يحبه ما يبغضه وصراطه الموصل اليه وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه وقواطع الطريق وافاته وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الاعمال ومصححاتها وتعرفه طريق اهل الجنة - 00:54:49
واهل النار واعمالهم واحوالهم وسيماهم ومراتب اهل السعادة واهل الشقاوة واقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه وافتراقهم فيما يفترقون فيه وبالجملة تعرفه الرب المدعو اليه وطريق الوصول اليه وما له من الكرامة اذا قدم عليه - 00:55:14
وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة امور اخرى. ما يدعو اليه الشيطان والطريق الموصلة اليه تعرفه ثلاثة امور اخرى ما يدعو اليه الشيطان والطريقة الموصلة اليه وما للمستجيب لدعوته من الاهانة والعذاب بعد الوصول - 00:55:37
اليهم يعني هذي الستة امور كأنها خلاصة موضوعات القرآن هذي الستة امور كانها خلاصة موضوعات القرآن معرفة الرب وطريق الوصول اليه وما للانسان من الكرامة اذا قدم عليه والثلاثة الاخرى - 00:55:56
ما يدعو اليه الشيطان والطريق الموصل اليه وما للمستجيب لدعوته من الاهانة والعذاب بعد الوصول اليه. فهذه ستة امور ضروري معرفتها ومشاهدتها ومطالعتها فتشهده الاخرة حتى كأنه فيها وتغيب وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها. وتميز له بين الحق والباطل في كل ما اختلف فيه العالم - 00:56:16
فتريه الحق حقا والباطل باطل وتعطيه فرقانا ونورا يفرق به بين الهدى والضلال والغي والرشاد وتعطيه قوة في قلبه وحياة وسعة وانشراحا وبهجة وسرورا فيصير في شأن والناس في شأن اخر. فان معاني القرآن دائرة - 00:56:44
على التوحيد وبراهينه. والعلم بالله وماله من اوصاف الكمال وما ينزه عنه من سمات النقص وعلى الايمان بالرسل وذكر براهين صدقهم وادلة صحة نبوتهم والتعريف بحقوقهم وحقوق مرسلهم وعلى الايمان - 00:57:04
بالملائكة بملائكته وهم رسله في خلقه وامره وتدبيرهم الامور او تدبيرهم الامور باذنه ومشيئته وما جعلوا عليه من اه امر العالم العلوي والسفلي وما يختص بالنوع الانساني منهم. من حين - 00:57:20
يستقر في رحم امه الى يوم يوافي ربه ويقدم عليهم. وهو يقدم عليه. وعلى الايمان باليوم الاخر وما اعد الله فيه لاوليائه من دار النعيم المطلق. التي لا يشعرون فيها بالم ولا نكد وتنغير - 00:57:36
وما اعد لاعدائه من دار العقاب الوبير التي لا يخالطها سرور ولا رخاء ولا راحة ولا فرح وتفاصيل ذلك اتم تفصيل وبيان وابينه. وعلى تفاصيل الامر والنهي والشرع والقدر والحلال والحرام والمواعظ والعبر والقصص والامثال والاسباب والحكم - 00:57:51
والمبادئ والغايات في خلقه وامره فلا تزال معانيه تنهض تنهض العبد الى ربه او تنهض العبد الى ربه بالوعد الجميل وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبير وتحثه على التضمر والتخفف للقاء اليوم الثقيل وتهديه في ظلم الاراء والمذاهب الى - 00:58:11
السبيل وتصده عن اقتحام طرق البدع والاضاليل وتبعثه عن الازدياد من النعم بشكر ربه الجليل وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل وتثبت او تثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل وتسهل عليه - 00:58:31
امور الصعاب والعقبات الشاقة غاية التسهيل وتناديه كلما فترت عزماته وونى في سيره تقدم تقدم في الركن قدم الركب وفاتك الدليل فاللحاق اللحاق والرحيل الرحيل وتحدو به وتسير امامه سير الدليل وكلما خرج عليه كمين من كمائن - 00:58:51
او قاطع من قطاع الطريق نادته الحذر الحذر فاعتصم بالله واستعن به وقل حسبي الله ونعم الوكيل ومن تأمل لأ وفي تأمل القرآن وتدبره وتفهمه اضعاف اضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد - 00:59:11
وبالجملة فهو اعظم الكنوز قل اسمه الغوص بالفكر الى قرار معانيه ثم قال فصل واما مفسدات القلب الخمسة فهي التي اشار اليها من كثرة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام - 00:59:29
وهذه الخمسة من اكبر مفسدات القلب ونذكر اثارها التي اشتركت فيها وما تميز به كل واحد منها اعلم ان القلب يسير الى الله عز وجل والدار الاخرة ويكشف عن طريق الحق ونهجه وافات النفس والعمل. وقطاع طريق بنوره وحياته - 00:59:49
يكشف عن طريق الحق ونهجه وافات النفس والعمل وقطاع الطريق بنوره وحياته وقوته وصحته وعزمه وسلامة سمعه وبصره وغيبة الشواغل والقواطع عنه. وهذه الخمسة تطفئ نوره وتعور او وتعور عين بصيرته - 01:00:12
قيل سمعه ان لم تصمه وتبكمه. وتضعف قواه كلها وتوهن صحته وتفتر عزيمته وتوقف همته وتنكسه الى ورائه هذي الامور الخمسة المفسدات ومن لا شعور له بهذا فميت القلب. وما لجرح بميت ايلام. فهي عائقة له عن نبل كماله. قاطعة - 01:00:32
له عن الوصول الى ما خلق له وجعل نعيمه وسعادته وابتهاجه ولذته في الوصول او وجعل نعيمه وسعادته وابتهاجه ولذته في الوصول اليه فانه لا نعيم له ولا لذة ولا ابتهاج ولا كمال الا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره والفرح والابتهاج بقربه والشوق الى لقائه والشوق الى لقائه - 01:00:57
هذه جنته العاجلة كما انه لا نعيم له في الاخرة ولا فوز الا بجواره في دار النعيم في الجنة الاجلة فله جنتان لا يدخل الثانية منهما ان لم يدخل الاولى. وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول ان في الدنيا جنة. من لم يدخلها لم يدخل جنته - 01:01:18
الاخرة. وقال بعض العارفين انه ليمر بالقلب اوقات اقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب وقال بعض المحبين مساكين اهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا اطيب ما فيها. قالوا وما اطيب ما فيها؟ قال محبة الله والانس به - 01:01:38
والشوق الى لقائه والاقبال عليه والاعراض عما سواه او نحو هذا الكلام. وكل من له قلب حي يشهد هذا ويعرفه ذوقا وهذي الاشياء الخمسة قاطعة عن هذا قاطعة عن هذا. حائلة بين القلب وبينه عائقة له عن سيره ومحدثة له امراضا وعلنا ان لم يتداركها. ان لم يتداركها - 01:01:58
مريضه خيف عليه منها فاما ما تؤثره كثرة الخلطة هذا الخلطة هذي الاول طبعا الخلطة مقصود مخالطة الناس وهنا يتكلم عن الكثرة فامتلاء القلب من دخان انفاس بني ادم حتى يسود - 01:02:24
هذا ما تورثه. امتلاء قلب من القلب من دخان انفاس بني ادم حتى اسود ويوجب له تشتت وتفرقا وهما وغما وظعفا وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء - 01:02:39
واضاعة مصالحه والاشتغال عنها بهم وبامورهم وتقسم وتقسم وتقسم فكره في اودية مطالبهم واراداتهم فماذا يبقى منه لله والدار الاخرة هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ودفعت من نعمة وانزلت من محنة وعطلت من منحة واحلت من رزية واوقعت - 01:02:51
في بلية وهل افة الناس الا الناس؟ وهل كان وهل كان على ابي طالب عند الوفاة اضر من قرناء السوء لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الابد - 01:03:16
وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا وقضاء وتر بعضهم من بعض تنقلب اذا حقت الحقائق عداوة وبعض المخالط عليها ويعض المخالط عليها يديه ندما كما قال تعالى ويوم - 01:03:33
عض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذته مع الرسول سبيلا. يا ويلتها ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر. بعد اذ جاءني. اه وقال تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم - 01:03:54
ببعض عدو الا المتقين اه ثم قال والضابط النافع في امر الخلطة ان يخالط الناس في الخير الجمعة والجماعة والاعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة. ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات - 01:04:07
فان دعت الحاجة الى خلطتهم في الشر ولم يمكنه اعتزالهم فالحذر الحذر ان يوافقهم وليصبر على اذاهم فانهم لابد ان يؤذوه وان لم يكن له قوة ولا ناصر ولكن اذى يعقبه يعقبه او يعقبه عز ومحبة له وتعظيم وثناء عليه منهم - 01:04:25
ومن المؤمنين ومن رب العالمين وموافق وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له ومقت وذم منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين. فالصبر على اذاهم خير واحسن عاقبة واحمد مآلا. وان دعت الحاجة الى خلطتهم في فضول المباحات فليجتهد ان يقلب ذلك المجلس طاعة لله ان امكانه - 01:04:44
ويشجعوا نفسه ويقوي قلبه ولا يلتفت للوالد الشيطاني القاطع له عن ذلك بان هذا رياء ومحبة آآ لاظهار بان هذا رياء ومحبة لاظهار علمك وحالك ونحو ذلك فليحاربه وليستعن بالله ويؤثر فيهم او يؤثر فيهم يؤثر فيهم الخير ما امكنه. فان اعجزته المقادير عن ذلك فليسل قلبه من بينهم - 01:05:04
