التفريغ
هذا الاثر ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه في الكلام على المعوذتين. لو قال قائل ما حكم من انكر حرفا من القرآن. ما الحكم؟ يكفر ما حكم من انكر سورة؟ سورة - 00:00:00ضَ
باب اولى من باب اولى. ما حكم من انكر سورتين من باب اولى اذا ماذا يقال او يمكن ان يقال عن ابن مسعود رضي الله عنه من خيار الصحابة من علمائهم واعلم - 00:00:16ضَ
الصحابة بالقرآن تلقى من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة هل يمكن لاحد ان يقول فيه شيئا من ذلك حاشا وكلا لا يمكن لا يمكن طيب اذا - 00:00:28ضَ
غاية ما هنالك ان يقال بان ذلك ما بلغه وانتهى فهذه تصلح في المحاجة لبعض من يتسرعون في اطلاق العبارات والاحكام الكبرى لمجرد الشبهة دون النظر الى تحقق شروط او انتفاء - 00:00:42ضَ
موانع وللاسف صارت هذه بضاعة رائجة اليوم تجدها تقال بكل سهولة وتجري بكل خفة على السن بعض الناس لا سيما مع هذه الوسائل في الاتصال الاعلام الجديد وما الى ذلك - 00:01:04ضَ
تجد مثل هذه العبارات تقال في حق علماء في حق طلبة علم في حق اخيار في حق صلحاء في حق دعاة الى الله لا يمكن ان يطعن فيه ولا يمكن ان يشك بشبهة - 00:01:24ضَ
الذي يفتي بكذا الذي يقول بكذا الذي يقول يجوز التصويت للدستور الفلاني او نحو ذلك هذا كافر فلا يمكن ان يقال ولا يمكن ان يقول هذا احد من اهل العلم - 00:01:35ضَ
وهذه مصيبة ومشكلة اذا تصدر من لم يتأهل وتكلم في دقائق العلم وفي المسائل الكبار فالامر ليس بالشيء السهل اليسير. امر خطير فمثل هذا لو انه سئل لاول وهلة ما تقول فيمن انكر - 00:01:50ضَ
حرفا ما تقول في من انكر سورة؟ ما تقول في من انكر سورتين؟ هذا ابن مسعود رضي الله عنه اذا ماذا تقول فيه؟ فان قال يكفر فهذا نسأل الله العافية - 00:02:06ضَ
يكون في حال من الجهل والضلال والعمى بحيث لا يحتاج معه الى مكالمة لا يحتاج الى من يكلمه ولا من يرد عليه ولا من يناقشه. وقد بلغ الامر ببعض الناس - 00:02:16ضَ
الى هذا المستوى بل حدثني بعض الاخوان قبل سنين قبل اكثر من خمسطعشر سنة ان هناك من تكلم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة اهل بدر - 00:02:29ضَ
وانه لم يحكم بالحكم الذي اراده الله عز وجل وحكم به مع انه لم ينزل عليه في هذا الشيء وكان اول لقاء مع المشركين واول معركة فحكم بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال انه تاب ورجع الى هذا الحد. يعني هذا المستوى ما قال به كبار وائمة الخوارج هم الخوارج - 00:02:41ضَ
حكموا على اهل العراق والشام بالكفر من الصحابة ومن معهم رضي الله عنهم وحكموا على انفسهم هم قالوا بانهم كفروا حينما قبلوا بذلك لاول وهلة ولكنهم تابوا. هم يقولون عن انفسهم - 00:03:01ضَ
نسأل الله العافية فمثل هذا حينما يورد عليه مثل هذا الايراد. ولذلك ابن عباس لما ذهب اليهم قال له علي رضي الله عنه اني اتخوف عليك منهم لماذا؟ لانه يعرف من ذلك الوقت المبكر انه ممكن يجترئون عليه - 00:03:16ضَ
لانهم يرون كفره فيقتلونه بدم بارد. يقول اني اتخوف عليك منهم يقول ابن عباس رضي الله عنه كما في بعض الروايات عنه يقول وكنت رجلا سهلا لينا يعني في الخلق والتعامل لا اوذي احدا. يقول ما كنت يعني هل استعمل عبارات مستفزة؟ فذهب - 00:03:34ضَ
اليهم بحلة جميلة وجاء اليهم قدر عددهم في بعض التقديرات بعشرين الف قدر باثنعشر الف وقدر بغير هذا تصور هذا العدد الكبير ايام الصحابة اين عقولهم؟ اين ايمانهم؟ اين علمهم؟ اتركون كبار الصحابة وما معهم صحابي واحد. ويحكمون عليهم بالردة والكفر - 00:03:54ضَ
فلما جاءهم ابن عباس قالوا ما الذي جاء بك ما هذه الحلة التي عليك؟ اهل عبادة وزهد يقومون الليل ويصومون النهار لكن هذا الدين ما كان يحجزهم ويمنعهم لما قل علمهم فكيف بمن لا عبادة ولا علم؟ فقالوا ما هذه الحلة؟ فذكر لهم ما رأى من النبي صلى الله عليه - 00:04:17ضَ
سلم من ذلك يعني من جميل اللباس والحلل اليمانية ثم قال لهم جئتكم من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن عمه وختنه يعني زوج ابنته ما تنقمون عليه - 00:04:37ضَ
