ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وينعقد هذا المجلس المبارك باذن الله تعالى في جامع عثمان ابن عفان - 00:00:19
في مدينة الرياض في الخامس عشر من الشهر الثالث من سنة ثلاثين وثلاث واربعمئة والف من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام ويأتي ضمن هذا اليوم العلمي الذي فيه تدارس - 00:00:41
لفقه النوازل ورأى الاخوة كما سمعتم او قرأتم ان يكون هذا المجلس عن شيء من حال السلف ونظرهم وفقههم في هذا الباب وهذا الكلي من المعنى لا يمكن ضبطه من جهة الصفة المطلقة من القول - 00:01:01
وانما اصل هذا الباب اعني ما يتعلق بالنوازل وفقهها ليس هو من المسائل المسماة في كتب العلماء رحمهم الله بتسمية مختصة فما تراه مثلا في الفرع الفقهي او في المختص من الاصول في باب اصول الدين او اصول الشريعة - 00:01:26
فانها مسماة في كلام اهل العلم باسمائها. وترى ان المتفق عليه منها له صفته وما كان من موارد الاختلاف يكون له صفته كذلك اما ما يتعلق بفقه النوازل والنظر في هذا الباب - 00:01:53
وصفة الناظر ومورد النظر من حيث علم الشريعة فهذا يعتبره طالب العلم استقراء في كلام العلماء وقبل ذلك استقراء بنصوص الشريعة الكلية التي عليها مدار التشريع ويقصد بها نصوص الكتاب والسنة - 00:02:13
وهذا الذي ينبغي لطلبة العلم والباحثين بل واصحاب الفتوى والقضاء ان يحققوا قواعد من خلال الاستقراء لنصوص الشريعة لنصوص الكتاب والسنة وكذلك ما سطره العلماء رحمهم الله في علم القواعد وعلم المقاصد - 00:02:38
وعلم اصول الفقه فان هذا الباب وهذه العلوم وان كان بينها قدر من الاشتراك من بعض الوجوه هي من اخص ما يبتغى النظر فيه لمن اراد ان يكون فقيها في هذا الباب - 00:03:04
ولهذا رأيت ان يكون هذا المجلس يأتي على شيء من المقدمات المستقرأة من فقه السلف الصالحين ويعنى بالسلف هنا كما هو مستقر بعلم الشريعة ان السلف الصالح اذا ذكر ويعنى بهم ائمة الدين وائمة الفقه - 00:03:21
من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومن اقتفى اثرهم فان هذا هو اخص ما يوصف به السلف الصالح وهذا هو المعنى الذي ذكره الله في كتابه وجعله سبحانه وتعالى منهاجا للمؤمنين بعدهم - 00:03:45
والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ولهذا فان اخص الائمة اذا ذكر ائمة الفقهاء فان اخصهم بهذه الامامة اعني بامامة الفقه هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومراتبهم معروفة محفوظة - 00:04:06
فان الله جل وعلا ذكر شيئا من مراتبهم في كتابه وقدم المهاجرين على الانصار بذكره سبحانه وتعالى وفيما انزل وكذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم بين ما لائمة اصحابه من الاختصاص - 00:04:32
عن من تأخر بعدهم وهذه المعرفة لها اثر في اقتفاء الفقه لها اثر باقتفاء الفقه ولهذا وقبل ان ندخل في ترتيب هذه المقدمات العلمية التي هي فيما ارى شيء من - 00:04:51
ما يتحصل من استقراء كلام اهل العلم كما اسلفت نقول ان هذا الترتيب في رتب العلماء اعني علماء الشريعة هذا الترتيب له اصل في فقه السلف وفي فقه الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:05:10
ولهذا لما نزل بالمسلمين نازلة في خلافة امير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه وقد سار رضي الله تعالى عنه وكان الذاكر خليفة للمسلمين وسار كما في حديث ابن عباس - 00:05:30
ثابتة في الصحيح وغيره سار عمر ومعه اهل الاجناد فبلغه وهو في طريقه الى الشام خارجا من المدينة النبوية بلغه ان الوباء قد وقع بالشام ويراد بالوباء هنا الطاعون فامر ابن عباس رضي الله عنهما - 00:05:48
ان يدعو له المهاجرين الاولين امر عمر رضي الله عنه ابن عباس رضي الله عنهما ان يدعو المهاجرين الاولين فقدم عمر في الاستشارة الفقهية قدم الكبار من ائمة العلم والذين سبقوا مجالسة - 00:06:11
وصحبة للرسول صلى الله عليه واله وسلم فاختلف المهاجرون فمنهم من قال يا امير المؤمنين قد خرجت لامر ولا نرى ان ترجع عنه. وقال بعض المهاجرين يا امير المؤمنين معك بقية الناس - 00:06:32
واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى ان تقدمهم على هذا الوباء فقال ارتفعوا عني ثم امر ابن عباس ان يدعو الانصار فدعا من كان في الجيش من الانصار - 00:06:52
فاستشارهم فاختلفوا كاختلاف المهاجرين فقال ارتفعوا عني ثم امر ابن عباس ان يدعو من كان في الجيش من مسلمة الفتح فتح مكة فاطبق مسلمة الفتح على رأي واحد وقالوا يا امير المؤمنين معك بقية الناس - 00:07:06
واصحاب رسول الله ولا نرى ان تقدمهم على هذا الوباء فلما رأى عمر هذا الوجه من الرأي وكانه رضي الله عنه كان يميل اليه قال اني مصبح على ظهر فاصبحوا عليه - 00:07:27
فهذا الامر تعد من سير السالفين رضي الله عنهم من ائمة الدين والعلم في النظر في النوازل وفقهها وفي فقه امير المؤمنين هنا جملة من الاشارات والتنبيهات ومن اخصها انه لم يختص بالرأي وحده في الامر العام - 00:07:43
ومن اخصها انه قدم باعتبار الرتب والاقرب الى الفقه والاسبق ومنها انه قد يكون عند اللاحق شيء من الاتفاق لم ينضبط للسابق الى غير ذلك فقال ابو عبيدة كما هو في تتمة الرواية - 00:08:04
افرارا من قدر الله فقال عمر رضي الله عنه لو غيرك قالها يا ابا عبيدة نفر من قدر الله الى قدر الله ثم ضرب مثلا فقال ارأيت لو كان لك - 00:08:25
ابل وهبت واديا له عدوتان احداهما خصبة والاخرى جدبة اليس ان رأيت الخصب رأيتها بقدر الله وان رأيت الجد برعيتها بقدر الله فجاء عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما وحدث الصحابة بما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله في الطاعون - 00:08:37
اذا سمعتم به بارض وانتم بها فلا يخرجنكم الفرار منه وفي لفظ في الرواية والحديث جاء من حديث عبدالرحمن ومن حديث اسامة بن زيد في الصحيحين وغيرهما فلا تخرجوا فرارا منه - 00:09:02
وان وقع بارض ولستم بها فلا تقدموا عليه فكان ما انتهى اليه الاجتهاد في هذه النازلة قبل وجودي او قبل بلوغ النص والا هي ببلوغ النص لا تعد من النوازل التي تحاط بالاجتهاد - 00:09:18
وانما فيه الامتثال لان النص جاء فيها صريحا لان النص جاء فيها صريحا ومفصلا في قوله عليه الصلاة والسلام واذا وقع بارض ولستم بها فلا تقدموا عليه. فهذا المنهج له اثر في التطبيق - 00:09:35
ويجب ان يكون معتبرا في فهم طلبة العلم واصحاب البحث في هذه النوازل وان كان كما اسلفت هذا الباب لا يزال من الابواب التي بحاجة الى مزيد من التأصيل والتقعيد لانه باب استقرائي في نصوص الشريعة من جهة - 00:09:54
ها وفي كلام اهل العلم من جهة اخرى ولهذا من الوصية الجامعة فيه ان ما صدق الامر فيه انه نازلة فلا ينبغي لطالب العلم الفرد ان يتقحم في القول فيه - 00:10:16
الا وقد اجتمع ما يصحح هذا القول من الاحوال المصححة لمنهج النظر عنده ومن ذلك ان يكون النظر مشتركا فان هذا سنة ماضية من سنن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومن سنن العلماء من بعدهم - 00:10:35
بما يختص بهذه المقدمات التي اشرت الى التأتي عليها في هذا المجلس نأتي الى ما يتيسر به او يتيسر مع الوقت والا فان الاستكمال او مقام الاستكمال لهذه المقدمات ليس مقصورا على هذا القدر - 00:11:00
وانما هذا ابتداء في ما يمكن ان نقول انه نظرية لفقه النوازل نظرية يرتبها الباحث وصاحب الفتوى وصاحب العلم وصاحب القضاء ينبغي ان نظره في النوازل على جملة من القواعد - 00:11:21
فيأتي هذا الاستقراء او من محصل الاستقراء يأتي اه محاولة لمقدمة انه ونظرية علمية يقتفي فيها طالب العلم شيئا من اثر السالفين من الصحابة ومن بعدهم من ائمة الفقه والعلم - 00:11:41
المقدمة الاولى صفة نازلة فانه يتداول في المجالس العلمية ربما في شيء من الكتب ايضا والبحوث وصار ذلك ايضا موجودا في بعض المناهج الاكاديمية في الجامعات ما يتعلق بفقه النوازل - 00:12:05
فما هي المسألة التي يصدق عليها انها نازلة اذا المقدمة الاولى هي نظر في صفة النازلة ما هي وهنا يقال ان النازلة لها صفتان ان النازلة لها صفتان الصفة الاولى الاختصاص - 00:12:28
والصفة الثانية العموم الصفة الاولى الاختصاص والصفة الثانية العموم اما الاختصاص فيراد به الاختصاص بانشاء حكم بحيث لا يكون لها نظير او حكم مسمى في كلام اهل العلم بحيث لا يكون لها - 00:12:49
حكم مسمى في كلام اهل العلم بل لا بد ان تكون طارئة من حيث الماهية فيكون حكمها ايضا مختص ولهذا اذا قال فيها المجتهد او جملة المجتهدين في عصر من العصور فان هذا القول - 00:13:17
باعتبارها نازلة يكون انشاء على صفتها يكون انشاء على صفتها وان كانت النازلة لا يلزم انها تكون نازلة في اصل ماهيتها بل قد يكون طرقها من حيث اصل الماهية وقد يكون ذلك - 00:13:36
باعتبار العوارض التي احتفت بها فصارت نازلة وقد تكون المسألة اصلها موجودا في كلام الفقهاء ونصوا على حكم فيها ولكن احتف بها من العوارض وصاحبها من القرائن والاحوال ما لا - 00:14:00
او ما لم يذكره السابقون من الفقهاء فهذه القرائن التي اختفت بها جعلتها نازلة وان كان اصل المسألة له ذكر في كتب الفقهاء ولكن بما طرأ عليها من العوارض والاحوال - 00:14:19
صار النظر فيها لا يلزم ان يكون مطابقا للنظر الفقهي السابق لا يلزم ان يكون مطابقا للنظر الفقهي السابق ومن جهة اخرى فان النازلة لها صفة العموم والعموم هنا اما ان يكون عموما في ماهيتها - 00:14:38
بمعنى انها تتعلق بعامة المسلمين لكون ماهية هذه النازلة فيه عموم كالحال التي عرضت لامير المؤمنين عمر رضي الله عنه فيما سبق من المثال الطاعون فان هذا الحكم فيه عموم لان ماهية المسألة التي نظر فيها عمر والصحابة - 00:14:59
ماهية هذه المسألة عام وقد تكون النازلة ليست عامة المسلمين من حيث الماهية ليس فيها عموم من حيث المهية وانما فيها عموم من حيث الحكم فاذا النازلة تجمع هذين الوصفين - 00:15:21
الوصف الاول الاختصاص بانشاء الحكم والوصف الثاني انها او الوصف الثاني العموم اما العموم في الماهية واما العموم بالحكم. واما ما لم يكن على هذين الوصفين فانه لا يسمى نازلة وانما هي بعظ وقائع العيان - 00:15:38
التي لا تصل الى هذه الرتبة فاذا قيل فقه النوازل فيراد بالنازلة ما كان فيها اختصاص او ما كان ما كانت على صفة الاختصاص وكذلك ما كانت على صفة العموم. فاذا اجتمع الوصفان - 00:15:59
فان هذا هو المعنى الذي يرتب عليه بقية المقدمات المقدمة الثانية وقد عرفنا صفة النازلة فتكون المقدمة التي تتبعها صفة الناظر من هو الذي ينظر بالنوازل التي تطرأ على المسلمين - 00:16:18
سواء كانت عامة من حيث المهية او عامة من حيث الحكم. فانه لا يصح ان يتخوض فيها العامة بل ولا يصح ان يتخوض فيها احد الناظرين في العلم فليس كل من صار له شيء في البحث - 00:16:40
او قدر من التحصيل العلمي جاز له شرعا هذه الاجازة ليست اجازة الظرورة يملكها زيد او عمر فان المقام الاوجب هنا هو المعرفة بالحكم الشرعي فيقال هنا انه ليس كل من كان له نظر في العلم او في البحث جاز له شرعا ان يتقحم القول في النوازل - 00:16:58
بل لابد ان يكون الناظر في النازلة له صفة شرعية مأخوذة هذه الصفة او تؤخذ هذه الصفة من مقتضى نصوص الشريعة وما رتبه العلماء رحمهم الله بصفة المجتهد واهليته وان كانت ليست بالضرورة انها تأتي على صفة المجتهد - 00:17:25
التي سماها علماء الاصول في القرون المتأخرة فان الصفة التي سموها كما هو معروف في بعض مقاماتها انغلاق من حيث التحقق كما ان في بعض مقامات هذه الصفة تأخر من حيث النقص - 00:17:52
فان بعض مقامات هذه الصفة لو طبقت على بعض كبار لما كانت منطبقة على التمام كما ان ثمة بعض الصفات لم يطرد قول هؤلاء في تسميتها وان كان بعضهم اشار اليها - 00:18:10
وان كان بعضهم اشار اليها ولعلي في توصيل هذه المقدمة اشير الى المقصود من هذا المعنى الناظر له صفات جملتها ثلاث الصفة الاولى الديانة والمقصود بالديانة هنا ان يكون امينا فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى - 00:18:29
وان يحفظ لمقام النظر باحكام الشريعة قدر او القدر الذي اوجب الله سبحانه وتعالى فان الله اوجب على اهل العلم ان يبينوه للناس وهذا البيان لا بد ان يكون موافقا - 00:18:51
للفقه الصحيح لان الله سبحانه وتعالى سم ما انزل على رسوله عليه الصلاة والسلام سماه نورا فهذا النور لا بد ان يكون اثره ظاهرا وبينا من حيث تحقيق الديانة واجل مقامها الاخلاص لله سبحانه وتعالى - 00:19:10
وابتغاء وجهه سبحانه وتعالى والصدق في القول ان هذا التحقيق هو اخص ما اوجب الله جل وعلا على اهل العلم لانهم حملة لهذا النور الذي جعله الله سبحانه وتعالى فرقانا وهدى ورحمة للعالمين جميعا - 00:19:31
ولهذا قال الله جل وعلا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط - 00:19:53
مستقيم ولا تتحقق الهداية الى الصراط المستقيم الا بالصدق والاخلاص لله سبحانه وتعالى ومعرفة ما لهذا العلم ولهذا النور المبين الذي جعله الله سبحانه وتعالى ميزان للناس في حياتهم جعله ميزانا للناس في حياتهم - 00:20:10
وجعله مبنى الموازنة عنده سبحانه وتعالى يوم يلقاه الخلق من المكلفين بهذا الوحي وهم جميع الثقلين الذين كلفهم الله سبحانه وتعالى باتباع النبي الامي او من سبق ممن اوحى الله اليه من البشر - 00:20:33
وما جاءت به الرسالات المنزلة على رسل الله عليهم الصلاة والسلام والوحي الذي اتاه الله الانبياء عليهم السلام ولهذا لما ذكر الله رحمته قال ورحمتي وسعت كل شيء وهذا باعتبار الموافاة - 00:20:55
قال ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر - 00:21:13
ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم حصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وازروه ونصروه قال سبحانه قال واتبعوا واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون - 00:21:32
في العناية بهذا المقام هذا يجب على المسلمين عامة وعلى طلبة العلم خاصة ان يعظموا مقام الوحي الذي انزله الله وهو كلامه جل وعلا وكذلك ما اوحاه الى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم - 00:21:52
من حيث المعرفة بقدر هذا الوحي وشرفه وتعظيمه وتقديمه على كل شيء وتقديمه على كل شيء فتحصيل مقام الديانة هذا من اوجب بل هو اوجب الواجبات على المكلف مكامل اخلاص لله فكذلك حامل العلم - 00:22:14
ينبغي ان يكون بصيرا بهذا التحقيق حتى لا تزل قدمه بعد ثبوتها فان الاثر الذي دخل على الامم الكتابية كما تعرفون هو اما من نقص مقام الديانة واما من نقص مقام العلم - 00:22:35