كسل الشعرة اه من العجين. ثم قال فصل المفسد الثاني من مفسدات القلب ركوبه بحر التمني وهو بحر لا ساحل له وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم كما قيل ان المنى رأس اموال المفاليس - 01:05:24
بضاعة ركابه آآ مواعيد الشياطين وخيرات المحال والبهتان فلا تزال امواج الامان الكاذبة والخيالات الباطلة تتلاعب كمان تتلاعب الكلاب بالجيفة ثم يقول وصاحب الهمة العلية امانيه حائمة حول العلم والايمان - 01:05:40
الذي يقربه الى الله ويدنيه من جواره فاماني هذا ايمان ونور وحكمة واماني اولئك خدع وغرور بعد ان ذكر آآ من من امانيه السفلية خسيسة وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم متمني الخير وربما جعل اجره في بعض الاشياء كاجر فاعله. كالقائل لو ان الاي مالا لعملت بعمل فلان الذي يتقي في ماله - 01:06:02
ربه ويصل فيه رحمه ويخرج او يخرج منه حقه. وقال هما في الاجر سواء ثم قال المفسد الثالث من مفسدات القلب التعلق بغير الله تبارك وتعالى وهذا اعظم مفسداته على الاطلاق - 01:06:25
وهذا اعظم مفسداته على الاطلاق فليس عليه اي على القلب اضر من ذلك فليس عن قلبي اضر من ذلك ولا اقطع له عن مصالحه وسعادته آآ فليس فليس عليه اضر من ذلك ولا اقطع له عن مصالحه وسعادته منه فانه اذا تعلق بغير الله وكله الله الى ما تعلق به - 01:06:43
وخذله من جهة ما تعلق به. وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره. والتفاته الى سواه فلا على نصيبه من الله حصل ولا الى ما امله ممن تعلق به وصل - 01:07:09
قال الله تعالى واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عزا كلا. سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا وقال تعالى واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون فاعظم الناس خذلانا ان تعلق بغير الله - 01:07:24
فانما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه اعظم مما حصله مما حصله ممن تعلق به. وهو معرض للزوال والفوات وهو ومثل ومثل المتعلق بغير الله كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت اوهن البيوت. وبالجملة فاساس الشرك - 01:07:42
وقاعدته التي بنى عليها او البني عليها التعلق بغير الله ولصاحبه الذم والخذلان طيب فصل المفسد الرابع من مفسدات القلب الطعام حنا نختم ان شاء الله مع نهاية مفسدات القلب بقية ثلاث صفحات فقط - 01:08:03
قال والمفسد له من ذلك نوعان احدهما اه ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات وذكر الميتة ولحم الخنزير ثم قال والثاني وهو الذي يعني قصده بالاساس هنا ما يفسده بقدره وان كان كلا النوعين طبعا مقصودان في فساد القلوب لكن عادة اللي يحتاج تنبيه هو الثاني - 01:08:21
ما يفسده بقدره وتعدي حده كالاسراف في الحلال والشبع المفرط. فانه يثقله عن الطاعات ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها. فاذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها والتأدي بثقلها. وقوى عليه اه - 01:08:43
مواد الشهوة وطرق مجال الشيطان وسعها او وطرق مجاري الشيطان ووسعها وطرق مجاري الشيطان وسعها فانه يجري من ابن ادم مجرى الدم فالصوم يضيق مجاريه ويسد عليه طرقه والشبع اه يطرقها او يطرقها ويوسعها. ومن اكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا - 01:09:03
وفي الحديث المشهور ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه. فان كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لاشرابه وثلث لنفسه. ويحكى ان ابليس لعنه الله عرض ليحيى ابن زكريا عليهما الصلاة والسلام فقال له - 01:09:25
فقال له يحيى هل نلت مني شيئا قط؟ قال لا الا انه قدم اليك الطعام ليلة فشهيته اليك حتى شبعت منه فنمت عن وردك فقال يحيى لله علي الا اسمع من طعام ابدا فقال ابليس وانا لله علي الا انصح ادميا ابدا - 01:09:47
المفسد الخامس كثرة النوم فانه يميت القلب ويثقل البدن ويضيع الوقت ويورث كثرة الغفلة والكسل ومنه المكروه جدا ومنه الضار غير النافع للبدن. وانفع النوم ما كان عند شدة الحاجة اليه ونوم اول الليل احمد - 01:10:07
انفع من اخره ونوم وسط النهار انفع من طرفيه. وكلما قرب النوم من من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره ولا سيما نوم العصر والنوم او بالنهار الا لسهران ومن المكروه عندهم - 01:10:26
النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس فانه وقت غنيمة وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو صاروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس - 01:10:41
فانه اول النهار مفتاحه واقتصد الارزاق وحصول القسم وحلول البركة ومنه ينشأ النهار وينسحب حكم جميعها الى حكم تلك الحصة فينبغي ان يكون نومها كنوم المضطر. وبالجملة اعدل النوم وانفعه نوم نصف الليل الاول وسدسه الاخير وهو مقدار ثمان ساعات وهذا اعلى من النوم عند الاطباء وما زاد عليه او نقص منه اثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسب - 01:11:00
ومن النوم الذي لا ينفع ايضا النوم اول الليل عقب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكرهه فهو مكروه شرعا وطبعا وكما ان كثرة - 01:11:20
النوم مورث لهذه الافات فمدافعته وهجره مورس لعفاة اخرى عظام. من سوء المزاج ويبسي وانحراف النفس وجفاف الرطوبات على الفهم والعمل ويورث امراض الموت لامراضا متلفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها. وما قام - 01:11:30
الا بالعدل فمن اعتصم به فقد اخذ بحظه من مجامع الخير وبالله المستعان وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وغدا ان شاء الله ندخل في منزلة الاعتصام - 01:11:50
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لك الحمد على ان وفقتنا للاستمرار في هذا التدارس العلمي والايمان اليومي في هذا الشهر الكريم - 00:00:00
اه والذي اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعله شهر خير وبركة علينا وعلى الامة الاسلامية وان يفرج هم المهمومين وينفس كرب المكروبين وينصر عباده المؤمنين في كل مكان نستعين بالله سبحانه وتعالى في افتتاح هذا المجلس - 00:00:21
الذي هو المجلس السادس من مجالس اه القراءة وبيان بعض المقاصد المتعلقة بي كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله يعني حقيقة انا رأيت انه الطريقة آآ فيها انجاز جيد احنا الحمد لله انهينا مجلد اه المجلد الاول في خمسة اه - 00:00:44
ايام او في خمس جلسات فلعل الله سبحانه وتعالى يسهل بعد ما ننتهي من مدارج السالكين ممكن نستمر في هذي الطريقة انه ناخذ من الكتب الكبيرة ونقرأها بهذي الطريقة بحيث انه احنا - 00:01:09
يعني نمر على مجموعة كتب آآ فنتدارسها بهذه الطريقة اللي هي آآ اقل من الشرح واقل من التعليق التفصيلي وانما آآ المرور على مقاصد الكتاب مع فك بعظ الامور والاهم هو الربط بين الموضوعات ومضاعفة الكتاب. اه عموما نبدأ في من حيث انتهينا نحن انتهينا من منزلة التوبة - 00:01:23
في اخر مجلس. ثم قال الامام ابن القيم منزلة الانابة قال ابن القيم رحمه الله قد علمت ان من نزل في منزل التوبة وقام في مقامها نزل في جميع منازل الاسلام - 00:01:49
فان التوبة الكاملة متضمنة لها وهي مندرجة فيها ولكن لابد من افرادها بالذكر والتفصيل تبينا لحقائقها وخواصها وشروطها فاذا استقرت قدمه في منزل التوبة نزل بعده منزل الانابة وقد امر الله تعالى بها في كتابه واثنى على خليله بها فقال وانيبوا الى ربكم وقال ان ابراهيم لحليم اواه - 00:02:04
منيب واخبر ان اياته انما يتبصر بها ويتذكر اهل الانابة فقال افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها الى ان قال تبصرة وذكرى لكل عبد منيب وقال تعالى هو الذي يريكم اياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر الا من ينيب. وقال تعالى منيبين اليه واتقوه - 00:02:30
اقيموا الصلاة فمنيبين منصوب على الحال من الضمير المستكن في قوله فاقم وجهك لان هذا الخطاب له ولامته اه ثم قال وقال عن نبيه داوود فاستغفر ربه وخر راكعا وانام - 00:02:56
واخبر ان ثوابه وجنته لاهل الخشية والانابة فقال وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد. هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام. واخبر سبحانه ان البشرى منه انما هي لاهل الانابة - 00:03:11
فقال والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا الى الله لهم البشرى الان هذي الطريقة التي يسلكها ابن القيم هي من افضل الطرق في تصور آآ الموضوعات الشرعية والاسماء الشرعية ان يجمع ما قيل فيها في كتاب الله سبحانه وتعالى - 00:03:32