فقال بعضهم لا تكلموه الله قال بل هم قوم خصمون يعني قريشا فكلمه بعضهم وذكروا له انه حكم الرجال في كتاب الله هذا لا حكم الا لله لانه بعد ما حصلت قضية الحكمين ضجوا - 00:04:52ضَ
وقالوا لا حكم الا لله. الكلمة صحيحة. كلمة حق اريد بها باطل. فنظرهم ابن عباس رضي الله عنهما وقال لهم لا حكم الا لله ما تقولون في رجل وامرأته اختلفا اختصما قال الله فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها - 00:05:09ضَ
ما تقولون بهذا؟ قالوا في رجل وامرأته اختلفا على شيء. وكذلك في صيد الحرم يحكم به ذوى عدل منكم. فهنا رجال يحكمون. فتبين لهم بهذه انهم قد اخطأوا ورجعوا عنها. قالوا اذا هؤلاء الذين - 00:05:28ضَ
لهم لماذا لم يسب نساءهم؟ قال ايكم يرضى بان تكون عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها في سهمه؟ ان قلتم بهذا فقد كفرتم قررتم على انفسكم الكفر فوقعوا في حرج من منهم يقول عائشة تكون في سهم سبي باعتبار انهم كفار. فالشاهد ناظرهم بهذه الطريقة فرجع منهم الوف - 00:05:45ضَ
بعضهم يقول رجع اربعة الاف بعضهم يقول اكثر الاف لاحظ في موقف مثل هذا الاحظ هذه الحجج التي ظنوا انها شيء وليست بشيء ومن هنا فان مثل هذه القضايا لا يمكن ان يخلص منها الا العلم الصحيح الراسخ. ولا يمكن ان يتكلم فيها كل احد - 00:06:07ضَ
والا يكون قد خاب سعيه وضل عمله من اصعب الاشياء ايها الاخوان ان الانسان يركب الاهوال والاخطار ويقدم نفسه سهلة رخيصة يطلب ما عند الله عز وجل ثم في النهاية تكون حاله - 00:06:29ضَ
ممن ضل عمله الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا نسأل الله العافية وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا كل انسان يركب الاخطار يقدم نفسه يريد ما عند الله يبذل نفسه ما فيه اكثر من بذل النفس. الجود بالنفس اقصى غاية الجود - 00:06:45ضَ
انما يبذلها الانسان بخيصة ويتحمل في سبيل ذلك انواع البلاء التي تتنوع كما تعلمون معنى ذلك انه يتحمل انواع التحمل في سبيل مطلوبه ويؤذى غاية الاذى بانواع الاذى وهو مع ذلك - 00:07:09ضَ
يصبر ويتحمل او قد يصبر ويتحمل فيأتي بعد هذا بما قد يذهب عمله جميعا ادي ورطة ومصيبة ينبغي على المؤمن ان يحذر وان يتنزه من هذا كله اذا كانت عائشة رضي الله عنها - 00:07:30ضَ
تقول لصحابي شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بدرا في مسألة فيها شبهة تتصل بمعاملة من المعاملات بالربا اخبريه ان جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حبط او بطل - 00:07:49ضَ
يعني ان لم يتب ويرجع بمسألة كهذه وكلام العلماء فيه وتوجيه هذا القول من عائشة رضي الله عنها معروف. ولكن اقول اذا كان في شبهة مثل هذه معاملة من المعاملات فكيف بمسألة كبيرة يطلق فيها عبارات - 00:08:05ضَ
ابار اطلاق الكفر على خيار الامة علمائها وصلحائها وفضلائها الذين لا يتهمون ولا يشك في صدقهم ونزاهتهم وجهادهم وبذلهم ثم ما يترتب على هذا من استحلال الدماء انما ينظر الى هذا العالم او المجاهد او - 00:08:23ضَ
الداعية على انه مرتد عن الاسلام فمعنى ذلك انه حلال الدم والمال فتتحول التصورات والقلوب ويحال بين المرء وقلبه نسأل الله العافية وقد يشرب هذه الامور واشربوا في قلوبهم العجل - 00:08:46ضَ
يشرب هذه الانحرافات فلا يفارقها ولا يوفق للهدى ولا يوفق للتوبة ثم يموت شر ميته نسأل الله العافية هذا خطير والله عز وجل يقول عن اقوام ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة - 00:09:02ضَ
هنا تقليب الافئدة والابصار تقليب القلوب والابصار يعني يقلبها عن الحق لا تهتدي اليه فاذا صرف بصر الانسان صرفت بصيرته وانعكست وصرف قلبه عن الهدى والحق فانه نسأل الله العافية يرى الامور مقلوبة - 00:09:23ضَ