ولهذا ذكر الامام ابن تيمية رحمه الله ان هذا الخلق الذي دخل على اهل الكتاب فصار موجبا لانحرافهم عما انزل الله عليهم قد دخل شيء منه على بعض المنتسبين اما لمقام العلم واما لمقام العبادة من هذه الامة - 00:22:52
فيجب على طالب العلم بخاصة والمسلم بعامة ان يرعى هذا المقام رعاية مستتمة وان يسأل الله جل وعلا التوفيق والتسديد فان السداد والتوفيق هنا ليس اكتسابا محضن المقام منه اكتساب ومجاهدة ومقام منه توفيق من الله - 00:23:11
ولهذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم كما في الصحيح لعلي ابن ابي طالب يا علي قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد سداد السهم ولهذا من فقه المرسلين عليهم الصلاة والسلام - 00:23:36
كما قال موسى صلى الله عليه وسلم لقول الله سبحانه ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه في قصة مجيئه لميقات ربه قال ربي ارني انظر اليك في السياق في هذا المقام قال الله جل وعلا واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا - 00:23:56
فلما اخذتهم الرجفة قال ربي لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء اي الابتلاء من الله وتهدي من تشاء - 00:24:15
فيجب على طالب العلم ان يتعلق بمقام الخالق سبحانه وتعالى في تحقيق الهداية ولهذا اعظم سورة في كتاب الله سبحانه وتعالى وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:33
بها قول الله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فمقام الديانة لا ينبغي ان يكون نوعا من التزكية العارضة او نوعا من الوعظ العارض - 00:24:52
او انه من شأن الوعاظ او من شأن لا هو اصل في العلم واصل اساس في العلم ولا سيما من ينظر النوازل ولا سيما من ينظر النوازل لابد ان يكون على - 00:25:10
صدق مع ربه جل وعلا ليحصل له التوفيق والسداد في القول والتثبيت وحفظ الامانة التي اوجبها الله سبحانه وتعالى بحفظ هذا الوحي ومقامه وحقه الصفة الثانية المدارك وهذا ما ذكرته سابقا ان من صفة المجتهد - 00:25:28
في كلام علماء الاصول بعضهم يشير الى صفة وقد اشار اليه الجويني امام الحرمين اشار الى هذه الصفة واشار اليها ابو محمد ابن حزم وبعض من تكلم في هذا الباب - 00:25:52
وهي ما يتعلق بفقه المدارك والمقصود هنا ليس الفقه المكتسب بحفظ الفروع الفقهية فهذا نوع شريف من الفقه ولكن على طالب العلم وصاحب العلم ومن له شأن فيه او فتوى او تعليم او ما الى ذلك - 00:26:09
او تدريس على صاحب العلم ان يعنى بفقه المدارك بمعنى ان تكون مداركه ومرتبة على الترتيب الفقهي الصحيح ويمكن ان نعبر تعبيرا اخر يقرب المقصود ايضا ويعنى بذلك ايضا العناية ببناء الملكة العلمية العناية - 00:26:32
ببناء الملكة العلمية لدى طالب العلم بحيث يكون فقيه النفس بحيث يكون فقيه النفس وتأخذ مداركه العقلية وتكون نفسه عادلة في النظر لان الانسان بالحقائق العلمية وفيما ذكر في القرآن ايضا - 00:26:57
به مدركان مدرك العقل وفيه طبيعة النفس فهذا المدركة عن العقل وهذه الطبيعة وهي النفس لهما اثر لهما اثر بنظر الانسان في المسائل لهما اثر في نظر الانسان في المسائل - 00:27:18
فلا بد ان تكون مداركه العقلية منظمة تنظيما صحيحا ويعنى بها بحيث يعرف منهج النظر والبدء بالمقدمات وتحصيل النتائج من المقدمات الى غير ذلك من اوجه التسلسل الصحيح ولربما قال البعض - 00:27:38
من الاخوة كأن هذا اشارة الى العناية بالمنطق وقد ذم بعض اهل العلم علم المنطق فيقال ان علم المنطق هو من العلوم الاضافية كما قال الامام ابن تيمية وهو ممن - 00:27:56
ينسب اليه وان كانت هذه النسبة في نظري لا يصح اطلاقها وقد يصح ذكرها مقيدة هو لم يذم علم المنطق ذما مطلقا وانما اشار الى المنطق الذي رسم وهو تحصيل من المنطق الارستي - 00:28:13
وما قربه المقربون لعلم المنطق من منطق ارسطو وامثاله من متقدم الفلاسفة والا فان الامام ابن تيمية نفسه يشير الى ان التراتيب المنطقية التي يسميها علماء المنطق ويذكرون صناعتها وتقسيمها وفصولها - 00:28:31
يقول حقيقتها موجودة عند العقلاء. حقيقتها موجودة عند العقلاء وانما قد يزيدون فيها ما يكون من التحسين لهذه الصنعة ولربما وقعوا في شيء من الوهم او ما الى ذلك ولربما كان تحقيقهم صحيحا مناسبا - 00:28:54
لا ينبغي الافراط في دفع كلمة المنطق مطلقا وانما يعرف المنطق الصحيح وهو المنطق العلمي الذي يبنى على المقدمات ولهذا تجد ان القرآن جاء فيه خطاب للعقلاء باعتبار المدرك العقلي - 00:29:14
وجاء في خطاب للناس باعتبار ما هم عليه من طبيعة النفس المتقلبة فيذكرها الله جل وعلا تارة امارة بالسوء وتارة مؤمنة مطمئنة او لوامة او ما الى ذلك ولهذا تجد في كتاب الله خطابا - 00:29:33
يناسب العقلاء وان لم يكونوا على اصل الهداية فيكون موجبا لهدايتهم وما ذكر الله جل وعلا عن بعض احوال اهل الكتاب او من كانوا على الشرك والجاهلية من الاحوال الواقعة او من الامثلة المضروبة في القرآن - 00:29:53
ولهذا ذكر الامام ابن تيمية رحمه الله ان ما يسميه علماء المنطق بالبرهان او بالقياس البرهاني يقول فاضله وصحيحه وصادقه هو الذي جاء بمثله الذكر في القرآن فيما سماه الله برهانا - 00:30:15
بما سماه الله برهانا وهي الامثلة المضروبة في القرآن وهي الامثلة المضروبة في القرآن كقوله جل وعلا ضرب لكم مثلا من انفسكم وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة الى غير ذلك - 00:30:35
فيكون خطابا للعقل ويكون خطابا للنفس بما هي عليه من الطبيعة فهذا الاثر اعني العناية بترتيب المدارك وتحصيل فقه النفس لابد من العناية به ولابد من تصحيح مقام النفس وهذا له ان صحت العبارة هذا له - 00:30:52
تراتيب وله تسلسل ذكرها علماء السلوك فيما يتعلق بمسائل النفس وذكرها علماء التراتيب بعلم النظر فيما يتعلق بالمدارك العقلية وان كان يقال انما ذكر في كتب السلوك ليس جميعه يكون على صدق - 00:31:14
في هذا المعنى فانكم تعرفون انه خاض في مسائل السلوك بعض الناظرين في هذا الباب او المبتغين في هذا الباب بشيء من الغلو بشيء من الغلو في مسائل النفس الى درجات من الانحراف - 00:31:38
عن المنهج الذي بعث الله به الرسل ومضى عليه السابقون الاولون ولكن يبقى في كلام علماء السلوك وفيما ذكروه او ما ذكره المحققون منهم كما تقرأه مثلا في كلام شيخ الاسلام رحمه الله - 00:31:56
ابن تيمية او في كلام غيره او في كلام ابي حامد الغزالي في بعض فصوله وان كان قد زاد عنده الامر في كثير من كلامه كما هو معروف لكن في بعض مادة ابي حامد - 00:32:13
قول حسن كثير في مسائل النفس وان كان يؤخذ عليه بالمقابل بعض الغلو في مسائل التصوف الى درجة غريبة ليس لها قاعدة او اصل من الشريعة يصح ولهذا حسن الاختيار وحسن الانتقاء - 00:32:26
بهذا الباب لا بد من العناية به فالمقصود هو جملة المعنى اما تطبيقه عند فلان وفلان من احد العلماء فهذا منهج يبتغي فيه طالب العلم ما كان صحيحا مناسبا. لكنك تجد بعض المقعدين كالغزالي - 00:32:46
كابي حامد الغزالي بما يتعلق بالمدرك العقلي رسم كتابه الذي سماه معيار العلم وهو في المنطق كما هو معروف وتكلم في مسائل النفس واثر ما تحصل به تصفية النفس ذكر هذا في كلام كثير له في احياء علوم الدين وفي غيره - 00:33:05
الجملة هذه او او جملة العناية صحيحة طالب العلم ينبغي ان يعنى بميزان العلم ما هو وبتصفية النفس وتصحيح ما فيها هذا منهج موجود في القرآن اما تفصيل ما ذكر الغزالي في معيار العلم - 00:33:26
او تفصيل ما ذكره في الاحياء في مسائل النفس او في الكتب الاشراقية التي استطال فيها الى طريقة خاصة كما يسميهم من الصوفية فهذا مقام به ما هو مقبول وفيه ما هو مردود كما تعرفون - 00:33:47
لكننا نتكلم ليس عن منهج احد من الرجال والعلماء وانما نتكلم عن القاعدة التي ينبغي ان طالب العلم يكون على اه حسن تأتي لتحصيلها في حق نفسه فيكون فقهه فقها صحيحا ويكون - 00:34:02
على درجة من الانضباط والادراك وحسن السياسة الفقهية للامور بحيث لا تكون مداركه العقلية تقع في الوهم ويظنه علما او يظن الظني قطعيا وحقيقته انه ظني وليس بقطعي هذا التداخل يأتي - 00:34:20
من اسباب اما نقص العلم الشرعي او من نقص المدرك او المحل الذي ينظر فيه لعلم الشريعة ولهذا تجد الان ان البعض من الناظرين ربما يسمون بعض المسائل ويجعلونها قطعية وحقيقتها - 00:34:41
ان هذا النية بل ربما لا تكون لا قطعية ولا غنية وانما لا اصل لها في الشرع ولو تأملت بعض الاصول التي سمتها بعض المدارس وجعلتها اصلا في الدين وحقيقتها عند السابقين والصحابة وفي منهج القرآن انها ليست - 00:34:57
ايش ليست من اصول الدين اصلا بل قد يكون ما هو من اصول الدين على خلاف ذلك المعنى الذي ذكر ولهذا تجد ان بعض الطوائف التي خرجت عن منهج اهل السنة والجماعة ربما تسمي في اصولها ما لا يكون اصلا عند التحقيق - 00:35:15
بل هذا موجود ولا يكون التحقيق الا بمن كان فقيها في الشريعة وفقها في تحصيل مداركها لان هذا الكتاب وهذه الشريعة جاءت متفقة وليست مختلفة. حقائقها متسلسلة في اصول الدين وفي فروع الدين - 00:35:32
ولهذا قال الله جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ففقه التسلسل في احكام الشريعة وتقديم كلي على الجزئي والقطعي على الظني - 00:35:54
والمصالح العامة على المصالح الخاصة هذا الفقه وهذا الترتيب لابد ان يكون له محل فتكون النفس عادلة ليست منفعلة لان النفس في طبيعتها منفعلة متقلبة ولهذا قلنا ان الله في القرآن ما ذكر النفس واحدة من حيث الصفة - 00:36:11
مع ان واحدة من حيث الماهية لكن من حيث الصفة تارة تذكر النفس لوامة وتارة تذكر امارة بالسوء الا من رحم الله او ما رحم الله وتارة تذكر النفس مطمئنة الى غير ذلك - 00:36:31
فالتحقيق لهذه الطمأنينة هذا قدر منه اكتساب واكتسابه باوجه ومن اوجه اكتسابه الديانة كما اسلفنا في الصفة الاولى وعلى هذا تجد ان الله يذكر طمأنينة القلوب بذكره الا بذكر الله - 00:36:48
تطمئن القلوب اخص ذكره سبحانه وتعالى ذكره بما جاء في كتابه فان من يقرأ القرآن فانه من اخص الذاكرين لله سبحانه وتعالى والذاكرات الى غير ذلك من الاوجه العناية بالمدرك العقلي - 00:37:05
والعناية ايضا بالطبيعة النفسية تصحيحا وتجريدا هذا لا بد لصاحب النظر في فقه النوازل منه بل لابد لطالب العلم منه ولا شك انه اكد بحق من ينظر في النوازل من اهل العلم - 00:37:21
وائمة العلم او اهل الاجتهاد او ما الى ذلك لان العقل قد يزل بصاحبه وكذلك النفس بمعنى ان الذي لم يحقق هذا وذاك ظبطا وتصحيحا يخشى ان يكون اما عقله - 00:37:38
واما نفسه مهيمنة على نظره في الشريعة وهذا هو الاشكال او السوء الذي ينتاب بعض من ينظر في المسائل الشرعية وهو ربما لم يتبين هذا او لم يتأمل فيه كثيرا - 00:37:59
لان المقتضى الصحيح ان تكون الشريعة مهيمنة على المدرك العقلي وعلى الطبيعة النفسية فلا يخالف العقل شيئا جاء به الشرع ولا تسبق النفس بتقدم او تأخر بين امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم - 00:38:18
ولهذا نهى الله جل وعلا عن التقدم بين او تقديم ما هو من حق النفس او حظ النفس او حق العقل على قضاء الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا تجد ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم اذا نظرت في سيرهم وهذا شأن في طبيعة البشر جميعا - 00:38:42
لا يمكن ان يكون المدرك العقلي والطبيعة النفسية واحدة بين الناس بل الاختلاف هو المتحقق كما اختلفت صورهم واختلفت الوانهم فانما ذلكهم العقلية وطبيعتهم في النفس فيها اختلاف ولكن الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:39:04
بما اتاهم الله من العلم والايمان هم اخص اهل العلم تحقيقا لمقام هيمنة الشريعة على المدرك العقلي والطبيعة النفسية لديهم ولهذا لما وقع او اسر النبي صلى الله عليه وسلم في بدر من اسر - 00:39:24
ولم ينزل الداك في الاسرى شيء من القرآن دعا الرسول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الثابت في الصحيح في حديث ابن عباس دعا ابا بكر وعمر فاستشاره في الاسرى - 00:39:47
فترى ان طبيعة عمر رضي الله تعالى عنه كانت بينة بما عرف عنه من القوة وترى ان طبيعة ابي بكر كانت بينة بما عرف عنه من الحلم والرفق ولهذا جاء في بعض الاحاديث وفي اسنادها شيء - 00:40:00
ان النبي كان عليه الصلاة والسلام كان يشبه ابا بكر بعيسى وكان يشبه عمر بموسى واذا قرأت في صفة هذا النبي وذاك النبي وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى باعتبار اختلاف المدعوين - 00:40:16
واحوال الامم ولهذا جمع الله لهذا النبي الخاتم جمع له هذا وهذا من مقامات ائمة الرسل عليهم الصلاة والسلام فالمقصود ان ابا بكر قال يا رسول الله هم بنو العم والعشيرة؟ ارى ان تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار - 00:40:36
فعسى الله ان يهديهم للاسلام اسأل الله ان يهديهم للاسلام فكان حليما رفيقا في هذا الرأي الذي رآه فقال النبي لعمر ما ترى يا ابن الخطاب؟ فقال عمر لا والله يا رسول الله ما رأى الذي رأى ابو بكر - 00:40:56
ولكن ارى ان تمكني من فلان نسيب لعمر فاظرب عنقه وتمكن عليا من عباس وكان العباس رضي الله عنه وقتها اسيرا ببدر وتمكن عليا من عباس فيظرب عنقه فان هؤلاء ائمة الكفر وصناديدها - 00:41:13
قال عمر فهوى رسول الله ما قال ابو بكر ولم يهوى ما قلت ثم ذكر تمام القصة ونزل في شأن الاسرع ما نزل ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يدخل - 00:41:33
في الارض والصحيح هناك ما سبق ان اشرت الى هذا ربما لمن في في دروس اخرى لمن كان من الاخوة قد مر عليه شيء من هذا الصحيح في هذا ان ما نزل من القرآن - 00:41:45
هو اختصاص بحكم ليس هو الاجتهاد الذي قاله عمر من حيث المقدمة وان كان متفقا مع ما ذكره عمر او رآه عمر من حيث النتيجة ولكن المناط الذي ذكر في القرآن مناط الحكم - 00:42:01
هذا اختصاص نزل به الوحي وقوله جل وعلا ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يتقن افلامه فان هذا المناط ما ذكره عمر رضي الله عنه وان كانت النتيجة - 00:42:17
في جملتها واحدة على كل حال هذه الطبيعة عند ابي بكر وعمر لا ترى انها مهيمنة على الشريعة فلما توفي الرسول عليه الصلاة والسلام وارتد من ارتد من قبائل العرب وحصل الخلاف في بعض احوال المرتدين كما هو معروف - 00:42:31
ترى ان ابا بكر هو الذي كان عازما على القتال وعمر هو الذي كان يقول لابي بكر كيف تقاتل الناس وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:42:51