وهذي طريقة النظائر التي يعني ربما سمعتموها كثيرا اه سمعتوني اكررها كثيرا لان الانسان اذا تكلمت عن الانابة واخذت فيها تعريفا لاحد العلماء فقط دون ان تتصور موارد الانابة في كتاب الله سبحانه وتعالى سيكون التصور ناقصا ولو كان هناك تعريف - 00:03:51
ولو كان هناك من التعريفات النظرية ما كان تعريفا آآ تفصيليا جامعا مانعا لكن لن يكون تصورك لقضية الانابة مثل ما لو استعرضت الايات القرآنية في هذه القضية وهذا هذه لتكن آآ يعني دائمة - 00:04:14
في كل من يريد ان يفقه موضوعا من موضوعات اه القرآن الكريم او موضوعا من موضوعات الاسماء الشرعية او موضوعا من موضوعات الحقائق الايمانية ثم قال والانابة انابتان انابة لربوبيته وهي انابة المخلوقات كلها يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر قال الله تعالى واذا مس الناس ضرون - 00:04:31
دعوا ربهم منيبين اليهم. ثم قال والانابة الثانية انابة اوليائه وهي انابة لالهيته. انابة عبودية ومحبة وهي تتضمن اربعة امور هذا الكلام مهم وهي تتضمن اربعة امور محبته والخضوع له والاقبال عليه والاعراض عما سواه - 00:04:54
فلا يستحق اسم المنيب الا من اجتمعت فيه هذه الاربع وتفسير السلف لهذه اللفظة يدور على ذلك محبة المحبة والخضوع والاقبال الاقبال على الله والاعراض عما سواه وفي اللفظة معنى الاسراع والرجوع والتقدم والمنيب الى الله المسرع الى مرضاته. الراجع اليه في كل وقت المتقدم الى محابه - 00:05:18
طيب ثم ذكر كلام صاحب المنازل ثم قال لما كان التائب قد رجع الى الله بالاعتذار والاقلاع عن معصيته كان من تتمة ذلك رجوعه اليه بالاجتهاد والنصح في طاعته كما قال الا من تاب وامن وعمل صالحا وقال الا الذين تابوا واصبحوا - 00:05:44
فلا تنفع توبة وبطالة بل لا بد من توبة وعمل صالح ترك لما يكره وفعل لما يحب تخل عن معصيته وتحل بطاعته الان هو كأنه يريد القول انه انه ترى الانابة تأتي بعد التوبة - 00:06:06
والتوبة اذا كانت اقلاعا عن آآ طريق سيء او اقلاع عن معاصي فان الانابة هي زيادة في الاقبال فكأنها يعني الا الذين تابوا واصلحوا كأن الانابة تأتي هنا في محل اصلحوا - 00:06:24
يعني تابوا ثم توجهوا مزيدا من او اقبلوا مزيد اقبال واسرعوا في اقبالهم على الله سبحانه وتعالى واكثروا من العمل الصالح واستمروا في رجوعهم الى الله فكأن هذا هو المعنى الزائد - 00:06:44
اه الانابة. ثم ذكر قضية الوفاء بالعهد اه مع الله سبحانه وتعالى وقال فما فما اناب الى الله من خان عهده به كما انه لم ينب اليه من لم يدخل تحت عهده فالانابة لا تتحقق الا بالتزام العهد والوفاء به - 00:07:00
اه قال صاحب المنازل والرجوع اليه حالا كما رجعت اليه اجابة. اي هو سبحانه قد دعاك فاجبته بلبيك لديك قولا فلابد من الاجابة حالا تصدق به المقال فان الاحوال تصدق الاقوال او تكذبها وكل قول فلصدق - 00:07:20
وكذبه شاهد من حال قائله. فكما رجعت الى الله اجابة بالمقال فارجع اليه اجابة بالحال. قال الحسن ابن ادم لك قول وعمل وعملك اولى بك من قولك ولك سريرة وعلانية وسريرتك املك بك من علانيتك - 00:07:40
طيب اه ثم اه ننتقل الى صفحة احداش في المجلد الثاني قال اذا صفت له الانابة الى ربه تخلص من الفكرة في لذة الذنب اذا صفت له الانابة الى ربه تخلص من من الفكرة في لذة الذنب - 00:08:01
وعاد مكانها الما وتوجعا لذكراه. والفكرة فيه. فما دامت لذة الفكرة فيه موجودة في قلبه فانابته غير صافية فما دامت لذة الفكرة فيه موجودة في قلبه فانابته غير صافية. فان قيل اي الحالين اعلى؟ حال من يجد لذة الذنب في - 00:08:26
به فهو يجاهدها لله ويتركها من خوفه ومحبته واجلاله. او حال من ماتت لذة الذنب في قلبه. وصار مكانه الما وتوجعا وطمأنينة الى ربه وسكونا اليه والتذاذا بحبه وتنعما بذكره. قيل هذا اكمل وارفع وغاية صاحب - 00:08:47
المجاهدة ان يجاهد نفسه حتى يصل الى مقام هذا ومنزلته. ولكنه يتلوه في المنزلة والقرب ومنوط به. فان قيل فاين اجر مجاهدة صاحب اللذة وتركه محابه لله وايثاره رضا الله على هواه. وبهذا كان النوع الانساني افضل من النوع الملكي عند اهل السنة - 00:09:07
وكانوا خير البرية والمطمئن قد استراح من الم هذه المجاهدة وعوفي منها فبينهما من التفاوت ما بين درجة المعافى والمبتلى قيل النفس لها ثلاثة احوال الامر بالذنب ثم اللوم عليه والندم منه ثم الطمأنينة الى ربها والاقبال بكليتها عليه. وهذه الحال اعلى - 00:09:27
احوالها وارفعها وهذه الحال اعلى احوالها وارفعها وهي وهي التي يشمر اليها المجاهد وما يحصل له من ثواب مجاهدته وصبره فهو لتشميله الى درجة الطمأنينة الى الله. فهو بمنزلة راكب القفار والمهام والاهواء - 00:09:47
ليصل الى البيت فيطمئن قلبه برؤيته والطواف به. والاخر بمنزلة من هو مشغول به طائف وقائما وراكعا وساجدا ليس له دفاعة الى غيره فهذا مشغول بالغاية وذاك بالوسيلة وكل له اجر ولكن بين اجر الغايات واجر الوسائل بون وما يحصل - 00:10:06
للمطمئن من الاحوال والعبودية والايمان فوق ما يحصل لهذا المجاهد نفسه في ذات الله وان كان اكثر عملا فقدر عملي المطمئن المنيب بجملته اعظم وان كان هذا المجاهد اكثر عملا - 00:10:26
وان كان هذا المجاهد اكثر عملا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء هذا الكلام مهم جدا جدا يقول فما سبق الصديق رضي الله عنه الصحابة بكثرة عمل وقد كان فيهم من هو اكثر صياما وحجا وقراءة وصلاة منه ولكن بامر اخر - 00:10:40
قام بقلبه حتى ان افضل الصحابة كان يسابقه ولا يراه الا امامهم. ولكن عبودية مجاهد نفسه على لذة الذنب والشهوة قد تكون اشق ولا يلزم من مشقتها تفضيلها في الدرجة - 00:10:57
ولا يلزم من مشقتها تفضيلها في الدرجة فافضل الاعمال الايمان بالله والجهاد اشق منه وهو تاليه في الدرجة. ودرجة الصديقين اعلى من درجة المجاهدين والشهداء وفي آآ مسند الامام احمد من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الشهداء فقال ان اكثر شهداء امتي لاصحاب الفرس - 00:11:13
ورب قتيل بين الصفين الله اعلم بنيته هذا الكلام يختلف عن الكلام الذي ذكرناه في منزلة التوبة. الذي ذكره ابن القيم في منزلة التوبة لو تتذكر انه ايهما افضل الشخص الذي يعني يسير في طريق الطاعة دائما ولم يقع - 00:11:33
في ذنب آآ يقصد يعني لم يقع في في في معصية واضحة تكسر قلبه وما الى ذلك. او من وقع ثم تاب وما كذلك آآ هنا هذه المسألة اخرى آآ - 00:11:56
فمن وقع في ذنب ثم تاب هو يدخل في هذه في حالة من كره اليه الذنب يعني هنا مسألتان المسألة الاولى ذكرتها قبل قليل المسألة الثانية هي التي في موضع الانابة اللي هي ايهما افضل؟ من يجد لذة - 00:12:13
المعاصي والشهوات المحرمة ويجاهد نفسه لتركها او من تجاوز هذه المرحلة وصار كل همي وتفكيره في دائرة الطاعة وصارت تلك الشهوات المحرمة في قلبه مبغضة هو لا يلتفت اليها اصلا - 00:12:31
ايهما افضل في السورة الاولى حقت التوبة يقول لك لا اللي انكسر قلبه وصار متذللا لله بسبب معصيته افضل هذاك في المنزل توبة. اما هنا يقول لك الذي لا يلتفت قلبه الى مثل هذه وصارت المعاصي ابغض اليه وما الى ذلك هو افضل - 00:12:51
افضل يقول لك بينهم بون شاسع طبعا هذا اللي صار افضل ما يمنع انه يكون سابقا قد وقع في ذنب ثم صارت هذه حاله فبين الحالتين فرق وليس نفس الحالة - 00:13:12
طيب اه ثم ننتقل يقال فصل من علامات الناب ترك الاستهانة سنتجاوز هذا هذا الفصل وايضا سنتجاوز الذي بعده ننتقل الى منزلة التذكر منزلة التذكر. قال رحمه الله فصل منزلة التذكر ثم ينزل القلب منزلة التذكر وهي قرين الانابة - 00:13:26
قال الله تعالى وما يتذكر الا من ينيب. وقال تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. حقيقة ترتيب المنزل يعني ذكر التذكر بعد الانابة ترتيب جميل للجمع الموجود بينهما في الايتين. وما يتذكر الا من ينيب والاية تبصرة وذكرى - 00:13:53
تبصرة وذكرى لكل عبد منيب وهو من خواص اولي الالباب كما قال تعالى انما يتذكر اولو الالباب. وقال تعالى وما يذكر الا اولو الالباب والتذكر والتفكر منزلان يثمران انواع المعارف. وحقائق الايمان والاحسان. والعارف لا يزال يعود بتفكيره بتفكره - 00:14:14
على تذكره وبتذكره على تفكره حتى يفتح قفل قلبه باذن الفتاح العليم. قال الحسن البصري ما زال اهل العلم يعودون بالتذكر يعني التفكر وبالتفكر على التذكر ويناطقون القلوب حتى نطقت - 00:14:35
قال صاحب المنازل التذكر فوق التفكر لان التفكر طلب والتذكر وجود والتذكر وجود. نريد ان التفكر التماس الغايات من مبادئها. كما قال التفكر تلمس البصيرة لاستدراك البغية. واما قوله التذكر وجود فلانه - 00:14:51
يكون فيما قد حصل بالتفكر ثم غاب عنه بالنسيان فاذا تذكره وجده فظفر به. والتذكر تفاعل من الذكر وهو ضد النسيان وهو حضور صورة المذكور سورة المذكور العلمية في القلب واختير له بناء التفاعل تفاعل يعني هذا الوزن تذكر تفاعل لحصوله بعد مهلة وتدرج - 00:15:08
