فوائد من محاضرة (مقتل الحسين رضي الله عنه والحقائق الغائبة)

ممن يلام في مقتل الحسين: يزيد بن معاوية | الشيخ عبد الله العنقري

عبدالله العنقري

مما يوجه لهم اللوم يزيد ابن معاوية. فانه والا عن الوالي ابن زياد. وذمه وحلف ان ابن زياد لو كان بينه وبين الحسين قرابة ورحم لرعاها وحلف ايضا ان ما عرضه الحسين من الحلول لو عرض عليه لقبله. ومع ذلك كله يقال. ان يزيد ابن معاوية لم يحاسب - 00:00:00ضَ

هذا الامير السفيه المتغطرس ولم يشف صدور المسلمين منه جزاء تجبره وتعنته بان يأمر يزيد بقتله او سجنه بل لم يعاقبه يزيد ولو بمجرد عزيمة ولا شك ان هؤلاء الولاة الذين يكونون على البلدان يجب ان تكون جرائرهم وجرائمهم محل المحاسبة الدقيقة عند من يرأسونهم. كما كان - 00:00:20ضَ

حال زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم فقد كان الولاة يحسبون الف حساب لتصرفاتهم مع ادنى رجل من الرعية. فهذا عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما اشتكى اليه احد الرعية واليا جلده مائة سوط ظلما. استدعى عمر الوالي. ثم طلب من ذلك المجلود ان يقتص من الوالي بجلده - 00:00:42ضَ

مئة سوط كما جلده فقال عمرو بن العاص يا امير المؤمنين ان فعلت هذا يكثر عليك. ويكون سنة يأخذ بها من بعدك. فقال عمر انا لا اقيد منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه - 00:01:02ضَ

سلم يوقد من نفسه فقال عمر دعنا فلنرضع. يعني نتفاهم مع هذا المجلود لنرضيه حتى يتنازل عن حقه. فقال عمر دونكم فارضوه. يعني ان اتفقتم معه فهذا اليكم. فاتفقوا مع المجلود على اعطائه مقابل كل صوت دينارين اثنين. اي انهم اعطوه مبلغ مائتي دينار وهو مبلغ كبير - 00:01:14ضَ

كثير جدا اذا قيل ان الدينار الواحدة يعادل عشرة دراهم او اثني عشر درهما وقال عمر رضي الله عنه من ظلمه عامله اي اميره بمظلمة فلا اذن له علي ليرفعها الي حتى اقصه منه. فحرض عمر رضي الله - 00:01:36ضَ

الرعية تحريضا على الا يترددوا اذا ظلمهم ولاتهم باي مظلمة حرضهم على رفع المظلمة اليه مباشرة حتى يقتص من الوالي ولو وبجلده. وذلك ليضع كل وال في ذهنه ان وراءه خليفة صارما. سيحاسبه على اي عقوبة يوقعها على رعيته بغير وجه حق. فهذا - 00:01:52ضَ

هكذا يصنع خلفاء العدل مع الولاة في اناس من اذى الرعية. فكيف اذا كان الوالي لم يقتصر على الجلد بل امر بالقتل؟ وقتل من؟ قتل رجل هو واخوه سيدا شباب اهل الجنة. وهما ريحانتا نبي الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا. فهل يكفي في الانتقام من ذلك الوالي مجرد لعنه - 00:02:12ضَ

والحلف بانه لم يقدم على ما اقدم عليه الا لعدم قرابته من الحسين. فهذا كله لا يكفي مقابل الجرم العظيم الواقع من ابن زياد. وقد نص اهل العلم على ان موقف يزيد هذا ليس بشيء. وانه لا يمكن ان يكون كافيا لمقابلة جريرة ابن زياد. وقد سئل الامام احمد - 00:02:32ضَ

يزيد ابن معاوية ايكتب عنه الحديث؟ فقال لا ولا كرامة ولما قال له عبدالله ابنه ان قوما يقولون انا نحب يزيد. قال هل يحب يزيد احد فيه خير؟ فقيل له فلماذا لا تلعنه؟ فقال فقيل له فلم؟ ذاك يلعن احدا - 00:02:52ضَ

لما ترجم ابن حجر ليزيد. وذكر ما وقع في زمنه من قتل الحسين وما فعل جيشه باهل المدينة في وقعة الحرة قال عن يزيد ليس باهل ان يروى عنه ومع ذلك فلندقق في موطن عبرة عجيب يتعلق بيزيد - 00:03:08ضَ

فان الله تعالى زوى عن ال يزيد الخلافة فبعد ان اوصى يزيد لولده معاوية ابن يزيد بالخلافة وافق ذلك مرض معاوية هذا فبقي مريضا مدة الى ان حضرته الوفاة فقيل له الا توصي - 00:03:24ضَ

قال لا اتزود مرارتها الى اخرتي واترك حلاوتها لبني امية. وابى ان يوصي لاحد من بعده وقد ولد ليزيد خمسة عشر ابنا ذكرا وانقرضوا كافة فلم يبق له عقب. وكان ذلك موطن عبرة عند الناس. حتى عند بني امية. ولهذا فقد ارسل عبد الملك بن مروان الى - 00:03:39ضَ

تواليه على العراق الحجاج ابن يوسف. اياك وبني هاشم ان تتعرض لهم. فقد رأيت بني حرب لما تعرضوا للحسين اصابهم ما اصابهم ومراده ما حل بيزيد. فان جد يزيد هو حرب ابن امية. ومن هنا لم يتعرض الحجاج مع غشمه وظلمه الذي طال كثيرا من الناس - 00:04:00ضَ

يتعرض لهاشمي بعد ان رأى بنو امية ما حل بيزيد واله من انقطاع عقبه. بينما ابقى الله تعالى نسل الحسين رغم قتله اولاده الذين معه سوى علي زين العابدين وحده وتسلسل من نسله رضي الله عنه الى اليوم الالوف والله على كل شيء قدير - 00:04:20ضَ