التفريغ
قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد - 00:00:00ضَ
فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله تعالى. ايها الاحبة ان مما فطرت النفوس عليه ان تعبر عن فرحتها بما تسمعه او تشاهده او تحققه من انجاز في نظرها كما ان الناس في هذا المقام يختلفون ويتفاوتون. في البحث عن مصادر هذا الفرح. ودفع ما - 00:00:22ضَ
فمن الناس من يبحث عن الفرحة في السفر. ومنهم من يبحث عنها في القراءة والنظر واخرون يجدونها في اللهو والعبس. وطائفة تجدها اي تجدها هذه الفرحة في معصية الله والعياذ بالله. وطائفة تجدها في شيء اخر - 00:00:52ضَ
لم يذقه اكثر الناس انه الفرح انه الفرح الذي تجده القلوب حين تتصل بعلام الغيوب انه الفرح بنفحات الرب الكريم وما يهبه لعبده من رزق القلب. الذي به يحيا حياة لا تشبهها حياة. كم يستوقف المؤمن - 00:01:24ضَ
المحب لكتاب الله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته. كم يستوقفه مشهد الفرح الذي عبر عنه صلى الله عليه وسلم حين نزلت عليه سورة الفتح فقال كما في الصحيح لقد انزلت علي الليلة سورة هي احب الي مما طلعت عليه - 00:01:52ضَ
عليه الشمس. انا فتحنا لك فتحا مبينا. تأملوا معي يا عباد الله. هذه الفرحة النبوية التي تجلت في هذا التعبير المشرق بعد قصة صلح الحديبية ذلك الصلح الذي صدم بعض المسلمين بشروطه بادي الرأي. لشعورهم ان فيها غضاضة وهضما لجانب المسلمين - 00:02:23ضَ
فيأتي تعبيره صلى الله عليه وسلم عن فرحته بنزول هذه السورة معززا لليقين الذي لم يخالجه شك في قلبه صلوات الله سلامه عليه في ان شروط الصلح كانت عاقبتها للمسلمين. فها هو الوحي يتنزل - 00:02:53ضَ
سمي هذا الصلح فتحا لا بل فتحا مبينا. والسؤال ايها الاكارم يا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم اذا كان هذا فرحه بسورة واحدة فما ظنك بفرحته حينما اكتمل حينما اكتمل نزول القرآن عليه صلوات الله وسلامه عليه. لقد كان بابي هو وامي - 00:03:17ضَ
وما املك لقد كان يترجم هذا الفرح بنزول القرآن في مواقف شتى. لعل ابرزها واظهر حينما يرخي الليل سدوله وتنقلب الابدان الى الفرش فيقوم صلى الله عليه وسلم بعد نومة قصيرة يناجي - 00:03:47ضَ
يناجي ربه عز وجل ويتلذذ بكلامه فيقف ذلك الوقوف الطويل الذي تفطرت له قدماه الشريفتان. مع انه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لكنها الفرحة بفضل الله. والتنعم بجنة العبودية. التي من لم يدخل - 00:04:12ضَ
قلها في الدنيا لم يدخلها في الاخرة. انها الفرحة يا ايها الاحبة. التي وجدها اهل القرآن في عيشهم قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وفي قراءة اخرى - 00:04:39ضَ
هو خير مما تجمعون. فبهذا الفضل وبتلك الرحمة فليكن الفرح يا اهل القرآن. يا امة القرآن وليكن الغم والهم على قلب فاته مثل هذا ده الفرح ومن لطائف هذا المعنى العظيم في القرآن اعني معنى الفرح ان الله سبحانه وتعالى - 00:04:59ضَ
قال ذكره في كتابه في مواضع شتى فاقت العشرين. لكنه لم يأمر بالفرح. الا في موضع واحد فقط وهو الذي قال فيه سبحانه قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرح رحوا هو خير مما يجمعون. فلننظر يا عباد الله لننظر بعد ذلك في مقاييس فرحنا وحزنا - 00:05:27ضَ