التبصر والتفهم والتعلم التي تدل على يعني المعالجة او وجود المهلة والتدرج في حصولها كما قال ابن القيم ومنزلة التذكر من التفكر منزلة حصول الشيء المطلوب بعد التفتيش عليه. ولهذا كانت ايات الله المتلوة والمشهود ذكرى. كما قال في المتلوه ولقد - 00:15:32
اتينا موسى الهدى واورثنا بني اسرائيل الكتاب هدى وذكرى لاولي الالباب وقال في اياته المشهودة فلم ينظر الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج - 00:15:56
بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. فالتبصرة الة البصر والتذكرة الة الذكر وقرن بينهما وجعلهما لاهل الانابة تبصرة وذكرى لكل عبد منيب لان العبد اذا اناب الى الله ابصر مواقع الايات والعبر - 00:16:10
فاستدل بها على ما هي ايات له. فزال عنه الاعراض بالانابة والعمى بالتبصرة والغفلة كرة هذا نص مهم جدا يقول لان العبد اذا اناب الى الله ابصر مواقع الايات والعبر - 00:16:32
فاستدل بها على ما هي ايات له فزال عنه الاعراض بالانابة والعمى بالتبصرة والغفلة بالتذكرة لان التبصرة توجب له حصول صورة المدلول في القلب بعد غفلته عنها فترتيب المنازل الثلاثة احسن ترتيب ثمان كلا منهما يمد صاحبه ويقويه ويثمره - 00:16:51
آآ وقال في اياته المشهودة وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم اشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص؟ ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد - 00:17:19
والناس ثلاثة رجل قلبه ميت فذلك الذي لا قلب له فهذا ليست ليست هذه الاية ذكرى في حقه يعني هو الان يعلق على قول الله سبحانه وتعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد لانه حتى بعد قليل سيفصل في قضية القى السمع - 00:17:34
وهو شهيد اه الثاني رجل له قلب حي مستعد لكنه غير مستمع للايات المتلوة التي يخبر الله بها عن الايات المشهودة اما لعدم ورودها او لوصولها اليه ولكن قلبه مشغول عنها - 00:17:53
بغيرها فهو غائب القلب ليس حاضرا فهذا ايضا لا تحصل له الذكرى مع استعداده ووجود قلبه. والثالث وهو من قال الله فيه ان في ان في ذلك لذكرى. يقول والثالث رجل حي القلب مستعد تليت عليه الايات - 00:18:09
يطغى بسمعه والقى السمع واحضر قلبه ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه فهو شاهد القلب ملقي السمع فهذا القسم هو الذي ينتفع الايات بالايات المتلوة والمشهودة. فالاول اللي هو ميت القلب بمنزلة الاعمى الذي لا يبصر. والثاني بمنزلة البصير الطامح ببصره الى غير جهة المنظور اليه - 00:18:29
فكلاهما لا يراه. والثالث بمنزلة البصير الذي قد حدق الى جهة المنظور واتبعه بصره وقابله على توسط من البعد قرب فهذا هو الذي يراه. فسبحان من جعل كلامه شفاء لما في الصدور - 00:18:49
ثم الان يأتي الى آآ قضية او القى السمع وهو شهيد هل اه او هنا بمعنى الواو يعني ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب والقى السمع وهو شهيد - 00:19:05
او او هنا اه مختلفة يعني يعني اقصد تدل على معنى مختلف انه او على حالتين انه اما ان يكون له قلب او او يلقي السمع وهو شهيد. ابن القيم طبعا يرجح القول الثاني - 00:19:19
يقول فان قيل فما موقع او من هذا النظم على ما قررت؟ قيل فيها سر لطيف ولسنا نقول انها بمعنى الواو كما يقوله ظاهرية النحاة فاعلم ان الرجل قد يكون له قلب وقاد مليء باستخراج العبر واستنباط الحكم. فهذا قلبه يوقعه على التذكر والاعتبار. فاذا سمع الايات كانت له نورا - 00:19:33
وهؤلاء اكمل خلق الله واعظمهم ايمانا وبصيرة حتى كأن الذي اخبرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهد لهم لكن لم يشعروا بتفاصيله انواعه حتى قيل ان مثل حال الصديق مع النبي صلى الله عليه وسلم كمثل رجلين دخلا دارا فرأى احدهما تفاصيل ما فيها وجزئياته والاخر وقعت يده على - 00:19:54
ما في الدار ولم ير تفاصيله ولا جزئياته. لكن علم ان فيها امور عظيمة لم يدرك بصره تفاصيلها ثم خرج. فسأله عما رأى في الدار فجعل كل ما اخبره بشيء صدقه لما عنده من شواهد - 00:20:14
وهذه اعلى درجات الصديقية. ولا تستبعد ان يمن الله المنان على عبد بمثل هذا الايمان فان فضل الله لا يدخل تحت حصر ولا حسبان. فصاحب هذا القلب اذا سمع الايات وفي قلبه نور من البصيرة ازداد بها نورا الى نوره. فان لم يكن للعبد مثل هذا القلب فالقى السمع - 00:20:27
قل وشهد. قلبه ولم يغب حصل له التذكر ايضا فان لم يصبها وابل فطل. والوابل والطل في جميع الاعمال واثارها وموجباتها. واهل الجنة سابقون مقربون واصحاب ابو يمين وبينهما في درجات التفضيل ما بينهم وما بينهما حتى ان شراب احد النوعين الصرف يطيب به شراب النوع - 00:20:47
اخر ويمزج او يطيب به شراب النوع الاخر ويمزج به مزجا. قال الله تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق. ويهدي الى صراطي العزيز الحميد فكل مؤمن يرى هذا ولكن رؤية اهل اهل العلم له لون او لها لون ورؤية غيرهم له او لها لون - 00:21:13
طيب اه ثم ننتقل الى اه طبعا هو صاحب المنازل قال ابنية التذكر ثلاثة ابنية التذكر ثلاثة الانتفاع بالعظة والاستبصار بالعبرة والظفر بثمرة الفكرة الانتفاع بالعظة والاستبصار بالعبرة والظفر بثمرة الفكرة - 00:21:33
اه سنتجاوز الشرح الاول الذي شرحه ابن القيم ثم ننتقل الى صفحة خمسة وعشرين قال فصل وانما ينتفع صاحب المنازل يقول وانما ينتفع بالعظة بعد حصول او ينتفع بالعظة بعد حصول ثلاثة اشياء - 00:22:08
شدة الافتقار اليها والعمى عن عيب الواعظ وتذكر الوعد والوعيد يقول ابن القيم انما يشتد افتقار العبد الى العظة وهي الترغيب والترهيب اذا ضعفت انابته وتذكره. والا فمتى قويت انابته وتذكره لم تشتد حاجته الى التذكير والترغيب والترهيب - 00:22:24
ولكن تكون الحاجة منه شديدة الى معرفة الامر والنهي. والعظة يراد بها امران الامر والنهي روناني بالرغبة والرهبة ونفس الرغبة والرهبة. فالمنيب المتذكر شديد الحاجة الى الامر والنهي. والمعرض الغافل شديد - 00:22:48
الحاجة الى الترغيب والترهيب والمعارض المتكبر شديد الحاجة الى المجادلة. شوفوا كيف الربط بين هاي الثلاث حالات وبين الاية التالية فجاءت هذه الثلاثة في حق هؤلاء الثلاثة في قوله ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة - 00:23:08
وجادلهم بالتي هي احسن. اطلق الحكمة ولم يقيدها بوصف الحسنة اذ كلها حسنة. ووصف الحسن لها ذاتي. واما الموعظة فقيدها بوصف الاحسان اذ ليس كل موعظة حسنة. وكذلك الجدال قد يكون بالتي هي احسن وقد يكون بغير ذلك. وهذا - 00:23:28
يكتمل ان يرجع الى حال المجادل وغلظته ولينه وحدته ورفقه فيكون مأمورا بمجادلتهم بالحال التي هي احسن. ويحتمل ان تكون صفة لما لما يجادل به من الحجج والبراهين والكلمات التي هي احسن شيء وابينه - 00:23:48
وادله او وادله على المقصود واوصله الى المطلوب والتحقيق وان الاية تتناول النوعين طيب اذا صارت الان اه ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة هذي بالحكمة هذي راجعة الى المقبل المنيب - 00:24:06
والموعظة الحسنة هذي الى صاحب الغفلة وجادلهم بالتي هي احسن هذي الى صاحب العناد او الاعراض او بحيث انه هو يقنع بالجدار آآ يقول واما ما ذكره بعض المتأخرين ان هذه اشارة او ان هذا اشارة الى انواع القياسات في الحكمة هي طريقة - 00:24:26
برهان والموعظة الحسنة طريقة الخطابة والمجادلة بالتي هي احسن طريقة الجدل. طبعا هذه هذه موضوعات منطقية انه انواع القياس المنطقي اه اه او يعني القياس المنطقي له مواد فان كانت مواده يقينية - 00:24:50
وهو القياس البرهاني وان كانت الى اخره يعني عندهم انواع لمواد القياس وعليها يوصف القياس هل هو برهاني او خطابي او جدلي او سفسطي الى اخره يقول من انزل من بعض المتأخرين من الفقهاء - 00:25:06
هذه الاية ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم. من انزلها على هذه الثلاثة انواع من القياس المنطقي اه يقول آآ فتنزيل القرآن على قوانين اهل المنطق - 00:25:22
اليوناني واصطلاحهم ذلك باطل قطعا من وجوه عديدة ليس هذا موضع ذكرها بعد ان شرح هذه المقامات الثلاثة باختصار او طريقة التنزيل باختصار قال تنزيل القرآن على قوانين اهل المنطقة اليوناني واصطلاحهم ذلك باطل قطعا من وجوه عديدة ليس هذا مواضع ذكرها - 00:25:40
ان ممن آآ حاول ذلك ان هو يعني يجعل المنطق اليوناني اصلا في في في التفكير وفي وفي الاستدلال ومن ثم لما له من هذه المكانة. كان يجب ان يكون في القرآن - 00:26:01
ما هو شبيه بذلك وبالتالي الانسان يحاول ان يجد في القرآن آآ ما يتنزل على هذه القوانين المنطقية الامام الغزالي رحمه الله تعالى. في اه اه ايش اسمه كتاب القسطاس المستقيم او الميزان المستقيم - 00:26:18
