مقاطع مختارة

مقطع مميز | نوع من الإحسان مع الأم يغفل عنه

خالد السبت

بقوله تبارك وتعالى ووصينا الانسان بوالديه احسانا الوصية الوالدين بعد ما ذكر الله حقه كما في قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين - 00:00:00ضَ

احسانا ايات المحكمات في سورة الانعام. وعلى كل حال وذلك ان اعظم الحق بعد حق الله تبارك وتعالى هو حق الوالدين. واذا كانت هذه الاية قد نزلت في سعد ابن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه في امه وهي مشركة وتدعوه الى الكفر ومع - 00:00:19ضَ

جاءت الوصية بالاحسان الى الوالدين فكيف اذا كان هؤلاء اعني الابوين يدعوانه الى الايمان وطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فان الاحسان اليهما في هذه الحال يكون اعظم وهذا يدل على كل حال على ان - 00:00:42ضَ

الاحسان الى الوالدين في كل الحالات لا يستثنى منه شيء ولهذا الفقهاء رحمهم الله تكلموا فيما لو كان الوالد او الوالدة ملابسا لمنكر كيف يغير هذا المنكر؟ يعني لو كان مثلا يلبس لباسا منكرا او قد علق صليبا او نحو ذلك - 00:01:06ضَ

هل له ان ينزعه منه او لا باعتبار انه لا يخلو من اساءة ونوع جرأة على هذا الوالد وقوله تبارك وتعالى وصينا الانسان بوالديه احسانا سنة هنا اري قراءة آآ عاصم وحمزة - 00:01:28ضَ

والكي السعي. قراءة الجمهور حسنى. في هذا الموضع فقط يعني في بقية المواضع احسانا وبالوالدين احسانا كما في سورة الاسراء في سورة الانعام في هذا الموضع فيه قراءتان سورة الاحقاف - 00:01:51ضَ

فالجمهور يقرأونه حسنا. وعلى القراءتين احسانا وحسنا النصب يكون على المصدرية وهذا الاحسان يعني وصينا الانسان ان يحسن الى والديه حسنا واحسانا وصيناه ان يحسن الى والديه حسنا واحسانا فاطلق هذا الاحسان - 00:02:12ضَ

فيشمل جميع صور الاحسان من الاحسان بالقول احسان الفعل احسان بالمال احسان بالمعاشرة والمخالطة بل الاحسان حتى في النظر اليهما الاحسان حتى في المشاعر نحو الوالدين كل ما يمكن ان يتصور - 00:02:39ضَ

من الاحسان فهو داخل بهذه الاية فاطلقه الله تبارك وتعالى ويحسن في المخاطبة يحسن في المخالطة يحسن بالمال يحسن بعض الناس قد يقول هؤلاء من الوالدين غير محتاجين للمال ولكن - 00:03:03ضَ

لا سيما الوالدة اذا لم تكن يعني لكن اعطاءه لهما او لوالدته مثلا اذا كانت ليس لها يعني اه مال او ليس وان لم تكن محتاجة فهي مكفية قد كفاها - 00:03:23ضَ

زوجها مثلا فان هذا التصرف من الولد يدل على اصالته. ويدل على كرم ضريبته ويدل على سمو تربيته هذه الام التي تعبت وربت وفي كل يوم هي معه صباح مساء تنظر الى وجهه - 00:03:37ضَ

وتهيئه لمدرسته شقيت معه طويلا حتى تخرج وصار يعمل تنتظر العائدة من هذا الولد من حسن تعامله وبره وما الى ذلك فاذا كان هذا الولد يبادر من اول ما بدأ يعمل ويكتسب - 00:03:59ضَ

ويعطيها شيئا ولو لم تكن محتاجة فان هذا لا شك انه يؤثر فيها غاية التأثير ويغمرها بمشاعر لا يمكن وصفها تجاه هذا الولد ان هذا الولد بار واصيل وانه ما نسيها قط - 00:04:22ضَ

وانه يدرك ما بذلت من احسان وتربية وجهد وان ذلك لم يذهب ولم يتلاشى وما ضاع وهي ترجع عائدته ايضا في الاخرة الام تحتاج ان تتصدق وتحتاج ان تفرح الصغار وما اشبه ذلك ولا تحتاج في مثل هذه القضايا انها تنتظر وتقول اعطوني انا محتاجة كذا انا اريد كذا اريد اقدم هدية - 00:04:38ضَ

فلانة او نحو هذا يكون ذلك بيدها والام عادة تبادر ليه امور قد لا تخطر لهذا الولد على بال اذا حصل نقص او نحو هذا فانها تبادر وهي مسرورة فرحة - 00:05:07ضَ

بتسديد هذه الحاجات بخلاف غيرها ممن لربما لا يقع في يدها شيء الا اتلفته الام تحنو وتحفظ للولد هذا المال واذا رأت فرصة انتهزتها في شأن من شؤون بيتها وبيتي - 00:05:23ضَ

ولدها فمثل هذا ينبغي ان نتذكره كثير من الناس لا ينتبهون لهذا ويقول هي غير محتاجة. فهذا من الاحسان الذي نغفل عنه وله اثر بالغ اثر بليغ ولربما تبقى صامتة ساكتة لكن ذلك في نفسها - 00:05:44ضَ

ان هذا الولد لم يتذكر بذلها واحسانها لكنه حينما يترجم عنه بمثل هذا سيكون له غاية التأثير من البر المنسي للاسف الشديد وهو شاق على نفوس الابوين مما لا يعرفه كثير من - 00:06:02ضَ

الذين ظاهرهم الاستقامة والصلاح انه يعرف من حال ابيه او من حال امه انهما يكرهان كذا يكرهان صحبته لفلان يكرهان ذهابه الى المكان الفلاني يكرهان اه هذا الفعل منه يكرهان هذه المزاولات الاشتغال بكذا - 00:06:22ضَ

من الامور التي ليست من العمل الصالح لكنها امور قد تكون مباحة قد يريد ان يخرج الى المكان الفلاني وهم يكرهون ذلك فاذا عرف منهم هذا فلا داعي لان يكرره عليهم - 00:06:41ضَ

او ان يطالبهم بالسماح له بزعم انه بار لا يخرج الا باذنهما ويضجر ابويه بالمطالبة بهذا الشيء اللي يعلم انهما يكرهانه فلربما وافق على ذلك على مضض يريد ان الخلاص من هذا الالحاح - 00:06:55ضَ

فاذا عرف الانسان ان انهم يكرهون طرح الامر الفلاني. ذكر القضية الفلانية المطالبة بالشيء الفلاني لمصلحته او لمصلحة غيره او نحو ذلك. يكف عنه يعرف من خلال هذه العشرة الطويلة الممتدة ما الذي - 00:07:15ضَ

يدخل السرور عليهما وما الذي يحصل به الانزعاج لهما فيترك هذه الامور التي يكرهانها لا يحب ان سماعها للاسف هذا لدى الاكثر منسي وان زعم وظن انه بار. يعني هو باعتبار انه لا يفعل الا باذنهما. لكن هذا الاذن - 00:07:32ضَ

لا يأتي الا بعد السآمة والضجر والملل والضيق تضيق به الدنيا بما رحبت من كثرة هذا الالحاح والطرق على هذا الموضوع حتى يوافق هذا الاب كارها ومرغما من اجل الخلاص - 00:07:56ضَ

من هذا الازعاج وعند نفسه هذا الولد انه بار وهذا من العقوق الذي لا يدركه كثير من الابناء والله المستعان - 00:08:11ضَ