فذكر ابو بكر حق الزكاة وما الى ذلك وهي مسألة تكلم عليها العلماء رحمهم الله انما المقصود هنا انك لم ترى ابا بكر هو الذي كان منكفا وعمر هو الذي كان عازما - 00:43:06
وهذا دليل على ان اولئك السادة المرضيين عليهم رضوان الله تعالى كانوا على تحقيق لهيمنة الشريعة على طبيعة نفوسهم وعلى المدارك العقلية وليس اذا قلنا هيمنة الشريعة المدرك العقلي بمعنى الغاء العقل - 00:43:22
هذا ليس صحيحا لان كل ما يكون صحيح في حكم العقل فان الشريعة لا تأتي برفعه ولا يمكن ان الشريعة ترفع حكما الا ويكون في في العقل الصحيح ليس صحيحا - 00:43:42
ومن الدليل على هذا انك لا ترى ان العقلاء اتفقوا على حكم والشريعة ترفعه فمن ظن هذا فيكون هذا عقلا مظافا اليه فيكون حقيقته ليس قياسا صحيح من العقل وانما هو وهم - 00:43:56
فليس كل ما اضيف الى العقل والى قضاء العقل او حكمه يكون صحيحا حتى الذين وضعوا اقيسة العقل او لخص من اقوالهم قبل الاسلام لما لخصها من جاء في تاريخ المسلمين عن ارسطو وامثاله من الذين ذكروا القياسات العقلية وما تستلزمه من القضاءات - 00:44:12
احكام ذكروها خمسة فعندهم القياس البرهاني والقياس الجدلي والخطابي والمبني على المقدمات السوفستائية هو قياس المقدمات الذي يسمونه القياس الشعري فيجعلون الصادق منه في الحقيقة هو البرهان فحسب فهذا اقصد منه انه ليس كل ما قيل ان هذا من العقل والشريعة لم تأتي به او او انها منعته - 00:44:33
يكون عقلا صحيحا فانه لا تعارض عند التحقيق باجماع ائمة العلم لا تعارض بين العقل والنقل لا تعارض بين العقل والنقل فاذا صح النقل وصح العقل فيمتنع التعارض بينهما اذا هذه الصفة الثانية بعد صفة الديانة - 00:45:05
العناية بمقام تحقيق المدارك وفقه النفس ولهذا ذكر امام الحرمين كما اسلفت ان من صفة المجتهد ان يكون بتعبيره هكذا عبر الجويني يقول ان يكون فقيه النفس وهذا صحيح وهذا في اصله يعني فقه النفس - 00:45:24
و انضباط العقل في اصله فطرة من الله وجبلة من الله ومنحة من الله لكن هو قدر منه كذلك اكتساب يكون فيه ترقي. والا فمن طبع احمقا او احمق لا يمكن ان يكون مفيدا فيه كثير الامر. حتى ولو تقدم به السن او كثرت به التجارب كما قال ابو حامد - 00:45:44
وغيره من الذين ما نظروا في احوال هذه المسائل ان بعض التقدم في السن ربما لا يزيد الانسان الا ربما تأكدا او مثابرة على انطوائه على الجهل احيانا القصد ان ان طالب العلم يجب ان يكون متربصا - 00:46:11
بمعرفته لحقيقة نفسه والله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين وان كان بينهم قدر مشترك لكن من اتاه الله عقلا راجحا؟ من اتاه الله مدركا صحيحا وطبيعة فاضلة بالنفس فان هذا لا بد ان يكون معنيا بحاله - 00:46:33
فان بعض الناس طبع على الخير كثيرا كما ان بعض الناس طبع على الشر ولهذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الغلام الذي قتله الخضر قال عليه الصلاة والسلام ان الغلام الذي قتله الخضر كما في حديث ابي في الصحيح - 00:46:54
طبع كافرا ولو عاش لارهق ابويه طغيانا وكفرا وكما تعرفون في حديث الاشد شجع عبد القيس لما قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عباس له ان فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والاناة الحلم - 00:47:10
والالات فكان حليما وكان فيه اناة وكذلك ما وصف به الرسول عليه الصلاة والسلام ابا عبيدة رضي الله تعالى عنه من الامانة الى غير ذلك فهذا في الاصل اصطفاء من الله سبحانه وتعالى - 00:47:27
ولكن يجب على من اتاه الله مقاما من ذلك ان يكون مترقيا بالتحقيق له لان الله يقول ليبلوكم فيما اتاكم. الصفة الثالثة للناظر الاهلية في علم الشريعة الاهلية في علم الشريعة - 00:47:45
بمعنى ان يكون عارفا بعلم الشريعة وهذا تفصيله سيأتي في مقدمة اتية لكن جملة المقصود ان يكون معروفا بالعلم في الشريعة وليس المقصود ان الناس يعرفونه هذا معنى لكن الاهم من هذا ان يكون - 00:48:04
فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى على مقام من علم الشريعة على مقام من علم الشريعة فاذا الناظر في النازلة له ثلاث صفات تحقيق صفة الديانة تحقيق ما يتعلق بالمدرك العقلي - 00:48:24
وفقه النفس الصفة الثالثة الاهلية في علم الشريعة معرفته بالسنن والاثار واقوال الفقهاء وقواعد علم الاصول ومقاصد الشريعة الى غير ذلك من تفاصيل المعاني العلمية التي هي مسماة في كتب العلماء - 00:48:41
وفي ابواب العلم المعروفة وطبقاته المتداولة بين اهل العلم نجمل كسبا للوقت المقدمة الثالثة صفة النظر قدنا في الاولى صفة نازلة وفي المقدمة الثانية اخذنا صفة الناظر المقدمة الثالثة صفة النظر - 00:49:01
كيف ينظر صاحب العلم في النازلة النازلة لابد ان يكون النظر فيها فيه شيء من الترقي ليكون التأصيل تأصيلا علميا صحيحا وهنا سبع درجات من الترقي يترقى بها الناظر في النازلة - 00:49:22
الصفة الاولى التصور بمعنى هذه النازلة التي هو معني بنظرها لابد ان يكون تصوره لها تصورا صحيحا لان الحكم على الشيء كما في جملة المنطق المعروفة فرع عن الحكم على الشيء فرع عن تصوره. هنا اشير الى معنى في التصور اجمالا - 00:49:43
هناك تصوران تصور بسيط وتصور مركب التصور البسيط يعرفه كل من سمع بهذه النازلة سواء كان عاميا او كان طالب علم فلا يصح لمن اراد ان ينظر فيها ليوجد حكما - 00:50:07
او لينشأ حكما لا يصح له ان يعتبر نظره في النازلة بمجرد التصور البسيط لابد من معرفة ماهية هذه النازلة وما هي العوارض المحتفة بها والقرائن؟ الى غير ذلك هذا هو التصور العلمي الصحيح - 00:50:26
الذي نستطيع ان نميزه هنا ان تصور التصور العام الذي نسميه التصور البسيط مجرد السماع مجرد نقل الاحاد لهذه النازلة بتوصيفها وقد يكون هذا التوصيف ليس صحيحا او ناقصا او في بعض المؤثر في الحكم لم يذكره الناقل الى غير ذلك - 00:50:48
فاذا التصور هذا اول درجات النظر فلا بد ان يكون تصورا مركبا بمعنى مميزا للماهية برسمها العلمية الصحيح وعارفا بما يقارنها من القرائن او يحتف بها من العوارض وما الى ذلك - 00:51:08
اما الاخذ بالتصور العام بمجرد ذكر آآ من احاد الناس او من جهة اعلامية عارظة او او من مصدر من مصادر البحث السريعة التي اصبحت الان متداولة بكثرة فيكون تصور الناظر في النازلة بناء على هذه المعلومات - 00:51:30
وهذه المعاني هذا لا لا يصح لابد ان يحيطها الناظف بتصور مرتب علمي يميز به الماهية ويعرف حدها ان كانت مما يحد او تمييزها ان كانت على باب التمييز هو الذي هو الرسم ويعرف ما يقارنها من القرائن وما يهتف بها من العوارض الى غير ذلك - 00:51:48
الدرجة الثانية التجريد تجرد هذه الماهية او عفوا هذه النازلة عن عوارضها وقرائنها المحتف بها فيأخذها على انها مجردة من هذه القرائن وهذه العوارض حتى يستطيع في الدرجة الثالثة ان يعيدها الى نص - 00:52:10
او الى نظير لها في الشريعة او نظير الله في كلام العلماء وكما اسلفت ان بعض النوازل قد يكون اصل حكمها موجودا في في كتب الفقهاء وتكلموا فيه بمذهب معروف او او باختلاف معروف ولكن دخلها بعض العوارض التي جعلتها تسمى نازلة - 00:52:30
بعصر متأخر اذا الدرجة الثانية هي التجريد. الدرجة الثالثة هي التكييف الفقهي لهذه النازلة فاذا جردها من العوارض والقرائن وصارت ماهية مجردة اعادها هنا الى تكييف فقهي فالحقها بما يناسبها - 00:52:50
من الكيفيات الفقهية الدرجة الرابعة التحصيل لاصل الحكم اذا ما تصورها مجرد هذه النازلة وذكرت وتحصل عنده التكييف يأتي بعد ذلك الدرجة الرابعة وهو التحصين لاصل الحكم اما من النص - 00:53:10
او من تقرير اهل العلم فيما كان من المسائل له تقرير سابق الدرجة الخامسة الالحاق برتبة فان مسائل الشريعة كما تعرف ليست على رتبة واحدة فمنها القطعي ومنها الظني ومنها الاصل ومنها الفرع - 00:53:29
ومنها الظروري ومنها الحاجي ومنها التحسيني الى غير ذلك من التقاسيم المتنوعة التي قد تذكر بعلم القواعد او في علم الاصول او في تقاسيم العلوم او غير ذلك لكن المعروف ان مسائل الشريعة ليست رتبة واحدة - 00:53:50
وهذا جاءت به النصوص كما في قول الرسول عليه الصلاة والسلام لما ذكر الايمان وشعبه في حديث ابي هريرة المتفق على صحته قال الايمان بضع من سفون شعبة قول لا اله الا الله - 00:54:07
وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان والحديث متفق عليه كما قلت باعتبار اصل مخرجه وان كان هذا التفصيل بتفصيله مما تفرد به مسلم فقال اعلاها وقال ايش - 00:54:21
وقال ادناها فمسائل الشريعة ليست رتبة واحدة وهذا من الامور المهمة ان الفقيه يعين رتبة هذه النازلة من الشريعة. لانك ان قلت انها من القطعي واعدتها الى معنى قطعي او اعدتها الى معنى ظني او اعدتها الى ضروري او اعدتها الى حاجي او اعدت الى تحسين او اعدت الى اصل او عدت الى فرع هذه الاحكام ستكون ايش - 00:54:39
مؤثرة في مسائل الخلاف وقبول الخلاف ولزوم الحكم والى غير ذلك فمعرفة الالحاق بالرتبة هذا معنى بصفة النظر لابد منه. الصفة السادسة التمييز ويقصد بالتمييز بعد الالحاق بمعنى التمييز بحكم مناسب للنازلة باعتبارها نازلة - 00:55:05
اي بعوارضها وكرائنها المحتفظة بها الحكم السابق هو حكم في الدرجة الثالثة او عفوا في الدرجة الرابعة لما قلنا التحصيل لاصل الحكم باعتبارها مجردة لكن هنا في هذه الدرجة السادسة التمييز لها بحكم مناسب بصفتها وعوارضها النازلة - 00:55:29
ولهذا ربما المجتهد في هذا العصر مثلا او الناظر في هذا العصر فلا يقول قائل من المجتهد في هذا العصر ربما يكون له اختيار بالجواز لاصل الحكم في كلام الفقهاء - 00:55:49
اي لهذه النازلة باعتبارها ليست نازلة وانما مجردة من عوارضها وقد لا يكون الاختيار متطابقا بعد طلوء ايش؟ هذه العوالم مثل ما لو ذكرنا مسألة انصحها انها من مسائل النوازل مع ان هذا عندي في شيء من التردد لكنها تذكر الان - 00:56:04
وتكتب فيها البحوث باعتبارها من مسائل النوازل مسألة الزواج بنية الطلاق. فانت ترى المسألة من حيث هي مجردة عن العوارض المعاصرة التي يتكلم عنها الناس في احوال الناس لها ذكر في كلام الفقهاء - 00:56:24
في المذاهب الاربعة للفقهاء رحمهم الله كلام معروف فيها قد يختار الفقيه هنا رأيا لو فرضنا بالجواز باعتبار الماهية المجردة ولربما كان باعتبار العوارض المصاحبة طارئة يميل الى ايش المنام فاذا لا يلزم التطابق لا يلزم التطابق قد يتطابق النظر وقد يختلف - 00:56:42
وقد يكون مبناه على الجواز هو المبنى الاصل ويرى ان هذه العوارض غير مؤثرة او يمكن ان تكون على باب التقييد ليست على باب اطلاق الحكم الى غير ذلك فهذا هو المقصود بمسألة تمييز النازلة بحكم - 00:57:07
اذا الرتبة السادسة بعد رتبة الالحاق نسميها التمييز اي تمييز النازلة بحكم مناسب اه عفوا الدرجة السادسة التمييز الدرجة السابعة في صفة النظر نسميها التقييد واقصد بالتأكيد هنا تقييد الحكم من حيث توصيفه - 00:57:22
من حيث توصيف هذا الحكم بمعنى ان من يكتب هذا الحكم او يقول هذا الحكم بلسانه يجب ان يكون قوله منضبطا في توصيف الحكم وتقييده لانه تلاحظ احيانا في بعظ نتائج البحوث في النوازل - 00:57:46
التي تقال او او تنشر او ما الى ذلك تجد ان سبك الحكم اما ان يكون في الفاظ الحكم شيء من الاشتراك الالفاظ فلا يكون او يكون فيه شيء من الاجمال - 00:58:04
الذي لم يتم تفصيله او ما الى ذلك فالعناية بمسألة التوكيد في تحصيل الحكم من جهة ما يقيد به من الاوصاف او الشروط او التعليقات الى غير ذلك فهذه درجة - 00:58:20
وهي الدرجة التالية في النظر وهي اخر الدرجات فتكون درجات النظر تبدأ بالتصور فالتجريد فالتكييف فالتحصين الالحاق والتمييز في التقييد للحكم تقييدا علميا صحيحا بحيث يكون حكما لانه هذا قد يقول قائل انه الشيك المالي انا لا اراه كماليا لان بعض الخلل اليوم - 00:58:39
بسبب ضعف اللغة العلمية بسبب ضعف اللغة العلمية واللغة العلمية يجب ان تصاغ صياغة صحيحة كما اعتاد السالفون والائمة وعلماء الاصول والمحققون من السابقين بلغتهم العلمية المنضبطة في دلالات الاحكام التي يقولونها او ينشئونها - 00:59:05
او يكشفون عنها. المقدمة الرابعة ونجمل القول فيها لان الوقت يتجاوز ما كنت افترض المقدمة الرابعة مورد النظر في النازلة واختم بهذه المقدمة بعد ان عرفنا اجمالا والا فالقول ليس على سبيل التفصيل قطعا انما هي اجمال او او بعبارة ربما ادق - 00:59:27
كل ما ذكرته فهو اشارات وتنبيهات والا فان مقام الاستفصال يبتغيه صاحب العلم وطالب العلم ببحثه ونظره وتوفيق الله له. بعد ان ذكرنا صفة نازلة وصفة الناظر وصفة النظر نذكر في المقدمة الرابعة مورد النظر - 00:59:51
في النازلة المرجعية التي تقرأ بها النازلة ويتوصل او او يحصل الحكم من جهتها مورد النظر في النازلة كجملة هو علم الشريعة واظن ان هذا من الجمل البينات من الجمل - 01:00:10
البينات مورد النظر في النازلة ومرجعها علم الشريعة لكني اشير الى اربع مقامات في هذا العلم يبتغيها الناظر في النازلة المقام الاول النصوص الناظر ايها الاخوة والاخوات في النازلة من الخطأ ان يكون ليس عليما - 01:00:29
بمفصل نصوص الكتاب والسنة وانما يبحث بحثا اما في محاولة استقراء في شيء من الكتب عما يعتقد انه يناسب هذه النازلة او باي طريقة من طرق البحث التي جدة اليوم من ينصب نفسه للنظر في النوازل - 01:00:52
او المشاركة في النظر في النوازل في مجمع علميا او غير ذلك او هو يطرح نفسه للنظر في النوازل مع اني لا ارى التقحم السريع في النوازل يجب ان تكون خطوات طالب العلم - 01:01:12
العالم والفقيه عاقلة جدا بما يكون من النوازل وان يكون معتدل النظر فيها لكن اول مقامات في مورد النظر في النازلة هو العلم اذا قلنا مورد النظر هو علم الشريعة اول مقام اراه ملحا - 01:01:26
وضروريا مع انه هذا في هذا العصر مع الاسف ينقص كثيرا هو العلم المفصل بالنصوص المستفيضة وسبب هذا النقص في هذا العصر هو التلخيصات التي كتبها من كتبها من الحفاظ المتأخرين في النصوص النبوية وما ارادوا - 01:01:46
رحمهم الله على الاختصار ولكن لضعف الاحوال ونقص التتبع للعلم صار كثير من طلاب العلم يصل الى قدر من الحال والسن والعمر وهو لا يعرف كثيرا من نصوص السنة الا ما تردد فيه من هذه المختصرات - 01:02:05
وفي جملتها في ابواب الحلال والحرام في الفرع الفقهي هنا النظر في النوازل لابد ان يكون الناظر عليما بالنصوص الى درجة مناسبة لا تستطيع ان تفرض تسمية بعدد ولكن يكون عارفا بنصوص الكتاب - 01:02:26