اه حاول انه ينزل اه القوانين الايات القرآنية على القوانين المنطقية وحصل انتقاد شديد له طبعا من اه غيري واحد من من ابرزهم ابن تيمية رحمه الله تعالى. المهم يقول - 00:26:39
وانما ذكر هذا آآ استطرادا او ذكر هذا استطرادا لذكر العظة وان المنيب المتذكر لا تشتد حاجته اليها حاجة الغافل المعرض فان شديد الحاجة جدا الى العظة ليتذكر ما قد نسيه او لا يتذكر ما قد نسيه فينتفع بالتذكر - 00:26:58
اه صاحب المنازل ايش قال انه مين ينتفع بالعظة؟ ثلاثة اشياء اه او بعد حصول ثلاثة اشياء. شدة الافتقار اليها وتكلمنا عنها وتكلم عنها. ثم قال والعمى عن عيب الواعظ. قال واما العمى عن عيب الواعظ - 00:27:17
فانه اذا اشتغل به حرم الانتفاع بموعظته لان النفوس مجبولة على عدم الانتفاع بكلام من لا يعمل بعلمه ولا ينتفع به وهذا بمنزلة من يصف له الطبيب دواء لمرض به مثله والطبيب معرض عنه غير ملتفت اليه بل الطبيب المذكور عندهم احسن حالا من هذا - 00:27:34
الواعظ المخالف لما يعظ به لانه قد يقوم دواء اخر عنده مقام هذا الدواء. وقد يرى ان به قوة على ترك التداوي. اه بخلاف هذا الواعظ فانما يعظ وبه طريق معين للنجاة لا يقوم غيرها مقامها مقامها. اه ولابد منها ولاجل هذه النفرة قال شعيب - 00:27:55
شعيب عليه السلام لقومه وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه وقال بعض السلف اذا اردت ان يقبل منك الامر والنهي فاذا امرت بشيء فكن اول الفاعلين له والمؤتمرين به واذا نهيت عن شيء فكن اول - 00:28:15
هنا عنه وقد قيل يا ايها الرجل المعلم غيره وهلأ لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء للاستقامة من الضنى ومن الضنى تمسي انت السقيم لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت - 00:28:31
دميمو ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فاذا انتهت عنه فانت حكيموا فهناك يقبل ما تقول ويقتدى بالقول منك وينفع التعليم فالعمى عن عيب الواعظ من شروط تمام الانتفاع بموعظته. طبعا - 00:28:44
اه هذا الكلام اه كلام مهم جدا ولكنه يحتاج الى تفصيل بمعنى انه اه العمى عن عيب الواعظ هذا يجب ان يكون في اه في من حال في من حاله من الوعاظ الاستقامة - 00:29:01
ولكن يكون له زلة يكون له نقص. يكون له خطأ فهنا يجب ان لا يتطلب الكمال في كل واعظ بحيث لا تقبل الموعظة الا من شخص كامل الاستقامة العملية وانما يكفي - 00:29:21
اه صلاح حاله في الجملة استقامته في الجملة اه حسن سيرته في الجملة اه ولكن لا يقال مثل هذا في اه الواعظ الذي اه صار فساده ظاهرا وصار انحرافه وتنكبه عن طريق الحق ظاهرا - 00:29:37
فهنا آآ كون الانسان لا يتأثر بموعظته اه فهذا شيء عادي يعني شيء طبيعي آآ لانه كما قال ابن القيم النفوس مجبولة على عدم الانتفاع بكلام من لا يعمل بعلمه ولا ينتفع به - 00:29:57
آآ طبعا هذا لا لا يعني ايضا عدم قبول الحق اذا جاء من مخالف او اذا جاء من فاسق اتكلم عن قبول بمعنى انه يعني عدم رد الحق عدم رد الحق - 00:30:15
اما التأثر بالموعظة فاذا كان من شخص مشهور بالفساد او معلوم فساده او نفاقه او خيانته او ما الى ذلك من الاعمال فمن الطبيعي الا يتأثر الانسان بموعظته. طيب قال واما تذكر الوعد والوعيد فان ذلك يوجب خشيته والحذر منه. ولا تنفع الموعظة الا لمن امن به اي بالوعد والوعيد - 00:30:30
وخافه ورجاه. قال الله تعالى ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة لاحظوا يعني الاية تكون لمن خاف الوعد والوعيد وقال سيذكر من يخشى. وقال انما انت منذر من يخشاها - 00:30:58
واسرح من ذلك قوله تعالى فذكر بالقرآن من يخاف وعيد الايمان بالوعد والوعيد شرط فالايمان بالوعد والوعيد وذكره شرط في الانتفاع بالعظات والايات والعبر يستحيل حصوله بدونه طيب مم ثم قال صاحب المنازل وهنا سنأتي مسألة تحتاج - 00:31:14
اه الى وقفة يقول وانما تستبصر العبرة بثلاثة اشياء. بحياة العقل ومعرفة الايام والسلامة من الاغراض. الان حتى يعني ايش نكون اه ماشين في الخط كويس. هو لو رجعنا لصفحة اتنين وعشرين يقول ابنية التذكر ثلاثة - 00:31:41
الانتفاع بالعظة والاستبصار بالعبرة والظفر بثمرة الفكرة فالجزء الاول اللي هو الانتفاع بالعظة قال والانتفاع وانما ينتفع بالعظة من بعد حصول ثلاثة اشياء شدة الافتقار اليها والعمى عن عيب الوعظ وتذكر الوعد والعيد. هذا الان كله شرح - 00:32:06
الجزئية الاولى اللي هي الانتفاع بالعظة الان الجزئية الثانية والاستبصار بالعبرة فاخذ يفرع فيها يقول وانما تستبصر العبرة بثلاثة اشياء بحياة العقل ومعرفة الايام والسلامة من الاغراء يقول انما تتميز العبرة وترى وترى وتتحقق بحياة العقل - 00:32:26
والعبرة هي الاعتبار وحقيقتها العبور من حكم شيء الى حكم مثله فاذا رأى من قد اصابته محنة وبلاء لسبب ارتكبه علم ان حكم من ارتكب ذلك السبب كحكمه. وحياة العقل هي صحة الادراك وقوة - 00:32:46
الفهم وجودته وتحقق الانتفاع بالشيء والتضرر به وهي وهو نور يخص الله به من يشاء من خلقه وبحسب تفاوت الناس في قوة ذلك النور وضعفه ووجوده وعدمه يقع تفاوت اذهانهم وافهامهم وادراكاتهم - 00:33:01
ونسبته الى القلب كنسبة النور الباصر الى العين ثم هنا يتكلم عن مسألة يقول ومن تجربات السالكين ومن تجربات السالكين التي جربوها فالفوها صحيحة او فالفوها صحيحة ان من ادمن يا حي يا قيوم لا اله الا انت اورثه ذلك حياة القلب - 00:33:17
عقل وكان شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جدا وقال لي يوما لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب. وكان يشير الى انهما الاسم الاعلى - 00:33:43
اعظم وسمعته يقول من واظب على اربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر يا حي يا قيوم لا اله الا انت برحمتك استغيث حصدت له حياة القلب ولم يمت قلب - 00:34:00
طيب آآ ثم ذكر عدة اسطر فيها آآ ايضا وقفة اخرى طويلة. الان هذا الموضوع آآ او هذه النقطة التي ابن القيم فيها عدة تعليقات التعليق الاول اه ان ان الاشارة الى ان الحي القيوم اه هو الاسم الاعظم - 00:34:16
ويعني اصح ما ورد في في اسم الله الاعظم آآ او الاسم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى هو ما اجتمع فيه يا حي يا قيوم لا اله الا انت كما كما ذكر هنا ابن القيم نتكلم عن الاحاديث الان - 00:34:40
يعني الاحاديث اصح اصح ما ورد هو ما اجتمع فيه يا حي يا قيوم لا اله الا انت آآ وبالتالي اورثه ذلك حياة العقل والقلب هذا مفهوم جدا اه وكذلك يشير الى انهما الاسم الاعظم هذا مفهوم جدا. ثم تأتي قضية انه اه من قال او من واظب على اربعين مرة - 00:34:58
كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر اه فقال هذا الذكر اللي هو يا حي يا قيوم لا اله الا انت برحمتك استغيث حصلت له حياة القلب ولم يمت قلبه - 00:35:21
اه هنا طبعا حصل نقاش اه كثير بين يا طلاب العلم في انه ما الاصل الذي استند عليه ابن تيمية؟ اه في في في هذا التحديد لانه من المعلوم والمستقر - 00:35:30
انه اه الذكر الذي ورد في الشرع لا لا يحدد بزمان ولا بمكان ولا بعدد الا بدليل آآ وانه فرق بين الالتزام الشخصي يعني بحسب يعني ما يصلح لحال الانسان هذا امر فيه واسع - 00:35:45
آآ وبين انه انه يعني يكون الحث عليه آآ فمن هنا حصل حصل نقاش آآ خلنا نقول كثير بين طلاب العلم في هذه الجزئية تحديدا فبعضهم قال هذا كان آآ في - 00:36:05
مرحلة متقدمة وبعضهم وانه ابن تيمية بعدين رجع عن بعض الامور بعضهم قال انه اه مم انه هذا من باب اه من باب التجريب من باب التجريب وليس من باب التشريع - 00:36:21
آآ وباب التجريب اوسع. باب التجريب يعني انسان يجرب ذكر معين له اصل في الشرع ولكن يجربه بكيفية معينة يجد له من الاثر ما يلمسه فعلا على قلبه وحياته. وبالتالي يوصي بهذه التجربة - 00:36:38
ويوصي بها على انها تجربة ولا يوصي بها على انها على انها آآ شيء مشروع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اقرب للتخريجات يعني هذا اقرب ما ما ما يقال في في مثل هذه المسألة - 00:36:59
والله تعالى اعلم اه النقطة الثانية التالية لها وهي اهم اه او لا تقل اهمية قوله ومن علم عبوديات الاسماء الحسنى والدعاء بها وسر ارتباطها بالخلق والامر وبمطالب العبد وحاجاته عرف ذلك وتحققه فان كل مطلوب يسأل - 00:37:17
بالمناسب له فتأمل ادعية القرآن والاحاديث النبوية تجدها كذلك وآآ انا يعني مؤمن تماما انه اذا كان بين السالكين الى الله اه خطوات فارقة بينهم آآ او مقامات آآ تعلو ببعضهم درجات عالية عن الاخرين سواء من جهة العلم بالله او من جهة العمل والسلوك - 00:37:41