ايها المسلمون وعلى هذه الجادة النبوية في فهم حقيقة الفرح سار اكابر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك انه لما قدم خراج العراق وهو جبايتها من ارض العجم التي فتحها المسلمون بالسلاح لا بالصلح. لما قدم الخراج على عمر رضي الله عنه - 00:05:57ضَ
خرج هو ومولى له فجعل عمر يعد الابل. فاذا هي كثيرة جدا. وجعل عمر يقول الحمدلله الحمدلله. فقال مولاه يا امير المؤمنين هذا والله هذا والله من فضل الله ورحمته قال عمر كذبت يعني اخطأت بلسان اهل الحجاز ليس هو - 00:06:27ضَ
وهذا بل هو قوله عز وجل قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير خير مما يجمعون. يقول بالهدى والسنة والقرآن. فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون هذا يقول عمر وهذا مما يجمعون. ان الفرحة بنمو بيت مال المسلمين فرح مسرور - 00:06:57ضَ
لكن الفاروق رضي الله عنه اراد ان يصحح استدلال مولاه بالاية الكريمة ويبين ما الفرحة الحقة التي يصح الاستدلال والاستشهاد بالاية لاجلها؟ وهل يعاب الانسان على فرحه بحصول شيء من الدنيا؟ الجواب لا. لكن من المحزن ان نختصر افراحنا واحزاننا - 00:07:27ضَ
على لعاعة من الدنيا اتت او ذهبت. حصلت او فقدت كما ان من الحرمان البين. ان يعيش احدنا عشرات السنين وما ذاق هذه الفرحة القرآنية التي عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:57ضَ
قولا وعملا يقول ابن القيم رحمه الله عن شيخه ابن تيمية ورأيت شيخ الاسلام ابن تيمية في المنام وكاني ذكرت له شيئا من اعمال القلوب واخذت في تعظيمه ومنفعته لا اذكره الان - 00:08:17ضَ
قال له ابن تيمية وهو في المنام. وما اعظم بركة العالم حيا وميتا. قال له اما انا فطريقتي الفرح بالله والسرور به. قال ابن القيم معلقا على هذه الرؤيا وهكذا - 00:08:38ضَ
كانت حاله في الحياة يبدو ذلك على ظاهره. وينادي به عليه حاله. اخوتي ان الله عز وجل يريد منا ان نفرح بالقرآن ومضامينه وما هذا الفرح الذي يراد منا؟ وكيف يمكن معرفته والاستدلال عليه - 00:08:58ضَ
ان الفرح ليس مجرد دعوة يطلقها صاحبها. بل هي تفتقر للبينات من واقع الحياة. فان من فرح بشيء ما ايا كان. فانه يظهر يظهر في قلبه. وعلى فلتات لسانه. وتمضي - 00:09:24ضَ
به جوارحه ويدرك ذلك منه جلاسه واصحابه. وتراه يغتنم اي فرصة. ليذكر ذلك الفرح ويعبر عنه. ولا يفتأ ان يتحدث به. هذه هي حقيقة الفرح. انظر ماذا يصنع شجع المغرم بحب ناديه. انظر كيف يعبر عن الفرح. اذا تغلب فريقه - 00:09:44ضَ
كيف يملأ المجالس حديثا عنه؟ وكيف ترتسم البسمة على شفتيه؟ ويلوح السرور على وجهه. هذه هي فرحة اهل الرياضة برياضتهم. فما ظنك ما ظنك بفرح اهل القرآن بكتاب ربهم؟ لا سواء - 00:10:14ضَ
لا سواء وبهذه المناسبة فانني اهمس في اذان احبتي من عشاق الكرة والرياضة والتشجيع لانديتهم فاقول اذا كنتم ذقتم فرحة التشجيع وذقتم فرحة انتصار ناديكم الذي تشجعونه فالله الله ان يرحل احدكم عن هذه الدنيا وما ذاق اعظم فرحة في هذا الكون - 00:10:34ضَ
انها الفرحة بالله وبكتابه. تلك الفرحة التي نحب ونتمنى ان نراها واقعا عمليا في الحياة وعلى الجوارح وعلى القلوب كما رآها الناس على محياكم وعلى فلتات السنتكم في تشجيعكم لانديتكم. فالمحبة والفرحة - 00:11:08ضَ