وحافظا للقرآن ولهذا تستغرب ان ينظر في النازلة من ليس حافظا للقرآن القرآن هو المنهج الذي يبتدى وينتهى به في النظر في النوازل اما باعتبار الاحكام المسماة في القرآن واما باعتبار المقاصد الكلية التي ذكرها الله في القرآن للتشريع - 01:02:45
بشراء الانبياء والرسل وهذه الشريعة الخاتمة واما في قصص المرسلين التي قال الله فيها لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. ما كان حديثا يفترى ولهذا انا اؤكد على طالب العلم ان اول ما - 01:03:05
يعنى به من طلب العلم هو ان يحفظ القرآن ولا يسمع بهذا الامر شيئا اخر فمسألة ما يتعلق بالعلم بالنصوص من جهة حفظ القرآن من جهة العلم بنصوص السنة من استطاع حفظا فهذا هو المقام الفاضل او على اقل الاحوال - 01:03:22
ان يكون له استفاضة بمعنى استعرض كثيرا الكتب الامهات من السنة فقرأ البخاري وقرأ مسلما وقرأ السنن اه سنن ابي داود سنن النسائي جامع الترمذي ابن ماجة قرأ مسند احمد - 01:03:41
قرأ اللدانمي قرأ مالكا في موطأه يعني قرأ امهات التي جمعت جملة الرواية قرأ فقه الصحابة بما مر عليه من هذه الكتب او في مصنفه عبد الرزاق او مصنف ابن ابي شيبة. هذه الكتب - 01:03:57
الاحدى عشر ارى ان طالب العلم يجب اذا كان له مقام في القول في نوازل ومقام في مسائل عامة ومقام في فتاوى قد يكون لها بعد ولها اثر ان يكون مستبرئ للنصوص - 01:04:12
والا لا ينبغي ان ينصب نفسه في امور من النوازل كبير او امور من النوازل عام وان لم يكن عاما من جهة الحكم قد يكون عاما من حيث الماهية كما قلنا سابقا - 01:04:27
فاول مقام في مورد الشريعة والعلم بمفصل النصوص هذا يجب على طالب العلم والعالم ان يعنى به لان هذه النصوص كما قلنا سابقا هي النور الذي انزله الله ولهذا الامام الجميل رحمه الله في اخر عمره - 01:04:40
ذكر ان مما اه ان صحت العبارة ندم عليه او يقول مما يأسى عليه بعبارة اعقل يقول مما يأسى عليه انه لم يمضي كثيرا من الوقت في تدبر القرآن مع ما تعرفون عنه من من من تصنيفه في التفسير ونظر في في تفسير القرآن بل قيل انه اول علم من علومه وامامته في التفسير - 01:04:57
الاقبال على القرآن تدبرا او سماعا له ان لم يكن الانسان قارئا يعني قد يكون سنقرأه ويتدبر او يستمعه ويتدبر على كبائع القرآن وعلى نصوص السنة هذا هو المقام الكلي في العلم - 01:05:23
المقدمة الثانية العلم بالمقاصد من كان ضليعا بالنصوص مستقرئا لنصوص الكتاب ومشهور السنة المرفوعة الى النبي عليه الصلاة والسلام وفقه ائمة الصحابة من الاثر المروي عنهم رظي الله عنهم المولد الثاني - 01:05:39
العلم بمقاصد الشريعة وهذا فقه معروف وفقه شريف وان كان مما قد يعقده عن طلبة العلم او عن كثير منهم قلة التصنيف المسماة فيه فهو علم استقرائي سمى فيه ابو اسحاق الشاطبي رحمه الله - 01:05:59
تصنيفا ووضع جملة كتاب الموافقات في هذا المعنى وتكلم في عز الدين ابن عبد السلام في كتاب القواعد وتكلم الشاطبي في او عفوا القرافي في الفروق تكلم علماء الاصول علماء القواعد - 01:06:17
اه اشارات وجمل في كلام ائمة العلم المتأخرين المحققين كابي عمر ابن عبد البر او ابن حزم او او ابن تيمية واو في كلام المتقدمين من الائمة رحمهم الله هذا امر لكن العلم بمقاصد الشريعة - 01:06:32
هذا علم يجب ان يتتبع في نصوص الكتاب والسنة وهو فقه الائمة وانا اقول هنا جملة ان مقاصد الشريعة فيما ارى انها الاسباب الكلية للتشريع مقاصد الشريعة هي الاسباب الكلية للتشريق فتدرس الاسباب الكلية للتشريع - 01:06:48
لانه بعض من نظر في مسائل المقاصد فيما ارى انه ادخل في المقاصد ما ليس منها ولهذا تكلم بعضهم في المقاصد عن القطعي والظني وبعضهم رتبها على مسألة الضروري والحاجي والتحسين كما - 01:07:09
ابتدأ الشاطبي رحمه الله وان كان استدرك في شيء من كلامه لما تكلم على الضرورات او الضروريات الخمس على كل حال هذا بحث اخر لكن العلم والعناية بمقاصد الشريعة آآ الوجه الثالث - 01:07:24
العلم بمشهور المسائل في موارد الاجماع او موارد الخلاف يجب ان طالب العلم يقرأ في الكتب التي جمعت مسائل الاجماع باصول الشريعة وفي احكام الشريعة وكذلك يعرف المشهور والا الكمال هذا متعذر لا يستطيعه احد - 01:07:41
لكن يعرف المشهور من مسائل الخلاف يعرف المشهور من مسائل الخلاف ولا سيما اذا قرأ في بعض الكتب التي عنيت بجمع الخلافة وبجمع المشهور من الخلاف وهذا كل احد بحسب مقامه وبحسب امكانه وقدرته - 01:08:02
ما اتاه الله من الامكان او ما اتاه الله من الوقت الى غير ذلك من الاسباب التي لا تخفى الوجه الرابع والاخير العلم بقواعد الخلاف ورتبه فاذا علم بالنصوص علم بمقاصد الشريعة علم بمشهور المسائل مسائل الاجماع او مسائل الخلاف علم - 01:08:19
قواعد الخلاف ورتبه لماذا؟ لان الناظر في النازل لا بد ان يعرف قدرها من حيث احتمال الخلاف؟ وما هو الخلاف السائغ فيها؟ وما ليس سائغا حتى لا يقع بعض من ينظر في النازلة الى درجة من الغلو فلربما ارتقى كما قلنا بما هو من مقام الظني - 01:08:41
الى حكم قطعي او كان على عكس ذلك وربما هون من شأن ما درجته اعلى ويعرف قواعد الخلاف ومراتب الخلاف حتى يكون نظره في النازلة نظرا معتدلا من حيث اه لزومها او من حيث لزوم الحكم ومن حيث احتمال الخلاف وما الى ذلك من تسلسل المعاني التي يقتضيها هذا الوجه - 01:09:03
اه نكتفي بهذا ليس الاكتفاء الموظوع نفسه وانما لان المقصود جملة من الاشارات والتنبيهات كما اسلفت نسأل الله جل وعلا باسمائه وصفاته ان يرزقنا واياكم الفقه في الدين اه ان يثبتنا واياكم وان يوفقنا - 01:09:32
لحسن الفقه في الشريعة فان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد. اللهم صلي - 01:09:54
وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. كتب الله اجرك يا شيخنا واسأل الله عز وجل ان يسددك وان يرفع قدرك في الدنيا وان يعلي ذكرك في الدنيا والاخرة انه ولي ذلك والقادر عليه - 01:10:08
شيخنا نستأذنك في عرض بعض الاسئلة. سؤال يقول هل يوجد جهة معتبرة تخصصت في النظر في النوازل هناك ولله الحمد مجموعة في العالم الاسلامي اليوم هناك مجموعة من صور الاجتهاد الجماعي - 01:10:22
وانا ارى ان ما يتعلق بالنوازل الفاضل فيه ان يكون مشتركا وان يراجع اهل العلم بعضهم بعضا في النظر في هذه النوازل فتوجد هيئات علمية شرعية وتوجد مجامع ايضا فقهية - 01:10:39
هذه من وان كان من هذا الواقع ليس بالضرورة انه يكون كافيا فيرجى ان يوجد لدى المسلمين ما هو اتم من هذا هو ان يسدد النقص لان احوال المسلمين تتكاثر واذا ما كان الاجتهاد مشتركا بين علماء - 01:11:00
وفقهائهم ولا شك ان هذا ادعى لضبط الحكم وصدقه وانصافه وآآ صحته الى غير ذلك الله اليك يقول كيف كان هدي ابي محمد ابن حزم في النوازل؟ هل كان يحكم بالظاهر كعادته ام لا - 01:11:20
تعبير بالهدي آآ للاعيان مناسبا على كل حال اه انما ابو محمد ابن حزم كما تعرف هو من كبار اهل العلم وصاحب اختصاص من جهة عنايته داوود ابن علي فصار له اختصاص عن جمهور الفقهاء الذين اشتهر فقههم من اتباع الائمة الاربعة - 01:11:39
لانه مضى على اصول داوود واخذ هذه الجملة من فقه داوود ابن علي الظاهري رحمه الله فنشرها اصولا او تأصيلا وتقعيدا او تفريعا فصنف في اصول الفقه كما تعرف صنف في فروع الفقه - 01:12:04
فتجد في كتابه في الاصول او في ما كتبه في الفروع في المحلى آآ تجد لابي محمد رحمه الله فقها واسعا وفقها مستفيظا وسعة علم بالنصوص لكنه مضى على الاصول التي ارتضاها كمنهج - 01:12:22
فطريقته رحمه الله هي طريقة ائمة الظاهر. بل هو نشرها على صفة مختصة فهو امام واسع الفقه وواسع العلم وان كان منهجه بالتفكر اه في بعض موارده نظر من جهة ما بنى عليه من الاصول الفقهية - 01:12:40
لانك تعرف ان له نظرا في بعض الاصول ومن اشهرها واخصها واكثرها اشادة في كلامه نفيا لها ما يسماه اه او ما سمي وعرف بالقياس فان ابا محمد كثيرا ما ينكره - 01:12:59
ويعتب على الفقهاء انهم استعملوه ويرى ان هذا من من الانفكاك عن النص الى غير ذلك اه لكن يبقى ان لابي محمد ابن حزم سعى في العلم معروفة. فلا ينبغي ان يتجاوز علمه او ان يقال انه مما لا تقرأ كتبه. انا اقول - 01:13:14
ان كتب بن حزم رحمه الله لا تناسب المبتدئ في طلب العلم لقوة عارظة ابن حزم من جهة ولان منهجه في التفكك كما قلت بني على منهج ليس مرضيا بجملته عند جمهور الفقهاء - 01:13:32
او او عفوا ليس مرضيا ببعض آآ اجزائه عند جمهور الفقهاء. لكن ارى في المقابل ان طالب العلم المتقدم المتمكن او الفقيه او المؤصل لدرجة انه متقدمة ينبغي الا يستغني عن بعض - 01:13:46
الافادات بمحمد بن حزم. ولهذا تجد ان ابن تيمية رحمه الله استقرأ علم ابن حزم وان كان تعقبه في كثير من المسائل لكنه اشاد به في كثير من المسائل فهو ممن اه له جمع وفقه اه كبير نعم - 01:14:05
احسن الله اليك وهذا الحديث يجرنا الى هذا السؤال الذي يتكرر فهذه احدى الصيغ تقول ما هو الطريق الاسلم للشبك العلمي على طريقة المتقدمين. لعلنا نختم بهذا السؤال حتى لا نكون الغينا سؤالا بعد ما قرئ - 01:14:23
اه مثل ما اشرت سابقا ان فيما ارى وهذا اجتهاد واسأل الله ان والسداد مما يلاحظ في هذا العصر ومن ربما بعض القرون الاخيرة ان هذه المختصرات التي هي اشارات في في اوائل العلوم - 01:14:40
وهذا موجود في كل علم من العلوم هناك مختصرات اعتاد الطلبة انهم يبتدئون بها. وهذا البدء ليس اشكالا. هذا بدء صحيح لكن السقط هنا انه يقيم عليها الطالب زمنا ثم يتحول منها الى البحث العلمي - 01:15:02
ثم يتحول منها الى البحث العلمية فتكون هي التأصيل في حقه وهذا هو وجه الخطأ. هذه المختصرات نعم لها فضلها ولا قدرها لكنها تكون ابتداء في العلم لكن لا ينتقل بها او منها الى البحث العلمي والقول في الاحكام العلمية - 01:15:21
ارى ان التأصيل على طريقة المتقدمين ومنهجهم كما اشرت سابقا البدء بحفظ القرآن الحفظ لما يتيسر من السنة لمن اتاه الله قدرة على الحفظ ومن لم يكن كذلك فيستظهر كتب السنة المشهورة قراءة لها - 01:15:41
عناية بها وترددا في نصوصها بحيث يكون قد استتم جملة هذه الكتب يقرأ في كلام ائمة المتقدمين وينظر صياغتهم في الفتوى وصياغتهم في القول انظر مثلا صياغة الامام مالك اذا علق بحكم في موطئه انظر مثلا في جوابات مالك التي جمعت - 01:15:58
من ائمة اصحابه اذا قرأت مثلا في مدونة في فقه مالك انظر مثلا في جوابات الامام احمد اذا قرأت في المسائل التي رواها غير واحد عن الامام احمد الصياغة العلمية للفتوى مهم طريقة النظر في المسائل على رتب متعددة - 01:16:19
والاشكال اليوم انه بعض طلاب العلم حاد المزاج فتواهم في الغالب حاجة او ربما العكس ان صحة العبارة تجده يتتبع كما يقال الايسر مع انه الايسر هنا الذي عناه الشارع هو اليسرى الذي جاء في النص - 01:16:35
بكون الله يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر التيسير والرخص ليست هي رخص الفقهاء بل الترخيص هو الرخصة التي جاء بها الشارع هذا هو الفاضل هذا هو الفاضل وان كان - 01:16:53
من مقام الفقه كما قال سفيان ان الفقه ان تسمع بالرخصة من الثقة فاما التشديد فيحسنه كل احد الاعتدال بين هذين الوجهين ولهذا الامام احمد رحمه الله اذا قرأتم مسائله - 01:17:08
تجدون فيها احكاما لكني التفت الى جهة اخرى غير مسألة الاحكام المتعددة لكن تجد مسائل الامام احمد فيها يتوقف وتجد مسائل في مسائل الامام احمد وجواباته يعبر بقوله ارجو ويعجبني ونحو ذلك من التقديرات - 01:17:22
وتجد مسائل يجزم فيها جزما واضحا وتجد مسائل يحلف على رأيه فيها وقد جمع بعض اصحابه كما يعرف الاخوة جمع بعض اصحاب احمد المسائل التي حلف عليها الامام احمد فيسأل عن كذا ترى كذا فيقول نعم اي والله - 01:17:44
وليست هي في العقائد كما قد يتبادر انه حلف عليها ان يكون اصول من اصول الدين لا. بعضها حتى مسائل الجمهور على خلاف راي احمد فيها. مثل سئل عنه مثلا - 01:18:04
بعض الاحكام التي حلف عليها مثلا سئل عن خاتم الحديد فذهب الى كراهته وحمل بعض اصحابه على انها كراهة تحرير عند احمد وبعضهم قال ليست كراهة تحريم اذا قلنا انها تحريم فهذا على خلاف رأي الجمهور - 01:18:14
وقيل تذهب الى حديث عمرو ابن شعيب فيها؟ قال نعم اي والله هذا التنوع دليل على سعة فقه السابقين ساعة تفك الائمة المتقدمين. ولذلك كما قلت ان الاستقرار لمنهجهم يكون بقراءة فقههم وقراءة فتواهم قراءة فقه الامام الشافعي - 01:18:28
في كتاب الام في تأصيله في في الرسالة قراءة فقه محمد ابن الحسن في فيما كتبه في مثلا كتاب الحجة على اهل المدينة من حسن المناظرة الفقهية الصحيحة في كلام محمد ابن الحسن مع علماء المدينة وعلماء الحجاز آآ حسن مناظرة الشافعي في بعظ - 01:18:50
وبعض جواباته في الام التأصيل على هذه الكتب الاولى حسن الاختيار من كتب الاصول وكتب القواعد كتب الفقهية ايضا التي كتبها ائمة محققون مثل ولا سيما الكتب التي جمعت الخلاف بعد ان يأخذ طالب العلم التأصيل على - 01:19:10
مذهب معين ينظر الى كتاب مقارن في الفقه ومن ذلك مثلا كتاب المغني في فقه الامام احمد وان كان ذكر فيه جملة المذاهب المشهورة وهي المذاهب الاربعة وفق كثير من السلف من - 01:19:30
الصحابة ومن بعدهم او في المجموع للنووي رحمه الله في او او في بعض الامهات حسب المذهب لكن انا اذكر مغني مثلا لكونه شائعا في هذا البلد مثل هذا التأصيل مع العناية - 01:19:43
اه قبل ذلك من كتب اصول الدين التي بينت قواعد وعقائد هذه الملة ولا سيما من الكتب الاولى التي صنفت بالرواية والاسناد الى الائمة رحمهم الله والى اثار الصحابة وجمعت نصوصا - 01:20:00
الكتاب والسنة في هذا الباب هذا الاختصاص وحسن الانتقاء وحسن الاختيار بعد توفيق الله جل وعلا ارى انه هو من خير ما يدل طالب العلم على المنهج الصحيح اما انه يأخذ مختصرا يسيرا في الفقه - 01:20:16
او مختصرا يسيرا في الاصول لا يتجاوز ورقات يعني كما سماها الجويني رحمه الله يأخذ الورقات في الاصول وهي جملة مختصرة جدا على جلالتها وفضلها لكنها لا تصنع اصوليا ولا تظع اصوليا الى اخره فينتقل منها الى البحث - 01:20:32
في احكام مبنية على تفصيل في علم الاصول هذا ارى انه منهج فيه فيه نوع من الانفكاك لابد ان يكون الترقي صحيحا وتكون هذه المختصرات اوائل ليس الا تكون اوائل فاضلة يبتدئوا ولهذا كانوا يدرسونها لمرحلة قبل البلوغ في الغالب ما كانت تدرس للكبار اصلا لانهم يفترض انهم قد انتهوا منها - 01:20:49
وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وسلم - 01:21:12
التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وينعقد هذا المجلس المبارك باذن الله تعالى في جامع عثمان ابن عفان - 00:00:19
في مدينة الرياض في الخامس عشر من الشهر الثالث من سنة ثلاثين وثلاث واربعمئة والف من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام ويأتي ضمن هذا اليوم العلمي الذي فيه تدارس - 00:00:41
لفقه النوازل ورأى الاخوة كما سمعتم او قرأتم ان يكون هذا المجلس عن شيء من حال السلف ونظرهم وفقههم في هذا الباب وهذا الكلي من المعنى لا يمكن ضبطه من جهة الصفة المطلقة من القول - 00:01:01
وانما اصل هذا الباب اعني ما يتعلق بالنوازل وفقهها ليس هو من المسائل المسماة في كتب العلماء رحمهم الله بتسمية مختصة فما تراه مثلا في الفرع الفقهي او في المختص من الاصول في باب اصول الدين او اصول الشريعة - 00:01:26
فانها مسماة في كلام اهل العلم باسمائها. وترى ان المتفق عليه منها له صفته وما كان من موارد الاختلاف يكون له صفته كذلك اما ما يتعلق بفقه النوازل والنظر في هذا الباب - 00:01:53
وصفة الناظر ومورد النظر من حيث علم الشريعة فهذا يعتبره طالب العلم استقراء في كلام العلماء وقبل ذلك استقراء بنصوص الشريعة الكلية التي عليها مدار التشريع ويقصد بها نصوص الكتاب والسنة - 00:02:13
وهذا الذي ينبغي لطلبة العلم والباحثين بل واصحاب الفتوى والقضاء ان يحققوا قواعد من خلال الاستقراء لنصوص الشريعة لنصوص الكتاب والسنة وكذلك ما سطره العلماء رحمهم الله في علم القواعد وعلم المقاصد - 00:02:38
وعلم اصول الفقه فان هذا الباب وهذه العلوم وان كان بينها قدر من الاشتراك من بعض الوجوه هي من اخص ما يبتغى النظر فيه لمن اراد ان يكون فقيها في هذا الباب - 00:03:04
ولهذا رأيت ان يكون هذا المجلس يأتي على شيء من المقدمات المستقرأة من فقه السلف الصالحين ويعنى بالسلف هنا كما هو مستقر بعلم الشريعة ان السلف الصالح اذا ذكر ويعنى بهم ائمة الدين وائمة الفقه - 00:03:21
من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومن اقتفى اثرهم فان هذا هو اخص ما يوصف به السلف الصالح وهذا هو المعنى الذي ذكره الله في كتابه وجعله سبحانه وتعالى منهاجا للمؤمنين بعدهم - 00:03:45
والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ولهذا فان اخص الائمة اذا ذكر ائمة الفقهاء فان اخصهم بهذه الامامة اعني بامامة الفقه هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومراتبهم معروفة محفوظة - 00:04:06
فان الله جل وعلا ذكر شيئا من مراتبهم في كتابه وقدم المهاجرين على الانصار بذكره سبحانه وتعالى وفيما انزل وكذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم بين ما لائمة اصحابه من الاختصاص - 00:04:32
عن من تأخر بعدهم وهذه المعرفة لها اثر في اقتفاء الفقه لها اثر باقتفاء الفقه ولهذا وقبل ان ندخل في ترتيب هذه المقدمات العلمية التي هي فيما ارى شيء من - 00:04:51
ما يتحصل من استقراء كلام اهل العلم كما اسلفت نقول ان هذا الترتيب في رتب العلماء اعني علماء الشريعة هذا الترتيب له اصل في فقه السلف وفي فقه الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:05:10
ولهذا لما نزل بالمسلمين نازلة في خلافة امير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه وقد سار رضي الله تعالى عنه وكان الذاكر خليفة للمسلمين وسار كما في حديث ابن عباس - 00:05:30
ثابتة في الصحيح وغيره سار عمر ومعه اهل الاجناد فبلغه وهو في طريقه الى الشام خارجا من المدينة النبوية بلغه ان الوباء قد وقع بالشام ويراد بالوباء هنا الطاعون فامر ابن عباس رضي الله عنهما - 00:05:48
ان يدعو له المهاجرين الاولين امر عمر رضي الله عنه ابن عباس رضي الله عنهما ان يدعو المهاجرين الاولين فقدم عمر في الاستشارة الفقهية قدم الكبار من ائمة العلم والذين سبقوا مجالسة - 00:06:11
وصحبة للرسول صلى الله عليه واله وسلم فاختلف المهاجرون فمنهم من قال يا امير المؤمنين قد خرجت لامر ولا نرى ان ترجع عنه. وقال بعض المهاجرين يا امير المؤمنين معك بقية الناس - 00:06:32
واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى ان تقدمهم على هذا الوباء فقال ارتفعوا عني ثم امر ابن عباس ان يدعو الانصار فدعا من كان في الجيش من الانصار - 00:06:52
فاستشارهم فاختلفوا كاختلاف المهاجرين فقال ارتفعوا عني ثم امر ابن عباس ان يدعو من كان في الجيش من مسلمة الفتح فتح مكة فاطبق مسلمة الفتح على رأي واحد وقالوا يا امير المؤمنين معك بقية الناس - 00:07:06
واصحاب رسول الله ولا نرى ان تقدمهم على هذا الوباء فلما رأى عمر هذا الوجه من الرأي وكانه رضي الله عنه كان يميل اليه قال اني مصبح على ظهر فاصبحوا عليه - 00:07:27
فهذا الامر تعد من سير السالفين رضي الله عنهم من ائمة الدين والعلم في النظر في النوازل وفقهها وفي فقه امير المؤمنين هنا جملة من الاشارات والتنبيهات ومن اخصها انه لم يختص بالرأي وحده في الامر العام - 00:07:43
ومن اخصها انه قدم باعتبار الرتب والاقرب الى الفقه والاسبق ومنها انه قد يكون عند اللاحق شيء من الاتفاق لم ينضبط للسابق الى غير ذلك فقال ابو عبيدة كما هو في تتمة الرواية - 00:08:04
افرارا من قدر الله فقال عمر رضي الله عنه لو غيرك قالها يا ابا عبيدة نفر من قدر الله الى قدر الله ثم ضرب مثلا فقال ارأيت لو كان لك - 00:08:25
ابل وهبت واديا له عدوتان احداهما خصبة والاخرى جدبة اليس ان رأيت الخصب رأيتها بقدر الله وان رأيت الجد برعيتها بقدر الله فجاء عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما وحدث الصحابة بما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله في الطاعون - 00:08:37
اذا سمعتم به بارض وانتم بها فلا يخرجنكم الفرار منه وفي لفظ في الرواية والحديث جاء من حديث عبدالرحمن ومن حديث اسامة بن زيد في الصحيحين وغيرهما فلا تخرجوا فرارا منه - 00:09:02
وان وقع بارض ولستم بها فلا تقدموا عليه فكان ما انتهى اليه الاجتهاد في هذه النازلة قبل وجودي او قبل بلوغ النص والا هي ببلوغ النص لا تعد من النوازل التي تحاط بالاجتهاد - 00:09:18
وانما فيه الامتثال لان النص جاء فيها صريحا لان النص جاء فيها صريحا ومفصلا في قوله عليه الصلاة والسلام واذا وقع بارض ولستم بها فلا تقدموا عليه. فهذا المنهج له اثر في التطبيق - 00:09:35
ويجب ان يكون معتبرا في فهم طلبة العلم واصحاب البحث في هذه النوازل وان كان كما اسلفت هذا الباب لا يزال من الابواب التي بحاجة الى مزيد من التأصيل والتقعيد لانه باب استقرائي في نصوص الشريعة من جهة - 00:09:54
ها وفي كلام اهل العلم من جهة اخرى ولهذا من الوصية الجامعة فيه ان ما صدق الامر فيه انه نازلة فلا ينبغي لطالب العلم الفرد ان يتقحم في القول فيه - 00:10:16
الا وقد اجتمع ما يصحح هذا القول من الاحوال المصححة لمنهج النظر عنده ومن ذلك ان يكون النظر مشتركا فان هذا سنة ماضية من سنن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومن سنن العلماء من بعدهم - 00:10:35
بما يختص بهذه المقدمات التي اشرت الى التأتي عليها في هذا المجلس نأتي الى ما يتيسر به او يتيسر مع الوقت والا فان الاستكمال او مقام الاستكمال لهذه المقدمات ليس مقصورا على هذا القدر - 00:11:00
وانما هذا ابتداء في ما يمكن ان نقول انه نظرية لفقه النوازل نظرية يرتبها الباحث وصاحب الفتوى وصاحب العلم وصاحب القضاء ينبغي ان نظره في النوازل على جملة من القواعد - 00:11:21
فيأتي هذا الاستقراء او من محصل الاستقراء يأتي اه محاولة لمقدمة انه ونظرية علمية يقتفي فيها طالب العلم شيئا من اثر السالفين من الصحابة ومن بعدهم من ائمة الفقه والعلم - 00:11:41
المقدمة الاولى صفة نازلة فانه يتداول في المجالس العلمية ربما في شيء من الكتب ايضا والبحوث وصار ذلك ايضا موجودا في بعض المناهج الاكاديمية في الجامعات ما يتعلق بفقه النوازل - 00:12:05
فما هي المسألة التي يصدق عليها انها نازلة اذا المقدمة الاولى هي نظر في صفة النازلة ما هي وهنا يقال ان النازلة لها صفتان ان النازلة لها صفتان الصفة الاولى الاختصاص - 00:12:28
والصفة الثانية العموم الصفة الاولى الاختصاص والصفة الثانية العموم اما الاختصاص فيراد به الاختصاص بانشاء حكم بحيث لا يكون لها نظير او حكم مسمى في كلام اهل العلم بحيث لا يكون لها - 00:12:49
حكم مسمى في كلام اهل العلم بل لا بد ان تكون طارئة من حيث الماهية فيكون حكمها ايضا مختص ولهذا اذا قال فيها المجتهد او جملة المجتهدين في عصر من العصور فان هذا القول - 00:13:17
باعتبارها نازلة يكون انشاء على صفتها يكون انشاء على صفتها وان كانت النازلة لا يلزم انها تكون نازلة في اصل ماهيتها بل قد يكون طرقها من حيث اصل الماهية وقد يكون ذلك - 00:13:36
باعتبار العوارض التي احتفت بها فصارت نازلة وقد تكون المسألة اصلها موجودا في كلام الفقهاء ونصوا على حكم فيها ولكن احتف بها من العوارض وصاحبها من القرائن والاحوال ما لا - 00:14:00
او ما لم يذكره السابقون من الفقهاء فهذه القرائن التي اختفت بها جعلتها نازلة وان كان اصل المسألة له ذكر في كتب الفقهاء ولكن بما طرأ عليها من العوارض والاحوال - 00:14:19
صار النظر فيها لا يلزم ان يكون مطابقا للنظر الفقهي السابق لا يلزم ان يكون مطابقا للنظر الفقهي السابق ومن جهة اخرى فان النازلة لها صفة العموم والعموم هنا اما ان يكون عموما في ماهيتها - 00:14:38
بمعنى انها تتعلق بعامة المسلمين لكون ماهية هذه النازلة فيه عموم كالحال التي عرضت لامير المؤمنين عمر رضي الله عنه فيما سبق من المثال الطاعون فان هذا الحكم فيه عموم لان ماهية المسألة التي نظر فيها عمر والصحابة - 00:14:59
ماهية هذه المسألة عام وقد تكون النازلة ليست عامة المسلمين من حيث الماهية ليس فيها عموم من حيث المهية وانما فيها عموم من حيث الحكم فاذا النازلة تجمع هذين الوصفين - 00:15:21
الوصف الاول الاختصاص بانشاء الحكم والوصف الثاني انها او الوصف الثاني العموم اما العموم في الماهية واما العموم بالحكم. واما ما لم يكن على هذين الوصفين فانه لا يسمى نازلة وانما هي بعظ وقائع العيان - 00:15:38
التي لا تصل الى هذه الرتبة فاذا قيل فقه النوازل فيراد بالنازلة ما كان فيها اختصاص او ما كان ما كانت على صفة الاختصاص وكذلك ما كانت على صفة العموم. فاذا اجتمع الوصفان - 00:15:59
فان هذا هو المعنى الذي يرتب عليه بقية المقدمات المقدمة الثانية وقد عرفنا صفة النازلة فتكون المقدمة التي تتبعها صفة الناظر من هو الذي ينظر بالنوازل التي تطرأ على المسلمين - 00:16:18
سواء كانت عامة من حيث المهية او عامة من حيث الحكم. فانه لا يصح ان يتخوض فيها العامة بل ولا يصح ان يتخوض فيها احد الناظرين في العلم فليس كل من صار له شيء في البحث - 00:16:40
او قدر من التحصيل العلمي جاز له شرعا هذه الاجازة ليست اجازة الظرورة يملكها زيد او عمر فان المقام الاوجب هنا هو المعرفة بالحكم الشرعي فيقال هنا انه ليس كل من كان له نظر في العلم او في البحث جاز له شرعا ان يتقحم القول في النوازل - 00:16:58
بل لابد ان يكون الناظر في النازلة له صفة شرعية مأخوذة هذه الصفة او تؤخذ هذه الصفة من مقتضى نصوص الشريعة وما رتبه العلماء رحمهم الله بصفة المجتهد واهليته وان كانت ليست بالضرورة انها تأتي على صفة المجتهد - 00:17:25
التي سماها علماء الاصول في القرون المتأخرة فان الصفة التي سموها كما هو معروف في بعض مقاماتها انغلاق من حيث التحقق كما ان في بعض مقامات هذه الصفة تأخر من حيث النقص - 00:17:52
فان بعض مقامات هذه الصفة لو طبقت على بعض كبار لما كانت منطبقة على التمام كما ان ثمة بعض الصفات لم يطرد قول هؤلاء في تسميتها وان كان بعضهم اشار اليها - 00:18:10
وان كان بعضهم اشار اليها ولعلي في توصيل هذه المقدمة اشير الى المقصود من هذا المعنى الناظر له صفات جملتها ثلاث الصفة الاولى الديانة والمقصود بالديانة هنا ان يكون امينا فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى - 00:18:29
وان يحفظ لمقام النظر باحكام الشريعة قدر او القدر الذي اوجب الله سبحانه وتعالى فان الله اوجب على اهل العلم ان يبينوه للناس وهذا البيان لا بد ان يكون موافقا - 00:18:51
للفقه الصحيح لان الله سبحانه وتعالى سم ما انزل على رسوله عليه الصلاة والسلام سماه نورا فهذا النور لا بد ان يكون اثره ظاهرا وبينا من حيث تحقيق الديانة واجل مقامها الاخلاص لله سبحانه وتعالى - 00:19:10
وابتغاء وجهه سبحانه وتعالى والصدق في القول ان هذا التحقيق هو اخص ما اوجب الله جل وعلا على اهل العلم لانهم حملة لهذا النور الذي جعله الله سبحانه وتعالى فرقانا وهدى ورحمة للعالمين جميعا - 00:19:31
ولهذا قال الله جل وعلا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط - 00:19:53
مستقيم ولا تتحقق الهداية الى الصراط المستقيم الا بالصدق والاخلاص لله سبحانه وتعالى ومعرفة ما لهذا العلم ولهذا النور المبين الذي جعله الله سبحانه وتعالى ميزان للناس في حياتهم جعله ميزانا للناس في حياتهم - 00:20:10
وجعله مبنى الموازنة عنده سبحانه وتعالى يوم يلقاه الخلق من المكلفين بهذا الوحي وهم جميع الثقلين الذين كلفهم الله سبحانه وتعالى باتباع النبي الامي او من سبق ممن اوحى الله اليه من البشر - 00:20:33
وما جاءت به الرسالات المنزلة على رسل الله عليهم الصلاة والسلام والوحي الذي اتاه الله الانبياء عليهم السلام ولهذا لما ذكر الله رحمته قال ورحمتي وسعت كل شيء وهذا باعتبار الموافاة - 00:20:55
قال ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر - 00:21:13
ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم حصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وازروه ونصروه قال سبحانه قال واتبعوا واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون - 00:21:32
في العناية بهذا المقام هذا يجب على المسلمين عامة وعلى طلبة العلم خاصة ان يعظموا مقام الوحي الذي انزله الله وهو كلامه جل وعلا وكذلك ما اوحاه الى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم - 00:21:52
من حيث المعرفة بقدر هذا الوحي وشرفه وتعظيمه وتقديمه على كل شيء وتقديمه على كل شيء فتحصيل مقام الديانة هذا من اوجب بل هو اوجب الواجبات على المكلف مكامل اخلاص لله فكذلك حامل العلم - 00:22:14
ينبغي ان يكون بصيرا بهذا التحقيق حتى لا تزل قدمه بعد ثبوتها فان الاثر الذي دخل على الامم الكتابية كما تعرفون هو اما من نقص مقام الديانة واما من نقص مقام العلم - 00:22:35