ففقه الاسماء الحسنى هو من اعظم من اعظم هذه الامور الفارقة من اعظم هذه الامور العالية التي تعلو بالانسان في في سلوكه الى الله سبحانه وتعالى ولا اشك في ذلك ابدا يعني هذا من اعظم ما يمكن ان يكون للانسان في سلوكه الى الله سبحانه وتعالى - 00:38:13
ولا اقصد بفقه الاسماء الحسنى معرفة معانيها فقط فمعرفة معانيها هي الخطوة الاولى فقط هذي يعني اول خطوة لفقه الاسماء الحسنى ومع الاسف آآ كثير من الطلاب طلاب العلم يظن انه - 00:38:33
كل ما يسمعه عن الاسماء الحسنى معناه ان هو يذهب فيقرأ في معانيها فالان خلاص وصل يعني واذا زاد فيعني يستعمل الدعاء بالاسماء الحسنى في بعض المقامات لكن حقيقة فقه الاسماء الحسنى اكبر من ذلك واعمق من ذلك - 00:38:52
اه بكثير ولذلك هنا نقيم اشارب بنص مركز ولكنه يعني هو مختصر جدا فلم يفصل حقيقة لكن يمكن ان تلتمس في بعض جمله في هذا النص المركز شيئا مما يتجاوز مجرد معرفة معاهد الاسماء الحسنى. فقال ومن علم عبوديات - 00:39:10
عبوديات الاسماء الحسنى والدعاء بها والسر ارتباطها بالخلق والامر وبمطالب العبد وحاجاته عرف ذلك وتحقق فان كل مطلوب يسأل حاسب له فتأمل ادعية القرآن والاحاديث النبوية تجدها كذلك يعني ثم الان اعطاك الوسيلة - 00:39:30
ثم اعطاك الوسيلة آآ التي تصل بها الى الى هذا المعنى العالي جدا اه طبعا هذي الوسيلة هي هي الوسيلة اه ممكن تكون لا اريد ان اقول الوحيدة ولكن هي الوسيلة الاساسية والكبرى - 00:39:52
بالوصول الى فقه الاسماء الحسنى. ما هو ما هي هذه الوسيلة؟ التأمل في ادعية الكتاب والسنة ليس الحفظ التأمل اه التأمل في في الاسماء الحسنى التي ختمت بها الايات وعلاقتها بالايات - 00:40:07
التأمل بارتباط بعض الاسماء بمقامات معينة ذكرت في القرآن ومن ثم ومن ثم استخراج الفقه المتعلق بهذا الربط ومن ثم وهو النتيجة احسان الدعاء بهذه الاسماء الحسنى بحسب الحال والمقام - 00:40:25
الذي يستطيع ان يصل الى هذه الدرجة فهو الذي يسبق غيره في طريق السلوك الى الله سبحانه وتعالى وهو الذي يصل الى الله من من من افضل طريق فعبوديات الاسماء الحسنى هي يعني هي سر - 00:40:46
سر السلوك الى الله سبحانه وتعالى طيب بعدين قال واما معرفة الايام والكلام في معرفة الايام نتجاوزه امر سهل يعني وواضح طيب ثم قال طبعا احنا نرجع مرة ثانية في صفحة آآ اثنين وعشرين قال ابنية التذكر ثلاثة الانتفاع - 00:41:07
بالعظة انتهينا منها الاستبصار بالعبرة انتهينا منها الان الظفر بثمرة الفكرة يقول في الظفر بثمرة الفكرة في صفحة اثنين وثلاثين. وانما تجتنى ثمرة الفكرة بثلاثة اشياء بقصر الامل والتأمل في القرآن وقلة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام - 00:41:29
هذي الاخيرة خمسة اشياء. قلة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام. هذي الاشياء الخمسة عنونها عنون لها ابن القيم بعنوان واحد سماها مفسدات القلوب مفسدات القلوب فصار عندنا اجتناب ثمرة الفكرة بثلاثة اشياء مثل ما قال صاحب المنزل. قصر الامل واحد - 00:41:57
التأمل في القرآن اثنين وقلة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنامة اللي هي اجتناب مفسدات القلوب ثلاثة جميل طيب الاولى ايش؟ قصر الامل. قال فاما قصر الامل فهو العلم بقرب الرحيل وسرعة انقضاء مدة الحياة - 00:42:21
وهو من انفع الامور الى القلب. فانه يبعثه على معافصة الايام. يقول المدافع يعني فانه يبعث على معافسة الايام وانتهاز الفرص التي تمر مر السحاب. ومبادرة طي الصحائف الاعمال ويثير ساكن ازمات - 00:42:41
الى دار البقاء ويحثه او ويثير ساكن ازماته الى دار البقاء ويحثه على قضاء جهاز سفره. وتدارك الفارط ويزهده في الدنيا ويرغبه في الاخرة فيقوم بقلبه اذا داوم مطالعة قصر الامل شاهد من شواهد اليقين يريه فناء الدنيا وسرعة - 00:43:00
وقلة ما بقي منها وانها قد ترحلت مدبرة ولم يبقى منها الا صبابة كصبابة الاناء يتصابها صاحبها. وانه لم يبقى منها الا كما بقي من يوم من يوم صارت شمسه على رؤوس الجبال - 00:43:21
ويريه بقاء الاخرة ودوامها وانها قد ترحلت مقبلة. وقد جاء اشراطها وعلاماتها. وانه من لقائها كمسافر خرج صاحبه يتلقاه فكل منهما يسير الى الاخر فيوشك ان يلتقيا سريعا ويكفي في قصر الامل قوله تعالى افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون - 00:43:37
وقوله تعالى ويوم يحشرهم كان لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم. وقوله تعالى كانهم يوم يرونها لم يلبسوا الا عشية او ضحاها وقوله تعالى قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العادين. قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون. وقوله تعالى كأن - 00:44:04
انهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون وقوله تعالى يتخافتون بينهم الا بالثوم الا عشرة. نحن اعلم بما يقولون اذ يقول امثالهم طريقة ان لبثتم الا يوما. وخطب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:44:28
اصحابه واصحابه يوما والشمس على رؤوس الجبال فقال انه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها الا كما بقي من يومكم هذا. فيما مضى منه ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض اصحابه وهم يعالجون خصا لهم قد وهى فهم يصلحونه فقال ما هذا؟ فقالوا خص لنا قد وها فنحن - 00:44:47
نعالجه فقال ما ارى الامر الا اجل من هذا وقصر الامل بناؤه على امرين تيقنوا زوال الدنيا ومفارقتها توطن تيقن زوال الدنيا ومفارقتها وتيقن لقاء الاخرة وبقائها ودوامها تيقن زوال الدنيا ومفارقتها وتيقن لقاء الاخرة وبقائها ودوامها - 00:45:08
ثم يقايس بين الامرين ويؤثر اولاهما او اولاهما بالايثار طبعا اه قصر الامل اه فيك يعني لك ان تعنون لك ان تعنون اه مرحلة اه او او لك ان ان ان تعنون واحدة من ابرز الشعارات التي كان يرفعها السلف - 00:45:33
المتقدمون في آآ باب السلوك لك ان تقول عنوان قصر الامل يعني قصر الامل من العبارات التي تكثر في كلام آآ السلف الصالح هو من بعدهم من علماء السلوك وممن تكلم في التزكية - 00:46:01
فقصر الامل كانه واحد من الشروط الاساسية لديهم التي لا يستقيم حال الانسان في طريقه الى الله سبحانه تعالى اذا لم يكن لديه استحضار لقصر الامل اه وكما قال ابن القيم قصر الامل قائم على شيئين - 00:46:20
اولا تيقن زوال الدنيا ومفارقتها واتى بايات قرآنية واضحة في تصوير هذا المعنى ثم الامر الاخر تيقن لقاء الاخرة وبقائها ودوامها اه طبعا اه الانسان لمن يقرأ كثيرا في كتب الزهد والرقائق وفي كلام السلف الصالح - 00:46:41
في موضوع في موضوع القصر الامل يحتاج الى توازن ايضا حتى ما ينتقل الى حالة الرهبانية او الى حالة عدم فعل شيء من امور الحياة ودائما وهذه آآ قضية في غاية الخطورة وفي غاية الاهمية - 00:47:07
دائما الميزان الذي يعني يكون هو المسطرة التي يقاس عليها مثل هذه المفاهيم تقاس عليها مثل هذه المفاهيم وتحدث التوازن بين المقولات المختلفة الابواب التي يتلقاها الانسان هو السيرة النبوية - 00:47:29
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العملية هي الميزان الذي تقاس عليه مثل هذه المفاهيم فالانسان اه كما انه يحتاج الى مثل هذي المواعظ في قصر الامل فهو يحتاج ايضا الى النظر في الواقع العملي للنبي صلى الله عليه وسلم حتى ينزل قصر الامل منزله - 00:47:51
آآ فلا يقتطع شيئا دون الاخر او يفهم شيئا بدون ان ان يكمل صورة الفهم هذي قضية في غاية الاهمية وفي غاية الخطورة ايضا. لانه احيانا يحصل سوء فهم كبير للانسان. اذا لم يوازن اه بين هدي - 00:48:15
النبي صلى الله عليه وسلم العملي وبين بعض الاحاديث القولية او من باب اولى بعض المقولات عن آآ السلف او عن الزهاد اول عباد وما الى ذلك اه اذا النقطة الاولى في في جني الفكرة او في اجتناب الفكرة هي قصر الامل. النقطة الثانية التأمل في القرآن - 00:48:34
قال واما التأمل في القرآن فهو تحديق ناظر القلب الى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله وهو المقصود بانزاله لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر. قال الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب - 00:48:57
وقال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ وقال تعالى افلم يتدبروا القول وقال تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال الحسن نزل القرآن ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا - 00:49:22
نزل القرآن ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا وهذا الكلام من الحسن البصري رحمه الله اه هذا الكلام اه له شواهد في فقه الصحابة في التعامل مع القرآن الكريم آآ وهذا - 00:49:45