ليست مجرد دعوة. هذه الفرحة الحقيقية من اثارها ان تجعل نصيب القرآن من حديثك اكثر من نصيب حديثك عن ناديك. هذه الفرحة حقا ان تجعل حظك من مطالعة صفحات القرآن العظيم. اكثر من حظك من مطالعة - 00:11:38ضَ
والتحليلات والتغريدات الرياظية. فانت اخي الرياظي انت مسلم قبل ان تكون رياظيا او مشجعا ايها المسلمون ومن الفرح بهذا الكتاب العظيم تحكيمه على النفس والفرح بتطبيق حكم الله فيه ولو كان مخالفا للهوى. اقرأ ذلك على صفحات المتخاصمين في المجال - 00:12:08ضَ
او في او في المحاكم الشرعية. ومن الفرح بهذا الكتاب ان يعتز المسلم بمضامينه ويتفنن في عرضها ولا يخجل منها. بل يرفع رأسه اذا ذكرت ومن الفرح ان يكرر النظر اليه ويقلبه ويتأمله ويتلوه اناء الليل - 00:12:36ضَ
طرف النهار وبالجملة يا عباد الله فان من الغبن العظيم الشديد ان يرحل الانسان عن هذه الدنيا ولم يذق هذه الفرحة الحقة. ولم يذق هذه الفرحة وبين يديه اعظم مورد للفرح. وبين يديه اعظم كتاب سمعت به اذن. انه الفرح - 00:13:04ضَ
الذي لا تجلبه الارصدة ولا الشهرة ولا المناصب. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم ما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان ربي - 00:13:31ضَ
فان القرآن حينما يحدثنا عن الفرح فقد ضرب لنا نموذجين ينبغي تأملهما النموذج الاول نموذج الفرح البطر. الذي لم يشكر نعمة الله عليه. بل جحدها وكفرها كما في قصة قارون اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين - 00:13:51ضَ
فماذا كانت اجابته ماذا كانت اجابتك؟ قال انما اوتيته على علم عندي. فماذا كانت النتيجة؟ فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين. انها نتيجة حتمية - 00:14:20ضَ
تنتظر كل من سار على دربه. لكن قد يكون الخسف حقيقيا كما وقع لقارون وقد يكون الخسف ومعنويا والعياذ بالله. وهو اشد حينما يخسف بقلب الانسان. فيهوي في دركات الضلالة. وهو - 00:14:42ضَ
يحسب انه يحسن صنعا. اما النموذج الثاني للفرحين الذي ضربه القرآن الكريم. فهو للذين بذلوا ارواحهم ومهجهم في سبيل الله تعالى رخيصة. ليكون الدين كله لله. انها فرحة الشهداء انها فرحة الشهداء. بما اتاهم الله من فضله. ويستبشرون - 00:15:02ضَ
بالذين لف ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم. الا خوف عليهم. ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل يستبشرون بنعمة من الله وفضل. وهذه الفرحة لن تتوقف عند الشهداء فحسب - 00:15:34ضَ
بل تمتد لتشمل كل مؤمن ثبت على هذا الدين. حتى لقي ربه غير مبدل ولا مغيب تأمل رعاك ربي. في ذلك المشهد الذي يصوره القرآن لاولئك الفرحين باخذ كتبهم بايمانهم. فاما من اوتي كتابه بيمينه. فيقول هاء - 00:16:09ضَ
كتابية اني ظننت اني ملاق حسابية. فهو في عيشة راضية في جنة عالية خوفها دانية. كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. انها انطلاقة فرح بين الجموع الحاشدة. تملأ الفرحة جوانحه وتظهر اثارها على لسانه. يهتف - 00:16:39ضَ
وبكل سرور اقرؤوا كتابي. اللهم انا نسألك شهادة في سبيلك. اللهم اجعلنا من من يقال له خذ كتابك بيمينك. اللهم املأ قلوبنا فرحة بكتابك. اللهم لا تحرمنا بركته ولا الانس به بذنوبنا - 00:17:09ضَ
معاصينا. اللهم لا تحرمنا الفرحة به بذنوبنا ومعاصينا. اللهم لا تحرمنا الفرحة به بذنوبنا ومعاصينا - 00:17:29ضَ