ولهذا ذكر الامام ابن تيمية رحمه الله ان هذا الخلق الذي دخل على اهل الكتاب فصار موجبا لانحرافهم عما انزل الله عليهم قد دخل شيء منه على بعض المنتسبين اما لمقام العلم واما لمقام العبادة من هذه الامة - 00:22:52
فيجب على طالب العلم بخاصة والمسلم بعامة ان يرعى هذا المقام رعاية مستتمة وان يسأل الله جل وعلا التوفيق والتسديد فان السداد والتوفيق هنا ليس اكتسابا محضن المقام منه اكتساب ومجاهدة ومقام منه توفيق من الله - 00:23:11
ولهذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم كما في الصحيح لعلي ابن ابي طالب يا علي قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد سداد السهم ولهذا من فقه المرسلين عليهم الصلاة والسلام - 00:23:36
كما قال موسى صلى الله عليه وسلم لقول الله سبحانه ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه في قصة مجيئه لميقات ربه قال ربي ارني انظر اليك في السياق في هذا المقام قال الله جل وعلا واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا - 00:23:56
فلما اخذتهم الرجفة قال ربي لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء اي الابتلاء من الله وتهدي من تشاء - 00:24:15
فيجب على طالب العلم ان يتعلق بمقام الخالق سبحانه وتعالى في تحقيق الهداية ولهذا اعظم سورة في كتاب الله سبحانه وتعالى وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:33
بها قول الله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فمقام الديانة لا ينبغي ان يكون نوعا من التزكية العارضة او نوعا من الوعظ العارض - 00:24:52
او انه من شأن الوعاظ او من شأن لا هو اصل في العلم واصل اساس في العلم ولا سيما من ينظر النوازل ولا سيما من ينظر النوازل لابد ان يكون على - 00:25:10
صدق مع ربه جل وعلا ليحصل له التوفيق والسداد في القول والتثبيت وحفظ الامانة التي اوجبها الله سبحانه وتعالى بحفظ هذا الوحي ومقامه وحقه الصفة الثانية المدارك وهذا ما ذكرته سابقا ان من صفة المجتهد - 00:25:28
في كلام علماء الاصول بعضهم يشير الى صفة وقد اشار اليه الجويني امام الحرمين اشار الى هذه الصفة واشار اليها ابو محمد ابن حزم وبعض من تكلم في هذا الباب - 00:25:52
وهي ما يتعلق بفقه المدارك والمقصود هنا ليس الفقه المكتسب بحفظ الفروع الفقهية فهذا نوع شريف من الفقه ولكن على طالب العلم وصاحب العلم ومن له شأن فيه او فتوى او تعليم او ما الى ذلك - 00:26:09
او تدريس على صاحب العلم ان يعنى بفقه المدارك بمعنى ان تكون مداركه ومرتبة على الترتيب الفقهي الصحيح ويمكن ان نعبر تعبيرا اخر يقرب المقصود ايضا ويعنى بذلك ايضا العناية ببناء الملكة العلمية العناية - 00:26:32
ببناء الملكة العلمية لدى طالب العلم بحيث يكون فقيه النفس بحيث يكون فقيه النفس وتأخذ مداركه العقلية وتكون نفسه عادلة في النظر لان الانسان بالحقائق العلمية وفيما ذكر في القرآن ايضا - 00:26:57
به مدركان مدرك العقل وفيه طبيعة النفس فهذا المدركة عن العقل وهذه الطبيعة وهي النفس لهما اثر لهما اثر بنظر الانسان في المسائل لهما اثر في نظر الانسان في المسائل - 00:27:18
فلا بد ان تكون مداركه العقلية منظمة تنظيما صحيحا ويعنى بها بحيث يعرف منهج النظر والبدء بالمقدمات وتحصيل النتائج من المقدمات الى غير ذلك من اوجه التسلسل الصحيح ولربما قال البعض - 00:27:38
من الاخوة كأن هذا اشارة الى العناية بالمنطق وقد ذم بعض اهل العلم علم المنطق فيقال ان علم المنطق هو من العلوم الاضافية كما قال الامام ابن تيمية وهو ممن - 00:27:56
ينسب اليه وان كانت هذه النسبة في نظري لا يصح اطلاقها وقد يصح ذكرها مقيدة هو لم يذم علم المنطق ذما مطلقا وانما اشار الى المنطق الذي رسم وهو تحصيل من المنطق الارستي - 00:28:13
وما قربه المقربون لعلم المنطق من منطق ارسطو وامثاله من متقدم الفلاسفة والا فان الامام ابن تيمية نفسه يشير الى ان التراتيب المنطقية التي يسميها علماء المنطق ويذكرون صناعتها وتقسيمها وفصولها - 00:28:31
يقول حقيقتها موجودة عند العقلاء. حقيقتها موجودة عند العقلاء وانما قد يزيدون فيها ما يكون من التحسين لهذه الصنعة ولربما وقعوا في شيء من الوهم او ما الى ذلك ولربما كان تحقيقهم صحيحا مناسبا - 00:28:54
لا ينبغي الافراط في دفع كلمة المنطق مطلقا وانما يعرف المنطق الصحيح وهو المنطق العلمي الذي يبنى على المقدمات ولهذا تجد ان القرآن جاء فيه خطاب للعقلاء باعتبار المدرك العقلي - 00:29:14
وجاء في خطاب للناس باعتبار ما هم عليه من طبيعة النفس المتقلبة فيذكرها الله جل وعلا تارة امارة بالسوء وتارة مؤمنة مطمئنة او لوامة او ما الى ذلك ولهذا تجد في كتاب الله خطابا - 00:29:33
يناسب العقلاء وان لم يكونوا على اصل الهداية فيكون موجبا لهدايتهم وما ذكر الله جل وعلا عن بعض احوال اهل الكتاب او من كانوا على الشرك والجاهلية من الاحوال الواقعة او من الامثلة المضروبة في القرآن - 00:29:53
ولهذا ذكر الامام ابن تيمية رحمه الله ان ما يسميه علماء المنطق بالبرهان او بالقياس البرهاني يقول فاضله وصحيحه وصادقه هو الذي جاء بمثله الذكر في القرآن فيما سماه الله برهانا - 00:30:15
بما سماه الله برهانا وهي الامثلة المضروبة في القرآن وهي الامثلة المضروبة في القرآن كقوله جل وعلا ضرب لكم مثلا من انفسكم وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة الى غير ذلك - 00:30:35
فيكون خطابا للعقل ويكون خطابا للنفس بما هي عليه من الطبيعة فهذا الاثر اعني العناية بترتيب المدارك وتحصيل فقه النفس لابد من العناية به ولابد من تصحيح مقام النفس وهذا له ان صحت العبارة هذا له - 00:30:52
تراتيب وله تسلسل ذكرها علماء السلوك فيما يتعلق بمسائل النفس وذكرها علماء التراتيب بعلم النظر فيما يتعلق بالمدارك العقلية وان كان يقال انما ذكر في كتب السلوك ليس جميعه يكون على صدق - 00:31:14
في هذا المعنى فانكم تعرفون انه خاض في مسائل السلوك بعض الناظرين في هذا الباب او المبتغين في هذا الباب بشيء من الغلو بشيء من الغلو في مسائل النفس الى درجات من الانحراف - 00:31:38
عن المنهج الذي بعث الله به الرسل ومضى عليه السابقون الاولون ولكن يبقى في كلام علماء السلوك وفيما ذكروه او ما ذكره المحققون منهم كما تقرأه مثلا في كلام شيخ الاسلام رحمه الله - 00:31:56
ابن تيمية او في كلام غيره او في كلام ابي حامد الغزالي في بعض فصوله وان كان قد زاد عنده الامر في كثير من كلامه كما هو معروف لكن في بعض مادة ابي حامد - 00:32:13
قول حسن كثير في مسائل النفس وان كان يؤخذ عليه بالمقابل بعض الغلو في مسائل التصوف الى درجة غريبة ليس لها قاعدة او اصل من الشريعة يصح ولهذا حسن الاختيار وحسن الانتقاء - 00:32:26
بهذا الباب لا بد من العناية به فالمقصود هو جملة المعنى اما تطبيقه عند فلان وفلان من احد العلماء فهذا منهج يبتغي فيه طالب العلم ما كان صحيحا مناسبا. لكنك تجد بعض المقعدين كالغزالي - 00:32:46
كابي حامد الغزالي بما يتعلق بالمدرك العقلي رسم كتابه الذي سماه معيار العلم وهو في المنطق كما هو معروف وتكلم في مسائل النفس واثر ما تحصل به تصفية النفس ذكر هذا في كلام كثير له في احياء علوم الدين وفي غيره - 00:33:05
الجملة هذه او او جملة العناية صحيحة طالب العلم ينبغي ان يعنى بميزان العلم ما هو وبتصفية النفس وتصحيح ما فيها هذا منهج موجود في القرآن اما تفصيل ما ذكر الغزالي في معيار العلم - 00:33:26
او تفصيل ما ذكره في الاحياء في مسائل النفس او في الكتب الاشراقية التي استطال فيها الى طريقة خاصة كما يسميهم من الصوفية فهذا مقام به ما هو مقبول وفيه ما هو مردود كما تعرفون - 00:33:47
لكننا نتكلم ليس عن منهج احد من الرجال والعلماء وانما نتكلم عن القاعدة التي ينبغي ان طالب العلم يكون على اه حسن تأتي لتحصيلها في حق نفسه فيكون فقهه فقها صحيحا ويكون - 00:34:02
على درجة من الانضباط والادراك وحسن السياسة الفقهية للامور بحيث لا تكون مداركه العقلية تقع في الوهم ويظنه علما او يظن الظني قطعيا وحقيقته انه ظني وليس بقطعي هذا التداخل يأتي - 00:34:20
من اسباب اما نقص العلم الشرعي او من نقص المدرك او المحل الذي ينظر فيه لعلم الشريعة ولهذا تجد الان ان البعض من الناظرين ربما يسمون بعض المسائل ويجعلونها قطعية وحقيقتها - 00:34:41
ان هذا النية بل ربما لا تكون لا قطعية ولا غنية وانما لا اصل لها في الشرع ولو تأملت بعض الاصول التي سمتها بعض المدارس وجعلتها اصلا في الدين وحقيقتها عند السابقين والصحابة وفي منهج القرآن انها ليست - 00:34:57
ايش ليست من اصول الدين اصلا بل قد يكون ما هو من اصول الدين على خلاف ذلك المعنى الذي ذكر ولهذا تجد ان بعض الطوائف التي خرجت عن منهج اهل السنة والجماعة ربما تسمي في اصولها ما لا يكون اصلا عند التحقيق - 00:35:15
بل هذا موجود ولا يكون التحقيق الا بمن كان فقيها في الشريعة وفقها في تحصيل مداركها لان هذا الكتاب وهذه الشريعة جاءت متفقة وليست مختلفة. حقائقها متسلسلة في اصول الدين وفي فروع الدين - 00:35:32
ولهذا قال الله جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ففقه التسلسل في احكام الشريعة وتقديم كلي على الجزئي والقطعي على الظني - 00:35:54
والمصالح العامة على المصالح الخاصة هذا الفقه وهذا الترتيب لابد ان يكون له محل فتكون النفس عادلة ليست منفعلة لان النفس في طبيعتها منفعلة متقلبة ولهذا قلنا ان الله في القرآن ما ذكر النفس واحدة من حيث الصفة - 00:36:11
مع ان واحدة من حيث الماهية لكن من حيث الصفة تارة تذكر النفس لوامة وتارة تذكر امارة بالسوء الا من رحم الله او ما رحم الله وتارة تذكر النفس مطمئنة الى غير ذلك - 00:36:31
فالتحقيق لهذه الطمأنينة هذا قدر منه اكتساب واكتسابه باوجه ومن اوجه اكتسابه الديانة كما اسلفنا في الصفة الاولى وعلى هذا تجد ان الله يذكر طمأنينة القلوب بذكره الا بذكر الله - 00:36:48
تطمئن القلوب اخص ذكره سبحانه وتعالى ذكره بما جاء في كتابه فان من يقرأ القرآن فانه من اخص الذاكرين لله سبحانه وتعالى والذاكرات الى غير ذلك من الاوجه العناية بالمدرك العقلي - 00:37:05
والعناية ايضا بالطبيعة النفسية تصحيحا وتجريدا هذا لا بد لصاحب النظر في فقه النوازل منه بل لابد لطالب العلم منه ولا شك انه اكد بحق من ينظر في النوازل من اهل العلم - 00:37:21
وائمة العلم او اهل الاجتهاد او ما الى ذلك لان العقل قد يزل بصاحبه وكذلك النفس بمعنى ان الذي لم يحقق هذا وذاك ظبطا وتصحيحا يخشى ان يكون اما عقله - 00:37:38
واما نفسه مهيمنة على نظره في الشريعة وهذا هو الاشكال او السوء الذي ينتاب بعض من ينظر في المسائل الشرعية وهو ربما لم يتبين هذا او لم يتأمل فيه كثيرا - 00:37:59
لان المقتضى الصحيح ان تكون الشريعة مهيمنة على المدرك العقلي وعلى الطبيعة النفسية فلا يخالف العقل شيئا جاء به الشرع ولا تسبق النفس بتقدم او تأخر بين امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم - 00:38:18
ولهذا نهى الله جل وعلا عن التقدم بين او تقديم ما هو من حق النفس او حظ النفس او حق العقل على قضاء الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا تجد ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم اذا نظرت في سيرهم وهذا شأن في طبيعة البشر جميعا - 00:38:42
لا يمكن ان يكون المدرك العقلي والطبيعة النفسية واحدة بين الناس بل الاختلاف هو المتحقق كما اختلفت صورهم واختلفت الوانهم فانما ذلكهم العقلية وطبيعتهم في النفس فيها اختلاف ولكن الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:39:04
بما اتاهم الله من العلم والايمان هم اخص اهل العلم تحقيقا لمقام هيمنة الشريعة على المدرك العقلي والطبيعة النفسية لديهم ولهذا لما وقع او اسر النبي صلى الله عليه وسلم في بدر من اسر - 00:39:24
ولم ينزل الداك في الاسرى شيء من القرآن دعا الرسول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الثابت في الصحيح في حديث ابن عباس دعا ابا بكر وعمر فاستشاره في الاسرى - 00:39:47
فترى ان طبيعة عمر رضي الله تعالى عنه كانت بينة بما عرف عنه من القوة وترى ان طبيعة ابي بكر كانت بينة بما عرف عنه من الحلم والرفق ولهذا جاء في بعض الاحاديث وفي اسنادها شيء - 00:40:00
ان النبي كان عليه الصلاة والسلام كان يشبه ابا بكر بعيسى وكان يشبه عمر بموسى واذا قرأت في صفة هذا النبي وذاك النبي وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى باعتبار اختلاف المدعوين - 00:40:16
واحوال الامم ولهذا جمع الله لهذا النبي الخاتم جمع له هذا وهذا من مقامات ائمة الرسل عليهم الصلاة والسلام فالمقصود ان ابا بكر قال يا رسول الله هم بنو العم والعشيرة؟ ارى ان تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار - 00:40:36
فعسى الله ان يهديهم للاسلام اسأل الله ان يهديهم للاسلام فكان حليما رفيقا في هذا الرأي الذي رآه فقال النبي لعمر ما ترى يا ابن الخطاب؟ فقال عمر لا والله يا رسول الله ما رأى الذي رأى ابو بكر - 00:40:56
ولكن ارى ان تمكني من فلان نسيب لعمر فاظرب عنقه وتمكن عليا من عباس وكان العباس رضي الله عنه وقتها اسيرا ببدر وتمكن عليا من عباس فيظرب عنقه فان هؤلاء ائمة الكفر وصناديدها - 00:41:13
قال عمر فهوى رسول الله ما قال ابو بكر ولم يهوى ما قلت ثم ذكر تمام القصة ونزل في شأن الاسرع ما نزل ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يدخل - 00:41:33
في الارض والصحيح هناك ما سبق ان اشرت الى هذا ربما لمن في في دروس اخرى لمن كان من الاخوة قد مر عليه شيء من هذا الصحيح في هذا ان ما نزل من القرآن - 00:41:45
هو اختصاص بحكم ليس هو الاجتهاد الذي قاله عمر من حيث المقدمة وان كان متفقا مع ما ذكره عمر او رآه عمر من حيث النتيجة ولكن المناط الذي ذكر في القرآن مناط الحكم - 00:42:01
هذا اختصاص نزل به الوحي وقوله جل وعلا ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يتقن افلامه فان هذا المناط ما ذكره عمر رضي الله عنه وان كانت النتيجة - 00:42:17
في جملتها واحدة على كل حال هذه الطبيعة عند ابي بكر وعمر لا ترى انها مهيمنة على الشريعة فلما توفي الرسول عليه الصلاة والسلام وارتد من ارتد من قبائل العرب وحصل الخلاف في بعض احوال المرتدين كما هو معروف - 00:42:31
ترى ان ابا بكر هو الذي كان عازما على القتال وعمر هو الذي كان يقول لابي بكر كيف تقاتل الناس وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:42:51