هذا المعنى اه حصل فيه اختلال في وقتنا بشكل كبير وحصل فيه اختلال في مراحل تاريخية ايضا يعني حين انتقل الاهتمام بالقرآن من ثقل او من مركز كان عليه الصحابة في وقت النبي صلى الله عليه وسلم طبعا ثم بعده - 00:50:08
الى مركز وثقل اخر وهو انه من مركز التدبر والعمل والتفهم والتنزيل الى اه مركز الحفظ والتلاوة آآ يعني يقاس يقاس الانجاز مثلا بعدد الحفاظ مثلا اه يعمل معارضة بين حفظ القرآن وبين دراسة العلم او حتى بين العمل او حتى مع مع الدعوة مثلا او او ما الى ذلك - 00:50:30
آآ يقصر الانسان مثلا لسنوات حتى يضبط الفاظ القرآن حفظا آآ وكأن هذا هو الشيء الذي لا يمكن للانسان ان يعمل غيره الا اذا اتمه وهذا ليس هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:51:07
مع التسليم بان الحفظ شيء شريف حفظ القرآن لا يختلف في انه معنى شريف قد جاء به القرآن وجاءت به السنة وهو امر شريف لا يختلف في شرفه بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم - 00:51:31
طبعا ركز على اوتو العلم ايضا ولكن ان ان ينتقل للمركز والثقل اليه فهذا حقيقة فيه اشكال كبير والاثار المعارضة لهذا تغيير للمركز كثيرا منها الاثر المشهور كلام جندب رضي الله عنه كنا - 00:51:50
غلمان الحزاورة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمنا الايمان قبل ان نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به ايمانا وكلام ابن عمر المشهور آآ كنا اذا آآ قرأنا القرآن لم نتجاوز عشر ايات حتى نعلم او نتعلم ما فيهن من العلم - 00:52:13
عمل وآآ الى اخره من النصوص الكثيرة المعروفة والمواقف المشهودة في هذا آآ المعنى. ونحن نرى جميعا الاشكالات المترتبة على قولبة العلاقة مع القرآن في قضية الحفظ فنحن نرى الاشكالات بادية يعني - 00:52:36
آآ بحيث انه يعني حتى الطالب يشعر انه اذا وصل الى انه اتم حفظ القرآن وضبطه انه قد وصل وبلغ فايش ايش المسألة الثانية او ايش الخطوة الثانية؟ الخطوة الثانية يصير محفظ - 00:52:58
خلاص هو خلاص انتهى الان وصل انتهى وظبط يلا الان ايش دورك؟ دورك الان انك انت تصير محفظ وتستمر العجلة بهذه الطريقة وهذا حقيقة في اشكال في الحفظ كما انه مهم فالعمل والتدبر اهم منهما ولا شك انه هذا لا يعارض هذا - 00:53:14
فلا يترك الحفظ ايضا دعوة الفهم والعلم ولكن اذا حصل التزاحم الحقيقي الفهم والتدبر او الفهم والتدبر والعمل اولى من الحفظ طيب ثم قال فليس شيء انفع للعبد في معاشه ومعاده واقرب الى نجاته من تدبر القرآن واطالة التأمل - 00:53:36
وجمع وجمع فيه الفكر آآ على معاني اياته فانها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما وعلى طرقاتهما واسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل اهلهما اه تل في يده تل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافع - 00:54:03
وتثبت او تثبت قواعد الايمان في قلبه وتشيد او تشيد بنيانه وتوطد اركانه وتريه صورة الدنيا والاخرة والجنة نت والنار في قلبه وتحضره بين الامم وتريه ايام الله فيهم وتبصره مواقع العبر - 00:54:31
وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته واسماؤه وصفاته وافعاله وما يحبه ما يبغضه وصراطه الموصل اليه وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه وقواطع الطريق وافاته وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الاعمال ومصححاتها وتعرفه طريق اهل الجنة - 00:54:49
واهل النار واعمالهم واحوالهم وسيماهم ومراتب اهل السعادة واهل الشقاوة واقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه وافتراقهم فيما يفترقون فيه وبالجملة تعرفه الرب المدعو اليه وطريق الوصول اليه وما له من الكرامة اذا قدم عليه - 00:55:14
وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة امور اخرى. ما يدعو اليه الشيطان والطريق الموصلة اليه تعرفه ثلاثة امور اخرى ما يدعو اليه الشيطان والطريقة الموصلة اليه وما للمستجيب لدعوته من الاهانة والعذاب بعد الوصول - 00:55:37
اليهم يعني هذي الستة امور كأنها خلاصة موضوعات القرآن هذي الستة امور كانها خلاصة موضوعات القرآن معرفة الرب وطريق الوصول اليه وما للانسان من الكرامة اذا قدم عليه والثلاثة الاخرى - 00:55:56
ما يدعو اليه الشيطان والطريق الموصل اليه وما للمستجيب لدعوته من الاهانة والعذاب بعد الوصول اليه. فهذه ستة امور ضروري معرفتها ومشاهدتها ومطالعتها فتشهده الاخرة حتى كأنه فيها وتغيب وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها. وتميز له بين الحق والباطل في كل ما اختلف فيه العالم - 00:56:16
فتريه الحق حقا والباطل باطل وتعطيه فرقانا ونورا يفرق به بين الهدى والضلال والغي والرشاد وتعطيه قوة في قلبه وحياة وسعة وانشراحا وبهجة وسرورا فيصير في شأن والناس في شأن اخر. فان معاني القرآن دائرة - 00:56:44
على التوحيد وبراهينه. والعلم بالله وماله من اوصاف الكمال وما ينزه عنه من سمات النقص وعلى الايمان بالرسل وذكر براهين صدقهم وادلة صحة نبوتهم والتعريف بحقوقهم وحقوق مرسلهم وعلى الايمان - 00:57:04
بالملائكة بملائكته وهم رسله في خلقه وامره وتدبيرهم الامور او تدبيرهم الامور باذنه ومشيئته وما جعلوا عليه من اه امر العالم العلوي والسفلي وما يختص بالنوع الانساني منهم. من حين - 00:57:20
يستقر في رحم امه الى يوم يوافي ربه ويقدم عليهم. وهو يقدم عليه. وعلى الايمان باليوم الاخر وما اعد الله فيه لاوليائه من دار النعيم المطلق. التي لا يشعرون فيها بالم ولا نكد وتنغير - 00:57:36
وما اعد لاعدائه من دار العقاب الوبير التي لا يخالطها سرور ولا رخاء ولا راحة ولا فرح وتفاصيل ذلك اتم تفصيل وبيان وابينه. وعلى تفاصيل الامر والنهي والشرع والقدر والحلال والحرام والمواعظ والعبر والقصص والامثال والاسباب والحكم - 00:57:51
والمبادئ والغايات في خلقه وامره فلا تزال معانيه تنهض تنهض العبد الى ربه او تنهض العبد الى ربه بالوعد الجميل وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبير وتحثه على التضمر والتخفف للقاء اليوم الثقيل وتهديه في ظلم الاراء والمذاهب الى - 00:58:11
السبيل وتصده عن اقتحام طرق البدع والاضاليل وتبعثه عن الازدياد من النعم بشكر ربه الجليل وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل وتثبت او تثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل وتسهل عليه - 00:58:31
امور الصعاب والعقبات الشاقة غاية التسهيل وتناديه كلما فترت عزماته وونى في سيره تقدم تقدم في الركن قدم الركب وفاتك الدليل فاللحاق اللحاق والرحيل الرحيل وتحدو به وتسير امامه سير الدليل وكلما خرج عليه كمين من كمائن - 00:58:51
او قاطع من قطاع الطريق نادته الحذر الحذر فاعتصم بالله واستعن به وقل حسبي الله ونعم الوكيل ومن تأمل لأ وفي تأمل القرآن وتدبره وتفهمه اضعاف اضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد - 00:59:11
وبالجملة فهو اعظم الكنوز قل اسمه الغوص بالفكر الى قرار معانيه ثم قال فصل واما مفسدات القلب الخمسة فهي التي اشار اليها من كثرة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام - 00:59:29
وهذه الخمسة من اكبر مفسدات القلب ونذكر اثارها التي اشتركت فيها وما تميز به كل واحد منها اعلم ان القلب يسير الى الله عز وجل والدار الاخرة ويكشف عن طريق الحق ونهجه وافات النفس والعمل. وقطاع طريق بنوره وحياته - 00:59:49
يكشف عن طريق الحق ونهجه وافات النفس والعمل وقطاع الطريق بنوره وحياته وقوته وصحته وعزمه وسلامة سمعه وبصره وغيبة الشواغل والقواطع عنه. وهذه الخمسة تطفئ نوره وتعور او وتعور عين بصيرته - 01:00:12
قيل سمعه ان لم تصمه وتبكمه. وتضعف قواه كلها وتوهن صحته وتفتر عزيمته وتوقف همته وتنكسه الى ورائه هذي الامور الخمسة المفسدات ومن لا شعور له بهذا فميت القلب. وما لجرح بميت ايلام. فهي عائقة له عن نبل كماله. قاطعة - 01:00:32
له عن الوصول الى ما خلق له وجعل نعيمه وسعادته وابتهاجه ولذته في الوصول او وجعل نعيمه وسعادته وابتهاجه ولذته في الوصول اليه فانه لا نعيم له ولا لذة ولا ابتهاج ولا كمال الا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره والفرح والابتهاج بقربه والشوق الى لقائه والشوق الى لقائه - 01:00:57
هذه جنته العاجلة كما انه لا نعيم له في الاخرة ولا فوز الا بجواره في دار النعيم في الجنة الاجلة فله جنتان لا يدخل الثانية منهما ان لم يدخل الاولى. وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول ان في الدنيا جنة. من لم يدخلها لم يدخل جنته - 01:01:18
الاخرة. وقال بعض العارفين انه ليمر بالقلب اوقات اقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب وقال بعض المحبين مساكين اهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا اطيب ما فيها. قالوا وما اطيب ما فيها؟ قال محبة الله والانس به - 01:01:38