خيار الناس يتحولون عنده الى شرار الناس قد يكون هو في يوم من الايام يرى هؤلاء هم الاخيار والفضلاء وانهم هم القدوات ثم بعد ذلك يراهم مردة بماذا انظر الى هذا الذي قتل علي رضي الله عنه علي هو افضل الامة في زمانه. واتقى الامة واعلم الامة وارجح الامة في زمانه. هذا الذي - 00:09:42ضَ
فلا ينتسب للاسلام وقتل تقربا الى الله يرى ان هذا هو المشكلة وان هذا هو الشر محور الشر يدور على هؤلاء يرى ان التخلص منه افضل الجهاد ثم ذاك الذي يمدحه يا ضربة من تقيم - 00:10:04ضَ
ما اراد بها الا من ذي العرش رضوانا او كما قال. هي ضربة من تقيا يمدحه بهذا هذا يريد ما عند الله والثاني ابن جرموز اللي قتل الزبير ابن العوام رضي الله عنه قتله غيلة في وادي السباع - 00:10:20ضَ
وهو راجع رضي الله عنه الى المدينة ترك القتال لما ذكره علي رضي الله عنه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاتله وانت ظالم له. فرجع ولحق هذا الشقي - 00:10:38ضَ
وقتله وجاء يتقرب الى علي ويفتخر بانه قتله فبشره علي رضي الله عنه بالنار هذا اللي اجترى على قتل الزبير من العشرة المبشرين بالجنة حواري النبي صلى الله عليه وسلم. ما هذا العقل وما هذه اليد اللي تجترأت على هذه الجرأة؟ ما هذه النفس اللي اجرأت؟ كيف - 00:10:50ضَ
تحولت ابصار هؤلاء لان يرى الزبير ابن العوام انه شر يجب الخلاص منه وجاي يتقرب الى ثم بعد ذلك اكلته الحسرات فلما ولي عبدالله ابن الزبير الحجاز كما هو معلوم - 00:11:06ضَ
العراقيين وخراسان وما الى ذلك. جاء الى مصعب ابن الزبير وكان واليا على العراق. فاراد ان يقتص منه في قتل الزبير فكتب مصعب لاخيه عبدالله. يسأله في هذا فرفض عبدالله بن الزبير - 00:11:21ضَ
ان يقتص للزبير منه. رأى انه احقر من ذلك فكان الرجل يتحسر فهؤلاء الذين سطر التاريخ لهم بطولات و اقداما في الحروب وشجاعة مفرطة اقرأوا في تاريخهم يبذلون النفوس ارخص ما تكون. ولا يبالون بمواجهة الاعداء ولهم شعر من اصدق الشعر - 00:11:40ضَ
وانقاه المعروف اقرأوا في التاريخ تجد هؤلاء عندهم استعداد ان يفترقوا لاتفه الاسباب وكان بعض الدهاة من الامراء اذا حصلت مواجهة معهم دس اليهم بعض من يعرض بعض المسائل فينقسم عسكرهم الى قسمين يكفر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا - 00:12:04ضَ
فيجتاحهم قابلية عجيبة للانقسام للتفرق للاختلاف للتكفير بالعسكر نفسه الان في مقام حرب في مقام مواجهة يدس اليهم بعض الدهاة من يثير مسألة هم ينقسمون الى فرقتين يكفر بعضهم بعضا - 00:12:26ضَ
فيأتي هذا ويجتاحهم جميعا تاريخ مليء بالاحداث الصحابة رضي الله عنهم بون اخبار في هذا بعضهم لما رأى رؤوسا عند الجامع الاموي او في الشام بكى وقرأ الاية الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا او قرأ نحو ذلك. فلماذا الانسان - 00:12:43ضَ
لماذا يغرر بنفسه لماذا يجترئ على امور لم يتأهل لها لماذا يركب الانسان المراكب الصعبة ويجعل من نفسه مفتيا بقضايا دماء وقضايا احكام كبيرة مثل هذي وهو لم يتأهل ما عنده رسوخ في العلم - 00:13:10ضَ
لربما عمره في العشرينات يتكلم في مسائل لو جمع لها اهل بدر لتوقفوا فيها ويجترى عليها ويطلق الاحكام ويطلق العبارات الكبار وفلان العالم يستتاب وفلان اتقى من نعرف في هذا الزمان واعلم من نعرف وكذا بهذه السهولة يجترى عليهم - 00:13:30ضَ
هذه الطريقة فهذا خطير فينبغي على كل من اراد الخلاص لنفسه ان يتوقع وان يحذر يخاف ان يقع في مثل هذه الورطات الكبار ليدخل يقع على رأسه في حفرة من حفر جهنم - 00:13:51ضَ
عبرة ليست بكثرة ما يبذل الانسان ولا العبرة بتاريخ امضاها الانسان في عمل صالح العبرة فيما يموت عليه المرء العبرة في احسان العمل ليبلوكم ايكم احسن عملا بالصواب والصواب لا يمكن الا ان يأتي بالعلم الصحيح - 00:14:08ضَ
العلم الصحيح لا يحصل بمزاولات واعمال اخرى. العلم يحتاج الى ثني ركب الى اخذ عن العلماء الراسخين ولا يمكن ان يؤخذ العلم والاحكام من غير ذلك نسأل الله الهداية للجميع وان يصلح حالنا وان يقينا واياكم ويعيذنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن - 00:14:29ضَ