فذكر ابو بكر حق الزكاة وما الى ذلك وهي مسألة تكلم عليها العلماء رحمهم الله انما المقصود هنا انك لم ترى ابا بكر هو الذي كان منكفا وعمر هو الذي كان عازما - 00:43:06
وهذا دليل على ان اولئك السادة المرضيين عليهم رضوان الله تعالى كانوا على تحقيق لهيمنة الشريعة على طبيعة نفوسهم وعلى المدارك العقلية وليس اذا قلنا هيمنة الشريعة المدرك العقلي بمعنى الغاء العقل - 00:43:22
هذا ليس صحيحا لان كل ما يكون صحيح في حكم العقل فان الشريعة لا تأتي برفعه ولا يمكن ان الشريعة ترفع حكما الا ويكون في في العقل الصحيح ليس صحيحا - 00:43:42
ومن الدليل على هذا انك لا ترى ان العقلاء اتفقوا على حكم والشريعة ترفعه فمن ظن هذا فيكون هذا عقلا مظافا اليه فيكون حقيقته ليس قياسا صحيح من العقل وانما هو وهم - 00:43:56
فليس كل ما اضيف الى العقل والى قضاء العقل او حكمه يكون صحيحا حتى الذين وضعوا اقيسة العقل او لخص من اقوالهم قبل الاسلام لما لخصها من جاء في تاريخ المسلمين عن ارسطو وامثاله من الذين ذكروا القياسات العقلية وما تستلزمه من القضاءات - 00:44:12
احكام ذكروها خمسة فعندهم القياس البرهاني والقياس الجدلي والخطابي والمبني على المقدمات السوفستائية هو قياس المقدمات الذي يسمونه القياس الشعري فيجعلون الصادق منه في الحقيقة هو البرهان فحسب فهذا اقصد منه انه ليس كل ما قيل ان هذا من العقل والشريعة لم تأتي به او او انها منعته - 00:44:33
يكون عقلا صحيحا فانه لا تعارض عند التحقيق باجماع ائمة العلم لا تعارض بين العقل والنقل لا تعارض بين العقل والنقل فاذا صح النقل وصح العقل فيمتنع التعارض بينهما اذا هذه الصفة الثانية بعد صفة الديانة - 00:45:05
العناية بمقام تحقيق المدارك وفقه النفس ولهذا ذكر امام الحرمين كما اسلفت ان من صفة المجتهد ان يكون بتعبيره هكذا عبر الجويني يقول ان يكون فقيه النفس وهذا صحيح وهذا في اصله يعني فقه النفس - 00:45:24
و انضباط العقل في اصله فطرة من الله وجبلة من الله ومنحة من الله لكن هو قدر منه كذلك اكتساب يكون فيه ترقي. والا فمن طبع احمقا او احمق لا يمكن ان يكون مفيدا فيه كثير الامر. حتى ولو تقدم به السن او كثرت به التجارب كما قال ابو حامد - 00:45:44
وغيره من الذين ما نظروا في احوال هذه المسائل ان بعض التقدم في السن ربما لا يزيد الانسان الا ربما تأكدا او مثابرة على انطوائه على الجهل احيانا القصد ان ان طالب العلم يجب ان يكون متربصا - 00:46:11
بمعرفته لحقيقة نفسه والله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين وان كان بينهم قدر مشترك لكن من اتاه الله عقلا راجحا؟ من اتاه الله مدركا صحيحا وطبيعة فاضلة بالنفس فان هذا لا بد ان يكون معنيا بحاله - 00:46:33
فان بعض الناس طبع على الخير كثيرا كما ان بعض الناس طبع على الشر ولهذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الغلام الذي قتله الخضر قال عليه الصلاة والسلام ان الغلام الذي قتله الخضر كما في حديث ابي في الصحيح - 00:46:54
طبع كافرا ولو عاش لارهق ابويه طغيانا وكفرا وكما تعرفون في حديث الاشد شجع عبد القيس لما قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عباس له ان فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والاناة الحلم - 00:47:10
والالات فكان حليما وكان فيه اناة وكذلك ما وصف به الرسول عليه الصلاة والسلام ابا عبيدة رضي الله تعالى عنه من الامانة الى غير ذلك فهذا في الاصل اصطفاء من الله سبحانه وتعالى - 00:47:27
ولكن يجب على من اتاه الله مقاما من ذلك ان يكون مترقيا بالتحقيق له لان الله يقول ليبلوكم فيما اتاكم. الصفة الثالثة للناظر الاهلية في علم الشريعة الاهلية في علم الشريعة - 00:47:45
بمعنى ان يكون عارفا بعلم الشريعة وهذا تفصيله سيأتي في مقدمة اتية لكن جملة المقصود ان يكون معروفا بالعلم في الشريعة وليس المقصود ان الناس يعرفونه هذا معنى لكن الاهم من هذا ان يكون - 00:48:04
فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى على مقام من علم الشريعة على مقام من علم الشريعة فاذا الناظر في النازلة له ثلاث صفات تحقيق صفة الديانة تحقيق ما يتعلق بالمدرك العقلي - 00:48:24
وفقه النفس الصفة الثالثة الاهلية في علم الشريعة معرفته بالسنن والاثار واقوال الفقهاء وقواعد علم الاصول ومقاصد الشريعة الى غير ذلك من تفاصيل المعاني العلمية التي هي مسماة في كتب العلماء - 00:48:41
وفي ابواب العلم المعروفة وطبقاته المتداولة بين اهل العلم نجمل كسبا للوقت المقدمة الثالثة صفة النظر قدنا في الاولى صفة نازلة وفي المقدمة الثانية اخذنا صفة الناظر المقدمة الثالثة صفة النظر - 00:49:01
كيف ينظر صاحب العلم في النازلة النازلة لابد ان يكون النظر فيها فيه شيء من الترقي ليكون التأصيل تأصيلا علميا صحيحا وهنا سبع درجات من الترقي يترقى بها الناظر في النازلة - 00:49:22
الصفة الاولى التصور بمعنى هذه النازلة التي هو معني بنظرها لابد ان يكون تصوره لها تصورا صحيحا لان الحكم على الشيء كما في جملة المنطق المعروفة فرع عن الحكم على الشيء فرع عن تصوره. هنا اشير الى معنى في التصور اجمالا - 00:49:43
هناك تصوران تصور بسيط وتصور مركب التصور البسيط يعرفه كل من سمع بهذه النازلة سواء كان عاميا او كان طالب علم فلا يصح لمن اراد ان ينظر فيها ليوجد حكما - 00:50:07
او لينشأ حكما لا يصح له ان يعتبر نظره في النازلة بمجرد التصور البسيط لابد من معرفة ماهية هذه النازلة وما هي العوارض المحتفة بها والقرائن؟ الى غير ذلك هذا هو التصور العلمي الصحيح - 00:50:26
الذي نستطيع ان نميزه هنا ان تصور التصور العام الذي نسميه التصور البسيط مجرد السماع مجرد نقل الاحاد لهذه النازلة بتوصيفها وقد يكون هذا التوصيف ليس صحيحا او ناقصا او في بعض المؤثر في الحكم لم يذكره الناقل الى غير ذلك - 00:50:48
فاذا التصور هذا اول درجات النظر فلا بد ان يكون تصورا مركبا بمعنى مميزا للماهية برسمها العلمية الصحيح وعارفا بما يقارنها من القرائن او يحتف بها من العوارض وما الى ذلك - 00:51:08
اما الاخذ بالتصور العام بمجرد ذكر آآ من احاد الناس او من جهة اعلامية عارظة او او من مصدر من مصادر البحث السريعة التي اصبحت الان متداولة بكثرة فيكون تصور الناظر في النازلة بناء على هذه المعلومات - 00:51:30
وهذه المعاني هذا لا لا يصح لابد ان يحيطها الناظف بتصور مرتب علمي يميز به الماهية ويعرف حدها ان كانت مما يحد او تمييزها ان كانت على باب التمييز هو الذي هو الرسم ويعرف ما يقارنها من القرائن وما يهتف بها من العوارض الى غير ذلك - 00:51:48
الدرجة الثانية التجريد تجرد هذه الماهية او عفوا هذه النازلة عن عوارضها وقرائنها المحتف بها فيأخذها على انها مجردة من هذه القرائن وهذه العوارض حتى يستطيع في الدرجة الثالثة ان يعيدها الى نص - 00:52:10
او الى نظير لها في الشريعة او نظير الله في كلام العلماء وكما اسلفت ان بعض النوازل قد يكون اصل حكمها موجودا في في كتب الفقهاء وتكلموا فيه بمذهب معروف او او باختلاف معروف ولكن دخلها بعض العوارض التي جعلتها تسمى نازلة - 00:52:30
بعصر متأخر اذا الدرجة الثانية هي التجريد. الدرجة الثالثة هي التكييف الفقهي لهذه النازلة فاذا جردها من العوارض والقرائن وصارت ماهية مجردة اعادها هنا الى تكييف فقهي فالحقها بما يناسبها - 00:52:50
من الكيفيات الفقهية الدرجة الرابعة التحصيل لاصل الحكم اذا ما تصورها مجرد هذه النازلة وذكرت وتحصل عنده التكييف يأتي بعد ذلك الدرجة الرابعة وهو التحصين لاصل الحكم اما من النص - 00:53:10
او من تقرير اهل العلم فيما كان من المسائل له تقرير سابق الدرجة الخامسة الالحاق برتبة فان مسائل الشريعة كما تعرف ليست على رتبة واحدة فمنها القطعي ومنها الظني ومنها الاصل ومنها الفرع - 00:53:29
ومنها الظروري ومنها الحاجي ومنها التحسيني الى غير ذلك من التقاسيم المتنوعة التي قد تذكر بعلم القواعد او في علم الاصول او في تقاسيم العلوم او غير ذلك لكن المعروف ان مسائل الشريعة ليست رتبة واحدة - 00:53:50
وهذا جاءت به النصوص كما في قول الرسول عليه الصلاة والسلام لما ذكر الايمان وشعبه في حديث ابي هريرة المتفق على صحته قال الايمان بضع من سفون شعبة قول لا اله الا الله - 00:54:07
وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان والحديث متفق عليه كما قلت باعتبار اصل مخرجه وان كان هذا التفصيل بتفصيله مما تفرد به مسلم فقال اعلاها وقال ايش - 00:54:21
وقال ادناها فمسائل الشريعة ليست رتبة واحدة وهذا من الامور المهمة ان الفقيه يعين رتبة هذه النازلة من الشريعة. لانك ان قلت انها من القطعي واعدتها الى معنى قطعي او اعدتها الى معنى ظني او اعدتها الى ضروري او اعدتها الى حاجي او اعدت الى تحسين او اعدت الى اصل او عدت الى فرع هذه الاحكام ستكون ايش - 00:54:39
مؤثرة في مسائل الخلاف وقبول الخلاف ولزوم الحكم والى غير ذلك فمعرفة الالحاق بالرتبة هذا معنى بصفة النظر لابد منه. الصفة السادسة التمييز ويقصد بالتمييز بعد الالحاق بمعنى التمييز بحكم مناسب للنازلة باعتبارها نازلة - 00:55:05
اي بعوارضها وكرائنها المحتفظة بها الحكم السابق هو حكم في الدرجة الثالثة او عفوا في الدرجة الرابعة لما قلنا التحصيل لاصل الحكم باعتبارها مجردة لكن هنا في هذه الدرجة السادسة التمييز لها بحكم مناسب بصفتها وعوارضها النازلة - 00:55:29
ولهذا ربما المجتهد في هذا العصر مثلا او الناظر في هذا العصر فلا يقول قائل من المجتهد في هذا العصر ربما يكون له اختيار بالجواز لاصل الحكم في كلام الفقهاء - 00:55:49
اي لهذه النازلة باعتبارها ليست نازلة وانما مجردة من عوارضها وقد لا يكون الاختيار متطابقا بعد طلوء ايش؟ هذه العوالم مثل ما لو ذكرنا مسألة انصحها انها من مسائل النوازل مع ان هذا عندي في شيء من التردد لكنها تذكر الان - 00:56:04
وتكتب فيها البحوث باعتبارها من مسائل النوازل مسألة الزواج بنية الطلاق. فانت ترى المسألة من حيث هي مجردة عن العوارض المعاصرة التي يتكلم عنها الناس في احوال الناس لها ذكر في كلام الفقهاء - 00:56:24
في المذاهب الاربعة للفقهاء رحمهم الله كلام معروف فيها قد يختار الفقيه هنا رأيا لو فرضنا بالجواز باعتبار الماهية المجردة ولربما كان باعتبار العوارض المصاحبة طارئة يميل الى ايش المنام فاذا لا يلزم التطابق لا يلزم التطابق قد يتطابق النظر وقد يختلف - 00:56:42
وقد يكون مبناه على الجواز هو المبنى الاصل ويرى ان هذه العوارض غير مؤثرة او يمكن ان تكون على باب التقييد ليست على باب اطلاق الحكم الى غير ذلك فهذا هو المقصود بمسألة تمييز النازلة بحكم - 00:57:07
اذا الرتبة السادسة بعد رتبة الالحاق نسميها التمييز اي تمييز النازلة بحكم مناسب اه عفوا الدرجة السادسة التمييز الدرجة السابعة في صفة النظر نسميها التقييد واقصد بالتأكيد هنا تقييد الحكم من حيث توصيفه - 00:57:22
من حيث توصيف هذا الحكم بمعنى ان من يكتب هذا الحكم او يقول هذا الحكم بلسانه يجب ان يكون قوله منضبطا في توصيف الحكم وتقييده لانه تلاحظ احيانا في بعظ نتائج البحوث في النوازل - 00:57:46
التي تقال او او تنشر او ما الى ذلك تجد ان سبك الحكم اما ان يكون في الفاظ الحكم شيء من الاشتراك الالفاظ فلا يكون او يكون فيه شيء من الاجمال - 00:58:04
الذي لم يتم تفصيله او ما الى ذلك فالعناية بمسألة التوكيد في تحصيل الحكم من جهة ما يقيد به من الاوصاف او الشروط او التعليقات الى غير ذلك فهذه درجة - 00:58:20
وهي الدرجة التالية في النظر وهي اخر الدرجات فتكون درجات النظر تبدأ بالتصور فالتجريد فالتكييف فالتحصين الالحاق والتمييز في التقييد للحكم تقييدا علميا صحيحا بحيث يكون حكما لانه هذا قد يقول قائل انه الشيك المالي انا لا اراه كماليا لان بعض الخلل اليوم - 00:58:39
بسبب ضعف اللغة العلمية بسبب ضعف اللغة العلمية واللغة العلمية يجب ان تصاغ صياغة صحيحة كما اعتاد السالفون والائمة وعلماء الاصول والمحققون من السابقين بلغتهم العلمية المنضبطة في دلالات الاحكام التي يقولونها او ينشئونها - 00:59:05
او يكشفون عنها. المقدمة الرابعة ونجمل القول فيها لان الوقت يتجاوز ما كنت افترض المقدمة الرابعة مورد النظر في النازلة واختم بهذه المقدمة بعد ان عرفنا اجمالا والا فالقول ليس على سبيل التفصيل قطعا انما هي اجمال او او بعبارة ربما ادق - 00:59:27
كل ما ذكرته فهو اشارات وتنبيهات والا فان مقام الاستفصال يبتغيه صاحب العلم وطالب العلم ببحثه ونظره وتوفيق الله له. بعد ان ذكرنا صفة نازلة وصفة الناظر وصفة النظر نذكر في المقدمة الرابعة مورد النظر - 00:59:51
في النازلة المرجعية التي تقرأ بها النازلة ويتوصل او او يحصل الحكم من جهتها مورد النظر في النازلة كجملة هو علم الشريعة واظن ان هذا من الجمل البينات من الجمل - 01:00:10
البينات مورد النظر في النازلة ومرجعها علم الشريعة لكني اشير الى اربع مقامات في هذا العلم يبتغيها الناظر في النازلة المقام الاول النصوص الناظر ايها الاخوة والاخوات في النازلة من الخطأ ان يكون ليس عليما - 01:00:29
بمفصل نصوص الكتاب والسنة وانما يبحث بحثا اما في محاولة استقراء في شيء من الكتب عما يعتقد انه يناسب هذه النازلة او باي طريقة من طرق البحث التي جدة اليوم من ينصب نفسه للنظر في النوازل - 01:00:52
او المشاركة في النظر في النوازل في مجمع علميا او غير ذلك او هو يطرح نفسه للنظر في النوازل مع اني لا ارى التقحم السريع في النوازل يجب ان تكون خطوات طالب العلم - 01:01:12
العالم والفقيه عاقلة جدا بما يكون من النوازل وان يكون معتدل النظر فيها لكن اول مقامات في مورد النظر في النازلة هو العلم اذا قلنا مورد النظر هو علم الشريعة اول مقام اراه ملحا - 01:01:26
وضروريا مع انه هذا في هذا العصر مع الاسف ينقص كثيرا هو العلم المفصل بالنصوص المستفيضة وسبب هذا النقص في هذا العصر هو التلخيصات التي كتبها من كتبها من الحفاظ المتأخرين في النصوص النبوية وما ارادوا - 01:01:46
رحمهم الله على الاختصار ولكن لضعف الاحوال ونقص التتبع للعلم صار كثير من طلاب العلم يصل الى قدر من الحال والسن والعمر وهو لا يعرف كثيرا من نصوص السنة الا ما تردد فيه من هذه المختصرات - 01:02:05
وفي جملتها في ابواب الحلال والحرام في الفرع الفقهي هنا النظر في النوازل لابد ان يكون الناظر عليما بالنصوص الى درجة مناسبة لا تستطيع ان تفرض تسمية بعدد ولكن يكون عارفا بنصوص الكتاب - 01:02:26