والشوق الى لقائه والاقبال عليه والاعراض عما سواه او نحو هذا الكلام. وكل من له قلب حي يشهد هذا ويعرفه ذوقا وهذي الاشياء الخمسة قاطعة عن هذا قاطعة عن هذا. حائلة بين القلب وبينه عائقة له عن سيره ومحدثة له امراضا وعلنا ان لم يتداركها. ان لم يتداركها - 01:01:58
مريضه خيف عليه منها فاما ما تؤثره كثرة الخلطة هذا الخلطة هذي الاول طبعا الخلطة مقصود مخالطة الناس وهنا يتكلم عن الكثرة فامتلاء القلب من دخان انفاس بني ادم حتى يسود - 01:02:24
هذا ما تورثه. امتلاء قلب من القلب من دخان انفاس بني ادم حتى اسود ويوجب له تشتت وتفرقا وهما وغما وظعفا وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء - 01:02:39
واضاعة مصالحه والاشتغال عنها بهم وبامورهم وتقسم وتقسم وتقسم فكره في اودية مطالبهم واراداتهم فماذا يبقى منه لله والدار الاخرة هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ودفعت من نعمة وانزلت من محنة وعطلت من منحة واحلت من رزية واوقعت - 01:02:51
في بلية وهل افة الناس الا الناس؟ وهل كان وهل كان على ابي طالب عند الوفاة اضر من قرناء السوء لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الابد - 01:03:16
وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا وقضاء وتر بعضهم من بعض تنقلب اذا حقت الحقائق عداوة وبعض المخالط عليها ويعض المخالط عليها يديه ندما كما قال تعالى ويوم - 01:03:33
عض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذته مع الرسول سبيلا. يا ويلتها ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر. بعد اذ جاءني. اه وقال تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم - 01:03:54
ببعض عدو الا المتقين اه ثم قال والضابط النافع في امر الخلطة ان يخالط الناس في الخير الجمعة والجماعة والاعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة. ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات - 01:04:07
فان دعت الحاجة الى خلطتهم في الشر ولم يمكنه اعتزالهم فالحذر الحذر ان يوافقهم وليصبر على اذاهم فانهم لابد ان يؤذوه وان لم يكن له قوة ولا ناصر ولكن اذى يعقبه يعقبه او يعقبه عز ومحبة له وتعظيم وثناء عليه منهم - 01:04:25
ومن المؤمنين ومن رب العالمين وموافق وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له ومقت وذم منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين. فالصبر على اذاهم خير واحسن عاقبة واحمد مآلا. وان دعت الحاجة الى خلطتهم في فضول المباحات فليجتهد ان يقلب ذلك المجلس طاعة لله ان امكانه - 01:04:44
ويشجعوا نفسه ويقوي قلبه ولا يلتفت للوالد الشيطاني القاطع له عن ذلك بان هذا رياء ومحبة آآ لاظهار بان هذا رياء ومحبة لاظهار علمك وحالك ونحو ذلك فليحاربه وليستعن بالله ويؤثر فيهم او يؤثر فيهم يؤثر فيهم الخير ما امكنه. فان اعجزته المقادير عن ذلك فليسل قلبه من بينهم - 01:05:04
كسل الشعرة اه من العجين. ثم قال فصل المفسد الثاني من مفسدات القلب ركوبه بحر التمني وهو بحر لا ساحل له وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم كما قيل ان المنى رأس اموال المفاليس - 01:05:24
بضاعة ركابه آآ مواعيد الشياطين وخيرات المحال والبهتان فلا تزال امواج الامان الكاذبة والخيالات الباطلة تتلاعب كمان تتلاعب الكلاب بالجيفة ثم يقول وصاحب الهمة العلية امانيه حائمة حول العلم والايمان - 01:05:40
الذي يقربه الى الله ويدنيه من جواره فاماني هذا ايمان ونور وحكمة واماني اولئك خدع وغرور بعد ان ذكر آآ من من امانيه السفلية خسيسة وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم متمني الخير وربما جعل اجره في بعض الاشياء كاجر فاعله. كالقائل لو ان الاي مالا لعملت بعمل فلان الذي يتقي في ماله - 01:06:02
ربه ويصل فيه رحمه ويخرج او يخرج منه حقه. وقال هما في الاجر سواء ثم قال المفسد الثالث من مفسدات القلب التعلق بغير الله تبارك وتعالى وهذا اعظم مفسداته على الاطلاق - 01:06:25
وهذا اعظم مفسداته على الاطلاق فليس عليه اي على القلب اضر من ذلك فليس عن قلبي اضر من ذلك ولا اقطع له عن مصالحه وسعادته آآ فليس فليس عليه اضر من ذلك ولا اقطع له عن مصالحه وسعادته منه فانه اذا تعلق بغير الله وكله الله الى ما تعلق به - 01:06:43
وخذله من جهة ما تعلق به. وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره. والتفاته الى سواه فلا على نصيبه من الله حصل ولا الى ما امله ممن تعلق به وصل - 01:07:09
قال الله تعالى واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عزا كلا. سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا وقال تعالى واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون فاعظم الناس خذلانا ان تعلق بغير الله - 01:07:24
فانما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه اعظم مما حصله مما حصله ممن تعلق به. وهو معرض للزوال والفوات وهو ومثل ومثل المتعلق بغير الله كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت اوهن البيوت. وبالجملة فاساس الشرك - 01:07:42
وقاعدته التي بنى عليها او البني عليها التعلق بغير الله ولصاحبه الذم والخذلان طيب فصل المفسد الرابع من مفسدات القلب الطعام حنا نختم ان شاء الله مع نهاية مفسدات القلب بقية ثلاث صفحات فقط - 01:08:03
قال والمفسد له من ذلك نوعان احدهما اه ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات وذكر الميتة ولحم الخنزير ثم قال والثاني وهو الذي يعني قصده بالاساس هنا ما يفسده بقدره وان كان كلا النوعين طبعا مقصودان في فساد القلوب لكن عادة اللي يحتاج تنبيه هو الثاني - 01:08:21
ما يفسده بقدره وتعدي حده كالاسراف في الحلال والشبع المفرط. فانه يثقله عن الطاعات ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها. فاذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها والتأدي بثقلها. وقوى عليه اه - 01:08:43
مواد الشهوة وطرق مجال الشيطان وسعها او وطرق مجاري الشيطان ووسعها وطرق مجاري الشيطان وسعها فانه يجري من ابن ادم مجرى الدم فالصوم يضيق مجاريه ويسد عليه طرقه والشبع اه يطرقها او يطرقها ويوسعها. ومن اكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا - 01:09:03
وفي الحديث المشهور ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه. فان كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لاشرابه وثلث لنفسه. ويحكى ان ابليس لعنه الله عرض ليحيى ابن زكريا عليهما الصلاة والسلام فقال له - 01:09:25
فقال له يحيى هل نلت مني شيئا قط؟ قال لا الا انه قدم اليك الطعام ليلة فشهيته اليك حتى شبعت منه فنمت عن وردك فقال يحيى لله علي الا اسمع من طعام ابدا فقال ابليس وانا لله علي الا انصح ادميا ابدا - 01:09:47
المفسد الخامس كثرة النوم فانه يميت القلب ويثقل البدن ويضيع الوقت ويورث كثرة الغفلة والكسل ومنه المكروه جدا ومنه الضار غير النافع للبدن. وانفع النوم ما كان عند شدة الحاجة اليه ونوم اول الليل احمد - 01:10:07
انفع من اخره ونوم وسط النهار انفع من طرفيه. وكلما قرب النوم من من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره ولا سيما نوم العصر والنوم او بالنهار الا لسهران ومن المكروه عندهم - 01:10:26
النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس فانه وقت غنيمة وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو صاروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس - 01:10:41
فانه اول النهار مفتاحه واقتصد الارزاق وحصول القسم وحلول البركة ومنه ينشأ النهار وينسحب حكم جميعها الى حكم تلك الحصة فينبغي ان يكون نومها كنوم المضطر. وبالجملة اعدل النوم وانفعه نوم نصف الليل الاول وسدسه الاخير وهو مقدار ثمان ساعات وهذا اعلى من النوم عند الاطباء وما زاد عليه او نقص منه اثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسب - 01:11:00
ومن النوم الذي لا ينفع ايضا النوم اول الليل عقب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكرهه فهو مكروه شرعا وطبعا وكما ان كثرة - 01:11:20
النوم مورث لهذه الافات فمدافعته وهجره مورس لعفاة اخرى عظام. من سوء المزاج ويبسي وانحراف النفس وجفاف الرطوبات على الفهم والعمل ويورث امراض الموت لامراضا متلفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها. وما قام - 01:11:30
الا بالعدل فمن اعتصم به فقد اخذ بحظه من مجامع الخير وبالله المستعان وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وغدا ان شاء الله ندخل في منزلة الاعتصام - 01:11:50