وحافظا للقرآن ولهذا تستغرب ان ينظر في النازلة من ليس حافظا للقرآن القرآن هو المنهج الذي يبتدى وينتهى به في النظر في النوازل اما باعتبار الاحكام المسماة في القرآن واما باعتبار المقاصد الكلية التي ذكرها الله في القرآن للتشريع - 01:02:45
بشراء الانبياء والرسل وهذه الشريعة الخاتمة واما في قصص المرسلين التي قال الله فيها لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. ما كان حديثا يفترى ولهذا انا اؤكد على طالب العلم ان اول ما - 01:03:05
يعنى به من طلب العلم هو ان يحفظ القرآن ولا يسمع بهذا الامر شيئا اخر فمسألة ما يتعلق بالعلم بالنصوص من جهة حفظ القرآن من جهة العلم بنصوص السنة من استطاع حفظا فهذا هو المقام الفاضل او على اقل الاحوال - 01:03:22
ان يكون له استفاضة بمعنى استعرض كثيرا الكتب الامهات من السنة فقرأ البخاري وقرأ مسلما وقرأ السنن اه سنن ابي داود سنن النسائي جامع الترمذي ابن ماجة قرأ مسند احمد - 01:03:41
قرأ اللدانمي قرأ مالكا في موطأه يعني قرأ امهات التي جمعت جملة الرواية قرأ فقه الصحابة بما مر عليه من هذه الكتب او في مصنفه عبد الرزاق او مصنف ابن ابي شيبة. هذه الكتب - 01:03:57
الاحدى عشر ارى ان طالب العلم يجب اذا كان له مقام في القول في نوازل ومقام في مسائل عامة ومقام في فتاوى قد يكون لها بعد ولها اثر ان يكون مستبرئ للنصوص - 01:04:12
والا لا ينبغي ان ينصب نفسه في امور من النوازل كبير او امور من النوازل عام وان لم يكن عاما من جهة الحكم قد يكون عاما من حيث الماهية كما قلنا سابقا - 01:04:27
فاول مقام في مورد الشريعة والعلم بمفصل النصوص هذا يجب على طالب العلم والعالم ان يعنى به لان هذه النصوص كما قلنا سابقا هي النور الذي انزله الله ولهذا الامام الجميل رحمه الله في اخر عمره - 01:04:40
ذكر ان مما اه ان صحت العبارة ندم عليه او يقول مما يأسى عليه بعبارة اعقل يقول مما يأسى عليه انه لم يمضي كثيرا من الوقت في تدبر القرآن مع ما تعرفون عنه من من من تصنيفه في التفسير ونظر في في تفسير القرآن بل قيل انه اول علم من علومه وامامته في التفسير - 01:04:57
الاقبال على القرآن تدبرا او سماعا له ان لم يكن الانسان قارئا يعني قد يكون سنقرأه ويتدبر او يستمعه ويتدبر على كبائع القرآن وعلى نصوص السنة هذا هو المقام الكلي في العلم - 01:05:23
المقدمة الثانية العلم بالمقاصد من كان ضليعا بالنصوص مستقرئا لنصوص الكتاب ومشهور السنة المرفوعة الى النبي عليه الصلاة والسلام وفقه ائمة الصحابة من الاثر المروي عنهم رظي الله عنهم المولد الثاني - 01:05:39
العلم بمقاصد الشريعة وهذا فقه معروف وفقه شريف وان كان مما قد يعقده عن طلبة العلم او عن كثير منهم قلة التصنيف المسماة فيه فهو علم استقرائي سمى فيه ابو اسحاق الشاطبي رحمه الله - 01:05:59
تصنيفا ووضع جملة كتاب الموافقات في هذا المعنى وتكلم في عز الدين ابن عبد السلام في كتاب القواعد وتكلم الشاطبي في او عفوا القرافي في الفروق تكلم علماء الاصول علماء القواعد - 01:06:17
اه اشارات وجمل في كلام ائمة العلم المتأخرين المحققين كابي عمر ابن عبد البر او ابن حزم او او ابن تيمية واو في كلام المتقدمين من الائمة رحمهم الله هذا امر لكن العلم بمقاصد الشريعة - 01:06:32
هذا علم يجب ان يتتبع في نصوص الكتاب والسنة وهو فقه الائمة وانا اقول هنا جملة ان مقاصد الشريعة فيما ارى انها الاسباب الكلية للتشريع مقاصد الشريعة هي الاسباب الكلية للتشريق فتدرس الاسباب الكلية للتشريع - 01:06:48
لانه بعض من نظر في مسائل المقاصد فيما ارى انه ادخل في المقاصد ما ليس منها ولهذا تكلم بعضهم في المقاصد عن القطعي والظني وبعضهم رتبها على مسألة الضروري والحاجي والتحسين كما - 01:07:09
ابتدأ الشاطبي رحمه الله وان كان استدرك في شيء من كلامه لما تكلم على الضرورات او الضروريات الخمس على كل حال هذا بحث اخر لكن العلم والعناية بمقاصد الشريعة آآ الوجه الثالث - 01:07:24
العلم بمشهور المسائل في موارد الاجماع او موارد الخلاف يجب ان طالب العلم يقرأ في الكتب التي جمعت مسائل الاجماع باصول الشريعة وفي احكام الشريعة وكذلك يعرف المشهور والا الكمال هذا متعذر لا يستطيعه احد - 01:07:41
لكن يعرف المشهور من مسائل الخلاف يعرف المشهور من مسائل الخلاف ولا سيما اذا قرأ في بعض الكتب التي عنيت بجمع الخلافة وبجمع المشهور من الخلاف وهذا كل احد بحسب مقامه وبحسب امكانه وقدرته - 01:08:02
ما اتاه الله من الامكان او ما اتاه الله من الوقت الى غير ذلك من الاسباب التي لا تخفى الوجه الرابع والاخير العلم بقواعد الخلاف ورتبه فاذا علم بالنصوص علم بمقاصد الشريعة علم بمشهور المسائل مسائل الاجماع او مسائل الخلاف علم - 01:08:19
قواعد الخلاف ورتبه لماذا؟ لان الناظر في النازل لا بد ان يعرف قدرها من حيث احتمال الخلاف؟ وما هو الخلاف السائغ فيها؟ وما ليس سائغا حتى لا يقع بعض من ينظر في النازلة الى درجة من الغلو فلربما ارتقى كما قلنا بما هو من مقام الظني - 01:08:41
الى حكم قطعي او كان على عكس ذلك وربما هون من شأن ما درجته اعلى ويعرف قواعد الخلاف ومراتب الخلاف حتى يكون نظره في النازلة نظرا معتدلا من حيث اه لزومها او من حيث لزوم الحكم ومن حيث احتمال الخلاف وما الى ذلك من تسلسل المعاني التي يقتضيها هذا الوجه - 01:09:03
اه نكتفي بهذا ليس الاكتفاء الموظوع نفسه وانما لان المقصود جملة من الاشارات والتنبيهات كما اسلفت نسأل الله جل وعلا باسمائه وصفاته ان يرزقنا واياكم الفقه في الدين اه ان يثبتنا واياكم وان يوفقنا - 01:09:32
لحسن الفقه في الشريعة فان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد. اللهم صلي - 01:09:54
وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. كتب الله اجرك يا شيخنا واسأل الله عز وجل ان يسددك وان يرفع قدرك في الدنيا وان يعلي ذكرك في الدنيا والاخرة انه ولي ذلك والقادر عليه - 01:10:08
شيخنا نستأذنك في عرض بعض الاسئلة. سؤال يقول هل يوجد جهة معتبرة تخصصت في النظر في النوازل هناك ولله الحمد مجموعة في العالم الاسلامي اليوم هناك مجموعة من صور الاجتهاد الجماعي - 01:10:22
وانا ارى ان ما يتعلق بالنوازل الفاضل فيه ان يكون مشتركا وان يراجع اهل العلم بعضهم بعضا في النظر في هذه النوازل فتوجد هيئات علمية شرعية وتوجد مجامع ايضا فقهية - 01:10:39
هذه من وان كان من هذا الواقع ليس بالضرورة انه يكون كافيا فيرجى ان يوجد لدى المسلمين ما هو اتم من هذا هو ان يسدد النقص لان احوال المسلمين تتكاثر واذا ما كان الاجتهاد مشتركا بين علماء - 01:11:00
وفقهائهم ولا شك ان هذا ادعى لضبط الحكم وصدقه وانصافه وآآ صحته الى غير ذلك الله اليك يقول كيف كان هدي ابي محمد ابن حزم في النوازل؟ هل كان يحكم بالظاهر كعادته ام لا - 01:11:20
تعبير بالهدي آآ للاعيان مناسبا على كل حال اه انما ابو محمد ابن حزم كما تعرف هو من كبار اهل العلم وصاحب اختصاص من جهة عنايته داوود ابن علي فصار له اختصاص عن جمهور الفقهاء الذين اشتهر فقههم من اتباع الائمة الاربعة - 01:11:39
لانه مضى على اصول داوود واخذ هذه الجملة من فقه داوود ابن علي الظاهري رحمه الله فنشرها اصولا او تأصيلا وتقعيدا او تفريعا فصنف في اصول الفقه كما تعرف صنف في فروع الفقه - 01:12:04
فتجد في كتابه في الاصول او في ما كتبه في الفروع في المحلى آآ تجد لابي محمد رحمه الله فقها واسعا وفقها مستفيظا وسعة علم بالنصوص لكنه مضى على الاصول التي ارتضاها كمنهج - 01:12:22
فطريقته رحمه الله هي طريقة ائمة الظاهر. بل هو نشرها على صفة مختصة فهو امام واسع الفقه وواسع العلم وان كان منهجه بالتفكر اه في بعض موارده نظر من جهة ما بنى عليه من الاصول الفقهية - 01:12:40
لانك تعرف ان له نظرا في بعض الاصول ومن اشهرها واخصها واكثرها اشادة في كلامه نفيا لها ما يسماه اه او ما سمي وعرف بالقياس فان ابا محمد كثيرا ما ينكره - 01:12:59
ويعتب على الفقهاء انهم استعملوه ويرى ان هذا من من الانفكاك عن النص الى غير ذلك اه لكن يبقى ان لابي محمد ابن حزم سعى في العلم معروفة. فلا ينبغي ان يتجاوز علمه او ان يقال انه مما لا تقرأ كتبه. انا اقول - 01:13:14
ان كتب بن حزم رحمه الله لا تناسب المبتدئ في طلب العلم لقوة عارظة ابن حزم من جهة ولان منهجه في التفكك كما قلت بني على منهج ليس مرضيا بجملته عند جمهور الفقهاء - 01:13:32
او او عفوا ليس مرضيا ببعض آآ اجزائه عند جمهور الفقهاء. لكن ارى في المقابل ان طالب العلم المتقدم المتمكن او الفقيه او المؤصل لدرجة انه متقدمة ينبغي الا يستغني عن بعض - 01:13:46
الافادات بمحمد بن حزم. ولهذا تجد ان ابن تيمية رحمه الله استقرأ علم ابن حزم وان كان تعقبه في كثير من المسائل لكنه اشاد به في كثير من المسائل فهو ممن اه له جمع وفقه اه كبير نعم - 01:14:05
احسن الله اليك وهذا الحديث يجرنا الى هذا السؤال الذي يتكرر فهذه احدى الصيغ تقول ما هو الطريق الاسلم للشبك العلمي على طريقة المتقدمين. لعلنا نختم بهذا السؤال حتى لا نكون الغينا سؤالا بعد ما قرئ - 01:14:23
اه مثل ما اشرت سابقا ان فيما ارى وهذا اجتهاد واسأل الله ان والسداد مما يلاحظ في هذا العصر ومن ربما بعض القرون الاخيرة ان هذه المختصرات التي هي اشارات في في اوائل العلوم - 01:14:40
وهذا موجود في كل علم من العلوم هناك مختصرات اعتاد الطلبة انهم يبتدئون بها. وهذا البدء ليس اشكالا. هذا بدء صحيح لكن السقط هنا انه يقيم عليها الطالب زمنا ثم يتحول منها الى البحث العلمي - 01:15:02
ثم يتحول منها الى البحث العلمية فتكون هي التأصيل في حقه وهذا هو وجه الخطأ. هذه المختصرات نعم لها فضلها ولا قدرها لكنها تكون ابتداء في العلم لكن لا ينتقل بها او منها الى البحث العلمي والقول في الاحكام العلمية - 01:15:21
ارى ان التأصيل على طريقة المتقدمين ومنهجهم كما اشرت سابقا البدء بحفظ القرآن الحفظ لما يتيسر من السنة لمن اتاه الله قدرة على الحفظ ومن لم يكن كذلك فيستظهر كتب السنة المشهورة قراءة لها - 01:15:41
عناية بها وترددا في نصوصها بحيث يكون قد استتم جملة هذه الكتب يقرأ في كلام ائمة المتقدمين وينظر صياغتهم في الفتوى وصياغتهم في القول انظر مثلا صياغة الامام مالك اذا علق بحكم في موطئه انظر مثلا في جوابات مالك التي جمعت - 01:15:58
من ائمة اصحابه اذا قرأت مثلا في مدونة في فقه مالك انظر مثلا في جوابات الامام احمد اذا قرأت في المسائل التي رواها غير واحد عن الامام احمد الصياغة العلمية للفتوى مهم طريقة النظر في المسائل على رتب متعددة - 01:16:19
والاشكال اليوم انه بعض طلاب العلم حاد المزاج فتواهم في الغالب حاجة او ربما العكس ان صحة العبارة تجده يتتبع كما يقال الايسر مع انه الايسر هنا الذي عناه الشارع هو اليسرى الذي جاء في النص - 01:16:35
بكون الله يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر التيسير والرخص ليست هي رخص الفقهاء بل الترخيص هو الرخصة التي جاء بها الشارع هذا هو الفاضل هذا هو الفاضل وان كان - 01:16:53
من مقام الفقه كما قال سفيان ان الفقه ان تسمع بالرخصة من الثقة فاما التشديد فيحسنه كل احد الاعتدال بين هذين الوجهين ولهذا الامام احمد رحمه الله اذا قرأتم مسائله - 01:17:08
تجدون فيها احكاما لكني التفت الى جهة اخرى غير مسألة الاحكام المتعددة لكن تجد مسائل الامام احمد فيها يتوقف وتجد مسائل في مسائل الامام احمد وجواباته يعبر بقوله ارجو ويعجبني ونحو ذلك من التقديرات - 01:17:22
وتجد مسائل يجزم فيها جزما واضحا وتجد مسائل يحلف على رأيه فيها وقد جمع بعض اصحابه كما يعرف الاخوة جمع بعض اصحاب احمد المسائل التي حلف عليها الامام احمد فيسأل عن كذا ترى كذا فيقول نعم اي والله - 01:17:44
وليست هي في العقائد كما قد يتبادر انه حلف عليها ان يكون اصول من اصول الدين لا. بعضها حتى مسائل الجمهور على خلاف راي احمد فيها. مثل سئل عنه مثلا - 01:18:04
بعض الاحكام التي حلف عليها مثلا سئل عن خاتم الحديد فذهب الى كراهته وحمل بعض اصحابه على انها كراهة تحرير عند احمد وبعضهم قال ليست كراهة تحريم اذا قلنا انها تحريم فهذا على خلاف رأي الجمهور - 01:18:14
وقيل تذهب الى حديث عمرو ابن شعيب فيها؟ قال نعم اي والله هذا التنوع دليل على سعة فقه السابقين ساعة تفك الائمة المتقدمين. ولذلك كما قلت ان الاستقرار لمنهجهم يكون بقراءة فقههم وقراءة فتواهم قراءة فقه الامام الشافعي - 01:18:28
في كتاب الام في تأصيله في في الرسالة قراءة فقه محمد ابن الحسن في فيما كتبه في مثلا كتاب الحجة على اهل المدينة من حسن المناظرة الفقهية الصحيحة في كلام محمد ابن الحسن مع علماء المدينة وعلماء الحجاز آآ حسن مناظرة الشافعي في بعظ - 01:18:50
وبعض جواباته في الام التأصيل على هذه الكتب الاولى حسن الاختيار من كتب الاصول وكتب القواعد كتب الفقهية ايضا التي كتبها ائمة محققون مثل ولا سيما الكتب التي جمعت الخلاف بعد ان يأخذ طالب العلم التأصيل على - 01:19:10
مذهب معين ينظر الى كتاب مقارن في الفقه ومن ذلك مثلا كتاب المغني في فقه الامام احمد وان كان ذكر فيه جملة المذاهب المشهورة وهي المذاهب الاربعة وفق كثير من السلف من - 01:19:30
الصحابة ومن بعدهم او في المجموع للنووي رحمه الله في او او في بعض الامهات حسب المذهب لكن انا اذكر مغني مثلا لكونه شائعا في هذا البلد مثل هذا التأصيل مع العناية - 01:19:43
اه قبل ذلك من كتب اصول الدين التي بينت قواعد وعقائد هذه الملة ولا سيما من الكتب الاولى التي صنفت بالرواية والاسناد الى الائمة رحمهم الله والى اثار الصحابة وجمعت نصوصا - 01:20:00
الكتاب والسنة في هذا الباب هذا الاختصاص وحسن الانتقاء وحسن الاختيار بعد توفيق الله جل وعلا ارى انه هو من خير ما يدل طالب العلم على المنهج الصحيح اما انه يأخذ مختصرا يسيرا في الفقه - 01:20:16
او مختصرا يسيرا في الاصول لا يتجاوز ورقات يعني كما سماها الجويني رحمه الله يأخذ الورقات في الاصول وهي جملة مختصرة جدا على جلالتها وفضلها لكنها لا تصنع اصوليا ولا تظع اصوليا الى اخره فينتقل منها الى البحث - 01:20:32
في احكام مبنية على تفصيل في علم الاصول هذا ارى انه منهج فيه فيه نوع من الانفكاك لابد ان يكون الترقي صحيحا وتكون هذه المختصرات اوائل ليس الا تكون اوائل فاضلة يبتدئوا ولهذا كانوا يدرسونها لمرحلة قبل البلوغ في الغالب ما كانت تدرس للكبار اصلا لانهم يفترض انهم قد انتهوا منها - 01:20:49
وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وسلم - 01:21:12